مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العائلات ذات الوالد المتوحِّد في ازدياد
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • العائلات ذات الوالد المتوحِّد في ازدياد

      ‏«في ليالٍ كثيرة كنت اصلي الى اللّٰه وأقول له باكية:‏ ‹لا ادري ماذا افعل غدا›».‏ —‏ ڠلوريا،‏ ام متوحِّدة لثلاثة اولاد.‏

      تصير العائلات ذات الوالد المتوحِّد ظاهرة مستمرة ولافتة للنظر في مجتمعات كثيرة اليوم.‏a وفيما تختفي البنية التقليدية للحياة العائلية المؤلفة من الزوج،‏ الزوجة،‏ والاولاد لتحل محلها اشكال اخرى،‏ يتساءل الاختصاصيون في علم السكان وعلماء الاجتماع في اجزاء كثيرة من العالم لماذا يحدث ذلك.‏

      يذكر الپروفسوران في علم الاجتماع سايمون دنْكِن وروزاليند ادواردز ان «تغييرات طويلة الامد تحدث في بنية العائلة وفي العلاقة بين الرجل والمرأة».‏ ولماذا؟‏ يذكر بعض المراقبين ان ما يحدث هو نتيجة اختيار الناس كيف يعيشون حياتهم في ظل التغييرات الاقتصادية،‏ الثقافية،‏ والاجتماعية.‏

      دعونا نتأمل في بعض هذه التغييرات،‏ وكذلك في الاختيارات التي تُتّخذ.‏ ان ضغوط الحياة هي عامل رئيسي يؤثر في حياة الاشخاص.‏ والعالم الخارجي يدخل عنوة في كل ساعة من ساعات يقظتهم.‏ فالوقت الذي كان يُصرف سابقا على النشاطات العائلية يُصرف الآن امام الإنترنت،‏ شاشة التلفزيون،‏ على المكالمات الهاتفية،‏ في السيارة،‏ وهلم جرا.‏

      وللضغوط الاقتصادية تأثير ايضا.‏ فحيازة وسائل الراحة العصرية المكلفة تجعل المزيد من الامهات يدخلن معترك العمل.‏ وبسبب كون اعضاء العائلة جزءا من مجتمع يميل باستمرار الى تغيير الوظائف وأماكن السكن،‏ يندفع كثيرون منهم الى العيش والعمل بعيدا عن دعم أُسرهم وفي بعض الاحيان بعيدا عن رفقاء زواجهم.‏ وفي بلدان كثيرة تزيد التسلية الشعبية الطين بلة،‏ اذ غالبا ما تركز على التقليل من اهمية المؤسسات التي تعطي شعورا بالاستقرار،‏ مثل الزواج والعائلة.‏b

      الام المتوحِّدة بوجهها الجديد

      ان الصورة القديمة لمراهقة غير متزوجة تعيش على الاعانات لم تعد اليوم تنطبق بالضرورة على الام المتوحدة.‏ فلم تعد الام غير المتزوجة تلطخها وصمة العار بل احاطها المشاهير بهالة جذابة.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ صارت نساء كثيرات متعلمات اكثر وقادرات اكثر على اعالة انفسهن —‏ فلم يعد الزواج شرطا اساسيا لدعم الامومة ماليا.‏

      وبعض الامهات المتوحِّدات،‏ وخصوصا الفتيات الراشدات اللواتي طلّق والدوهن،‏ يبقين غير متزوجات لأنهن لا يردن ان يتألم اولادهن من رؤية والديهم ينفصلون.‏ وتصبح بعض النساء الاخريات امهات متوحِّدات لا باختيارهن،‏ بل نتيجة الهجر.‏ تقول مؤسسة جوزف راونْتري البريطانية:‏ «ان الصيرورة والدا متوحِّدا ليست عموما اختيارا انانيا ومتعمَّدا،‏ والاولاد في العائلات ذات الوالد المتوحِّد ليسوا مهمَلين ومتروكين ليتصرفوا على هواهم».‏

      رغم ذلك،‏ تثير مسألة انتشار العائلات ذات الوالد المتوحِّد القلق لأن الوالدين المتوحِّدين وأولادهم قد يعانون الاجهاد العاطفي،‏ الضيق الاقتصادي،‏ والاذى الاجتماعي.‏ وقد يتساءل بعض الاشخاص عمّا اذا كان الوالد المتوحد قادرا على تربية اولاده بنجاح.‏ فما هي بعض التحديات الخصوصية التي تواجهها العائلات ذات الوالد المتوحِّد؟‏ وكيف يمكن ان يتغلب المسيحي بنجاح على تحدي تربية الاولاد اذا كان والدا متوحِّدا؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a يشير علماء الاجتماع الى ان عدد الامهات المتوحِّدات ‹يفوق بشكل ساحق عدد الآباء المتوحِّدين›.‏ لذلك،‏ تعالج هذه المقالات بشكل رئيسي مسألة الامهات المتوحِّدات.‏ لكن المبادئ المناقَشَة تنطبق على الآباء المتوحِّدين ايضا.‏

      b لمناقشة مسهبة عن التحديات العامة التي تواجهها الامومة،‏ انظر «‏الامومة –‏ هل تستلزم امرأة بقدرات خارقة؟‏‏» في عدد ٨ نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٢ من استيقظ!‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      تعريف

      تُستعمل تعابير مختلفة حول العالم لوصف الامهات اللواتي يربين اولادهن بمفردهن.‏ في هذه السلسلة من المقالات نستعمل عبارة «ام متوحِّدة» لنشير الى الامهات اللواتي يربين اولادهن دون رفيق زواج.‏ ويمكن ان تكون هذه الامهات مطلقات،‏ منفصلات عن ازواجهن،‏ ارامل،‏ او لا يكنّ قد تزوجن على الاطلاق.‏

      ‏[الاطار/‏الخريطة في الصفحتين ٤،‏ ٥]‏

      العائلات ذات الوالد المتوحِّد —‏ نزعة منتشرة في بلدان عديدة

      اليابان:‏ ‹العائلات ذات الام المتوحِّدة في ازدياد منذ سبعينات الـ‍ ١٩٠٠›.‏ وفي سنة ١٩٩٧،‏ كانت الامهات المتوحِّدات مسؤولة عن ١٧ في المئة من العائلات.‏ —‏ الامهات المتوحِّدات في المحيط الدولي،‏ سنة ١٩٩٧؛‏ نساء العالم لسنة ٢٠٠٠:‏ الاتجاهات والاحصاءات (‏بالانكليزية)‏.‏

      أوستراليا:‏ يعيش ١ من كل ٤ اولاد تقريبا مع احد الوالدَين.‏ ويحدث هذا الامر عموما نتيجة انهيار في الزواج او في علاقة الوالدين.‏ ويُقدَّر ان نسبة العائلات ذات الوالد المتوحِّد ستزداد بين ٣٠ و ٦٦ في المئة بعد ٢٥ سنة.‏ —‏ مكتب الاحصائيات الاوسترالي.‏

      بريطانيا:‏ «‏للمرة الاولى،‏ تتعدى نسبة العائلات ذات الوالد المتوحِّد الـ‍ ٢٥ في المئة،‏ مظهرة نموا هائلا في عدد الامهات اللواتي لم يتزوجن قط وارتفاعا ملحوظا في نسبة الطلاق في السنوات الـ‍ ٣٠ الماضية».‏ —‏ ذا تايمز،‏ لندن،‏ ٢ آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٠.‏

      المانيا:‏ «تضاعف عدد الوالدين المتوحِّدين في العقدين الماضيين.‏ في كل العائلات تقريبا ذات الوالد المتوحِّد .‏ .‏ .‏ الام هي المعيل».‏ —‏ الامهات المتوحِّدات في المحيط الدولي،‏ سنة ١٩٩٧.‏

      فرنسا:‏ «منذ اواخر سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ازدادت نسبة العائلات ذات الوالد المتوحِّد اكثر من ٥٠ في المئة».‏ —‏ الامهات المتوحِّدات في المحيط الدولي،‏ سنة ١٩٩٧.‏

      ايرلندا:‏ ارتفعت نسبة العائلات ذات الوالد المتوحِّد من ٧‏,٥ في المئة سنة ١٩٨١ الى ٩‏,٧ في المئة سنة ١٩٩١.‏ «يبقى انهيار العلاقات الزوجية عاملا مهما بين العوامل التي تجعل الام متوحِّدة».‏ —‏ الامهات المتوحِّدات في المحيط الدولي (‏بالانكليزية)‏،‏ سنة ١٩٩٧.‏

      الولايات المتحدة:‏ «ارتفع عدد الامهات المتوحِّدات بين سنة ١٩٧٠ وسنة ٢٠٠٠،‏ من ٣ ملايين الى ١٠ ملايين؛‏ في نفس المدة الزمنية،‏ ازداد عدد الآباء المتوحِّدين ايضا،‏ من ٠٠٠‏,٣٩٣ الى ٢ مليونا».‏ —‏ مكتب الاحصاء الاميركي.‏

      اليونان:‏ «منذ سنة ١٩٨٠،‏ تزايد عدد الامهات غير المتزوجات في [اليونان] بنسبة ٨‏,٢٩ في المئة.‏ وبحسب معطيات زوَّدها الاتحاد الاوروپي،‏ بلغت نسبة الاولاد خارج نطاق الزواج ٣‏,٣ في المئة سنة ١٩٩٧،‏ في حين كانت النسبة ١‏,١ في المئة فقط سنة ١٩٨٠».‏ —‏ صحيفة تا نِيا،‏ اثينا،‏ ٤ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٨.‏

      المكسيك:‏ بحسب صحيفة لا هورنادا (‏بالاسپانية)‏،‏ يبلغ عدد الامهات المراهقات حوالي ٢٧ في المئة من العدد الاجمالي للنساء الحوامل في البلد.‏

  • الوالدون المتوحِّدون،‏ تحدّيات متعددة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • الوالدون المتوحِّدون،‏ تحدّيات متعددة

      ‏«اقضي لياليَ في الحمام اذرف الدموع بسبب المشاعر التي تنتابني.‏ انه لأمر صعب جدا».‏ —‏جانيت،‏ ام متوحِّدة لثلاثة اولاد.‏

      كثيرة هي الاسباب التي تجعل المرء والدا متوحِّدا.‏ فالحروب،‏ الكوارث الطبيعية،‏ او الامراض تؤدي الى وجود عائلات ذات والد متوحِّد.‏

      ويقرر والدا بعض الاولاد الّا يتزوجا.‏ ففي السويد مثلا،‏ يولد نصف الاولاد تقريبا خارج نطاق الزواج.‏ كما يؤدي الطلاق ايضا الى عائلات ذات والد متوحِّد.‏ وبحسب الابحاث،‏ سيعيش اكثر من ٥٠ في المئة من الاولاد الاميركيين في عائلة ذات والد متوحِّد فترة من طفولتهم.‏

      فهم التحدّيات

      ان الام التي لم يمضِ وقت طويل على ترملها ترزح تحت عبء خصوصي.‏ فتضطر الى تحمل مسؤولية العائلة وهي لا تزال حزينة على زوجها الراحل.‏ وقد يلزمها شهور،‏ حتى سنوات،‏ لتتكيف مع هذا الدور فيما تحاول التغلب على المشاكل المادية ومسؤولية تعزية اولادها.‏ وقد يصعب عليها كثيرا تولي هذه المسؤوليات الاضافية.‏ فيترك ذلك الولد دون عناية ابوية مناسبة في الوقت الذي يكون فيه بأمس الحاجة الى نيل الاهتمام والشعور بالطمأنينة.‏

      والام المتوحِّدة غير المتزوجة بأب ولدها غالبا ما تكون في عمر الحداثة وتنقصها الخبرة.‏ وربما لم يتسنَّ لها اكمال تعليمها الاساسي.‏ وبانعدام المهارات التي تسمح لها بالانخراط في ميدان العمل،‏ تكون على الارجح فقيرة وموظفة بأجر متدنٍّ.‏ ودون دعم اقربائها،‏ كوالديها مثلا،‏ ستقع عليها مسؤولية اضافية وهي الاعتناء الملائم بولدها يوميا.‏ وقد تصارع ايضا الام غير المتزوجة الاعباء العاطفية،‏ مثل الشعور بالخجل والوحدة.‏ وتخاف بعضهن الّا يجدن ابدا رفيق زواج مناسبا بسبب وجود الولد.‏ وقد ينزعج الاولاد ايضا وهم يكبرون في هذه البيوت بسبب اسئلة عن خلفيتهم لم تجرِ الاجابة عنها وبسبب حاجتهم الى ان يعترف بهم والدهم الغائب.‏

      بشكل مماثل،‏ يعاني الوالدون المطلقون اجهادا كبيرا.‏ فتنتاب بعض الوالدين مشاعر غضب قوية بسبب الطلاق.‏ وينتاب بعضهم شعور عميق بالنبذ وبعدم القيمة الذاتية،‏ فيعجزون عن اظهار العاطفة لأولادهم.‏ وقد تواجه الام التي تضطر الى دخول معترك العمل للمرة الاولى صعوبةً في تحمل مسؤولية تدبير شؤون العائلة.‏ فقد تشعر انها تفتقر الى الوقت والطاقة لتلبية الحاجات الخصوصية لأولادها الذين يواجهون هم بدورهم مشكلة التغلب على التغييرات الجذرية التي حصلت بعد طلاق والديهم.‏

      التحديات الخاصة بالوالدين المطلقين

      يدرك الوالدون المتوحِّدون ان حاجات كل ولد تختلف وتتغير باستمرار.‏ وبالنسبة الى الوالدين المتوحِّدين المطلقين،‏ فإن تأمين فرص للارشاد الروحي قد يجلب تحديات خاصة.‏

      مثلا،‏ قد لا ينال بعض الوالدين المطلقين الذين هم من شهود يهوه الوصاية على اولادهم.‏ فيسعون ان يقع تاريخ الزيارة التي تحق لهم في وقت يشمل حضور الاجتماعات المسيحية.‏ وترتيب الزيارات هذا يؤمن للولد اتصالا قانونيا بالجماعة المسيحية،‏ الامر الذي يفيد كثيرا اولاد الوالدين المطلقين.‏

      والوالدون المطلقون الذين لا تُتاح لهم فرص كثيرة للاتصال القانوني بأولادهم يلزم ان يفتشوا عن طرائق ليؤكدوا لهم محبتهم وعطفهم.‏ ولكي ينجح المرء كوالد يلزم ان يدرك التغييرات العاطفية للولد ويتعاطف معه.‏ ويصح ذلك خصوصا عندما يبلغ الولد سن المراهقة ويزداد اهتمامه بالنشاطات الاجتماعية والاصدقاء.‏

      ان الوالد الناجح يفهم ايضا مقدرات الولد،‏ شخصيته،‏ وطريقة تفكيره.‏ (‏تكوين ٣٣:‏١٣‏)‏ ويتمتع مع ولده بمحادثة حميمة نابعة من القلب وبمعاشرة واحدهما الآخر.‏ وتكون خطوط الاتصال مفتوحة بينهما.‏ ويعرفان الكثير عن حياة واحدهما الآخر.‏

      الحاجة الى التعقل

      بعد الطلاق،‏ يستفيد الاولاد من الاتصال قانونيا بكلا الوالدَين.‏ فلنفترض ان الوالدَين يعتنقان معتقدات دينية مختلفة؛‏ وواحد منهما هو شاهد ليهوه اما الآخر فليس شاهدا.‏ في هذه الحالة،‏ يساعد الاتصال الصريح والقانوني على تجنب الخلافات غير الضرورية.‏ كتب الرسول بولس:‏ «ليُعرَف تعقلكم عند جميع الناس».‏ (‏فيلبي ٤:‏٥‏)‏ فينبغي تعليم الاولاد احترام حق كلا الوالدَين في ممارسة دينهما.‏

      قد يصرّ الوالد غير الشاهد ان يحضر الولد الخدمات الدينية في كنيسته.‏ فماذا تستطيع الام الشاهدة ان تفعل؟‏ يمكنها هي ايضا ان تشارك ولدها في معتقداتها الدينية.‏ وبمرور الوقت،‏ يمكن للولد ان يتخذ قراره الخاص بشأن الدين،‏ كما فعل الحدث تيموثاوس،‏ الذي علمته على الارجح امه وجدته مبادئ الكتاب المقدس.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وإذا شعر الولد بالانزعاج من حضور الخدمات في الدين الآخر،‏ فربما يستطيع التأمل في قصة نعمان الموجودة في الكتاب المقدس.‏ فنعمان،‏ بعدما صار عابدا حقيقيا،‏ استمر في القيام بواجباته ومرافقة الملك الذي كان يقدم العبادة في بيت رمّون.‏ وهذه القصة يمكن ان تطمئن الولد بأن يهوه يحبه ويفهمه رغم وجوده في الاحتفالات الدينية التي لم يعتدها.‏ —‏ ٢ ملوك ٥:‏١٧-‏١٩‏.‏

      ويستطيع الوالد الناجح ان يؤثر في فكر الولد او الاولاد ويفهم مشاعرهم.‏ (‏تثنية ٦:‏٧‏)‏ صحيح ان الوالدين الذين لم يتزوجوا قط قد يشعرون بالاحراج بسبب مسلك حياتهم السابق.‏ لكن يلزم ان يتذكر هؤلاء الوالدون ان الاولاد لديهم والدان طبيعيان.‏ والاولاد يرغبون في المعرفة عن كلا الوالدين،‏ كما هم بحاجة ان يشعروا بأنه مرغوب فيهم وليسوا مجرد غلطة في حياة الوالدَين.‏ ويمكن ان يطمئن الوالد ولده بطريقة حبية بالتكلم عن الوالد الغائب باحترام وبإعطائه اجوبة يحتاج ان يعرفها ويسمح له عمره باستيعابها.‏

      وينبغي ان يتذكر الوالدون ان الصور الاولى التي تنطبع في ذهن الولد عن المحبة والسلطة تصوغها علاقة الولد بوالديه.‏ وبممارسة السلطة بطريقة حبية،‏ يمكن ان يكون للوالد المسيحي دور كبير في إعداد الولد كي تصير لديه علاقة حبية بيهوه ويمتلك احتراما لترتيبات الجماعة.‏ —‏ تكوين ١٨:‏١٩‏.‏

      تعاون الاولاد ضروري

      من المهم ايضا ان يفهم اولاد العائلات ذات الوالد المتوحِّد ان تعاونهم ضروري لنجاح العائلة.‏ ‏(‏افسس ٦:‏١-‏٣‏)‏ وإطاعتهم لسلطة الوالد تظهر انهم يحبونه ويحترمون الجهد الاضافي الذي يبذله لتأمين السعادة والامن للعائلة.‏ وبما ان خطوط الاتصال ينبغي ان تكون مفتوحة من الجهتين،‏ فعلى اولاد العائلة ذات الوالد المتوحِّد ان يكونوا راغبين في دعم جهود الوالد للمحافظة على اتصال جيد في العائلة.‏ —‏ امثال ١:‏٨؛‏ ٤:‏١-‏٤‏.‏

      غالبا ما يُطلَب من هؤلاء الاولاد تحمل مسؤولية بعمر ابكر من اولئك العائشين في عائلة ذات والدَين.‏ فإذا أُعطي الارشاد بشكل حبي وصبور،‏ ينمي الفتيان والفتيات ثقة بالنفس وشعورا بالقيمة الذاتية فيما يبرعون من عمر باكر في القيام بمهارات تفتح لهم ابواب النجاح في الحياة.‏ ايضا،‏ قد تُعطى بعض المهمات للاولاد بحيث يستطيعون المساعدة في تنظيم شؤون البيت.‏

      لكنّ ذلك لا يعني ان هدف الوالد المتوحِّد هو تحويل اولاده الى راشدين صغار،‏ مكتفين ذاتيا ودون حاجة الى الارشاد الابوي.‏ فلا شك ان ترك الاحداث على هواهم او دون رقابة هو امر غير حكيم على الاطلاق.‏

      غالبا ما يميل الوالدون المتوحِّدون خطأً الى التفكير انه ينبغي ان يعاملوا اولادهم كنظراء لهم.‏ صحيح ان العلاقة الحميمة ضرورية،‏ لكن على الوالدين المتوحِّدين ان يتذكروا دائما ان الاولاد بحاجة الى والد وأن الولد ليس ناضجا عاطفيا بحيث يؤتمن على اسرار الوالد او يعامَل كنظير له.‏ فولدك بحاجة ان تقوم انت بدورك كوالد.‏

      ان الوالدين المتوحِّدين والاولاد الذي يتعاونون معا وتربطهم علاقة حبية يمكن ان يساهموا في انجاح العائلة.‏ وفيما يترعرع المزيد والمزيد من الاولاد في عائلات ذات والد متوحِّد،‏ ينبغي ان يدرك الجميع التحديات الخصوصية التي تواجه الوالدين المتوحِّدين وأولادهم ويرغبوا في تقديم التشجيع والدعم الحبيين.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٨]‏

      التأثيرات في الاولاد

      قد لا يقضي الوالدون المتوحِّدون مع كل ولد عموما نفس الوقت الذي يستطيع ان يقضيه الوالدان اذا كانا معا.‏ وبعض الاحيان يعيش الوالد المتوحِّد مع رفيق لا يكون الزوج الشرعي.‏ لكن المساكنة لا تؤمن الاستقرار مثل الزواج.‏ فالاولاد الذين يعيشون في مثل هذه العائلات ينشأون على الارجح مع راشدين يتغيرون باستمرار في حياتهم.‏

      وتذكر بعض الدراسات ان «اولاد العائلات ذات الوالد المتوحِّد عموما لا يعيشون على الارجح حياة سليمة مثل اولاد العائلات غير المحطّمة».‏ لكن التحاليل الاعمق لهذه الدراسات تشير ان النقص في المداخيل قد يكون «العامل الوحيد الاهم الذي يوضح سبب الاختلافات بين الاولاد العائشين في بنى عائلية مختلفة».‏ لا يعني ذلك طبعا ان اولاد العائلات ذات الوالد المتوحِّد محكوم عليهم بالفشل.‏ فبالارشاد والتدريب المناسبين،‏ يمكنهم ان يتغلبوا على التأثيرات السلبية.‏

  • والد متوحِّد لكن غير وحيد
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • والد متوحِّد لكن غير وحيد

      ‏«اكثر ما يؤثر في كأم هو عندما يأتي ولداي الى البيت ويعانقانني ويعبّران عن مدى محبتهما لي».‏ —‏ دوريس،‏ ام متوحِّدة لولدين.‏

      يمكن ان يستمد الوالدون الطمأنينة من العبارة الموجودة في الكتاب المقدس:‏ «هوذا البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن اجرة».‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ وعندما يترعرع الاولاد في عائلة ذات والد متوحِّد،‏ لا تقل قيمتهم في عيني اللّٰه.‏ فخالقنا يحب ان تنجح العائلات ذات الوالد المتوحِّد.‏ يقول الكتاب المقدس عنه:‏ «يعضد اليتيم والارملة».‏ (‏مزمور ١٤٦:‏٩‏)‏ ويستطيع الوالدون المتوحِّدون ان يثقوا ان اللّٰه على استعداد لدعمهم.‏

      يحق للولد ان يتربى في بيئة مُحبّة،‏ آمنة،‏ ومطَمئنة تتيح له ان ينمو جسديا وعاطفيا وروحيا.‏ وعلى كل والد ان يعتبر استخدام اللّٰه له لتدريب ولد واجبا وامتيازا.‏

      وجد كثيرون من الوالدين المتوحِّدين ان النجاح يتطلب صلاة دؤوبة،‏ تطبيقا مستمرا لمبادئ الكتاب المقدس،‏ واتكالا كاملا على يهوه.‏ وينسجم ذلك مع الحض الموجود في مزمور ٥٥:‏٢٢‏:‏ «ألقِ على الرب همك فهو يعولك».‏

      من وقت الى آخر،‏ قد يتمكن الاجداد،‏ الشيوخ المحليون،‏ والوالدون ذوو الخبرة في الجماعة المسيحية من مساعدة عائلة ذات والد متوحِّد لمواجهة الظروف الصعبة جدا.‏ صحيح ان اعضاء العائلة والرفقاء العباد يمكن ان يقدموا الكثير لدعم جهود الوالدين المتوحِّدين،‏ لكن المسؤولية الاساسية التي منحها اللّٰه تلقى على عاتق الوالدَين.‏a

      من المفرح ان والدين متوحِّدين كثيرين نجحوا في معالجة التحديات الفريدة التي فرضتها عليهم ظروفهم وربوا اولادا مسؤولين،‏ حسني السلوك،‏ وأتقياء.‏ لقد تحدثت استيقظ!‏ مع عدد منهم.‏ وما يلي بعض الامور المشتركة بين هؤلاء الوالدين.‏

      ‏• التدبير الجيد لشؤون المنزل.‏ يكافح الوالدون المتوحِّدون الناجحون ليكونوا منظّمين جيدا ومجتهدين في تنسيق برنامج جيد للعائلة.‏ والتخطيط والتنظيم المناسبان هما ضروريان.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «افكار المجتهد انما هي للخصب».‏ —‏ امثال ٢١:‏٥‏.‏

      ‏• تعهّد الاعتناء بالعائلة.‏ يجعل الوالدون المتوحِّدون الناجحون الحياة العائلية من اولوياتهم.‏ وهم يركزون على وضع حاجات اولادهم قبل حاجاتهم.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٨‏.‏

      ‏• الاتزان في معالجة الامور.‏ لا يستخف الوالدون المتوحِّدون الناجحون بالمشاكل ولا يضخمونها؛‏ بل يبحثون عن الحلول.‏ وهم يتقبلون الصعوبات ويحاولون معالجة المشاكل دون الشعور بالشفقة على الذات او المرارة.‏

      ‏• الاتصال الجيد.‏ يعزّز الوالدون المتوحِّدون الناجحون الاتصال.‏ فهم يشجعون اعضاء العائلة على التعبير بوضوح وصراحة عن افكارهم ومشاعرهم.‏ يقول والد متوحِّد عن اولاده:‏ «اتحدث اليهم في كل فرصة.‏ ونتمتع ‹بلحظات حميمة› عندما نحضّر العشاء.‏ وفي هذه اللحظات يفضون الي بمكنونات قلبهم».‏

      ‏• الاهتمام بالنفس.‏ رغم ضيق الوقت،‏ يدرك الوالدون المتوحِّدون الناجحون ان الاهتمام بحاجاتهم الروحية،‏ العاطفية،‏ والجسدية مهم.‏ تقول إيثل،‏ ام متوحِّدة مطلقة لديها ولدان:‏ «احاول ان اخصِّص بعض الوقت لنفسي.‏ مثلا،‏ عندما يعطي احد الاصدقاء ولديَّ دروسا في الموسيقى،‏ يمنحني ذلك وقتا لأختلي بنفسي.‏ فأجلس دون ان ادير التلفزيون».‏

      ‏• الموقف الايجابي.‏ يحافظ الوالدون المتوحِّدون الناجحون على نظرة ايجابية بالنسبة الى دورهم كوالدين وإلى الحياة بشكل عام.‏ ويرون الاوجه الايجابية في الظروف المجهدة.‏ تذكر ام متوحِّدة:‏ «توصلت ان ادرك ان الكينونة والدا متوحِّدا لا تشمل فقط امورا سلبية».‏

      قصص نجاح

      هل هذه المبادئ فعالة؟‏ نعم،‏ كما يمكن رؤيته من قصص عديدة لوالدين متوحِّدين ناجحين.‏ ڠلوريا،‏ الام المتوحِّدة المطلقة والعاملة التي تعيش في انكلترا،‏ والمذكورة في المقالة الاولى،‏ ربّت صبيين وفتاة.‏ وكبروا كلهم ليصبحوا خداما مسيحيين يخدمون كامل الوقت،‏ مكرّسين حياتهم لنشر تعليم الكتاب المقدس.‏ عندما سئلت كيف استطاعت تدبر امرها،‏ اوضحت:‏ «كان التحدي الاول المحافظة على درس عائلي قانوني ومشوق في الكتاب المقدس.‏ فقد اردت ان يكون اولادي سعداء،‏ مكتفين،‏ محميين من الاشراك،‏ وأن يتمتعوا بسلام العقل.‏ ولكي اقضي مع اولادي اطول وقت ممكن وجدت عملا في الليل.‏ قبل ان اذهب الى عملي،‏ كنا نصلي معا كعائلة ثم يأوون الى فراشهم.‏ وكانت خالتي تبقى في البيت خلال دوام عملي».‏

      كيف ساعدت ڠلوريا اولادها ليضعوا الاولويات المناسبة؟‏ تتابع قائلة:‏ «كان هدفي الاعظم ان اضع الامور الروحية اولا.‏ لم يكن لدينا الكثير من المال،‏ وكنت صريحة جدا مع اولادي بشأن ذلك.‏ وكل ما اطلبه منهم ان يفعلوه كنت افعله انا بنفسي،‏ فيتعاونون كلهم».‏ تقول ڠلوريا متذكرة كيف حافظت على عائلة مترابطة:‏ «سر النجاح هو قيامنا بالامور معا.‏ لم يكن احد ينعزل في غرفته.‏ كنا نطهو،‏ ننظف،‏ ونزين البيت معا.‏ كما اننا وازنّا بين مختلف النشاطات.‏ فكنت دائما احرص ان تكون هنالك تسلية ايضا».‏

      كارولين هي ام متوحِّدة لحدث اسمه جوزيف،‏ وهي فخورة بابنها.‏ ما هو سرها؟‏ تقول:‏ «نقرأ الكتاب المقدس معا عندما يحين وقت النوم،‏ وأطرح عليه اسئلة عما تعلمه.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ نختار فقرات من المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس فنتأمل فيها ونطبقها شخصيا.‏ ويساعد ذلك جوزيف عندما يواجه مشاكل،‏ مثل المضايقات التي يتعرض لها في المدرسة».‏ تعترف كارولين ان حياتها ليست سهلة بالتأكيد،‏ لكنها لا تشعر انها وحدها.‏ تذكر:‏ «انه كفاح مستمر،‏ لكنني اشعر ان يهوه يساعدني فعليا.‏ كما انني انال الكثير من التشجيع من الجماعة المسيحية».‏

      تبرهن قصص نجاح آلاف الوالدين المتوحِّدين،‏ مثل ڠلوريا وكارولين،‏ ان بإمكان الوالدين الاعتماد على مبادئ الكتاب المقدس التي أُثبتت صحتها بمرور الزمن لكي يربوا اولادا رائعين اقوياء روحيا.‏ (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ فالنجاح ممكن!‏ والتحديات الكثيرة التي يواجهها الوالدون المتوحِّدون تجعلهم اشخاصا انضج وتتيح لهم فرصا اكبر لمشاركة اولادهم في النشاطات.‏ والطريقة الفضلى للتغلب على المتطلبات التي تُفرض على الوالدين المتوحِّدين هي الاتكال كاملا على اللّٰه والاقتناع انه سيزود المساعدة.‏ —‏ مزمور ١٢١:‏١-‏٣‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لمزيد من المعلومات عن كيفية نجاح العائلات ذات الوالد المتوحِّد،‏ انظر كتاب سرّ السعادة العائلية،‏ الفصل ٩‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الصور في الصفحة ١١]‏

      الدرس العائلي للكتاب المقدس ساعد اولاد ڠلوريا الثلاثة ان ينخرطوا في الخدمة المسيحية كامل الوقت.‏ وهنا ينظرون الى رسالة وصورة من الابن الاكبر،‏ الذي يخدم الآن كمرسل

      ‏[الصور في الصفحة ١٢]‏

      كارولين وابنها جوزيف

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة