-
قدرة الطفل الفائقة على التعلماستيقظ! ٢٠١٢ | كانون الثاني (يناير)
-
-
قدرة الطفل الفائقة على التعلم
ليس في العالم ما يضاهي دماغ الطفل في القدرة على تشرُّب المعلومات. فحالما يبصر المولود النور، يكون مهيَّأ لتلقي كل المشاهد والاصوات والاحاسيس من حوله.a
ان ابرز ما يثير اهتمام الطفل هو وجوه البشر وأصواتهم ولمساتهم. يذكر كتاب الطفولة (بالانكليزية) بقلم پنيلوپي ليتش: «أُجريت دراسات عديدة لمعرفة المشاهد التي تهم الرضيع اكثر من غيرها، الاصوات التي تستأثر بانتباهه، والاحاسيس التي يسعى بشكل واضح الى تكرارها. وهذه كلها غالبا ما يجسِّدها الراشد الذي يعتني به». فلا عجب ان يلعب الابوان دورا اساسيا في نمو ولدهما.
«كنت اتكلم كطفل»
يقف الوالدون وأطباء الاطفال مذهولين امام قدرة حديثي الولادة على تعلم لغة بمجرد الاستماع اليها. وقد وجد الباحثون ان الرضيع يعتاد في غضون ايام على صوت امه ويفضله على صوت الغرباء. ويستطيع خلال اسابيع ان يفرِّق بين رنة الكلمات التي تُقال بلغة والديه واللغات الاخرى. كما يتمكن في غضون اشهر ان يشعر بالفاصل بين الكلمات، فيميِّز بالتالي بين الكلام العادي والاصوات غير المفهومة.
كتب الرسول المسيحي بولس: «لما كنت طفلا، كنت اتكلم كطفل». (١ كورنثوس ١٣:١١) فكيف يتكلم الطفل؟ انه يصدر عادة اصواتا غير مفهومة وغير مترابطة، تسمى بأبأة. لكنها ليست عديمة الجدوى على الاطلاق. تقول الدكتورة ليز إليوت في كتابها ماذا يجري في دماغ الطفل؟ كيف يتطور دماغه وعقله في السنوات الخمس الاولى؟ (بالانكليزية) ان الكلام «مهارة حركية معقدة تتطلب التنسيق السريع بين عشرات العضلات التي تتحكم بالشفتين، اللسان، الحنك، والحنجرة. صحيح ان بأبأة الاطفال تبدو مجرد طريقة محبَّبة للفت الانتباه، الا انها ايضا تمرين بالغ الاهمية ينمي المهارات اللغوية».
ويردّ الوالدان عادة على رضيعهما بكلمات معبّرة وأسلوب مفعم بالحياة. وهذا ايضا يفيد الطفل لأنه يندفع الى الاستجابة لهما، فيتعلم بفضل هذا التبادل اصول ومبادئ التحادث، مهارة سيستعملها طوال حياته.
تغيير الادوار
ينشغل الابوان يوميا بتلبية حاجات مولودهما الجديد. مثلا، يبكي الطفل، فيكون احدهما حاضرا لإطعامه. او يبكي فيكون احدهما جاهزا لتغيير حفاضه، او يهرع الى حمله. وإحاطته بهذه العناية الرقيقة ضرورية وملائمة. فهي طريقة اساسية يتمم بها الوالدان دورهما في رعاية الطفل. — ١ تسالونيكي ٢:٧.
فلا عجب ان يظن الطفل انه محور الكون وأن الراشدين، وخاصة والديه، يعيشون لتلبية رغباته. صحيح ان نظرته هذه مغلوطة، لكنها مبررة تماما. تذكَّر ان هذا هو الواقع الذي يعيشه لأكثر من سنة. فالطفل الصغير يظن انه الحاكم على امبراطورية يسكنها اشخاص كبار مكرَّسون لخدمته. يقول مرشد الاسرة جون روزموند: «يستغرق بناء هذا العالم الخيالي اقل من سنتين، فيما يتطلب هدمه ١٦ سنة على الاقل. والمفارقة ان هذا هو دور الابوين: ان يكونا السبب وراء نشوء هذه الفكرة الخيالية في عقل ولدهما، والمسؤولين عن استئصالها انما بلطف طبعا».
وبالفعل، يزول هذا العالم الخيالي بعمر السنتين تقريبا عندما يتغير دور الوالدين من الرعاية الى التعليم. فيعي الطفل الآن ان والديه ليسا تابعين له بل عليه هو اتباع سلطتهما. لقد أُطيح بحكمه وهو على الارجح لن يرضى بهذا التغيير، فيتملّكه الغضب ويحاول الحفاظ على مركزه. كيف؟
مواجهة نوبات الغضب
في عمر السنتين تقريبا، يتبدل سلوك اطفال كثيرين تبدُّلا جذريا، وغالبا ما تنتابهم نوبات تعكّر مزاجهم تسمى «نوبات الغضب». وهذه المرحلة صعبة جدا على الوالدين. فتصير «لا» كلمة الطفل المفضلة وكثيرا ما يرفض طلبات والديه. وقد يستاء منهما ومن نفسه فيما يصارع مشاعر متضاربة. فهو يرغب في الابتعاد عنهما وفي الوقت نفسه يتوق الى الاقتراب منهما. أما الوالدان المذهولان فلا يفهمان ما يحصل ويشعران ان كل الحلول تبوء بالفشل. فماذا يجري حقا؟
فكِّر في التغيير المهم الذي طرأ على حياة الطفل. ففي السابق، ما كان عليه الا ان يصدر أنينا خافتا حتى يهرع الراشدون اليه. أما الآن فبات يفهم ان فترة «حكمه» كانت موقتة وأنه مضطر ان يفعل هو بنفسه بعض الامور على الاقل. كما يدرك تدريجيا انه خاضع لسلطة معينة مثلما يذكر الكتاب المقدس: «ايها الاولاد، اطيعوا والديكم في كل شيء». — كولوسي ٣:٢٠.
وفي هذه الفترة الصعبة، يجب على الابوين ان يتمسكا بزمام السلطة. وإذا فعلا ذلك بحزم انما بمحبة، يتكيَّف الطفل مع دوره الجديد. وهكذا تُمهَّد الطريق امام مرحلة اخرى من مراحل نموه.
تنمية الشخصية والقيم الاخلاقية
بإمكان الحيوانات والآلات ايضا ان تميز وتقلِّد الكلام. لكن الانسان وحده قادر ان يفحص نفسه بتجرد. لذلك تنتاب الطفل بعمر سنتين او ثلاث مشاعر كالفخر والخزي والذنب والحياء. فيخطو بذلك اولى خطواته نحو الصيرورة راشدا يتحلى بالقيم الاخلاقية ويدافع بحزم عن الصواب، ولو اختار الآخرون فعل الخطإ.
وفي هذه المرحلة ايضا، يختبر الوالدان رائعة اخرى من روائع التربية. فولدهم يصير شيئا فشيئا قادرا على الاحساس بمشاعر الآخرين. فبعمر السنتين كان يلعب بمفرده الى جانب غيره من الاولاد، أما اليوم فأصبح يلعب معهم. وبات يدرك ايضا متى يكون مزاج والديه جيدا ويرغب في ارضائهما، الامر الذي يزيد على الارجح قدرته على التعلم.
اضافة الى ذلك، يبدأ الطفل بعمر ثلاث سنوات بتعلم مفاهيم الصواب والخطإ، والخير والشر. وهذا حتما وقت مناسب ليدرب الوالدون اولادهم بهدف مساعدتهم ان يصبحوا راشدين يتحلون بحس المسؤولية.
[الحاشية]
a صحيح ان هذه المقالات تشير الى الاطفال بصيغة المذكر بهدف التبسيط، الا ان المبادئ التي تُناقَش تنطبق على الجنسين على حد سواء.
[النبذة في الصفحة ٥]
يعتاد الرضيع في غضون ايام على صوت امه ويفضله على صوت الغرباء
[النبذة في الصفحة ٦]
يبدأ الطفل بعمر ثلاث سنوات بتعلم مفاهيم الصواب والخطإ، والخير والشر
[الاطار في الصفحة ٦]
لمَ تتوالى نوبات الغضب؟
بحسب ما ذكر جون روزموند في احد كتبه (New Parent Power)، «يشعر بعض الوالدين ان نوبات الغضب تحدث لأنهم اخطأوا في التعامل مع مطالب الولد . . . وظنًّا منهم انهم هم الملومون، يسارعون الى تصحيح خطئهم. فإذا كانوا قد رفضوا طلبا ما، يغيرون رأيهم ويقبلون به. وإن كانوا قد عاقبوه بالضرب، يخففون شعورهم بالذنب بإعطائه اكثر مما يطلب. وحين تنجح مناورات الفريقين، تتوقف نوبة الغضب ويرتاح الوالدون. فيدرك الولد ان نوبات الغضب وسيلة فعالة لنيل مبتغاه، فيلجأ اليها تكرارا ويزيد من حدتها».
-
-
آراء بعض الوالديناستيقظ! ٢٠١٢ | كانون الثاني (يناير)
-
-
آراء بعض الوالدين
اذا كان ولدك في سنواته الاولى، فأنت على الارجح تواجه بعض التحديات. مثلا، كيف ينبغي ان تتصرف حين تنتابه نوبات الغضب؟ كيف تعلِّمه التمييز بين الصواب والخطإ وتؤدبه باتزان؟ لاحظ كيف تخطى بعض الوالدين هذه الصعوبات.
نوبات الغضب
«يتوقع الطفل بعمر السنتين ان ينال مراده. وقد واجهنا هذه المشكلة مع ابننا. فكان يرمي الاغراض على الارض اذا لم نلبِّ طلباته. وبما انه ابننا البكر، فلم تكن لدينا خبرة في مواجهة نوبات الغضب. ولم يُرحنا ان يُقال لنا ان هذا السلوك طبيعي في هذه السن الصعبة». — سوزان، كينيا.
«كانت ابنتنا، وهي في الثانية من عمرها، تتمدد على الارض وتصرخ وتبكي وتركل . . . وكم أرهقنا ذلك! في حالات كهذه، لم يجدِ التحدث اليها نفعا. لذا كنا نطلب منها زوجي وأنا بكل هدوء ان تذهب الى غرفتها وألا تعود إلا بعدما يسكن انفعالها كي نتحدث في المسألة سويًّا. ثم يبادر احدنا، حالما تهدأ، بالتوجه الى غرفتها ويساعدها ان تفهم لماذا لم نرضَ عن تصرفها. لقد حالفنا النجاح باستخدام هذه الطريقة. فذات مرة، سمعناها خلسة تصلي الى اللّٰه طالبة السماح. ومع الوقت، اخذت نوبات الغضب تتضاءل الى ان توقفت كليا». — يولاندا، اسبانيا.
«يحاول الطفل ان يرى كم يمكنه ان يتمادى في تصرفاته. غير ان السماح له بفعل ما منعتماه عنه منعا باتًّا يشوِّش تفكيره. لقد وجدنا ان بقاءنا حازمين دون تقلُّب يعلِّم اولادنا تدريجيا ان الصراخ ليس وسيلة فعالة لتحقيق مبتغاهم». — نيل، بريطانيا.
التأديب
«قبل ان يبلغ الطفل الخامسة من عمره، من الصعب ان تعرف مدى انتباهه الى كلماتك. والحل هو التكرار، فعليك ان تكرِّر الكلام ألف مرة بإيماءات ونبرة حازمة». — سيرج، فرنسا.
«رغم ان اولادنا الاربعة نشأوا في البيئة نفسها، تحلى كل منهم بشخصية فريدة. مثلا، كانت احدى بناتنا تذرف الدموع بمجرد معرفتها انها خيَّبت املنا؛ اما اختها فتحاول ان تكتشف الى اي حد يمكنها التمادي في اساءة التصرف. لذلك كان يكفي في بعض الاحيان ان نؤنبهم او ننظر اليهم نظرة حازمة، فيما اضطررنا في احيان اخرى الى معاقبتهم». — ناثان، كندا.
«من المهم الا يساوم الابوان على القواعد التي يضعانها. ولكن في الوقت عينه، يجب ان يتجنَّبا التعنُّت والتصلُّب في الرأي. فأحيانا يتأسف طفلنا حقا على فعلته، فنشعر انه من الافضل ان نتصف بالتعقل ونخفف العقاب». — ماتيو، فرنسا.
«أتجنَّب فرض الكثير من القواعد، لكن تلك التي نضعها ثابتة ولا مساومة عليها. وهكذا يعرف ابني البالغ من العمر ثلاث سنوات عواقب عدم اطاعتي، ما يساعده على التحكم بسلوكه. صحيح انه من الاسهل عليّ تجاهل اخطائه حين اكون تعبة، لكنني اجبر نفسي على الالتزام بكلمتي. فسرّ النجاح هو الثبات في المواقف». — ناتالي، كندا.
الثبات
«ان التقلُّب في رأي الوالدين يُحفر في ذاكرة الصغار». — مِلتون، بوليفيا.
«يسألنا ابننا احيانا عن المسألة نفسها بأساليب مختلفة ليرى هل نبقى ثابتين في موقفنا. او اذا حدث يوما ان اختلفنا في الرأي، فهو يعتبر هذا الاختلاف ثغرة يمكنه ان يستغلها لمصلحته». — انخيل، اسبانيا.
«كنت، اذا اساء ابني التصرف، اتساهل معه حين اكون رائقة المزاج، وأعاقبه بشدة حين اكون في مزاج سيئ. لكنني اكتشفت ان سلوكه يزداد سوءا نتيجة لذلك». — ڠيونڠ أوك، كوريا.
«من الضروري ان يفهم الاولاد الصغار ان التصرف غير المقبول اليوم لن يكون مقبولا ابدا». — أنطونيو، البرازيل.
«عندما لا يتبنى الابوان موقفا ثابتا، يعتقد الولد انه لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهما وأن قراراتهما تتبدل بتبدُّل مزاجهما. أما اذا التزما بمبادئهما، فيدرك الولد ان ما يعتبرانه خطأ لن يتغير ابدا. وهذا الالتزام يمنحه شعورا بالامان والمحبة». — جيلمار، البرازيل.
«يغتنم الاولاد الفرصة عادة حين يكون الوالد في وضع يجبره على الرضوخ لمطالبهم، كما في حضور اشخاص آخرين. لذلك حين ارفض طلبا ما، أعبِّر عن موقفي من البداية وأوضح لابني انني لن أصغي الى توسلاته المستمرة». — تشانڠ سوك، كوريا.
«على الوالدين ان يكونا صفًّا واحدا. فعندما لا نتفق انا وزوجتي على مسألة معينة، نتناقش في الامر على انفراد. فبإمكان الاولاد ان يستشفّوا اي خلاف في الرأي ويحاولون الاستفادة من الوضع». — خيسوس، اسبانيا.
«يشعر الولد بالامان حين يعلم ان والديه متحدان في الرأي ولا يمكن التلاعب بهما. فهو يعرف نتائج افعاله اذا احسن او اساء التصرف». — دامارِس، المانيا.
«بالنسبة الينا انا وزوجتي، يشمل الثبات الا نرجع عن كلامنا حين نعد بمكافأة ابنتنا. وهكذا، تتعلَّم ان وعودنا جديرة بالثقة». — هندريك، المانيا.
«أتضايق طبعا اذا ظلَّ رب عملي يغيِّر المطلوب مني في وظيفتي. يصح الامر عينه على الاولاد. فهم يشعرون بالامان عندما يكونون مطلعين على القواعد ويعرفون انها لن تتغير. كما يحتاجون الى معرفة عواقب العصيان والتأكد انها هي ايضا لن تتغير». — ڠلين، كندا.
[النبذة في الصفحة ٨]
«ليكن معنى نعمكم نعم، ولاكم لا». — يعقوب ٥:١٢.
[الاطار/الصور في الصفحة ٩]
من صميم الحياة
التأقلم مع حمل غير مخطَّط له
كما رواها توم ويونهي هان
توم: لم يكن قد مضى على زواجنا سوى ستة اشهر حين اكتشفت زوجتي يونهي انها حامل. في الظاهر، حافظت على رباطة جأشي لأُطمئنها انني سأمدها بالقوة والدعم. لكني في الحقيقة أُصبت بالذعر.
يونهي: صُدمت وتملَّكني الخوف. فذرفت الدموع طويلا. فقد شعرت اني غير مستعدة ولا مؤهلة لأكون أمًّا.
توم: ولا انا كنت مستعدا للابوة. لكن بعد التحدث الى والدين آخرين، ادركنا ان الحمل غير المخطَّط له اكثر شيوعا مما ظننا. وأفادنا ايضا ان نستمع اليهم وهم يعبرون عن افراح تربية الاولاد. فتلاشت تدريجيا مخاوفي وشكوكي وحلَّت محلها مشاعر الترقب.
يونهي: بعد ولادة اماندا، واجهتنا تحديات جديدة. فقد كان بكاؤها متواصلا ولم يغمض لي جفن طوال اسابيع. كما انقطعت شهيتي، فأُصبت بالارهاق. ولم ارغب في رؤية احد في البداية. غير اني ادركت ان الاعتزال ليس لصالحي. لذلك صرت امضي الوقت مع امهات انجبن حديثا، مما سمح لنا ان نتبادل الآراء. فعرفت انني لم اكن الام الوحيدة التي تواجه الصعوبات.
توم: سعيت جاهدا لأحافظ على روتين عائلتنا. فبما اننا من شهود يهوه، صممنا انا ويونهي على المداومة على الاشتراك في البشارة وحضور الاجتماعات المسيحية. فضلا عن ذلك، تُرافق تربية الاولاد مصاريف عديدة بعضها غير متوقع. لذلك حرصنا على العيش بحسب امكاناتنا لئلا نقع في الدين فيتفاقم الاجهاد.
يونهي: في بادئ الامر، ظننت انه سيتعذر عليّ الاشتراك في البشارة لأن الاطفال يمكن ان يسببوا التشويش. لكن الناس في الحقيقة يفرحون بوجود الاطفال. ومعرفة ذلك ساعدتني ان ابقى نشيطة وأنظر الى الامومة بإيجابية.
توم: يقول الكتاب المقدس ان الاولاد «مكافأة» و «ميراث من عند يهوه». (مزمور ١٢٧:٣) فالاولاد اذًا هبة ثمينة. وأمامنا خياران: إما ان نحافظ على هذا الميراث او ان نفرِّط فيه. وأنا ادرك شيئا فشيئا ان جميع مراحل نمو الاولاد فريدة، لذا عليّ ان ارافق ابنتي في كل منها. فإذا فوتُّ هذه الفرصة، فلن أتمكن من استرجاعها ابدا.
يونهي: تصادفنا مفاجآت عديدة في الحياة. وإنجاب ولد دون سابق تخطيط هو في الحقيقة مفاجأة سارة. ان اماندا في السادسة من عمرها اليوم ولا يمكنني ان اتخيل حياتي من دونها.
[الصورة]
توم ويونهي مع ابنتهما اماندا
-
-
تربية الاولاد ما بين السنوات الاولى والمراهقةاستيقظ! ٢٠١٢ | كانون الثاني (يناير)
-
-
تربية الاولاد ما بين السنوات الاولى والمراهقة
«يعيش الاطفال قبل سن الخامسة في جو عائلي حميم. وغرس الصفات الحسنة فيهم آنذاك اسهل منه في المراحل اللاحقة. لكن ما إن يدخلون المدرسة حتى تتغير عليهم اساليب الكلام والتصرف». — ڤالتر، ايطاليا.
فيما يكبر الاولاد يكتشفون حدود عالمهم الآخذ في التوسع. فيحتكون بعدد اكبر من الاشخاص مثل اقاربهم ورفقائهم في اللعب والمدرسة. وكما أشار ڤالتر المقتبس منه اعلاه، لا يعود الابوان المصدر الوحيد الذي يؤثر في حياة ولدهما كما كانت الحال في سنواته الاولى. لذلك من الضروري ان تعلِّم ولدك تقدير قيمة الطاعة والآداب الحسنة وتساعده على معرفة الصواب والخطإ.
ان هذه المهارات لا تُكتسَب بسرعة وتلقائيا. فعلى الارجح، عليك ان ‹توبخ وتؤنب وتعظ بكل طول اناة وفن تعليم›. (٢ تيموثاوس ٤:٢) وقد أُعطي كل والد في اسرائيل القديمة الوصية التالية بخصوص شريعة اللّٰه: «لقِّنها بنيك، وتحدث بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تضطجع وحين تقوم». (تثنية ٦:٦، ٧) فالارشاد المستمر امر بالغ الاهمية وفقا لهذين العددين.
لكن مسؤولية تربية الاولاد تشتمل على تحديات عديدة. فلنتأمل في بعض منها.
للاصغاء وقت
يقول الكتاب المقدس ان ‹للتكلم وقتا› وللاصغاء وقتا ايضا. (جامعة ٣:٧) فكيف تعلِّم ولدك الانتباه الى كلام الآخرين وكلامك انت ايضا؟ احدى الطرائق هي برسم المثال. فهل تصغي انت بانتباه الى الآخرين، بمن فيهم اولادك؟
يتشتَّت انتباه الاولاد بسهولة، ولا شك ان صبرك يوضع على المحك فيما تحاول التواصل معهم. وبما ان كل طفل مختلف عن غيره، فعليك ان تتحلى بدقة الملاحظة وتحدد اكثر الاساليب فعالية في التواصل مع ولدك انت. على سبيل المثال، يقول أب من بريطانيا يُدعى دايڤيد: «اطلب من ابنتنا ان تكرر بكلماتها الخاصة ما اقوله لها. نتيجة لذلك، تتحسن قدرتها على الاصغاء يوما بعد يوم».
وذات مرة، كان يسوع يعلِّم تلاميذه، فقال لهم: «انتبهوا . . . كيف تسمعون». (لوقا ٨:١٨) فإن كان على الراشدين ان يولوا الآخرين انتباههم، فكم بالاحرى الاولاد!
‹سامحوا بعضكم بعضا›
يقول الكتاب المقدس: «استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لأحد سبب للتشكي من آخر». (كولوسي ٣:١٣) وهذه القدرة على المسامحة يمكن تدريب الاولاد على تنميتها. فما السبيل الى ذلك؟
كما هي الحال مع فن الاصغاء، ينبغي ان ترسم مثالا حسنا. لذا كن قدوة لأولادك بالتحلي بروح المسامحة. وهذا ما تجتهد في فعله مارينا، والدة من روسيا. تقول: «نحاول ان نرسم مثالا جيدا لولدينا، فنسامح الآخرين، نتنازل عن بعض حقوقنا، ولا نشعر بالاهانة من تصرفاتهم. وعندما اخطئ اليهما، أقدّم اعتذاري. فأنا اريد ان يتعلَّما فعل الامر عينه مع الغير».
ان القدرة على حل الخلافات والمسامحة مهارة ضرورية في سن الرشد. لذا علِّم اولادك مراعاة الآخرين وتحمل مسؤولية اخطائهم الخاصة. وهكذا، تترك لهم ارثا ثمينا يعود عليهم بالفائدة مدى الحياة.
«اظهروا انكم شاكرون»
ان الكثيرين هم ‹محبون لأنفسهم› في هذه ‹الازمنة الحرجة›. (٢ تيموثاوس ٣:١، ٢) لذا من الملحّ ان تغرس في اولادك روح الامتنان فيما لا يزالون صغارا. كتب الرسول بولس: «اظهروا انكم شاكرون». — كولوسي ٣:١٥.
وبإمكان الاولاد ان يعربوا عن الآداب الحسنة ويراعوا مشاعر الآخرين وحاجاتهم، ولو كانوا في سن صغيرة. كيف؟ يقول الدكتور كايل پرُوَت في مجلة الوالدون (بالانكليزية): «ان افضل طريقة لتغرس في اولادك مشاعر التقدير هي بالاعراب عنها دون كلل في البيت. وهذا يعني ان تعبِّر دائما عن امتنانك حين يمد لك الآخرون يد العون ويقومون بأعمال تنم عن اهتمام اصيل . . . طبعا، يتطلب الامر جهدا متكررا لتنجح في ذلك».
وهذا ما يسعى اليه ريتشارد، أب يعيش في بريطانيا. يعبِّر قائلا: «نحاول انا وزوجتي ان نظهر عمليا للاولاد كيف يشكرون مَن يعاملونهم بلطف، مثل معلميهم وأجدادهم. ففي كل مرة نزور عائلة لتناول وجبة طعام، نكتب رسالة شكر يوقعها كل الاولاد او يرسمون عليها». ان اظهار الحنان والامتنان يساعد ولدك ان ينمي في المستقبل علاقات وثيقة وطويلة الامد.
‹لا تمنعوا التأديب›
بينما يكبر اولادك، من الحيوي ان يتعلَّموا ان لكل عمل نتيجة. فالاولاد، ولو كانوا لا يزالون في سن صغيرة، يحاسَبون على تصرفاتهم ليس في البيت فحسب، بل في المدرسة والمجتمع ايضا. لكن بإمكانك ان تعلِّمهم مبدأ هاما وهو ان الانسان يحصد ما يزرع. (غلاطية ٦:٧) كيف؟
يذكر الكتاب المقدس: «لا تمنع التأديب». (امثال ٢٣:١٣) فإذا سبق لك ان اوضحت ان تصرفا سيؤدي الى نتيجة معينة، فكن ثابتا ولا ترجع عن قرارك. تقول أمّ من الارجنتين اسمها نورما: «ان الثبات ضروري، فالتقلُّب يشجع الولد على التلاعب بالاوضاع كما يحلو له».
في وسع الوالدين ايضا ان يحدّوا من المجادلات الطويلة التي تحدث بعد ان يسيء اولادهم التصرف، وذلك بالتأكد ان اولادهم يفهمون مسبقاعواقب عدم الطاعة. فإذا عرف الاولاد القواعد ونتائج مخالفتها وأدركوا انه لا سبيل الى الافلات من العقاب، يقل احتمال مقاومتهم لها.
طبعا، كي يكون التأديب فعالا، يجب ألّا يؤدَّب الاولاد بغضب. يقول الكتاب المقدس: «ليُنزع منكم كل مرارة وغضب وسخط وصياح وكلام اهانة». (افسس ٤:٣١) ولا يجوز ابدا ان يكون التأديب قصاصًا قاسيا ولا ينبغي ان يسيء الى الولد جسديا او عاطفيا.
ولكن كيف لك ان تتمالك نفسك عندما يتمادى الولد في امتحان صبرك؟ يعترف پيتر، وهو والد من نيوزيلندا: «يصعب علينا احيانا فعل ذلك. لكن من المهم ان يتعلَّم الاولاد انهم يؤدَّبون بسبب اعمالهم، وليس لأن والديهم غير قادرين على ضبط انفسهم».
ويحاول پيتر وزوجته مساعدة ولديهما على رؤية فوائد التأديب الطويلة الامد. يقول: «مهما كان تصرف احد الولدين بغيضا، نتحدث معه عن الصفات الحسنة الواجب تنميتها لا تلك السيئة التي اعرب عنها للتو».
«ليُعرَف تعقلكم»
قال اللّٰه لشعبه عندما لزم تأديبه: «أؤدبك باعتدال». (ارميا ٤٦:٢٨) ولا شك انك ستحصد افضل النتائج اذا كان التأديب عادلا ويتناسب مع الخطإ. كتب بولس الى المسيحيين: «ليُعرَف تعقلكم عند جميع الناس». — فيلبي ٤:٥.
في هذا المجال، يشمل التعقل المحافظة على كرامة الاولاد عند تأديبهم. يقول والد ايطالي اسمه سانتي: «لا أنتقص ابدا من قدر ابني او ابنتي، بل احاول ان أكتشف اصل المشكلة وأعالجه. ولا أؤدبهما بحضور الآخرين، ولا احدهما بحضور الآخر اذا امكن. كما انني لا أسخر من تقصيراتهما علنا او على انفراد».
يرى ريتشارد المقتبس منه آنفا حكمة الاتصاف بالتعقل. يذكر: «لا يجب ابدا ان يكون العقاب تصاعديا ويصير اشد كلما ازداد عدد الاخطاء. فبعد تأديب الولد، من المهم ألّا نستمر في التحدث عما حصل وتذكيره بأخطائه».
ان تربية الاولاد عمل شاق يتطلب التضحية بالذات لكنه يجلب مكافآت كثيرة. وهذا ما لمست صحته يِلينا، والدة من روسيا. تعبِّر قائلة: «لقد اخترت العمل بدوام جزئي كي يتسنى لي وقت اكبر امضيه مع ابني. صحيح اني ابذل جهدا اضافيا وأجني مالا اقل، لكن هذا الخيار يستأهل التضحية. فهو يُفرِح ابني كثيرا ويقربنا واحدنا من الآخر».
[الصورة في الصفحة ١١]
بإمكان الاولاد تعلم مراعاة مشاعر الآخرين وحاجاتهم
[الصورة في الصفحة ١٢]
حافظ على كرامة الاولاد عند تأديبهم
-
-
آراء بعض الوالديناستيقظ! ٢٠١٢ | كانون الثاني (يناير)
-
-
آراء بعض الوالدين
كيف تعلِّم اولادك تقدير قيمة الطاعة فيما يكبرون؟ وكيف تساعدهم على اكتساب مهارات عملية وهم في طريقهم الى سن الرشد؟ اليك آراء بعض الوالدين من حول العالم.
العلاقات الاجتماعية والاعمال المنزلية
«عندما نتناول الطعام معا ونناقش احداث اليوم، يتعلَّم اولادنا فن الاصغاء. وحين يرون ان البابا والماما يصغيان بصبر، ينمو احترامهم لذاتهم وواحدهم للآخر». — ريتشارد، بريطانيا.
«يسعدنا ان نرى اولادنا يتعاملون باحترام، يحلّون الخلافات في ما بينهم، ويظهرون ثقة بالنفس عند تحدثهم الى الراشدين». — جون، جنوب افريقيا.
«لست كاملة وأجرح شعور ولديّ احيانا عن غير قصد. عندئذ اشعر انه من المهم جدا ان أعتذر عن خطئي». — جانيل، اوستراليا.
«ندرب اولادنا على القيام بالاعمال المنزلية. فعندما نعلِّمهم العمل من اجل الآخرين، تجري حياتنا العائلية بسلاسة وسلام ويشعرون بالانجاز». — كلايڤ، اوستراليا.
«ان تعليم اولادنا ان يتفهموا ويحترموا ويسامحوا واحدهم الآخر مهمة صعبة ولكن ضرورية». — يوكو، اليابان.
الصحة والنظافة
«حين كانت ابنتانا صغيرتين، دربناهما على الاستحمام بمفردهما وجعلنا الاستحمام مسليا باستعمال صابون له اشكال متنوعة، شامبو تُصوَّر على علبته شخصيات من الرسوم المتحركة، وإسفنج مصنوع على شكل حيوانات صغيرة». — ادڠار، المكسيك.
«حين كنا نعيش في منطقة لا تتوفر فيها مياه جارية، حرصت على وضع صابون ووعاء مملوء بالماء في مكان يسهل الوصول اليه كي نغسل ايدينا عند دخول المنزل». — إنديورنس، نيجيريا.
«نطعم ولدينا وجبات صحية يوميا ونشرح لهما اهمية الغذاء المتوازن. وبما انهما يحبان معرفة مكوِّنات الطعام، أطلب منهما ان يساعداني على تحضيره. والوقت الذي نقضيه سويًّا يعزز الاتصال بيننا». — ساندرا، بريطانيا.
«ان التمارين الرياضية مهمة. لذا نحاول كوالدين ان نرسم مثالا حسنا. ويستمتع اولادنا كثيرا حين نمارس معا نشاطات رياضية مثل الهرولة، السباحة، كرة المضرب، كرة السلة، وركوب الدراجة. وهم يرون ان الرياضة ليست مهمة فقط بل مسلية ايضا». — كارن، اوستراليا.
«ان اهم حاجات الولد هو قضاء الوقت مع ابويه. فما من شيء يعوضه عن ذلك، لا المال ولا الهدايا ولا الذهاب معا في عطل مكلفة. لذلك لا اعمل الا في الصباح حين يكون الاولاد في المدرسة. وهكذا اخصص لهم فترة بعد الظهر كلها». — رومينا، ايطاليا.
التأديب
«لقد اكتشفنا انه ما من اسلوب واحد في التأديب هو الافضل، بل ان كل حالة تتطلب اسلوبا معينا. ففي بعض الاحيان، يجب اجراء حديث من القلب وفي احيان اخرى يلزم حرمان الولد من امر يحبه». — أوڠبيتي، نيجيريا.
«نطلب من اولادنا تكرار التعليمات كي نتأكد انهم يفهمونها. ثم نلتزم بكلامنا. فإذا اردنا ان يصغي الاولاد ويتجاوبوا معنا، ينبغي ان ننفذ ما أنذرناهم به». — كلايڤ، اوستراليا.
«عندما أؤدب احد ابنيَّ، أنحني عادة بحيث يتمكن من النظر اليَّ وجها لوجه. وقد وجدت هذه الطريقة فعالة جدا لأنه يعيرني انتباهه الكامل ويركز ايضا على تعابير وجهي، وهي وسيلة لا تقل اهمية عن الكلمات». — جنيفر، اوستراليا.
«نحاول الا نتهم ابنينا بأنهما لا يصغيان الينا ابدا، ولو بدا اننا على حق. كما اننا لا نؤنب الواحد امام شقيقه. فإما نهمس في اذنه او نأخذه جانبا كي نتحادث على انفراد». — رودي، موزمبيق.
«الاولاد طيِّعون الى حد كبير ويحبون ان يقلدوا الآخرين. لهذا السبب، علينا ان نترك فيهم اثرا يبطل التأثير المفسد الذي يتركه رفاق صفهم، وسائل الاعلام، والمحيط الاجتماعي. وعلينا ايضا ان نساعدهم على التحلي بآداب حسنة مؤسسة على مبادئ سامية. فبفضل هذه المبادئ، سيرفضون كل ما هو مؤذ». — ڠريڠوار، جمهورية الكونغو الديموقراطية.
«يجب ان يتصف التأديب بالحزم والعدل والثبات. وينبغي ان يفهم الاولاد عواقب فعل الخطإ ويعرفوا انك تعني ما تقول». — أوين، انكلترا.
[النبذة في الصفحة ١٤]
«لا تغيظوا اولادكم لئلا تتثبط عزيمتهم». — كولوسي ٣:٢١.
[الاطار/الصورة في الصفحة ١٥]
من صميم الحياة
أم متوحدة تنجح في تربية ابنتيها
مقابلة مع لوسيندا فورستر
ما هو الجزء الاصعب في تربية ابنتيك بمفردك؟
ان تربية الاولاد بحد ذاتها مهمة هائلة. وكأم متوحدة، أستصعب بشكل خاص ان اصرف وقتي وطاقتي بحكمة. فغرس المبادئ والقيم في ابنتيّ يستنزف الوقت بحيث نضطر الى تحيُّن الفرص كي نرتاح ونقضي معا وقتا ممتعا. وغالبا ما يتوجب علي ان اضحي بأوقات راحتي كي انجز الاعمال المنزلية.
كيف تُبقين خطوط الاتصال مفتوحة مع ابنتيك؟
تغمر الاولاد مشاعر الغضب والقلق وعدم الطمأنينة بعد طلاق والديهم. لذلك من الطبيعي ان تنشأ المشاكل. في هذه الحالة، أنتظر ريثما يهدأ الجو ثم أعبِّر عمّا يقلقني لكن دون تضخيم المسألة. وأجد ان الاتصال البصري والنبرة الهادئة امران ضروريان. كما اني اسألهما عن رأيهما وأصغي بانتباه وأظهر اني اقدر مشاعرهما حق التقدير. علاوة على ذلك، أهتم بدراستهما وأمدحهما على ما تفعلانه. ونتناول الطعام دائما معا في جو هادئ خال من التوتر. وأعبِّر لهما عن محبتي على الدوام.
كيف تؤدبينهما؟
يحتاج الاولاد الى حدود واضحة وثابتة. لذا احاول ان اكون حازمة عند تأديبهما انما لطيفة في الوقت نفسه. فأناقشهما وأشرح لهما الخطأ في تصرف معين. وأطرح عليهما ايضا العديد من الاسئلة، قبل تأديبهما، كي اشجعهما ان يعبِّرا عن نفسيهما بهدف معرفة سبب هذا التصرف. اما اذا اتضح اني انا المخطئة وقد أسأت فهم الوضع مثلا، فإني أعتذر اليهما.
كيف تعلِّمينهما احترام الآخرين؟
اذكّرهما بكلمات يسوع ان علينا معاملة الآخرين كما نرغب ان يعاملونا. (لوقا ٦:٣١) وأشجعهما على تسوية خلافاتهما بمفردهما الى الحد الممكن. كما أعلِّمهما اهمية الاجابة بوداعة ولطف عندما تكونان مستاءتين.
اية نشاطات تقمن بها بهدف الاستجمام؟
لا يمكننا دائما تحمل كلفة السفر في عطلة، لذلك نبحث في الجرائد عن نشاطات بكلفة معقولة. ونتناول الطعام في الهواء الطلق او نقوم بنزه لرؤية النباتات في المشاتل. كما نتسلى بزراعة واختيار النباتات العشبية التي نستعملها في الطبخ. ان الاستجمام مهم ولو اقتصر على نشاط بسيط مثل قضاء الوقت في الحديقة العامة.
ما هي الافراح والمكافآت التي تحصدينها؟
ان وضعنا العائلي صعب علينا جميعا، لكننا بتنا اقرب احدانا الى الاخرى وتعلَّمنا ان نقدر البركات التي نتمتع بها. يسرني ان ارى كيف تتطور شخصية ابنتيّ. فهما في هذه السن ترغبان في قضاء الوقت معي وأنا أُعزّ رفقتهما. كما انهما تميزان متى اكون سعيدة ومتى اكون حزينة، فتعانقانني احيانا كي تطمئناني. كم افرح حين تعبِّران لي عن محبتهما! والاهم اننا نلمس محبة خالقنا الذي ساعدنا في محن كثيرة. وأنا أستمد القوة من الكتاب المقدس كي أواصل سعيي لأكون أمًّا صالحة. — اشعيا ٤١:١٣.
[الصورة]
لوسيندا مع ابنتيها بري وشاي
-
-
المراهقة: معبر الى سن الرشداستيقظ! ٢٠١٢ | كانون الثاني (يناير)
-
-
المراهقة: معبر الى سن الرشد
تخيَّل انك انتقلت لتوِّك من منطقة مناخها معتدل الى منطقة قطبية. ما ان تترجل من الطائرة حتى تدرك ان المناخ شديد البرودة. فتتساءل: ‹هل يمكنني ان أتأقلم؟›. الجواب هو نعم، لكنك ستضطر الى اجراء بعض التعديلات.
يواجهك وضع مماثل حين يصير احد اولادك مراهقا. فيخيّل لك ان المناخ تبدل بين ليلة وضحاها. فالصبي الذي كان في ما مضى يلازمك كظلك بات يفضّل رفقة مَن هم من جيله. والبنت التي لم تُطق صبرا حتى تخبرك عن يومها صارت تجيب بكلام مقتضب.
تسألها: «كيف كان يومك في المدرسة؟».
فتجيب: «لا بأس».
ويسود الصمت.
فتحاول مجددا: «ماذا يشغل بالك؟».
فتجيب: «لا شيء».
ويستمر الصمت.
فما الذي دهاها؟ فمنذ فترة قصيرة، «كنت وكأنك تحمل تصريحا يخولك الدخول الى الكواليس في حياة اولادك. اما الآن، فكل ما يمكنك ان تأمل الحصول عليه هو الجلوس بين الحضور، وعلى الارجح لن تجلس في المقاعد الامامية»، بحسب كتاب في التواصل بين الوالدين والمراهقين. — Breaking the Code.
فهل يجب ان ترضى بهذا الواقع؟ كلا على الاطلاق، فبإمكانك اذابة الجليد والبقاء قريبا من اولادك خلال المراهقة. لكن عليك اولا ان تفهم ماذا يحصل في هذه المرحلة المذهلة انما المضطربة احيانا.
الانتقال من الطفولة الى سن الرشد
اعتقد الباحثون في ما مضى ان نمو دماغ الطفل يكتمل تقريبا في سن الخامسة كحد اقصى. اما اليوم، فيظنون انه فيما لا يتغيَّر حجم الدماغ الا قليلا، يحدث تغيير في وظيفته بعد هذا العمر. فمنذ بداية سن البلوغ، يمر الاحداث بتغيير جذري في الهرمونات يبدل طريقة تفكيرهم. على سبيل المثال، يقيِّم الاولاد الصغار الامور على اساس قواعد محددة مبنية على وقائع محسوسة. اما المراهقون فيميلون الى التحليل على ضوء مفاهيم مجردة، آخذين في الاعتبار الجوانب الضمنية لكل مسألة. (١ كورنثوس ١٣:١١) فيكوّنون قناعاتهم الخاصة ولا يترددون في التعبير عنها.
لمس پاولو من ايطاليا هذا التغيير في ابنه المراهق. يقول: «عندما أنظر الى ابني، لا ارى امامي ولدا بل رجلا صغيرا. وما يدهشني ليس نموه الجسدي فحسب، انما طريقة تفكيره بشكل خاص. كما انه لا يخاف ان يعبِّر عن آرائه ويدافع عنها».
هل لاحظت تغييرا مشابها في ولدك المراهق؟ ربما في طفولته، كان يطيع اوامرك، لمجرد انك طلبتها منه. اما الآن، فصار يسألك عن الاسباب، حتى انه قد يشكك في القيم التي تتبناها عائلتك. وفي بعض الاحيان، يَظهر كلامه الجازم بمثابة تمرد.
لكن لا تتسرع في الاستنتاج انه يسعى الى الانقلاب على قيمك. فجُلّ ما في الامر ان ولدك ربما يحاول جاهدا تبنّي قيمك وإيجاد مكان لها في حياته هو. للايضاح، تخيل انك تنتقل من بيت الى آخر وتنقل معك الاثاث. فهل يسهل ايجاد مكان لكل قطعة اثاث في منزلك الجديد؟ كلا على الارجح. لكن الاكيد انك لن ترمي اية قطعة ثمينة في نظرك.
يواجه ولدك المراهق وضعا مماثلا فيما يستعد لليوم الذي ‹يترك فيه اباه وأمه›. (تكوين ٢:٢٤) صحيح ان ذلك اليوم لا يزال بعيدا، فهو ليس راشدا بعد، لكنه سبق ان بدأ بتوضيب اغراضه اذا جاز التعبير. ففي سنوات مراهقته، يتفحص القيم التي تربى عليها ويختار ما سيتبنى منها في سن الرشد.a
قد ترهبك فكرة اتخاذ ولدك قرارات كهذه. لكن مما لا شك فيه انه لن يحتفظ الا بالمبادئ القيّمة في نظره حين ينتقل الى سن الرشد. لذا الآن فيما لا يزال ولدك يعيش في منزلك هو الوقت المناسب ليتفحص المبادئ التي سيحيا وفقها. — اعمال ١٧:١١.
وفي الواقع، ان إقدامه على هذه الخطوة هو عين الصواب. ففي النهاية، اذا قبِل اليوم مقاييسك انت بثقة عمياء، فقد يقبل بسذاجة مقاييس الآخرين في وقت لاحق. (خروج ٢٣:٢) ويقول الكتاب المقدس ان فتى كهذا يسهل اغراؤه لأنه «ناقص القلب»، عبارة تشير الى شخص تنقصه صفة التمييز وغيرها من الصفات الجيدة. (امثال ٧:٧) والشاب الذي ليست لديه قناعات خاصة يمكن ان ‹تتقاذفه الامواج، ويحمله الى هنا وهناك كل ريح تعليم بحيلة الناس›. — افسس ٤:١٤.
فكيف لك ان تمنع حدوث ذلك لولدك؟ احرص على ان يكتسب ما يلي:
١- قوى ادراك مدرَّبة
كتب الرسول بولس ان ‹قوى ادراك الناضجين مدرَّبة على التمييز بين الصواب والخطإ›. (عبرانيين ٥:١٤) لكنك ربما تقول: ‹لقد علَّمت ولدي ما الصواب والخطأ منذ سنين›. ولا شك ان هذا التدريب نفعه آنذاك وأعده لمرحلة نموّه التالية. (٢ تيموثاوس ٣:١٤) غير ان بولس تحدث عن ضرورة تدريب قوى الادراك. ففي حين يكتسب الاولاد الصغار المعرفة عمّا هو صواب وخطأ، على المراهقين ان ‹يصيروا مكتملي النمو في قوى الفهم›. (١ كورنثوس ١٤:٢٠؛ امثال ١:٤؛ ٢:١١) فمن الافضل الا يطيعك ابنك طاعة عمياء، بل ان يكون ماهرا في التحليل المنطقي. (روما ١٢:١، ٢) فكيف تساعده على ذلك؟
ان احدى الطرائق هي السماح له ان يعبِّر عمّا في نفسه. فلا تقاطعه وحاول قدر المستطاع الا تنفعل، ولو قال امرا لا ترغب في سماعه. يقول الكتاب المقدس: «ليكن كل انسان سريعا في الاستماع، بطيئا في التكلم، بطيئا في السخط». (يعقوب ١:١٩؛ امثال ١٨:١٣) اضافة الى ذلك، قال يسوع: «من فيض القلب يتكلم الفم». (متى ١٢:٣٤) فإذا اصغيت لولدك المراهق، تكتشف ماذا يشغل باله حقا.
وعندما يحين الوقت لتتكلم، حاول ان تطرح عليه الاسئلة عوض ان تتكلم معه بأسلوب مباشر وجافّ. فيسوع لم يسأل تلاميذه فقط عن رأيهم بل سأل الاشخاص المعاندين ايضا. (متى ٢١:٢٣، ٢٨) وعلى غرار يسوع، يمكنك ان تفعل الامر عينه مع ولدك المراهق حتى عندما يختلف معك في الرأي. على سبيل المثال:
اذا قال ولدك المراهق: «لست متأكدا اني اومن باللّٰه».
عوض ان تجيب: «ما هذا الكلام؟ لقد تربيت على الايمان باللّٰه».
يمكنك ان تقول: «اشرح لي من فضلك لمَ تقول ذلك».
لمَ ينبغي ان تشجعه على التعبير عن نفسه؟ صحيح انك تسمع ما يقوله، لكن عليك ان تعرف ما يفكر فيه ايضا. (امثال ٢٠:٥) فربما يكون جوهر المسألة مقاييس اللّٰه لا وجوده.
مثلا، ان الحدث الذي يُضيَّق عليه كي يكسر شرائع اللّٰه الادبية قد يحاول تهوين الامر على نفسه بإلغاء وجود اللّٰه. (مزمور ١٤:١) فقد يفكر في نفسه: ‹اذا كان اللّٰه غير موجود، فلا داعي ان اعيش وفق مقاييس الكتاب المقدس›.
اذا صحّ ذلك، فربما من المناسب ان يتأمل ولدك في السؤال التالي: ‹هل أعتقد حقا ان مقاييس اللّٰه هي لصالحي؟›. (اشعيا ٤٨:١٧، ١٨) وفي حال كان يؤمن انها لخيره، فشجِّعه ان يدرك ان المحافظة على مصلحته امر يستحق العناء. — غلاطية ٥:١.
اذا قال ولدك المراهق: «هذا دينك انت، لكنه ليس بالضرورة ديني انا».
عوض ان تجيب: «انه دين عائلتنا، وأنت ابننا، لذا سنملي عليك نحن معتقداتك».
يمكنك ان تقول: «ان المسألة التي تطرحها مهمة جدا. ولكن اذا رفضت معتقداتي، يجب ان يكون لديك بديل تؤمن به. فما هي معتقداتك انت؟ وفق اية مقاييس ينبغي ان يعيش المرء في رأيك انت؟».
لمَ ينبغي ان تشجعه على التعبير عن نفسه؟ لأن التحليل بهذه الطريقة يساعده على فحص طريقة تفكيره. وقد يتفاجأ حين يكتشف انكما تتشاطران المعتقدات عينها، وأن قلقه نابع في الحقيقة من مسألة مختلفة تماما.
مثلا، ربما لا يعرف ولدك كيف يوضح للآخرين معتقداته. (كولوسي ٤:٦؛ ١ بطرس ٣:١٥) او قد يكون معجبا بشخص من الجنس الآخر لا يشاطره ايمانه. تحرَّ عن اصل المشكلة وساعده ان يراها هو ايضا. فكلما استعان بقوى ادراكه، كان اكثر استعدادا لسن الرشد.
٢- التوجيه من اشخاص ناضجين
في بعض المجتمعات اليوم، وجد الباحثون ان الاحداث يندمجون في عالم الراشدين في سن باكرة. فيعملون معهم، يعاشرونهم، ويتحملون المسؤوليات عينها. فلا تكون المراهقة حتما «مرحلة صعبة، عاصفة»، كما يدعي بعض علماء النفس. حتى انه لا وجود فيها لتعابير مثل «جناح الاحداث» و «المراهقة».
بالتباين، يعيش الاحداث في بلدان عديدة واقعا مختلفا. فهم يُجمعون في مدارس مكتظة لا يعاشرون فيها سوى الذين من عمرهم. وحين يعودون الى بيوتهم، يجدون المنزل فارغا. فالاب والام كلاهما يعملان، والاقارب يعيشون بعيدا. لذا يصرفون الجزء الاكبر من وقتهم مع نظرائهم.b فهل تدرك الخطر الذي يهددهم؟ لا تقتصر المسألة فقط على اختلاطهم بأناس يؤثرون عليهم تأثيرا سيئا. فقد وجد الباحثون انه حتى الاحداث المثاليون يميلون الى التصرف بطريقة غير مسؤولة اذا انعزلوا عن الكبار.
ان احد المجتمعات التي لم تعزل الاحداث عن البالغين كان شعب اسرائيل القديمة.c على سبيل المثال، يتحدث الكتاب المقدس عن عزيا الذي ملَك على يهوذا وهو لا يزال مراهقا. فما الذي ساعده على حمل هذه المسؤولية الثقيلة؟ على ما يبدو، لعب دورا في هذا المجال رجلٌ يدعى زكريا يصفه الكتاب المقدس بأنه «يعلِّم مخافة اللّٰه». — ٢ اخبار الايام ٢٦:٥.
فهل ينال ولدك المراهق التوجيه من راشد او اكثر لديه القيم نفسها؟ في هذه الحال، لا تغَر من هذه الصداقات التي تؤثر فيه تأثيرا ايجابيا اذ يمكن ان تعينه على فعل الصواب. يذكر مثل في الكتاب المقدس: «السائر مع الحكماء يصير حكيما». — امثال ١٣:٢٠.
٣- حس بالمسؤولية
في بعض البلدان، يحدّ القانون من ساعات العمل المسموحة للاحداث، ويمنعهم من القيام ببعض الاعمال. وقد وُضعت هذه القيود لحمايتهم من ظروف العمل الخطرة التي نشأت بشكل غير متوقع اثر الثورة الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
صحيح ان هذه القوانين تحمي الاحداث من الخطر وسوء المعاملة، لكن يرى بعض الخبراء انها تحول دون تحمُّلهم المسؤوليات. نتيجة لذلك، ينمي مراهقون كثيرون موقفا وقحا «ان لديهم حقا مكتسبا، وكأنهم يستحقون ان تُقدَّم لهم الاشياء دون عناء»، حسبما يذكر كتاب الهروب من مراهقة لامتناهية (بالانكليزية). ويقول الكاتبان ان هذا الموقف «يبدو وكأنه رد فعل طبيعي للعيش في عالم اكثر توجها الى تسلية المراهقين منه الى توقُّع اي شيء منهم».
بالتباين، يخبر الكتاب المقدس عن شبان اخذوا على عاتقهم مسؤوليات ثقيلة في عمر باكر. تأمل في تيموثاوس الذي كان لا يزال في سن المراهقة حين التقى الرسول بولس. ذات مرة، نصحه بولس الذي ترك اثرا كبيرا فيه: ‹أضرِم موهبة اللّٰه التي فيك›. (٢ تيموثاوس ١:٦) وربما كان هذا الشاب في اواخر مراهقته او اوائل عشريناته حين ترك البيت وسافر مع بولس بغية مساعدته على تأسيس الجماعات وبنيان الاخوة. لذلك تمكن هذا الرسول بعد العمل عشر سنوات تقريبا الى جانب تيموثاوس من القول الى المسيحيين في فيلبي: «ليس لي احد غيره بمثل ميله يهتم بأموركم اهتماما اصيلا». — فيلبي ٢:٢٠.
وفي الواقع، غالبا ما يتوق المراهقون الى تولّي المسؤوليات، ولا سيما حين يشعرون انهم ينجزون عملا مفيدا. فلا يدربهم هذا على الصيرورة راشدين يتحلون بحس المسؤولية في المستقبل فحسب، بل يساعدهم على تحقيق امكاناتهم اليوم.
التأقلم مع «المناخ» الجديد
كما ذكرنا في مستهل المقالة، اذا كان ولدك في سن المراهقة، فأنت تشعر على الارجح ان «المناخ» اليوم مغاير لما كان عليه منذ بضع سنوات. لكن كن واثقا من قدرتك على التأقلم مثلما فعلت في المراحل السابقة من نموه.
لذلك اعتبر سنوات مراهقته فرصة كي (١) تساعده ان يدرب قوى ادراكه، (٢) تتيح له ان ينال التوجيه من اشخاص ناضجين، و (٣) تغرس فيه حسًّا بالمسؤولية. وبفعلك هذا، تعدّ ولدك المراهق لسن الرشد.
[الحواشي]
a يصف احد المراجع بشكل ملائم المراهقة بأنها «لحظة وداع تدوم طويلا». لمزيد من المعلومات، انظر برج المراقبة عدد ١ ايار (مايو) ٢٠٠٩، الصفحات ١٠-١٢، اصدار شهود يهوه.
b تستغل التسلية الموجهة الى المراهقين ميلهم الى معاشرة الذين من عمرهم. فتغذي الفكرة القائلة ان لدى الاحداث ثقافة خاصة لا يمكن للبالغين اختراقها ولا فهمها.
c ان كلمة «مراهق» ليست موجودة في الكتاب المقدس. فعلى ما يظهر، كان الاحداث بين شعب اللّٰه، سواء في الازمنة المسيحية او قبلها، يندمجون في عالم الراشدين في سن اصغر مما هو شائع في مجتمعات كثيرة اليوم.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٢٠]
«انهما افضل ابوين على الاطلاق»
يعلِّم شهود يهوه ابناءهم وبناتهم بالقول والمثال ان يعيشوا وفق مبادئ الكتاب المقدس. (افسس ٦:٤) غير انهم لا يجبرونهم على ذلك. فهم يدركون ان كلا منهم يجب ان يختار عند بلوغه سن الرشد القيم التي سيعيش بموجبها.
لقد تبنَّت آشلين (١٨ سنة) القيم التي تربّت عليها. تقول: «ليس الدين في نظري نشاطا امارسه مرة في الاسبوع، بل هو طريقة حياة. فهو يؤثر في كل اعمالي وقراراتي: من اختياري الاصدقاء الى الصفوف التي أحضرها والكتب التي أقرأها».
وتقدر آشلين حق التقدير الطريقة التي اتبعها والداها المسيحيان في تربيتها. تعبِّر قائلة: «انهما افضل ابوين على الاطلاق، وأنا سعيدة لأنهما غرسا فيّ الرغبة ان اصير وأبقى واحدة من شهود يهوه. وسيستمران في ارشادي الى ما فيه خيري ما حييت».
[الصورة في الصفحة ١٧]
اسمح لولدك المراهق ان يعبِّر عمّا في نفسه
[الصورة في الصفحة ١٨]
يمكن لراشد يقدم التوجيه لولدك ان يؤثر تأثيرا ايجابيا فيه
[الصورة في الصفحة ١٩]
تساعد الاعمال المفيدة المراهقين على الصيرورة راشدين يتحلون بحس المسؤولية
-
-
آراء بعض الوالديناستيقظ! ٢٠١٢ | كانون الثاني (يناير)
-
-
آراء بعض الوالدين
تحمل سنوات المراهقة معها سلسلة جديدة من التحديات الى والدين كثيرين. وربما يصحّ ذلك في حالتك انت ايضا. فكيف لك ان تمد لولدك يد العون كي ينجح في هذه المرحلة التي قد تشوِّش تفكيرك وتفكيره على حد سواء؟ إليك آراء بعض الوالدين من حول العالم.
التغيُّرات
«كان ابني في طفولته يقبل نصائحي دون تردُّد. اما في مراهقته، فقد بدا وكأنه لم يعد يثق بسلطتي. فأخذ يشكك في رأيي وطريقتي في التعبير». — فرانك، كندا.
«لا يحادثني ابني كالسابق. فما عاد يطلعني على شؤونه من تلقاء ذاته، بل ينبغي ان اسأله عمّا يشغل باله. وهو لا يجيب عن اسئلتي بسهولة. صحيح انه يفعل ذلك في النهاية، لكنه لا يجيب على الفور ابدا». — فرنسيس، اوستراليا.
«الصبر صفة في غاية الاهمية. فقد نرغب احيانا ان ننفّس عن غضبنا ونصرخ على اولادنا. لكن الحل الامثل دائما هو ان نهدّئ روعنا ونتواصل معهم». — فيليشا، الولايات المتحدة.
التواصل
«في بعض الاحيان، تقيم ابنتي المراهقة حاجزا دفاعيا وتظن اني أتعمد انتقادها باستمرار. لذا عليّ ان اذكّرها بمحبتي ودعمي لها وأننا في الفريق نفسه». — لِيسا، الولايات المتحدة.
«في الماضي كان ولداي مستعدين ان يطلعاني على افكارهما. فسهُل عليّ ان أعرف ما يجول في بالهما. اما اليوم، فأحرص على تفهُّمهما واحترام شخصيتهما الفردية. فهذه هي الطريقة الوحيدة ليفتحا لي قلبهما». — نانهي، كوريا.
«لا يكفي ان نمنع المراهقين عن امور معينة، بل علينا ان نناقشهم منطقيا ونجري احاديث عميقة تمس قلوبهم. لكن كي نمهِّد لهذه الاحاديث، علينا اولا ان نبدي استعدادا للاصغاء الى ما يقولونه، ولو قالوا امورا لا نحب سماعها». — دليلة، البرازيل.
«اذا لزم ان اوجِّه ملاحظة لابنتي، أفعل ذلك على انفراد وليس امام الآخرين». — إدْنا، نيجيريا.
«بينما اتحدث الى ابني، أتلهى احيانا بما يحصل في المنزل من حولي، فلا أوليه انتباهي الكامل. وهو يلاحظ ذلك، وأعتقد ان هذا احد الاسباب التي تدفعه الى الحد من احاديثنا. من الضروري ان اوليه المزيد من الانتباه حين يحادثني كي يستمر في التعبير عن نفسه». — ميريام، المكسيك.
الاستقلالية
«لطالما اقلقني منح ولديّ المراهقين حريتهما، مما خلق بعض الخلافات بيننا. فناقشنا المسألة بصراحة وشرحت لهما مخاوفي، ثم اوضحا هما لمَ يرغبان في المزيد من الحرية. فتوصلنا الى اتفاق أتاح لهما حرية اكبر ضمن الحدود المعقولة التي وضعتها أنا». — إدوين، غانا.
«رغب ابني في اقتناء دراجة نارية. غير اني عارضت الفكرة بشدة حتى اني رحت اوبخه وأسلط الضوء على سلبيات شرائها دون اعطائه فرصة ليشرح موقفه. فأغضبَته تصرفاتي وأججت رغبته في شراء واحدة. عندئذ قررت ان اجرب اسلوبا آخر. فشجَّعته على درس الموضوع من زوايا مختلفة، بما فيها المخاطر والمصاريف وكلفة الحصول على رخصة قيادة وتجديدها. كما طلبت منه ان يستشير المسيحيين الناضجين في الجماعة. فقد أدركت انه من الاجدر لي ان اشجِّع ابني على التكلم بصراحة عن رغباته عوض التضييق عليه، لكي ابلغ قلبه». — هاي يانڠ، كوريا.
«كنا نضع الحدود لأولادنا، الا اننا في الوقت نفسه منحناهم الحرية تدريجيا. وكلما احسنوا استعمالها، اعطيناهم امتيازات اكثر. وبما اننا هيَّأنا لهم فرصا ليكسبوا مزيدا من الحرية، اظهرنا لهم ان هذه هي رغبتنا حقا. لكننا لم نحجم عن معاقبتهم في حال تبيَّن انهم غير جديرين بثقتنا». — دوروتِه، فرنسا.
«لم أتساهل قط في مقاييسي. لكنني كنت مستعدة ان أقوم ببعض التنازلات حين يعرب ولداي عن الطاعة. مثلا، سمحت لهما احيانا بالبقاء وقتا اطول خارج المنزل ليلا. لكن اذا تأخرا عن موعد عودتهما اكثر من مرة، فلا مفر من العقوبات». — إيل خيون، كوريا.
«يراعي رب العمل موظفيه على قدر ما يعربون عن الطاعة وحس المسؤولية. بشكل مماثل، يرى ابني انه ينال شيئا فشيئا حرية اكبر كلما اعرب عن هاتين الصفتين ضمن الحدود التي فرضناها. وهو يدرك انه كما يُعاقَب الموظف على التقصير في مسؤولياته، يمكن ان يخسر مقدار الحرية التي اكتسبها اذا لم يتصرف بمسؤولية». — رامون، المكسيك.
[النبذة في الصفحة ٢٢]
«ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه». — امثال ٢٢:٦، الترجمة البروتستانتية.
[الاطار/الصورتان في الصفحة ٢٣]
من صميم الحياة
«تربية المراهقين تجربة رائعة»
جوزيف: ان ابنتيّ الكبريين في سن المراهقة. ومن المهم ان اصغي اليهما وأوليهما انتباهي. كما ان الاعتراف الصادق بتقصيراتي والاعراب عن الاحترام في حديثي معهما يبقيان خطوط الاتصال مفتوحة. باختصار، اشعر ان تربية المراهقين تجربة رائعة بفضل الارشاد الذي نناله من كلمة اللّٰه الكتاب المقدس.
لِيسا: عندما بلغت ابنتنا الكبرى سن المراهقة، لاحظت انها اصبحت بحاجة اكثر الى اهتمامي. ما زلت اذكر كم من الوقت قضيت في الاصغاء اليها والتكلم معها وتشجيعها. نؤكد انا وزوجي لبناتنا اننا نحترم مشاعرهن وأن بإمكانهن التعبير عمّا في أنفسهن. كما احاول تطبيق الحكمة الموجودة في يعقوب ١:١٩: «ليكن كل انسان سريعا في الاستماع، بطيئا في التكلم».
ڤيكتوريا: امي هي صديقتي المفضلة. لم ألتقِ قط شخصا لطيفا ومحبًّا بقدرها، وهي تعامل الجميع بهذه الطريقة. انها طيبة القلب بكل معنى الكلمة، ولا يمكن لأحد ان يحل محلها.
اوليڤيا: والدي شخص محب وكريم، وهو دائم العطاء والتضحية من اجل الغير وإن كنا لا نملك الا القليل. وهو يتصرف بجدية عند اللزوم، لكنه في الوقت نفسه يعرف حق المعرفة كيف يمضي وقتا ممتعا. انه والد مميَّز وأنا سعيدة لأنه والدي انا.
«لا مكان للضجر في حياتنا!»
صوني: اذا واجهت ابنتانا مشكلة معينة، نجلس معا كعائلة ونناقشها. فنتكلم بصراحة دائما ونؤسس قراراتنا على مبادئ من الكتاب المقدس. كما نحرص انا وإيناس على ان تعاشرا اشخاصا بنائين وناضجين روحيا. ان اصدقاءنا هم اصدقاؤهما والعكس صحيح.
إيناس: نشغل انفسنا دائما بنشاطات متنوعة ونقوم بها كعائلة. فكشهود ليهوه، نواظب على درس الكتاب المقدس الشخصي والعائلي وننهمك في الخدمة والعمل الطوعي مثل اعمال الاغاثة وبناء قاعات الملكوت. كما نوازن بين هذه النشاطات والتسلية السليمة. حقا، لا مكان للضجر في حياتنا!
كيلسي: يُحسن والدي الاصغاء الينا ويستشير العائلة بكاملها عند اتخاذ قرارات مهمة. اما والدتي فهي دائما الى جانبي سواء احتجت الى اذن صاغية او مساعدة عملية.
سامنثا: تُشعرني امي انني جد مميَّزة ومحبوبة ومهمة في نظرها، حتى دون ان تعي ذلك. فهي تصغي الي وتهتم بي. ولن أتخلى عن صداقتنا ابدا.
[الصورتان]
عائلة كاميرا: جوزيف، لِيسا، ڤيكتوريا، اوليڤيا، وإيزابيلا
عائلة ساپاتا: كيلسي، إيناس، صوني، وسامنثا
[الصورة في الصفحة ٢٢]
قد يمنح الوالدان ولدهما مقدارا من الاستقلالية، لكنهما يرسمان ايضا حدودا معقولة
-