-
نيل السلام مع اللّٰه بالانتذار والمعموديةبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
نيل السلام مع اللّٰه بالانتذار والمعمودية
«وقال [يهوه]. . . لا تقربوا من انسان عليه السمة.» — حزقيال ٩:٤ و ٦.
١ و ٢ (أ) لماذا الناس عموما ليسوا في سلام مع اللّٰه؟ (ب) لماذا من الحيوي ان ينال الجميع مثل هذا السلام؟
نيل السلام مع اللّٰه؟ ولكن لماذا؟ قليلون من الاشخاص يعتبرون انفسهم في نزاع مع اللّٰه. ولكن هل يمكن ان يكون المرء عدوّا فعليا للّٰه دون ان يعي ذلك؟ اوضح الرسول بولس للمسيحيين في القرن الاول: «الذين نحن ايضا جميعا تصرفنا قبلا بينهم في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والافكار وكنا بالطبيعة ابناء الغضب كالباقين ايضا.» — افسس ٢:٣.
٢ وعلى نحو مماثل اليوم، رغم انكم قد تكونون مهتمين بارضاء اللّٰه فان الخطية الموروثة عن آدم تؤثر في نظرتكم ويمكن ان تحملكم على اتِّباع «مشيئات الجسد.» وحتى اذا كنتم شخصا يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه او حدثا غير معتمد والداه شاهدان فان موقف «أفعل ما اريد» الاناني قد يميز الكثير من حياتكم ويستمر في ابعادكم عن اللّٰه. والشخص الذي يصرّ على مثل هذا المسلك ‹يذخر لنفسه غضبا.› (رومية ٢:٥، كولوسي ١:٢١؛ ٣:٥-٨) وسيعبِّر اللّٰه عن سخطه كاملا في اليوم الذي يقترب بسرعة، «يوم الغضب واستعلان دينونة اللّٰه العادلة.» (رومية ١:٢٨–٢:٦) فكيف يمكنكم نيل السلام مع اللّٰه والنجاة من «يوم الغضب» هذا؟
الاساس للسلام
٣ كيف زوَّد اللّٰه الاساس للمصالحة؟
٣ لقد اخذ يهوه المبادرة في المساعدة. «هو احبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا.» (١ يوحنا ٤:١٠) وموت يسوع الفدائي يستعطف، اي يقنع او يرضي عدل يهوه. وهذا يزوِّد اساسا شرعيا لمغفرة الخطايا، وأخيرا للازالة التامة للعداوة بين اللّٰه والانسان. اجل، من الممكن ان ‹نتصالح مع اللّٰه بموت ابنه،› كما كتب الرسول بولس. — رومية ٥:٨-١٠.
٤ اية رؤيا ذات علاقة أُعطيت لحزقيال، ولماذا هي ذات اهمية لنا؟
٤ ولكن للاستفادة شخصيا من ذبيحة المسيح ينبغي لنا ان نتخذ خطوات معيَّنة. وهذه مبيَّنة في رؤيا مثيرة معطاة للنبي حزقيال، رؤيا يجري اتمامها في وقتنا حيث يقترب ‹يوم غضب› اللّٰه. وقوى تنفيذ احكام اللّٰه يَرمز اليها في الرؤيا ستة رجال مسلحين. وقبل ان يعبِّر هؤلاء عن غضب اللّٰه يقال لرجل سابع يحمل دواة كاتب: «اعبر في وسط المدينة. . . وسم سمة على جباه الرجال الذين يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها. وقال لاولئك [الرجال الستة المسلحين] في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا.. . . ولا تقربوا من انسان عليه السمة.» — حزقيال ٩:١-٦.
٥ ماذا يؤدي الى التوبة؟
٥ واولئك ‹الموسومون› للحماية كانوا مشمئزين لان الاشخاص الذين يدَّعون عبادة الاله الحقيقي كانوا قد ‹ملأوا الارض (عنفا)› وانهمكوا في الفساد الادبي الجنسي والصنمية وكل انواع السلوك الخاطئ الاخرى. (حزقيال ٨:٥-١٨، ارميا ٧:٩) وعلى نحو مماثل اليوم فان الذين سيجري ‹وسمهم› يلزمهم اولا ان يتعلموا، بواسطة درس للكتاب المقدس، ان يقدِّروا مقاييس اللّٰه ويحزنوا قلبيا، اجل، ان ‹يئنوا ويتنهدوا› على التعاليم والممارسات التي تحقِّره. وربما انهمك البعض بسبب الجهل في فعل الخطإ او وافقوا على ذلك بمنح تأييدهم. ولكنهم الآن يبدأون بالنظر الى مثل هذه النشاطات كما ينظر اليها اللّٰه — باشمئزاز! (رومية ١:٢٤-٣٢، اشعياء ٢:٤، رؤيا ١٨:٤، يوحنا ١٥:١٩) وهذا التقدير المتزايد يؤدي الى احدى الخطوات الاولى لنيل السلام مع اللّٰه: التوبة. حثَّ الرسول بطرس: «فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي اوقات الفرج (عوضا عن الغضب) من وجه الرب.» (اعمال ٣:١٩) فكم منعش مثل هذا الغفران!
نيل «السمة»
٦ لاية اسباب جرى وسم بعض الاشخاص في الازمنة القديمة؟
٦ لتجنب غضب اللّٰه كان يجب وسم اولئك الذين «يئنون ويتنهدون» على جبهتهم. (حزقيال ٩:٤) وفي الازمنة القديمة غالبا ما جرى وسم العبيد على الجبهة لاثبات هويتهم بوضوح. والسمات المميزة على الجبهة وغيرها ربما اظهرت ايضا ان الشخص يعبد الها معينا.a (قارنوا اشعياء ٤٤:٥.) ولذلك، في ايامنا هذه، ما هي السمة المميزة والمنقذة الحياة التي تثبت بوضوح هوية حامليها بصفتهم عبّادا وعبيدا حقيقيين ليهوه؟
٧ ما هي السمة المجازية؟
٧ السمة المجازية هي الدليل، كما لو انه ظاهر على جبهتكم المكشوفة، (١) على انكم تلميذ منتذر ومعتمد ليسوع المسيح و (٢) على انكم لبستم الشخصية الجديدة الشبيهة بالمسيح. (افسس ٤:٢٠-٢٤) وبما ان اولئك الذين ‹يوسمون› على هذا النحو يجب اولا ان ينتذروا يلزمنا ان نعرف ما يشمله ذلك. يوضح يسوع: «من اراد ان يأتي ورائي (فلا يكن مُلْكا لنفسه وليحمل خشبة آلامه) ويتبعني.» — مرقس ٨:٣٤.
٨ و ٩ (أ) ماذا يعني أن ‹لا تكونوا مُلْكا لنفسكم›؟ (ب) كيف يمكن ايضاح ما يتطلبه الانتذار؟
٨ والكلمة اليونانية المترجمة الى «لا يكن مُلْكا» تعني «أن ينكر تماما» او «يتخلى.» اذاً، أن ‹لا تكونوا مُلْكا لنفسكم› يعني اكثر من ان تنكروا على نفسكم متعة او انغماسا بين حين وآخر. فهو يعني بالاحرى ان تكونوا على استعداد لتقولوا لنفسكم لا في ما يتعلق بالسماح لحياتكم بأن تسودها رغباتكم وطموحاتكم الشخصية. وتجري مساعدتنا على فهم مدى كلمات يسوع بملاحظة كيفية ترجمة هذه الفكرة بمختلف اللغات: «أن يتوقف المرء عن فعل ما يريده قلبه» (تزيلتالية، المكسيك)، «أن لا يكون المرء لنفسه في ما بعد» (كانهوبالية، غواتيمالا)، و «أن يتحوَّل عن نفسه» (جاويّة، إندونيسيا). اجل، يعني ذلك انتذارا مطلقا، لا مجرد التزام يمكن صنعه لعدد من الامور.
٩ توضح مسيحية تدعى سوزان، كانت سابقا مستقلة تماما، ما عناه لها الانتذار: «كنت اسلم كامل نفسي الى شخص آخر. فيهوه الآن يقرِّر مسلكي، يقول لي ما يجب ان افعل، ويضع اولوياتي.» فهل انتم على استعداد لصنع الانتذار المطلق ذاته ليهوه اللّٰه؟ تذكَّروا ان السمة المجازية تثبت هويتكم انكم للّٰه، عبد سعيد لسيده. — قارنوا خروج ٢١:٥، ٦، رومية ١٤:٨.
١٠ اية امور يجب ان يتأمل فيها المرء قبل صنع الانتذار؟
١٠ «ومَن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله،» سأل يسوع. (لوقا ١٤:٢٨) فهل انتم على استعداد: لحضور الاجتماعات المسيحية قانونيا؟ (عبرانيين ١٠:٢٥) المحافظة على المقياس الادبي السامي الذي وضعه اللّٰه لخدامه؟ (١ تسالونيكي ٤:٣ و ٤، ٧) الاشتراك كاملا قدر استطاعتكم في عمل الكرازة بالملكوت؟ وضع مشيئة اللّٰه اولا عند اختيار مهنة او رسم اهداف في الحياة؟ (متى ٦:٣٣، جامعة ١٢:١) الاعتناء بالتزاماتكم العائلية؟ (افسس ٥:٢٢–٦:٤؛ ١ تيموثاوس ٥:٨) وحالما تصنعون انتذارا شخصيا في الصلاة فان خطوة اخرى تجعل الآخرين يعرفون ذلك رسميا.
المعمودية — لمن؟
١١ الى ماذا ترمز المعمودية، وماذا يُنجز بها؟
١١ اوصى يسوع بأن يعتمد أتباعه. (متى ٢٨:١٩، ٢٠) فكان عليهم ان يُغطَّسوا كليا في الماء ويُرفعوا منه. وكالدفن والقيامة يرمز ذلك جيدا الى موت الشخص عن طريقة حياة انانية واحيائه ليفعل مشيئة اللّٰه. وبالمعمودية تثبتون هويتكم كواحد من شهود يهوه في معاشرة لجماعة اللّٰه العالمية النطاق.b والمعمودية تثبّت اتفاقا رصينا يجري مع اللّٰه. (قارنوا خروج ١٩:٣-٨.) فيجب ان تنسجم حياتكم مع شرائعه. (مزمور ١٥؛ ١ كورنثوس ٦:٩-١١) والمعمودية، التي تعيِّنكم خادما للّٰه، تعكس ايضا «طلب ضمير صالح من اللّٰه» لانكم تعرفون انكم في سلام مع اللّٰه. — ١ بطرس ٣:٢١، عج.
١٢ متى تجري حماية الاولاد بواسطة «سمة» والديهم؟
١٢ وهل ينبغي للاحداث ايضا ان يتأملوا في المعمودية؟ حسنا، تذكَّروا ان يهوه قال للرجال المسلحين الستة في الرؤيا: «الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك. ولا تقربوا من انسان عليه السمة.» (حزقيال ٩:٦) وطبعا، ان الاولاد الاصغر من ان ينتذروا تجري حمايتهم بواسطة «سمة» احد الوالدين اذا كان هذا الوالد يجتهد في تربية الاولاد ليحبّوا يهوه واذا كانوا يتجاوبون بطاعة. (١ كورنثوس ٧:١٤) أما اذا كان الولد ذكيا كفاية لاتخاذ قرار شخصي، وقد بلغ المرحلة حيث «يعرف ان يعمل (ما هو صواب)،» فلا تفترضوا انه سيستمر الى وقت غير محدَّد في ظل استحقاق «سمة» والده. — يعقوب ٤:١٧.
١٣ ما هي بعض الاعتبارات في تقرير استعداد الحدث للمعمودية؟
١٣ وقبل الانتذار يجب على الحدث ان يملك معرفة وافية ليفهم ما يشمله ذلك، ويجب ان يطلب علاقة شخصية باللّٰه. ويجب ان يفهم مبادئ الكتاب المقدس ويلتصق بها، عارفا انه سيُعتبر مسؤولا عن اية مخالفة لها. ويجب ايضا ان يكون لديه اختبار كاف في الاشتراك في ايمانه مع الآخرين وأن يعرف ان ذلك جزء حيوي من العبادة الحقيقية. ويجب ان يرغب حقا في خدمة اللّٰه. وبشكل طبيعي لن يُنتظر منه ان يُظهر نضج شخص راشد، ولكنّ تقدمه الروحي يجب ان يكون ثابتا بشكل معقول.
١٤ لماذا اعتبر احد الاحداث معموديته حماية؟
١٤ واذا ‹حسب المرء النفقة› لا يجعله ذلك في وضع غير مؤات ليصنع انتذارا كحدث. فلدى جميع المسيحيين الجدد تقريبا يعمق التقدير بعد المعمودية. «معموديتي كحدث كانت حماية لي،» اوضح دافيد. «واذ كبرت لاحظت كيف ان بعض المراهقين غير المعتمدين في الجماعة شعروا بالتحرر من سلطة الشيوخ ونتيجة لذلك انحرفوا الى السلوك الرديء. ولكنني كنت دائما اتذكر انني نذرت حياتي للّٰه. فحياتي قد أُخذت، ولذلك لم اتمكن من اتِّباع مثل هؤلاء المراهقين.»
١٥ (أ) كيف نعرف انه من الممكن ان يحافظ الاحداث على نظرة جدية الى العبادة الحقيقية؟ (ب) كيف يمكن للوالدين ان يساعدوا على نحو افضل؟
١٥ ‹ولكن ماذا اذا اعتمد ابني او ابنتي وهو حدث ومن ثم صار فاترا؟› يتساءل بعض الوالدين. طبعا، لا ينبغي للحدث ان يعتمد لمجرد ارضاء والده او لان بعض الاصدقاء قد فعلوا ذلك. ولكنّ يوسف وصموئيل والملك يوشيا ويسوع عندما كانوا احداثا كانت لهم جميعا نظرة جدية الى عبادة اللّٰه وتمسكوا بها. (تكوين ٣٧:٢؛ ٣٩:١-٣؛ ١ صموئيل ١:٢٤-٢٨؛ ٢:١٨-٢١؛ ٢ أخبار الايام ٣٤:٣، لوقا ٢:٤٢-٤٩) وفي الازمنة العصرية اعتمدت مسيحية اسمها جين عندما كانت في مجرد العاشرة من العمر. وعندما سُئلت بعد سنين عما اذا كانت تفهم الخطوة حقا اجابت جين: «عرفت انني احب يهوه، قدَّرت ما فعله يسوع لاجلنا، وأردت ان اخدم يهوه.» وهي تخدم بأمانة لنحو ٤٠ سنة منذ معموديتها. فكل حدث انما هو فرد، ولا يمكن لاحد ان يضع حدا قياسيا للسن. فيجب على الوالدين ان يجتهدوا لبلوغ قلب ولدهم، مقدمين له او لها العون لتطوير التعبد التقوي.c ولا يجب ان يُبقوا امام اولادهم امتياز الانتذار والمعمودية فقط بل ان يحصّنوهم ايضا ليكونوا عبّادا راسخين.
التغلب على العقبات
١٦ لماذا يلزم اكثر من المعرفة في الرأس؟
١٦ فيما تكون معرفة الكتاب المقدس اساسية فان «السمة» تشمل اكثر من المعرفة في الرأس. مثلا، في الرؤيا المعطاة لحزقيال، من المرجح ان الشيوخ الذين نُفِّذ الحكم فيهم لتقديمهم البخور للآلهة الباطلة كانت لديهم معرفة واسعة عن كلمة يهوه المكتوبة. ولكنّ تصرفهم وراء الابواب المقفلة اظهر انهم لم يكونوا عبّادا حقيقيين. (حزقيال ٨:٧-١٢؛ ٩:٦) ولذلك فان ‹الوسم› للنجاة يتطلب لبس «الشخصية الجديدة المخلوقة بحسب مشيئة اللّٰه في البر والولاء الحقيقيين.» — افسس ٤:٢٢-٢٤، عج.
١٧ (أ) اية عقبة تمنع البعض من المعمودية؟ (ب) كيف يمكن تطبيق مشورة يعقوب ٤:٨؟
١٧ واحدى العقبات الهائلة هي تأثير جسدكم الخاطئ. (رومية ٨:٧، ٨) حتى ان البعض يمتنعون عن المعمودية لسبب عدم ضبطهم ضعفا جسديا خطيرا او لسبب الرغبة في الانغماس في ملذات دنيوية محرَّمة. (يعقوب ٤:١، ٤) ان مثل هؤلاء الاشخاص يخسرون علاقة ثمينة. تنصح كلمة اللّٰه: «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم. نقوا ايديكم ايها الخطاة وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين.» (يعقوب ٤:٨) فيلزم عمل حاسم. مثلا، هنالك رجل بدأ يدرس الكتاب المقدس كان قد اساء استعمال الكحول والمخدرات لمدة ١٦ سنة وكان مريضا الى اقصى حد لسبب ذلك. وبالتصميم تغلب على هاتين العادتين الرديئتين. «ولكن فيما كنت اتقدم نحو الانتذار بدأت امرأة تلتمس مني ان امارس الجنس معها. كان ذلك تجربة حقيقية،» اعترف. «ومع ان المرأة ظنت انني مجنون قلت لها: ‹انني ادرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه، ولا يمكنني ذلك.›» فماذا حثه على تجاوبه؟ «كنت قد رأيت ما فعله يهوه لحياتي بمساعدتي على التخلص من الكحول. وقد ساعدني بطرائق اخرى ايضا. وهذا جعلني اقترب اليه اكثر فاكثر. ولم استطع ان اخيِّبه.» لقد ازداد هذا الرجل اقترابا الى اللّٰه.
١٨ ما هو المفتاح للتغلب على العقبات؟
١٨ والمهم ليس كم تعرفون بل كم تحبون ما تعرفونه. يقول المزمور ١١٩:١٦٥: «سلامة جزيلة لمحبي [لا لمجرد عارفي] شريعتك وليس لهم معثرة.» فالمفتاح هو ان تحبوا شريعة اللّٰه، مقدرين بعمق قيمتها في حياتكم. — اشعياء ٤٨:١٧، ١٨.
١٩، ٢٠ (أ) اية عقبات يجب التغلب عليها، واي تأكيد لدينا؟ (ب) التغلب بنجاح على جميع العقبات سيؤدي الى ماذا؟
١٩ طبعا، قد تنشأ عقبات او معثرات اخرى. «كان اصعبها عليَّ،» قال الاخ المذكور آنفا، «الخوف من الناس. فكان لي بعض ‹الاصدقاء› الدنيويين الذين اعتدت ان اشرب الكحول معهم. وكان الامر الاصعب عليَّ ان اخبرهم بأنني اقطع معاشرتي لانني سأنذر حياتي للّٰه.» (امثال ٢٩:٢٥) وقد واجه الآخرون السخرية من اعضاء العائلة. علَّقت شاهدة معتمدة حديثا تغلبتْ على مقاومة زوجها: «عوضا عن عقبة رئيسية واحدة كانت هنالك عقبات صغيرة كثيرة يجب ان اتغلب عليها واحدة فواحدة.» والتغلب بأمانة على كل عقبة عندما تنشأ سيحصّن قلبكم. وتيقَّنوا انه ليست هنالك عقبة لا يمكن ان يتغلب عليها اولئك الذين يحبون شريعة اللّٰه! — لوقا ١٦:١٠.
٢٠ واذ تتغلبون على كل معثرة ستنالون «سلامة جزيلة.» (مزمور ١١٩:١٦٥) اجل، «حينئذ تسلك في طريقك آمنا. . . ويلذّ نومك. لا تخشى من خوف باغت ولا من خراب الاشرار اذا جاء. لان (يهوه) يكون معتمدك.» — امثال ٣:٢٣-٢٦.
[الحواشي]
a بعد رؤيا حزقيال بنحو ١٥٠ سنة فان المؤرخ اليوناني هيرودوتُس، اذ لاحظ ان السمات على المتعبدين للاله هرقل كانت تزوِّدهم الحماية، كتب يقول: «اذا التجأ عبد احد الاشخاص ايا كان [الى هيكل هرقل] وله سمات مقدسة مطبوعة عليه، مخصصا بالتالي نفسه للاله، لا يجوز القاء القبض عليه.»
b جرى مؤخرا تبسيط السؤالين الموجَّهين الى المرشحين للمعمودية لكي يتمكن المرشحون من الاجابة بفهم كامل لما يتضمنه المجيء الى علاقة وثيقة باللّٰه وهيئته الارضية.
c انظروا «دربوا ولدكم ليطور التعبد التقوي» في عددنا ١ ايار ١٩٨٦.
-
-
أكثروا سلامكم بالمعرفة الصحيحةبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
أكثروا سلامكم بالمعرفة الصحيحة
«ليكثر لكم اللطف غير المستحق والسلام بمعرفة صحيحة عن اللّٰه وعن يسوع ربنا.» — ٢ بطرس ١:٢، عج.
١ و ٢ (أ) كيف يمكن للعلاقة السلمية مع اللّٰه ان تقارن بالزواج؟ (ب) كيف يمكننا تقوية سلامنا مع اللّٰه؟
ان العلاقة السلمية المؤسسة مع يهوه اللّٰه وقت معموديتكم هي من بعض النواحي اشبه بالزواج. فرغم ان يوم العرس مبهج فهو مجرد البداية لعلاقة ثمينة. ومع الجهد والوقت والاختبار تنمو علاقة الزواج على نحو اعزّ ايضا، صائرة ملجأ في اوقات الشدة. وهكذا ايضا، بالاجتهاد وبمساعدة يهوه، يمكنكم ان تكثروا سلامكم معه.
٢ وأوضح الرسول بطرس كيف يمكن لاولئك الذين ‹نالوا ايمانا› ان يقوّوا سلامهم مع اللّٰه. كتب يقول: «ليكثر لكم اللطف غير المستحق والسلام بمعرفة صحيحة عن اللّٰه وعن يسوع ربنا.» — ٢ بطرس ١:١، ٢، عج.
«معرفة صحيحة عن اللّٰه»
٣ ماذا يعني امتلاك معرفة صحيحة عن يهوه ويسوع؟
٣ ان الكلمة اليونانية المنقولة الى «معرفة صحيحة» (إبيغنوسيس) والمستعملة في هذه القرينة تعني معرفة اعمق وأوثق. وصيغة الفعل يمكن ان تشير الى المعرفة المكتسبة بالاختبار الشخصي وتنقل الى «تعرف (كاملا)» في لوقا ١:٤. ويوضح العالم اليوناني كالفرويل ان الكلمة بالنسبة اليه تتضمن الصيرورة «اكثر إلماما بأمر عرفته من قبل، نظرة ادقّ الى شيء رأيته من قبل عن بعد.» ونيل «معرفة صحيحة» كهذه يشمل التعرف بيهوه ويسوع على نحو اوثق كشخصين، صائرين اكثر إلماما بصفاتهما.
٤ كيف يمكننا ان نكثر معرفتنا عن اللّٰه، ولماذا يحسّن ذلك سلامنا معه؟
٤ والطريقتان لنيل هذه المعرفة هما بعادات الدرس الشخصي الجيد والحضور القانوني لاجتماعات شعب اللّٰه. فبهاتين الطريقتين ستتعلمون بشكل اوضح كيف يتصرف اللّٰه وماذا يفكر فيه. وستكوِّنون صورة ذهنية اكثر جلاء عن شخصيته. ولكنّ معرفة اللّٰه على نحو وثيق تعني ان نتمثل بهذه الصورة ونعكسها. مثلا، وصف يهوه شخصا عَكَس الصفة الالهية لعدم الانانية، ثم قال: «أليس ذلك معرفتي.» (ارميا ٢٢:١٥، ١٦، افسس ٥:١) والتمثل باللّٰه بشكل ألصق يكثر سلامكم معه لانكم تتحسنون في لبس الشخصية الجديدة، «التي بالمعرفة الصحيحة تتجدد حسب صورة ذاك الذي خلقها.» فتصيرون مَرضيين اكثر عند اللّٰه. — كولوسي ٣:١٠، عج.
٥ (أ) كيف ساعدت المعرفة الصحيحة امرأة مسيحية؟ (ب) بأية طرائق يمكننا ان نتمثل بيهوه على نحو ألصق؟
٥ هنالك امرأة مسيحية اسمها لين وجدت من الصعب ان تكون متسامحة بسبب سوء تفاهم مع رفيقة مسيحية. ولكنّ درس لين الشخصي الدقيق جعلها تفحص موقفها. «تذكرتُ ايّ نوع من الآلهة هو يهوه، وكيف انه لا يحقد،» اعترفتْ. «فكّرتُ في جميع الامور الصغيرة التي نفعلها ليهوه كل يوم، ومع ذلك فهو لا يحفظ حسابا بها. وهذه المسألة مع اختي المسيحية كانت تافهة جدا بالمقارنة. وهكذا كنت كلما رأيتها اقول لنفسي، ‹يهوه يحبها تماما كما يحبني.› وهذا ساعدني ان اتغلب على المشكلة.» فهل ترون مجالات تحتاجون فيها انتم ايضا الى التمثل بيهوه على نحو ألصق؟ — مزمور ١٨:٣٥؛ ١٠٣:٨، ٩، لوقا ٦:٣٦، اعمال ١٠:٣٤، ٣٥؛ ١ بطرس ١:١٥، ١٦.
معرفة صحيحة عن المسيح
٦ كيف اظهر يسوع المسيح ان عمل الكرازة كان ذا اهمية رئيسية بالنسبة اليه؟
٦ وامتلاك المعرفة الصحيحة عن يسوع يتطلب امتلاك «فكر المسيح» والتمثل به. (١ كورنثوس ٢:١٦) فقد كان يسوع مناديا حماسيا بالحق. (يوحنا ١٨:٣٧) وروحه التبشيرية القوية لم يعقها تعصب المجتمع. ومع ان اليهود الآخرين ابغضوا السامريين فقد شهد لامرأة سامرية عند بئر. وحتى التكلم مطوَّلا علانية مع اية امرأة ربما جرى الاستياء منه!a ولكنّ يسوع لم يسمح لمشاعر المجتمع بأن تمنعه من تقديم الشهادة. وكان عمل اللّٰه منعشا. قال: «طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني وأتمم عمله.» ففرح رؤية تجاوب الشعب، كالمرأة السامرية والكثيرين من سكان المدينة، قوّى يسوع كالطعام. — يوحنا ٤:٤-٤٢؛ ٨:٤٨.
٧ (أ) المعرفة عن يسوع يجب ان تدفعنا الى فعل ماذا؟ (ب) هل يتوقع اللّٰه من جميع خدامه ان يقوموا بالمقدار نفسه من الكرازة؟ اوضح.
٧ هل تشعرون كما شعر يسوع؟ من المسلَّم به ان الابتداء بمحادثة عن الكتاب المقدس مع غريب يصعب على كثيرين وغالبا ما يستاء منه الآخرون في المجتمع. ولكن لكي يكون لنا الموقف العقلي نفسه الذي كان ليسوع لا يمكننا ان نهرب من هذا الواقع: يجب ان نشهد. وطبعا، لا يستطيع الجميع القيام بالمقدار نفسه من الكرازة. فذلك يختلف وفقا لقدراتنا وظروفنا. اذاً لا تشعروا بأن اللّٰه لا يكتفي ابدا بخدمتكم المقدسة. ولكنّ معرفتنا عن يسوع يجب ان تحثنا على بذل اقصى جهدنا. وقد مدح يسوع الخدمة من كل النفس. — متى ١٣:١٨-٢٣؛ ٢٢:٣٧.
الحاجة الى بغض الشر
٨ و ٩ ما هي بعض الامور التي يبغضها اللّٰه، وكيف يمكن ان نعكس البغض نفسه؟
٨ والمعرفة الصحيحة تساعدنا ايضا على ادراك الامور التي يبغضها يسوع ويهوه. (عبرانيين ١:٩، اشعياء ٦١:٨) «هذه الستة يبغضها (يهوه) وسبعة هي مكرهة نفسه. عيون متعالية لسان كاذب أيدٍ سافكة دما بريئا قلب ينشئ افكارا رديئة ارجل سريعة الجريان الى السوء شاهد زور يفوه بالأكاذيب وزارع خصومات بين اخوة.» (امثال ٦:١٦-١٩) ان هذه المواقف واشكال السلوك هي «مكرهة نفسه.» والكلمة العبرانية المنقولة هنا الى «مكرهة» تأتي من كلمة تعني «يشمئز، يغثي،» «ينفر من، كما من شيء مزعج لكل الحواس؛ يكره؛ يبغض بسخط.» فلكي نكون في سلام مع اللّٰه ينبغي لنا ان نطوّر نفورا مماثلا.
٩ مثلا، تجنبوا ‹العيون المتعالية› وأيّ مظهر من مظاهر الكبرياء. فبعد المعمودية شعر البعض بأنهم لم يعودوا في حاجة الى المساعدة القانونية من اولئك الذين علّموهم. ولكنّ المسيحيين الجدد يجب ان يقبلوا المساعدة بتواضع فيما يصيرون راسخين جيدا في الحق. (غلاطية ٦:٦) وكذلك تجنبوا الثرثرة التي يمكن بسهولة ان تسبب «خصومات بين اخوة.» فبنشر الاشاعة العديمة اللطف، الانتقاد غير المبرَّر، او الاكاذيب، ربما لا ‹نسفك دما بريئا› ولكن بالتأكيد يمكن ان نشوِّه السمعة الحسنة لشخص آخر. فلا يمكن ان نكون في سلام مع اللّٰه ان لم نكن في سلام مع اخوتنا. (امثال ١٧:٩، متى ٥:٢٣، ٢٤) ويقول اللّٰه ايضا في كلمته انه «يكره الطلاق.» (ملاخي ٢:١٤، ١٦) فاذا كنتم متزوجين هل تعملون على حفظ زواجكم قويا؟ هل المغازلة ورفع الكلفة غير الملائم مع رفيق زواج شخص آخر رجس لديكم؟ وهل انتم، كيهوه، تمقتون الفساد الادبي الجنسي؟ (تثنية ٢٣:١٧، ١٨) ان بغض ممارسات كهذه ليس سهلا، لانها قد تروق جسدنا الخاطئ، والعالم يبتسم لها.
١٠ كيف يمكننا تنمية البغض للشر؟
١٠ وكمساعد على تنمية البغض للشر تجنبوا التسلّي بالافلام السينمائية، البرامج التلفزيونية، او المطبوعات التي تبرز الارواحية، الفساد الادبي، او العنف. (تثنية ١٨:١٠-١٢، مزمور ١١:٥) وبجعل الاثم يبدو ‹غير رديء الى هذا الحد› او حتى فكاهيا فان مثل هذه التسلية تضعف الجهود المبذولة لتطوير البغض الالهي له. ومن ناحية اخرى فان الصلاة الجدّية تكون مساعدة، لان يسوع قال: «اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف.» (متى ٢٦:٤١) وفي ما يتعلق بمواجهة رغبة جسدية قوية قال احد المسيحيين: «احمل نفسي على الصلاة. فأحيانا اشعر بأنني غير جدير بالاقتراب الى يهوه، ولكنني بحمل نفسي على ذلك وباللجوء اليه انال القوة التي احتاج اليها.» وستفهمون على نحو افضل لماذا يكره يهوه الاثم اذا راجعتم في ذهنكم عواقبه المؤلمة. — ٢ بطرس ٢:١٢، ١٣.
١١ اية امور يمكن ان تزعجنا احيانا؟
١١ وعلى الرغم من امتلاك السلام مع اللّٰه ستزعجكم احيانا الضغوط والتجارب اليومية وحتى ضعفاتكم الخاصة. تذكَّروا انكم جعلتم نفسكم هدفا خصوصيا للشيطان. فهو يحارب اولئك الذين يحفظون وصايا اللّٰه والذين هم شهود ليهوه! (رؤيا ١٢:١٧) اذاً كيف يمكنكم المحافظة على سلامكم الداخلي؟
التغلب على البلايا المعكرة للسلام
١٢ (أ) ما هي خلفية المزمور ٣٤؟ (ب) كيف تصف الاسفار المقدسة مشاعر داود في اثناء هذا الاختبار؟
١٢ «كثيرة هي بلايا الصديق،» كتب داود في المزمور ٣٤:١٩. وبحسب عنوان هذا المزمور فقد كتبه داود عقب مواجهة لصيقة مع الموت. فاذ هرب من الملك شاول طلب داود ملجأ لدى أخيش ملك جتّ الفلسطيني. وخدام هذا الملك عرفوا داود، واذ تذكَّروا اعماله البطولية العسكرية الماضية من اجل اسرائيل اشتكوا الى أخيش. وعندما سمع داود المحادثة مصادفة «وضع داود هذا الكلام في قلبه وخاف جدا من أخيش ملك جتّ.» (١ صموئيل ٢١:١٠-١٢) وفضلا عن ذلك فقد كانت هذه بلدة جليات، وكان داود قد قتل بطلهم — حتى انه كان يحمل سيف الجبار! فهل يستعملون الآن هذا السيف الضخم لقطع رأسه هو؟ ماذا كان يمكن لداود ان يفعل؟ — ١ صموئيل ١٧:٤؛ ٢١:٩.
١٣ ماذا فعل داود خلال هذه البلية، وكيف يمكننا اتّباع مثاله؟
١٣ تضرَّع داود الى اللّٰه بصراخ شديد طلبا للمساعدة. «هذا المسكين صرخ والرب استمعه ومن كل ضيقاته خلصه،» قال داود. وقال ايضا: «من كل مخاوفي انقذني.» (مزمور ٣٤:٤ و ٦، ١٥، ١٧) فهل تعلَّمتم انتم ايضا ان تتضرَّعوا الى يهوه، ساكبين قلبكم في اوقات القلق؟ (افسس ٦:١٨، مزمور ٦٢:٨) ومع ان ضيقتكم المعيَّنة ربما لا تكون مثيرة كتلك التي لداود ستجدون مع ذلك ان اللّٰه يمنحكم العون في الوقت المناسب. (عبرانيين ٤:١٦) ولكنّ داود فعل اكثر من الصلاة.
١٤ كيف استعمل داود ‹(المقدرة التفكيرية)،› وماذا زوَّد اللّٰه لمساعدتنا على فعل الامر ذاته؟
١٤ «فغيَّر [داود] عقله في اعينهم وتظاهر بالجنون.. . . فقال أخيش لعبيده هوذا ترون الرجل مجنونا فلماذا تأتون به اليَّ.» (١ صموئيل ٢١:١٣-١٥) لقد دبَّر داود خطة نجا بها. وبارك يهوه جهوده. وعلى نحو مماثل، عندما تواجهنا مشاكل معقَّدة ينتظر منا يهوه ان نستعمل قدراتنا العقلية لا مجرد ان نتوقع منه ان يحلّها لنا. فقد اعطانا كلمته الموحى بها التي «تعطي الجهال ذكاء. . . معرفة و (مقدرة تفكيرية).» (امثال ١:٤؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧) وزوَّد يهوه ايضا شيوخ الجماعة الذين بامكانهم ان يساعدونا على معرفة كيفية المحافظة على مقاييس اللّٰه. (١ تسالونيكي ٤:١، ٢) وفي احيان كثيرة يستطيع هؤلاء الرجال ان يساعدوكم على البحث في مطبوعات جمعية برج المراقبة من اجل العون في اتخاذ قرار صائب او التغلب على مشكلة ما.
١٥ لماذا المزمور ٣٤:١٨ هو معزٍّ؟
١٥ وحتى عندما يؤلمنا قلبنا بسبب ضعفاتنا او فشلنا، فاذا امتلكنا الموقف الصحيح يمكننا ان نحافظ على سلامنا مع اللّٰه. كتب داود في المزمور ٣٤:١٨: «قريب هو (يهوه) من المنكسري القلوب ويخلّص المنسحقي الروح.» فاذا طلبنا الغفران واتخذنا الخطوات الضرورية لتصحيح الامور (وخصوصا في حالات التعدي الخطير) سيبقى يهوه قريبا منا، داعما ايانا عاطفيا. — امثال ٢٨:١٣، اشعياء ٥٥:٧؛ ٢ كورنثوس ٧:٩-١١.
المعرفة الشخصية تمنح السلام
١٦ (أ) ما هي الطريقة الاخرى التي بها ننال المعرفة الصحيحة عن اللّٰه؟ (ب) اوضح عبارة داود: «ذوقوا وانظروا ما اطيب (يهوه).»
١٦ والطريقة الاخرى التي بها ننال المعرفة الصحيحة عن اللّٰه، الى جانب اخذ المعلومات الروحية، هي اختبارنا شخصيا مساعدته الحبية. (مزمور ٤١:١٠، ١١) وانقاذنا من الشدة لا يعني دائما النهاية الفورية او التامة للمشكلة. فقد تضطرون الى الاستمرار في احتمالها. (١ كورنثوس ١٠:١٣) ومع ان حياة داود جرى استبقاؤها في جتّ فقد بقي هاربا سنوات عديدة، مواجها خطرا بعد آخر. وخلالها كلها شعر داود بعناية يهوه ودعمه. فقد اتَّبع السلام مع اللّٰه ووجده، وتعلَّم ان الذين يفعلون ذلك «لا يعوزهم شيء من الخير.» واذ ادرك بالاختبار الشخصي كيف دعمه يهوه خلال بليته استطاع داود ان يقول: «ذوقوا وانظروا ما اطيب (يهوه). طوبى للرجل المتوكل عليه.» — مزمور ٣٤:٨-١٠، ١٤، ١٥.
١٧ خلال البلية اي تأثير كان للالتجاء الى يهوه في احدى العائلات؟
١٧ ان الالتجاء الى يهوه خلال المصاعب يمكّنكم انتم ايضا من ان ‹تذوقوا وتنظروا ما اطيب (يهوه).› فبسبب حادث خسر احد المسيحيين في الغرب الاوسط من الولايات المتحدة الاميركية العمل الجيد الراتب الذي كان لديه طوال ١٤ سنة. واذ لم يكن لديهم دخل تضرَّع هو وعائلته الى اللّٰه. ولكنهم في الوقت نفسه خفضوا النفقات والتقطوا في الحقول المجاورة واصطادوا الاسماك للاكل. وبمساعدة البعض في الجماعة، واتخاذ عمل بعض الوقت عند توافره، تدبَّرت هذه العائلة المؤلفة من اربعة اشخاص امرها. وبعد سنة من الحادث فكَّرت الام: «يمكننا ان نخدع انفسنا بالاعتقاد اننا نتكل على يهوه فيما نتكل حقا على قدراتنا الخاصة، رفيق زواجنا، او عملنا. ولكننا تعلَّمنا حقا ان نثق به فقط. فهذه الامور الاخرى يمكن ان تُسلب، ولكنّ يهوه لم يتركنا قط — ولا لحظة واحدة. ورغم اننا نملك مجرد الضرورات فان علاقتنا بيهوه كعائلة هي أوثق بكثير.»
١٨ ماذا يمكّنكم من احتمال حتى المشكلات المستمرة؟
١٨ اجل، قد تستمر المشقة المالية. او قد يكون المرء مصابا بمرض جسدي مزمن، تضارب في الشخصية مع شخص آخر، اضطراب عاطفي كالاكتئاب، او واحدة من كثير من المشكلات الاخرى. ولكن بمعرفتكم اللّٰه حقا ستمتلكون الايمان بدعمه. (اشعياء ٤٣:١٠) وهذه الثقة التي لا تنثلم تساعدكم على الاحتمال وامتلاك «سلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل.» — فيلبي ٤:٧.
١٩ كيف نعرف ان يهوه لا يستخفّ بآلامنا؟
١٩ وعند اجتياز اختبار مزعج لا تنسوا ابدا ان يهوه يعرف ما تعانونه. وفي مزمور ألَّفه داود ايضا عند تأمله في اختباره في جتّ توسل الى يهوه قائلا: «اجعل انت دموعي في زقّك. أمَا هي في سِفرك.» (مزمور ٥٦:٨) وبالتأكيد سمع اللّٰه لطلب داود. فكم معزٍّ هو ان نعرف ان اللّٰه يجمع مثل هذه الدموع التي يسببها الألم والقلق ويضعها، اذا جاز التعبير، في زقّه، تماما كما يسكب المرء في مثل هذا الوعاء خمرا فاخرة او مياه شرب! ومثل هذه الدموع سيجري تذكرها دائما، اجل، سيتم تسجيلها في سِفر اللّٰه. فما ارقّ اهتمام يهوه!
٢٠ كيف يمكننا ان نكثر سلامنا مع اللّٰه؟
٢٠ وهكذا فان معموديتكم هي مجرد البداية لعلاقة سلمية باللّٰه. واذ تتعرفون على نحو افضل بالصفات الشخصية للّٰه ويسوع، وتختبرون شخصيا دعم يهوه خلال المحن، تكثرون سلامكم مع اللّٰه. وستنالون ليس فقط علاقة بيهوه تصير ملجأ امن الآن بل ستنالون ايضا الرجاء الثمين للحياة الى الابد في الفردوس حيث ‹تتلذذون في كثرة السلامة.› — مزمور ٣٧:١١، ٢٩.
-