-
يهوه «معطي السلام»برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
يَهْوَهُ «مُعْطِي ٱلسَّلَامِ»
«لِيَكُنِ ٱللّٰهُ مُعْطِي ٱلسَّلَامِ مَعَكُمْ جَمِيعًا!». — رو ١٥:٣٣.
١، ٢ أَيُّ مَوْقِفٍ عَصِيبٍ يُوصَفُ فِي ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ٣٢ وَ ٣٣ مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
فِي مَكَانٍ غَيْرِ بَعِيدٍ عَنْ فَنُوئِيلَ قُرْبَ وَادِي يَبُّوقَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلشَّرْقِيِّ مِنْ نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ، حَدَثَ لِقَاءٌ بَيْنَ أَخَوَيْنِ بَعْدَ جَفَاءٍ دَامَ طَوِيلًا. فَقَدْ سَمِعَ عِيسُو أَنَّ أَخَاهُ ٱلتَّوْأَمَ يَعْقُوبَ عَائِدٌ إِلَى مَوْطِنِهِ. لِذلِكَ، جَمَعَ ٤٠٠ رَجُلٍ وَٱنْطَلَقَ لِلِقَائِهِ. فَخَافَ يَعْقُوبُ أَنْ يَكُونَ أَخُوهُ لَا يَزَالُ حَاقِدًا عَلَيْهِ وَيُرِيدُ قَتْلَهُ، رَغْمَ أَنَّ ٢٠ سَنَةً مَرَّتْ مُنْذُ بَاعَهُ عِيسُو ٱلْبَكُورِيَّةَ. وَتَحَسُّبًا لِأَيَّةِ مُوَاجَهَةٍ عِدَائِيَّةٍ، أَهْدَاهُ يَعْقُوبُ عَلَى مَرَاحِلَ مَا يَزِيدُ عَنْ ٥٥٠ رَأْسًا مِنَ ٱلْمَوَاشِي. وَعِنْدَ إِرْسَالِ كُلِّ قَطِيعٍ، كَانَ خُدَّامُهُ يَقُولُونَ لِعِيسُو إِنَّهُ هَدِيَّةٌ مِنْهُ.
٢ وَأَخِيرًا، أَتَتِ ٱللَّحْظَةُ ٱلْحَاسِمَةُ. فَفِيمَا كَانَ يَعْقُوبُ يَتَقَدَّمُ بِشَجَاعَةٍ نَحْوَ عِيسُو، سَجَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ لَا مَرَّةً وَاحِدَةً بَلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ. لكِنَّهُ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ قَامَ بِأَهَمِّ خُطْوَةٍ لِتَلْيِينِ قَلْبِ أَخِيهِ: اَلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ لِيُنْقِذَهُ مِنْ يَدِهِ. وَهَلِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَاتَهُ؟ أَجَلْ، بِٱلتَّأْكِيدِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا: «رَكَضَ عِيسُو لِلِقَائِهِ، وَعَانَقَهُ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ». — تك ٣٢:١١-٢٠؛ ٣٣:١-٤.
٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَةِ يَعْقُوبَ وَعِيسُو؟
٣ تُظْهِرُ رِوَايَةُ يَعْقُوبَ وَعِيسُو أَنَّهُ يَنْبَغِي بَذْلُ جُهُودٍ دَؤُوبَةٍ لِتَسْوِيَةِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُهَدِّدُ ٱلسَّلَامَ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَقَدْ سَعَى يَعْقُوبُ إِلَى ٱلتَّصَالُحِ مَعَ عِيسُو، رَغْمَ أَنَّهُ لَيْسَ ٱلْمُخْطِئَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَذِرَ. فَعِيسُو هُوَ ٱلَّذِي ٱحْتَقَرَ ٱلْبَكُورِيَّةَ وَبَاعَهَا لِيَعْقُوبَ مُقَابِلَ طَاسٍ مِنْ طَبِيخِ ٱلْعَدَسِ. (تك ٢٥:٣١-٣٤؛ عب ١٢:١٦) لكِنَّ طَرِيقَةَ مُعَامَلَةِ يَعْقُوبَ لِأَخِيهِ تُوضِحُ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلسَّلَامِ مَعَ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ. كَمَا تُظْهِرُ أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقِيقِيَّ يُبَارِكُ صَلَوَاتِنَا وَجُهُودَنَا لِصُنْعِ ٱلسَّلَامِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحْتَوِي أَمْثِلَةً أُخْرَى عَدِيدَةً تُعَلِّمُنَا أَنْ نَكُونَ مُسَالِمِينَ.
اَلِٱقْتِدَاءُ بِأَسْمَى مِثَالٍ
٤ أَيُّ تَرْتِيبٍ صَنَعَهُ ٱللّٰهُ لِإِنْقَاذِ ٱلْبَشَرِ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ؟
٤ إِنَّ أَبْرَزَ مِثَالٍ لِصُنْعِ ٱلسَّلَامِ هُوَ يَهْوَهُ، «مُعْطِي ٱلسَّلَامِ». (رو ١٥:٣٣) فَكِّرْ فِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ لِنَنْعَمَ بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَهُ. فَكَمُتَحَدِّرِينَ خُطَاةٍ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ، نَحْنُ نَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ، «أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ». (رو ٦:٢٣) إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ بِدَافِعِ مَحَبَّتِهِ ٱلشَّدِيدَةِ رَتَّبَ لِإِنْقَاذِنَا بِإِرْسَالِ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيُولَدَ إِنْسَانًا كَامِلًا. وَقَدْ أَذْعَنَ ٱلِٱبْنُ طَوْعًا وَقَبِلَ أَنْ يَلْقَى ٱلْمَوْتَ عَلَى يَدِ أَعْدَاءِ أَبِيهِ. (يو ١٠:١٧، ١٨) وَبَعْدَمَا أُقِيمَ، قَدَّمَ لِلّٰهِ قِيمَةَ دَمِهِ ٱلْمَسْفُوكِ ٱلَّذِي بِهِ فَدَى ٱلْخُطَاةَ ٱلتَّائِبِينَ لِإِنْقَاذِهِمْ مِنَ ٱلْمَوْتِ ٱلْأَبَدِيِّ. — اِقْرَأْ عبرانيين ٩:١٤، ٢٤.
٥، ٦ كَيْفَ يُؤَثِّرُ دَمُ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكُ فِي ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُتَضَرِّرَةِ بَيْنَ ٱللّٰهِ وَٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ؟
٥ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ تَرْتِيبُ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ فِي ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُتَضَرِّرَةِ بَيْنَ ٱللّٰهِ وَٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ؟ تَقُولُ إِشَعْيَا ٥٣:٥: «نَزَلَ عَلَيْهِ ٱلتَّأْدِيبُ مِنْ أَجْلِ سَلَامِنَا، وَبِجِرَاحِهِ صَارَ لَنَا شِفَاءٌ». فَقَدْ أَصْبَحَ ٱلْآنَ فِي مَقْدُورِ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ أَنْ يَنْعَمُوا بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَ ٱللّٰهِ بَدَلَ أَنْ يُعْتَبَرُوا أَعْدَاءَهُ. يَقُولُ بُولُسُ: «اَلَّذِي بِهِ [يَسُوعَ] لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، أَيْ مَغْفِرَةُ زَلَّاتِنَا». — اف ١:٧.
٦ كَمَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «فِيهِ [ٱلْمَسِيحِ] ٱسْتَحْسَنَ ٱللّٰهُ أَنْ يَسْكُنَ كُلُّ ٱلْمِلْءِ». وَهذَا لِأَنَّ لَهُ ٱلدَّوْرَ ٱلرَّئِيسِيَّ فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. وَمَا هُوَ قَصْدُهُ؟ ‹أَنْ يُصَالِحَ سَائِرَ ٱلْأَشْيَاءِ مَعَ نَفْسِهِ صَانِعًا ٱلسَّلَامَ بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَسْفُوكِ›. وَ «سَائِرُ ٱلْأَشْيَاءِ» هِيَ «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» وَ «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ». فَإِلَامَ تُشِيرُ هذِهِ؟ — اِقْرَأْ كولوسي ١:١٩، ٢٠.
٧ إِلَامَ تُشِيرُ عِبَارَتَا «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» وَ «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ»؟
٧ يُتِيحُ تَرْتِيبُ ٱلْفِدْيَةِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ ‹تَبَرَّرُوا› كَأَبْنَاءِ ٱللّٰهِ أَنْ ‹يَنْعَمُوا بِٱلسَّلَامِ مَعَهُ›. (اِقْرَأْ روما ٥:١.) وَيُشَارُ إِلَيْهِمْ بِعِبَارَةِ «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» لِأَنَّهُمْ يَتَمَتَّعُونَ بِرَجَاءٍ سَمَاوِيٍّ «وَسَيَمْلِكُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ» وَيَخْدُمُونَ كَهَنَةً لِلّٰهِ. (رؤ ٥:١٠) وَبِٱلْمُقَابِلِ، تُشِيرُ عِبَارَةُ «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ» إِلَى ٱلْبَشَرِ ٱلتَّائِبِينَ ٱلَّذِينَ سَيَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. — مز ٣٧:٢٩.
٨ كَيْفَ تَشْعُرُونَ حِينَ تَتَأَمَّلُونَ فِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ لِيُتِيحَ لِلْبَشَرِ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِٱلسَّلَامِ مَعَهُ؟
٨ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي أَفَسُسَ مُعَبِّرًا عَنْ تَقْدِيرِهِ ٱلْقَلْبِيِّ لِتَرْتِيبِ يَهْوَهَ: «اَللّٰهُ ٱلْغَنِيُّ بِٱلرَّحْمَةِ، . . . أَحْيَانَا جَمِيعًا مَعَ ٱلْمَسِيحِ، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ فِي ٱلزَّلَّاتِ — بِنِعْمَةٍ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ». (اف ٢:٤، ٥) فَسَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُنَا سَمَاوِيًّا أَوْ أَرْضِيًّا، نَحْنُ مَدِينُونَ لِلّٰهِ بِٱلشُّكْرِ عَلَى رَحْمَتِهِ وَنِعْمَتِهِ. فَكَمْ تَطْفَحُ قُلُوبُنُا بِٱلِٱمْتِنَانِ لَهُ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ لِيُتِيحَ لِلْبَشَرِ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِٱلسَّلَامِ مَعَهُ! أَفَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا تَأَمُّلُنَا فِي مِثَالِ ٱللّٰهِ أَنْ نَكُونَ صَانِعِي سَلَامٍ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ أَوْضَاعًا تُهَدِّدُ وَحْدَةَ وَسَلَامَ ٱلْجَمَاعَةِ؟
اَلتَّعَلُّمُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ
٩، ١٠ كَيْفَ بَرْهَنَ إِبْرَاهِيمُ أَنَّهُ صَانِعُ سَلَامٍ فِي تَعَامُلِهِ مَعَ لُوطٍ حِينَ وَقَعَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ رُعْيَانِهِمَا؟
٩ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْأَبِ ٱلْجَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ: «‹آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِيَهْوَهَ، فَحُسِبَ لَهُ ذٰلِكَ بِرًّا›، وَدُعِيَ ‹صَدِيقَ يَهْوَهَ›». (يع ٢:٢٣) وَقَدْ ظَهَرَ إِيمَانُهُ بِمُسَالَمَتِهِ ٱلْآخَرِينَ. مَثَلًا، عِنْدَمَا ٱزْدَادَتْ مَوَاشِيهِ، وَقَعَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ رُعْيَانِهِ وَرُعْيَانِ ٱبْنِ أَخِيهِ لُوطٍ. (تك ١٢:٥؛ ١٣:٧) فَكَانَ ٱلْحَلُّ ٱلْأَمْثَلُ أَنْ يَنْفَصِلَا. وَمَاذَا فَعَلَ إِبْرَاهِيمُ فِي هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْحَسَّاسِ؟ لَمْ يَسْتَغِلَّ عُمْرَهُ وَمَكَانَتَهُ عِنْدَ ٱللّٰهِ لِيُمْلِيَ عَلَى ٱبْنِ أَخِيهِ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ، بَلْ بَرْهَنَ أَنَّهُ صَانِعُ سَلَامٍ بِحَقٍّ.
١٠ فَقَدْ قَالَ لِلُوطٍ: «لَا تَكُنْ خُصُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعْيَانِي وَرُعْيَانِكَ، لِأَنَّنَا نَحْنُ رَجُلَانِ أَخَوَانِ». ثُمَّ تَابَعَ: «أَلَيْسَتِ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا بَيْنَ يَدَيْكَ؟ مِنْ فَضْلِكَ، ٱنْفَصِلْ عَنِّي. إِنْ ذَهَبْتَ إِلَى ٱلْيَسَارِ، أَذْهَبُ إِلَى ٱلْيَمِينِ؛ وَإِنْ ذَهَبْتَ إِلَى ٱلْيَمِينِ، أَذْهَبُ إِلَى ٱلْيَسَارِ». وَمَعَ أَنَّ لُوطًا ٱخَتَارَ ٱلْقِسْمَ ٱلْخَصْبَ مِنَ ٱلْأَرْضِ، لَمْ يُضْمِرْ إِبْرَاهِيمُ ٱلضَّغِينَةَ لَهُ. (تك ١٣:٨-١١) فَحِينَ أَسَرَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلْغَازِيَةُ لُوطًا، لَمْ يَتَرَدَّدْ فِي إِنْقَاذِهِ. — تك ١٤:١٤-١٦.
١١ كَيْفَ سَعَى إِبْرَاهِيمُ لِيَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ جِيرَانِهِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ؟
١١ فَكِّرْ أَيْضًا كَيْفَ سَعَى إِبْرَاهِيمُ لِيَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ جِيرَانِهِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. فَهؤُلَاءِ ‹ٱغْتَصَبُوا› بِئْرَ ٱلْمَاءِ ٱلَّتِي حَفَرَهَا خُدَّامُهُ فِي بِئْرَ سَبْعَ. فَمَاذَا كَانَ سَيَفْعَلُ هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي هَزَمَ أَرْبَعَةَ مُلُوكٍ وَأَنْقَذَ ٱبْنَ أَخِيهِ مِنْ يَدِهِمْ؟ بَدَلَ أَنْ يُحَارِبَهُمْ وَيَسْتَعِيدَ بِئْرَهُ، ٱخْتَارَ أَلَّا يُحَرِّكَ سَاكِنًا. وَلَمْ يُثِرْ إِبْرَاهِيمُ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ إِلَّا حِينَ زَارَهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْفِلِسْطِيُّ لِيَقْطَعَ مَعَهُ عَهْدَ سَلَامٍ طَالِبًا مِنْهُ أَنْ يَحْلِفَ لَهُ بِٱللّٰهِ أَنْ يَصْنَعَ لُطْفًا إِلَى نَسْلِهِ. فَفُوجِئَ ٱلْمَلِكُ لَدَى سَمَاعِهِ بِسَرِقَةِ ٱلْبِئْرِ وَأَعَادَهَا إِلَيْهِ. وَهكَذَا عَاشَ إِبْرَاهِيمُ بِسَلَامٍ كَمُتَغَرِّبٍ فِي أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. — تك ٢١:٢٢-٣١، ٣٤.
١٢، ١٣ (أ) كَيْفَ حَذَا إِسْحَاقُ حَذْوَ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ؟ (ب) كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَهُ إِسْحَاقَ بِسَبَبِ مُحَافَظَتِهِ عَلَى ٱلسَّلَامِ؟
١٢ حَذَا إِسْحَاقُ حَذْوَ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ فِي مُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ. وَيَتَّضِحُ ذلِكَ مِنْ تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. فَبِسَبَبِ حُدُوثِ مَجَاعَةٍ فِي ٱلْأَرْضِ، ٱرْتَحَلَ إِسْحَاقُ مَعَ عَائِلَتِهِ مِنْ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي فِي مَنْطِقَةِ ٱلنَّقَبِ ٱلْقَاحِلَةِ بِٱتِّجَاهِ ٱلشَّمَالِ، إِلَى مُقَاطَعَةِ جَرَارَ ٱلْفِلِسْطِيَّةِ ٱلْخَصْبَةِ. وَهُنَاكَ، بَارَكَهُ يَهْوَهُ بِغِلَالٍ وَافِرَةٍ وَزَادَ عَدَدَ مَوَاشِيهِ، فَحَسَدَهُ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ. وَإِذْ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَغْتَنِيَ كَمَا ٱغْتَنَى أَبُوهُ، طَمُّوا ٱلْآبَارَ ٱلَّتِي حَفَرَهَا خُدَّامُ إِبْرَاهِيمَ فِي ٱلْمَنْطِقَةِ. حَتَّى إِنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلْفِلِسْطِيَّ قَالَ لِإِسْحَاقَ أَنْ ‹يَنْتَقِلَ مِنْ جِوَارِهِمْ›. فَمَا كَانَ مِنْ هذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْمُسَالِمِ إِلَّا أَنْ نَفَّذَ مَا طُلِبَ مِنْهُ. — تك ٢٤:٦٢؛ ٢٦:١، ١٢-١٧.
١٣ وَبَعْدَمَا ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ، حَفَرَ رُعَاتُهُ بِئْرَ مَاءٍ أُخْرَى. فَزَعَمَ رُعَاةُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ أَنَّ ٱلْمَاءَ لَهُمْ. إِلَّا أَنَّهُ كَأَبِيهِ لَمْ يُخَاصِمْهُمْ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِئْرِ، بَلْ طَلَبَ مِنْ رِجَالِهِ أَنْ يَحْفِرُوا بِئْرًا أُخْرَى. فَطَالَبَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ بِهذِهِ أَيْضًا عَلَى أَنَّهَا لَهُمْ. فَٱنْتَقَلَ إِسْحَاقُ مَعَ أُسْرَتِهِ وَكُلِّ مَا لَهُ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ لِيُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ. وَهُنَاكَ حَفَرَ خُدَّامُهُ بِئْرًا دَعَا ٱسْمَهَا رَحُوبُوتَ. ثُمَّ ٱرْتَحَلَ إِلَى مَنْطِقَةِ بِئْرَ سَبْعَ ٱلْأَكْثَرِ خُصُوبَةً حَيْثُ بَارَكَهُ يَهْوَهُ وَقَالَ لَهُ: «لَا تَخَفْ، لِأَنِّي مَعَكَ، وَلَأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ خَادِمِي». — تك ٢٦:١٧-٢٥.
١٤ كَيْفَ بَرْهَنَ إِسْحَاقُ أَنَّهُ صَانِعُ سَلَامٍ حِينَ طَلَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْفِلِسْطِيُّ أَنْ يَقْطَعَ مَعَهُ عَهْدَ سَلَامٍ؟
١٤ لِكَيْ يُحَافِظَ إِسْحَاقُ عَلَى ٱلسَّلَامِ، ٱخْتَارَ أَنْ يَرْتَحِلَ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يُصِرَّ عَلَى حَقِّهِ فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْآبَارِ ٱلَّتِي حَفَرَهَا خُدَّامُهُ. فَقَدْ كَانَ يَحْظَى بِدَعْمِ يَهْوَهَ. وَهذَا مَا ٱعْتَرَفَ بِهِ لَاحِقًا ٱلْمَلِكُ ٱلْفِلِسْطِيُّ. فَحِينَ أَتَى مَعَ ٱثْنَيْنِ مِنْ رَسْمِيِّيهِ لِزِيَارَتِهِ فِي بِئْرَ سَبْعَ لِيَقْطَعُوا مَعَهُ عَهْدَ سَلَامٍ، قَالَ لَهُ: «لَقَدْ رَأَيْنَا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَكَ». وَهذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا، بَرْهَنَ إِسْحَاقُ أَنَّهُ صَانِعُ سَلَامٍ. يَقُولُ ٱلسِّجِلُّ: «صَنَعَ لَهُمْ [لِزَائِرِيهِ] وَلِيمَةً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا. وَبَكَّرُوا فِي ٱلصَّبَاحِ، وَأَقْسَمَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. ثُمَّ صَرَفَهُمْ . . . بِسَلَامٍ». — تك ٢٦:٢٦-٣١.
اَلتَّعَلُّمُ مِنْ مِثَالِ يُوسُفَ
١٥ لِمَاذَا لَمْ يَقْدِرْ إِخْوَةُ يُوسُفَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلَامٍ؟
١٥ كَانَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ «إِنْسَانًا بِلَا لَوْمٍ». (تك ٢٥:٢٧) فَكَمَا رَأَيْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ، سَعَى إِلَى مُصَالَحَةِ أَخِيهِ عِيسُو. وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ تَعَلَّمَ ٱلْمُسَالَمَةَ مِنْ مِثَالِ أَبِيهِ. وَلكِنْ مَاذَا عَنْ أَبْنَاءِ يَعْقُوبَ؟ مِنْ بَيْنِ ٱلـ ١٢ ٱبْنًا، كَانَ يُوسُفُ ٱلْأَحَبَّ إِلَى قَلْبِهِ. فَقَدْ كَانَ يَتَحَلَّى بِٱلطَّاعَةِ وَٱلِٱحْتِرَامِ وَيَهْتَمُّ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا بِمَصَالِحِ أَبِيهِ. (تك ٣٧:٢، ١٤) غَيْرَ أَنَّ إِخْوَتَهُ ٱلْأَكْبَرَ غَارُوا مِنْهُ جِدًّا حَتَّى إِنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلَامٍ. وَبِقُلُوبٍ مُتَحَجِّرَةٍ، بَاعُوهُ إِلَى ٱلْعُبُودِيَّةِ ثُمَّ خَدَعُوا أَبَاهُمْ بِجَعْلِهِ يَعْتَقِدُ أَنَّ وَحْشًا شَرِسًا قَتَلَهُ. — تك ٣٧:٤، ٢٨، ٣١-٣٣.
١٦، ١٧ كَيْفَ بَرْهَنَ يُوسُفُ أَنَّهُ شَخْصٌ مُسَالِمٌ؟
١٦ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَ يُوسُفَ. فَبَعْدَ فَتْرَةٍ، أَصْبَحَ كَبِيرَ وُزَرَاءِ مِصْرَ، ٱلثَّانِيَ فِي ٱلسُّلْطَةِ بَعْدَ فِرْعَوْنَ. وَحِينَ ٱضْطُرَّ إِخْوَتُهُ أَنْ يَأْتُوا إِلَى مِصْرَ إِثْرَ مَجَاعَةٍ شَدِيدَةٍ، لَمْ يَعْرِفُوهُ بِسَبَبِ لِبَاسِهِ ٱلرَّسْمِيِّ. (تك ٤٢:٥-٧) وَكَمْ كَانَ سَهْلًا أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُمْ عَلَى مُعَامَلَتِهِمِ ٱلْقَاسِيَةِ لَهُ وَلِأَبِيهِ! لكِنْ بَدَلًا مِنَ ٱلثَّأْرِ، سَعَى إِلَى مُصَالَحَتِهِمْ. وَعِنْدَمَا تَأَكَّدَ أَنَّهُمْ تَابُوا، عَرَّفَهُمْ بِنَفْسِهِ وَقَالَ: «لَا تَحْزَنُوا وَلَا تَغْتَاظُوا لِأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا؛ لِأَنَّهُ لِٱسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِي ٱللّٰهُ قُدَّامَكُمْ». ثُمَّ قَبَّلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ وَبَكَى عَلَيْهِمْ. — تك ٤٥:١، ٥، ١٥.
١٧ وَعَقِبَ مَوْتِ أَبِيهِمْ يَعْقُوبَ، خَافَ إِخْوَةُ يُوسُفَ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُمْ، فَأَعْرَبُوا لَهُ عَنْ مَخَاوِفِهِمْ. وَهذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا، بَرْهَنَ أَنَّهُ شَخْصٌ مُسَالِمٌ. فَقَدْ «بَكَى» وَأَجَابَهُمْ: «لَا تَخَافُوا. أَنَا أُزَوِّدُكُمْ وَأَطْفَالَكُمْ بِٱلطَّعَامِ». وَهكَذَا «عَزَّاهُمْ وَطَمْأَنَهُمْ بِكَلَامِهِ». — تك ٥٠:١٥-٢١.
«كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا»
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ ٱسْتَفَدْتُمْ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَمْثِلَةِ صَانِعِي ٱلسَّلَامِ ٱلَّتِي تَنَاوَلْنَاهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ قَالَ بُولُسُ: «إِنَّ كُلَّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا، حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ». (رو ١٥:٤) فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي مِثَالِ يَهْوَهَ ٱلْأَسْمَى، فَضْلًا عَنْ مِثَالِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ؟
١٩ إِنَّ ٱلتَّقْدِيرَ لِمَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ بِهَدَفِ إِصْلَاحِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُتَضَرِّرَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ يَدْفَعُنَا إِلَى بَذْلِ أَقْصَى جُهْدِنَا لِمُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، يُبْرِزُ مِثَالُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ يَتْرُكُونَ أَثَرًا جَيِّدًا فِي أَوْلَادِهِمْ. كَمَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ جُهُودَ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِصُنْعِ ٱلسَّلَامِ. فَلَا عَجَبَ أَنْ يَصِفَ بُولُسُ يَهْوَهَ بِأَنَّهُ «مُعْطِي ٱلسَّلَامِ». (اِقْرَأْ روما ١٥:٣٣؛ ١٦:٢٠.) وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ لِمَاذَا شَدَّدَ بُولُسُ عَلَى ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ وَكَيْفَ نَكُونُ صَانِعِي سَلَامٍ.
-
-
اسعَ في أثر السلامبرج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
اِسْعَ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ
«لِنَسْعَ . . . فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ». — رو ١٤:١٩.
١، ٢ لِمَاذَا يَنْعَمُ شُهُودُ يَهْوَهَ بِٱلسَّلَامِ فِي مَا بَيْنَهُمْ؟
مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نَجِدَ ٱلسَّلَامَ ٱلْحَقِيقِيَّ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. فَحَتَّى ٱلنَّاسُ ٱلَّذِينَ يَنْتَمُونَ إِلَى ٱلْقَوْمِيَّةِ نَفْسِهَا وَيَتَكَلَّمُونَ ٱللُّغَةَ عَيْنَهَا غَالِبًا مَا يَكُونُونَ مُنْقَسِمِينَ دِينِيًّا، سِيَاسِيًّا، أَوِ ٱجْتِمَاعِيًّا. وَبِٱلْمُقَابِلِ، يَنْعَمُ شَعْبُ يَهْوَهَ بِٱلْوَحْدَةِ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَأْتُونَ «مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ». — رؤ ٧:٩.
٢ وَهذَا ٱلسَّلَامُ ٱلسَّائِدُ عُمُومًا بَيْنَنَا لَيْسَ وَلِيدَ ٱلصُّدْفَةِ. فَهُوَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ يَعُودُ إِلَى أَنَّنَا «نَنْعَمُ بِٱلسَّلَامِ مَعَ ٱللّٰهِ» مِنْ خِلَالِ ٱلْإِيمَانِ بِٱبْنِهِ ٱلَّذِي سُفِكَ دَمُهُ لِغُفْرَانِ خَطَايَانَا. (رو ٥:١؛ اف ١:٧) كَمَا أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَمْنَحُ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يُشَكِّلُ ٱلسَّلَامُ أَحَدَ أَوْجُهِ ثَمَرِهِ. (غل ٥:٢٢) إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، نَحْنُ ‹لَسْنَا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ›. (يو ١٥:١٩) فَفِي ٱلشُّؤُونِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ، لَا نَنْحَازُ إِلَى أَيِّ طَرَفٍ وَنَبْقَى عَلَى ٱلْحِيَادِ. وَبِمَا أَنَّنَا ‹طَبَعْنَا سُيُوفَنَا سِكَكًا›، لَا نَشْتَرِكُ فِي ٱلْحُرُوبِ ٱلْأَهْلِيَّةِ أَوِ ٱلدُّوَلِيَّةِ. — اش ٢:٤.
٣ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلسَّلَامُ ٱلَّذِي نَنْعَمُ بِهِ، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ نَحْنُ ‹نُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا› مَعَ أَنَّ جَمَاعَاتِنَا تَضُمُّ عُرُوقًا وَحَضَارَاتٍ كَثِيرَةً. (يو ١٥:١٧) إِلَّا أَنَّ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي نَنْعَمُ بِهِ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى عَدَمِ أَذِيَّةِ إِخْوَتِنَا. بَلْ يَشْمُلُ أَيْضًا «صُنْعَ ٱلصَّلَاحِ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غل ٦:١٠) وَيَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّرَ هذَا ٱلْفِرْدَوْسَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلسِّلْمِيَّ وَنَصُونَهُ. لِذلِكَ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ.
عِنْدَمَا نَعْثُرُ
٤ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَحَدٍ؟
٤ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «جَمِيعًا نَعْثُرُ مِرَارًا كَثِيرَةً. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْثُرُ فِي ٱلْكَلَامِ، فَذَاكَ إِنْسَانٌ كَامِلٌ». (يع ٣:٢) لِذلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَنْشَأَ ٱلْخِلَافَاتُ وَإِسَاءَاتُ ٱلْفَهْمِ بَيْنَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. (في ٤:٢، ٣) لكِنَّ ٱلْمَشَاكِلَ بَيْنَ ٱلْأَفْرَادِ يُمْكِنُ حَلُّهَا دُونَ تَعْكِيرِ سَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ. تَأَمَّلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ فِي ٱلْمَشُورَةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نُطَبِّقَهَا إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَحَدٍ. — اِقْرَأْ متى ٥:٢٣، ٢٤.
٥ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ عِنْدَمَا يُسَاءُ إِلَيْنَا؟
٥ وَمَاذَا لَوْ أَسَاءَ أَحَدٌ إِلَيْنَا؟ هَلْ نَتَوَقَّعُ مِنْهُ أَنْ يُبَادِرَ إِلَى ٱلِٱعْتِذَارِ مِنَّا؟ تَذْكُرُ ١ كُورِنْثُوسُ ١٣:٥: «[اَلْمَحَبَّةُ] لَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ». فَحِينَ نُسَامِحُ وَنَنْسَى نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ. (اِقْرَأْ كولوسي ٣:١٣.) وَهذِهِ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِمُعَالَجَةِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلْيَوْمِيَّةِ ٱلطَّفِيفَةِ لِأَنَّهَا تُسَاهِمُ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا وَتَمْنَحُنَا سَلَامَ ٱلْعَقْلِ. يَقُولُ أَحَدُ ٱلْأَمْثَالِ: «جَمَالُ [ٱلْإِنْسَانِ] أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنِ ٱلْمَعْصِيَةِ». — ام ١٩:١١.
٦ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا ٱلتَّغَاضِيَ عَنْ إِسَاءَةٍ مَا؟
٦ وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا ٱلتَّغَاضِيَ عَنْ إِسَاءَةٍ مَا؟ لَا رَيْبَ أَنَّ ٱلتَّكَلُّمَ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ أَمَامَ كُلِّ مَنْ يُعِيرُنَا أُذُنًا صَاغِيَةً لَيْسَ مَسْلَكَ حِكْمَةٍ لِأَنَّ ٱلثَّرْثَرَةَ لَا تَعْمَلُ إِلَّا عَلَى تَعْكِيرِ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَكَيْفَ يُمْكِنُ حَلُّ ٱلْمَسْأَلَةِ بِسَلَامٍ؟ تَقُولُ مَتَّى ١٨:١٥: «إِنِ ٱرْتَكَبَ أَخُوكَ خَطِيَّةً، فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ لَكَ، رَبِحْتَ أَخَاكَ». صَحِيحٌ أَنَّ مَتَّى ١٨:١٥-١٧ تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبْدَأَ ٱلْمَذْكُورَ فِي ٱلْعَدَدِ ١٥ يُمْكِنُ ٱتِّبَاعُهُ فِي حَالَاتِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلطَّفِيفَةِ. فَيَنْبَغِي أَنْ نَتَحَدَّثَ مَعَ ٱلْمُسِيءِ بِلُطْفٍ وَعَلَى ٱنْفِرَادٍ لِرَدِّ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلسِّلْمِيَّةِ بِهِ.a
٧ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُسَارِعَ إِلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ؟
٧ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اِسْخَطُوا، وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا. لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلَا تُفْسِحُوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا». (اف ٤:٢٦، ٢٧) وَقَالَ يَسُوعُ: «سَارِعْ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْأُمُورِ مَعَ ٱلْمُشْتَكِي عَلَيْكَ». (مت ٥:٢٥) إِذًا، يَقْتَضِي ٱلسَّعْيُ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ أَنْ نُسَارِعَ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْمَشَاكِلِ. وَلِمَاذَا؟ مَنْعًا لِتَفَاقُمِهَا لِأَنَّ تَأْجِيلَ حَلِّهَا هُوَ كَتَرْكِ جُرْحٍ مُلْتَهِبٍ دُونَ عِلَاجٍ. فَلَا يَجِبُ أَنْ نَدَعَ ٱلْكِبْرِيَاءَ، ٱلْحَسَدَ، أَوْ مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ تُعِيقُنَا عَنْ حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ بِسُرْعَةٍ. — يع ٤:١-٦.
حِينَ تَخْتَلِفُ وُجْهَاتُ ٱلنَّظَرِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
٨، ٩ (أ) أَيُّ ٱخْتِلَافٍ فِي وُجْهَاتِ ٱلنَّظَرِ حَدَثَ فِي جَمَاعَةِ رُومَا؟ (ب) أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا؟
٨ أَحْيَانًا، لَا يَكُونُ ٱلْخِلَافُ بَيْنَ شَخْصَيْنِ فَقَطْ. وَهذِهِ كَانَتْ حَالَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا ٱلَّذِينَ كَتَبَ إِلَيْهِمِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رِسَالَةً مُوحًى بِهَا. فَٱلْبَعْضُ فِي تِلْكَ ٱلْجَمَاعَةِ كَانُوا يَسْتَهِينُونَ بِذَوِي ٱلضَّمَائِرِ ٱلضَّعِيفَةِ، أَيِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُمْ ضَمِيرُهُمْ بِٱلْقِيَامِ بِأُمُورٍ مُعَيَّنَةٍ. فَهؤُلَاءِ كَانُوا يَدِينُونَ غَيْرَهُمْ فِي مَسَائِلَ شَخْصِيَّةٍ بَحْتَةٍ. فَأَيَّةُ نَصِيحَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْجَمَاعَةِ؟ — رو ١٤:١-٦.
٩ لَقَدْ وَجَّهَ كَلَامَهُ إِلَى ٱلْفَرِيقَيْنِ ٱلْمُتَنَازِعَيْنِ. فَقَالَ لِلَّذِينَ فَهِمُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ أَلَّا يَسْتَهِينُوا بِإِخْوَتِهِمْ. (رو ١٤:٢، ١٠) فَمَوْقِفٌ كَهذَا يُعْثِرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا لَا يَزَالُونَ يَشْمَئِزُّونَ مِنْ تَنَاوُلِ أَطْعِمَةٍ حَرَّمَتْهَا ٱلشَّرِيعَةُ. قَالَ لَهُمْ بُولُسُ: «لَا تَهْدِمْ عَمَلَ ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِ ٱلطَّعَامِ». ثُمَّ تَابَعَ: «حَسَنٌ أَلَّا تَأْكُلَ لَحْمًا وَلَا تَشْرَبَ خَمْرًا وَلَا تَفْعَلَ شَيْئًا يَعْثُرُ بِهِ أَخُوكَ». (رو ١٤:١٤، ١٥، ٢٠، ٢١) أَمَّا ذَوُو ٱلضَّمَائِرِ ٱلضَّعِيفَةِ فَنَصَحَهُمْ أَلَّا يَدِينُوا إِخْوَتَهُمُ ٱلْأَكْثَرَ ٱنْفِتَاحًا مُعْتَبِرِينَهُمْ غَيْرَ أُمَنَاءَ. (رو ١٤:١٣) فَقَدْ أَوْصَى ‹كُلَّ مَنْ هُوَ بَيْنَهُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ›. (رو ١٢:٣) وَبَعْدَ تَقْدِيمِهِ ٱلْمَشُورَةَ لِلطَّرَفَيْنِ ذَكَرَ: «لِنَسْعَ إِذًا فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ وَمَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا». — رو ١٤:١٩.
١٠ عَلَى غِرَارِ جَمَاعَةِ رُومَا، مَاذَا يَلْزَمُ لِتَسْوِيَةِ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلْيَوْمَ؟
١٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي جَمَاعَةِ رُومَا تَجَاوَبُوا مَعَ مَشُورَةِ بُولُسَ وَأَجْرَوُا ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةَ. وَعَلَى غِرَارِهِمْ، يَجِبُ ٱلْيَوْمَ تَسْوِيَةُ ٱلْخِلَافَاتِ حُبِّيًّا بِتَطْبِيقِ مَشُورَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَيَلْزَمُ أَنْ يَصْنَعَ ٱلطَّرَفَانِ ٱلْمُتَنَازِعَانِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ لِكَيْ ‹يُحَافِظُوا عَلَى ٱلسَّلَامِ بَعْضُهُمْ نَحْوَ بَعْضٍ›. — مر ٩:٥٠.
عِنْدَمَا تُطْلَبُ ٱلْمُسَاعَدَةُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ
١١ مِمَّ يَلْزَمُ أَنْ يَحْذَرَ ٱلشَّيْخُ عِنْدَمَا يُخْبِرُهُ مَسِيحِيٌّ عَنْ مُشْكِلَةٍ مَعَ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
١١ مَاذَا لَوْ أَخْبَرَ مَسِيحِيٌّ شَيْخًا عَنْ مُشْكِلَةٍ مَعَ أَحَدِ أَقْرِبَائِهِ أَوْ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟ تَذْكُرُ أَمْثَالُ ٢١:١٣: «مَنْ يَسُدُّ أُذُنَهُ عَنْ صُرَاخِ تَشَكِّي ٱلْمِسْكِينِ فَهُوَ أَيْضًا يَدْعُو وَلَا يُسْتَجَابُ». وَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ ٱلشَّيْخَ لَا «يَسُدُّ أُذُنَهُ». لكِنَّ مَثَلًا آخَرَ يُحَذِّرُ: «اَلْأَوَّلُ فِي عَرْضِ دَعْوَاهُ بَارٌّ، فَيَأْتِي صَاحِبُهُ وَيَفْحَصُهُ». (ام ١٨:١٧) فَمَعَ أَنَّ ٱلشَّيْخَ يَنْبَغِي أَنْ يُصْغِيَ بِلُطْفٍ، يَلْزَمُ أَنْ يَنْتَبِهَ لِئَلَّا يَنْحَازَ إِلَى ٱلْمُشْتَكِي. وَبَعْدَ ٱلْإِصْغَاءِ إِلَيْهِ، بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْأَلَهُ هَلْ تَكَلَّمَ مَعَ ٱلْمُسِيءِ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ. كَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُرَاجِعَ مَعَهُ كَيْفَ يَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ بِٱتِّبَاعِ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلْمُشَارِ إِلَيْهَا فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
١٢ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً تُظْهِرُ خَطَرَ ٱلتَّسَرُّعِ فِي ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ بَعْدَ ٱلسَّمَاعِ لِلْمُشْتَكِي.
١٢ تَرِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ثَلَاثَةُ أَمْثِلَةٍ تُبْرِزُ خَطَرَ ٱلتَّسَرُّعِ فِي ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ بَعْدَ ٱلسَّمَاعِ لِطَرَفٍ وَاحِدٍ فَقَطْ. فَفُوطِيفَارُ صَدَّقَ رِوَايَةَ زَوْجَتِهِ أَنَّ يُوسُفَ حَاوَلَ ٱغْتِصَابَهَا. وَمِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ زَجَّهُ فِي ٱلسِّجْنِ. (تك ٣٩:١٩، ٢٠) وَٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَيْضًا صَدَّقَ صِيبَا حِينَ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَفِيبُوشَثَ يَدْعَمُ أَعْدَاءَهُ. فَتَسَرَّعَ وَقَالَ لَهُ: «هُوَذَا لَكَ كُلُّ مَا هُوَ لِمَفِيبُوشَثَ». (٢ صم ١٦:٤؛ ١٩:٢٥-٢٧) كَمَا صَدَّقَ ٱلْمَلِكُ أَرْتَحْشَسْتَا ٱلْخَبَرَ ٱلْكَاذِبَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ يُعِيدُونَ بِنَاءَ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ يَنْوُونَ ٱلتَّمَرُّدَ عَلَى ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ. فَأَمَرَ بِإِيقَافِ كُلِّ أَعْمَالِ ٱلْبِنَاءِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَهكَذَا تَوَقَّفَ ٱلْعَمَلُ فِي هَيْكَلِ ٱللّٰهِ. (عز ٤:١١-١٣، ٢٣، ٢٤) إِذًا، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَتْبَعَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَشُورَةَ بُولُسَ لِتِيمُوثَاوُسَ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْ إِصْدَارِ أَحْكَامٍ مُسْبَقَةٍ. — اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٥:٢١.
١٣، ١٤ (أ) مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلشَّيْخُ عِنْدَمَا تَنْشَأُ مُشْكِلَةٌ بَيْنَ شَخْصَيْنِ؟ (ب) مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلشُّيُوخُ قَبْلَ ٱلْحُكْمِ فِي مَسْأَلَةٍ مَا؟
١٣ حَتَّى عِنْدَمَا يَسْتَمِعُ ٱلشَّيْخُ إِلَى طَرَفَيِ ٱلنِّزَاعِ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْمَشُورَةَ ٱلتَّالِيَةَ: «مَنْ يَظُنَّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا، فَلَيْسَ يَعْرِفُهُ بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَهُ». (١ كو ٨:٢) فَيَحْسُنُ بِهِ أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَعْرِفُ حَقًّا كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى ٱلنِّزَاعِ؟ هَلْ أَفْهَمُ تَمَامًا خَلْفِيَّةَ ٱلطَّرَفَيْنِ ٱلْمَعْنِيَّيْنِ؟›. فَكَمْ هُوَ ضَرُورِيٌّ أَلَّا يَنْخَدِعَ بِٱلْأَكَاذِيبِ، ٱلْأَسَالِيبِ ٱلْمَاكِرَةِ، أَوِ ٱلشَّائِعَاتِ! وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ٱلْحَاكِمُ ٱلْمُعَيَّنُ مِنْ يَهْوَهَ، يَحْكُمُ بِٱلْبِرِّ لِأَنَّهُ «لَا يَقْضِي بِحَسَبِ مَا يَنْظُرُهُ بِعَيْنَيْهِ، وَلَا يُوَبِّخُ بِحَسَبِ مَا يَسْمَعُهُ بِأُذُنَيْهِ». (اش ١١:٣، ٤) فَرُوحُ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي يُرْشِدُهُ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ، بِإِمْكَانِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ إِرْشَادِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.
١٤ فَقَبْلَ أَنْ يَحْكُمُوا فِي مَسْأَلَةٍ مَا، يَلْزَمُ أَنْ يُصَلُّوا طَلَبًا لِمُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَهَ وَيَعْتَمِدُوا عَلَى إِرْشَادِهِ بِٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَطْبُوعَاتِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ. — مت ٢٤:٤٥.
مُسَالَمَةُ ٱلْآخَرِينَ أَمْ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ؟
١٥ مَتَى يَجِبُ أَنْ نُخْبِرَ ٱلشُّيُوخَ عَنْ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ عَرَفْنَا بِهَا؟
١٥ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَحُضُّنَا أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ، إِلَّا أَنَّهَا تَذْكُرُ أَيْضًا: «اَلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ . . . هِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ». (يع ٣:١٧) فَٱلْمُسَالَمَةُ تَأْتِي ثَانِيًا بَعْدَ ٱلْعِفَّةِ، أَيِ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ ٱلطَّاهِرَةِ وَٱلْعَيْشِ بِمُوجِبِ مَطَالِبِهِ ٱلْبَارَّةِ. لِذلِكَ، إِذَا عَرَفَ مَسِيحِيٌّ بِخَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ ٱرْتَكَبَهَا أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ، يَجِبُ أَنْ يُشَجِّعَهُ عَلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِهَا لِلشُّيُوخِ. (١ كو ٦:٩، ١٠؛ يع ٥:١٤-١٦) وَإِذَا لَمْ يَتَجَاوَبِ ٱلْخَاطِئُ مَعَهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُعْلِمَ ٱلشُّيُوخَ بِٱلْخَطَإِ. فَٱلْتِزَامُهُ ٱلصَّمْتَ بِحُجَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلسَّلَامِ مَعَ ٱلْخَاطِئِ يَجْعَلُهُ شَرِيكًا فِي ٱلْخَطَإِ. — لا ٥:١؛ اِقْرَأْ امثال ٢٩:٢٤.
١٦ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشُّيُوخُ مِنْ حَادِثَةِ يَاهُو وَيَهُورَامَ؟
١٦ وَثَمَّةَ رِوَايَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ أَنَّ بِرَّ يَهْوَهَ أَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً مِنْ مُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ. فَقَدْ أَرْسَلَ ٱللّٰهُ يَاهُو لِتَنْفِيذِ دَيْنُونَتِهِ فِي بَيْتِ ٱلْمَلِكِ أَخْآبَ. فَخَرَجَ لِلِقَائِهِ ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ يَهُورَامُ، ٱبْنُ أَخْآبَ وَإِيزَابِلَ. وَحِينَ رَآهُ قَالَ: «أَسَلَامٌ يَا يَاهُو؟». فَأَجَابَ يَاهُو: «أَيُّ سَلَامٍ مَا دَامَتْ عَهَارَةُ إِيزَابِلَ أُمِّكَ وَشَعْوَذَاتُهَا ٱلْكَثِيرَةُ؟». (٢ مل ٩:٢٢) ثُمَّ أَخَذَ قَوْسَهُ وَرَمَى يَهُورَامَ بِسَهْمِهِ فَنَفَذَ فِي قَلْبِهِ. وَمَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشُّيُوخُ مِنَ ٱلْإِجْرَاءِ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ يَاهُو؟ يَجِبُ أَلَّا يَتَسَاهَلُوا مَعَ ٱلْخُطَاةِ ٱلْعَمْدِيِّينَ وَغَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ مِنْ أَجْلِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلسَّلَامِ. بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَطْرُدُوهُمْ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ لِكَيْ تَظَلَّ تَنْعَمُ بِٱلسَّلَامِ مَعَ ٱللّٰهِ. — ١ كو ٥:١، ٢، ١١-١٣.
١٧ مَاذَا يَحْسُنُ بِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَفْعَلُوا لِيُحَافِظُوا عَلَى ٱلسَّلَامِ؟
١٧ بِمَا أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنِّزَاعَاتِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ تَشْمُلُ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلطَّفِيفَةَ ٱلَّتِي لَا تَقْتَضِي ٱتِّخَاذَ إِجْرَاءٍ قَضَائِيٍّ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَنَسْتُرَ هذِهِ ٱلْأَخْطَاءَ. تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «مَنْ يَسْتُرُ ٱلْمَعْصِيَةَ يَطْلُبُ ٱلْمَحَبَّةَ، وَٱلَّذِي يُكَرِّرُ ٱلْكَلَامَ عَنْ أَمْرٍ يُفَرِّقُ مَنْ بَيْنَهُمْ أُلْفَةٌ». (ام ١٧:٩) وَتَطْبِيقُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ يُسَاعِدُنَا جَمِيعًا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَعَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ. — مت ٦:١٤، ١٥.
اَلسَّعْيُ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ يَجْلُبُ ٱلْبَرَكَاتِ
١٨، ١٩ مَا فَوَائِدُ ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ؟
١٨ إِذَا سَعَيْنَا فِي أَثَرِ «مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ» دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ، نَحْصُدُ بَرَكَاتٍ جَمَّةً. فَحِينَ نَتَمَثَّلُ بِطُرُقِ يَهْوَهَ، نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ وَثِيقَةٍ بِهِ وَنُسَاهِمُ فِي تَوْطِيدِ ٱلْوَحْدَةِ وَٱلسَّلَامِ فِي فِرْدَوْسِنَا ٱلرُّوحِيِّ. كَمَا نَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مَعَ ٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ ‹بِبِشَارَةِ ٱلسَّلَامِ›. (اف ٦:١٥) وَهكَذَا نُصْبِحُ مُجَهَّزِينَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ ‹لِنَكُونَ مُتَرَفِّقِينَ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ، وَلِنَمْلِكَ نَفْسَنَا عِنْدَمَا تَحْصُلُ إِسَاءَةٌ›. — ٢ تي ٢:٢٤.
١٩ لِنَتَذَكَّرْ أَيْضًا «أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ». (اع ٢٤:١٥) وَعِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ هذَا ٱلرَّجَاءُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَيُقَامُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ مَلَايِينُ ٱلْأَشْخَاصِ بِمُخْتَلِفِ ٱلطِّبَاعِ وَٱلشَّخْصِيَّاتِ وَمِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ وَٱلْعُصُورِ — رُجُوعًا إِلَى حِينِ ‹تَأَسَّسَ ٱلْعَالَمُ›. (لو ١١:٥٠، ٥١) وَسَنَحْظَى بِٱمْتِيَازٍ رَائِعٍ أَنْ نُعَلِّمَ ٱلْمُقَامِينَ طُرُقَ ٱلسَّلَامِ. فَكَمْ سَيَكُونُ ٱلتَّدْرِيبُ ٱلَّذِي نَنَالُهُ ٱلْيَوْمَ لِلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مُسَاعِدًا لَنَا آنَذَاكَ!
[الحاشية]
a مِنْ أَجْلِ ٱلْحُصُولِ عَلَى إِرْشَادٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوْلَ مُعَالَجَةِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ كَٱلِٱفْتِرَاءِ وَٱلْخِدَاعِ، ٱنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّل (أُكْتُوبَر) ١٩٩٩، ٱلصَّفَحَاتِ ١٧-٢٢.
-