مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اطلب النصيحة من مرجع موثوق
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | آب (‏اغسطس)‏
    • الخطوة ١

      اطلب النصيحة من مرجع موثوق

      ما اهمية هذه الخطوة؟‏ عندما يحمل الابوان مولودهما الجديد للمرة الاولى بين اذرعهما،‏ قد تتجاذبهما مشاعر متناقضة.‏ يقول بريت،‏ وهو والد يعيش في بريطانيا:‏ «غمرني شعور بالفرح والعَجَب.‏ لكن في الوقت نفسه انتابني احساس مربك بالمسؤولية الكبيرة،‏ وشعرت بأنني لست مهيَّأ لهذه المهمة».‏ وتقول مونيكا،‏ وهي ام تعيش في الارجنتين:‏ «كنت خائفة ألا أتمكن من الاهتمام بحاجات ابنتي الصغيرة.‏ وتساءلت:‏ ‹هل أنجح في تدريبها لتصير راشدة مسؤولة؟‏›».‏

      هل تتفهم الافراح والمخاوف التي انتابت هذين الوالدين؟‏ لا شك ان تربية ولد هي من اصعب وأدق المهام التي يمكن ان يتولاها اي انسان،‏ لكنها في الوقت نفسه مهمة تبعث فرحا عميقا واكتفاء ما بعده اكتفاء.‏ وكما قال احد الآباء:‏ «لن تسنح لك سوى فرصة واحدة لتربية ولدك».‏ وبالنظر الى الدور الكبير الذي يلعبه الوالدون في صحة وسعادة اولادهم،‏ قد تشعر انك بأمسّ الحاجة الى نصح من مصدر موثوق حول كيفية النجاح في مهمتك كوالد.‏

      المشكلة:‏ ان تربية الاولاد موضوع تتعدد فيه الآراء.‏ وفي حين ان الابوين الجديدين كانا في الماضي يتكلان على خبرة والدِيهما او يسترشدان بمعتقداتهما الدينية،‏ تغيّر الوضع اليوم.‏ ففي الكثير من البلدان تنحل الروابط العائلية،‏ ولا يلعب الدين دورا مهما في حياة الناس.‏ نتيجة لذلك يستشير المزيد من الوالدين اختصاصيين في تربية الاولاد.‏ وبعض ما يقوله هؤلاء مؤسس على مبادئ سليمة.‏ لكنّ نصائحهم تتضارب احيانا،‏ وسرعان ما تصير عتيقة الطراز.‏

      الحل:‏ استشِر خالق الحياة البشرية،‏ يهوه اللّٰه،‏ إذ هو افضل مشير في تربية الاولاد.‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ وتحتوي كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ على نصائح مباشرة وأمثلة عملية تساعدك على تربية اولادك افضل تربية.‏ فهو يعِد:‏ «أقدِّم النصح وعيني عليك».‏ —‏ مزمور ٣٢:‏٨‏.‏

      فبمَ ينصح اللّٰه الابوين ليساعدهما على تربية اولاد سعداء؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣]‏

      ‏«اتكل على يهوه بكل قلبك،‏ وعلى فهمك لا تعتمد».‏ —‏ امثال ٣:‏٥‏.‏

  • اجعل بيتك ملاذا تغمره المحبة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | آب (‏اغسطس)‏
    • الخطوة ٢

      اجعل بيتك ملاذا تغمره المحبة

      ما اهمية هذه الخطوة؟‏ يحتاج الاولاد الى المحبة،‏ ويذبلون اذا حُرموا منها.‏ ففي خمسينات القرن العشرين،‏ كتب عالم الانسان آشلي مونتاڠيو:‏ «ان اهم غذاء يحتاج اليه الكائن البشري لينمو هو المحبة.‏ فالشعور بالمحبة،‏ وخصوصا خلال السنوات الست الاولى من الحياة،‏ يكاد يكون عماد الصحة».‏ ويثنّي الباحثون في الوقت الحاضر على رأي مونتاڠيو القائل بأن «الاولاد يعانون مضاعفات خطيرة ان لم ينالوا كفايتهم من المحبة».‏

      المشكلة:‏ ان العيش في هذا العالم الخالي من المحبة والمتسم بالانانية يترك آثارا سلبية في الروابط العائلية.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ ويجد المتزوجون ان الضغوط المادية والعاطفية المرتبطة بتربية الاولاد تجعل المشاكل الزوجية تتفاقم.‏ فإذا كان الزوجان اصلا يجدان صعوبة في التواصل،‏ فقد يزداد توتر العلاقة بينهما نتيجة عدم اتفاقهما على كيفية تأديب الاولاد على اخطائهم او مكافأتهم على نجاحاتهم.‏

      الحل:‏ خططوا بانتظام لقضاء الوقت معا كعائلة.‏ كما ينبغي ان يخطط الزوجان لقضاء الوقت معا بمفردهما.‏ (‏عاموس ٣:‏٣‏)‏ استغلا الوقت بحكمة بعد ان يخلد الاولاد الى النوم.‏ لا تسمحا للتلفزيون ان يسلبكما هذه اللحظات الثمينة.‏ أبقيا المشاعر الرومنطيقية حية بينكما بتبادل تعابير المحبة على الدوام.‏ (‏امثال ٢٥:‏١١؛‏ نشيد الاناشيد ٤:‏٧-‏١٠‏)‏ وبدل التركيز على ‹العيوب›،‏ ليبحث كل منكما عن طرائق لمدح رفيق زواجه كل يوم.‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏٩،‏ ١٠؛‏ امثال ٣١:‏٢٨‏.‏

      وكوالد،‏ قُل لأولادك انك تحبهم.‏ وقد رسم يهوه اللّٰه المثال للوالدين بالتعبير علنا عن عاطفته تجاه ابنه يسوع.‏ (‏متى ٣:‏١٧؛‏ ١٧:‏٥‏)‏ يقول فْلِك،‏ وهو أب يعيش في النمسا:‏ «أرى ان الاولاد يشبهون بعض الازهار نوعا ما.‏ فكما ان هذه الازهار تميل باتجاه الشمس لنيل النور والدفء،‏ يتطلع الاولاد الى والديهم من اجل المحبة ويتوقعون ان يؤكد لهم والدوهم كم هم اعزاء على قلب العائلة».‏

      فسواء كنت متزوجا او والدا متوحدا،‏ يمكنك تحسين حياتك العائلية بمساعدة افراد عائلتك على تنمية المحبة واحدهم للآخر وللّٰه.‏

      لكن ماذا تقول كلمة اللّٰه عن ممارسة السلطة الابوية؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٤]‏

      ‏«المحبة .‏ .‏ .‏ رباط وحدة كامل».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٤‏.‏

  • مارِس سلطتك
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | آب (‏اغسطس)‏
    • الخطوة ٣

      مارِس سلطتك

      ما اهمية هذه الخطوة؟‏ بحسب مجلة الوالدون (‏بالانكليزية)‏،‏ تظهر الدراسات ان «الاولاد الذين يربيهم والدون محبون ولكن حازمون —‏ اي والدون يحيطون اولادهم بالعاطفة والحنان لكنهم في الوقت نفسه يرسمون لهم حدودا ثابتة —‏ يتفوقون في المدرسة،‏ يطورون مهارات اجتماعية افضل،‏ يملكون احتراما اكبر للذات،‏ ويكونون اجمالا اسعد من الاولاد الذين يربيهم والدون متساهلون بإفراط او قساة جدا».‏

      المشكلة:‏ يتحدى الاولاد حقك في ممارسة السلطة عليهم منذ طفولتهم الى نهاية سني مراهقتهم.‏ يكتب جون روزموند،‏ مؤلف كتاب السلطة الابوية (‏بالانكليزية)‏:‏ «يميِّز الاولاد بسهولة متى يتردد والدوهم في ممارسة سلطتهم ومتى يمكن ان يرضخوا لمطالبهم».‏ ويتابع قائلا:‏ «اما بالنسبة الى مَن يدير الدفة في العائلة،‏ فالواقع هو ان الاولاد سيبادرون الى تسلم زمام الامور اذا تلكّأ الوالدون عن فعل ذلك».‏

      الحل:‏ لا تخشَ ان ينفر اولادك منك او ان تتحطم معنوياتهم اذا مارست سلطتك.‏ فيهوه اللّٰه،‏ منشئ الحياة العائلية،‏ لم يعطِ الاولاد الكلمة الفصل في كيفية ادارة شؤون العائلة،‏ بل أعطى السلطة للوالدين وأمر الاولاد بأن ‹يطيعوا والديهم›.‏ —‏ افسس ٣:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ٦:‏١-‏٤‏.‏

      من جهة اخرى،‏ يمكنك ان تمارس سلطتك دون ان تكون مستبدا.‏ كيف؟‏ بالاقتداء بيهوه.‏ فرغم ان لديه القدرة على إجبار ابنائه البشر على فعل مشيئته،‏ يناشدنا آملا ان تدفعنا صفاتنا الخيِّرة الى التجاوب مع دعوته.‏ تقول كلمته:‏ «ليتك تصغي الى وصاياي،‏ فيكون سلامك كالنهر».‏ (‏اشعيا ٤٨:‏١٨‏)‏ ولا يريد يهوه ان نطيعه لأننا نرتعب منه،‏ بل لأننا نحبه.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ كما انه يتوقع منا امورا معقولة ويعرف اننا سنستفيد اذا اتّبعنا مقاييسه الادبية في حياتنا.‏ —‏ مزمور ١٩:‏٧-‏١١‏.‏

      وكيف يمكنك ان تكتسب الثقة في ممارسة سلطتك الابوية بطريقة متّزنة؟‏ يجب اولا ان تكون مقتنعا بأن هذا مطلب من اللّٰه.‏ ثانيا،‏ يجب ان تكون متيقنا ان من الافضل لك ولأولادك ان تتّبعوا مقاييس اللّٰه الادبية في حياتكم.‏ —‏ روما ١٢:‏٢‏.‏

      ولكن ماذا يجب ان تفعل بالتحديد لكي تمارس سلطتك؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      ‏‹أدِّب ابنك فيعطي نفسك مسرة جزيلة›.‏ —‏ امثال ٢٩:‏١٧‏.‏

  • حدِّد القواعد العائلية ولا تتردد في تطبيقها
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | آب (‏اغسطس)‏
    • الخطوة ٤

      حدِّد القواعد العائلية ولا تتردد في تطبيقها

      ما اهمية هذه الخطوة؟‏ يقول رونالد سايمونس،‏ عالم اجتماع من جامعة جورجيا بالولايات المتحدة:‏ «من مصلحة الاولاد ان تحدَّد لهم قواعد واضحة ويعرفوا ان مخالفتها تنطوي على عقوبات لا مفر منها،‏ وإلّا صاروا تعساء وأنانيين تتمحور حياتهم حول اهتماماتهم الشخصية،‏ وحوَّلوا حياة كل مَن حولهم الى جحيم».‏ وتدعم كلمة اللّٰه هذا الرأي بقولها:‏ ‹من يحب ابنه يطلب له التأديب›.‏ —‏ امثال ١٣:‏٢٤‏.‏

      المشكلة:‏ ان تحديد قواعد معقولة للاولاد والالتصاق بها يتطلبان الوقت والجهد والمثابرة.‏ كما ان الاولاد لديهم ميل طبيعي الى تحدي هذه القواعد.‏ ويلخص ابوان يُدعيان مايك وصونيا المشكلة بقولهما:‏ «الاولاد اشخاص صغار لهم تفكيرهم ورغباتهم الخاصة وميل فطري الى ارتكاب الخطإ».‏ ورغم ان مايك وصونيا يحبان ابنتيهما كثيرا،‏ فهما يعترفان ان «الاولاد احيانا عنيدون وأنانيون».‏

      الحل:‏ تمثَّل بطريقة تعامل يهوه مع امة اسرائيل.‏ فإحدى الطرائق التي عبّر بها عن محبته لشعبه هي بوضع شرائع واضحة توقَّع منهم اتّباعها.‏ (‏خروج ٢٠:‏٢-‏١٧‏)‏ وقد حدّد عواقب كسر هذه الشرائع.‏ —‏ خروج ٢٢:‏١-‏٩‏.‏

      فلمَ لا تكتب لائحة بالقواعد العائلية التي تشعر ان على اولادك اطاعتها.‏ ويقترح بعض الوالدين ان تقتصر اللائحة على بضع قواعد،‏ ربما خمس او نحو ذلك.‏ فمن الاسهل تذكُّر وتطبيق عدد قليل من القواعد المدروسة.‏ دوِّن مقابل كل قاعدة العاقبة التي تنجم عن كسرها.‏ واحرص على ان تكون العقوبات منطقية وأن تكون مستعدا لتطبيقها.‏ راجعوا القواعد معا كعائلة بصورة منتظمة بحيث يعرف الجميع —‏ بمَن فيهم الماما والبابا —‏ ما يُنتظر منهم تماما.‏

      وإذا كُسرت القواعد فلا تتقاعس عن تطبيق العقوبات،‏ بل طبِّقها بهدوء وحزم وثبات.‏ اما اذا كنتَ غاضبا،‏ فانتظر الى ان تهدأ قبل المبادرة الى التأديب.‏ (‏امثال ٢٩:‏٢٢‏)‏ ولكن لا تماطل بتنفيذ العقاب.‏ ولا تساوم على القواعد.‏ وإلا فسيظن ولدك ان القواعد ليست جدية.‏ وهذا يذكِّر بما يقوله الكتاب المقدس:‏ «ولما كان الحكم على العمل الرديء لا ينفَّذ بسرعة،‏ فلذلك قد امتلأ قلب بني البشر فيهم إصرارا على فعل السوء».‏ —‏ جامعة ٨:‏١١‏.‏

      وبأية طرائق اخرى تستطيع ان تفرض سلطتك لفائدة اولادك؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏‹كلمتك نعم فلتعنِ نعم،‏ وكلمتك لا فلتعنِ لا›.‏ —‏ متى ٥:‏٣٧‏.‏

  • ضع نظاما للنشاطات العائلية وليتقيَّد به الجميع
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | آب (‏اغسطس)‏
    • الخطوة ٥

      ضع نظاما للنشاطات العائلية وليتقيَّد به الجميع

      ما اهمية هذه الخطوة؟‏ تلعب النشاطات النظامية دورا هاما في حياة الراشدين.‏ فالعمل،‏ العبادة،‏ حتى الاستجمام،‏ هي امور تسير عادة على منوال ثابت.‏ والوالدون الذين لا يعلّمون اولادهم تنظيم وقتهم والالتزام ببرامج ثابتة يحرمونهم من تدريب فعال يفيدهم في حياتهم المستقبلية.‏ من ناحية اخرى،‏ كما يقول البروفسور في علم النفس لورنس ستاينبرڠ،‏ «تُظهر الدراسات ان القواعد والنظام في حياة الولد تُشعره بالامان وتعلّمه ضبط النفس والاتكال على الذات».‏

      المشكلة:‏ نحن نعيش حياة محمومة.‏ فوالدون كثيرون يعملون ساعات طويلة،‏ وليس لديهم سوى وقت قصير يقضونه بانتظام مع اولادهم.‏ كما ان وضع نظام للنشاطات العائلية والتقيُّد به يتطلبان تأديب الذات والتصميم لكي يتمكن الوالدون من التغلب على المقاومة التي يبديها الولد تجاه الانظمة.‏

      الحل:‏ طبّق روح مشورة الكتاب المقدس:‏ «ليجرِ كل شيء بلياقة وبترتيب».‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٤٠‏)‏ مثلا،‏ من الحكمة ان يحدِّد الوالدون لأولادهم الصغار وقتا للخلود الى النوم ويلتصقوا به.‏ ولكن في الوقت نفسه،‏ يجب ان يكون هذا الوقت فترة ممتعة.‏ تقول تاتيانا،‏ وهي ام لبنتين صغيرتَين في اليونان:‏ «عندما تأوي ابنتاي الى الفراش،‏ اداعب وجهيهما برقة وأخبرهما بما فعلته الماما اثناء وجودهما في المدرسة.‏ ثم اسألهما هل تريدان ان تخبراني بعض الامور التي فعلتاها في ذلك اليوم.‏ وبما انهما تكونان مرتاحتَين،‏ غالبا ما تفتحان قلبَيهما لي».‏

      أما كوستاس،‏ زوج تاتيانا،‏ فيقرأ القصص على البنتين.‏ يقول:‏ «بعد ان تعلّقا على القصة،‏ غالبا ما يتخذ الحديث منحى شخصيا،‏ فتخبرانني عن شؤونهما.‏ لكنهما قلما تعبّران عن مشاعرهما اذا طلبت ذلك منهما بشكل مباشر».‏ طبعا،‏ كلما كبر الاولاد لزم تعديل موعد النوم ليتلاءم مع عمرهم.‏ لكن اذا التصقت عائلتك بهذه العادة،‏ فسيستمر الاولاد في استغلال هذا الوقت للتحدث اليك.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ من الحكمة ان تعتاد العائلة الاجتماع معا لتناول وجبة طعام واحدة على الاقل في اليوم.‏ وقد تلزم بعض المرونة في موعد الوجبات لكي يصير ذلك عادة.‏ يقول تشارلز،‏ وهو اب لبنتين:‏ «احيانا اصل من العمل الى البيت متأخرا.‏ وتكون زوجتي قد اعطت البنتين وجبة خفيفة تسد رمقهما ريثما نتناول الطعام كعائلة.‏ فنناقش نشاطات يومنا،‏ نراجع معا آية من الكتاب المقدس،‏ نتكلم عن المشاكل التي واجهتنا،‏ ونضحك معا.‏ ولا أغالي إن قلت ان هذه العادة تساهم مساهمة كبيرة في سعادة عائلتي».‏

      للنجاح في هذه الخطوة،‏ لا تدَع المساعي المادية تمنع عائلتك من الالتصاق بنشاطاتها النظامية.‏ اتبع نصح الكتاب المقدس ان ‹تتيقن الامور الاكثر اهمية›.‏ —‏ فيلبي ١:‏١٠‏.‏

      وماذا يمكن ان يفعل الوالدون ايضا لتحسين التواصل مع اولادهم؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      ‏«ليجرِ كل شيء بلياقة وبترتيب».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٤٠‏.‏

  • دَع ولدك يعرف انك تقرّ بصدق مشاعره
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | آب (‏اغسطس)‏
    • الخطوة ٦

      دَع ولدك يعرف انك تقرّ بصدق مشاعره

      ما اهمية هذه الخطوة؟‏ لدى الولد الحاجة والرغبة ان يعرف اهم انسانَين في حياته —‏ ابواه —‏ حقيقة ما يشعر به.‏ لكن اذا كان من عادة الابوين ان يستخفا بولدهما عندما يعبّر عن مشاعره،‏ فسيتردد الولد في فتح قلبه لهما وسيشكّ في مقدرته على تكوين مشاعره وأفكاره الخاصة.‏

      المشكلة:‏ يميل الاولاد الى التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بعبارات مبالغ فيها.‏ طبعا ان بعض ما يقوله الاولاد يقلق الوالدين.‏ مثلا،‏ قد يقول ولد متضايق:‏ «لا أطيق عيشتي».‏a فيجيب الوالد لاشعوريا:‏ «ما هذا الكلام؟‏!‏».‏ فقد يخشى الابوان ان يُعتبر الإقرار بحقيقة مشاعر ولدهما او افكاره السلبية بمثابة موافقة ضمنية عليها.‏

      الحل:‏ طبّق نصيحة الكتاب المقدس بأن تكون «سريعا في الاستماع،‏ بطيئا في التكلم،‏ بطيئا في السخط».‏ (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ فيهوه أقرّ بصدق المشاعر السلبية التي عبَّر عنها كثيرون من خدامه الامناء اذ اوحى بتسجيلها في الكتاب المقدس.‏ (‏تكوين ٢٧:‏٤٦؛‏ مزمور ٧٣:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ على سبيل المثال،‏ تمنى ايوب الموت عندما كان في محنة قاسية.‏ —‏ ايوب ١٤:‏١٣‏.‏

      مما لا شك فيه ان بعض افكار ايوب ومشاعره وجب تصحيحها.‏ لكنّ يهوه لم ينكر حقيقة مشاعر ايوب ولم يصدَّه عن الكلام،‏ بل اظهر له الكرامة حين استمع اليه بصبر وهو يسكب قلبه امامه.‏ ولم يصحح يهوه افكار ايوب بلطف إلّا بعدما فرغ هذا الاخير من الكلام.‏ وقد عبّر أب مسيحي عن الامر بهذه الطريقة:‏ «بما ان يهوه يسمح لي ان اسكب قلبي امامه في الصلاة،‏ فمن العدل ان اسمح لأولادي ان يعبّروا لي عن مشاعرهم،‏ ايجابية كانت ام سلبية».‏

      ففي المرة القادمة التي تشعر انك على وشك القول لولدك:‏ «لا أصدِّق انك تشعر وتفكِّر هكذا!‏»،‏ تذكر القاعدة الشهيرة التي اعطاها يسوع:‏ «كما تريدون ان يفعل الناس بكم،‏ كذلك افعلوا انتم بهم».‏ (‏لوقا ٦:‏٣١‏)‏ تخيل،‏ مثلا،‏ انك عوملت بقسوة او واجهت الخيبة في العمل،‏ ربما بسبب خطإ منك.‏ فتأتي لإخبار صديقك الحميم بمشاعرك وتقول له انك ضقت ذرعا بعملك.‏ فماذا تريد من صديقك ان يقول لك؟‏ ان يستهجن شعورك ويقول لك فورا ان الحق عليك؟‏ أوَلا تفضّل ان يقول لك صديقك:‏ «انا ادرك كم يصعب الامر عليك؛‏ لا بد ان يومك كان عسيرا!‏»؟‏

      يميل الاولاد،‏ مثل الراشدين،‏ الى قبول النصيحة من الاشخاص الذين يشعرون انهم يتفهمون حقا مشاعرهم والمصاعب التي يواجهونها.‏ تقول كلمة اللّٰه:‏ «قلب الحكيم يُكسب فمه بصيرة،‏ ويزيد شفتيه قوة اقناع».‏ —‏ امثال ١٦:‏٢٣‏.‏

      وكيف تضمن ان تلقى اية مشورة تقدِّمها اذنا صاغية؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لا تستخف ابدا بأية عبارة يقولها ولدك بشأن إنهاء حياته.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      ‏«من يُجبْ عن امر قبل ان يسمعه،‏ فذاك حماقة له».‏ —‏ امثال ١٨:‏١٣‏.‏

  • علِّم بالمثال
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | آب (‏اغسطس)‏
    • الخطوة ٧

      علِّم بالمثال

      ما اهمية هذه الخطوة؟‏ الافعال ابلغ من الاقوال.‏ فجلّ ما تفعله الكلمات هو تزويد المعلومات،‏ اما المثال فيعطي دروسا عملية.‏ مثلا،‏ قد يقول والدان لأولادهما ان يحترموا الآخرين ويكونوا صادقين.‏ لكن اذا كان هذان الوالدان انفسهما يصيحان واحدهما على الآخر او على الاولاد،‏ ويكذبان ليتهربا من الواجبات المزعجة،‏ فقد يتعلم الاولاد منهما ان هذا هو التصرف الذي يليق بالراشدين.‏ يقول الكاتب الدكتور سال سيڤير ان التمثّل بالوالدين «هو احدى اهم الطرق التي يتعلم بها الاولاد».‏

      المشكلة:‏ الوالدون ليسوا كاملين.‏ كتب الرسول بولس:‏ «الجميع اخطأوا وليس في وسعهم ان يعكسوا مجد اللّٰه».‏ (‏روما ٣:‏٢٣‏)‏ بالاضافة الى ذلك،‏ قال التلميذ يعقوب عن صعوبة ضبط الكلام ان ‹اللسان لا يستطيع احد من الناس ان يروضه›.‏ (‏يعقوب ٣:‏٨‏)‏ من ناحية اخرى،‏ من عادة الاولاد ان يستنفدوا صبر والديهم.‏ يقول لاري،‏ اب لابنتين هادئ الطبع ويعرف كيف يضبط مشاعره اجمالا:‏ «يدهشني كم من السهل ان تفقدني ابنتاي اعصابي».‏

      الحل:‏ ابذل جهدك لتكون مثالا صالحا لا كاملا.‏ واستغل الهفوات التي تبدر منك احيانا لتعليم اولادك درسا بنّاء.‏ يقول كريس،‏ وهو اب لابنتين:‏ «عندما افقد اعصابي وأصيح على ابنتيّ او اتخذ قرارا سيئا تتأذيان بسببه،‏ اعترف بخطإي وأعتذر.‏ وهذا علّم ابنتَيّ ان الوالدين ايضا يرتكبون الاخطاء وأن على الجميع ان يجتهدوا ليحسنوا سلوكهم».‏ ويقول كوستاس المذكور سابقا:‏ «لأنني اعتذر عندما افقد اعصابي،‏ تعلمَت ابنتاي ان تعتذرا عندما تقترفان الاخطاء».‏

      يقول يهوه اللّٰه:‏ «لا تُغضِبوا اولادكم،‏ بل ربوهم دائما في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري».‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ فعندما يقول شخص ذو سلطة امرا ويفعل عكسه،‏ ‹يغضب› الاولاد او يتضايقون مثلما يتضايق الراشدون،‏ وأحيانا اكثر ايضا.‏ لذلك،‏ لمَ لا تسأل نفسك هذين السؤالين في نهاية كل يوم:‏ لو بقيت ساكتا طيلة اليوم،‏ فأي دروس يكون اولادي قد تعلموها من اعمالي؟‏ هل هذا ما احاول تعليمهم اياه بكلامي؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٩]‏

      ‏‹أتعلِّم غيرك ولا تعلِّم نفسك؟‏›.‏ —‏ روما ٢:‏٢١‏.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٩]‏

      عندما يعتذر الوالد،‏ يتعلم الولد ان يعتذر هو ايضا الى الآخرين

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة