مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • المراهقة:‏ معبر الى سن الرشد
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • المراهقة:‏ معبر الى سن الرشد

      تخيَّل انك انتقلت لتوِّك من منطقة مناخها معتدل الى منطقة قطبية.‏ ما ان تترجل من الطائرة حتى تدرك ان المناخ شديد البرودة.‏ فتتساءل:‏ ‹هل يمكنني ان أتأقلم؟‏›.‏ الجواب هو نعم،‏ لكنك ستضطر الى اجراء بعض التعديلات.‏

      يواجهك وضع مماثل حين يصير احد اولادك مراهقا.‏ فيخيّل لك ان المناخ تبدل بين ليلة وضحاها.‏ فالصبي الذي كان في ما مضى يلازمك كظلك بات يفضّل رفقة مَن هم من جيله.‏ والبنت التي لم تُطق صبرا حتى تخبرك عن يومها صارت تجيب بكلام مقتضب.‏

      تسألها:‏ «كيف كان يومك في المدرسة؟‏».‏

      فتجيب:‏ «لا بأس».‏

      ويسود الصمت.‏

      فتحاول مجددا:‏ «ماذا يشغل بالك؟‏».‏

      فتجيب:‏ «لا شيء».‏

      ويستمر الصمت.‏

      فما الذي دهاها؟‏ فمنذ فترة قصيرة،‏ «كنت وكأنك تحمل تصريحا يخولك الدخول الى الكواليس في حياة اولادك.‏ اما الآن،‏ فكل ما يمكنك ان تأمل الحصول عليه هو الجلوس بين الحضور،‏ وعلى الارجح لن تجلس في المقاعد الامامية»،‏ بحسب كتاب في التواصل بين الوالدين والمراهقين.‏ —‏ Breaking the Code‏.‏

      فهل يجب ان ترضى بهذا الواقع؟‏ كلا على الاطلاق،‏ فبإمكانك اذابة الجليد والبقاء قريبا من اولادك خلال المراهقة.‏ لكن عليك اولا ان تفهم ماذا يحصل في هذه المرحلة المذهلة انما المضطربة احيانا.‏

      الانتقال من الطفولة الى سن الرشد

      اعتقد الباحثون في ما مضى ان نمو دماغ الطفل يكتمل تقريبا في سن الخامسة كحد اقصى.‏ اما اليوم،‏ فيظنون انه فيما لا يتغيَّر حجم الدماغ الا قليلا،‏ يحدث تغيير في وظيفته بعد هذا العمر.‏ فمنذ بداية سن البلوغ،‏ يمر الاحداث بتغيير جذري في الهرمونات يبدل طريقة تفكيرهم.‏ على سبيل المثال،‏ يقيِّم الاولاد الصغار الامور على اساس قواعد محددة مبنية على وقائع محسوسة.‏ اما المراهقون فيميلون الى التحليل على ضوء مفاهيم مجردة،‏ آخذين في الاعتبار الجوانب الضمنية لكل مسألة.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ فيكوّنون قناعاتهم الخاصة ولا يترددون في التعبير عنها.‏

      لمس پاولو من ايطاليا هذا التغيير في ابنه المراهق.‏ يقول:‏ «عندما أنظر الى ابني،‏ لا ارى امامي ولدا بل رجلا صغيرا.‏ وما يدهشني ليس نموه الجسدي فحسب،‏ انما طريقة تفكيره بشكل خاص.‏ كما انه لا يخاف ان يعبِّر عن آرائه ويدافع عنها».‏

      هل لاحظت تغييرا مشابها في ولدك المراهق؟‏ ربما في طفولته،‏ كان يطيع اوامرك،‏ لمجرد انك طلبتها منه.‏ اما الآن،‏ فصار يسألك عن الاسباب،‏ حتى انه قد يشكك في القيم التي تتبناها عائلتك.‏ وفي بعض الاحيان،‏ يَظهر كلامه الجازم بمثابة تمرد.‏

      لكن لا تتسرع في الاستنتاج انه يسعى الى الانقلاب على قيمك.‏ فجُلّ ما في الامر ان ولدك ربما يحاول جاهدا تبنّي قيمك وإيجاد مكان لها في حياته هو.‏ للايضاح،‏ تخيل انك تنتقل من بيت الى آخر وتنقل معك الاثاث.‏ فهل يسهل ايجاد مكان لكل قطعة اثاث في منزلك الجديد؟‏ كلا على الارجح.‏ لكن الاكيد انك لن ترمي اية قطعة ثمينة في نظرك.‏

      يواجه ولدك المراهق وضعا مماثلا فيما يستعد لليوم الذي ‹يترك فيه اباه وأمه›.‏ (‏تكوين ٢:‏٢٤‏)‏ صحيح ان ذلك اليوم لا يزال بعيدا،‏ فهو ليس راشدا بعد،‏ لكنه سبق ان بدأ بتوضيب اغراضه اذا جاز التعبير.‏ ففي سنوات مراهقته،‏ يتفحص القيم التي تربى عليها ويختار ما سيتبنى منها في سن الرشد.‏a

      قد ترهبك فكرة اتخاذ ولدك قرارات كهذه.‏ لكن مما لا شك فيه انه لن يحتفظ الا بالمبادئ القيّمة في نظره حين ينتقل الى سن الرشد.‏ لذا الآن فيما لا يزال ولدك يعيش في منزلك هو الوقت المناسب ليتفحص المبادئ التي سيحيا وفقها.‏ —‏ اعمال ١٧:‏١١‏.‏

      وفي الواقع،‏ ان إقدامه على هذه الخطوة هو عين الصواب.‏ ففي النهاية،‏ اذا قبِل اليوم مقاييسك انت بثقة عمياء،‏ فقد يقبل بسذاجة مقاييس الآخرين في وقت لاحق.‏ (‏خروج ٢٣:‏٢‏)‏ ويقول الكتاب المقدس ان فتى كهذا يسهل اغراؤه لأنه «ناقص القلب»،‏ عبارة تشير الى شخص تنقصه صفة التمييز وغيرها من الصفات الجيدة.‏ (‏امثال ٧:‏٧‏)‏ والشاب الذي ليست لديه قناعات خاصة يمكن ان ‹تتقاذفه الامواج،‏ ويحمله الى هنا وهناك كل ريح تعليم بحيلة الناس›.‏ —‏ افسس ٤:‏١٤‏.‏

      فكيف لك ان تمنع حدوث ذلك لولدك؟‏ احرص على ان يكتسب ما يلي:‏

      ١-‏ قوى ادراك مدرَّبة

      كتب الرسول بولس ان ‹قوى ادراك الناضجين مدرَّبة على التمييز بين الصواب والخطإ›.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ لكنك ربما تقول:‏ ‹لقد علَّمت ولدي ما الصواب والخطأ منذ سنين›.‏ ولا شك ان هذا التدريب نفعه آنذاك وأعده لمرحلة نموّه التالية.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤‏)‏ غير ان بولس تحدث عن ضرورة تدريب قوى الادراك.‏ ففي حين يكتسب الاولاد الصغار المعرفة عمّا هو صواب وخطأ،‏ على المراهقين ان ‹يصيروا مكتملي النمو في قوى الفهم›.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٢٠؛‏ امثال ١:‏٤؛‏ ٢:‏١١‏)‏ فمن الافضل الا يطيعك ابنك طاعة عمياء،‏ بل ان يكون ماهرا في التحليل المنطقي.‏ (‏روما ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فكيف تساعده على ذلك؟‏

      ان احدى الطرائق هي السماح له ان يعبِّر عمّا في نفسه.‏ فلا تقاطعه وحاول قدر المستطاع الا تنفعل،‏ ولو قال امرا لا ترغب في سماعه.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «ليكن كل انسان سريعا في الاستماع،‏ بطيئا في التكلم،‏ بطيئا في السخط».‏ (‏يعقوب ١:‏١٩؛‏ امثال ١٨:‏١٣‏)‏ اضافة الى ذلك،‏ قال يسوع:‏ «من فيض القلب يتكلم الفم».‏ (‏متى ١٢:‏٣٤‏)‏ فإذا اصغيت لولدك المراهق،‏ تكتشف ماذا يشغل باله حقا.‏

      وعندما يحين الوقت لتتكلم،‏ حاول ان تطرح عليه الاسئلة عوض ان تتكلم معه بأسلوب مباشر وجافّ.‏ فيسوع لم يسأل تلاميذه فقط عن رأيهم بل سأل الاشخاص المعاندين ايضا.‏ (‏متى ٢١:‏٢٣،‏ ٢٨‏)‏ وعلى غرار يسوع،‏ يمكنك ان تفعل الامر عينه مع ولدك المراهق حتى عندما يختلف معك في الرأي.‏ على سبيل المثال:‏

      اذا قال ولدك المراهق:‏ «لست متأكدا اني اومن باللّٰه».‏

      عوض ان تجيب:‏ «ما هذا الكلام؟‏ لقد تربيت على الايمان باللّٰه».‏

      يمكنك ان تقول:‏ «اشرح لي من فضلك لمَ تقول ذلك».‏

      لمَ ينبغي ان تشجعه على التعبير عن نفسه؟‏ صحيح انك تسمع ما يقوله،‏ لكن عليك ان تعرف ما يفكر فيه ايضا.‏ (‏امثال ٢٠:‏٥‏)‏ فربما يكون جوهر المسألة مقاييس اللّٰه لا وجوده.‏

      مثلا،‏ ان الحدث الذي يُضيَّق عليه كي يكسر شرائع اللّٰه الادبية قد يحاول تهوين الامر على نفسه بإلغاء وجود اللّٰه.‏ (‏مزمور ١٤:‏١‏)‏ فقد يفكر في نفسه:‏ ‹اذا كان اللّٰه غير موجود،‏ فلا داعي ان اعيش وفق مقاييس الكتاب المقدس›.‏

      اذا صحّ ذلك،‏ فربما من المناسب ان يتأمل ولدك في السؤال التالي:‏ ‹هل أعتقد حقا ان مقاييس اللّٰه هي لصالحي؟‏›.‏ (‏اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وفي حال كان يؤمن انها لخيره،‏ فشجِّعه ان يدرك ان المحافظة على مصلحته امر يستحق العناء.‏ —‏ غلاطية ٥:‏١‏.‏

      اذا قال ولدك المراهق:‏ «هذا دينك انت،‏ لكنه ليس بالضرورة ديني انا».‏

      عوض ان تجيب:‏ «انه دين عائلتنا،‏ وأنت ابننا،‏ لذا سنملي عليك نحن معتقداتك».‏

      يمكنك ان تقول:‏ «ان المسألة التي تطرحها مهمة جدا.‏ ولكن اذا رفضت معتقداتي،‏ يجب ان يكون لديك بديل تؤمن به.‏ فما هي معتقداتك انت؟‏ وفق اية مقاييس ينبغي ان يعيش المرء في رأيك انت؟‏»‏‏.‏

      لمَ ينبغي ان تشجعه على التعبير عن نفسه؟‏ لأن التحليل بهذه الطريقة يساعده على فحص طريقة تفكيره.‏ وقد يتفاجأ حين يكتشف انكما تتشاطران المعتقدات عينها،‏ وأن قلقه نابع في الحقيقة من مسألة مختلفة تماما.‏

      مثلا،‏ ربما لا يعرف ولدك كيف يوضح للآخرين معتقداته.‏ (‏كولوسي ٤:‏٦؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٥‏)‏ او قد يكون معجبا بشخص من الجنس الآخر لا يشاطره ايمانه.‏ تحرَّ عن اصل المشكلة وساعده ان يراها هو ايضا.‏ فكلما استعان بقوى ادراكه،‏ كان اكثر استعدادا لسن الرشد.‏

      ٢-‏ التوجيه من اشخاص ناضجين

      في بعض المجتمعات اليوم،‏ وجد الباحثون ان الاحداث يندمجون في عالم الراشدين في سن باكرة.‏ فيعملون معهم،‏ يعاشرونهم،‏ ويتحملون المسؤوليات عينها.‏ فلا تكون المراهقة حتما «مرحلة صعبة،‏ عاصفة»،‏ كما يدعي بعض علماء النفس.‏ حتى انه لا وجود فيها لتعابير مثل «جناح الاحداث» و «المراهقة».‏

      بالتباين،‏ يعيش الاحداث في بلدان عديدة واقعا مختلفا.‏ فهم يُجمعون في مدارس مكتظة لا يعاشرون فيها سوى الذين من عمرهم.‏ وحين يعودون الى بيوتهم،‏ يجدون المنزل فارغا.‏ فالاب والام كلاهما يعملان،‏ والاقارب يعيشون بعيدا.‏ لذا يصرفون الجزء الاكبر من وقتهم مع نظرائهم.‏b فهل تدرك الخطر الذي يهددهم؟‏ لا تقتصر المسألة فقط على اختلاطهم بأناس يؤثرون عليهم تأثيرا سيئا.‏ فقد وجد الباحثون انه حتى الاحداث المثاليون يميلون الى التصرف بطريقة غير مسؤولة اذا انعزلوا عن الكبار.‏

      ان احد المجتمعات التي لم تعزل الاحداث عن البالغين كان شعب اسرائيل القديمة.‏c على سبيل المثال،‏ يتحدث الكتاب المقدس عن عزيا الذي ملَك على يهوذا وهو لا يزال مراهقا.‏ فما الذي ساعده على حمل هذه المسؤولية الثقيلة؟‏ على ما يبدو،‏ لعب دورا في هذا المجال رجلٌ يدعى زكريا يصفه الكتاب المقدس بأنه «يعلِّم مخافة اللّٰه».‏ —‏ ٢ اخبار الايام ٢٦:‏٥‏.‏

      فهل ينال ولدك المراهق التوجيه من راشد او اكثر لديه القيم نفسها؟‏ في هذه الحال،‏ لا تغَر من هذه الصداقات التي تؤثر فيه تأثيرا ايجابيا اذ يمكن ان تعينه على فعل الصواب.‏ يذكر مثل في الكتاب المقدس:‏ «السائر مع الحكماء يصير حكيما».‏ —‏ امثال ١٣:‏٢٠‏.‏

      ٣-‏ حس بالمسؤولية

      في بعض البلدان،‏ يحدّ القانون من ساعات العمل المسموحة للاحداث،‏ ويمنعهم من القيام ببعض الاعمال.‏ وقد وُضعت هذه القيود لحمايتهم من ظروف العمل الخطرة التي نشأت بشكل غير متوقع اثر الثورة الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.‏

      صحيح ان هذه القوانين تحمي الاحداث من الخطر وسوء المعاملة،‏ لكن يرى بعض الخبراء انها تحول دون تحمُّلهم المسؤوليات.‏ نتيجة لذلك،‏ ينمي مراهقون كثيرون موقفا وقحا «ان لديهم حقا مكتسبا،‏ وكأنهم يستحقون ان تُقدَّم لهم الاشياء دون عناء»،‏ حسبما يذكر كتاب الهروب من مراهقة لامتناهية (‏بالانكليزية)‏.‏ ويقول الكاتبان ان هذا الموقف «يبدو وكأنه رد فعل طبيعي للعيش في عالم اكثر توجها الى تسلية المراهقين منه الى توقُّع اي شيء منهم».‏

      بالتباين،‏ يخبر الكتاب المقدس عن شبان اخذوا على عاتقهم مسؤوليات ثقيلة في عمر باكر.‏ تأمل في تيموثاوس الذي كان لا يزال في سن المراهقة حين التقى الرسول بولس.‏ ذات مرة،‏ نصحه بولس الذي ترك اثرا كبيرا فيه:‏ ‹أضرِم موهبة اللّٰه التي فيك›.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٦‏)‏ وربما كان هذا الشاب في اواخر مراهقته او اوائل عشريناته حين ترك البيت وسافر مع بولس بغية مساعدته على تأسيس الجماعات وبنيان الاخوة.‏ لذلك تمكن هذا الرسول بعد العمل عشر سنوات تقريبا الى جانب تيموثاوس من القول الى المسيحيين في فيلبي:‏ «ليس لي احد غيره بمثل ميله يهتم بأموركم اهتماما اصيلا».‏ —‏ فيلبي ٢:‏٢٠‏.‏

      وفي الواقع،‏ غالبا ما يتوق المراهقون الى تولّي المسؤوليات،‏ ولا سيما حين يشعرون انهم ينجزون عملا مفيدا.‏ فلا يدربهم هذا على الصيرورة راشدين يتحلون بحس المسؤولية في المستقبل فحسب،‏ بل يساعدهم على تحقيق امكاناتهم اليوم.‏

      التأقلم مع «المناخ» الجديد

      كما ذكرنا في مستهل المقالة،‏ اذا كان ولدك في سن المراهقة،‏ فأنت تشعر على الارجح ان «المناخ» اليوم مغاير لما كان عليه منذ بضع سنوات.‏ لكن كن واثقا من قدرتك على التأقلم مثلما فعلت في المراحل السابقة من نموه.‏

      لذلك اعتبر سنوات مراهقته فرصة كي (‏١)‏ تساعده ان يدرب قوى ادراكه،‏ (‏٢)‏ تتيح له ان ينال التوجيه من اشخاص ناضجين،‏ و (‏٣)‏ تغرس فيه حسًّا بالمسؤولية.‏ وبفعلك هذا،‏ تعدّ ولدك المراهق لسن الرشد.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a يصف احد المراجع بشكل ملائم المراهقة بأنها «لحظة وداع تدوم طويلا».‏ لمزيد من المعلومات،‏ انظر برج المراقبة عدد ١ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٩،‏ الصفحات ١٠-‏١٢‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      b تستغل التسلية الموجهة الى المراهقين ميلهم الى معاشرة الذين من عمرهم.‏ فتغذي الفكرة القائلة ان لدى الاحداث ثقافة خاصة لا يمكن للبالغين اختراقها ولا فهمها.‏

      c ان كلمة «مراهق» ليست موجودة في الكتاب المقدس.‏ فعلى ما يظهر،‏ كان الاحداث بين شعب اللّٰه،‏ سواء في الازمنة المسيحية او قبلها،‏ يندمجون في عالم الراشدين في سن اصغر مما هو شائع في مجتمعات كثيرة اليوم.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٠]‏

      ‏«انهما افضل ابوين على الاطلاق»‏

      يعلِّم شهود يهوه ابناءهم وبناتهم بالقول والمثال ان يعيشوا وفق مبادئ الكتاب المقدس.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ غير انهم لا يجبرونهم على ذلك.‏ فهم يدركون ان كلا منهم يجب ان يختار عند بلوغه سن الرشد القيم التي سيعيش بموجبها.‏

      لقد تبنَّت آشلين (‏١٨ سنة)‏ القيم التي تربّت عليها.‏ تقول:‏ «ليس الدين في نظري نشاطا امارسه مرة في الاسبوع،‏ بل هو طريقة حياة.‏ فهو يؤثر في كل اعمالي وقراراتي:‏ من اختياري الاصدقاء الى الصفوف التي أحضرها والكتب التي أقرأها».‏

      وتقدر آشلين حق التقدير الطريقة التي اتبعها والداها المسيحيان في تربيتها.‏ تعبِّر قائلة:‏ «انهما افضل ابوين على الاطلاق،‏ وأنا سعيدة لأنهما غرسا فيّ الرغبة ان اصير وأبقى واحدة من شهود يهوه.‏ وسيستمران في ارشادي الى ما فيه خيري ما حييت».‏

  • آراء بعض الوالدين
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • آراء بعض الوالدين

      تحمل سنوات المراهقة معها سلسلة جديدة من التحديات الى والدين كثيرين.‏ وربما يصحّ ذلك في حالتك انت ايضا.‏ فكيف لك ان تمد لولدك يد العون كي ينجح في هذه المرحلة التي قد تشوِّش تفكيرك وتفكيره على حد سواء؟‏ إليك آراء بعض الوالدين من حول العالم.‏

      التغيُّرات

      ‏«كان ابني في طفولته يقبل نصائحي دون تردُّد.‏ اما في مراهقته،‏ فقد بدا وكأنه لم يعد يثق بسلطتي.‏ فأخذ يشكك في رأيي وطريقتي في التعبير».‏ —‏ فرانك،‏ كندا.‏

      ‏«لا يحادثني ابني كالسابق.‏ فما عاد يطلعني على شؤونه من تلقاء ذاته،‏ بل ينبغي ان اسأله عمّا يشغل باله.‏ وهو لا يجيب عن اسئلتي بسهولة.‏ صحيح انه يفعل ذلك في النهاية،‏ لكنه لا يجيب على الفور ابدا».‏ —‏ فرنسيس،‏ اوستراليا.‏

      ‏«الصبر صفة في غاية الاهمية.‏ فقد نرغب احيانا ان ننفّس عن غضبنا ونصرخ على اولادنا.‏ لكن الحل الامثل دائما هو ان نهدّئ روعنا ونتواصل معهم».‏ —‏ فيليشا،‏ الولايات المتحدة.‏

      التواصل

      ‏«في بعض الاحيان،‏ تقيم ابنتي المراهقة حاجزا دفاعيا وتظن اني أتعمد انتقادها باستمرار.‏ لذا عليّ ان اذكّرها بمحبتي ودعمي لها وأننا في الفريق نفسه».‏ —‏ لِيسا،‏ الولايات المتحدة.‏

      ‏«في الماضي كان ولداي مستعدين ان يطلعاني على افكارهما.‏ فسهُل عليّ ان أعرف ما يجول في بالهما.‏ اما اليوم،‏ فأحرص على تفهُّمهما واحترام شخصيتهما الفردية.‏ فهذه هي الطريقة الوحيدة ليفتحا لي قلبهما».‏ —‏ نانهي،‏ كوريا.‏

      ‏«لا يكفي ان نمنع المراهقين عن امور معينة،‏ بل علينا ان نناقشهم منطقيا ونجري احاديث عميقة تمس قلوبهم.‏ لكن كي نمهِّد لهذه الاحاديث،‏ علينا اولا ان نبدي استعدادا للاصغاء الى ما يقولونه،‏ ولو قالوا امورا لا نحب سماعها».‏ —‏ دليلة،‏ البرازيل.‏

      ‏«اذا لزم ان اوجِّه ملاحظة لابنتي،‏ أفعل ذلك على انفراد وليس امام الآخرين».‏ —‏ إدْنا،‏ نيجيريا.‏

      ‏«بينما اتحدث الى ابني،‏ أتلهى احيانا بما يحصل في المنزل من حولي،‏ فلا أوليه انتباهي الكامل.‏ وهو يلاحظ ذلك،‏ وأعتقد ان هذا احد الاسباب التي تدفعه الى الحد من احاديثنا.‏ من الضروري ان اوليه المزيد من الانتباه حين يحادثني كي يستمر في التعبير عن نفسه».‏ —‏ ميريام،‏ المكسيك.‏

      الاستقلالية

      ‏«لطالما اقلقني منح ولديّ المراهقين حريتهما،‏ مما خلق بعض الخلافات بيننا.‏ فناقشنا المسألة بصراحة وشرحت لهما مخاوفي،‏ ثم اوضحا هما لمَ يرغبان في المزيد من الحرية.‏ فتوصلنا الى اتفاق أتاح لهما حرية اكبر ضمن الحدود المعقولة التي وضعتها أنا».‏ —‏ إدوين،‏ غانا.‏

      ‏«رغب ابني في اقتناء دراجة نارية.‏ غير اني عارضت الفكرة بشدة حتى اني رحت اوبخه وأسلط الضوء على سلبيات شرائها دون اعطائه فرصة ليشرح موقفه.‏ فأغضبَته تصرفاتي وأججت رغبته في شراء واحدة.‏ عندئذ قررت ان اجرب اسلوبا آخر.‏ فشجَّعته على درس الموضوع من زوايا مختلفة،‏ بما فيها المخاطر والمصاريف وكلفة الحصول على رخصة قيادة وتجديدها.‏ كما طلبت منه ان يستشير المسيحيين الناضجين في الجماعة.‏ فقد أدركت انه من الاجدر لي ان اشجِّع ابني على التكلم بصراحة عن رغباته عوض التضييق عليه،‏ لكي ابلغ قلبه».‏ —‏ هاي يانڠ،‏ كوريا.‏

      ‏«كنا نضع الحدود لأولادنا،‏ الا اننا في الوقت نفسه منحناهم الحرية تدريجيا.‏ وكلما احسنوا استعمالها،‏ اعطيناهم امتيازات اكثر.‏ وبما اننا هيَّأنا لهم فرصا ليكسبوا مزيدا من الحرية،‏ اظهرنا لهم ان هذه هي رغبتنا حقا.‏ لكننا لم نحجم عن معاقبتهم في حال تبيَّن انهم غير جديرين بثقتنا».‏ —‏ دوروتِه،‏ فرنسا.‏

      ‏«لم أتساهل قط في مقاييسي.‏ لكنني كنت مستعدة ان أقوم ببعض التنازلات حين يعرب ولداي عن الطاعة.‏ مثلا،‏ سمحت لهما احيانا بالبقاء وقتا اطول خارج المنزل ليلا.‏ لكن اذا تأخرا عن موعد عودتهما اكثر من مرة،‏ فلا مفر من العقوبات».‏ —‏ إيل خيون،‏ كوريا.‏

      ‏«يراعي رب العمل موظفيه على قدر ما يعربون عن الطاعة وحس المسؤولية.‏ بشكل مماثل،‏ يرى ابني انه ينال شيئا فشيئا حرية اكبر كلما اعرب عن هاتين الصفتين ضمن الحدود التي فرضناها.‏ وهو يدرك انه كما يُعاقَب الموظف على التقصير في مسؤولياته،‏ يمكن ان يخسر مقدار الحرية التي اكتسبها اذا لم يتصرف بمسؤولية».‏ —‏ رامون،‏ المكسيك.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٢]‏

      ‏«ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه».‏ —‏ امثال ٢٢:‏٦‏،‏ الترجمة البروتستانتية.‏

      ‏[الاطار/‏الصورتان في الصفحة ٢٣]‏

      من صميم الحياة

      ‏«تربية المراهقين تجربة رائعة»‏

      جوزيف:‏ ان ابنتيّ الكبريين في سن المراهقة.‏ ومن المهم ان اصغي اليهما وأوليهما انتباهي.‏ كما ان الاعتراف الصادق بتقصيراتي والاعراب عن الاحترام في حديثي معهما يبقيان خطوط الاتصال مفتوحة.‏ باختصار،‏ اشعر ان تربية المراهقين تجربة رائعة بفضل الارشاد الذي نناله من كلمة اللّٰه الكتاب المقدس.‏

      لِيسا:‏ عندما بلغت ابنتنا الكبرى سن المراهقة،‏ لاحظت انها اصبحت بحاجة اكثر الى اهتمامي.‏ ما زلت اذكر كم من الوقت قضيت في الاصغاء اليها والتكلم معها وتشجيعها.‏ نؤكد انا وزوجي لبناتنا اننا نحترم مشاعرهن وأن بإمكانهن التعبير عمّا في أنفسهن.‏ كما احاول تطبيق الحكمة الموجودة في يعقوب ١:‏١٩‏:‏ «ليكن كل انسان سريعا في الاستماع،‏ بطيئا في التكلم».‏

      ڤيكتوريا:‏ امي هي صديقتي المفضلة.‏ لم ألتقِ قط شخصا لطيفا ومحبًّا بقدرها،‏ وهي تعامل الجميع بهذه الطريقة.‏ انها طيبة القلب بكل معنى الكلمة،‏ ولا يمكن لأحد ان يحل محلها.‏

      اوليڤيا:‏ والدي شخص محب وكريم،‏ وهو دائم العطاء والتضحية من اجل الغير وإن كنا لا نملك الا القليل.‏ وهو يتصرف بجدية عند اللزوم،‏ لكنه في الوقت نفسه يعرف حق المعرفة كيف يمضي وقتا ممتعا.‏ انه والد مميَّز وأنا سعيدة لأنه والدي انا.‏

      ‏«لا مكان للضجر في حياتنا!‏»‏

      صوني:‏ اذا واجهت ابنتانا مشكلة معينة،‏ نجلس معا كعائلة ونناقشها.‏ فنتكلم بصراحة دائما ونؤسس قراراتنا على مبادئ من الكتاب المقدس.‏ كما نحرص انا وإيناس على ان تعاشرا اشخاصا بنائين وناضجين روحيا.‏ ان اصدقاءنا هم اصدقاؤهما والعكس صحيح.‏

      إيناس:‏ نشغل انفسنا دائما بنشاطات متنوعة ونقوم بها كعائلة.‏ فكشهود ليهوه،‏ نواظب على درس الكتاب المقدس الشخصي والعائلي وننهمك في الخدمة والعمل الطوعي مثل اعمال الاغاثة وبناء قاعات الملكوت.‏ كما نوازن بين هذه النشاطات والتسلية السليمة.‏ حقا،‏ لا مكان للضجر في حياتنا!‏

      كيلسي:‏ يُحسن والدي الاصغاء الينا ويستشير العائلة بكاملها عند اتخاذ قرارات مهمة.‏ اما والدتي فهي دائما الى جانبي سواء احتجت الى اذن صاغية او مساعدة عملية.‏

      سامنثا:‏ تُشعرني امي انني جد مميَّزة ومحبوبة ومهمة في نظرها،‏ حتى دون ان تعي ذلك.‏ فهي تصغي الي وتهتم بي.‏ ولن أتخلى عن صداقتنا ابدا.‏

      ‏[الصورتان]‏

      عائلة كاميرا:‏ جوزيف،‏ لِيسا،‏ ڤيكتوريا،‏ اوليڤيا،‏ وإيزابيلا

      عائلة ساپاتا:‏ كيلسي،‏ إيناس،‏ صوني،‏ وسامنثا

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة