مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ايها الوالدون —‏ بماذا يلعب ولدكم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • ونظرا الى ان «هنالك ما يقدَّر بـ‍ ٠٠٠‏,١٥٠ لعبة في السوق في ايّ وقت،‏» استنادا الى رئيس اصحاب مصانع اللُّعَب في اميركا،‏ لدى الوالدين تحدٍّ كبير ليقرِّروا اية لُعَب يجب شراؤها.‏ فماذا يجب ان يرشد الوالدين في هذا الخصوص؟‏

  • لُعَب اليوم —‏ ماذا تعلِّم اولادنا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • لُعَب اليوم —‏ ماذا تعلِّم اولادنا؟‏

      لدى الاولاد حافز طبيعي الى اللَّعِب.‏ واستنادا الى كتاب اختيار اللُّعَب للاولاد،‏ فإن الاولاد الاصحاء «يخلقون تلقائيا عالمهم الخاص من الاستكشاف والتخيُّل.‏» وقد صحَّ ذلك حتى في الازمنة القديمة.‏ فقد كانت شائعة آنذاك رؤية الاولاد ‹يلعبون في الاسواق.‏› (‏زكريا ٨:‏٥‏)‏ وغالبا ما كان لعب كهذا يشمل ألعابا ابداعية وخيالية.‏ —‏ قارنوا متى ١١:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      من الملائم اذًا ان يُدعى اللَّعِب عمل الولد،‏ واذا صحَّ ذلك،‏ فعندئذ يمكن ان يُقال ان اللُّعَب هي ادوات الولد.‏ تقول مجلة الوالدون:‏ «اللَّعِب هو الطريقة التي بها يتعلم الاولاد عن العالم.‏ .‏ .‏ .‏ اللَّعِب باللُّعَب يحوِّل العالم الى عالم بحجم الولد،‏ عالم يستطيع الولد ان يديره ويسيطر عليه.‏ اللَّعِب ينمي العضلات وتناسقها،‏ يعزِّز الالفة بين الاولاد،‏ يفحص الحدود بين الواقع والخيال،‏ ويساعد الاولاد ان يتعلَّموا الاتصال واحدهم بالآخر،‏ يتبادلوا الادوار،‏ ويشاركوا واحدهم الآخر.‏ اللَّعِب يحرِّك الخيال ويمنح خبرة في مهارات حل المشاكل.‏»‏

      كانت اللُّعَب مهمة ايضا للاولاد في ازمنة الكتاب المقدس.‏ لقد كشفت الحفريات في اسرائيل كنزا دفينا صغيرا من لُعَب الاولاد،‏ كالدمى المخشخِشة،‏ الصفَّارات،‏ القدور الفخارية والمركبات الصغيرة.‏ تذكر دائرة معارف الكتاب العالمي:‏ «في افريقيا القديمة،‏ كان الاولاد يتمتعون باللَّعِب بالكرات،‏ الحيوانات اللُّعَب،‏ واللُّعَب التي تُجرّ.‏ وكان الاولاد في اليونان وروما القديمتين يلهون بالزوارق،‏ العربات ذات الدواليب،‏ الاطواق،‏ والدُّوَّام.‏ وخلال القرون الوسطى في اوروپا،‏ شملت اللُّعَب الشعبية كُللا من الطين،‏ دمى مخشخِشة،‏ ودمى متحرِّكة.‏»‏

      واللُّعَب المنشِّطة،‏ المثيرة،‏ والمثقِّفة لا تزال تلعب دورا مهما اليوم.‏ ولكن هنالك مجموعة مذهلة من الدمى في السوق ذات قيمة مشكوك فيها.‏ تقول مقالة لسنة ١٩٩٢ في مجلة تايم:‏ «لا تتطلعوا الى مجموعة هذه السنة من اللُّعَب الجديدة اذا كنتم تسعون الى شيء من اللهو السليم والمفيد.‏ فكل صاحب مصنع كبير تقريبا يُبرز ما هو مثير للاشمئزاز.‏» وشملت مجموعة خصوصية من اللُّعَب جمجمة پلاستيكية بالحجم الطبيعي يمكن ان يصمِّمها الاولاد لتكون «كريهة قدر الامكان.‏» وهنالك ايضا لُعَب للبيع تقلِّد وظائف الجسم،‏ كالتقيؤ.‏ والوالدون والاولاد على السواء يخضعون لضغوط هائلة لشراء هذه اللُّعَب.‏

      بيعها للاولاد

      تذكر مجلة مراجعة حول طب الاطفال ان «مدوَّنة حمورابي [القديمة] اعتبرت بيع ايّ شيء للولد جريمة تستحق عقاب الموت.‏» لكنَّ اصحاب مصانع اللُّعَب وأصحاب الاعلانات اليوم لا يخجلون من بيع سلعهم الغالية الثمن للاولاد الابرياء.‏ واذ يستعمل مطوِّرو اللُّعَب اساليب البحث التقنية المعقدة،‏ يتوصَّلون الى فهم فكر الاولاد.‏ وبإضافتهم باستمرار تنوُّعا جديدا الى منتوجاتهم،‏ يمكن ان يجعلوا موضة السنة الماضية تبدو عتيقة الطراز،‏ وموضة هذه السنة تبدو لا غنى عنها.‏

      وصناعة اللُّعَب تستفيد ايضا كاملا من قوة التلفزيون.‏ ففي الولايات المتحدة،‏ تفيض فعليا برامج الاولاد التلفزيونية بالاعلانات التجارية للُّعَب.‏ وإذ تستعمل الاعلانات التجارية عمل الكاميرا المتقن،‏ التأثيرات البصرية والسمعية،‏ والموسيقى المثيرة،‏ تجعل اللُّعَب العادية جدا تبدو فاتنة ومثيرة.‏ ومع ان غالبية الراشدين يمكن ان يدركوا ما هو وراء تلاعب كهذا،‏ «يعتقد الاولاد الاصغر ان الاعلانات التجارية تقول الحقيقة.‏» —‏ مراجعة حول طب الاطفال.‏

      والكثير من البرامج التلفزيونية الموجَّهة الى الاولاد هي في الواقع اعلانات للُّعَب.‏ واستنادا الى المطبوعة مشاكل شائعة في طب الاطفال،‏ فإن برامج كهذه «مصمَّمة لبيع لعبة عوضا عن تثقيف او اغناء حياة الاولاد.‏» وبرنامج سلاحف نينْجا المتحوِّلة المراهِقة،‏ على سبيل المثال،‏ كان سببا في انتاج «اكثر من ٧٠ منتوجا،‏ طعام للفطور مؤلف من الحبوب،‏ وفيلم سينمائي.‏»‏

      واستنادا الى مراجعة حول طب الاطفال،‏ «تظهر دراسات كثيرة ان الاولاد المعرَّضين للاعلانات التجارية يلحّون على والديهم ان يشتروا المنتوجات المعلَنة.‏» يقول مؤسس احدى الشركات العالمية للُّعَب:‏ «راقبوا فقط كيف يشد الاولاد ثياب والديهم تعرفوا ماذا يقولون:‏ ‹إن لم احصل على هذه اللعبة،‏ فسأموت.‏›» اذًا ليس مدهشا انه في كندا وحدها،‏ يصرف المتسوِّقون اكثر من ٢‏,١ بليون دولار كندي كل سنة على اللُّعَب لاولادهم،‏ حفدائهم،‏ وأصدقائهم.‏

      الالعاب الحربية

      ألعاب الڤيديو الحربية هي بين الالعاب الاكثر شيوعا في صناعة اللُّعَب.‏ ويدَّعي مؤيدوها ان ألعابا كهذه تساعد في تطوير مهارات حل المشاكل،‏ التناسق بين العين واليد،‏ ومهارات تتعلق بالحركات العضلية،‏ بالاضافة الى انها تثير الفضول.‏ «اذا استُعملت على النحو الصحيح،‏» تقول مقالة في ذا تورونتو ستار،‏ «يمكن للُّعبة الالكترونية ان تكون غير مؤذية،‏ ومثقِّفة ايضا.‏» ‹لكنها،‏› تعترف الصحيفة،‏ ‹في اغلب الاحيان تكون نشاطا عازلا،‏ وحتى استحواذيا.‏›‏

      تأملوا في صبي استحوذ عليه اللَّعِب بألعاب الڤيديو الحربية.‏ تقول امه:‏ «انه لمدهش —‏ لا يترك الشاشة حتى يقتل كل شخص في اللعبة.‏» وكم يبلغ عمر هذا الولد؟‏ سنتين فقط!‏ وتنفَّطت ابهامه الصغيرة من الضغط على الازرار مدة اربع الى خمس ساعات في اليوم.‏ ومع ذلك تبدو الام غير مكترثة.‏ تقول:‏ «قلقي الوحيد هو انه يريد ان يُفعَل كل شيء في لمح البصر،‏» فاللُّعبة «سريعة جدا .‏ .‏ .‏،‏ وأمور الحياة الحقيقية لا تحصل بالسرعة نفسها.‏»‏

      واستنادا الى ذا تورونتو ستار،‏ يشعر بعض معارضي ألعاب الڤيديو بأن الالعاب «تعيق الاولاد عن تعلُّم تسلية انفسهم بالتخيُّل،‏ القراءة او امور مسلِّية تقليدية اخرى،‏ بالاضافة الى انها تغريهم بالابتعاد عن فروضهم المدرسية.‏» ويقول ايضا بعض الاختصاصيين في تربية الاولاد ان ‹ألعاب الڤيديو تهديد مغوٍ ويمكن ان تشجع على التصرف العنيف والمنعزل عن العالم عند الاولاد.‏›‏

      والتغطية الاخبارية التلفزيونية للقصف خلال حرب الخليج العربي في السنة ١٩٩١ اثارت طلبا هائلا على مزيد من اللُّعَب الحربية التقليدية.‏ وتصدَّرت قائمةَ السلع الشعبية تلك التي على غرار دبابات ابرامز،‏ صواريخ سكود،‏ وطوّافات هايند.‏ ويخاف الخبراء ان يشجع اللَّعِب بلُعَب كهذه على العداء او ان يقلِّل ربما من حساسية الاولاد للعنف.‏ وذلك يكون على الاقل مخالفا لروح آية الكتاب المقدس في اشعياء ٢:‏٤‏،‏ التي انبأت بأن شعب اللّٰه لن ‹يتعلموا الحرب في ما بعد.‏›‏

      وكانت هنالك مناسبات اثارت فيها اللُّعَب التي تبدو حقيقية،‏ كالبنادق المائية الشديدة القوة،‏ عنفا حقيقيا.‏ ففي احدى مدن اميركا الشمالية،‏ تحوَّلت مواجهة ببنادق مائية پلاستيكية شديدة القوة الى اطلاق نار حقيقي،‏ مما سبَّب موت ولد بعمر ١٥ سنة.‏ وفي حادث منفصل،‏ جرح رجل غضبان مسلَّح ببندقية حدَثين بعد ان تبلَّل بالبنادق المائية.‏ وقد أُثيرت حوادث عنيفة عديدة اخرى بسبب ما يبدو معارك غير مؤذية بالبنادق المائية.‏

      الرسالة التي ترسلون

      يوافق والدون مسؤولون قليلون على العنف.‏ ومع ذلك تزدهر صناعة اللُّعَب الحربية.‏ ويفضِّل الوالدون احيانا ان يسايروا على معتقداتهم الخاصة عوضا عن التسبُّب بإغاظة الولد.‏ ولكنهم بذلك قد يتسبَّبون بأذى كبير للولد.‏ تحتج الباحثة في الصحة العقلية سوزان ڠولدبرڠ قائلة:‏ «عندما نعطي اللُّعَب للاولاد،‏ ندل على موافقتنا على ما تمثِّله اللُّعبة.‏» حقا،‏ من الطبيعي جدا ان يُظهر بعض الاولاد احيانا تصرفا عدائيا.‏ «دون البنادق اللُّعَب،‏» تحتج عالمة نفسانية،‏ «يصنع الاولاد نماذجهم الخاصة،‏ مستعملين حتى اصابعهم.‏» قد يكون ذلك صحيحا.‏ ولكن هل يجب ان يشجع الوالد على العداء بتزويد الاولاد نسخة مطابقة لاسلحة العنف؟‏

      صحيح ايضا ان اولادا قليلين سيتبعون فعليا حياة الجريمة لمجرد انهم لعبوا ببندقية لعبة.‏ ولكن اذا اعطيتم اولادكم لعبا كهذه،‏ فأية رسالة ترسلون؟‏ هل تريدون ان يعتقدوا ان العنف لهوٌ او ان القتل والحرب مثيران؟‏ هل تعلِّمونهم الاحترام لمقاييس اللّٰه؟‏ تقول كلمته:‏ ‹محب (‏العنف)‏ تبغضه نفس اللّٰه.‏› —‏ مزمور ١١:‏٥‏.‏

      وتذكر ايضا سوزان ڠولدبرڠ انه ‹كلما انهمك الاولاد وقتا اطول في اللَّعِب العنيف بموافقة الوالدين الصامتة،‏ كان مرجَّحا اكثر ان يستعملوا العداء لحل المشاكل.‏› يقول الكتاب المقدس في غلاطية ٦:‏٧‏:‏ «الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا.‏» فهل يمكن ان يحصد الولد صفات جيدة للشخصية من اللَّعِب العنيف؟‏

      ولكي نكون منصفين يجب الاعتراف بأن كل الاولاد مختلفون واحدهم عن الآخر.‏ فيمكن ان يدمن ولد على الالعاب الالكترونية،‏ ولكن قد لا يدمن الآخر.‏ وما اذا كان الاولاد يربطون حقا بين اصوات وصور التدمير والقتل على شاشة عرض ألعاب الڤيديو من جهة والعنف في الحياة الحقيقية من جهة اخرى هو موضوع جدال.‏ لذلك يجب ان يقرِّر الوالدون ما هو الافضل لاولادهم ويمارسوا حذرا كبيرا في اختيار لُعَب اولادهم.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      يساعد اللَّعِب الاولاد ان يتعلَّموا كيف يتصلون واحدهم بالآخر

  • ايها الوالدون —‏ اختاروا لُعَب ولدكم بحكمة
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • ايها الوالدون —‏ اختاروا لُعَب ولدكم بحكمة

      الاولاد «ميراث من عند الرب،‏» يقول الكتاب المقدس.‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ لذلك يدرك الوالدون الخائفون اللّٰه مسؤولية تدريب اولادهم «بتأديب الرب وانذاره.‏» (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ ولا يتركون مسؤولية صوغ شخصيات اولادهم لاصحاب مصانع اللُّعَب.‏

      يمكن ان تلعب اللُّعَب دورا مهما في اثارة النمو العاطفي والعقلي عند الاولاد.‏ ولكن لا يعني ذلك ان الوالدين يجب ان ينفقوا اموالا طائلة على اجهزة التكنولوجيا المتطوِّرة.‏ وبعض الالعاب المثيرة والمفيدة اكثر لا تكلِّفكم شيئا تقريبا.‏

      ان مجرد صندوق كرتوني يمكن ان يتحوَّل الى بيت صغير للَّعِب،‏ طائرة،‏ او ايّ شيء يمكن ان يتصوَّره خيال الولد الخصب.‏ ويقدر الولد بدلو ومجرفة ان يبني قصورا رملية.‏ ومكعبات اللَّعِب البسيطة،‏ لُعب تركيب الصور المقطوعة،‏ المعجون،‏ وأقلام التلوين يمكن ان تزوِّد ايضا ساعات من الاستجمام المفيد.‏ وبالنسبة الى الاولاد الاكبر سنا،‏ يمكن لادوات الرسم وألعاب التركيب والاشغال البسيطة ان تعلِّم مهارات مفيدة وتزوِّد منفذا سليما للابداع —‏ مما يجلب اكتفاء اكبر بكثير من اطلاق النار على صور شاشة الڤيديو.‏

      وبعض نشاطات اللَّعِب لا يتطلب تجهيزات خصوصية على الاطلاق.‏ فالسير عبر الغابات يمكن ان يكون مغامرة مثيرة للولد،‏ وخصوصا عندما يرافقه والد محب ويقضي وقتا طويلا مع الولد.‏ وحتى المهارات المنزلية الاساسية يمكن ان تُعلَّم كنشاطات مسلية.‏ تكتب پنِلوپ ليتش في كتابها ولدكم الذي ينمو:‏ «صنع كعكة او وجبة،‏ حرث الحديقة،‏ تنظيف السيارة او دهن السقف،‏ القيام بالتسوُّق او غسل الطفل يمكن ان تكون كلها عملا بالنسبة اليكم،‏ ولكن بالنسبة الى ولدكم قد تكون بين اشكال اللَّعِب المرغوب فيها اكثر.‏»‏

      سبعة خطوط ارشادية مساعِدة

      طبعا،‏ يمكن ان تكون اللُّعَب المصنَّعة ملائمة ومرغوبا فيها.‏ واذا كانت ميزانية العائلة تسمح بشرائها،‏ فقد يلزم ان تطرحوا على نفسكم الاسئلة التالية قبل ان تشتروا:‏

      ١-‏ هل تثير اللُّعبة حقا فضول وخيال ولدي؟‏ ان لم تكن كذلك،‏ فسيسأم منها بسرعة.‏ وقد تبدو اللُّعبة حسنة في الاعلان التجاري التلفزيوني،‏ ولكن تذكَّروا:‏ ان الممثلين والممثلات الاولاد يتقاضون اجرا لكي يبدوا منبهرين باللُّعبة.‏ وقد لا يتجاوب ولدكم بالطريقة نفسها.‏ فحاولوا مراقبته في اللَّعِب او في متجر اللُّعَب.‏ الى ايّ نوع من الالعاب ينجذب؟‏

      ويشعر الوالدون احيانا ان لا قيمة للُّعبة إلا اذا كانت «مثقِّفة.‏» ولكن تذكِّرنا الپروفسورة جانيس ت.‏ ڠيبسون:‏ «يتعلم الاولاد من كل اللُّعَب التي يلعبون بها.‏ والمهم هو انهم يتمتعون بحيث يستمرون في اللَّعِب بطرائق مفيدة لهم.‏»‏

      ٢-‏ هل اللُّعبة ملائمة لمقدرات ولدي الجسدية والعقلية؟‏ احيانا لا يكون الولد قويا كفاية،‏ صبورا كفاية،‏ او رشيقا كفاية ليستعمل لعبة معيَّنة.‏ ولكن يمكن ان يميل احد الوالدين الى شرائها لأن فيها جاذبية معيَّنة تثير الحنين الى الماضي.‏ ولكن هل يمكن لصبي بعمر ثلاث سنوات ان يشغِّل فعلا جهاز قطار كهربائيا —‏ او يضرب بمضرب كرة القاعدة؟‏ لمَ لا تنتظرون حتى يصير ولدكم كبيرا كفاية ليقدِّر ألعابا كهذه؟‏

      ٣-‏ هل اللُّعبة آمنة؟‏ الاولاد الصغار الذين في اول مشيهم يميلون الى وضع كل شيء في فمهم ويمكن بسهولة ان يختنقوا بمكعبات اللَّعِب الخشبية او الاشياء الپلاستيكية الصغيرة.‏ ويمكن ان تكون الشفرات الحادة او المسنَّنة الرأس خطِرة على الاولاد بأيّ سن.‏ وقد يلزم ايضا ان تسألوا نفسكم عما اذا كانت اللُّعبة على الارجح ستُرمى او تُستعمَل كسلاح ضد احد الاشقاء.‏

      في الولايات المتحدة،‏ تُصنَّف بعض اللُّعَب لتشير الى فئات الاعمار المعيَّنة التي هي مصمَّمة لها.‏ والالتصاق بمثل هذه التوصيات يمكن ان يحمي ولدكم من الاذى.‏ واذا كانت لديكم شكوك تتعلق بلعبة ما،‏ فحاولوا ان تسألوا البائع في المتجر عما اذا كان نموذج للتجربة التوضيحية متوافرا من اجل فحصكم.‏

      ٤-‏ هل اللُّعبة مصنوعة جيدا ومتينة؟‏ «الاولاد في اول مشيهم الذين يحبون ان يلقوا،‏ يرموا،‏ ويذوقوا كل شيء يمكن ان يتلفوا اللُّعَب غير المتينة،‏» تذكِّرنا مجلة الوالدون.‏

      ٥-‏ هل تستحق اللُّعبة قيمة المال المدفوع؟‏ نادرا ما تتكلم الاعلانات التجارية التلفزيونية عن السعر،‏ لكنَّ اللُّعَب مكلفة حقا.‏ ومعظم المال يُنفَق على الاسم التجاري عوضا عن المواد الفعلية المشمولة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ غالبا ما تنمي الاعلانات التجارية توقعات غير واقعية في الاولاد،‏ مما يمكن ان يؤدي الى خيبة كبيرة.‏

      علِّموا اولادكم ان يكونوا متسوِّقين اذكياء.‏ تقول الامثال ١٤:‏١٥‏:‏ «الغبي يصدق كل كلمة والذكي ينتبه الى خطواته.‏» وقالت مقالة في ذا نيويورك تايمز:‏ «يمكنكم احيانا ان تلفتوا انتباه ولدكم مسبقا الى سبب كون لعبة معيَّنة مصنوعة بغير اتقان او مروَّجة بطريقة خدَّاعة.‏» وأضافت تايمز:‏ «يصير الاولاد مستهلكين حاذقين اكثر عندما يدفعون هم المال عوضا عنكم.‏»‏

      طبعا،‏ ان القيمة الحقيقية للُّعبة تشمل اكثر من موادها او جودة صنعها.‏ فالعوامل المهمة هي الى ايّ حد سيستعملها ولدكم،‏ والى ايّ حد ستجلب له المتعة.‏ يمكن ان تكون مجموعة اراجيح في الفناء الخلفي غالية الثمن نسبيا،‏ ولكن يمكن ان تزوِّد ساعات عديدة من اللهو طوال فترة من السنين.‏ واللُّعبة الرخيصة التي تُرمى بسرعة قد تنتج تبديدا للمال على المدى الطويل.‏

      ٦-‏ اية قيم ومقاييس تعلِّم اللُّعبة؟‏ يحذِّر الپروفسور في دراسة نمو وتطور الاولاد دايڤيد إلكايند ان «اللُّعَب يجب ان تثير خيال الاولاد بطرائق ايجابية لا سلبية.‏» تجنبوا اللُّعَب المخيفة،‏ التي تعزِّز العنف بوضوح،‏ او التي تقلِّد رذائل الراشدين،‏ كالمقامرة.‏

      وماذا عن اللُّعَب المؤسسة على شخصيات شعبية لحكايات الجن او قصص الخيال العلمي؟‏ تعالج مثل هذه القصص عموما انتصار الخير على الشر.‏ لذلك يعتبر بعض الوالدين ‹العناصر السحرية› في هذه القصص مجرد استرسال للخيال الطفولي ولا يرون ايّ ضرر في السماح لاولادهم بالتمتع بها.‏ وقد يخاف آخرون ان تثير القصص اهتماما بعلم الغيب.‏ (‏تثنية ١٨:‏١٠-‏١٣‏)‏ ودون ان يدينوا الآخرين،‏ يجب ان يتخذ الوالدون قراراتهم الخاصة في هذا الخصوص،‏ آخذين بعين الاعتبار تأثير قصص كهذه —‏ وكل اللُّعَب المؤسسة عليها —‏ في اولادهم.‏

      وتذكروا ايضا المبدأ في ١ كورنثوس ١٠:‏٢٣‏:‏ «كل الاشياء تحل لي لكن ليس كل الاشياء توافق.‏» وفي حين انكم قد لا تعترضون على لعبة شائعة،‏ هل يكون مفيدا حقا ان تشتروها؟‏ هل يمكن ان تسيء الى الآخرين او تعثرهم؟‏

      واللُّعَب التي يُدَّعى انها مثقِّفة يجب ان يفحصها الوالدون باعتناء،‏ وخصوصا عندما ترمي الى تعليم الاولاد عن المسائل الجنسية والحبل.‏ فهل الولد مستعد لمعلومات كهذه؟‏ وهل من الافضل نقل المعلومات من خلال مناقشات بينكم وبين ولدكم؟‏a قد تنقل لُعَب معيَّنة النواحي الجسدية لمسائل كهذه،‏ ولكن هل تنقل المواقف الادبية اللائقة؟‏

      ٧-‏ هل اريد حقا ان يحصل ولدي على هذه اللُّعبة؟‏ قد تشعرون بأن ولدكم لديه لُعَب كثيرة جدا،‏ بأن اللُّعبة ليست عملية لظروفكم،‏ او بأن اللُّعبة تسبِّب ضجيجا اكثر من ان تتحملوه.‏ واذا لم يكن بالامكان حل مشاكل كهذه،‏ فقد لا يكون لديكم خيار سوى ان تقولوا لا.‏ وهذا ليس سهلا.‏ ولكنَّ الاستسلام لكل نزوة وطلب طفوليَّين لن يساعد ولدكم على النمو الى راشد متزن.‏ لاحظوا المبدأ في امثال ٢٩:‏٢١‏،‏ ترجمة تفسيرية:‏ «من دلَّل عبده [او ولده] في حداثته،‏ يتمرَّد في النهاية عليه.‏»‏

      ولا يعني ذلك انكم كوالد يجب ان تكونوا تعسُّفيين وغير منطقيين.‏ فذلك يجعل ولدكم يشعر بالغضب والاستياء.‏ «الحكمة التي من فوق .‏ .‏ .‏ (‏متعقلة)‏.‏» (‏يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ وعبَّرت احدى الخبيرات بالعناية بالاولاد عن ذلك بهذه الطريقة:‏ «يلزم ان تجلسوا مع ولدكم وتوضحوا باعتناء كبير سبب عدم رغبتكم في اعطائه لُعَبا معيَّنة.‏»‏

      بعض الامور الاكثر اهمية من اللُّعَب

      فيما قد تكون اللُّعَب ادوات ذات قيمة للتثقيف والتسلية،‏ فهي مجرد اشياء عديمة الحياة.‏ ويمكن ان يحب الولد لعبة ما،‏ ولكن لا يمكن للُّعبة ان تحب الولد.‏ والاولاد يحتاجون الى عناية حبِّية يمكن للوالدين فقط ان يمنحوها.‏ تقول الطبيبة ماڠدلين ڠري:‏ «من حيث الاساس،‏ الوالدون هم افضل مصدر للَّعب موجود بالنسبة الى الولد.‏» فعندما يلعب الوالدون مع اولادهم،‏ يساعدون على تشكيل رباط عاطفي حميم ويساهمون في نمو المواقف والعواطف السليمة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة