-
الصفحة ٢استيقظ! ١٩٨٨ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
الصفحة ٢
الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ SIDS (Sudden Infant Death Syndrome) هي الخوف اللاواعي لآباء كثيرين. وهي تصيب الاطفال عادة في غضون السنة الاولى من العمر والصبيان اكثر من البنات. ولكن ما هي؟ ماذا يسببها؟ وهل من الممكن منعها؟ متى تحدث، وكيف يستطيع الآباء مواجهتها؟
-
-
الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ — خوف الوالدين اليومياستيقظ! ١٩٨٨ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ — خوف الوالدين اليومي
«ان الموت المفاجئ غير المتوقع لطفل سليم حسب الظاهر هو على الارجح الحادث الموجع والمخرب اكثر الذي يمكن ان يُلمّ بزوجين شابين — ومع ذلك ففي المجتمع الغربي هو ايضا اكثر انواع موت الرُّضع شيوعا بعد الاسبوع الاول من العمر.» — الاستاذ برنار نايت، «الموت المفاجئ في الطفولية — الاعراض المتزامنة ‹للموت المباغت في الفراش.›»
كانت الساعة ٠٠:٤ قظ من ٢٢ كانون الاول ١٩٨٤. ادخل كِن إبرلين رأسه في غرفة النوم ليتفقد حال كاتي البالغة سبعة اشهر. كانت كاتي الصغيرة بكر افتخار وفرح كِن وتوتي، اللذين كانا في اوائل ثلاثيناتهما. وكانت الطفلة نائمة بسلام. غادر كِن البيت. وقاد السيارة مسافة طويلة الى لاس كروسس، نيو مكسيكو، ليعلِّم حلقة دراسية.
نهضت توتي في الساعة ٣٠:٧ قظ وذهبت لتتفقد حال كاتي. كانت كاتي صامتة على نحو غريب. ونظرت توتي ثانية، لمستها، وفورا عرفت الاسوأ. كانت كاتي ميتة. لقد توفيت بالموت المباغت في الفراش، او الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ (SIDS). وهذا الموت المفاجئ الصامت يزحف الى ألوف العائلات كل سنة.
فاحص طبي شفوق
كيف تجاوبت توتي وكِن مع خسارتهما؟ اخبرت توتي «استيقظ!»: «عندما ادركت ما حصل اتصلت حالا بالرقم ٩١١، الخدمات الطارئة. فوصل المسعفون الطبيون والشرطة على عجلة يرافقهم فاحص طبي. كانوا جميعا لطفاء وشفوقين جدا. وطبعا، اندفعت الشكوك الى فكري — ماذا فعلت او فشلت في فعله مما يمكن ان يسبب ذلك؟
«هدَّأ الفاحص الطبي مخاوفي. وأوضح انه كان قد فَقد ولدا في الظروف عينها قبل تسع سنوات. ‹لم يكن في وسعك ان تفعلي شيئا لتتجنبي ذلك،› أكَّد لي. ‹حتى ولو كنت واقفة الى جانب السرير بجهاز مراقبة monitor لما استطعت انقاذها.› وأضاف: ‹لا يمكنك ان تتوقعي ذلك ولا يمكنك ان تمنعيه. ففي حالات معيَّنة يتوقف كل شيء على الفور، وفي الوقت الحاضر لا سبيل الى معرفة السبب.› وانا متأكدة ان تعليقاته انقذتني من الكثير من الذنب واتهام الذات.»
كيف تغلب كِن وتوتي على خسارتهما؟ ستجيب مقالة لاحقة عن ذلك. ولكن هنالك اسئلة اخرى يريد كل والد او والدة لطفل صغير اجوبة عنها: ماذا يسبب الـ SIDS؟ هل هنالك اية علامات تحذيرية؟ وهل من الممكن منعها؟
-
-
الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ — تتبُّع الاعراض والاسباباستيقظ! ١٩٨٨ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ — تتبُّع الاعراض والاسباب
«الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ (SIDS) مسؤولة عن نحو وفاتين من كل ٠٠٠,١ ولادة حية في الولايات المتحدة، مما ينتج ٥٠٠,٧ الى ٠٠٠,١٠ وفاة سنويا.» — «مجلة الطب لانكلترا الجديدة،» ٣٠ نيسان ١٩٨٧.
في السنوات الاخيرة فقط صارت الـ SIDS معروفة كتعريف لسبب من اسباب الموت. وفي الاجيال السابقة كان هذا النوع من الموت مختفيا في كل الاحصاءات الاخرى المتعلقة بالاسباب المتعددة السائدة لموت الرُّضع. والتقدم في العلم الطبي قد ازال الآن الكثير من الاسباب السابقة لموت الرُّضع الى حد ان الـ SIDS تبرز الآن — حتى ان منظمة الصحة العالمية ثبَّتت فئة «موت الرُّضع المفاجئ» في «التصنيف الاممي للامراض» الخاص بها مؤخرا في ١٩٧٩. ولكنّ بعض الخبراء الطبيين يعتقدون انهم يستطيعون تعقُّب الامثلة لما ندعوه الآن SIDS رجوعا الى ازمنة الكتاب المقدس!
ويقتبسون حالة الامرأتين اللتين جاءتا امام الملك سليمان، وكل واحدة تدعي انها امّ الطفل الحي لا الطفل الذي مات لانّ الام «اضطجعت عليه.» (١ ملوك ٣:١٦-٢٧) وكما يكتب العالم بعلم الامراض برنار نايت: «كان الاضطجاع على الرضيع الاعتقاد التقليدي لسبب الموت المباغت في الفراش حتى وقت متأخر جدا.» ولكن هنالك عامل واحد يثير الشك في ان الكتاب المقدس يصف حالة الـ SIDS — مات الطفل عندما كان عمره ثلاثة ايام فقط، «وذلك اصغر من اللازم بالنسبة الى موت الرُّضع المفاجئ الحقيقي،» استنادا الى نايت.
وفيما يصح ان بعض الاطفال ماتوا بسبب اختناقهم عرَضا بواسطة امّ نائمة، يصح ايضا ان كثيرا من هذه الحالات على مر القرون كان ما يُدعى اليوم الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ.
سرّ الـ SIDS
الـ SIDS هي مشكلة عالمية. مثلا، يقدَّر انه من ٠٠٠,١ الى ٠٠٠,٢ رضيع يموتون كل سنة في بريطانيا تحت تعريف الـ SIDS. والمعدل في البلدان المتطورة هو نحو طفل واحد من كل ٥٠٠. وعلى اساس تقدير زيادة عدد السكان العالمي ٨٣ مليونا في السنة فان ذلك يمثِّل ٠٠٠,١٦٦ وفاة على الاقل سنويا. ولكنّ ذلك ايضا يدل ضمنا على ملايين الوالدين القلقين الذين يكنّون الخوف الخفي. وكما اعترفت فيليس، امّ من نيويورك في اوائل ثلاثيناتها: «كلما وضعت طفلي في السرير اصلّي ان يستيقظ ثانية.»
وتستمر الـ SIDS في تعجيز الباحثين الطبيين والعلماء بعلم الامراض. ومؤخرا فان مقالة في مجلة «طب الاطفال» ناقشت الـ SIDS في التوائم. فجرى فحص اثنتين وثلاثين حالة، و «لم يجرِ ايجاد ايّ سبب للموت رغم التحقيقات الكاملة بعد الوفاة.» وجرت ابحاث لعشر حالات SIDS اخرى في التوائم قامت بها عيادات جامعية في انتورب، باريس، ورووان. والمكتشفات؟ «بقي سبب الـ SIDS غير مفسَّر بعد تشريحٍ كاملٍ للجثث.» والسبب او الاسباب الغامضة تستمر.
ولكن، كما هو ظاهر في تقرير آخر، في ١١ توأما من ٤٢ جرت مقارنتهم «كانت ضحية الـ SIDS المقبلة أخفَّ بأكثر من ٣٠٠ غرام من شقيقها او شقيقتها الذي بقي حيا.» وكان الاستنتاج ان الامور الوحيدة التي تميِّز رضَّع الـ SIDS من الرُّضع المفحوصين للمقابلة والتيقّن control infants هي «متوسط اقل للوزن والطول عند الولادة، الحدوث السابق للازرقاق cyanosis [جلد مُزرق وأغشية مخاطية يسببها نقص الاكسجين في الدم] او شحوب pallor خلال النوم، وتصبُّب عرق غزير بشكل متكرر ليلا.»
وفي تقريرهم عن ١٦ حالة SIDS في انكلترا ذكر فريق من الاطباء: «تحدث الـ SIDS عادة بين شهر و٦ أشهر من العمر بذروة عند شهرين الى ٤ أشهر. . . . والعوامل الاخرى المذكورة سابقا والتي تقترن بالـ SIDS هي تاريخ التدخين الامومي خلال الحمل، سنّ امومية صغيرة عند الولادة، حالة الزنى، حجم عائلي كبير، [و] حالة اجتماعية اقتصادية منخفضة.» وأضافوا: «ويُبلَّغ ايضا عن الـ SIDS مرارا اكثر في الرُّضع الذكور وهي اوسع انتشارا خلال اشهر الخريف والشتاء.» ولكنّ برنار نايت يحذِّر: «لا بد من التشديد ان موت الرُّضع المفاجئ يمكن ان يصيب — وهو يصيب — اية عائلة بصرف النظر عن المركز في الرتبة الاجتماعية.»
العلماء بعلم الامراض يحاولون تفسير السرّ
عندما يموت رضيع دون سبب ظاهر فان قاضي تحقيق الوفيات او الفاحص الطبي يدعو عادة عالِما بعلم الامراض الى فحص الجثة وإجراء تشريح لها. وذلك لمحاولة تحديد السبب الدقيق للوفاة واستعمال هذه المعرفة لمنع حالات مقبلة. فماذا وجد العلماء بعلم الامراض في كثير من هذه الحالات؟
على مر السنين جرى اتِّباع آثار مختلفة. فذات مرة نُسبت الـ SIDS الى الاختناق بالوسادات، اغطية الفراش، ووضعية الجسم. ورُفض ذلك عندما تبرهن ان الاطفال يجاهدون عادة للتغلب على وضعية الاختناق. وأغطية الفراش تكون عادة كثيرة المسام الى حد يكفي للسماح بالتنفس. ثم اعتُقد ان الاطعام بالمِرضَعَة واستعمال حليب البقر هو السبب. ولكنّ الاطفال الذين يرضعون الثدي يموتون ايضا بالـ SIDS. ولفترة طويلة جرى لوم البَهَر apnea، انقطاع التنفس. والآن تُرك ذلك الى حد بعيد كسبب رئيسي.
وقبل بضع سنوات فان بعض العلماء بعلم الامراض «اعتقدوا حقا ان العدوى التنفسية هي السبب الاساسي للموت . . . ومع انه يُعتقد عموما الآن [في ١٩٨٣] ان العدوى هي زَند البندقية عوض ان تكون السبب الاساسي لا شك ان نسبة كبيرة من الـ SIDS تتضمن حالة التهاب خفيف للمسالك الهوائية.» — «الموت المفاجئ في الطفولية.»
ويستنتج الاستاذ نايت انه «يبدو واضحا الآن انه ليس هنالك سبب وحيد للموت المباغت في الفراش» بل «هنالك عوامل متعددة تجتمع معا في طفل معيَّن في وقت معيَّن وتسبب الموت. نعرف بعض العوامل ولكن ليس الاخرى.» وهكذا يستمر عمل التحري اذ يجري التفتيش عن دلائل اكثر. ولكن مؤخرا جرى تحقيق اكتشاف جديد.
تغيُّر الهموغلوبين — سبب ام عرَض مرضي؟
ذُكر هذا التطور في «مجلة الطب لانكلترا الجديدة» في ٣٠ نيسان ١٩٨٧. قالت: «الارتفاع المطوَّل في مستويات الهموغلوبين الجنيني (هموغلوبين F) في الرُّضع ذوي الـ SIDS يمكن ان يدل على ايصالٍ للاكسجين معرَّضٍ للشبهة الى المواقع النسيجية الحساسة.»a وأشار التقرير الى انه بعد ولادة الطفل يكون هنالك استبدال عادي للهموغلوبين الجنيني بهموغلوبين A الذي ينتجه جسم الطفل — وبالتالي الهموغلوبين الحامل الاكسجين الخاص به. وفي ضحايا الـ SIDS كانت لا تزال لدى عدد مهمّ من الضحايا نسبة من الهموغلوبين الجنيني الاقل فعالية اعلى من المعتاد. فأي استنتاج وصل اليه الاطباء؟
«تفسيرنا لهذا الاكتشاف هو ان الرُّضع المصابين بالـ SIDS يتصفون بتأخر موسوم في التحوُّل من الهموغلوبين F الى الهموغلوبين A — ظاهرة طبيعية قد تعكس حالة مزمنة اساسية.» ولماذا يحدث ذلك؟ «ان سبب الدوام الشاذ للهموغلوبين F غير اكيد.»
ومع انهم لم يعتبروا ذلك سببا للـ SIDS فقد نظروا اليه كعلامة مفيدة بها يميزون الاطفال الذين قد يكونون اكثر عرضة للـ SIDS، «وخصوصا اولئك الذين يتجاوزون الـ ٥٠ اسبوعا من سن ما بعد الحمل.»
والاطباء الذين انشأوا هذه الدراسة ذكروا ان «دراسات الـ SIDS تقترح صلة بالوزن المنخفض عند الولادة، الخِداج (الولادة قبل تمام الحمل) prematurity، التطوّر المتخلِّف للنمو، والتدخين الامومي.»
وهذه النقطة الاخيرة جديرة بالتعليق. كتب الدكتور برنار نايت من جامعة ويلز، كارديف: «جرى اظهار صلة كبيرة جدا للتدخين بالـ SIDS، وإن كان ثانية من الصعب معرفة ما اذا كان ذلك رابطا مباشرا ام مجرد صلة بعوامل اجتماعية.» ومع ذلك فهو يقتبس احصاءات ذات مدلول. ففي دراسة لـ ٠٠٠,٥٠ ولادة في مدينة كارديف كانت نسبة الـ SIDS للامهات اللواتي لم يدخنَّ او اللواتي توقفن عن التدخين ١٨،١ من كل ٠٠٠,١ ولادة حية. أما بالنسبة الى الامهات اللواتي كنَّ يدخنَّ اكثر من ٢٠ سيجارة في اليوم فقد قفز الرقم الى ٦٢،٥ من كل ٠٠٠,١ ولادة حية — زيادة خمسة اضعاف!
وتسأل بعض الامهات: «ماذا عن الارضاع؟ هل يمنح حماية من الـ SIDS اعظم؟» ذكر الدكتور برغمن، وهو شهير في الولايات المتحدة في حقل ابحاث الـ SIDS: «يحدث انني اؤمن بالارضاع بالثدي وأعتقد انه افضل لاسباب كثيرة؛ لكنني لا اعتقد انه يجب ان يُقترح على الناس الذين فقدوا اطفالا بالموت المباغت في الفراش ان اولادهم لربما بقوا احياء لو رضعوا بالثدي.»
وبالنظر الى ما تقدَّم، هل هنالك ما يستطيع الوالدون فعله لصدّ تهديد الـ SIDS؟ وهل من الممكن منعها؟
[الحاشية]
a الهموغلوبين هو مُكوِّن الدم الذي هو المادة الملوِّنة في الكريات الحمر وهو مركب من البروتين والاكسجين. ويحمل الاكسجين الى الجسم من الرئتين.
[الاطار في الصفحة ٦]
والدون يُنظر اليهم بارتياب
ان اللغز المحيط بوفيات الـ SIDS سبَّب احيانا ألما ووجعا غير ضروريين للوالدين. وكيف ذلك؟ لان الغرباء، بمن فيهم احيانا الشرطة والهيئة الطبية، اعتبروا الوفاة مريبة جدا، وخصوصا عند حدوثها في وقت واحد للتوائم. واستنادا الى دراسة تشمل اكثر من ٠٠٠,٤٧ ولادة في كارديف، ويلز، بين ١٩٦٥، ١٩٧٧ كانت هنالك زيادة خمسة اضعاف في خطر الـ SIDS في التوائم. والدكتور جون أ. سمِيالك، اذ كتب في المجلة الطبية «طب الاطفال،» ذكر حالتين استثنائيتين تفصل بينهما خمس سنوات حدثتا في مقاطعة واين، ميسوري، وديترويت، ميشيغان، الولايات المتحدة الاميركية.
ذكر: «ان اعلان وفاة اول مجموعة من التوائم انتج جوا من الارتياب الشديد بالوالدين . . . من قِبل اعضاء المجتمع الطبي والاشخاص العاميين الآخرين الذين كانوا غير مدركين وجود هذه الظاهرة الطبيعية [SIDS].» ومن السهل فهم ذلك عندما نتذكر ان الـ SIDS نالت شهرة رئيسية منذ ١٩٧٥ فقط حين دعمت حكومة الولايات المتحدة برامج تقديم المعلومات والمشورة حول الموضوع. وعندما حدثت حالة مشابهة لتوائم مصابين بالـ SIDS في ديترويت بعد خمس سنوات كان هنالك ارتياب اقل بكثير. فقد صار الاختصاصيون والعامة على علم بذلك.
ولكن، حتى الآن، مع ان شيئا اكثر بكثير معروف عن الموضوع، يعترف الدكتور سمِيالك: «رغم ان الـ SIDS مقبولة الآن بصورة واسعة كحالة لا سلطة للوالدين على التكهن بها او منعها، فان حدوث وفيات التوائم الرُّضع في وقت واحد هو ظاهرة طبيعية لا تزال تثير الارتباك والارتياب.»
ولكن لماذا يكون التوائم اكثر تعرُّضا للـ SIDS؟ يجيب العالم بعلم الامراض نايت: «في اغلب الاحيان هم خدائج (مولودون قبل تمام الحمل) premature وغالبا دون وزن الولادة العادي. وفي اغلب الاحيان يلزم ان يقضوا الجزء الاول من حياتهم في وحدات عناية خصوصية في مستشفيات التوليد. . . . كل هذه العوامل تجعلهم اكثر تعرُّضا لموت الرُّضع المفاجئ.»
[الصورة في الصفحة ٤]
«ليس هنالك سبب وحيد للموت المباغت في الفراش.» — الاستاذ نايت
[الصورة في الصفحة ٧]
«حدوث وفيات التوائم الرُّضع في وقت واحد هو ظاهرة طبيعية لا تزال تثير الارتباك والارتياب»
-
-
الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ — هل يمكن منعها؟استيقظ! ١٩٨٨ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ — هل يمكن منعها؟
«ان المراقبة البيتية بالاجهزة للرُّضع الذين يُعتبرون في خطر شديد بسبب الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ (SIDS) قد استُعملت على نحو متزايد في السنوات الاخيرة في محاولة لمنع موت الرُّضع المفاجئ.» — «طب الاطفال،» حزيران ١٩٨٦.
المراقبة البيتية بالاجهزة home monitoring استُعملت على نحو متزايد، ولكن هل تمنع الـ SIDS؟ ان ألوف الوالدين قد استعملوا او يستعملون اجهزة مراقبة بيتية home monitors. وجهاز المراقبة، المتصل بالطفل، يعطي اشارة تحذير عندما يكون هنالك عدم انتظام ينذر بالخطر في النشاط القلبي او في التنفس. وتذكر «اخبار العلم» انه يجري استعمال ما يقدَّر بـ ٠٠٠,٤٠ الى ٠٠٠,٤٥ جهاز مراقبة بيتي في الولايات المتحدة ويجري صنع ٠٠٠,١٠ الى ٠٠٠,١٥ سنويا. وبما ان فترة الخطر هي السنة الاولى من العمر فلا حاجة الى استعمال جهاز المراقبة طوال سنوات. ولكن هل هذه الآلات فعالة حقا في انقاذ الحياة؟
درس الدكتور اهود كرونغراد وليندا اونيل، ممرضة مسجَّلة، من مستشفى الاطفال في جامعة كولومبيا، نيويورك، ٢٠ طفلا اعتُبروا في خطر شديد. وأشارت دراستهما الى انه من الصعب الى حد بعيد ان يجري بدقة تحديد الطفل الذي هو في خطر وبالتالي في حاجة حقا الى جهاز مراقبة بيتي. وذكرا: «لا يوجد فحص متوافر للدلالة بدرجة عالية من النوعية او الحساسية، او بمقدار معقول من التكهن، على ان الرضيع هو في خطر شديد.»
ويحاجّان بأن الوالدين يكونون طبيعيا غير موضوعيين على الاطلاق في تشخيص ردود فعل ولدهم ويقولان: «ان معظم الانذارات التي يفهمها الوالدون بصفتها انذارات حقيقية مقترنة بتغييرات جسدية هي غير مصحوبة بعدم استقرار كهربائي قلبي.» وفي الواقع، ان معلوماتهما «تقترح ان الغالبية الساحقة من الرُّضع الذين يموتون فجأة وعلى نحو غير متوقع لا يُظهرون اية اعراض واضحة او مفيدة سريريا.» ونتيجة لذلك ذكر جورج أ. ليتل من كلية دارتموث الطبية: «اذا طبَّق الاطباء المقاييس في تقرير هيئة المستشارين الحائز على موافقة اجماعية اتوقع انخفاضا بارزا في استعمال اجهزة المراقبة البيتية لاجل انقطاع النفس apnea الطفولي.»
وهذا الاستنتاج يعمل على دعم المشورة التي قدمها الفاحص الطبي لتوتي، المقتبسة في مقالتنا الافتتاحية: «لم يكن في وسعك ان تفعلي شيئا لتتجنبي ذلك. حتى ولو كنت واقفة الى جانب السرير بجهاز مراقبة لما استطعت انقاذها. لا يمكنك ان تتوقعي ذلك ولا يمكنك ان تمنعيه. ففي حالات معيَّنة يتوقف كل شيء على الفور، وفي الوقت الحاضر لا سبيل الى معرفة السبب.» والمحزن انه في حقول كثيرة ليس للعلم والطب كل الاجوبة، والـ SIDS هي احد هذه الحقول.
وثمة عامل آخر يلزم تذكُّره وهو ان اجهزة المراقبة البيتية ادوات كهربائية، ولذلك، كما ذُكر في مقالة في «طب الاطفال،» «يلزم ان يكون الاختصاصيون في الصحة والمستهلكون مدركين ان وجود جهاز مراقبة في البيت يمثل مخاطر محتملة، وخصوصا عندما يشمل البيت طفلا دارجا او دون السن المدرسية.» فالكبل الرخو هو اغراء لايّ طفل، والتوصيل القريب يمكن ان يكون الخطوة البسيطة التالية نحو الصدمة الكهربائية او حادث الحرق. ولذلك، حيث يُستعمل جهاز مراقبة بيتي، تلزم ممارسة حذر مفرط حين يكون هنالك اولاد آخرون في البيت.
اطفال يقاربون الموت
الطفل الذي يقارب الموت هو طفل قد توقف عن التنفس وميت حسب الظاهر ولكن يجري ادراكه في الوقت المناسب. فربما لاحظ احد الوالدين فجأة ان الطفل كفَّ عن التنفس فحمله وأسرع طالبا العون او اندفع الى اقرب مستشفى. وأحيانا قد عمل هذا التصرف والحركة المفاجئان على اثارة القلب والتنفس، فأُنقذ الطفل دون حاجة الى ايّ تدليك قلبي او انعاش قلبي رئوي CPR (cardiopulmonary resuscitation).
وفي بعض الحالات لوحظت مقاربات الموت هذه في اطفال ماتوا اخيرا بسبب الـ SIDS. والطبيبة ماري فالدز-دابينا تقول ان ‹الرُّضع الذين يقاربون الموت هم في خطر خصوصي للموت المفاجئ.› ولذلك يستنتج الاطباء ان «وظائف التنفس وسرعة القلب هذه لها علاقة بالجهاز العصبي الذاتي الحركة (اللاارادي) ويبدو مؤكَّدا تقريبا ان اطفال الـ SIDS والوفيات المباغتة المحتملة في الفراش مصابون بخلل في عمل هذا الجزء الذاتي الحركة من الجهاز العصبي المركزي.» ولكنّ السبب يبقى سرا.
وهكذا فان الـ SIDS تُستعمل لتعريف موت طفل في ظروف لا يمكن شرحها. ويفشل تشريح الجثة في انتاج مبرر او سبب صحيح للموت. وفي المرحلة الحاضرة من البحث والتحقيق لا يمكن عادة الإنباء بالـ SIDS او منعها. وهكذا فعندما يموت الطفل — سواء بسبب الـ SIDS او ايّ سبب آخر — كيف يتغلب الوالدون على مثل هذه الخسارة؟ وكيف يواجهون الفاجعة؟
[الصورة في الصفحة ٩]
طفل متصل بجهاز مراقبة بيتي لفحص التنفس
-
-
الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ — مواجهة الفاجعةاستيقظ! ١٩٨٨ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
الاعراض المتزامنة لموت الرُّضع المفاجئ — مواجهة الفاجعة
موت الرُّضع المفاجئ مأساة مخرِّبة. فالطفل السليم والعادي حسب الظاهر يفشل في الاستيقاظ. وذلك غير متوقع كليا، لانه مَن يتصوَّر ان يموت الرضيع قبل والديه؟ والطفل الذي صار محور محبة الام اللامتناهية يكون فجأة السبب لتفجع الام اللامتناهي.a
وتبدأ مشاعر الذنب بالتدفق. فالوالدون يشعرون بالمسؤولية عن الوفاة، كما لو كانت بسبب اهمال ما. ويتساءلون، ‹ماذا كان يمكن ان نفعل لمنع ذلك؟› والاب، دون اساس، قد يلوم ايضا في بعض الحالات زوجته دون ادراك. فعندما ذهب الى العمل كان الطفل حيا وسليما. وعندما وصل الى البيت كان قد مات بغتة في فراشه! فحينئذ ماذا كانت زوجته تفعل؟ وأين كانت في ذلك الوقت؟ هذه الشكوك غير المعقولة يجب ان تتوضَّح كي لا تضع ضغطا على الزواج.
وتوتي، التي ذُكرت في مقالتنا الافتتاحية، اختبرت مرحلة صعبة. تقول: «لو كنت لا انتبه لانتابتني ايضا نوبات من الذنب والكآبة. وعقليا عليَّ ان انطلق بسرعة وأخرج من هذا التفكير العقيم. والصلاة كانت عونا عظيما لي، لانني طلبت المساعدة لادرك عمليات تفكيري ولإعانتي على التفكير باكثر ايجابية.»
وكيف يستطيع الناس الآخرون مساعدتهما في تفجعهما؟ اعطت توتي الجواب: «يتصرف بعض الناس وكأن كاتي لم توجد على الاطلاق. ليتهم يدركون ان المرء في الواقع يريد التحدث عمن يحبه! والتحدث امر علاجي. فكاتي ستكون دائما طفلة صغيرة محبوبة الينا، ونحن نريد ان نتذكرها، لا ان ننساها. اذاً لمَ الخوف من التحدث عنها؟»
ومن ناحية اخرى، لا يريد كل الوالدين التحدث عن طفلهم الميت. وهذا شيء يجب على الزائر ان يقدّره.
الخروج من الفاجعة
تختلف ردود فعل التفجع من شخص الى شخص ومن ثقافة الى ثقافة. واحدى الدراسات عن الـ SIDS في الولايات المتحدة وجدت انه، من حيث المعدل، تلزم الوالدين ثلاث سنوات «لاستعادة مستوى السعادة الشخصية التي يشعرون بأنهم كانوا يملكونها قبل الوفاة.»
دوغ، محلل انظمة كومبيوتر، وآن، وهما الآن في اوائل اربعيناتهما، خسرا راكيل الصغيرة قبل ١٢ سنة. كان ذلك حينما كانت الـ SIDS لا تزال مجهولة نسبيا. ومع ان طبيبا كان قد فحص الطفلة في اليوم السابق، أصرّ الشرطي المهتم بالقضية ان يطلب قاضي تحقيق الوفيات تشريحا للجثة. تقول آن: «في ذلك الوقت لم نشك في القرار. لم نكتشف الا لاحقا ان الشرطي لاحظ علامات زرقاء على حلق راكيل، فارتاب من الاساءة الى الطفلة! وكما تبيَّن، كانت الحالة مجرد دليل على الوفاة يدعى «ازرقاق الجثة» livor mortis — بقعتان دمويتان تتشكلان وتبدوان كرضّتين. وتشريح الجثة لم يزوِّد سببا للموت، وأُدرج اخيرا بصفته موت الرُّضع المفاجئ.»
وكيف واجه دوغ وآن الخسارة؟ يشرح دوغ: «كنت في قاعة الملكوت عندما اخبرني صديق انني مطلوب على عجلة في البيت. وعندما وصلت الى البيت علمت الاسوأ. لم استطع تصديق ذلك. لقد كنت آخر شخص لمس راكيل في تلك الليلة. والآن هي ميتة. فضعفت وبكيت الى جانب آن. كانت المرة الوحيدة التي بكيت فيها.»
«استيقظ!»: «ماذا عن المأتم؟ كيف اثر فيكما؟»
«الامر المدهش كان انه لا آن ولا انا بكينا في المأتم. كل شخص آخر كان ينحب.» ثم قاطعت آن: «نعم، ولكنني كنت قد بكيت كثيرا عن كلينا. اعتقد ان ذلك صدمني حقا بعد المأساة بأسابيع قليلة عندما كنت اخيرا وحدي ذات يوم في البيت. فبكيت طوال النهار. ولكنني اعتقد ان ذلك ساعدني. شعرت بأنني افضل حالا ازاء ذلك. فكان عليَّ ان انوح لخسارة طفلتي. وأعتقد حقا انكم يجب ان تدَعوا الناس المتفجعين ينحبون. ومع انه رد فعل طبيعي ان يقول الآخرون، ‹لا تبكِ،› فان ذلك حقا لا يساعد.»
«استيقظ!»: «كيف ساعدكما الناس الآخرون في خلال الازمة؟ وما هي الامور التي لا تساعد؟»
اجابت آن: «اتت صديقة ونظَّفت بيتي دون ان اضطر الى قول كلمة. وأعدَّت اخريات وجبات الطعام لنا. وبعضهنّ ساعدنني بمعانقتي — لا كلام، مجرد معانقة. لم أُرد ان اتكلم عن ذلك. لم أُرد ان اشرح مرارا وتكرارا ما قد حدث. لم اكن محتاجة الى اسئلة فضولية، وكأنني فشلت في فعل شيء ما. انا الام؛ وكنت لافعل ايّ شيء لانقذ راكيل.»
وتابع دوغ: «في بعض الاحيان جرى ابداء ملاحظات بريئة لم تكن مساعدة، مثل: ‹كمسيحيين لا يجب ان ننوح كما ينوح الآخرون.› اني اعرف ذلك. ولكنني استطيع ان اؤكد لكم، عندما تخسرون ولدا، انه في تلك اللحظة فان المعرفة الثابتة ايضا عن القيامة لن تمنعكم من البكاء والنوح. وفضلا عن ذلك، بكى يسوع عندما مات لعازر، وكان يسوع يعرف انه سيقيمه.»
وأضافت آن: «والتعليق الآخر الذي لم نجده مساعدا كان، ‹اعرف كيف تشعران.› نعرف انه قيل بأفضل النيات، ولكن إن لم يخسر ذلك الشخص طفلا كما خسرت انا لا سبيل الى معرفته او معرفتها كيف اشعر. فالمشاعر شخصية جدا. صحيح ان معظم الناس يستطيعون اظهار المشاركة الوجدانية، ولكنّ قليلين جدا يستطيعون اظهار التقمص الوجداني الحقيقي.»
«استيقظ!»: «هل سبَّب موت راكيل ايّ توتر بينكما؟»
اسرعت آن الى الاجابة: «نعم، سبَّب ذلك. اعتقد ان لنا طرائق مختلفة للنوح على خسارتنا. اراد دوغ ان يعلِّق صورا لراكيل في البيت. وكان ذلك آخر شيء اريده. لم اكن في حاجة الى تلك المذكِّرات. لم اكن اريد ان يبدو الامر وكأننا نصنع عبادة من وفاتها. على ايّ حال فهم دوغ مشاعري وأنزل الصور.»
«استيقظ!»: «كيف تجاوبت ستيفاني الصغيرة، اخت راكيل؟»
«لفترة قصيرة بعد موت راكيل كانت ستيفاني خائفة من ان تمرض. وخشيت ان يقتلها ايضا ايّ مرض. وفي البداية لم تكن سعيدة جدا بالذهاب الى النوم. لكنها تغلبت على ذلك. وعندما انجبنا آمي، طفلتنا التالية، كانت ستيفاني تخاف دائما عليها. لم تكن تريد موتها، وكان ايّ سعال او تنشق متتابع لحبس المخاط يجعلها مضطربة الاعصاب لاجل اختها.»
الرجاء المتين يدعم
وماذا عن استعمال المسكّنات خلال فترة التفجُّع؟ يكتب العالم بعلم الامراض نايت: «ظهر ان التسكين الشديد قد يكون منتِجا عكسيا اذا كان حاجزا للعملية الطبيعية للثكل والتفجع. فيجب تحمُّل المأساة، معاناتها وأخيرا تعليلها تعليلا عقليا، وتأخير ذلك بلا لزوم بارهاق الام بالمخدرات قد يطيل العملية او يشوِّهها.»
وسألت «استيقظ!» دوغ عما دعمه هو وآن خلال تفجعهما.
«اذكر ان خطاب المأتم كان مساعدا. وما عزّانا اكثر في ذلك اليوم هو رجاؤنا المسيحي بالقيامة. فقد جرى الشعور بفقدانها بعمق، ولكنّ الاذية ليَّنها وعد اللّٰه بالمسيح بأن نراها ثانية هنا على الارض. ومن الكتاب المقدس رأينا ان آثار الموت قابلة للنقض. وأظهر الخطيب من الكتاب المقدس ان راكيل ليست في السماء ‹كملاك صغير› ولا في اليمبوس منتظرة الاطلاق الى السماء. فهي ببساطة نائمة في المدفن العام للجنس البشري.» — انظروا يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ ١١:١١-١٤، جامعة ٩:٥.
«استيقظ!»: «كيف تجيبان اولئك الذين يقولون ان ‹اللّٰه اخذها›؟»
«يكون الها انانيا مَن يأخذ الاولاد الصغار من والديهم. وجواب الكتاب المقدس في الجامعة ٩:١١ ينير الذهن: ‹الوقت والعَرَض يلاقيانهم كافة.› والمزمور ٥١:٥ يخبرنا اننا جميعا ناقصون، خطاة، من وقت الحبل بنا، والعاقبة لكل الناس الآن هي الموت من عدد من الاسباب. وأحيانا يضرب الموت قبل الولادة، منتجا الاجهاض. وفي حالة راكيل فقد أُصيبت كرضيعة بشيء قهر جسمها — عَرَض.»
كل يوم تخسر ألوف البيوت ولدا في الموت. وكثيرون منهم اطفال يموتون من الـ SIDS. ويمكن للاصدقاء، الاطباء، موظفي المستشفى، والمشيرين الشفوقين ان يعنوا الشيء الكثير في مثل هذه الظروف المأساوية. (انظروا الاطار الى اليمين.) وكذلك يمكن للمعرفة الصحيحة عن مقاصد اللّٰه نحو الجنس البشري ان تدعم حقا الوالدين المتفجعين.
واذا كنتم ترغبون في معرفة المزيد عن قصد اللّٰه للقيامة الى حياة كاملة على الارض نرجو ان تشعروا بحرية الاتصال بشهود يهوه في جواركم. وهم سيساعدونكم بسرور بالتعزية من كلمة اللّٰه دون التزام.
[الحاشية]
a من اجل معلومات مفصلة اكثر عن مواجهة فقدان ولد، انظروا «استيقظ!» عدد ٨ نيسان ١٩٨٨.
[الاطار في الصفحة ١٢]
اقتراحات لمساعدة الوالدين الثواكل
ما يمكنكم فعله
١- كونوا موجودين. أعدّوا وجبات الطعام. نظِّفوا البيت. قوموا بالمهمات. اعتنوا بالاولاد الآخرين.
٢- عبِّروا عن شعور الصداقة الاصيل وحزنكم على خسارتهم.
٣- دعوهم يعبِّرون عن مشاعرهم وتفجعهم كما يرون ملائما.
٤- شجعوهم ان يكونوا صبورين على انفسهم وأن لا يطلبوا من انفسهم اكثر مما ينبغي.
٥- اسمحوا لهم بالتحدث عن طفلهم الفقيد بقدر ما يرغبون، وتحدَّثوا انتم عن صفات الطفل المحبوبة.
٦- امنحوا انتباها خصوصيا لاخوة الطفل واخواته لاية فترة من الوقت تكون ضرورية.
٧- أريحوهم من مشاعر الذنب. طمئنوهم انهم فعلوا كل ما في وسعهم. أبرزوا ايّ شيء آخر تعرفون انه صحيح وايجابي عن العناية التي قدَّموها.
ما يلزم تجنبه
١- لا تتجنبوهم لانكم غير مستريحين. ان مجرد معانقةِ مشارَكة وجدانية هي افضل من الغياب.
٢- لا تقولوا انكم تعرفون كيف يشعرون — إلا اذا كنتم قد خسرتم ولدا ايضا.
٣- لا تلوموهم او تقولوا لهم ما يجب ان يشعروا به او يفعلوه.
٤- لا تلزموا الصمت عندما يذكرون طفلهم الميت. ولا تخافوا من ذكر الطفل — فهم يريدون سماع الامور الجيدة عنه او عنها.
٥- لا تستخلصوا استنتاجات مزيَّفة او دروسا ينبغي تعلمها من خسارة الطفل. ففي تفجعهم لا يوجد جانب برّاق لهذه السحابة.
٦- لا تذكِّروهم بأن لهم على الاقل اولادا آخرين او يستطيعون انجاب المزيد. فلا طفل آخر يكون بديلا او عوضا.
٧- لا تضيفوا الى مشاعر ذنبهم بالتفتيش عن العيوب في عناية البيت او المستشفى.
٨- لا تستعملوا افكارا دينية مبتذلة تلقي اللوم على اللّٰه.
(مؤسسة جزئيا على قائمة اعدَّها لي شميدت، امتداد الثكل الابوي، سانتا مونيكا، كاليفورنيا.)
-