مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ مواجهة الفاجعة
    استيقظ!‏ ١٩٨٨ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ مواجهة الفاجعة

      موت الرُّضع المفاجئ مأساة مخرِّبة.‏ فالطفل السليم والعادي حسب الظاهر يفشل في الاستيقاظ.‏ وذلك غير متوقع كليا،‏ لانه مَن يتصوَّر ان يموت الرضيع قبل والديه؟‏ والطفل الذي صار محور محبة الام اللامتناهية يكون فجأة السبب لتفجع الام اللامتناهي.‏a

      وتبدأ مشاعر الذنب بالتدفق.‏ فالوالدون يشعرون بالمسؤولية عن الوفاة،‏ كما لو كانت بسبب اهمال ما.‏ ويتساءلون،‏ ‹ماذا كان يمكن ان نفعل لمنع ذلك؟‏› والاب،‏ دون اساس،‏ قد يلوم ايضا في بعض الحالات زوجته دون ادراك.‏ فعندما ذهب الى العمل كان الطفل حيا وسليما.‏ وعندما وصل الى البيت كان قد مات بغتة في فراشه!‏ فحينئذ ماذا كانت زوجته تفعل؟‏ وأين كانت في ذلك الوقت؟‏ هذه الشكوك غير المعقولة يجب ان تتوضَّح كي لا تضع ضغطا على الزواج.‏

      وتوتي،‏ التي ذُكرت في مقالتنا الافتتاحية،‏ اختبرت مرحلة صعبة.‏ تقول:‏ «لو كنت لا انتبه لانتابتني ايضا نوبات من الذنب والكآ‌بة.‏ وعقليا عليَّ ان انطلق بسرعة وأخرج من هذا التفكير العقيم.‏ والصلاة كانت عونا عظيما لي،‏ لانني طلبت المساعدة لادرك عمليات تفكيري ولإعانتي على التفكير باكثر ايجابية.‏»‏

      وكيف يستطيع الناس الآخرون مساعدتهما في تفجعهما؟‏ اعطت توتي الجواب:‏ «يتصرف بعض الناس وكأن كاتي لم توجد على الاطلاق.‏ ليتهم يدركون ان المرء في الواقع يريد التحدث عمن يحبه!‏ والتحدث امر علاجي.‏ فكاتي ستكون دائما طفلة صغيرة محبوبة الينا،‏ ونحن نريد ان نتذكرها،‏ لا ان ننساها.‏ اذاً لمَ الخوف من التحدث عنها؟‏»‏

      ومن ناحية اخرى،‏ لا يريد كل الوالدين التحدث عن طفلهم الميت.‏ وهذا شيء يجب على الزائر ان يقدّره.‏

      الخروج من الفاجعة

      تختلف ردود فعل التفجع من شخص الى شخص ومن ثقافة الى ثقافة.‏ واحدى الدراسات عن الـ‍ SIDS في الولايات المتحدة وجدت انه،‏ من حيث المعدل،‏ تلزم الوالدين ثلاث سنوات «لاستعادة مستوى السعادة الشخصية التي يشعرون بأنهم كانوا يملكونها قبل الوفاة.‏»‏

      دوغ،‏ محلل انظمة كومبيوتر،‏ وآن،‏ وهما الآن في اوائل اربعيناتهما،‏ خسرا راكيل الصغيرة قبل ١٢ سنة.‏ كان ذلك حينما كانت الـ‍ SIDS لا تزال مجهولة نسبيا.‏ ومع ان طبيبا كان قد فحص الطفلة في اليوم السابق،‏ أصرّ الشرطي المهتم بالقضية ان يطلب قاضي تحقيق الوفيات تشريحا للجثة.‏ تقول آن:‏ «في ذلك الوقت لم نشك في القرار.‏ لم نكتشف الا لاحقا ان الشرطي لاحظ علامات زرقاء على حلق راكيل،‏ فارتاب من الاساءة الى الطفلة!‏ وكما تبيَّن،‏ كانت الحالة مجرد دليل على الوفاة يدعى «ازرقاق الجثة» livor mortis —‏ بقعتان دمويتان تتشكلان وتبدوان كرضّتين.‏ وتشريح الجثة لم يزوِّد سببا للموت،‏ وأُدرج اخيرا بصفته موت الرُّضع المفاجئ.‏»‏

      وكيف واجه دوغ وآن الخسارة؟‏ يشرح دوغ:‏ «كنت في قاعة الملكوت عندما اخبرني صديق انني مطلوب على عجلة في البيت.‏ وعندما وصلت الى البيت علمت الاسوأ.‏ لم استطع تصديق ذلك.‏ لقد كنت آخر شخص لمس راكيل في تلك الليلة.‏ والآن هي ميتة.‏ فضعفت وبكيت الى جانب آن.‏ كانت المرة الوحيدة التي بكيت فيها.‏»‏

      ‏«استيقظ!‏»:‏ «ماذا عن المأتم؟‏ كيف اثر فيكما؟‏»‏

      ‏«الامر المدهش كان انه لا آن ولا انا بكينا في المأتم.‏ كل شخص آخر كان ينحب.‏» ثم قاطعت آن:‏ «نعم،‏ ولكنني كنت قد بكيت كثيرا عن كلينا.‏ اعتقد ان ذلك صدمني حقا بعد المأساة بأسابيع قليلة عندما كنت اخيرا وحدي ذات يوم في البيت.‏ فبكيت طوال النهار.‏ ولكنني اعتقد ان ذلك ساعدني.‏ شعرت بأنني افضل حالا ازاء ذلك.‏ فكان عليَّ ان انوح لخسارة طفلتي.‏ وأعتقد حقا انكم يجب ان تدَعوا الناس المتفجعين ينحبون.‏ ومع انه رد فعل طبيعي ان يقول الآخرون،‏ ‹لا تبكِ،‏› فان ذلك حقا لا يساعد.‏»‏

      ‏«استيقظ!‏»:‏ «كيف ساعدكما الناس الآخرون في خلال الازمة؟‏ وما هي الامور التي لا تساعد؟‏»‏

      اجابت آن:‏ «اتت صديقة ونظَّفت بيتي دون ان اضطر الى قول كلمة.‏ وأعدَّت اخريات وجبات الطعام لنا.‏ وبعضهنّ ساعدنني بمعانقتي —‏ لا كلام،‏ مجرد معانقة.‏ لم أُرد ان اتكلم عن ذلك.‏ لم أُرد ان اشرح مرارا وتكرارا ما قد حدث.‏ لم اكن محتاجة الى اسئلة فضولية،‏ وكأنني فشلت في فعل شيء ما.‏ انا الام؛‏ وكنت لافعل ايّ شيء لانقذ راكيل.‏»‏

      وتابع دوغ:‏ «في بعض الاحيان جرى ابداء ملاحظات بريئة لم تكن مساعدة،‏ مثل:‏ ‹كمسيحيين لا يجب ان ننوح كما ينوح الآخرون.‏› اني اعرف ذلك.‏ ولكنني استطيع ان اؤكد لكم،‏ عندما تخسرون ولدا،‏ انه في تلك اللحظة فان المعرفة الثابتة ايضا عن القيامة لن تمنعكم من البكاء والنوح.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بكى يسوع عندما مات لعازر،‏ وكان يسوع يعرف انه سيقيمه.‏»‏

      وأضافت آن:‏ «والتعليق الآخر الذي لم نجده مساعدا كان،‏ ‹اعرف كيف تشعران.‏› نعرف انه قيل بأفضل النيات،‏ ولكن إن لم يخسر ذلك الشخص طفلا كما خسرت انا لا سبيل الى معرفته او معرفتها كيف اشعر.‏ فالمشاعر شخصية جدا.‏ صحيح ان معظم الناس يستطيعون اظهار المشاركة الوجدانية،‏ ولكنّ قليلين جدا يستطيعون اظهار التقمص الوجداني الحقيقي.‏»‏

      ‏«استيقظ!‏»:‏ «هل سبَّب موت راكيل ايّ توتر بينكما؟‏»‏

      اسرعت آن الى الاجابة:‏ «نعم،‏ سبَّب ذلك.‏ اعتقد ان لنا طرائق مختلفة للنوح على خسارتنا.‏ اراد دوغ ان يعلِّق صورا لراكيل في البيت.‏ وكان ذلك آخر شيء اريده.‏ لم اكن في حاجة الى تلك المذكِّرات.‏ لم اكن اريد ان يبدو الامر وكأننا نصنع عبادة من وفاتها.‏ على ايّ حال فهم دوغ مشاعري وأنزل الصور.‏»‏

  • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ مواجهة الفاجعة
    استيقظ!‏ ١٩٨٨ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • الرجاء المتين يدعم

      وماذا عن استعمال المسكّنات خلال فترة التفجُّع؟‏ يكتب العالم بعلم الامراض نايت:‏ «ظهر ان التسكين الشديد قد يكون منتِجا عكسيا اذا كان حاجزا للعملية الطبيعية للثكل والتفجع.‏ فيجب تحمُّل المأساة،‏ معاناتها وأخيرا تعليلها تعليلا عقليا،‏ وتأخير ذلك بلا لزوم بارهاق الام بالمخدرات قد يطيل العملية او يشوِّهها.‏»‏

      وسألت «استيقظ!‏» دوغ عما دعمه هو وآن خلال تفجعهما.‏

      ‏«اذكر ان خطاب المأتم كان مساعدا.‏ وما عزّانا اكثر في ذلك اليوم هو رجاؤنا المسيحي بالقيامة.‏ فقد جرى الشعور بفقدانها بعمق،‏ ولكنّ الاذية ليَّنها وعد اللّٰه بالمسيح بأن نراها ثانية هنا على الارض.‏ ومن الكتاب المقدس رأينا ان آثار الموت قابلة للنقض.‏ وأظهر الخطيب من الكتاب المقدس ان راكيل ليست في السماء ‹كملاك صغير› ولا في اليمبوس منتظرة الاطلاق الى السماء.‏ فهي ببساطة نائمة في المدفن العام للجنس البشري.‏» —‏ انظروا يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١١:‏١١-‏١٤،‏ جامعة ٩:‏٥‏.‏

      ‏«استيقظ!‏»:‏ «كيف تجيبان اولئك الذين يقولون ان ‹اللّٰه اخذها›؟‏»‏

      ‏«يكون الها انانيا مَن يأخذ الاولاد الصغار من والديهم.‏ وجواب الكتاب المقدس في الجامعة ٩:‏١١ ينير الذهن:‏ ‹الوقت والعَرَض يلاقيانهم كافة.‏› والمزمور ٥١:‏٥ يخبرنا اننا جميعا ناقصون،‏ خطاة،‏ من وقت الحبل بنا،‏ والعاقبة لكل الناس الآن هي الموت من عدد من الاسباب.‏ وأحيانا يضرب الموت قبل الولادة،‏ منتجا الاجهاض.‏ وفي حالة راكيل فقد أُصيبت كرضيعة بشيء قهر جسمها —‏ عَرَض.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة