مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الى من يمكننا ان نتطلع من اجل العدل الحقيقي؟‏
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • وقد ورد في احد الخطابات الاوسع شهرة على الاطلاق.‏ وهذا الخطاب مناسب اليوم لانه يقدم لنا اساسا سليما لنعرف كيف ومتى سيسود العدل للجميع،‏ وعلاوة على ذلك،‏ كيف يمكننا ان نستفيد منه شخصيا.‏

      ٤ ان الكلمة «لاادري» (‏«مجهول»)‏ أُخذت من ذِكر بولس لمذبح كُتب عليه «لاله مجهول.‏» وذلك الخطاب المختصر سجَّله الطبيب لوقا في الاصحاح ال‍ ١٧ من السفر التاريخي اعمال الرسل.‏ والاصحاح يُظهر اولا كيف حدث ان صار بولس في اثينا.‏ وفي الإطار المرفق (‏الصفحة ٦)‏ يمكنكم ان تقرأوا معلومات لوقا التمهيدية ونص الخطاب بكامله.‏

      ٥ ماذا كان الوضع الذي فيه ألقى بولس خطابه على الاثينويين؟‏ (‏اقرأوا الاعمال ١٧:‏١٦-‏٣١‏.‏)‏

      ٥ خطاب بولس قوي فعلا ويستحق تفكيرنا الدقيق.‏ واذ كان،‏ كما نحن،‏ محاطا بالمظالم الفاضحة يمكننا ان نتعلم من ذلك الكثير.‏ لاحظوا اولا الوضع،‏ الذي يمكنكم ان تقرأوه في الاعمال ١٧:‏١٦-‏٢١ .‏ كان الاثينويون فخورين بالعيش في مركز شهير للعلم حيث تعلَّم سقراط،‏ افلاطون،‏ وأرسطو.‏ وكانت اثينا ايضا مدينة متديِّنة جدا.‏ ففي كل مكان حوله تمكَّن بولس من ان يرى اصناما —‏ تلك التي لاله الحرب آريز،‏ او مارس؛‏ لزيوس؛‏ لأسكليبيوس،‏ اله الطب؛‏ لاله البحر الهائج،‏ پوسيدون؛‏ لديونيسوس،‏ أثينا،‏ إيروس،‏ وغيرها.‏

      ٦ كيف تُقارن منطقتكم بما وجده بولس في اثينا؟‏

      ٦ ولكن،‏ ماذا لو فحص بولس بلدتكم او منطقتكم؟‏ قد يرى الكثير من الاصنام او التماثيل الدينية،‏ حتى في بلدان العالم المسيحي.‏ وفي مكان آخر،‏ يمكنه ان يرى اكثر.‏ يقول احد كتب دليل السياحة:‏ «الآلهة الهندية،‏ بخلاف ‹اخوتها› اليونانية المتقلِّبة،‏ هي أُحادية الزواج،‏ وبعض اعظم القوى تأثيرا نُسبت الى زوجاتها .‏ .‏ .‏ وهنالك،‏ بدون مبالغة،‏ ملايين من الآلهة التي تُعنى بكل اشكال الحياة والطبيعة.‏»‏

      ٧ ماذا كانت عليه الآلهة اليونانية القديمة؟‏

      ٧ وقد وُصفت آلهة يونانية عديدة بأنها حقيرة وفاسدة ادبيا جدا.‏ وسلوكها يكون مخزيا للبشر،‏ نعم،‏ اجراميا في معظم البلدان اليوم.‏ اذاً،‏ لديكم كل سبب للتساؤل،‏ ايّ نوع من العدل ربما توقعه اليونانيون آنذاك من آلهة كهذه.‏ ومع ذلك،‏ رأى بولس ان الاثينويين كانوا متعبِّدين لها على نحو خصوصي.‏ واذ كان ممتلئا من قناعات بارة بدأ يشرح الحقائق الرفيعة للمسيحية الاصيلة.‏

      حضور متحدٍّ

      ٨ (‏أ)‏ اية معتقدات ووجهات نظر وسمت الابيكوريين؟‏ (‏ب)‏ وبماذا آمن الرواقيون؟‏

      ٨ بعض اليهود واليونانيين اصغوا باهتمام،‏ ولكن كيف كان رد فعل الفلاسفة الابيكوريين والرواقيين ذوي النفوذ؟‏ كما سترون،‏ كانت افكارهم مماثلة للمعتقدات الشائعة اليوم من نواحٍ عديدة،‏ حتى تلك التي تُلقَّن للاحداث في المدرسة.‏ لقد حثَّ الابيكوريون على العيش بهدف نيل ما يمكن من المتعة،‏ وخصوصا المتعة العقلية.‏ وفلسفتهم «لنأكل ونشرب لاننا غدا نموت» اتَّسمت بانعدام المبدإ والفضيلة.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٢‏)‏ ولم يؤمنوا بأن آلهة خلقت الكون؛‏ بل اعتقدوا ان الحياة اتت بالصدفة في كون منجز من غير تفكير.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ لم تكن الآلهة مهتمة بالبشر.‏ وماذا عن الرواقيين؟‏ لقد شدَّدوا على المنطق،‏ اذ اعتقدوا ان المادة والقوة كانتا مبدأين اساسيين في الكون.‏ وتصوَّر الرواقيون الها غير شخصي عوض الايمان باله كشخص.‏ وشعروا ايضا بأن القدَر يتحكَّم في الشؤون البشرية.‏

      ٩ لماذا كانت حالة بولس حالة تحدٍّ للكرازة فيها؟‏

      ٩ فكيف تجاوب فلاسفة كهؤلاء مع تعليم بولس العلني؟‏ اختلاط الفضول بالتكبّر العقلي كان ميزة اثينوية آنذاك،‏ وقد بدأ هؤلاء الفلاسفة يجادلون بولس.‏ وأخيرا اخذوه الى أريوس باغوس.‏ وفوق سوق اثينا،‏ ولكن تحت قلعة اثينا الضخمة،‏ كانت هنالك تلة صخرية دعيت باسم اله الحرب،‏ مارس،‏ او آريز،‏ وبالتالي تلة مارس،‏ او أريوس باغوس.‏ وفي الازمنة القديمة كان اعضاء المحكمة او المجلس يجتمعون هناك.‏ وربما أُخذ بولس الى محكمة العدل،‏ التي ربما اقترنت بمنظر قلعة اثينا المؤثر وهيكل الاهتها اثينا الشهير الى جانب الهياكل والتماثيل الاخرى.‏ والبعض يعتقدون ان الرسول كان في خطر لان الشريعة الرومانية منعت ادخال آلهة جديدة.‏ ولكن حتى ولو أُخذ بولس الى أريوس باغوس لمجرد ايضاح معتقداته او لاظهار ما اذا كان معلما كفءا فانه واجه حضورا هائلا.‏ فهل تمكَّن من تقديم رسالته الحيوية دون تنفيرهم منها؟‏

      ١٠ كيف استخدم بولس اللباقة في التمهيد لمعلوماته؟‏

      ١٠ لاحظوا من الاعمال ١٧:‏٢٢،‏ ٢٣ بأية لباقة وحكمة ابتدأ بولس.‏ وعندما اعترف كم كان الاثينويون متديِّنين وكم كان لديهم من اصنام ربما اعتبر بعض مستمعيه الامر تملُّقا.‏ وبدلا من مهاجمة ايمانهم بتعدد الآلهة ركَّز بولس على مذبح كان قد رآه،‏ مذبح مخصَّص «لاله مجهول.‏» والدليل التاريخي يُظهر ان مذابح كهذه وُجدت مما يجب ان يقوّي ثقتنا برواية لوقا.‏ وقد استخدم بولس هذا المذبح كنقطة انطلاق.‏ والاثينويون كانوا يقدِّرون المعرفة والمنطق.‏ ومع ذلك اعترفوا بأنه يوجد اله كان بالنسبة اليهم ‹مجهولا› (‏باليونانية،‏ أغنوسطس)‏.‏ فكان من المنطقي ان يدَعوا بولس يوضحه لهم.‏ وهل كان يمكن لاحد ان يجد خطأ في هذا التفكير؟‏

      هل اللّٰه لا سبيل الى معرفته؟‏

      ١١ بأية طريقة جعل بولس حضوره يفكرون في الاله الحقيقي؟‏

      ١١ حسنا،‏ ماذا كان عليه هذا ‹الاله المجهول›؟‏ «الاله» الذي صنع العالم وكل ما فيه.‏ ولا احد ينكر ان الكون موجود،‏ ان النباتات والحيوانات موجودة،‏ اننا نحن البشر موجودون.‏ والقدرة والذكاء،‏ نعم،‏ الحكمة الظاهرة في كل ذلك تشير الى انه من نتاج خالق حكيم وقدير لا من نتاج الصدفة.‏ وفي الواقع،‏ ان طريقة تفكير بولس صحيحة اكثر ايضا في زمننا.‏ —‏ رؤيا ٤:‏١١؛‏ ١٠:‏٦‏.‏

      ١٢ و ١٣ اي دليل عصري يدعم النقطة التي ذكرها بولس؟‏

      ١٢ منذ وقت غير طويل،‏ في كتاب في مركز الاشياء الضخمة،‏ كتب الفلكي البريطاني السّر برنارد لوڤيل عن التعقيد البالغ لاشكال الحياة الأبسط على الارض.‏ وناقش ايضا ما اذا كان من الممكن ان تكون حياة كهذه قد حدثت بالصدفة.‏ واستنتاجه:‏ «ان احتمال .‏ .‏ .‏ حدوث صدفة تؤدي الى تكوين احدى جزيئيات البروتيين الاصغر ضئيل على نحو لا يمكن تصوره.‏ وضمن الشروط الحدِّية للزمان والمكان التي نأخذها بعين الاعتبار هو في الواقع صفر.‏»‏

      ١٣ او تأملوا في الطرف الآخر —‏ كوننا.‏ لقد استعمل الفلكيون تركيبات الكترونية ليدرسوا اصله.‏ فماذا وجدوا؟‏ في اللّٰه والفلكيون كتب روبرت جاسترو:‏ «الآن نرى كيف ان الدليل الفلكي يقود الى نظرة الكتاب المقدس عن اصل العالم.‏» «بالنسبة الى العالِم الذي عاش بايمانه بقوة المنطق تنتهي القصة كحلم مزعج.‏ فقد تسلَّق جبال الجهل؛‏ وهو على وشك ان يقهر اعلى قمة؛‏ وفيما يجرُّ نفسه فوق الصخرة الاخيرة تُحيّيه زمرة من اللاهوتيين [الاشخاص الذين يؤمنون بالخلق] الذين كانوا يجلسون هناك لقرون.‏» —‏ قارنوا مزمور ١٩:‏١‏.‏

      ١٤ اي منطق دعم كلام بولس بأن اللّٰه لا يسكن في هياكل بشرية الصنع؟‏

      ١٤ وهكذا يمكننا ان نرى كم كان تعليق بولس صحيحا في الاعمال ١٧:‏٢٤‏،‏ الذي يقودنا الى فكرته التالية في العدد ٢٥ ‏.‏ فالاله القدير الذي استطاع ان يخلق «العالم وكل ما فيه» هو بالتأكيد اعظم من الكون المادي.‏ (‏عبرانيين ٣:‏٤‏)‏ لذلك لا يكون منطقيا التفكير انه محدود بالسكن في هياكل،‏ وبالتخصيص تلك التي بناها اناس اعترفوا علنا بأنه كان ‹مجهولا› بالنسبة اليهم.‏ فيا لها من نقطة قوية تُقدَّم للفلاسفة الذين ربما كانوا في تلك اللحظة عينها ينظرون خطفا الى الهياكل العديدة فوقهم مباشرة!‏ —‏ ١ ملوك ٨:‏٢٧؛‏ اشعياء ٦٦:‏١‏.‏

      ١٥ (‏أ)‏ لماذا كانت اثينا في اذهان حضور بولس؟‏ (‏ب)‏ كون اللّٰه هو المعطي يجب ان يقود الى اي استنتاج؟‏

      ١٥ على الارجح كان مستمعو بولس قد قدَّموا التعبد في قلعة اثينا لاحد تماثيل إلاهتهم الواقية،‏ اثينا.‏ وأثينا المبجَّلة في هيكل الإلاهة اثينا كانت من العاج والذهب.‏ وثمة تمثال آخر لاثينا بلغ ارتفاعه ٧٠ قدما ويمكن رؤيته من السفن في البحر.‏ وقد قيل ان الصنم المعروف بأثينا پولياس سقط من السماء؛‏ وكان الناس يُحضرون له قانونيا رداء جديدا مصنوعا باليد.‏ ولكن اذا كان الاله الذي لا يعرفه هؤلاء الناس هو الاسمى وقد خلق الكون،‏ فلماذا يحتاج الى ان يُخدم بأشياء قد يجلبها الناس؟‏ فهو يعطينا ما نحتاج اليه:‏ ‹حياتنا،‏› ‹النَفَس› الذي نحتاج اليه لدعمها،‏ و «كل شيء،‏» بما في ذلك الشمس،‏ المطر،‏ والارض الخصبة حيث ينمو طعامنا.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٥-‏١٧؛‏ متى ٥:‏٤٥‏)‏ انه المعطي،‏ والناس هم الآخذون.‏ وبكل تأكيد لا يعتمد المعطي على الآخذين.‏

      من انسان واحد —‏ كل انسان

      ١٦ اي ادعاء صنعه بولس بشأن اصل الانسان؟‏

      ١٦ وبعد ذلك،‏ في الاعمال ١٧:‏٢٦‏،‏ يعلن بولس حقيقة يجب ان يفكِّر فيها كثيرون من الناس،‏ وخصوصا بكل هذا الظلم العرقي الظاهر اليوم.‏ فقد قال ان الخالق «صنع من (‏انسان)‏ واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الارض.‏» والفكرة بأن الجنس البشري وحدة او اخوَّة (‏مع ما يتضمنه ذلك للعدل)‏ كانت امرا ليتأمل فيه اولئك الناس لان الاثينويين ادَّعوا بأنهم من اصل خصوصي يفرزهم عن باقي الجنس البشري.‏ إلا ان بولس قبِل رواية التكوين عن الانسان الاول،‏ آدم،‏ الذي صار الجد الاعلى لنا جميعا.‏ (‏رومية ٥:‏١٢؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥-‏٤٩‏)‏ ومع ذلك قد تتساءلون:‏ ‹هل يمكن دعم فكرة كهذه في عصرنا العلمي الحديث؟‏›‏

      ١٧ (‏أ)‏ كيف تشير بعض الادلة العصرية الى الاتجاه نفسه الذي اشار اليه بولس؟‏ (‏ب)‏ اية علاقة لذلك بالعدل؟‏

      ١٧ تشير نظرية التطور الى ان الانسان تطوَّر في اماكن وأنواع مختلفة.‏ ولكن في وقت باكر من السنة الماضية خصصت النيوزويك قسمها العلمي لـ‍ «البحث عن آدم وحواء.‏» وركَّزت على التطورات الاخيرة في حقل علم الوراثة.‏ وفيما لا يوافق جميع العلماء،‏ كما نتوقع،‏ تشير الصورة المنبثقة الى الاستنتاج ان كل البشر لهم سَلَف وراثي مشترك.‏ وبما اننا جميعا اخوة،‏ كما قال الكتاب المقدس منذ زمن طويل،‏ ألا يجب ان يكون هنالك عدل للجميع؟‏ ألا يحق لنا جميعا ان ننال معاملة منصفة بصرف النظر عن لون بشرتنا،‏ نوع شعرنا،‏ او الخصائص السطحية الاخرى؟‏ (‏تكوين ١١:‏١؛‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ غير اننا لا نزال في حاجة الى ان نعرف كيف ومتى سيأتي العدل للجنس البشري.‏

      ١٨ اي اساس كان هنالك لعبارة بولس عن تعاملات اللّٰه مع الناس؟‏

      ١٨ حسنا،‏ في العدد ٢٦‏،‏ اشار بولس الى انه يُتوقَّع ان تكون لدى الخالق مشيئة،‏ او قصد عادل،‏ للجنس البشري.‏ وقد عرف الرسول انه عندما تعامل اللّٰه مع امة اسرائيل قرر اين يجب ان يعيشوا وكيف يمكن ان تعاملهم الامم الاخرى.‏ (‏خروج ٢٣:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ عدد ٣٤:‏١-‏١٢؛‏ تثنية ٣٢:‏٤٩-‏٥٢‏)‏ وطبعا،‏ ربما طبَّق حضور بولس بكبرياء تعليقاته على انفسهم اولا.‏ وفي الواقع،‏ سواء عرفوا ذلك او لا،‏ عبَّر يهوه اللّٰه نبويا عن مشيئته بشأن الوقت،‏ او المرحلة في التاريخ،‏ حين تصير اليونان الدولة العالمية العظمى الخامسة.‏ (‏دانيال ٧:‏٦؛‏ ٨:‏٥-‏٨،‏ ٢١؛‏ ١١:‏٢،‏ ٣‏)‏ وبما ان هذا الشخص يمكنه ان يدير الامم ايضا،‏ أليس معقولا ان نرغب في التعلّم عنه؟‏

      ١٩ لماذا نقطة بولس في الاعمال ١٧:‏٢٧ معقولة؟‏

      ١٩ وليس الامر كما لو ان اللّٰه تركنا في جهل عنه،‏ نتلمَّس طريقنا على نحو اعمى.‏ لقد اعطى الاثينويين وايانا اساسا للتعلم عنه.‏ وفي رومية ١:‏٢٠ كتب بولس لاحقا:‏ «اموره [اللّٰه] غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته.‏» اذاً،‏ ليس اللّٰه حقا بعيدا عنا اذا اردنا ان نجده ونتعلم عنه.‏ —‏ اعمال ١٧:‏٢٧‏.‏

      ٢٠ كيف يصح انه باللّٰه «نحيا ونتحرك ونوجد»؟‏

      ٢٠ والتقدير يجب ان يدفعنا الى ذلك،‏ كما تقترح الاعمال ١٧:‏٢٨‏.‏ فاللّٰه اعطانا الحياة.‏ وفي الواقع،‏ لدينا اكثر من حياة بسيطة كالحياة التي للشجرة.‏ فنحن،‏ ومعظم الحيوانات،‏ لدينا قدرة حياة اسمى تمكِّننا من التحرك.‏ ألسنا سعداء بذلك؟‏ ولكنّ بولس يمضي بالمسألة الى ابعد من ذلك.‏ فنحن موجودون ككائنات ذكية بشخصيات.‏ وأدمغتنا المعطاة من اللّٰه تمكِّننا من التفكير،‏ من ادراك المبادئ المجرَّدة (‏كالعدل الحقيقي)‏،‏ ومن الرجاء —‏ نعم،‏ من التطلع الى الاتمام المستقبلي لمشيئة اللّٰه.‏ وكما يمكنكم ان تقدِّروا،‏ لا بد ان بولس ادرك ان هذا الامر سيكون اكثر من ان يقبله الفلاسفة الابيكوريون والرواقيون.‏ ولمساعدتهم اقتبس من بعض الشعراء اليونانيين الذين عرفوهم واحترموهم،‏ الشعراء الذين قالوا على نحو مشابه:‏ «لاننا ايضا ذريته.‏»‏

      ٢١ بأية طريقة يجب ان يؤثر فينا كوننا ذرية اللّٰه؟‏

      ٢١ واذا قدَّر الناس اننا ذرية اللّٰه العلي او نتاجه يليق بهم في النهاية ان يتطلعوا اليه من اجل التوجيه حول كيفية العيش.‏ ويجب ان تُعجبوا بجرأة بولس اذ وقف تقريبا في ظل قلعة اثينا.‏ لقد حاجَّ بشجاعة بأن خالقنا هو بالتأكيد اعظم من ايّ تمثال بشري الصنع وأعظم حتى من التمثال العاجي والذهبي في هيكل الإلاهة اثينا.‏ وجميعنا نحن الذين نقبل كلام بولس يجب ان نوافق كذلك على ان اللّٰه ليس كأيّ من الاصنام التي يعبدها الناس اليوم.‏ —‏ اشعياء ٤٠:‏١٨-‏٢٦‏.‏

      ٢٢ كيف تكون التوبة ذات علاقة بنيلنا العدل؟‏

      ٢٢ ليس ذلك مجرد نقطة تقنية ليقبلها المرء عقليا فيما يستمر في العيش كما في السابق.‏ وأوضح بولس ذلك في العدد ٣٠‏:‏ «فاللّٰه الآن يأمر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل [لتصوُّرهم ان اللّٰه مثل صنم ضعيف او انه يقبل العبادة من خلاله].‏» وهكذا اذ كان يتقدم الى الذروة نحو خاتمته القوية قدَّم بولس نقطة رائعة —‏ التوبة!‏

  • العدل للجميع بواسطة الديَّان المعيَّن من اللّٰه
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • ١ كيف تواجهون اسئلة مماثلة لتلك التي واجهها بعض الناس في القرن الاول؟‏

      كم مهم العدل بالنسبة اليكم؟‏ وكم تبذلون من الجهد لتتيقَّنوا نيل العدل الحقيقي وحتى العيش عندما يسود الارض كلها؟‏ عليكم واجب التفكير في هذين السؤالين،‏ كما فعل بعض الرجال والنساء البارزين في اثينا،‏ اليونان.‏

      ٢ و ٣ (‏أ)‏ ماذا ادّى الى دعوة بولس مستمعيه الاثينويين ان يتوبوا؟‏ (‏ب)‏ لماذا بدت التوبة غريبة عند ذلك الحضور؟‏

      ٢ لقد سمعوا خطاب الرسول المسيحي بولس الذي لا يُنسى للمحكمة الشهيرة لأريوس باغوس.‏ فقد حاجَّ اولا بوجود اله واحد،‏ الخالق،‏ الذي جميعنا مديونون له بالحياة.‏ وهذا ما ادّى الى الاستنتاج المنطقي اننا مسؤولون امام هذا الاله.‏ وعند هذه النقطة اعلن بولس:‏ «اللّٰه الآن يأمر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل [كما عن عبادة الناس للاصنام].‏» —‏ اعمال الرسل ١٧:‏٣٠‏.‏

      ٣ وفي الواقع،‏ كانت التوبة فكرة مروِّعة لذلك الحضور.‏ ولماذا ذلك؟‏ لقد عرف اليونانيون القدماء التوبة بمعنى الشعور بالندم على عمل او قول.‏ ولكنّ الكلمة،‏ كما يبيِّن احد القواميس،‏ «لم تقترح قط تبدُّلا في الموقف الادبي كله،‏ تغيُّرا عميقا في اتجاه الحياة،‏ تحوُّلا يؤثر في كامل السلوك.‏»‏

      ٤ بأي منطق جرى دعم تعليق بولس عن التوبة؟‏

      ٤ ومع ذلك يمكنكم ان تروا دون شك لماذا تكون توبة عميقة كهذه ملائمة.‏ تابعوا منطق بولس.‏ كل الناس مديونون بحياتهم للّٰه،‏ لذلك جميعهم مسؤولون امامه.‏ اذاً،‏ من الصواب والعدل ان يتوقع اللّٰه منهم ان يطلبوه،‏ ان يجدوا المعرفة عنه.‏ واذا كان اولئك الاثينويون لا يعرفون مبادئه ومشيئته يلزمهم ان يتعلَّموا هذه الامور ومن ثم يتوبوا لكي تنسجم حياتهم معها.‏ وهذا لا يتوقف على مجرد كم كان الامر ملائما لفعل ذلك.‏ ويمكننا ان نرى السبب من ذروة بولس القوية:‏ «لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة (‏بالبر)‏ برجل قد عيَّنه مقدِّما للجميع (‏ضمانا)‏ اذ اقامه من الاموات.‏» —‏ اعمال ١٧:‏٣١‏.‏

      ٥ كيف كان رد فعل الحضور بالنسبة الى خطاب بولس،‏ ولماذا؟‏

      ٥ وهذا العدد المليء بالمعنى والمقنع جدا يستحق فحصنا الدقيق،‏ لانه يثير الامل بالعدل الكامل في وقتنا.‏ لاحظوا العبارات:‏ «اقام يوما،‏» «يدين المسكونة،‏» «(‏بالبر،‏)‏» «برجل قد عيَّنه،‏» «مقدِّما للجميع (‏ضمانا)‏،‏» «اقامه.‏» وهذه الكلمة «اقامه» سبَّبت رد فعل قويا من قبل حضور بولس.‏ وكما تُظهر الاعداد ٣٢-‏٣٤‏،‏ فان البعض استهزأوا.‏ وآخرون تركوا المناقشة.‏ غير ان قليلين صاروا مؤمنين تائبين.‏ لذلك فلنكن أحكم من اغلبية الحضور الاثينويين،‏ لان الامر بغاية الاهمية اذا كنا نتوق الى العدل الحقيقي.‏ ولفهم المعنى الكامل للعدد ٣١ انظروا اولا الى العبارة:‏ «هو فيه مزمع ان يدين المسكونة.‏» فمن يكون «هو،‏» وما هي مقاييسه،‏ وخصوصا تلك المتعلقة بالعدل؟‏

      ٦ كيف يمكننا ان نتعلم عن الشخص الذي اقام يوما ليدين الارض؟‏

      ٦ حسنا،‏ تُظهر الاعمال ١٧:‏٣٠ الشخص الذي كان بولس يشير اليه —‏ الاله الذي يأمر الجميع ان يتوبوا،‏ مانح حياتنا،‏ الخالق.‏ وطبعا،‏ يمكننا ان نعرف الكثير عن اللّٰه من اعماله الخلقية.‏ ولكنّ مقياسه للعدل ظاهر خصوصا من مصدر آخر،‏ الكتاب المقدس،‏ الذي يحتوي على سجل تعاملاته مع الناس كموسى وعلى شرائع اللّٰه لاسرائيل.‏

      ايّ نوع من الدينونة والعدل؟‏

      ٧ اية شهادة يزوِّدها موسى عن يهوه والعدل؟‏

      ٧ قد تدركون انه لعقود حظي موسى بتعاملات لصيقة مع يهوه اللّٰه،‏ لصيقة الى حد قول اللّٰه انه تكلم مع موسى «فما الى فم.‏» (‏عدد ١٢:‏٨‏)‏ وموسى عرف كيف عامله يهوه وكيف تعامل اللّٰه ايضا مع البشر الآخرين ومع جميع الامم.‏ وقرب نهاية حياته قدَّم موسى هذا الوصف المطَمْئن:‏ «هو الصخر الكامل صنيعه.‏ ان جميع سبله عدل.‏ اله امانة لا جور فيه (‏بارّ)‏ وعادل هو.‏» —‏ تثنية ٣٢:‏٤‏.‏

      ٨ لماذا يجب ان ننتبه الى ما قاله أليهو في قضية العدل؟‏

      ٨ تأملوا ايضا في شهادةٍ من أليهو،‏ رجل اشتهر بحكمته وبصيرته.‏ ويمكنكم ان تتأكَّدوا انه لم يكن شخصا توصَّل الى استنتاجات متهوِّرة.‏ على العكس،‏ ففي احدى القضايا جلس لأكثر من اسبوع يستمع الى مجادلات شفهية طويلة من كلا الجانبين.‏ والآن،‏ انطلاقا من خبرة أليهو الخاصة ومن درسه لطرائق اللّٰه،‏ اية نتيجة توصَّل اليها عن اللّٰه؟‏ أعلن:‏ «لاجل ذلك اسمعوا لي يا ذوي الألباب.‏ حاشا للّٰه من الشر وللقدير من الظلم.‏ لانه يجازي الانسان على فعله ويُنيل الرجل كطريقه.‏ فحقا ان اللّٰه لا يفعل سوءا والقدير لا يعوِّج القضاء.‏» —‏ ايوب ٣٤:‏١٠-‏١٢‏.‏

      ٩ و ١٠ لماذا يجب ان تشجعنا مقاييس اللّٰه للقضاة البشر؟‏ (‏لاويين ١٩:‏١٥‏)‏

      ٩ اسألوا نفسكم:‏ ألا يصف ذلك كاملا ما نريده من القاضي،‏ ان يعامل كل شخص حسب اعماله،‏ او افعاله،‏ دون محاباة او تعويج للعدل؟‏ واذا كنتم لتواجهوا قاضيا بشريا،‏ ألا تشعرون بالراحة اذا كان على هذا النحو؟‏

      ١٠ يشير الكتاب المقدس الى يهوه بصفته «ديَّان كل الارض.‏» (‏تكوين ١٨:‏٢٥‏)‏ ولكنه احيانا كان يستخدم قضاة بشرا.‏ وماذا توقَّع من القضاة الاسرائيليين الذين يمثِّلونه؟‏ في التثنية ١٦:‏١٩،‏ ٢٠ نقرأ عن توجيهات اللّٰه التي كانت بمثابة وصف لعمل القضاة:‏ «لا تحرِّف القضاء ولا تنظر الى الوجوه ولا تأخذ رشوة لان الرشوة تُعمي اعين الحكماء وتعوِّج كلام الصدِّيقين.‏ العدلَ العدلَ تتَّبع لكي تحيا.‏» والتماثيل العصرية التي تمثِّل العدل ربما تصف عدلها بشوق كمعصوب العينين لتدل على عدم المحاباة،‏ ولكن يمكنكم ان تروا ان اللّٰه ذهب الى ابعد من ذلك.‏ لقد طلب من القضاة البشر الذين كانوا ليمثِّلوه وينفِّذوا شرائعه عدم محاباة كهذه.‏

      ١١ ماذا يمكن ان نستنتج من مراجعة معلومات الكتاب المقدس هذه عن العدل؟‏

      ١١ وهذه التفاصيل عن نظرة اللّٰه الى العدل تتصل مباشرة بذروة خطاب بولس.‏ ففي الاعمال ١٧:‏٣١ اعلن بولس ان اللّٰه «اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة ‏(‏بالبر)‏.‏»‏ وهذا تماما ما يمكننا توقعه من اللّٰه —‏ العدل،‏ البر،‏ عدم المحاباة.‏ ومع ذلك قد يقلق بعض الناس لانه حسب العدد ٣١ سيستخدم اللّٰه ‹رجلا› ليدين كل البشر.‏ فمن هو هذا ‹الرجل،‏› وأيّ تأكيد لدينا انه سيتقيَّد بمقاييس اللّٰه الرفيعة للعدل؟‏

      ١٢ و ١٣ كيف نعرف اي «رجل» سيستخدمه اللّٰه للقيام بالدينونة؟‏

      ١٢ تخبرنا الاعمال ١٧:‏١٨ ان بولس كان «يبشِّرهم بيسوع والقيامة.‏» لذلك،‏ عند نهاية خطابه،‏ عرف الحضور ان بولس عنى يسوع المسيح عندما قال ان اللّٰه ‹سيدين المسكونة (‏بالبر)‏ برجل قد عيَّنه،‏ واللّٰه اقامه من الاموات.‏›‏

      ١٣ ويسوع اعترف بأن اللّٰه قد عيَّنه ديَّانا يلائم المقياس الالهي.‏ ففي يوحنا ٥:‏٢٢ قال:‏ «لان الآب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن.‏» وبعد ذكر قيامة مقبلة لاولئك الذين هم في القبور التذكارية اضاف يسوع:‏ «أنا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.‏ كما اسمع ادين ودينونتي (‏بارة)‏ لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني.‏» —‏ يوحنا ٥:‏٣٠؛‏ مزمور ٧٢:‏٢-‏٧‏.‏

      ١٤ اي نوع من المعاملة يمكننا توقعه من يسوع؟‏

      ١٤ كم ينسجم هذا التأكيد جيدا مع ما قرأناه في الاعمال ١٧:‏٣١‏!‏ فهنالك ايضا اعطى بولس تأكيدا ان الابن «يدين المسكونة (‏بالبر)‏.‏» وذلك طبعا لا يقترح عدلا صارما،‏ متصلِّبا،‏ عديم الشعور،‏ أليس كذلك؟‏ وبالاحرى،‏ تشمل الدينونة البارة تلطيف العدل بالرحمة والتفهُّم.‏ ولا نتغاضَ عن هذا الامر:‏ رغم ان يسوع هو في السماء الآن،‏ فقد كان بشرا.‏ لذلك يمكنه ان يكون متعاطفا.‏ وفي عبرانيين ٤:‏١٥،‏ ١٦ يشير بولس الى ذلك في وصف يسوع كرئيس كهنة.‏

      ١٥ كيف يختلف يسوع عن القضاة البشر؟‏

      ١٥ وفيما تقرأون عبرانيين ٤:‏١٥،‏ ١٦ فكِّروا في الراحة التي سنشعر بها اذ يكون لنا يسوع قاضيا:‏ «لان ليس لنا رئيس كهنة [وقاضٍ] غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية.‏ فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه.‏» وفي المحاكم اليوم غالبا ما يكون مخيفا ان يُستدعى المرء الى منصة القضاء.‏ ولكن،‏ في قضية المسيح كقاضٍ،‏ يمكننا ان ‹نتقدم بثقة لكي ننال رحمة،‏ نعمة،‏ وعونا في حينه.‏› ولكن،‏ في ما يتعلق بالوقت،‏ لديكم سبب وجيه لتسألوا،‏ ‹متى سيدين يسوع الجنس البشري بالبر؟‏›‏

      ‏‹يوم› للدينونة —‏ متى؟‏

      ١٦ و ١٧ كيف نعرف ان الدينونة من السماء جارية الآن؟‏

      ١٦ تذكَّروا ان بولس قال ان اللّٰه «اقام يوما» ليدين العالم بواسطة قاضيه المعيَّن.‏ وفي توقُّع ‹يوم› الدينونة هذا يقوم يسوع بعمل دينونة حيوي اليوم،‏ نعم،‏ الآن.‏ ولماذا يمكننا ان نقول ذلك؟‏ قبل وقت غير طويل من توقيفه والحكم عليه ظلما بالموت كان ان اعطى يسوع نبوة تاريخية تشمل يومنا.‏ ونجد ذلك في متى الاصحاح ٢٤‏.‏ لقد وصف يسوع حوادث العالم التي تسم الفترة المسمّاة «(‏اختتام نظام الاشياء)‏.‏» والحروب،‏ النقص في الاغذية،‏ الزلازل،‏ والضيقات الاخرى التي تحدث حول الارض منذ الحرب العالمية الاولى تدل على ان نبوة يسوع يجري اتمامها الآن وأنه قريبا «يأتي المنتهى.‏» (‏متى ٢٤:‏٣-‏١٤‏)‏ وشهود يهوه لعقود يوضحون ذلك من الكتاب المقدس.‏ واذا اردتم المزيد من الادلة التي تُظهر لماذا نعرف اننا في الايام الاخيرة لهذا النظام غير العادل يمكن لشهود يهوه ان يزوِّدوا مثل هذا الامر.‏

      ١٧ مع ذلك افحصوا النصف الأخير من متى الاصحاح ٢٥‏،‏ الذي هو جزء من نبوة يسوع عن الايام الاخيرة.‏ فمتى ٢٥:‏٣١،‏ ٣٢ تنطبق على وقتنا:‏ «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده [في السماء].‏ ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء.‏» والآن انظروا الى حيث يخبر يسوع بنتيجة عمل فرزه،‏ او دينونته.‏ العدد ٤٦‏:‏ «فيمضي هؤلاء [الناس الذين يدينهم كمشبَّهين بالجداء] الى (‏قطع)‏ ابدي والابرار [الخراف] الى حياة ابدية.‏»‏

      ١٨ الى ماذا ستؤدي الدينونة في وقتنا؟‏

      ١٨ وهكذا نعيش في وقت دينونة عصيب.‏ واولئك الذين ‹يطلبون اللّٰه ويجدونه› اليوم سيدانون ‹كخراف› مؤهَّلة للنجاة من نهاية النظام الحاضر والدخول الى العالم الجديد الذي سيلي.‏ وحينئذ تتحقق ٢ بطرس ٣:‏١٣‏:‏ «بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر.‏» ذلك سيكون ‹اليوم› الذي تنطبق فيه كاملا كلمات بولس في الاعمال ١٧:‏٣١‏،‏ الوقت الذي ستُدان فيه الارض بالبر.‏

      ١٩ و ٢٠ مَن سيتأثر بيوم الدينونة المقبل؟‏

      ١٩ ويوم الدينونة هذا سيشمل اكثر من مجرد «الخراف» الناجين الذين سبق ان دينوا كمستحقين ان يدخلوا الى العالم الجديد.‏ وتذكَّروا انه بعد ان قال ان اباه قد اعطى الدينونة له تكلم يسوع عن قيامة مقبلة.‏ وأيضا في الاعمال ١٠:‏٤٢ قال الرسول بطرس ان يسوع المسيح «هو المعيَّن من اللّٰه ديَّانا للأحياء والاموات.‏»‏

      ٢٠ وهكذا فان ذلك ‹اليوم المقام› المذكور في الاعمال ١٧:‏٣١ حين «يدين [اللّٰه بواسطة يسوع المسيح] المسكونة (‏بالبر)‏» سيكون وقتا لإقامة الاموات.‏ ويا لفرح رؤية القدرة الالهية تُمارس للتغلب على الموت،‏ الذي كثيرا ما كان نيله الظلم الاكبر.‏ فبعض الناس،‏ كما حدث ليسوع نفسه،‏ اعدمتهم بطريقة غير عادلة حكومات او جيوش غازية.‏ وآخرون خسروا حياتهم بسبب حوادث غير متوقَّعة كالأعاصير،‏ الزلازل،‏ الحرائق العرَضية،‏ وما شابه ذلك من الكوارث.‏ —‏ جامعة ٩:‏١١‏.‏

      المظالم الماضية يجري حلّها

      ٢١ كيف سيجري التغلب على المظالم الماضية في العالم الجديد؟‏

      ٢١ تصوَّروا كوننا قادرين على رؤية احبائنا يُعادون الى الحياة!‏ وهكذا ستكون للكثيرين فرصتهم الاولى ‹ليطلبوا اللّٰه ويجدوه،‏› وحينئذ ستكون لهم امامهم «الحياة الابدية» التي يمكن ان تكون مكافأة «الخراف.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة