-
المسيح يقود جماعته بشكل فعّالبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
المسيح دعَم اعضاء الهيئة الحاكمة
١٢، ١٣ عند زيارة بولس الاولى لأورشليم كمسيحي، ماذا حدث مما يُظهر كيف دعم المسيح قرارات الاخوة المسؤولين في تلك المدينة؟
١٢ عند اول اتصال للرسول بولس بالتلاميذ في اورشليم كان هؤلاء، على نحو مفهوم، يترددون في الاجتماع به. «فأخذه برنابا وأحضره الى الرسل.» (اعمال ٩:٢٦، ٢٧) فقضى ١٥ يوما مع الرسول بطرس. واجتمع ايضا بيعقوب اخي يسوع من امه، وكان آنذاك احد شيوخ جماعة اورشليم. (غلاطية ١:١٨، ١٩) والفقرات اللاحقة في سفر الاعمال تُظهر ان شيوخ اورشليم صاروا جزءا من الهيئة الحاكمة للجماعة المسيحية الباكرة، بالاضافة الى الرسل الـ ١٢. — اعمال ١٥:٢؛ ٢١:١٨.
١٣ وفي اثناء اقامته في اورشليم لمدة اسبوعين شهد بولس لليهود الذين يتكلّمون اليونانية، ولكنهم «حاولوا ان يقتلوه.» ويضيف لوقا انه «لما علم الاخوة احدروه الى قيصرية وأرسلوه الى طرسوس.» (اعمال ٩:٢٨-٣٠) ولكن مَن كان وراء هذا القرار الحكيم؟ بعد سنوات، عندما كان يسرد الحادثة ذاتها في حياته، ذكر بولس ان يسوع ظهر له وأمره بأن يترك اورشليم بسرعة. وعندما اعترض بولس أضاف يسوع: «اذهب فإني سأرسلك الى الامم بعيدا.» (اعمال ٢٢:١٧-٢١) فكان المسيح من العلاء يتابع الامور بدقة ويعمل بواسطة الاخوة المسؤولين في اورشليم وبالتكلم مباشرة الى بولس على حد سواء.
-
-
المسيح يقود جماعته بشكل فعّالبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
قرار غير عادي
١٥، ١٦ (أ) ماذا طلبت الهيئة الحاكمة من بولس ان يفعل بعد رجوعه من رحلته الارسالية الثالثة؟ (ب) لماذا قد تبدو هذه التعليمات غير عادية، ولماذا عمل بولس بموجب ذلك؟ (ج) اي سؤال ينشأ؟
١٥ والمثال الممتع الآخر لتوجيه المسيح الفعّال للامور من السماء هو ما حدث بعد رحلة بولس الارسالية الثالثة. ويسرد لوقا انه عند الرجوع الى اورشليم قدَّم بولس تقريرا كاملا لأعضاء الهيئة الحاكمة الحاضرين. كتب لوقا: «دخل بولس معنا الى يعقوب وحضر جميع المشايخ. فبعدما سلّم عليهم طفق يحدثهم شيئا فشيئا بكل ما فعله اللّٰه بين الامم بواسطة خدمته.» (اعمال ٢١:١٧-١٩) وبعد سماعهم بولس اعطته الهيئة المجتمعة تعليمات واضحة قائلين: «افعل هذا الذي نقول لك.» وأمروه ان يذهب الى الهيكل ويُظهر علانية انه لم يكن ‹يعلّم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد.› — اعمال ٢١:٢٠-٢٤.
١٦ قد يشكّ الشخص في حكمة هذه التعليمات. وكما رأينا سابقا فقبل سنوات كان يعقوب، وربما الشيوخ الحاضرون في كلتا المناسبتين، قد ابعد بولس عن اورشليم لأن حياته كانت مهددة من «اليهود الذين يتكلمون اليونانية.» (اعمال ٩:٢٩، عج) ورغم ذلك، عمل بولس بموجب الامر، انسجاما مع ما كان قد قاله سابقا في ١ كورنثوس ٩:٢٠. ولكنّ الاسباب المتماثلة تعطي نتائج متماثلة. و «اليهود الذين من [المقاطعة الرومانية] أسيّا» سببوا شغبا وحاولوا قتل بولس. ولم ينقذه من القتل إلاّ الاجراء السريع للجنود الرومان. (اعمال ٢١:٢٦-٣٢) وبما ان المسيح هو الرأس الفعّال للجماعة، لماذا جعل الهيئة الحاكمة تطلب من بولس ان يذهب الى الهيكل؟
١٧ كيف ثبت في النهاية ان ذلك القرار غير العادي كان بعناية إلهية، والى ماذا يشير ذلك؟
١٧ يتَّضح الجواب مما حدث في الليلة الثانية بعد توقيف بولس. فكان قد اعطى شهادة حسنة للرعاع الذين طلبوا قتله، وللسنهدريم في اليوم التالي. (اعمال ٢٢:١-٢١؛ ٢٣:١-٦) وللمرة الثانية كان على وشك ان يُقتل. ولكن في تلك الليلة ظهر له يسوع وقال: «ثق يا بولس لانك كما شهدت بما لي في اورشليم هكذا ينبغي ان تشهد في رومية ايضا.» (اعمال ٢٣:١١) تذكَّروا المهمة الثلاثية التي انبأ بها المسيح لبولس. (اعمال ٩:١٥) فكان بولس قد حمل اسم المسيح الى ‹الامم› والى «بني اسرائيل،» ولكن حان الوقت الآن ليشهد ‹لملوك.› فبسبب ذلك القرار من الهيئة الحاكمة تمكن بولس من ان يشهد للواليين الرومانيين فِيلِكْس وفَسْتُس، وللملك هيرودس اغريباس الثاني، وأخيرا للامبراطور الروماني نيرون. (اعمال الاصحاحات ٢٤-٢٦؛ ٢٧:٢٤) فمَن يمكن ان يشكّ في ان المسيح كان وراء كل ذلك؟
-