مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الصفحة ٢
    استيقظ!‏ ١٩٨٨ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • الصفحة ٢

      الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ SIDS (‏Sudden Infant Death Syndrome)‏ هي الخوف اللاواعي لآباء كثيرين.‏ وهي تصيب الاطفال عادة في غضون السنة الاولى من العمر والصبيان اكثر من البنات.‏ ولكن ما هي؟‏ ماذا يسببها؟‏ وهل من الممكن منعها؟‏ متى تحدث،‏ وكيف يستطيع الآباء مواجهتها؟‏

  • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ خوف الوالدين اليومي
    استيقظ!‏ ١٩٨٨ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ خوف الوالدين اليومي

      ‏«ان الموت المفاجئ غير المتوقع لطفل سليم حسب الظاهر هو على الارجح الحادث الموجع والمخرب اكثر الذي يمكن ان يُلمّ بزوجين شابين —‏ ومع ذلك ففي المجتمع الغربي هو ايضا اكثر انواع موت الرُّضع شيوعا بعد الاسبوع الاول من العمر.‏» —‏ الاستاذ برنار نايت،‏ «الموت المفاجئ في الطفولية —‏ الاعراض المتزامنة ‹للموت المباغت في الفراش.‏›»‏

      كانت الساعة ٠٠:‏٤ ق‌ظ من ٢٢ كانون الاول ١٩٨٤.‏ ادخل كِن إبرلين رأسه في غرفة النوم ليتفقد حال كاتي البالغة سبعة اشهر.‏ كانت كاتي الصغيرة بكر افتخار وفرح كِن وتوتي،‏ اللذين كانا في اوائل ثلاثيناتهما.‏ وكانت الطفلة نائمة بسلام.‏ غادر كِن البيت.‏ وقاد السيارة مسافة طويلة الى لاس كروسس،‏ نيو مكسيكو،‏ ليعلِّم حلقة دراسية.‏

      نهضت توتي في الساعة ٣٠:‏٧ ق‌ظ وذهبت لتتفقد حال كاتي.‏ كانت كاتي صامتة على نحو غريب.‏ ونظرت توتي ثانية،‏ لمستها،‏ وفورا عرفت الاسوأ.‏ كانت كاتي ميتة.‏ لقد توفيت بالموت المباغت في الفراش،‏ او الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ (‏SIDS)‏.‏ وهذا الموت المفاجئ الصامت يزحف الى ألوف العائلات كل سنة.‏

      فاحص طبي شفوق

      كيف تجاوبت توتي وكِن مع خسارتهما؟‏ اخبرت توتي «استيقظ!‏»:‏ «عندما ادركت ما حصل اتصلت حالا بالرقم ٩١١،‏ الخدمات الطارئة.‏ فوصل المسعفون الطبيون والشرطة على عجلة يرافقهم فاحص طبي.‏ كانوا جميعا لطفاء وشفوقين جدا.‏ وطبعا،‏ اندفعت الشكوك الى فكري —‏ ماذا فعلت او فشلت في فعله مما يمكن ان يسبب ذلك؟‏

      ‏«هدَّأ الفاحص الطبي مخاوفي.‏ وأوضح انه كان قد فَقد ولدا في الظروف عينها قبل تسع سنوات.‏ ‹لم يكن في وسعك ان تفعلي شيئا لتتجنبي ذلك،‏› أكَّد لي.‏ ‹حتى ولو كنت واقفة الى جانب السرير بجهاز مراقبة monitor لما استطعت انقاذها.‏› وأضاف:‏ ‹لا يمكنك ان تتوقعي ذلك ولا يمكنك ان تمنعيه.‏ ففي حالات معيَّنة يتوقف كل شيء على الفور،‏ وفي الوقت الحاضر لا سبيل الى معرفة السبب.‏› وانا متأكدة ان تعليقاته انقذتني من الكثير من الذنب واتهام الذات.‏»‏

      كيف تغلب كِن وتوتي على خسارتهما؟‏ ستجيب مقالة لاحقة عن ذلك.‏ ولكن هنالك اسئلة اخرى يريد كل والد او والدة لطفل صغير اجوبة عنها:‏ ماذا يسبب الـ‍ SIDS؟‏ هل هنالك اية علامات تحذيرية؟‏ وهل من الممكن منعها؟‏

  • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ تتبُّع الاعراض والاسباب
    استيقظ!‏ ١٩٨٨ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ تتبُّع الاعراض والاسباب

      ‏«الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ (‏SIDS)‏ مسؤولة عن نحو وفاتين من كل ٠٠٠‏,١ ولادة حية في الولايات المتحدة،‏ مما ينتج ٥٠٠‏,٧ الى ٠٠٠‏,١٠ وفاة سنويا.‏» —‏ «مجلة الطب لانكلترا الجديدة،‏» ٣٠ نيسان ١٩٨٧.‏

      في السنوات الاخيرة فقط صارت الـ‍ SIDS معروفة كتعريف لسبب من اسباب الموت.‏ وفي الاجيال السابقة كان هذا النوع من الموت مختفيا في كل الاحصاءات الاخرى المتعلقة بالاسباب المتعددة السائدة لموت الرُّضع.‏ والتقدم في العلم الطبي قد ازال الآن الكثير من الاسباب السابقة لموت الرُّضع الى حد ان الـ‍ SIDS تبرز الآن —‏ حتى ان منظمة الصحة العالمية ثبَّتت فئة «موت الرُّضع المفاجئ» في «التصنيف الاممي للامراض» الخاص بها مؤخرا في ١٩٧٩.‏ ولكنّ بعض الخبراء الطبيين يعتقدون انهم يستطيعون تعقُّب الامثلة لما ندعوه الآن SIDS رجوعا الى ازمنة الكتاب المقدس!‏

      ويقتبسون حالة الامرأتين اللتين جاءتا امام الملك سليمان،‏ وكل واحدة تدعي انها امّ الطفل الحي لا الطفل الذي مات لانّ الام «اضطجعت عليه.‏» (‏١ ملوك ٣:‏١٦-‏٢٧‏)‏ وكما يكتب العالم بعلم الامراض برنار نايت:‏ «كان الاضطجاع على الرضيع الاعتقاد التقليدي لسبب الموت المباغت في الفراش حتى وقت متأخر جدا.‏» ولكن هنالك عامل واحد يثير الشك في ان الكتاب المقدس يصف حالة الـ‍ SIDS —‏ مات الطفل عندما كان عمره ثلاثة ايام فقط،‏ «وذلك اصغر من اللازم بالنسبة الى موت الرُّضع المفاجئ الحقيقي،‏» استنادا الى نايت.‏

      وفيما يصح ان بعض الاطفال ماتوا بسبب اختناقهم عرَضا بواسطة امّ نائمة،‏ يصح ايضا ان كثيرا من هذه الحالات على مر القرون كان ما يُدعى اليوم الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ.‏

      سرّ الـ‍ SIDS

      الـ‍ SIDS هي مشكلة عالمية.‏ مثلا،‏ يقدَّر انه من ٠٠٠‏,١ الى ٠٠٠‏,٢ رضيع يموتون كل سنة في بريطانيا تحت تعريف الـ‍ SIDS.‏ والمعدل في البلدان المتطورة هو نحو طفل واحد من كل ٥٠٠.‏ وعلى اساس تقدير زيادة عدد السكان العالمي ٨٣ مليونا في السنة فان ذلك يمثِّل ٠٠٠‏,١٦٦ وفاة على الاقل سنويا.‏ ولكنّ ذلك ايضا يدل ضمنا على ملايين الوالدين القلقين الذين يكنّون الخوف الخفي.‏ وكما اعترفت فيليس،‏ امّ من نيويورك في اوائل ثلاثيناتها:‏ «كلما وضعت طفلي في السرير اصلّي ان يستيقظ ثانية.‏»‏

      وتستمر الـ‍ SIDS في تعجيز الباحثين الطبيين والعلماء بعلم الامراض.‏ ومؤخرا فان مقالة في مجلة «طب الاطفال» ناقشت الـ‍ SIDS في التوائم.‏ فجرى فحص اثنتين وثلاثين حالة،‏ و «لم يجرِ ايجاد ايّ سبب للموت رغم التحقيقات الكاملة بعد الوفاة.‏» وجرت ابحاث لعشر حالات SIDS اخرى في التوائم قامت بها عيادات جامعية في انتورب،‏ باريس،‏ ورووان.‏ والمكتشفات؟‏ «بقي سبب الـ‍ SIDS غير مفسَّر بعد تشريحٍ كاملٍ للجثث.‏» والسبب او الاسباب الغامضة تستمر.‏

      ولكن،‏ كما هو ظاهر في تقرير آخر،‏ في ١١ توأما من ٤٢ جرت مقارنتهم «كانت ضحية الـ‍ SIDS المقبلة أخفَّ بأكثر من ٣٠٠ غرام من شقيقها او شقيقتها الذي بقي حيا.‏» وكان الاستنتاج ان الامور الوحيدة التي تميِّز رضَّع الـ‍ SIDS من الرُّضع المفحوصين للمقابلة والتيقّن control infants هي «متوسط اقل للوزن والطول عند الولادة،‏ الحدوث السابق للازرقاق cyanosis [جلد مُزرق وأغشية مخاطية يسببها نقص الاكسجين في الدم] او شحوب pallor خلال النوم،‏ وتصبُّب عرق غزير بشكل متكرر ليلا.‏»‏

      وفي تقريرهم عن ١٦ حالة SIDS في انكلترا ذكر فريق من الاطباء:‏ «تحدث الـ‍ SIDS عادة بين شهر و٦ أشهر من العمر بذروة عند شهرين الى ٤ أشهر.‏ .‏ .‏ .‏ والعوامل الاخرى المذكورة سابقا والتي تقترن بالـ‍ SIDS هي تاريخ التدخين الامومي خلال الحمل،‏ سنّ امومية صغيرة عند الولادة،‏ حالة الزنى،‏ حجم عائلي كبير،‏ [و] حالة اجتماعية اقتصادية منخفضة.‏» وأضافوا:‏ «ويُبلَّغ ايضا عن الـ‍ SIDS مرارا اكثر في الرُّضع الذكور وهي اوسع انتشارا خلال اشهر الخريف والشتاء.‏» ولكنّ برنار نايت يحذِّر:‏ «لا بد من التشديد ان موت الرُّضع المفاجئ يمكن ان يصيب —‏ وهو يصيب —‏ اية عائلة بصرف النظر عن المركز في الرتبة الاجتماعية.‏»‏

      العلماء بعلم الامراض يحاولون تفسير السرّ

      عندما يموت رضيع دون سبب ظاهر فان قاضي تحقيق الوفيات او الفاحص الطبي يدعو عادة عالِما بعلم الامراض الى فحص الجثة وإجراء تشريح لها.‏ وذلك لمحاولة تحديد السبب الدقيق للوفاة واستعمال هذه المعرفة لمنع حالات مقبلة.‏ فماذا وجد العلماء بعلم الامراض في كثير من هذه الحالات؟‏

      على مر السنين جرى اتِّباع آثار مختلفة.‏ فذات مرة نُسبت الـ‍ SIDS الى الاختناق بالوسادات،‏ اغطية الفراش،‏ ووضعية الجسم.‏ ورُفض ذلك عندما تبرهن ان الاطفال يجاهدون عادة للتغلب على وضعية الاختناق.‏ وأغطية الفراش تكون عادة كثيرة المسام الى حد يكفي للسماح بالتنفس.‏ ثم اعتُقد ان الاطعام بالمِرضَعَة واستعمال حليب البقر هو السبب.‏ ولكنّ الاطفال الذين يرضعون الثدي يموتون ايضا بالـ‍ SIDS.‏ ولفترة طويلة جرى لوم البَهَر apnea،‏ انقطاع التنفس.‏ والآن تُرك ذلك الى حد بعيد كسبب رئيسي.‏

      وقبل بضع سنوات فان بعض العلماء بعلم الامراض «اعتقدوا حقا ان العدوى التنفسية هي السبب الاساسي للموت .‏ .‏ .‏ ومع انه يُعتقد عموما الآن [في ١٩٨٣] ان العدوى هي زَند البندقية عوض ان تكون السبب الاساسي لا شك ان نسبة كبيرة من الـ‍ SIDS تتضمن حالة التهاب خفيف للمسالك الهوائية.‏» —‏ «الموت المفاجئ في الطفولية.‏»‏

      ويستنتج الاستاذ نايت انه «يبدو واضحا الآن انه ليس هنالك سبب وحيد للموت المباغت في الفراش» بل «هنالك عوامل متعددة تجتمع معا في طفل معيَّن في وقت معيَّن وتسبب الموت.‏ نعرف بعض العوامل ولكن ليس الاخرى.‏» وهكذا يستمر عمل التحري اذ يجري التفتيش عن دلائل اكثر.‏ ولكن مؤخرا جرى تحقيق اكتشاف جديد.‏

      تغيُّر الهموغلوبين —‏ سبب ام عرَض مرضي؟‏

      ذُكر هذا التطور في «مجلة الطب لانكلترا الجديدة» في ٣٠ نيسان ١٩٨٧.‏ قالت:‏ «الارتفاع المطوَّل في مستويات الهموغلوبين الجنيني (‏هموغلوبين F)‏ في الرُّضع ذوي الـ‍ SIDS يمكن ان يدل على ايصالٍ للاكسجين معرَّضٍ للشبهة الى المواقع النسيجية الحساسة.‏»‏a وأشار التقرير الى انه بعد ولادة الطفل يكون هنالك استبدال عادي للهموغلوبين الجنيني بهموغلوبين A الذي ينتجه جسم الطفل —‏ وبالتالي الهموغلوبين الحامل الاكسجين الخاص به.‏ وفي ضحايا الـ‍ SIDS كانت لا تزال لدى عدد مهمّ من الضحايا نسبة من الهموغلوبين الجنيني الاقل فعالية اعلى من المعتاد.‏ فأي استنتاج وصل اليه الاطباء؟‏

      ‏«تفسيرنا لهذا الاكتشاف هو ان الرُّضع المصابين بالـ‍ SIDS يتصفون بتأخر موسوم في التحوُّل من الهموغلوبين F الى الهموغلوبين A —‏ ظاهرة طبيعية قد تعكس حالة مزمنة اساسية.‏» ولماذا يحدث ذلك؟‏ «ان سبب الدوام الشاذ للهموغلوبين F غير اكيد.‏»‏

      ومع انهم لم يعتبروا ذلك سببا للـ‍ SIDS فقد نظروا اليه كعلامة مفيدة بها يميزون الاطفال الذين قد يكونون اكثر عرضة للـ‍ SIDS،‏ «وخصوصا اولئك الذين يتجاوزون الـ‍ ٥٠ اسبوعا من سن ما بعد الحمل.‏»‏

      والاطباء الذين انشأوا هذه الدراسة ذكروا ان «دراسات الـ‍ SIDS تقترح صلة بالوزن المنخفض عند الولادة،‏ الخِداج (‏الولادة قبل تمام الحمل)‏ prematurity،‏ التطوّر المتخلِّف للنمو،‏ والتدخين الامومي.‏»‏

      وهذه النقطة الاخيرة جديرة بالتعليق.‏ كتب الدكتور برنار نايت من جامعة ويلز،‏ كارديف:‏ «جرى اظهار صلة كبيرة جدا للتدخين بالـ‍ SIDS،‏ وإن كان ثانية من الصعب معرفة ما اذا كان ذلك رابطا مباشرا ام مجرد صلة بعوامل اجتماعية.‏» ومع ذلك فهو يقتبس احصاءات ذات مدلول.‏ ففي دراسة لـ‍ ٠٠٠‏,٥٠ ولادة في مدينة كارديف كانت نسبة الـ‍ SIDS للامهات اللواتي لم يدخنَّ او اللواتي توقفن عن التدخين ١٨،‏١ من كل ٠٠٠‏,١ ولادة حية.‏ أما بالنسبة الى الامهات اللواتي كنَّ يدخنَّ اكثر من ٢٠ سيجارة في اليوم فقد قفز الرقم الى ٦٢،‏٥ من كل ٠٠٠‏,١ ولادة حية —‏ زيادة خمسة اضعاف!‏

      وتسأل بعض الامهات:‏ «ماذا عن الارضاع؟‏ هل يمنح حماية من الـ‍ SIDS اعظم؟‏» ذكر الدكتور برغمن،‏ وهو شهير في الولايات المتحدة في حقل ابحاث الـ‍ SIDS:‏ «يحدث انني اؤمن بالارضاع بالثدي وأعتقد انه افضل لاسباب كثيرة؛‏ لكنني لا اعتقد انه يجب ان يُقترح على الناس الذين فقدوا اطفالا بالموت المباغت في الفراش ان اولادهم لربما بقوا احياء لو رضعوا بالثدي.‏»‏

      وبالنظر الى ما تقدَّم،‏ هل هنالك ما يستطيع الوالدون فعله لصدّ تهديد الـ‍ SIDS؟‏ وهل من الممكن منعها؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a الهموغلوبين هو مُكوِّن الدم الذي هو المادة الملوِّنة في الكريات الحمر وهو مركب من البروتين والاكسجين.‏ ويحمل الاكسجين الى الجسم من الرئتين.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      والدون يُنظر اليهم بارتياب

      ان اللغز المحيط بوفيات الـ‍ SIDS سبَّب احيانا ألما ووجعا غير ضروريين للوالدين.‏ وكيف ذلك؟‏ لان الغرباء،‏ بمن فيهم احيانا الشرطة والهيئة الطبية،‏ اعتبروا الوفاة مريبة جدا،‏ وخصوصا عند حدوثها في وقت واحد للتوائم.‏ واستنادا الى دراسة تشمل اكثر من ٠٠٠‏,٤٧ ولادة في كارديف،‏ ويلز،‏ بين ١٩٦٥،‏ ١٩٧٧ كانت هنالك زيادة خمسة اضعاف في خطر الـ‍ SIDS في التوائم.‏ والدكتور جون أ.‏ سمِيالك،‏ اذ كتب في المجلة الطبية «طب الاطفال،‏» ذكر حالتين استثنائيتين تفصل بينهما خمس سنوات حدثتا في مقاطعة واين،‏ ميسوري،‏ وديترويت،‏ ميشيغان،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏

      ذكر:‏ «ان اعلان وفاة اول مجموعة من التوائم انتج جوا من الارتياب الشديد بالوالدين .‏ .‏ .‏ من قِبل اعضاء المجتمع الطبي والاشخاص العاميين الآخرين الذين كانوا غير مدركين وجود هذه الظاهرة الطبيعية [SIDS].‏» ومن السهل فهم ذلك عندما نتذكر ان الـ‍ SIDS نالت شهرة رئيسية منذ ١٩٧٥ فقط حين دعمت حكومة الولايات المتحدة برامج تقديم المعلومات والمشورة حول الموضوع.‏ وعندما حدثت حالة مشابهة لتوائم مصابين بالـ‍ SIDS في ديترويت بعد خمس سنوات كان هنالك ارتياب اقل بكثير.‏ فقد صار الاختصاصيون والعامة على علم بذلك.‏

      ولكن،‏ حتى الآن،‏ مع ان شيئا اكثر بكثير معروف عن الموضوع،‏ يعترف الدكتور سمِيالك:‏ «رغم ان الـ‍ SIDS مقبولة الآن بصورة واسعة كحالة لا سلطة للوالدين على التكهن بها او منعها،‏ فان حدوث وفيات التوائم الرُّضع في وقت واحد هو ظاهرة طبيعية لا تزال تثير الارتباك والارتياب.‏»‏

      ولكن لماذا يكون التوائم اكثر تعرُّضا للـ‍ SIDS؟‏ يجيب العالم بعلم الامراض نايت:‏ «في اغلب الاحيان هم خدائج (‏مولودون قبل تمام الحمل)‏ premature وغالبا دون وزن الولادة العادي.‏ وفي اغلب الاحيان يلزم ان يقضوا الجزء الاول من حياتهم في وحدات عناية خصوصية في مستشفيات التوليد.‏ .‏ .‏ .‏ كل هذه العوامل تجعلهم اكثر تعرُّضا لموت الرُّضع المفاجئ.‏»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      ‏«ليس هنالك سبب وحيد للموت المباغت في الفراش.‏» —‏ الاستاذ نايت

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      ‏«حدوث وفيات التوائم الرُّضع في وقت واحد هو ظاهرة طبيعية لا تزال تثير الارتباك والارتياب»‏

  • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ هل يمكن منعها؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٨ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ هل يمكن منعها؟‏

      ‏«ان المراقبة البيتية بالاجهزة للرُّضع الذين يُعتبرون في خطر شديد بسبب الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ (‏SIDS)‏ قد استُعملت على نحو متزايد في السنوات الاخيرة في محاولة لمنع موت الرُّضع المفاجئ.‏» —‏ «طب الاطفال،‏» حزيران ١٩٨٦.‏

      المراقبة البيتية بالاجهزة home monitoring استُعملت على نحو متزايد،‏ ولكن هل تمنع الـ‍ SIDS؟‏ ان ألوف الوالدين قد استعملوا او يستعملون اجهزة مراقبة بيتية home monitors.‏ وجهاز المراقبة،‏ المتصل بالطفل،‏ يعطي اشارة تحذير عندما يكون هنالك عدم انتظام ينذر بالخطر في النشاط القلبي او في التنفس.‏ وتذكر «اخبار العلم» انه يجري استعمال ما يقدَّر بـ‍ ٠٠٠‏,٤٠ الى ٠٠٠‏,٤٥ جهاز مراقبة بيتي في الولايات المتحدة ويجري صنع ٠٠٠‏,١٠ الى ٠٠٠‏,١٥ سنويا.‏ وبما ان فترة الخطر هي السنة الاولى من العمر فلا حاجة الى استعمال جهاز المراقبة طوال سنوات.‏ ولكن هل هذه الآلات فعالة حقا في انقاذ الحياة؟‏

      درس الدكتور اهود كرونغراد وليندا اونيل،‏ ممرضة مسجَّلة،‏ من مستشفى الاطفال في جامعة كولومبيا،‏ نيويورك،‏ ٢٠ طفلا اعتُبروا في خطر شديد.‏ وأشارت دراستهما الى انه من الصعب الى حد بعيد ان يجري بدقة تحديد الطفل الذي هو في خطر وبالتالي في حاجة حقا الى جهاز مراقبة بيتي.‏ وذكرا:‏ «لا يوجد فحص متوافر للدلالة بدرجة عالية من النوعية او الحساسية،‏ او بمقدار معقول من التكهن،‏ على ان الرضيع هو في خطر شديد.‏»‏

      ويحاجّان بأن الوالدين يكونون طبيعيا غير موضوعيين على الاطلاق في تشخيص ردود فعل ولدهم ويقولان:‏ «ان معظم الانذارات التي يفهمها الوالدون بصفتها انذارات حقيقية مقترنة بتغييرات جسدية هي غير مصحوبة بعدم استقرار كهربائي قلبي.‏» وفي الواقع،‏ ان معلوماتهما «تقترح ان الغالبية الساحقة من الرُّضع الذين يموتون فجأة وعلى نحو غير متوقع لا يُظهرون اية اعراض واضحة او مفيدة سريريا.‏» ونتيجة لذلك ذكر جورج أ.‏ ليتل من كلية دارتموث الطبية:‏ «اذا طبَّق الاطباء المقاييس في تقرير هيئة المستشارين الحائز على موافقة اجماعية اتوقع انخفاضا بارزا في استعمال اجهزة المراقبة البيتية لاجل انقطاع النفس apnea الطفولي.‏»‏

      وهذا الاستنتاج يعمل على دعم المشورة التي قدمها الفاحص الطبي لتوتي،‏ المقتبسة في مقالتنا الافتتاحية:‏ «لم يكن في وسعك ان تفعلي شيئا لتتجنبي ذلك.‏ حتى ولو كنت واقفة الى جانب السرير بجهاز مراقبة لما استطعت انقاذها.‏ لا يمكنك ان تتوقعي ذلك ولا يمكنك ان تمنعيه.‏ ففي حالات معيَّنة يتوقف كل شيء على الفور،‏ وفي الوقت الحاضر لا سبيل الى معرفة السبب.‏» والمحزن انه في حقول كثيرة ليس للعلم والطب كل الاجوبة،‏ والـ‍ SIDS هي احد هذه الحقول.‏

      وثمة عامل آخر يلزم تذكُّره وهو ان اجهزة المراقبة البيتية ادوات كهربائية،‏ ولذلك،‏ كما ذُكر في مقالة في «طب الاطفال،‏» «يلزم ان يكون الاختصاصيون في الصحة والمستهلكون مدركين ان وجود جهاز مراقبة في البيت يمثل مخاطر محتملة،‏ وخصوصا عندما يشمل البيت طفلا دارجا او دون السن المدرسية.‏» فالكبل الرخو هو اغراء لايّ طفل،‏ والتوصيل القريب يمكن ان يكون الخطوة البسيطة التالية نحو الصدمة الكهربائية او حادث الحرق.‏ ولذلك،‏ حيث يُستعمل جهاز مراقبة بيتي،‏ تلزم ممارسة حذر مفرط حين يكون هنالك اولاد آخرون في البيت.‏

      اطفال يقاربون الموت

      الطفل الذي يقارب الموت هو طفل قد توقف عن التنفس وميت حسب الظاهر ولكن يجري ادراكه في الوقت المناسب.‏ فربما لاحظ احد الوالدين فجأة ان الطفل كفَّ عن التنفس فحمله وأسرع طالبا العون او اندفع الى اقرب مستشفى.‏ وأحيانا قد عمل هذا التصرف والحركة المفاجئان على اثارة القلب والتنفس،‏ فأُنقذ الطفل دون حاجة الى ايّ تدليك قلبي او انعاش قلبي رئوي CPR (‏cardiopulmonary resuscitation)‏.‏

      وفي بعض الحالات لوحظت مقاربات الموت هذه في اطفال ماتوا اخيرا بسبب الـ‍ SIDS.‏ والطبيبة ماري فالدز-‏دابينا تقول ان ‹الرُّضع الذين يقاربون الموت هم في خطر خصوصي للموت المفاجئ.‏› ولذلك يستنتج الاطباء ان «وظائف التنفس وسرعة القلب هذه لها علاقة بالجهاز العصبي الذاتي الحركة (‏اللاارادي)‏ ويبدو مؤكَّدا تقريبا ان اطفال الـ‍ SIDS والوفيات المباغتة المحتملة في الفراش مصابون بخلل في عمل هذا الجزء الذاتي الحركة من الجهاز العصبي المركزي.‏» ولكنّ السبب يبقى سرا.‏

      وهكذا فان الـ‍ SIDS تُستعمل لتعريف موت طفل في ظروف لا يمكن شرحها.‏ ويفشل تشريح الجثة في انتاج مبرر او سبب صحيح للموت.‏ وفي المرحلة الحاضرة من البحث والتحقيق لا يمكن عادة الإنباء بالـ‍ SIDS او منعها.‏ وهكذا فعندما يموت الطفل —‏ سواء بسبب الـ‍ SIDS او ايّ سبب آخر —‏ كيف يتغلب الوالدون على مثل هذه الخسارة؟‏ وكيف يواجهون الفاجعة؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      طفل متصل بجهاز مراقبة بيتي لفحص التنفس

  • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ مواجهة الفاجعة
    استيقظ!‏ ١٩٨٨ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ —‏ مواجهة الفاجعة

      موت الرُّضع المفاجئ مأساة مخرِّبة.‏ فالطفل السليم والعادي حسب الظاهر يفشل في الاستيقاظ.‏ وذلك غير متوقع كليا،‏ لانه مَن يتصوَّر ان يموت الرضيع قبل والديه؟‏ والطفل الذي صار محور محبة الام اللامتناهية يكون فجأة السبب لتفجع الام اللامتناهي.‏a

      وتبدأ مشاعر الذنب بالتدفق.‏ فالوالدون يشعرون بالمسؤولية عن الوفاة،‏ كما لو كانت بسبب اهمال ما.‏ ويتساءلون،‏ ‹ماذا كان يمكن ان نفعل لمنع ذلك؟‏› والاب،‏ دون اساس،‏ قد يلوم ايضا في بعض الحالات زوجته دون ادراك.‏ فعندما ذهب الى العمل كان الطفل حيا وسليما.‏ وعندما وصل الى البيت كان قد مات بغتة في فراشه!‏ فحينئذ ماذا كانت زوجته تفعل؟‏ وأين كانت في ذلك الوقت؟‏ هذه الشكوك غير المعقولة يجب ان تتوضَّح كي لا تضع ضغطا على الزواج.‏

      وتوتي،‏ التي ذُكرت في مقالتنا الافتتاحية،‏ اختبرت مرحلة صعبة.‏ تقول:‏ «لو كنت لا انتبه لانتابتني ايضا نوبات من الذنب والكآ‌بة.‏ وعقليا عليَّ ان انطلق بسرعة وأخرج من هذا التفكير العقيم.‏ والصلاة كانت عونا عظيما لي،‏ لانني طلبت المساعدة لادرك عمليات تفكيري ولإعانتي على التفكير باكثر ايجابية.‏»‏

      وكيف يستطيع الناس الآخرون مساعدتهما في تفجعهما؟‏ اعطت توتي الجواب:‏ «يتصرف بعض الناس وكأن كاتي لم توجد على الاطلاق.‏ ليتهم يدركون ان المرء في الواقع يريد التحدث عمن يحبه!‏ والتحدث امر علاجي.‏ فكاتي ستكون دائما طفلة صغيرة محبوبة الينا،‏ ونحن نريد ان نتذكرها،‏ لا ان ننساها.‏ اذاً لمَ الخوف من التحدث عنها؟‏»‏

      ومن ناحية اخرى،‏ لا يريد كل الوالدين التحدث عن طفلهم الميت.‏ وهذا شيء يجب على الزائر ان يقدّره.‏

      الخروج من الفاجعة

      تختلف ردود فعل التفجع من شخص الى شخص ومن ثقافة الى ثقافة.‏ واحدى الدراسات عن الـ‍ SIDS في الولايات المتحدة وجدت انه،‏ من حيث المعدل،‏ تلزم الوالدين ثلاث سنوات «لاستعادة مستوى السعادة الشخصية التي يشعرون بأنهم كانوا يملكونها قبل الوفاة.‏»‏

      دوغ،‏ محلل انظمة كومبيوتر،‏ وآن،‏ وهما الآن في اوائل اربعيناتهما،‏ خسرا راكيل الصغيرة قبل ١٢ سنة.‏ كان ذلك حينما كانت الـ‍ SIDS لا تزال مجهولة نسبيا.‏ ومع ان طبيبا كان قد فحص الطفلة في اليوم السابق،‏ أصرّ الشرطي المهتم بالقضية ان يطلب قاضي تحقيق الوفيات تشريحا للجثة.‏ تقول آن:‏ «في ذلك الوقت لم نشك في القرار.‏ لم نكتشف الا لاحقا ان الشرطي لاحظ علامات زرقاء على حلق راكيل،‏ فارتاب من الاساءة الى الطفلة!‏ وكما تبيَّن،‏ كانت الحالة مجرد دليل على الوفاة يدعى «ازرقاق الجثة» livor mortis —‏ بقعتان دمويتان تتشكلان وتبدوان كرضّتين.‏ وتشريح الجثة لم يزوِّد سببا للموت،‏ وأُدرج اخيرا بصفته موت الرُّضع المفاجئ.‏»‏

      وكيف واجه دوغ وآن الخسارة؟‏ يشرح دوغ:‏ «كنت في قاعة الملكوت عندما اخبرني صديق انني مطلوب على عجلة في البيت.‏ وعندما وصلت الى البيت علمت الاسوأ.‏ لم استطع تصديق ذلك.‏ لقد كنت آخر شخص لمس راكيل في تلك الليلة.‏ والآن هي ميتة.‏ فضعفت وبكيت الى جانب آن.‏ كانت المرة الوحيدة التي بكيت فيها.‏»‏

      ‏«استيقظ!‏»:‏ «ماذا عن المأتم؟‏ كيف اثر فيكما؟‏»‏

      ‏«الامر المدهش كان انه لا آن ولا انا بكينا في المأتم.‏ كل شخص آخر كان ينحب.‏» ثم قاطعت آن:‏ «نعم،‏ ولكنني كنت قد بكيت كثيرا عن كلينا.‏ اعتقد ان ذلك صدمني حقا بعد المأساة بأسابيع قليلة عندما كنت اخيرا وحدي ذات يوم في البيت.‏ فبكيت طوال النهار.‏ ولكنني اعتقد ان ذلك ساعدني.‏ شعرت بأنني افضل حالا ازاء ذلك.‏ فكان عليَّ ان انوح لخسارة طفلتي.‏ وأعتقد حقا انكم يجب ان تدَعوا الناس المتفجعين ينحبون.‏ ومع انه رد فعل طبيعي ان يقول الآخرون،‏ ‹لا تبكِ،‏› فان ذلك حقا لا يساعد.‏»‏

      ‏«استيقظ!‏»:‏ «كيف ساعدكما الناس الآخرون في خلال الازمة؟‏ وما هي الامور التي لا تساعد؟‏»‏

      اجابت آن:‏ «اتت صديقة ونظَّفت بيتي دون ان اضطر الى قول كلمة.‏ وأعدَّت اخريات وجبات الطعام لنا.‏ وبعضهنّ ساعدنني بمعانقتي —‏ لا كلام،‏ مجرد معانقة.‏ لم أُرد ان اتكلم عن ذلك.‏ لم أُرد ان اشرح مرارا وتكرارا ما قد حدث.‏ لم اكن محتاجة الى اسئلة فضولية،‏ وكأنني فشلت في فعل شيء ما.‏ انا الام؛‏ وكنت لافعل ايّ شيء لانقذ راكيل.‏»‏

      وتابع دوغ:‏ «في بعض الاحيان جرى ابداء ملاحظات بريئة لم تكن مساعدة،‏ مثل:‏ ‹كمسيحيين لا يجب ان ننوح كما ينوح الآخرون.‏› اني اعرف ذلك.‏ ولكنني استطيع ان اؤكد لكم،‏ عندما تخسرون ولدا،‏ انه في تلك اللحظة فان المعرفة الثابتة ايضا عن القيامة لن تمنعكم من البكاء والنوح.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بكى يسوع عندما مات لعازر،‏ وكان يسوع يعرف انه سيقيمه.‏»‏

      وأضافت آن:‏ «والتعليق الآخر الذي لم نجده مساعدا كان،‏ ‹اعرف كيف تشعران.‏› نعرف انه قيل بأفضل النيات،‏ ولكن إن لم يخسر ذلك الشخص طفلا كما خسرت انا لا سبيل الى معرفته او معرفتها كيف اشعر.‏ فالمشاعر شخصية جدا.‏ صحيح ان معظم الناس يستطيعون اظهار المشاركة الوجدانية،‏ ولكنّ قليلين جدا يستطيعون اظهار التقمص الوجداني الحقيقي.‏»‏

      ‏«استيقظ!‏»:‏ «هل سبَّب موت راكيل ايّ توتر بينكما؟‏»‏

      اسرعت آن الى الاجابة:‏ «نعم،‏ سبَّب ذلك.‏ اعتقد ان لنا طرائق مختلفة للنوح على خسارتنا.‏ اراد دوغ ان يعلِّق صورا لراكيل في البيت.‏ وكان ذلك آخر شيء اريده.‏ لم اكن في حاجة الى تلك المذكِّرات.‏ لم اكن اريد ان يبدو الامر وكأننا نصنع عبادة من وفاتها.‏ على ايّ حال فهم دوغ مشاعري وأنزل الصور.‏»‏

      ‏«استيقظ!‏»:‏ «كيف تجاوبت ستيفاني الصغيرة،‏ اخت راكيل؟‏»‏

      ‏«لفترة قصيرة بعد موت راكيل كانت ستيفاني خائفة من ان تمرض.‏ وخشيت ان يقتلها ايضا ايّ مرض.‏ وفي البداية لم تكن سعيدة جدا بالذهاب الى النوم.‏ لكنها تغلبت على ذلك.‏ وعندما انجبنا آمي،‏ طفلتنا التالية،‏ كانت ستيفاني تخاف دائما عليها.‏ لم تكن تريد موتها،‏ وكان ايّ سعال او تنشق متتابع لحبس المخاط يجعلها مضطربة الاعصاب لاجل اختها.‏»‏

      الرجاء المتين يدعم

      وماذا عن استعمال المسكّنات خلال فترة التفجُّع؟‏ يكتب العالم بعلم الامراض نايت:‏ «ظهر ان التسكين الشديد قد يكون منتِجا عكسيا اذا كان حاجزا للعملية الطبيعية للثكل والتفجع.‏ فيجب تحمُّل المأساة،‏ معاناتها وأخيرا تعليلها تعليلا عقليا،‏ وتأخير ذلك بلا لزوم بارهاق الام بالمخدرات قد يطيل العملية او يشوِّهها.‏»‏

      وسألت «استيقظ!‏» دوغ عما دعمه هو وآن خلال تفجعهما.‏

      ‏«اذكر ان خطاب المأتم كان مساعدا.‏ وما عزّانا اكثر في ذلك اليوم هو رجاؤنا المسيحي بالقيامة.‏ فقد جرى الشعور بفقدانها بعمق،‏ ولكنّ الاذية ليَّنها وعد اللّٰه بالمسيح بأن نراها ثانية هنا على الارض.‏ ومن الكتاب المقدس رأينا ان آثار الموت قابلة للنقض.‏ وأظهر الخطيب من الكتاب المقدس ان راكيل ليست في السماء ‹كملاك صغير› ولا في اليمبوس منتظرة الاطلاق الى السماء.‏ فهي ببساطة نائمة في المدفن العام للجنس البشري.‏» —‏ انظروا يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١١:‏١١-‏١٤،‏ جامعة ٩:‏٥‏.‏

      ‏«استيقظ!‏»:‏ «كيف تجيبان اولئك الذين يقولون ان ‹اللّٰه اخذها›؟‏»‏

      ‏«يكون الها انانيا مَن يأخذ الاولاد الصغار من والديهم.‏ وجواب الكتاب المقدس في الجامعة ٩:‏١١ ينير الذهن:‏ ‹الوقت والعَرَض يلاقيانهم كافة.‏› والمزمور ٥١:‏٥ يخبرنا اننا جميعا ناقصون،‏ خطاة،‏ من وقت الحبل بنا،‏ والعاقبة لكل الناس الآن هي الموت من عدد من الاسباب.‏ وأحيانا يضرب الموت قبل الولادة،‏ منتجا الاجهاض.‏ وفي حالة راكيل فقد أُصيبت كرضيعة بشيء قهر جسمها —‏ عَرَض.‏»‏

      كل يوم تخسر ألوف البيوت ولدا في الموت.‏ وكثيرون منهم اطفال يموتون من الـ‍ SIDS.‏ ويمكن للاصدقاء،‏ الاطباء،‏ موظفي المستشفى،‏ والمشيرين الشفوقين ان يعنوا الشيء الكثير في مثل هذه الظروف المأساوية.‏ (‏انظروا الاطار الى اليمين.‏)‏ وكذلك يمكن للمعرفة الصحيحة عن مقاصد اللّٰه نحو الجنس البشري ان تدعم حقا الوالدين المتفجعين.‏

      واذا كنتم ترغبون في معرفة المزيد عن قصد اللّٰه للقيامة الى حياة كاملة على الارض نرجو ان تشعروا بحرية الاتصال بشهود يهوه في جواركم.‏ وهم سيساعدونكم بسرور بالتعزية من كلمة اللّٰه دون التزام.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل معلومات مفصلة اكثر عن مواجهة فقدان ولد،‏ انظروا «استيقظ!‏» عدد ٨ نيسان ١٩٨٨.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٢]‏

      اقتراحات لمساعدة الوالدين الثواكل

      ما يمكنكم فعله

      ١-‏ كونوا موجودين.‏ أعدّوا وجبات الطعام.‏ نظِّفوا البيت.‏ قوموا بالمهمات.‏ اعتنوا بالاولاد الآخرين.‏

      ٢-‏ عبِّروا عن شعور الصداقة الاصيل وحزنكم على خسارتهم.‏

      ٣-‏ دعوهم يعبِّرون عن مشاعرهم وتفجعهم كما يرون ملائما.‏

      ٤-‏ شجعوهم ان يكونوا صبورين على انفسهم وأن لا يطلبوا من انفسهم اكثر مما ينبغي.‏

      ٥-‏ اسمحوا لهم بالتحدث عن طفلهم الفقيد بقدر ما يرغبون،‏ وتحدَّثوا انتم عن صفات الطفل المحبوبة.‏

      ٦-‏ امنحوا انتباها خصوصيا لاخوة الطفل واخواته لاية فترة من الوقت تكون ضرورية.‏

      ٧-‏ أريحوهم من مشاعر الذنب.‏ طمئنوهم انهم فعلوا كل ما في وسعهم.‏ أبرزوا ايّ شيء آخر تعرفون انه صحيح وايجابي عن العناية التي قدَّموها.‏

      ما يلزم تجنبه

      ١-‏ لا تتجنبوهم لانكم غير مستريحين.‏ ان مجرد معانقةِ مشارَكة وجدانية هي افضل من الغياب.‏

      ٢-‏ لا تقولوا انكم تعرفون كيف يشعرون —‏ إلا اذا كنتم قد خسرتم ولدا ايضا.‏

      ٣-‏ لا تلوموهم او تقولوا لهم ما يجب ان يشعروا به او يفعلوه.‏

      ٤-‏ لا تلزموا الصمت عندما يذكرون طفلهم الميت.‏ ولا تخافوا من ذكر الطفل —‏ فهم يريدون سماع الامور الجيدة عنه او عنها.‏

      ٥-‏ لا تستخلصوا استنتاجات مزيَّفة او دروسا ينبغي تعلمها من خسارة الطفل.‏ ففي تفجعهم لا يوجد جانب برّاق لهذه السحابة.‏

      ٦-‏ لا تذكِّروهم بأن لهم على الاقل اولادا آخرين او يستطيعون انجاب المزيد.‏ فلا طفل آخر يكون بديلا او عوضا.‏

      ٧-‏ لا تضيفوا الى مشاعر ذنبهم بالتفتيش عن العيوب في عناية البيت او المستشفى.‏

      ٨-‏ لا تستعملوا افكارا دينية مبتذلة تلقي اللوم على اللّٰه.‏

      (‏مؤسسة جزئيا على قائمة اعدَّها لي شميدت،‏ امتداد الثكل الابوي،‏ سانتا مونيكا،‏ كاليفورنيا.‏)‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة