مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«ماذا اصاب ابنتي؟‏»‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | حزيران (‏يونيو)‏
    • ‏«ماذا اصاب ابنتي؟‏»‏

      صُعق سكوت وساندراa حين دخلت ابنتهما البالغة من العمر ١٥ سنة الى غرفة الجلوس.‏ فشعرها الاشقر صار لونه احمر فاقعا.‏ وما ادهشهما اكثر هو الحوار الذي تبع ذلك.‏

      ‏—‏ هل اخذتِ الإذن منا قبل ان تصبغي شعرك؟‏

      ‏—‏ لم تقولا لي ولا مرة انه ممنوع ان اصبغ شعري.‏

      ‏—‏ لماذا لم تسألينا؟‏

      ‏—‏ لأني اعرف انكما سترفضان.‏

      يوافق سكوت وساندرا بدون تردد على ان المراهقة فترة حافلة بالتحديات،‏ ليس فقط للاولاد بل لوالديهم ايضا.‏ فكثيرون من الآباء والامهات ليسوا مستعدين بتاتا للتغييرات الجذرية التي تحصل حين يصل ولدهم الى سن البلوغ.‏ تتذكر امّ في كندا تدعى باربرا:‏ «فجأة وبدون سابق انذار،‏ اصبحت ابنتنا فتاة مختلفة.‏ وصرت اقول في نفسي:‏ ‹ماذا اصاب ابنتي؟‏›.‏ فكما لو ان احدا اتى ونحن نيام واستبدلها بفتاة اخرى».‏

      ليست هذه حال باربرا وحدها.‏ فهذا ما قاله آباء وأمهات من حول العالم لمجلة استيقظ!‏:‏

      ‏«حين بلغ ابني سن المراهقة،‏ صار فجأة اكثر تشبّثا برأيه وما عاد يقتنع بسهولة بما اقوله».‏ —‏ ليا،‏ بريطانيا.‏

      ‏«صارت ابنتانا تهتمان كثيرا برأي الناس فيهما،‏ وخصوصا حين يتعلق الامر بمظهرهما».‏ —‏ جون،‏ غانا.‏

      ‏«اصبح ابننا يصرّ على اتخاذ قراراته بنفسه.‏ ولم يرد ان يأمره احد بما يجب فعله».‏ —‏ سيلين،‏ البرازيل.‏

      ‏«لم تعد ابنتنا تحب ان نعانقها او نقبّلها».‏ —‏ آندرو،‏ كندا.‏

      ‏«صار ابناؤنا اكثر عدائية.‏ وما عادوا يرضون بقراراتنا،‏ بل اصبحوا يتحدّونها ويجادلون فيها».‏ —‏ ستيڤ،‏ اوستراليا.‏

      ‏«كانت ابنتي تخفي مشاعرها.‏ وأخذت تتقوقع داخل عالمها الصغير وتنزعج إن حاولتُ دخوله».‏ —‏ جوان،‏ المكسيك.‏

      ‏«صار اولادنا متكتّمين وأرادوا ان يحظوا بخصوصيّة اكبر.‏ وغالبا ما كانوا يفضّلون التواجد مع اصدقائهم لا معنا».‏ —‏ دانيال،‏ الفيليبين.‏

      اذا كنت ابا او اما لمراهق،‏ فقد تجد ان بعض التعليقات الواردة آنفا هي لسان حالك.‏ ولكن لا تيأس اذا عجزت عن فهم هذا المراهق «الغريب» او هذه المراهقة «الغريبة» في بيتك.‏ فالكتاب المقدس قادر على مساعدتك.‏ كيف؟‏

      الحكمة والفهم

      يقول مثل في الكتاب المقدس:‏ «اقتنِ الحكمة،‏ اقتنِ الفهم».‏ (‏امثال ٤:‏٥‏)‏ وهاتان الصفتان لازمتان عند التعامل مع مراهق.‏ فأنت بحاجة الى الفهم لتنظر الى الاسباب الكامنة وراء سلوكه وتدرك ما يمرّ به.‏ كما تحتاج الى الحكمة لتتجاوب بطريقة تتيح لك مواصلة منحه التوجيه ليصير راشدا يتحلى بالمسؤولية.‏

      لا تظن ان ولدك لا يحتاج اليك اذا بدا لك ان بينكما فجوة آخذة في التوسع تسبّب تباعدا في علاقتكما.‏ فالحقيقة هي ان المراهقين يحتاجون بل يريدون ان يلعب والدوهم دورا في هذه المرحلة الصعبة من حياتهم.‏ فكيف يساعدك الفهم والحكمة على منحهم هذا التوجيه؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a جرى تغيير الاسماء في هذه السلسلة.‏

  • تربية ولد مراهق —‏ دور الفهم
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | حزيران (‏يونيو)‏
    • تربية ولد مراهق —‏ دور الفهم

      لنفترض انك في رحلة الى دولة اجنبية وأنت لا تتكلم لغة اهل البلد.‏ لا شك ان التواصل مع الناس سيكون صعبا عليك،‏ ولكنه ليس مستحيلا.‏ فيمكنك مثلا الاستعانة بقاموس يعلّمك العبارات الاساسية المتداولة في تلك اللغة.‏ ويمكنك ايضا الاستعانة بمترجم لكي تفهم الآخرين ويفهموك.‏

      قد يشعر احيانا الوالدون الذين يربون مراهقين بأنهم في وضع مماثل.‏ فقد يصير سلوك المراهق كلغة اجنبية يصعب —‏ وإنما لا يستحيل —‏ عليهم فهمها.‏ لذا يلزم ان يحاولوا ان «يترجموا الى لغتهم» ما يمر به المراهق في هذه المرحلة من النمو المثيرة احيانا والحافلة بالتحديات غالبا.‏

      ما وراء هذه التصرفات

      ان رغبة الحدث في الاستقلال ليست دائما دليلا على التمرد.‏ تذكّر ان الكتاب المقدس يعترف بأنه يأتي وقت «يترك [فيه] الرجل اباه وأمه».‏ (‏تكوين ٢:‏٢٤‏)‏ ويحتاج الاحداث الى البدء باكتساب بعض الخبرة في اتخاذ القرارات لأن ذلك يُعدّهم لتولي مسؤوليات اكبر حين يصيرون راشدين.‏

      تأمل في الاسباب المحتملة التي تكمن وراء التصرفات التي لاحظها بعض الوالدين المقتبس منهم في المقالة السابقة.‏

      قالت ليا من بريطانيا:‏ ‏«حين بلغ ابني سن المراهقة،‏ صار فجأة اكثر تشبّثا برأيه وما عاد يقتنع بسهولة بما اقوله».‏

      لا يكفّ المراهقون عن السؤال «لماذا؟‏»،‏ شأنهم في ذلك شأن الاولاد الصغار.‏ لكن الجواب المختصر البسيط الذي يرضي الصغار ما عاد يكفي لإقناع المراهقين.‏ فماذا تغيّر؟‏ كتب الرسول بولس:‏ «لما كنت طفلا،‏ كنت .‏ .‏ .‏ افكر كطفل».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ فمع تطور مقدرة الاحداث التفكيرية،‏ يحتاجون الى شروح اكثر اقناعا لكي تتدرب «قوى ادراكهم».‏ —‏ عبرانيين ٥:‏١٤‏.‏

      قال جون من غانا:‏ ‏«صارت ابنتانا تهتمان كثيرا برأي الناس فيهما،‏ وخصوصا حين يتعلق الامر بمظهرهما».‏

      ان النمو السريع الذي يرافق البلوغ،‏ سواء اتى مبكرا او متأخرا او في وقته،‏ يجعل احداثا عديدين يقلقون جدا بشأن مظهرهم.‏ وحين ترى الفتيات التغييرات في قوامهن،‏ قد يشعرن إما بالاثارة او الخوف او الاثنين معا.‏ وعندما تضيف الى ذلك ظهور حب الشباب واكتشاف مستحضرات التجميل،‏ يسهل عليك عندئذ ان تفهم لماذا تقضي بعض الحدثات وقتا امام المرآة اطول من الوقت الذي يقضينه في الدرس.‏

      ذكر دانيال من الفيليبين:‏ ‏«صار اولادنا متكتّمين وأرادوا ان يحظوا بخصوصيّة اكبر.‏ وغالبا ما كانوا يفضّلون التواجد مع اصدقائهم لا معنا».‏

      قد ينطوي التكتم على بعض المخاطر.‏ (‏افسس ٥:‏١٢‏)‏ اما الخصوصية فشأن آخر.‏ حتى يسوع ادرك اهمية الانصراف «الى مكان خلاء يعتزل فيه».‏ (‏متى ١٤:‏١٣‏)‏ كذلك الاحداث يحتاجون فيما يكبرون الى قضاء بعض الوقت مع انفسهم ويريدون من الراشدين ان يحترموا ذلك.‏ فبعض الخصوصية تساعد الاحداث على إعمال ذهنهم في الامور،‏ وهذا ما يفيدهم جدا حين يصيرون راشدين.‏

      كما ان تعلم تكوين الصداقات جزء من عملية النمو.‏ صحيح ان «المعاشرات الرديئة تفسد العادات النافعة»،‏ لكن الكتاب المقدس يقول ايضا ان «الرفيق الحقيقي يحب في كل وقت،‏ وهو اخ للشدة يولد».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣؛‏ امثال ١٧:‏١٧‏)‏ فمن المهم ان يتعلم الاحداث كيف يكوّنون صداقات نافعة ويحافظون عليها،‏ وهذا جزء من المهارات التي سيحتاجون اليها ايضا في مرحلة الرشد.‏

      اذًا،‏ عندما يواجه الوالدون ايّا من الحالات الواردة آنفا،‏ يحسن بهم ان يقتنوا الفهم لكيلا يسيئوا تفسير سلوك مراهقيهم.‏ وبالطبع،‏ يلزم ان يترافق الفهم مع الحكمة،‏ اي القدرة على التجاوب مع وضع ما بطريقة تعطي افضل النتائج.‏ فكيف يستطيع والدو المراهقين فعل ذلك؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      مع تطور مقدرة الاحداث التفكيرية،‏ يحتاجون الى شروح اكثر اقناعا للقوانين العائلية

  • تربية ولد مراهق —‏ دور الحكمة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | حزيران (‏يونيو)‏
    • تربية ولد مراهق —‏ دور الحكمة

      ‏«نحن نبذل قصارى جهدنا لتزويد ابننا وابنتنا بالإرشاد،‏ ولكن يبدو لنا ان كل ما نفعله هو تأنيبهما.‏ لذا صرنا نتساءل احيانا ان كنا نبني ثقتهما بأنفسهما ام نحطمها.‏ فليس من السهل ابدا ايجاد حل وسط في التأديب».‏—‏ جورج ولورين،‏ اوستراليا.‏

      ليست تربية ولد مراهق بالمهمة السهلة.‏ فبالاضافة الى ضرورة التعامل مع التحديات الجديدة في هذه المرحلة من نمو الولد،‏ قد ينتاب الوالدين القلق حين يدركان ان صغيرهما قد كبر.‏ يعترف اب في اوستراليا يدعى فرانك:‏ «اشعر بالحزن حين افكر ان اولادنا سيغادرون البيت ذات يوم.‏ وليس سهلا ان تتقبل الفكرة انك لم تعد تتولى شؤون حياتهم».‏

      وتوافقه الرأي ليا المقتبس منها آنفا في هذه السلسلة.‏ فهي تقول:‏ «يصعب عليّ ان اعامل ابني كراشد شاب لأنه لا يزال في نظري ولدا صغيرا.‏ فكما لو انه في الامس ذهب لأول مرة الى المدرسة».‏

      يصعب على كثيرين تقبّل الفكرة ان المراهقين لم يعودوا اولادا صغارا.‏ فهم الآن يتدربون ليصيروا راشدين،‏ ووالدوهم في هذا التدريب هم المعلمون والمشجعون.‏ ولكن في يد الوالدين،‏ كما ذكر جورج ولورين آنفا،‏ بناء ثقة ولدهم بنفسه او تحطيمها.‏ فكيف يعرف الوالدون اين الحل الوسط في التأديب؟‏ يتضمن الكتاب المقدس نصائح تساعدهم على ذلك.‏ (‏اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فلنتأمل في البعض منها.‏

      التواصل الجيد ضروري

      يأمر الكتاب المقدس المسيحيين بأن يكونوا ‹سريعين في الاستماع بطيئين في التكلم›.‏ (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ صحيح ان هذه النصيحة مفيدة للتعامل مع الاولاد في اي عمر كانوا،‏ لكن الاستماع مهم جدا في حالة المراهقين مع انه قد يستلزم جهدا كبيرا.‏

      يقول پيتر،‏ وهو اب يعيش في بريطانيا:‏ «حين صار ابناي مراهقين كان لا بد لي ان اطوّر مهاراتي في التواصل.‏ اعتدنا انا وزوجتي،‏ حين كانا اصغر سنا،‏ ان نأمرهما بما يجب فعله فيسمعان لنا.‏ اما الآن بعدما كبرا،‏ فقد صرنا مضطرين الى تحليل الامور ومناقشتها معهما وتركهما يستعملان قدراتهما التفكيرية لحل المسائل.‏ وباختصار،‏ صرنا نبلغ القلب».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٤‏.‏

      يلعب الاستماع دورا هاما،‏ وخصوصا عندما تقع الخلافات.‏ (‏امثال ١٧:‏٢٧‏)‏ وهذا ما حدث مع دانييل التي تعيش في بريطانيا.‏ فقد ذكرت:‏ «كنت انزعج من الطريقة التي تجاوبني بها ابنتي حين اطلب منها شيئا.‏ لكنها قالت لي اني اصرخ وأتأمر عليها دائما.‏ وقد حللنا هذا الخلاف حين جلسنا معا واستمعت كل واحدة لما لدى الاخرى لتقوله.‏ فقد عبّرَت عن رأيها وأخبرتني عما تحسّ به حين اتكلم اليها،‏ وعبّرتُ لها عن انطباعاتي ومشاعري نحوها».‏

      وجدت دانييل ان ‹الاسراع في الاستماع› ساعدها على تحديد السبب الذي كان يجعل ابنتها تجاوبها هكذا.‏ وقد قالت:‏ «احاول الآن ان اكون صبورة على ابنتي».‏ ثم أضافت:‏ «ان العلاقة بيننا تتحسن».‏

      تذكر الامثال ١٨:‏١٣‏:‏ «مَن يُجِب عن امر قبل ان يسمعه،‏ فذاك حماقة له ومذلة».‏ ويشهد ڠريڠ،‏ اب يعيش في اوستراليا،‏ على صحة هذه الكلمات.‏ فهو يقول:‏ «تنشأ الخلافات احيانا مع ابنتينا حين نسرع انا وزوجتي الى الوعظ بدلا من الاستماع اليهما اولا ومعرفة حقيقة شعورهما.‏ وقد وجدنا انه حتى لو كانت مواقفهما غير مقبولة لدينا،‏ من المهم ان نسمح لهما بالتعبير عن مشاعرهما قبل ان نعطيهما الارشاد او النصح اللازم».‏

      ما حدود الحرية التي ينبغي اعطاؤها لهم؟‏

      لعل مسألة الاستقلال من ابرز اسباب الخلافات بين الوالدين والمراهقين.‏ فما حدود الحرية التي ينبغي ان تعطى للمراهق؟‏ يقول احد الآباء:‏ «اشعر احيانا انه اذا سمحتُ لابنتي بشبر من الحرية طالبَت بذراع».‏

      لا شك ان اعطاء الاحداث حرية غير مقيدة تنجم عنه عواقب وخيمة.‏ يحذر الكتاب المقدس قائلا ان «الصبي المطلق الى هواه يخزي امه».‏ (‏امثال ٢٩:‏١٥‏)‏ لذا يحتاج الاحداث مهما تكن سنّهم الى ارشادات واضحة،‏ ويجب ان يحرص الوالدون ان تنفَّذ القوانين العائلية دائما،‏ على ان يتم ذلك بمحبة.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ وفي الوقت نفسه،‏ يلزم منح الاحداث مقدارا من الاستقلال من اجل إعدادهم لاتخاذ قرارات حكيمة في المستقبل.‏

      الامر مماثل لتعلّمك المشي في الصغر.‏ ففي البداية كنت رضيعا يحتاج الى من يحمله.‏ وعلى مر الوقت صرت تدبّ على الارض،‏ ثم بدأت تمشي.‏ وطبعا لا يُترك الطفل وحده حين يبدأ بالمشي.‏ لذلك كانت اعين والديك عليك طوال الوقت،‏ وربما وضعا حواجز لمنعك من الاقتراب الى الامكنة الخطرة كالادراج.‏ غير انهما سمحا لك بالسير وحدك،‏ وهكذا بعد فترة لم تخلُ من الوقعات التي لا مفر منها،‏ صرت تجيد المشي.‏

      هكذا ايضا بالنسبة الى نيل الاستقلال.‏ ففي البداية «يحمل» الوالدون اطفالهم حين يتخذون عنهم القرارات.‏ وبعد ذلك،‏ حين يعرب الاولاد عن قدر من النضج،‏ يسمحون لهم ان «يدبّوا» اذا جاز التعبير بحيث يدَعونهم يختارون هم بأنفسهم بعض الامور.‏ وطوال هذا الوقت يضعون «حواجز» لحمايتهم من الاذى.‏ وفيما يتقدم الاولاد الى النضج،‏ يسمحون لهم «بالمشي» وحدهم.‏ وهكذا يتمكنون،‏ حين يصيرون راشدين،‏ من ‹حمل حملهم الخاص› بشكل كامل.‏ —‏ غلاطية ٦:‏٥‏.‏

      التعلم من مثال في الكتاب المقدس

      يبدو ان ابوَي يسوع اعطياه قدرا من الاستقلال قبل بلوغه سن المراهقة.‏ وهو لم يفعل شيئا يجعل ثقتهما به في غير محلها،‏ بل «بقي خاضعا لهما» فيما كان «يتقدم في الحكمة والقامة والحظوة عند اللّٰه والناس».‏ —‏ لوقا ٢:‏٥١،‏ ٥٢‏.‏

      يمكنكما ايها الوالدان ان تتعلما من هذا المثال وتمنحا اولادكما قدرا متزايدا من الحرية فيما يُظهرون انهم قادرون على تحمل المسؤولية.‏ وإليكما ما قاله بعض الوالدين عمّا حصل معهم في هذا المجال:‏

      ‏«في البداية كنت اتدخل كثيرا في نشاطات ولديّ.‏ وبعد ذلك علّمتهما المبادئ اللازمة وتركتهما يتخذان القرارات بحسب ما تعلماه.‏ فصرت ألاحظ انهما بدآ يزِنان قراراتهما بمزيد من الحرص».‏ —‏ سو هيون،‏ كوريا.‏

      ‏«كانت هذه المسألة تثير قلقنا دائما انا وزوجي.‏ ومع ذلك لم نحرم اولادنا من ممارسة الحرية بطريقة مسؤولة بعد ان استأهلوها».‏ —‏ داريا،‏ البرازيل.‏

      ‏«لاحظتُ مدى اهمية مدح ابني المراهق لأنه لا يستغل بشكل خاطئ الاستقلال الذي أمنحه اياه.‏ كما اني افعل ما اطلب منه ان يفعله.‏ فأنا اخبره مثلا الى اين انا ذاهبة وماذا سأفعل.‏ وإذا كنت سأتأخر،‏ أعلِمه بالامر».‏ —‏ آنا،‏ ايطاليا.‏

      ‏«يعرف ابنانا ان الاستقلال ليس امرا لهما الحق فيه تلقائيا،‏ بل عليهما ان يثبتا جدارتهما ليحصلا عليه».‏ —‏ پيتر،‏ بريطانيا.‏

      تحمّل العواقب

      يذكر الكتاب المقدس:‏ «جيد للرجل ان يحمل النير في صباه».‏ (‏المراثي ٣:‏٢٧‏)‏ وإحدى افضل الطرق ليحمل الحدث نير المسؤولية هي ان يتعلم بالتجربة صدق هذه الكلمات:‏ «ما يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا».‏ —‏ غلاطية ٦:‏٧‏.‏

      يندفع بعض الوالدين بنيّة طيبة الى تجنيب اولادهم المراهقين معاناة عواقب افعالهم غير الحكيمة.‏ فلنفترض مثلا ان احد الابناء اوقع نفسه في دين بسبب انفاقه المال بإسراف.‏ فأي درس يتعلمه اذا قام ابواه بتسديد الدين عنه؟‏ وفي المقابل،‏ اي درس يتعلمه اذا ساعده ابواه على وضع مخطط ليسدد الدين هو بنفسه؟‏

      لا يستفيد الاولاد اذا لم يسمح لهم والدوهم بأن يتعلموا من عواقب افعالهم غير المسؤولة.‏ فبدلا من إعدادهم ليصيروا راشدين مسؤولين،‏ يتعلمون انه مهما فعلوا يوجد دائما شخص يخلّصهم من ورطتهم ويزيل آثار فعلتهم ويستر اخطاءهم.‏ لذا من الافضل دائما اتاحة المجال للمراهقين ان يحصدوا ما يزرعونه ويتعلموا كيف يحلون مشاكلهم.‏ وهذا وجه هام من صيرورة «قوى ادراكهم مدربة على التمييز بين الصواب والخطإ».‏ —‏ عبرانيين ٥:‏١٤‏.‏

      ‏«شخص ينمو ويتغير»‏

      لا شك انه تُلقى على عاتق والدي المراهقين مسؤولية ثقيلة.‏ ومن المحتمل ان يتولد عندهم احيانا شعور بالاحباط ويذرفوا الدموع فيما يحاولون تربية اولادهم «في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري».‏ —‏ افسس ٦:‏٤‏.‏

      على اية حال،‏ ليس مَن يربي اولاده تربية صالحة هو الذي يتولى شؤون حياتهم بل الذي يعلّمهم القيم الصحيحة ويغرسها فيهم.‏ (‏تثنية ٦:‏٦-‏٩‏)‏ أتقول ان الكلام اسهل من الفعل؟‏ هذا صحيح طبعا.‏ فقد قال ڠريڠ المقتبس منه آنفا:‏ «نحن نتعامل مع شخص ينمو ويتغير.‏ وهذا يعني انه علينا ان نتعرف ونتكيف باستمرار مع هذا الشخص الجديد».‏

      ابذل جهدك لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس المناقشة في هذه المقالة.‏ ولا تبالغ في ما تتوقعه من اولادك.‏ ولكن لا تتخلَّ ابدا عن دورك في حياة اولادك،‏ فأنت المثل الاعلى الذي يحتذون به.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «درّب الصبي بحسب الطريق الذي يليق به،‏ فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه».‏ —‏ امثال ٢٢:‏٦‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      نيل الاستقلال عملية تدريجية تشبه تعلم المشي

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      أُعطي يسوع قدرا من الاستقلال قبل بلوغه سن المراهقة

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      ‏«توطيد سلطتك»‏

      اذا كان ولدك المراهق يستاء من القيود التي تضعها عليه،‏ فهذا لا يعني انه عليك التخلي عن واجبك كأب او كأم.‏ تذكّر انه لا خبرة للمراهقين في الحياة وهم لا يزالون بحاجة الى التوجيه.‏ —‏ امثال ٢٢:‏١٥‏.‏

      ذكر جون روزموند في احد مؤلفاته (‏‏!New Parent Power‏)‏:‏ «من السهل ان يستسلم الوالدون لانفعالات اولادهم ويبدأوا بإعطائهم مسؤوليات اكبر مما يستطيعون توليه تفاديا للمواجهة معهم.‏ ولكن يجب ان يفعل الوالدون العكس تماما.‏ فهذا هو الوقت لتوطيد سلطتك ومنع اولادك من تجريدك منها.‏ وهو الوقت ايضا ليعرف الاولاد ان والديهم لهم رأي ايضا في توجيه حياتهم في المسار الصحيح،‏ مع ان ذلك لن يروقهم ابدا».‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      حرية اكبر

      غالبا ما يطلب المراهقون حرية اكبر مما ينبغي اعطاؤه لهم.‏ وبالمقابل،‏ يضيّق في اغلب الاحيان بعض الوالدين الخناق على اولادهم.‏ ولكن بين هذين الحدين المتطرفين يوجد حل وسط.‏ فكيف تعرف ما هو؟‏ ربما يحسن بك بدايةً ان تتأمل في القائمة المدرجة ادناه.‏ ففي اي مجال يُظهِر ابنك او ابنتك انه يتحلى بالمسؤولية؟‏

      ▫ اختيار الاصدقاء

      ▫ اختيار الثياب

      ▫ التحكم في المصروف

      ▫ الالتزام بوقت العودة الى البيت

      ▫ انهاء الاعمال المنزلية

      ▫ اتمام الواجبات المدرسية

      ▫ الاعتذار عن الاخطاء

      ▫ غير ذلك ‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‏

      اذا كان ولدك المراهق يعرب عن النضج في عدد من المجالات الواردة اعلاه،‏ فهل من مجالات يمكنك ان تعطيه فيها حرية اكبر؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      اسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم قبل اعطائهم الارشاد او النصح اللازم

      ‏[الصورة في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      يلزم ان يعلّم الوالدون اولادهم التحلي بالمسؤولية

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة