مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • قدرة الطفل الفائقة على التعلم
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • قدرة الطفل الفائقة على التعلم

      ليس في العالم ما يضاهي دماغ الطفل في القدرة على تشرُّب المعلومات.‏ فحالما يبصر المولود النور،‏ يكون مهيَّأ لتلقي كل المشاهد والاصوات والاحاسيس من حوله.‏a

      ان ابرز ما يثير اهتمام الطفل هو وجوه البشر وأصواتهم ولمساتهم.‏ يذكر كتاب الطفولة (‏بالانكليزية)‏ بقلم پنيلوپي ليتش:‏ «أُجريت دراسات عديدة لمعرفة المشاهد التي تهم الرضيع اكثر من غيرها،‏ الاصوات التي تستأثر بانتباهه،‏ والاحاسيس التي يسعى بشكل واضح الى تكرارها.‏ وهذه كلها غالبا ما يجسِّدها الراشد الذي يعتني به».‏ فلا عجب ان يلعب الابوان دورا اساسيا في نمو ولدهما.‏

      ‏«كنت اتكلم كطفل»‏

      يقف الوالدون وأطباء الاطفال مذهولين امام قدرة حديثي الولادة على تعلم لغة بمجرد الاستماع اليها.‏ وقد وجد الباحثون ان الرضيع يعتاد في غضون ايام على صوت امه ويفضله على صوت الغرباء.‏ ويستطيع خلال اسابيع ان يفرِّق بين رنة الكلمات التي تُقال بلغة والديه واللغات الاخرى.‏ كما يتمكن في غضون اشهر ان يشعر بالفاصل بين الكلمات،‏ فيميِّز بالتالي بين الكلام العادي والاصوات غير المفهومة.‏

      كتب الرسول المسيحي بولس:‏ «لما كنت طفلا،‏ كنت اتكلم كطفل».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ فكيف يتكلم الطفل؟‏ انه يصدر عادة اصواتا غير مفهومة وغير مترابطة،‏ تسمى بأبأة.‏ لكنها ليست عديمة الجدوى على الاطلاق.‏ تقول الدكتورة ليز إليوت في كتابها ماذا يجري في دماغ الطفل؟‏ كيف يتطور دماغه وعقله في السنوات الخمس الاولى؟‏ (‏بالانكليزية)‏ ان الكلام «مهارة حركية معقدة تتطلب التنسيق السريع بين عشرات العضلات التي تتحكم بالشفتين،‏ اللسان،‏ الحنك،‏ والحنجرة.‏ صحيح ان بأبأة الاطفال تبدو مجرد طريقة محبَّبة للفت الانتباه،‏ الا انها ايضا تمرين بالغ الاهمية ينمي المهارات اللغوية».‏

      ويردّ الوالدان عادة على رضيعهما بكلمات معبّرة وأسلوب مفعم بالحياة.‏ وهذا ايضا يفيد الطفل لأنه يندفع الى الاستجابة لهما،‏ فيتعلم بفضل هذا التبادل اصول ومبادئ التحادث،‏ مهارة سيستعملها طوال حياته.‏

      تغيير الادوار

      ينشغل الابوان يوميا بتلبية حاجات مولودهما الجديد.‏ مثلا،‏ يبكي الطفل،‏ فيكون احدهما حاضرا لإطعامه.‏ او يبكي فيكون احدهما جاهزا لتغيير حفاضه،‏ او يهرع الى حمله.‏ وإحاطته بهذه العناية الرقيقة ضرورية وملائمة.‏ فهي طريقة اساسية يتمم بها الوالدان دورهما في رعاية الطفل.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٧‏.‏

      فلا عجب ان يظن الطفل انه محور الكون وأن الراشدين،‏ وخاصة والديه،‏ يعيشون لتلبية رغباته.‏ صحيح ان نظرته هذه مغلوطة،‏ لكنها مبررة تماما.‏ تذكَّر ان هذا هو الواقع الذي يعيشه لأكثر من سنة.‏ فالطفل الصغير يظن انه الحاكم على امبراطورية يسكنها اشخاص كبار مكرَّسون لخدمته.‏ يقول مرشد الاسرة جون روزموند:‏ «يستغرق بناء هذا العالم الخيالي اقل من سنتين،‏ فيما يتطلب هدمه ١٦ سنة على الاقل.‏ والمفارقة ان هذا هو دور الابوين:‏ ان يكونا السبب وراء نشوء هذه الفكرة الخيالية في عقل ولدهما،‏ والمسؤولين عن استئصالها انما بلطف طبعا».‏

      وبالفعل،‏ يزول هذا العالم الخيالي بعمر السنتين تقريبا عندما يتغير دور الوالدين من الرعاية الى التعليم.‏ فيعي الطفل الآن ان والديه ليسا تابعين له بل عليه هو اتباع سلطتهما.‏ لقد أُطيح بحكمه وهو على الارجح لن يرضى بهذا التغيير،‏ فيتملّكه الغضب ويحاول الحفاظ على مركزه.‏ كيف؟‏

      مواجهة نوبات الغضب

      في عمر السنتين تقريبا،‏ يتبدل سلوك اطفال كثيرين تبدُّلا جذريا،‏ وغالبا ما تنتابهم نوبات تعكّر مزاجهم تسمى «نوبات الغضب».‏ وهذه المرحلة صعبة جدا على الوالدين.‏ فتصير «لا» كلمة الطفل المفضلة وكثيرا ما يرفض طلبات والديه.‏ وقد يستاء منهما ومن نفسه فيما يصارع مشاعر متضاربة.‏ فهو يرغب في الابتعاد عنهما وفي الوقت نفسه يتوق الى الاقتراب منهما.‏ أما الوالدان المذهولان فلا يفهمان ما يحصل ويشعران ان كل الحلول تبوء بالفشل.‏ فماذا يجري حقا؟‏

      فكِّر في التغيير المهم الذي طرأ على حياة الطفل.‏ ففي السابق،‏ ما كان عليه الا ان يصدر أنينا خافتا حتى يهرع الراشدون اليه.‏ أما الآن فبات يفهم ان فترة «حكمه» كانت موقتة وأنه مضطر ان يفعل هو بنفسه بعض الامور على الاقل.‏ كما يدرك تدريجيا انه خاضع لسلطة معينة مثلما يذكر الكتاب المقدس:‏ «ايها الاولاد،‏ اطيعوا والديكم في كل شيء».‏ —‏ كولوسي ٣:‏٢٠‏.‏

      وفي هذه الفترة الصعبة،‏ يجب على الابوين ان يتمسكا بزمام السلطة.‏ وإذا فعلا ذلك بحزم انما بمحبة،‏ يتكيَّف الطفل مع دوره الجديد.‏ وهكذا تُمهَّد الطريق امام مرحلة اخرى من مراحل نموه.‏

      تنمية الشخصية والقيم الاخلاقية

      بإمكان الحيوانات والآلات ايضا ان تميز وتقلِّد الكلام.‏ لكن الانسان وحده قادر ان يفحص نفسه بتجرد.‏ لذلك تنتاب الطفل بعمر سنتين او ثلاث مشاعر كالفخر والخزي والذنب والحياء.‏ فيخطو بذلك اولى خطواته نحو الصيرورة راشدا يتحلى بالقيم الاخلاقية ويدافع بحزم عن الصواب،‏ ولو اختار الآخرون فعل الخطإ.‏

      وفي هذه المرحلة ايضا،‏ يختبر الوالدان رائعة اخرى من روائع التربية.‏ فولدهم يصير شيئا فشيئا قادرا على الاحساس بمشاعر الآخرين.‏ فبعمر السنتين كان يلعب بمفرده الى جانب غيره من الاولاد،‏ أما اليوم فأصبح يلعب معهم.‏ وبات يدرك ايضا متى يكون مزاج والديه جيدا ويرغب في ارضائهما،‏ الامر الذي يزيد على الارجح قدرته على التعلم.‏

      اضافة الى ذلك،‏ يبدأ الطفل بعمر ثلاث سنوات بتعلم مفاهيم الصواب والخطإ،‏ والخير والشر.‏ وهذا حتما وقت مناسب ليدرب الوالدون اولادهم بهدف مساعدتهم ان يصبحوا راشدين يتحلون بحس المسؤولية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a صحيح ان هذه المقالات تشير الى الاطفال بصيغة المذكر بهدف التبسيط،‏ الا ان المبادئ التي تُناقَش تنطبق على الجنسين على حد سواء.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      يعتاد الرضيع في غضون ايام على صوت امه ويفضله على صوت الغرباء

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      يبدأ الطفل بعمر ثلاث سنوات بتعلم مفاهيم الصواب والخطإ،‏ والخير والشر

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      لمَ تتوالى نوبات الغضب؟‏

      بحسب ما ذكر جون روزموند في احد كتبه (‏New Parent Power‏)‏،‏ «يشعر بعض الوالدين ان نوبات الغضب تحدث لأنهم اخطأوا في التعامل مع مطالب الولد .‏ .‏ .‏ وظنًّا منهم انهم هم الملومون،‏ يسارعون الى تصحيح خطئهم.‏ فإذا كانوا قد رفضوا طلبا ما،‏ يغيرون رأيهم ويقبلون به.‏ وإن كانوا قد عاقبوه بالضرب،‏ يخففون شعورهم بالذنب بإعطائه اكثر مما يطلب.‏ وحين تنجح مناورات الفريقين،‏ تتوقف نوبة الغضب ويرتاح الوالدون.‏ فيدرك الولد ان نوبات الغضب وسيلة فعالة لنيل مبتغاه،‏ فيلجأ اليها تكرارا ويزيد من حدتها».‏

  • آراء بعض الوالدين
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • آراء بعض الوالدين

      اذا كان ولدك في سنواته الاولى،‏ فأنت على الارجح تواجه بعض التحديات.‏ مثلا،‏ كيف ينبغي ان تتصرف حين تنتابه نوبات الغضب؟‏ كيف تعلِّمه التمييز بين الصواب والخطإ وتؤدبه باتزان؟‏ لاحظ كيف تخطى بعض الوالدين هذه الصعوبات.‏

      نوبات الغضب

      ‏«يتوقع الطفل بعمر السنتين ان ينال مراده.‏ وقد واجهنا هذه المشكلة مع ابننا.‏ فكان يرمي الاغراض على الارض اذا لم نلبِّ طلباته.‏ وبما انه ابننا البكر،‏ فلم تكن لدينا خبرة في مواجهة نوبات الغضب.‏ ولم يُرحنا ان يُقال لنا ان هذا السلوك طبيعي في هذه السن الصعبة».‏ —‏ سوزان،‏ كينيا.‏

      ‏«كانت ابنتنا،‏ وهي في الثانية من عمرها،‏ تتمدد على الارض وتصرخ وتبكي وتركل .‏ .‏ .‏ وكم أرهقنا ذلك!‏ في حالات كهذه،‏ لم يجدِ التحدث اليها نفعا.‏ لذا كنا نطلب منها زوجي وأنا بكل هدوء ان تذهب الى غرفتها وألا تعود إلا بعدما يسكن انفعالها كي نتحدث في المسألة سويًّا.‏ ثم يبادر احدنا،‏ حالما تهدأ،‏ بالتوجه الى غرفتها ويساعدها ان تفهم لماذا لم نرضَ عن تصرفها.‏ لقد حالفنا النجاح باستخدام هذه الطريقة.‏ فذات مرة،‏ سمعناها خلسة تصلي الى اللّٰه طالبة السماح.‏ ومع الوقت،‏ اخذت نوبات الغضب تتضاءل الى ان توقفت كليا».‏ —‏ يولاندا،‏ اسبانيا.‏

      ‏«يحاول الطفل ان يرى كم يمكنه ان يتمادى في تصرفاته.‏ غير ان السماح له بفعل ما منعتماه عنه منعا باتًّا يشوِّش تفكيره.‏ لقد وجدنا ان بقاءنا حازمين دون تقلُّب يعلِّم اولادنا تدريجيا ان الصراخ ليس وسيلة فعالة لتحقيق مبتغاهم».‏ —‏ نيل،‏ بريطانيا.‏

      التأديب

      ‏«قبل ان يبلغ الطفل الخامسة من عمره،‏ من الصعب ان تعرف مدى انتباهه الى كلماتك.‏ والحل هو التكرار،‏ فعليك ان تكرِّر الكلام ألف مرة بإيماءات ونبرة حازمة».‏ —‏ سيرج،‏ فرنسا.‏

      ‏«رغم ان اولادنا الاربعة نشأوا في البيئة نفسها،‏ تحلى كل منهم بشخصية فريدة.‏ مثلا،‏ كانت احدى بناتنا تذرف الدموع بمجرد معرفتها انها خيَّبت املنا؛‏ اما اختها فتحاول ان تكتشف الى اي حد يمكنها التمادي في اساءة التصرف.‏ لذلك كان يكفي في بعض الاحيان ان نؤنبهم او ننظر اليهم نظرة حازمة،‏ فيما اضطررنا في احيان اخرى الى معاقبتهم».‏ —‏ ناثان،‏ كندا.‏

      ‏«من المهم الا يساوم الابوان على القواعد التي يضعانها.‏ ولكن في الوقت عينه،‏ يجب ان يتجنَّبا التعنُّت والتصلُّب في الرأي.‏ فأحيانا يتأسف طفلنا حقا على فعلته،‏ فنشعر انه من الافضل ان نتصف بالتعقل ونخفف العقاب».‏ —‏ ماتيو،‏ فرنسا.‏

      ‏«أتجنَّب فرض الكثير من القواعد،‏ لكن تلك التي نضعها ثابتة ولا مساومة عليها.‏ وهكذا يعرف ابني البالغ من العمر ثلاث سنوات عواقب عدم اطاعتي،‏ ما يساعده على التحكم بسلوكه.‏ صحيح انه من الاسهل عليّ تجاهل اخطائه حين اكون تعبة،‏ لكنني اجبر نفسي على الالتزام بكلمتي.‏ فسرّ النجاح هو الثبات في المواقف».‏ —‏ ناتالي،‏ كندا.‏

      الثبات

      ‏«ان التقلُّب في رأي الوالدين يُحفر في ذاكرة الصغار».‏ —‏ مِلتون،‏ بوليفيا.‏

      ‏«يسألنا ابننا احيانا عن المسألة نفسها بأساليب مختلفة ليرى هل نبقى ثابتين في موقفنا.‏ او اذا حدث يوما ان اختلفنا في الرأي،‏ فهو يعتبر هذا الاختلاف ثغرة يمكنه ان يستغلها لمصلحته».‏ —‏ انخيل،‏ اسبانيا.‏

      ‏«كنت،‏ اذا اساء ابني التصرف،‏ اتساهل معه حين اكون رائقة المزاج،‏ وأعاقبه بشدة حين اكون في مزاج سيئ.‏ لكنني اكتشفت ان سلوكه يزداد سوءا نتيجة لذلك».‏ —‏ ڠيونڠ أوك،‏ كوريا.‏

      ‏«من الضروري ان يفهم الاولاد الصغار ان التصرف غير المقبول اليوم لن يكون مقبولا ابدا».‏ —‏ أنطونيو،‏ البرازيل.‏

      ‏«عندما لا يتبنى الابوان موقفا ثابتا،‏ يعتقد الولد انه لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهما وأن قراراتهما تتبدل بتبدُّل مزاجهما.‏ أما اذا التزما بمبادئهما،‏ فيدرك الولد ان ما يعتبرانه خطأ لن يتغير ابدا.‏ وهذا الالتزام يمنحه شعورا بالامان والمحبة».‏ —‏ جيلمار،‏ البرازيل.‏

      ‏«يغتنم الاولاد الفرصة عادة حين يكون الوالد في وضع يجبره على الرضوخ لمطالبهم،‏ كما في حضور اشخاص آخرين.‏ لذلك حين ارفض طلبا ما،‏ أعبِّر عن موقفي من البداية وأوضح لابني انني لن أصغي الى توسلاته المستمرة».‏ —‏ تشانڠ سوك،‏ كوريا.‏

      ‏«على الوالدين ان يكونا صفًّا واحدا.‏ فعندما لا نتفق انا وزوجتي على مسألة معينة،‏ نتناقش في الامر على انفراد.‏ فبإمكان الاولاد ان يستشفّوا اي خلاف في الرأي ويحاولون الاستفادة من الوضع».‏ —‏ خيسوس،‏ اسبانيا.‏

      ‏«يشعر الولد بالامان حين يعلم ان والديه متحدان في الرأي ولا يمكن التلاعب بهما.‏ فهو يعرف نتائج افعاله اذا احسن او اساء التصرف».‏ —‏ دامارِس،‏ المانيا.‏

      ‏«بالنسبة الينا انا وزوجتي،‏ يشمل الثبات الا نرجع عن كلامنا حين نعد بمكافأة ابنتنا.‏ وهكذا،‏ تتعلَّم ان وعودنا جديرة بالثقة».‏ —‏ هندريك،‏ المانيا.‏

      ‏«أتضايق طبعا اذا ظلَّ رب عملي يغيِّر المطلوب مني في وظيفتي.‏ يصح الامر عينه على الاولاد.‏ فهم يشعرون بالامان عندما يكونون مطلعين على القواعد ويعرفون انها لن تتغير.‏ كما يحتاجون الى معرفة عواقب العصيان والتأكد انها هي ايضا لن تتغير».‏ —‏ ڠلين،‏ كندا.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      ‏«ليكن معنى نعمكم نعم،‏ ولاكم لا».‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٢‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٩]‏

      من صميم الحياة

      التأقلم مع حمل غير مخطَّط له

      كما رواها توم ويونهي هان

      توم:‏ لم يكن قد مضى على زواجنا سوى ستة اشهر حين اكتشفت زوجتي يونهي انها حامل.‏ في الظاهر،‏ حافظت على رباطة جأشي لأُطمئنها انني سأمدها بالقوة والدعم.‏ لكني في الحقيقة أُصبت بالذعر.‏

      يونهي:‏ صُدمت وتملَّكني الخوف.‏ فذرفت الدموع طويلا.‏ فقد شعرت اني غير مستعدة ولا مؤهلة لأكون أمًّا.‏

      توم:‏ ولا انا كنت مستعدا للابوة.‏ لكن بعد التحدث الى والدين آخرين،‏ ادركنا ان الحمل غير المخطَّط له اكثر شيوعا مما ظننا.‏ وأفادنا ايضا ان نستمع اليهم وهم يعبرون عن افراح تربية الاولاد.‏ فتلاشت تدريجيا مخاوفي وشكوكي وحلَّت محلها مشاعر الترقب.‏

      يونهي:‏ بعد ولادة اماندا،‏ واجهتنا تحديات جديدة.‏ فقد كان بكاؤها متواصلا ولم يغمض لي جفن طوال اسابيع.‏ كما انقطعت شهيتي،‏ فأُصبت بالارهاق.‏ ولم ارغب في رؤية احد في البداية.‏ غير اني ادركت ان الاعتزال ليس لصالحي.‏ لذلك صرت امضي الوقت مع امهات انجبن حديثا،‏ مما سمح لنا ان نتبادل الآراء.‏ فعرفت انني لم اكن الام الوحيدة التي تواجه الصعوبات.‏

      توم:‏ سعيت جاهدا لأحافظ على روتين عائلتنا.‏ فبما اننا من شهود يهوه،‏ صممنا انا ويونهي على المداومة على الاشتراك في البشارة وحضور الاجتماعات المسيحية.‏ فضلا عن ذلك،‏ تُرافق تربية الاولاد مصاريف عديدة بعضها غير متوقع.‏ لذلك حرصنا على العيش بحسب امكاناتنا لئلا نقع في الدين فيتفاقم الاجهاد.‏

      يونهي:‏ في بادئ الامر،‏ ظننت انه سيتعذر عليّ الاشتراك في البشارة لأن الاطفال يمكن ان يسببوا التشويش.‏ لكن الناس في الحقيقة يفرحون بوجود الاطفال.‏ ومعرفة ذلك ساعدتني ان ابقى نشيطة وأنظر الى الامومة بإيجابية.‏

      توم:‏ يقول الكتاب المقدس ان الاولاد «مكافأة» و «ميراث من عند يهوه».‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ فالاولاد اذًا هبة ثمينة.‏ وأمامنا خياران:‏ إما ان نحافظ على هذا الميراث او ان نفرِّط فيه.‏ وأنا ادرك شيئا فشيئا ان جميع مراحل نمو الاولاد فريدة،‏ لذا عليّ ان ارافق ابنتي في كل منها.‏ فإذا فوتُّ هذه الفرصة،‏ فلن أتمكن من استرجاعها ابدا.‏

      يونهي:‏ تصادفنا مفاجآ‌ت عديدة في الحياة.‏ وإنجاب ولد دون سابق تخطيط هو في الحقيقة مفاجأة سارة.‏ ان اماندا في السادسة من عمرها اليوم ولا يمكنني ان اتخيل حياتي من دونها.‏

      ‏[الصورة]‏

      توم ويونهي مع ابنتهما اماندا

  • تربية الاولاد ما بين السنوات الاولى والمراهقة
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • تربية الاولاد ما بين السنوات الاولى والمراهقة

      ‏«يعيش الاطفال قبل سن الخامسة في جو عائلي حميم.‏ وغرس الصفات الحسنة فيهم آنذاك اسهل منه في المراحل اللاحقة.‏ لكن ما إن يدخلون المدرسة حتى تتغير عليهم اساليب الكلام والتصرف».‏ —‏ ڤالتر،‏ ايطاليا.‏

      فيما يكبر الاولاد يكتشفون حدود عالمهم الآخذ في التوسع.‏ فيحتكون بعدد اكبر من الاشخاص مثل اقاربهم ورفقائهم في اللعب والمدرسة.‏ وكما أشار ڤالتر المقتبس منه اعلاه،‏ لا يعود الابوان المصدر الوحيد الذي يؤثر في حياة ولدهما كما كانت الحال في سنواته الاولى.‏ لذلك من الضروري ان تعلِّم ولدك تقدير قيمة الطاعة والآداب الحسنة وتساعده على معرفة الصواب والخطإ.‏

      ان هذه المهارات لا تُكتسَب بسرعة وتلقائيا.‏ فعلى الارجح،‏ عليك ان ‹توبخ وتؤنب وتعظ بكل طول اناة وفن تعليم›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ وقد أُعطي كل والد في اسرائيل القديمة الوصية التالية بخصوص شريعة اللّٰه:‏ «لقِّنها بنيك،‏ وتحدث بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تضطجع وحين تقوم».‏ (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏)‏ فالارشاد المستمر امر بالغ الاهمية وفقا لهذين العددين.‏

      لكن مسؤولية تربية الاولاد تشتمل على تحديات عديدة.‏ فلنتأمل في بعض منها.‏

      للاصغاء وقت

      يقول الكتاب المقدس ان ‹للتكلم وقتا› وللاصغاء وقتا ايضا.‏ (‏جامعة ٣:‏٧‏)‏ فكيف تعلِّم ولدك الانتباه الى كلام الآخرين وكلامك انت ايضا؟‏ احدى الطرائق هي برسم المثال.‏ فهل تصغي انت بانتباه الى الآخرين،‏ بمن فيهم اولادك؟‏

      يتشتَّت انتباه الاولاد بسهولة،‏ ولا شك ان صبرك يوضع على المحك فيما تحاول التواصل معهم.‏ وبما ان كل طفل مختلف عن غيره،‏ فعليك ان تتحلى بدقة الملاحظة وتحدد اكثر الاساليب فعالية في التواصل مع ولدك انت.‏ على سبيل المثال،‏ يقول أب من بريطانيا يُدعى دايڤيد:‏ «اطلب من ابنتنا ان تكرر بكلماتها الخاصة ما اقوله لها.‏ نتيجة لذلك،‏ تتحسن قدرتها على الاصغاء يوما بعد يوم».‏

      وذات مرة،‏ كان يسوع يعلِّم تلاميذه،‏ فقال لهم:‏ «انتبهوا .‏ .‏ .‏ كيف تسمعون».‏ (‏لوقا ٨:‏١٨‏)‏ فإن كان على الراشدين ان يولوا الآخرين انتباههم،‏ فكم بالاحرى الاولاد!‏

      ‏‹سامحوا بعضكم بعضا›‏

      يقول الكتاب المقدس:‏ «استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لأحد سبب للتشكي من آخر».‏ (‏كولوسي ٣:‏١٣‏)‏ وهذه القدرة على المسامحة يمكن تدريب الاولاد على تنميتها.‏ فما السبيل الى ذلك؟‏

      كما هي الحال مع فن الاصغاء،‏ ينبغي ان ترسم مثالا حسنا.‏ لذا كن قدوة لأولادك بالتحلي بروح المسامحة.‏ وهذا ما تجتهد في فعله مارينا،‏ والدة من روسيا.‏ تقول:‏ «نحاول ان نرسم مثالا جيدا لولدينا،‏ فنسامح الآخرين،‏ نتنازل عن بعض حقوقنا،‏ ولا نشعر بالاهانة من تصرفاتهم.‏ وعندما اخطئ اليهما،‏ أقدّم اعتذاري.‏ فأنا اريد ان يتعلَّما فعل الامر عينه مع الغير».‏

      ان القدرة على حل الخلافات والمسامحة مهارة ضرورية في سن الرشد.‏ لذا علِّم اولادك مراعاة الآخرين وتحمل مسؤولية اخطائهم الخاصة.‏ وهكذا،‏ تترك لهم ارثا ثمينا يعود عليهم بالفائدة مدى الحياة.‏

      ‏«اظهروا انكم شاكرون»‏

      ان الكثيرين هم ‹محبون لأنفسهم› في هذه ‹الازمنة الحرجة›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ لذا من الملحّ ان تغرس في اولادك روح الامتنان فيما لا يزالون صغارا.‏ كتب الرسول بولس:‏ «اظهروا انكم شاكرون».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٥‏.‏

      وبإمكان الاولاد ان يعربوا عن الآداب الحسنة ويراعوا مشاعر الآخرين وحاجاتهم،‏ ولو كانوا في سن صغيرة.‏ كيف؟‏ يقول الدكتور كايل پرُوَت في مجلة الوالدون (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان افضل طريقة لتغرس في اولادك مشاعر التقدير هي بالاعراب عنها دون كلل في البيت.‏ وهذا يعني ان تعبِّر دائما عن امتنانك حين يمد لك الآخرون يد العون ويقومون بأعمال تنم عن اهتمام اصيل .‏ .‏ .‏ طبعا،‏ يتطلب الامر جهدا متكررا لتنجح في ذلك».‏

      وهذا ما يسعى اليه ريتشارد،‏ أب يعيش في بريطانيا.‏ يعبِّر قائلا:‏ «نحاول انا وزوجتي ان نظهر عمليا للاولاد كيف يشكرون مَن يعاملونهم بلطف،‏ مثل معلميهم وأجدادهم.‏ ففي كل مرة نزور عائلة لتناول وجبة طعام،‏ نكتب رسالة شكر يوقعها كل الاولاد او يرسمون عليها».‏ ان اظهار الحنان والامتنان يساعد ولدك ان ينمي في المستقبل علاقات وثيقة وطويلة الامد.‏

      ‏‹لا تمنعوا التأديب›‏

      بينما يكبر اولادك،‏ من الحيوي ان يتعلَّموا ان لكل عمل نتيجة.‏ فالاولاد،‏ ولو كانوا لا يزالون في سن صغيرة،‏ يحاسَبون على تصرفاتهم ليس في البيت فحسب،‏ بل في المدرسة والمجتمع ايضا.‏ لكن بإمكانك ان تعلِّمهم مبدأ هاما وهو ان الانسان يحصد ما يزرع.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ كيف؟‏

      يذكر الكتاب المقدس:‏ «لا تمنع التأديب».‏ (‏امثال ٢٣:‏١٣‏)‏ فإذا سبق لك ان اوضحت ان تصرفا سيؤدي الى نتيجة معينة،‏ فكن ثابتا ولا ترجع عن قرارك.‏ تقول أمّ من الارجنتين اسمها نورما:‏ «ان الثبات ضروري،‏ فالتقلُّب يشجع الولد على التلاعب بالاوضاع كما يحلو له».‏

      في وسع الوالدين ايضا ان يحدّوا من المجادلات الطويلة التي تحدث بعد ان يسيء اولادهم التصرف،‏ وذلك بالتأكد ان اولادهم يفهمون مسبقاعواقب عدم الطاعة.‏ فإذا عرف الاولاد القواعد ونتائج مخالفتها وأدركوا انه لا سبيل الى الافلات من العقاب،‏ يقل احتمال مقاومتهم لها.‏

      طبعا،‏ كي يكون التأديب فعالا،‏ يجب ألّا يؤدَّب الاولاد بغضب.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «ليُنزع منكم كل مرارة وغضب وسخط وصياح وكلام اهانة».‏ (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ ولا يجوز ابدا ان يكون التأديب قصاصًا قاسيا ولا ينبغي ان يسيء الى الولد جسديا او عاطفيا.‏

      ولكن كيف لك ان تتمالك نفسك عندما يتمادى الولد في امتحان صبرك؟‏ يعترف پيتر،‏ وهو والد من نيوزيلندا:‏ «يصعب علينا احيانا فعل ذلك.‏ لكن من المهم ان يتعلَّم الاولاد انهم يؤدَّبون بسبب اعمالهم،‏ وليس لأن والديهم غير قادرين على ضبط انفسهم».‏

      ويحاول پيتر وزوجته مساعدة ولديهما على رؤية فوائد التأديب الطويلة الامد.‏ يقول:‏ «مهما كان تصرف احد الولدين بغيضا،‏ نتحدث معه عن الصفات الحسنة الواجب تنميتها لا تلك السيئة التي اعرب عنها للتو».‏

      ‏«ليُعرَف تعقلكم»‏

      قال اللّٰه لشعبه عندما لزم تأديبه:‏ «أؤدبك باعتدال».‏ (‏ارميا ٤٦:‏٢٨‏)‏ ولا شك انك ستحصد افضل النتائج اذا كان التأديب عادلا ويتناسب مع الخطإ.‏ كتب بولس الى المسيحيين:‏ «ليُعرَف تعقلكم عند جميع الناس».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٥‏.‏

      في هذا المجال،‏ يشمل التعقل المحافظة على كرامة الاولاد عند تأديبهم.‏ يقول والد ايطالي اسمه سانتي:‏ «لا أنتقص ابدا من قدر ابني او ابنتي،‏ بل احاول ان أكتشف اصل المشكلة وأعالجه.‏ ولا أؤدبهما بحضور الآخرين،‏ ولا احدهما بحضور الآخر اذا امكن.‏ كما انني لا أسخر من تقصيراتهما علنا او على انفراد».‏

      يرى ريتشارد المقتبس منه آنفا حكمة الاتصاف بالتعقل.‏ يذكر:‏ «لا يجب ابدا ان يكون العقاب تصاعديا ويصير اشد كلما ازداد عدد الاخطاء.‏ فبعد تأديب الولد،‏ من المهم ألّا نستمر في التحدث عما حصل وتذكيره بأخطائه».‏

      ان تربية الاولاد عمل شاق يتطلب التضحية بالذات لكنه يجلب مكافآ‌ت كثيرة.‏ وهذا ما لمست صحته يِلينا،‏ والدة من روسيا.‏ تعبِّر قائلة:‏ «لقد اخترت العمل بدوام جزئي كي يتسنى لي وقت اكبر امضيه مع ابني.‏ صحيح اني ابذل جهدا اضافيا وأجني مالا اقل،‏ لكن هذا الخيار يستأهل التضحية.‏ فهو يُفرِح ابني كثيرا ويقربنا واحدنا من الآخر».‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

      بإمكان الاولاد تعلم مراعاة مشاعر الآخرين وحاجاتهم

      ‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

      حافظ على كرامة الاولاد عند تأديبهم

  • آراء بعض الوالدين
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • آراء بعض الوالدين

      كيف تعلِّم اولادك تقدير قيمة الطاعة فيما يكبرون؟‏ وكيف تساعدهم على اكتساب مهارات عملية وهم في طريقهم الى سن الرشد؟‏ اليك آراء بعض الوالدين من حول العالم.‏

      العلاقات الاجتماعية والاعمال المنزلية

      ‏«عندما نتناول الطعام معا ونناقش احداث اليوم،‏ يتعلَّم اولادنا فن الاصغاء.‏ وحين يرون ان البابا والماما يصغيان بصبر،‏ ينمو احترامهم لذاتهم وواحدهم للآخر».‏ —‏ ريتشارد،‏ بريطانيا.‏

      ‏«يسعدنا ان نرى اولادنا يتعاملون باحترام،‏ يحلّون الخلافات في ما بينهم،‏ ويظهرون ثقة بالنفس عند تحدثهم الى الراشدين».‏ —‏ جون،‏ جنوب افريقيا.‏

      ‏«لست كاملة وأجرح شعور ولديّ احيانا عن غير قصد.‏ عندئذ اشعر انه من المهم جدا ان أعتذر عن خطئي».‏ —‏ جانيل،‏ اوستراليا.‏

      ‏«ندرب اولادنا على القيام بالاعمال المنزلية.‏ فعندما نعلِّمهم العمل من اجل الآخرين،‏ تجري حياتنا العائلية بسلاسة وسلام ويشعرون بالانجاز».‏ —‏ كلايڤ،‏ اوستراليا.‏

      ‏«ان تعليم اولادنا ان يتفهموا ويحترموا ويسامحوا واحدهم الآخر مهمة صعبة ولكن ضرورية».‏ —‏ يوكو،‏ اليابان.‏

      الصحة والنظافة

      ‏«حين كانت ابنتانا صغيرتين،‏ دربناهما على الاستحمام بمفردهما وجعلنا الاستحمام مسليا باستعمال صابون له اشكال متنوعة،‏ شامبو تُصوَّر على علبته شخصيات من الرسوم المتحركة،‏ وإسفنج مصنوع على شكل حيوانات صغيرة».‏ —‏ ادڠار،‏ المكسيك.‏

      ‏«حين كنا نعيش في منطقة لا تتوفر فيها مياه جارية،‏ حرصت على وضع صابون ووعاء مملوء بالماء في مكان يسهل الوصول اليه كي نغسل ايدينا عند دخول المنزل».‏ —‏ إنديورنس،‏ نيجيريا.‏

      ‏«نطعم ولدينا وجبات صحية يوميا ونشرح لهما اهمية الغذاء المتوازن.‏ وبما انهما يحبان معرفة مكوِّنات الطعام،‏ أطلب منهما ان يساعداني على تحضيره.‏ والوقت الذي نقضيه سويًّا يعزز الاتصال بيننا».‏ —‏ ساندرا،‏ بريطانيا.‏

      ‏«ان التمارين الرياضية مهمة.‏ لذا نحاول كوالدين ان نرسم مثالا حسنا.‏ ويستمتع اولادنا كثيرا حين نمارس معا نشاطات رياضية مثل الهرولة،‏ السباحة،‏ كرة المضرب،‏ كرة السلة،‏ وركوب الدراجة.‏ وهم يرون ان الرياضة ليست مهمة فقط بل مسلية ايضا».‏ —‏ كارن،‏ اوستراليا.‏

      ‏«ان اهم حاجات الولد هو قضاء الوقت مع ابويه.‏ فما من شيء يعوضه عن ذلك،‏ لا المال ولا الهدايا ولا الذهاب معا في عطل مكلفة.‏ لذلك لا اعمل الا في الصباح حين يكون الاولاد في المدرسة.‏ وهكذا اخصص لهم فترة بعد الظهر كلها».‏ —‏ رومينا،‏ ايطاليا.‏

      التأديب

      ‏«لقد اكتشفنا انه ما من اسلوب واحد في التأديب هو الافضل،‏ بل ان كل حالة تتطلب اسلوبا معينا.‏ ففي بعض الاحيان،‏ يجب اجراء حديث من القلب وفي احيان اخرى يلزم حرمان الولد من امر يحبه».‏ —‏ أوڠبيتي،‏ نيجيريا.‏

      ‏«نطلب من اولادنا تكرار التعليمات كي نتأكد انهم يفهمونها.‏ ثم نلتزم بكلامنا.‏ فإذا اردنا ان يصغي الاولاد ويتجاوبوا معنا،‏ ينبغي ان ننفذ ما أنذرناهم به».‏ —‏ كلايڤ،‏ اوستراليا.‏

      ‏«عندما أؤدب احد ابنيَّ،‏ أنحني عادة بحيث يتمكن من النظر اليَّ وجها لوجه.‏ وقد وجدت هذه الطريقة فعالة جدا لأنه يعيرني انتباهه الكامل ويركز ايضا على تعابير وجهي،‏ وهي وسيلة لا تقل اهمية عن الكلمات».‏ —‏ جنيفر،‏ اوستراليا.‏

      ‏«نحاول الا نتهم ابنينا بأنهما لا يصغيان الينا ابدا،‏ ولو بدا اننا على حق.‏ كما اننا لا نؤنب الواحد امام شقيقه.‏ فإما نهمس في اذنه او نأخذه جانبا كي نتحادث على انفراد».‏ —‏ رودي،‏ موزمبيق.‏

      ‏«الاولاد طيِّعون الى حد كبير ويحبون ان يقلدوا الآخرين.‏ لهذا السبب،‏ علينا ان نترك فيهم اثرا يبطل التأثير المفسد الذي يتركه رفاق صفهم،‏ وسائل الاعلام،‏ والمحيط الاجتماعي.‏ وعلينا ايضا ان نساعدهم على التحلي بآ‌داب حسنة مؤسسة على مبادئ سامية.‏ فبفضل هذه المبادئ،‏ سيرفضون كل ما هو مؤذ».‏ —‏ ڠريڠوار،‏ جمهورية الكونغو الديموقراطية.‏

      ‏«يجب ان يتصف التأديب بالحزم والعدل والثبات.‏ وينبغي ان يفهم الاولاد عواقب فعل الخطإ ويعرفوا انك تعني ما تقول».‏ —‏ أوين،‏ انكلترا.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٤]‏

      ‏«لا تغيظوا اولادكم لئلا تتثبط عزيمتهم».‏ —‏ كولوسي ٣:‏٢١‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٥]‏

      من صميم الحياة

      أم متوحدة تنجح في تربية ابنتيها

      مقابلة مع لوسيندا فورستر

      ما هو الجزء الاصعب في تربية ابنتيك بمفردك؟‏

      ان تربية الاولاد بحد ذاتها مهمة هائلة.‏ وكأم متوحدة،‏ أستصعب بشكل خاص ان اصرف وقتي وطاقتي بحكمة.‏ فغرس المبادئ والقيم في ابنتيّ يستنزف الوقت بحيث نضطر الى تحيُّن الفرص كي نرتاح ونقضي معا وقتا ممتعا.‏ وغالبا ما يتوجب علي ان اضحي بأوقات راحتي كي انجز الاعمال المنزلية.‏

      كيف تُبقين خطوط الاتصال مفتوحة مع ابنتيك؟‏

      تغمر الاولاد مشاعر الغضب والقلق وعدم الطمأنينة بعد طلاق والديهم.‏ لذلك من الطبيعي ان تنشأ المشاكل.‏ في هذه الحالة،‏ أنتظر ريثما يهدأ الجو ثم أعبِّر عمّا يقلقني لكن دون تضخيم المسألة.‏ وأجد ان الاتصال البصري والنبرة الهادئة امران ضروريان.‏ كما اني اسألهما عن رأيهما وأصغي بانتباه وأظهر اني اقدر مشاعرهما حق التقدير.‏ علاوة على ذلك،‏ أهتم بدراستهما وأمدحهما على ما تفعلانه.‏ ونتناول الطعام دائما معا في جو هادئ خال من التوتر.‏ وأعبِّر لهما عن محبتي على الدوام.‏

      كيف تؤدبينهما؟‏

      يحتاج الاولاد الى حدود واضحة وثابتة.‏ لذا احاول ان اكون حازمة عند تأديبهما انما لطيفة في الوقت نفسه.‏ فأناقشهما وأشرح لهما الخطأ في تصرف معين.‏ وأطرح عليهما ايضا العديد من الاسئلة،‏ قبل تأديبهما،‏ كي اشجعهما ان يعبِّرا عن نفسيهما بهدف معرفة سبب هذا التصرف.‏ اما اذا اتضح اني انا المخطئة وقد أسأت فهم الوضع مثلا،‏ فإني أعتذر اليهما.‏

      كيف تعلِّمينهما احترام الآخرين؟‏

      اذكّرهما بكلمات يسوع ان علينا معاملة الآخرين كما نرغب ان يعاملونا.‏ (‏لوقا ٦:‏٣١‏)‏ وأشجعهما على تسوية خلافاتهما بمفردهما الى الحد الممكن.‏ كما أعلِّمهما اهمية الاجابة بوداعة ولطف عندما تكونان مستاءتين.‏

      اية نشاطات تقمن بها بهدف الاستجمام؟‏

      لا يمكننا دائما تحمل كلفة السفر في عطلة،‏ لذلك نبحث في الجرائد عن نشاطات بكلفة معقولة.‏ ونتناول الطعام في الهواء الطلق او نقوم بنزه لرؤية النباتات في المشاتل.‏ كما نتسلى بزراعة واختيار النباتات العشبية التي نستعملها في الطبخ.‏ ان الاستجمام مهم ولو اقتصر على نشاط بسيط مثل قضاء الوقت في الحديقة العامة.‏

      ما هي الافراح والمكافآ‌ت التي تحصدينها؟‏

      ان وضعنا العائلي صعب علينا جميعا،‏ لكننا بتنا اقرب احدانا الى الاخرى وتعلَّمنا ان نقدر البركات التي نتمتع بها.‏ يسرني ان ارى كيف تتطور شخصية ابنتيّ.‏ فهما في هذه السن ترغبان في قضاء الوقت معي وأنا أُعزّ رفقتهما.‏ كما انهما تميزان متى اكون سعيدة ومتى اكون حزينة،‏ فتعانقانني احيانا كي تطمئناني.‏ كم افرح حين تعبِّران لي عن محبتهما!‏ والاهم اننا نلمس محبة خالقنا الذي ساعدنا في محن كثيرة.‏ وأنا أستمد القوة من الكتاب المقدس كي أواصل سعيي لأكون أمًّا صالحة.‏ —‏ اشعيا ٤١:‏١٣‏.‏

      ‏[الصورة]‏

      لوسيندا مع ابنتيها بري وشاي

  • المراهقة:‏ معبر الى سن الرشد
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • المراهقة:‏ معبر الى سن الرشد

      تخيَّل انك انتقلت لتوِّك من منطقة مناخها معتدل الى منطقة قطبية.‏ ما ان تترجل من الطائرة حتى تدرك ان المناخ شديد البرودة.‏ فتتساءل:‏ ‹هل يمكنني ان أتأقلم؟‏›.‏ الجواب هو نعم،‏ لكنك ستضطر الى اجراء بعض التعديلات.‏

      يواجهك وضع مماثل حين يصير احد اولادك مراهقا.‏ فيخيّل لك ان المناخ تبدل بين ليلة وضحاها.‏ فالصبي الذي كان في ما مضى يلازمك كظلك بات يفضّل رفقة مَن هم من جيله.‏ والبنت التي لم تُطق صبرا حتى تخبرك عن يومها صارت تجيب بكلام مقتضب.‏

      تسألها:‏ «كيف كان يومك في المدرسة؟‏».‏

      فتجيب:‏ «لا بأس».‏

      ويسود الصمت.‏

      فتحاول مجددا:‏ «ماذا يشغل بالك؟‏».‏

      فتجيب:‏ «لا شيء».‏

      ويستمر الصمت.‏

      فما الذي دهاها؟‏ فمنذ فترة قصيرة،‏ «كنت وكأنك تحمل تصريحا يخولك الدخول الى الكواليس في حياة اولادك.‏ اما الآن،‏ فكل ما يمكنك ان تأمل الحصول عليه هو الجلوس بين الحضور،‏ وعلى الارجح لن تجلس في المقاعد الامامية»،‏ بحسب كتاب في التواصل بين الوالدين والمراهقين.‏ —‏ Breaking the Code‏.‏

      فهل يجب ان ترضى بهذا الواقع؟‏ كلا على الاطلاق،‏ فبإمكانك اذابة الجليد والبقاء قريبا من اولادك خلال المراهقة.‏ لكن عليك اولا ان تفهم ماذا يحصل في هذه المرحلة المذهلة انما المضطربة احيانا.‏

      الانتقال من الطفولة الى سن الرشد

      اعتقد الباحثون في ما مضى ان نمو دماغ الطفل يكتمل تقريبا في سن الخامسة كحد اقصى.‏ اما اليوم،‏ فيظنون انه فيما لا يتغيَّر حجم الدماغ الا قليلا،‏ يحدث تغيير في وظيفته بعد هذا العمر.‏ فمنذ بداية سن البلوغ،‏ يمر الاحداث بتغيير جذري في الهرمونات يبدل طريقة تفكيرهم.‏ على سبيل المثال،‏ يقيِّم الاولاد الصغار الامور على اساس قواعد محددة مبنية على وقائع محسوسة.‏ اما المراهقون فيميلون الى التحليل على ضوء مفاهيم مجردة،‏ آخذين في الاعتبار الجوانب الضمنية لكل مسألة.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ فيكوّنون قناعاتهم الخاصة ولا يترددون في التعبير عنها.‏

      لمس پاولو من ايطاليا هذا التغيير في ابنه المراهق.‏ يقول:‏ «عندما أنظر الى ابني،‏ لا ارى امامي ولدا بل رجلا صغيرا.‏ وما يدهشني ليس نموه الجسدي فحسب،‏ انما طريقة تفكيره بشكل خاص.‏ كما انه لا يخاف ان يعبِّر عن آرائه ويدافع عنها».‏

      هل لاحظت تغييرا مشابها في ولدك المراهق؟‏ ربما في طفولته،‏ كان يطيع اوامرك،‏ لمجرد انك طلبتها منه.‏ اما الآن،‏ فصار يسألك عن الاسباب،‏ حتى انه قد يشكك في القيم التي تتبناها عائلتك.‏ وفي بعض الاحيان،‏ يَظهر كلامه الجازم بمثابة تمرد.‏

      لكن لا تتسرع في الاستنتاج انه يسعى الى الانقلاب على قيمك.‏ فجُلّ ما في الامر ان ولدك ربما يحاول جاهدا تبنّي قيمك وإيجاد مكان لها في حياته هو.‏ للايضاح،‏ تخيل انك تنتقل من بيت الى آخر وتنقل معك الاثاث.‏ فهل يسهل ايجاد مكان لكل قطعة اثاث في منزلك الجديد؟‏ كلا على الارجح.‏ لكن الاكيد انك لن ترمي اية قطعة ثمينة في نظرك.‏

      يواجه ولدك المراهق وضعا مماثلا فيما يستعد لليوم الذي ‹يترك فيه اباه وأمه›.‏ (‏تكوين ٢:‏٢٤‏)‏ صحيح ان ذلك اليوم لا يزال بعيدا،‏ فهو ليس راشدا بعد،‏ لكنه سبق ان بدأ بتوضيب اغراضه اذا جاز التعبير.‏ ففي سنوات مراهقته،‏ يتفحص القيم التي تربى عليها ويختار ما سيتبنى منها في سن الرشد.‏a

      قد ترهبك فكرة اتخاذ ولدك قرارات كهذه.‏ لكن مما لا شك فيه انه لن يحتفظ الا بالمبادئ القيّمة في نظره حين ينتقل الى سن الرشد.‏ لذا الآن فيما لا يزال ولدك يعيش في منزلك هو الوقت المناسب ليتفحص المبادئ التي سيحيا وفقها.‏ —‏ اعمال ١٧:‏١١‏.‏

      وفي الواقع،‏ ان إقدامه على هذه الخطوة هو عين الصواب.‏ ففي النهاية،‏ اذا قبِل اليوم مقاييسك انت بثقة عمياء،‏ فقد يقبل بسذاجة مقاييس الآخرين في وقت لاحق.‏ (‏خروج ٢٣:‏٢‏)‏ ويقول الكتاب المقدس ان فتى كهذا يسهل اغراؤه لأنه «ناقص القلب»،‏ عبارة تشير الى شخص تنقصه صفة التمييز وغيرها من الصفات الجيدة.‏ (‏امثال ٧:‏٧‏)‏ والشاب الذي ليست لديه قناعات خاصة يمكن ان ‹تتقاذفه الامواج،‏ ويحمله الى هنا وهناك كل ريح تعليم بحيلة الناس›.‏ —‏ افسس ٤:‏١٤‏.‏

      فكيف لك ان تمنع حدوث ذلك لولدك؟‏ احرص على ان يكتسب ما يلي:‏

      ١-‏ قوى ادراك مدرَّبة

      كتب الرسول بولس ان ‹قوى ادراك الناضجين مدرَّبة على التمييز بين الصواب والخطإ›.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ لكنك ربما تقول:‏ ‹لقد علَّمت ولدي ما الصواب والخطأ منذ سنين›.‏ ولا شك ان هذا التدريب نفعه آنذاك وأعده لمرحلة نموّه التالية.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤‏)‏ غير ان بولس تحدث عن ضرورة تدريب قوى الادراك.‏ ففي حين يكتسب الاولاد الصغار المعرفة عمّا هو صواب وخطأ،‏ على المراهقين ان ‹يصيروا مكتملي النمو في قوى الفهم›.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٢٠؛‏ امثال ١:‏٤؛‏ ٢:‏١١‏)‏ فمن الافضل الا يطيعك ابنك طاعة عمياء،‏ بل ان يكون ماهرا في التحليل المنطقي.‏ (‏روما ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فكيف تساعده على ذلك؟‏

      ان احدى الطرائق هي السماح له ان يعبِّر عمّا في نفسه.‏ فلا تقاطعه وحاول قدر المستطاع الا تنفعل،‏ ولو قال امرا لا ترغب في سماعه.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «ليكن كل انسان سريعا في الاستماع،‏ بطيئا في التكلم،‏ بطيئا في السخط».‏ (‏يعقوب ١:‏١٩؛‏ امثال ١٨:‏١٣‏)‏ اضافة الى ذلك،‏ قال يسوع:‏ «من فيض القلب يتكلم الفم».‏ (‏متى ١٢:‏٣٤‏)‏ فإذا اصغيت لولدك المراهق،‏ تكتشف ماذا يشغل باله حقا.‏

      وعندما يحين الوقت لتتكلم،‏ حاول ان تطرح عليه الاسئلة عوض ان تتكلم معه بأسلوب مباشر وجافّ.‏ فيسوع لم يسأل تلاميذه فقط عن رأيهم بل سأل الاشخاص المعاندين ايضا.‏ (‏متى ٢١:‏٢٣،‏ ٢٨‏)‏ وعلى غرار يسوع،‏ يمكنك ان تفعل الامر عينه مع ولدك المراهق حتى عندما يختلف معك في الرأي.‏ على سبيل المثال:‏

      اذا قال ولدك المراهق:‏ «لست متأكدا اني اومن باللّٰه».‏

      عوض ان تجيب:‏ «ما هذا الكلام؟‏ لقد تربيت على الايمان باللّٰه».‏

      يمكنك ان تقول:‏ «اشرح لي من فضلك لمَ تقول ذلك».‏

      لمَ ينبغي ان تشجعه على التعبير عن نفسه؟‏ صحيح انك تسمع ما يقوله،‏ لكن عليك ان تعرف ما يفكر فيه ايضا.‏ (‏امثال ٢٠:‏٥‏)‏ فربما يكون جوهر المسألة مقاييس اللّٰه لا وجوده.‏

      مثلا،‏ ان الحدث الذي يُضيَّق عليه كي يكسر شرائع اللّٰه الادبية قد يحاول تهوين الامر على نفسه بإلغاء وجود اللّٰه.‏ (‏مزمور ١٤:‏١‏)‏ فقد يفكر في نفسه:‏ ‹اذا كان اللّٰه غير موجود،‏ فلا داعي ان اعيش وفق مقاييس الكتاب المقدس›.‏

      اذا صحّ ذلك،‏ فربما من المناسب ان يتأمل ولدك في السؤال التالي:‏ ‹هل أعتقد حقا ان مقاييس اللّٰه هي لصالحي؟‏›.‏ (‏اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وفي حال كان يؤمن انها لخيره،‏ فشجِّعه ان يدرك ان المحافظة على مصلحته امر يستحق العناء.‏ —‏ غلاطية ٥:‏١‏.‏

      اذا قال ولدك المراهق:‏ «هذا دينك انت،‏ لكنه ليس بالضرورة ديني انا».‏

      عوض ان تجيب:‏ «انه دين عائلتنا،‏ وأنت ابننا،‏ لذا سنملي عليك نحن معتقداتك».‏

      يمكنك ان تقول:‏ «ان المسألة التي تطرحها مهمة جدا.‏ ولكن اذا رفضت معتقداتي،‏ يجب ان يكون لديك بديل تؤمن به.‏ فما هي معتقداتك انت؟‏ وفق اية مقاييس ينبغي ان يعيش المرء في رأيك انت؟‏»‏‏.‏

      لمَ ينبغي ان تشجعه على التعبير عن نفسه؟‏ لأن التحليل بهذه الطريقة يساعده على فحص طريقة تفكيره.‏ وقد يتفاجأ حين يكتشف انكما تتشاطران المعتقدات عينها،‏ وأن قلقه نابع في الحقيقة من مسألة مختلفة تماما.‏

      مثلا،‏ ربما لا يعرف ولدك كيف يوضح للآخرين معتقداته.‏ (‏كولوسي ٤:‏٦؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٥‏)‏ او قد يكون معجبا بشخص من الجنس الآخر لا يشاطره ايمانه.‏ تحرَّ عن اصل المشكلة وساعده ان يراها هو ايضا.‏ فكلما استعان بقوى ادراكه،‏ كان اكثر استعدادا لسن الرشد.‏

      ٢-‏ التوجيه من اشخاص ناضجين

      في بعض المجتمعات اليوم،‏ وجد الباحثون ان الاحداث يندمجون في عالم الراشدين في سن باكرة.‏ فيعملون معهم،‏ يعاشرونهم،‏ ويتحملون المسؤوليات عينها.‏ فلا تكون المراهقة حتما «مرحلة صعبة،‏ عاصفة»،‏ كما يدعي بعض علماء النفس.‏ حتى انه لا وجود فيها لتعابير مثل «جناح الاحداث» و «المراهقة».‏

      بالتباين،‏ يعيش الاحداث في بلدان عديدة واقعا مختلفا.‏ فهم يُجمعون في مدارس مكتظة لا يعاشرون فيها سوى الذين من عمرهم.‏ وحين يعودون الى بيوتهم،‏ يجدون المنزل فارغا.‏ فالاب والام كلاهما يعملان،‏ والاقارب يعيشون بعيدا.‏ لذا يصرفون الجزء الاكبر من وقتهم مع نظرائهم.‏b فهل تدرك الخطر الذي يهددهم؟‏ لا تقتصر المسألة فقط على اختلاطهم بأناس يؤثرون عليهم تأثيرا سيئا.‏ فقد وجد الباحثون انه حتى الاحداث المثاليون يميلون الى التصرف بطريقة غير مسؤولة اذا انعزلوا عن الكبار.‏

      ان احد المجتمعات التي لم تعزل الاحداث عن البالغين كان شعب اسرائيل القديمة.‏c على سبيل المثال،‏ يتحدث الكتاب المقدس عن عزيا الذي ملَك على يهوذا وهو لا يزال مراهقا.‏ فما الذي ساعده على حمل هذه المسؤولية الثقيلة؟‏ على ما يبدو،‏ لعب دورا في هذا المجال رجلٌ يدعى زكريا يصفه الكتاب المقدس بأنه «يعلِّم مخافة اللّٰه».‏ —‏ ٢ اخبار الايام ٢٦:‏٥‏.‏

      فهل ينال ولدك المراهق التوجيه من راشد او اكثر لديه القيم نفسها؟‏ في هذه الحال،‏ لا تغَر من هذه الصداقات التي تؤثر فيه تأثيرا ايجابيا اذ يمكن ان تعينه على فعل الصواب.‏ يذكر مثل في الكتاب المقدس:‏ «السائر مع الحكماء يصير حكيما».‏ —‏ امثال ١٣:‏٢٠‏.‏

      ٣-‏ حس بالمسؤولية

      في بعض البلدان،‏ يحدّ القانون من ساعات العمل المسموحة للاحداث،‏ ويمنعهم من القيام ببعض الاعمال.‏ وقد وُضعت هذه القيود لحمايتهم من ظروف العمل الخطرة التي نشأت بشكل غير متوقع اثر الثورة الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.‏

      صحيح ان هذه القوانين تحمي الاحداث من الخطر وسوء المعاملة،‏ لكن يرى بعض الخبراء انها تحول دون تحمُّلهم المسؤوليات.‏ نتيجة لذلك،‏ ينمي مراهقون كثيرون موقفا وقحا «ان لديهم حقا مكتسبا،‏ وكأنهم يستحقون ان تُقدَّم لهم الاشياء دون عناء»،‏ حسبما يذكر كتاب الهروب من مراهقة لامتناهية (‏بالانكليزية)‏.‏ ويقول الكاتبان ان هذا الموقف «يبدو وكأنه رد فعل طبيعي للعيش في عالم اكثر توجها الى تسلية المراهقين منه الى توقُّع اي شيء منهم».‏

      بالتباين،‏ يخبر الكتاب المقدس عن شبان اخذوا على عاتقهم مسؤوليات ثقيلة في عمر باكر.‏ تأمل في تيموثاوس الذي كان لا يزال في سن المراهقة حين التقى الرسول بولس.‏ ذات مرة،‏ نصحه بولس الذي ترك اثرا كبيرا فيه:‏ ‹أضرِم موهبة اللّٰه التي فيك›.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٦‏)‏ وربما كان هذا الشاب في اواخر مراهقته او اوائل عشريناته حين ترك البيت وسافر مع بولس بغية مساعدته على تأسيس الجماعات وبنيان الاخوة.‏ لذلك تمكن هذا الرسول بعد العمل عشر سنوات تقريبا الى جانب تيموثاوس من القول الى المسيحيين في فيلبي:‏ «ليس لي احد غيره بمثل ميله يهتم بأموركم اهتماما اصيلا».‏ —‏ فيلبي ٢:‏٢٠‏.‏

      وفي الواقع،‏ غالبا ما يتوق المراهقون الى تولّي المسؤوليات،‏ ولا سيما حين يشعرون انهم ينجزون عملا مفيدا.‏ فلا يدربهم هذا على الصيرورة راشدين يتحلون بحس المسؤولية في المستقبل فحسب،‏ بل يساعدهم على تحقيق امكاناتهم اليوم.‏

      التأقلم مع «المناخ» الجديد

      كما ذكرنا في مستهل المقالة،‏ اذا كان ولدك في سن المراهقة،‏ فأنت تشعر على الارجح ان «المناخ» اليوم مغاير لما كان عليه منذ بضع سنوات.‏ لكن كن واثقا من قدرتك على التأقلم مثلما فعلت في المراحل السابقة من نموه.‏

      لذلك اعتبر سنوات مراهقته فرصة كي (‏١)‏ تساعده ان يدرب قوى ادراكه،‏ (‏٢)‏ تتيح له ان ينال التوجيه من اشخاص ناضجين،‏ و (‏٣)‏ تغرس فيه حسًّا بالمسؤولية.‏ وبفعلك هذا،‏ تعدّ ولدك المراهق لسن الرشد.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a يصف احد المراجع بشكل ملائم المراهقة بأنها «لحظة وداع تدوم طويلا».‏ لمزيد من المعلومات،‏ انظر برج المراقبة عدد ١ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٩،‏ الصفحات ١٠-‏١٢‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      b تستغل التسلية الموجهة الى المراهقين ميلهم الى معاشرة الذين من عمرهم.‏ فتغذي الفكرة القائلة ان لدى الاحداث ثقافة خاصة لا يمكن للبالغين اختراقها ولا فهمها.‏

      c ان كلمة «مراهق» ليست موجودة في الكتاب المقدس.‏ فعلى ما يظهر،‏ كان الاحداث بين شعب اللّٰه،‏ سواء في الازمنة المسيحية او قبلها،‏ يندمجون في عالم الراشدين في سن اصغر مما هو شائع في مجتمعات كثيرة اليوم.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٠]‏

      ‏«انهما افضل ابوين على الاطلاق»‏

      يعلِّم شهود يهوه ابناءهم وبناتهم بالقول والمثال ان يعيشوا وفق مبادئ الكتاب المقدس.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ غير انهم لا يجبرونهم على ذلك.‏ فهم يدركون ان كلا منهم يجب ان يختار عند بلوغه سن الرشد القيم التي سيعيش بموجبها.‏

      لقد تبنَّت آشلين (‏١٨ سنة)‏ القيم التي تربّت عليها.‏ تقول:‏ «ليس الدين في نظري نشاطا امارسه مرة في الاسبوع،‏ بل هو طريقة حياة.‏ فهو يؤثر في كل اعمالي وقراراتي:‏ من اختياري الاصدقاء الى الصفوف التي أحضرها والكتب التي أقرأها».‏

      وتقدر آشلين حق التقدير الطريقة التي اتبعها والداها المسيحيان في تربيتها.‏ تعبِّر قائلة:‏ «انهما افضل ابوين على الاطلاق،‏ وأنا سعيدة لأنهما غرسا فيّ الرغبة ان اصير وأبقى واحدة من شهود يهوه.‏ وسيستمران في ارشادي الى ما فيه خيري ما حييت».‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

      اسمح لولدك المراهق ان يعبِّر عمّا في نفسه

      ‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

      يمكن لراشد يقدم التوجيه لولدك ان يؤثر تأثيرا ايجابيا فيه

      ‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

      تساعد الاعمال المفيدة المراهقين على الصيرورة راشدين يتحلون بحس المسؤولية

  • آراء بعض الوالدين
    استيقظ!‏ ٢٠١٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • آراء بعض الوالدين

      تحمل سنوات المراهقة معها سلسلة جديدة من التحديات الى والدين كثيرين.‏ وربما يصحّ ذلك في حالتك انت ايضا.‏ فكيف لك ان تمد لولدك يد العون كي ينجح في هذه المرحلة التي قد تشوِّش تفكيرك وتفكيره على حد سواء؟‏ إليك آراء بعض الوالدين من حول العالم.‏

      التغيُّرات

      ‏«كان ابني في طفولته يقبل نصائحي دون تردُّد.‏ اما في مراهقته،‏ فقد بدا وكأنه لم يعد يثق بسلطتي.‏ فأخذ يشكك في رأيي وطريقتي في التعبير».‏ —‏ فرانك،‏ كندا.‏

      ‏«لا يحادثني ابني كالسابق.‏ فما عاد يطلعني على شؤونه من تلقاء ذاته،‏ بل ينبغي ان اسأله عمّا يشغل باله.‏ وهو لا يجيب عن اسئلتي بسهولة.‏ صحيح انه يفعل ذلك في النهاية،‏ لكنه لا يجيب على الفور ابدا».‏ —‏ فرنسيس،‏ اوستراليا.‏

      ‏«الصبر صفة في غاية الاهمية.‏ فقد نرغب احيانا ان ننفّس عن غضبنا ونصرخ على اولادنا.‏ لكن الحل الامثل دائما هو ان نهدّئ روعنا ونتواصل معهم».‏ —‏ فيليشا،‏ الولايات المتحدة.‏

      التواصل

      ‏«في بعض الاحيان،‏ تقيم ابنتي المراهقة حاجزا دفاعيا وتظن اني أتعمد انتقادها باستمرار.‏ لذا عليّ ان اذكّرها بمحبتي ودعمي لها وأننا في الفريق نفسه».‏ —‏ لِيسا،‏ الولايات المتحدة.‏

      ‏«في الماضي كان ولداي مستعدين ان يطلعاني على افكارهما.‏ فسهُل عليّ ان أعرف ما يجول في بالهما.‏ اما اليوم،‏ فأحرص على تفهُّمهما واحترام شخصيتهما الفردية.‏ فهذه هي الطريقة الوحيدة ليفتحا لي قلبهما».‏ —‏ نانهي،‏ كوريا.‏

      ‏«لا يكفي ان نمنع المراهقين عن امور معينة،‏ بل علينا ان نناقشهم منطقيا ونجري احاديث عميقة تمس قلوبهم.‏ لكن كي نمهِّد لهذه الاحاديث،‏ علينا اولا ان نبدي استعدادا للاصغاء الى ما يقولونه،‏ ولو قالوا امورا لا نحب سماعها».‏ —‏ دليلة،‏ البرازيل.‏

      ‏«اذا لزم ان اوجِّه ملاحظة لابنتي،‏ أفعل ذلك على انفراد وليس امام الآخرين».‏ —‏ إدْنا،‏ نيجيريا.‏

      ‏«بينما اتحدث الى ابني،‏ أتلهى احيانا بما يحصل في المنزل من حولي،‏ فلا أوليه انتباهي الكامل.‏ وهو يلاحظ ذلك،‏ وأعتقد ان هذا احد الاسباب التي تدفعه الى الحد من احاديثنا.‏ من الضروري ان اوليه المزيد من الانتباه حين يحادثني كي يستمر في التعبير عن نفسه».‏ —‏ ميريام،‏ المكسيك.‏

      الاستقلالية

      ‏«لطالما اقلقني منح ولديّ المراهقين حريتهما،‏ مما خلق بعض الخلافات بيننا.‏ فناقشنا المسألة بصراحة وشرحت لهما مخاوفي،‏ ثم اوضحا هما لمَ يرغبان في المزيد من الحرية.‏ فتوصلنا الى اتفاق أتاح لهما حرية اكبر ضمن الحدود المعقولة التي وضعتها أنا».‏ —‏ إدوين،‏ غانا.‏

      ‏«رغب ابني في اقتناء دراجة نارية.‏ غير اني عارضت الفكرة بشدة حتى اني رحت اوبخه وأسلط الضوء على سلبيات شرائها دون اعطائه فرصة ليشرح موقفه.‏ فأغضبَته تصرفاتي وأججت رغبته في شراء واحدة.‏ عندئذ قررت ان اجرب اسلوبا آخر.‏ فشجَّعته على درس الموضوع من زوايا مختلفة،‏ بما فيها المخاطر والمصاريف وكلفة الحصول على رخصة قيادة وتجديدها.‏ كما طلبت منه ان يستشير المسيحيين الناضجين في الجماعة.‏ فقد أدركت انه من الاجدر لي ان اشجِّع ابني على التكلم بصراحة عن رغباته عوض التضييق عليه،‏ لكي ابلغ قلبه».‏ —‏ هاي يانڠ،‏ كوريا.‏

      ‏«كنا نضع الحدود لأولادنا،‏ الا اننا في الوقت نفسه منحناهم الحرية تدريجيا.‏ وكلما احسنوا استعمالها،‏ اعطيناهم امتيازات اكثر.‏ وبما اننا هيَّأنا لهم فرصا ليكسبوا مزيدا من الحرية،‏ اظهرنا لهم ان هذه هي رغبتنا حقا.‏ لكننا لم نحجم عن معاقبتهم في حال تبيَّن انهم غير جديرين بثقتنا».‏ —‏ دوروتِه،‏ فرنسا.‏

      ‏«لم أتساهل قط في مقاييسي.‏ لكنني كنت مستعدة ان أقوم ببعض التنازلات حين يعرب ولداي عن الطاعة.‏ مثلا،‏ سمحت لهما احيانا بالبقاء وقتا اطول خارج المنزل ليلا.‏ لكن اذا تأخرا عن موعد عودتهما اكثر من مرة،‏ فلا مفر من العقوبات».‏ —‏ إيل خيون،‏ كوريا.‏

      ‏«يراعي رب العمل موظفيه على قدر ما يعربون عن الطاعة وحس المسؤولية.‏ بشكل مماثل،‏ يرى ابني انه ينال شيئا فشيئا حرية اكبر كلما اعرب عن هاتين الصفتين ضمن الحدود التي فرضناها.‏ وهو يدرك انه كما يُعاقَب الموظف على التقصير في مسؤولياته،‏ يمكن ان يخسر مقدار الحرية التي اكتسبها اذا لم يتصرف بمسؤولية».‏ —‏ رامون،‏ المكسيك.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٢]‏

      ‏«ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه».‏ —‏ امثال ٢٢:‏٦‏،‏ الترجمة البروتستانتية.‏

      ‏[الاطار/‏الصورتان في الصفحة ٢٣]‏

      من صميم الحياة

      ‏«تربية المراهقين تجربة رائعة»‏

      جوزيف:‏ ان ابنتيّ الكبريين في سن المراهقة.‏ ومن المهم ان اصغي اليهما وأوليهما انتباهي.‏ كما ان الاعتراف الصادق بتقصيراتي والاعراب عن الاحترام في حديثي معهما يبقيان خطوط الاتصال مفتوحة.‏ باختصار،‏ اشعر ان تربية المراهقين تجربة رائعة بفضل الارشاد الذي نناله من كلمة اللّٰه الكتاب المقدس.‏

      لِيسا:‏ عندما بلغت ابنتنا الكبرى سن المراهقة،‏ لاحظت انها اصبحت بحاجة اكثر الى اهتمامي.‏ ما زلت اذكر كم من الوقت قضيت في الاصغاء اليها والتكلم معها وتشجيعها.‏ نؤكد انا وزوجي لبناتنا اننا نحترم مشاعرهن وأن بإمكانهن التعبير عمّا في أنفسهن.‏ كما احاول تطبيق الحكمة الموجودة في يعقوب ١:‏١٩‏:‏ «ليكن كل انسان سريعا في الاستماع،‏ بطيئا في التكلم».‏

      ڤيكتوريا:‏ امي هي صديقتي المفضلة.‏ لم ألتقِ قط شخصا لطيفا ومحبًّا بقدرها،‏ وهي تعامل الجميع بهذه الطريقة.‏ انها طيبة القلب بكل معنى الكلمة،‏ ولا يمكن لأحد ان يحل محلها.‏

      اوليڤيا:‏ والدي شخص محب وكريم،‏ وهو دائم العطاء والتضحية من اجل الغير وإن كنا لا نملك الا القليل.‏ وهو يتصرف بجدية عند اللزوم،‏ لكنه في الوقت نفسه يعرف حق المعرفة كيف يمضي وقتا ممتعا.‏ انه والد مميَّز وأنا سعيدة لأنه والدي انا.‏

      ‏«لا مكان للضجر في حياتنا!‏»‏

      صوني:‏ اذا واجهت ابنتانا مشكلة معينة،‏ نجلس معا كعائلة ونناقشها.‏ فنتكلم بصراحة دائما ونؤسس قراراتنا على مبادئ من الكتاب المقدس.‏ كما نحرص انا وإيناس على ان تعاشرا اشخاصا بنائين وناضجين روحيا.‏ ان اصدقاءنا هم اصدقاؤهما والعكس صحيح.‏

      إيناس:‏ نشغل انفسنا دائما بنشاطات متنوعة ونقوم بها كعائلة.‏ فكشهود ليهوه،‏ نواظب على درس الكتاب المقدس الشخصي والعائلي وننهمك في الخدمة والعمل الطوعي مثل اعمال الاغاثة وبناء قاعات الملكوت.‏ كما نوازن بين هذه النشاطات والتسلية السليمة.‏ حقا،‏ لا مكان للضجر في حياتنا!‏

      كيلسي:‏ يُحسن والدي الاصغاء الينا ويستشير العائلة بكاملها عند اتخاذ قرارات مهمة.‏ اما والدتي فهي دائما الى جانبي سواء احتجت الى اذن صاغية او مساعدة عملية.‏

      سامنثا:‏ تُشعرني امي انني جد مميَّزة ومحبوبة ومهمة في نظرها،‏ حتى دون ان تعي ذلك.‏ فهي تصغي الي وتهتم بي.‏ ولن أتخلى عن صداقتنا ابدا.‏

      ‏[الصورتان]‏

      عائلة كاميرا:‏ جوزيف،‏ لِيسا،‏ ڤيكتوريا،‏ اوليڤيا،‏ وإيزابيلا

      عائلة ساپاتا:‏ كيلسي،‏ إيناس،‏ صوني،‏ وسامنثا

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

      قد يمنح الوالدان ولدهما مقدارا من الاستقلالية،‏ لكنهما يرسمان ايضا حدودا معقولة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة