-
«اسمعوا دفاعي»اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
-
-
«لَيْسَ بِجَدِيرٍ أَنْ يَحْيَا!» (اعمال ٢١:٢٧–٢٢:٣٠)
١٣ (أ) لِمَ أَثَارَ بَعْضُ ٱلْيَهُودِ جَلَبَةً فِي ٱلْهَيْكَلِ؟ (ب) كَيْفَ أُنْقِذَتْ حَيَاةُ بُولُسَ؟
١٣ لَمْ تَسِرِ ٱلْأُمُورُ عَلَى مَا يُرَامُ فِي ٱلْهَيْكَلِ. فَلَمَّا أَوْشَكَتْ أَيَّامُ ٱلتَّطْهِيرِ أَنْ تَنْتَهِيَ، رَأَى يَهُودٌ مِنْ آسِيَا بُولُسَ وَٱتَّهَمُوهُ زُورًا بِإِدْخَالِ أُمَمِيِّينَ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ، مِمَّا أَوْقَعَ ٱلْمَدِينَةَ فِي ٱضْطِرَابٍ كَبِيرٍ. وَلَوْ لَمْ يَتَدَخَّلْ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيُّ، لَضُرِبَ ٱلرَّسُولُ حَتَّى ٱلْمَوْتِ. فَهَلِ ٱنْتَهَتِ ٱلْقِصَّةُ هُنَا؟ كَلَّا. فَقَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱعْتَقَلَ بُولُسَ ٱلَّذِي لَمْ يَسْتَعِدْ حُرِّيَّتَهُ إِلَّا بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ. وَظَلَّ ٱلرَّسُولُ فِي دَائِرَةِ ٱلْخَطَرِ حَتَّى وَهُوَ مُعْتَقَلٌ. فَعِنْدَمَا سَأَلَ ٱلْقَائِدُ ٱلرُّومَانِيُّ ٱلْيَهُودَ عَنْ سَبَبِ ٱلْهُجُومِ عَلَى بُولُسَ، رَاحَ كُلٌّ يَصِيحُ مُجِيبًا بِشَيْءٍ. وَبِسَبَبِ ٱلْجَلَبَةِ، لَمْ تَتَوَضَّحْ لَهُ ٱلْمَسْأَلَةُ. ثُمَّ تَفَاقَمَ ٱلْوَضْعُ حَتَّى ٱضْطُرَّ ٱلْجُنُودُ أَنْ يَحْمِلُوهُ بَعِيدًا عَنِ ٱلْمَكَانِ. وَلٰكِنْ قُبَيْلَ دُخُولِ ٱلثُّكْنَةِ، قَالَ بُولُسُ لِلْقَائِدِ ٱلرُّومَانِيِّ: «أَرْجُو مِنْكَ أَنْ تَسْمَحَ لِي بِأَنْ أُكَلِّمَ ٱلشَّعْبَ». (اع ٢١:٣٩) فَوَافَقَ ٱلْقَائِدُ وَٱبْتَدَأَ ٱلرَّسُولُ يُدَافِعُ عَنْ إِيمَانِهِ بِشَجَاعَةٍ.
١٤، ١٥ (أ) مَاذَا أَوْضَحَ بُولُسُ لِلْيَهُودِ؟ (ب) مَاذَا فَعَلَ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيُّ لِيَكْتَشِفَ سَبَبَ غَضَبِ ٱلْيَهُودِ؟
١٤ اِسْتَهَلَّ بُولُسُ كَلَامَهُ بِٱلْقَوْلِ: «اِسْمَعُوا دِفَاعِي». (اع ٢٢:١) وَقَدِ ٱخْتَارَ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ، فَهَدَأَ رَوْعُهُمْ وَرَاحُوا يُصْغُونَ إِلَيْهِ. ثُمَّ شَرَحَ لَهُمْ صَرَاحَةً لِمَ أَصْبَحَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ، ذَاكِرًا وَقَائِعَ يُمْكِنُهُمُ ٱلتَّحَقُّقُ مِنْهَا إِذَا مَا شَاءُوا. فَرَوَى أَنَّهُ دَرَسَ عِنْدَ قَدَمَيِ ٱلْمُعَلِّمِ ٱلشَّهِيرِ غَمَالَائِيلَ وَأَنَّهُ ٱضْطَهَدَ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي عَرَفَهُ بَعْضُ حُضُورِهِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. ثُمَّ قَصَّ عَلَيْهِمْ مَا حَدَثَ مَعَهُ وَهُوَ مُتَّجِهٌ إِلَى دِمَشْقَ. فَقَدْ تَرَاءَى لَهُ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمُقَامُ وَتَحَدَّثَ إِلَيْهِ. أَمَّا رِفَاقُهُ فِي ٱلسَّفَرِ فَرَأَوْا نُورًا سَاطِعًا وَسَمِعُوا صَوْتًا لٰكِنَّهُمْ لَمْ «يُمَيِّزُوا» مَا يَسْمَعُونَ. (اع ٩:٧؛ ٢٢:٩، الترجمة العربية المبسطة) وَبِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا، فَقَدَ بُولُسُ نَظَرَهُ وَلَزِمَ أَنْ يَقُودَهُ رِفَاقُهُ إِلَى دِمَشْقَ. وَهُنَاكَ أَعَادَ إِلَيْهِ بَصَرَهُ رَجُلٌ مَعْرُوفٌ عِنْدَ يَهُودِ تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ يُدْعَى حَنَانِيَّا.
١٥ بِعْدَئِذٍ تَابَعَ بُولُسُ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ يَسُوعَ تَرَاءَى لَهُ فِي ٱلْهَيْكَلِ بَعْدَ عَوْدَتِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَمَا إِنْ سَمِعَ ٱلْيَهُودُ ذٰلِكَ حَتَّى ثَارَتْ ثَائِرَتُهُمْ وَشَرَعُوا يَصِيحُونَ: «اِنْزِعْ مِثْلَ هٰذَا مِنَ ٱلْأَرْضِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بِجَدِيرٍ أَنْ يَحْيَا!». (اع ٢٢:٢٢) إِذَّاكَ طَلَبَ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ إِدْخَالَهُ إِلَى ٱلثُّكْنَةِ خَوْفًا عَلَى حَيَاتِهِ. ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يَسْتَجْوِبُوهُ تَحْتَ ٱلْجَلْدِ لِيَعْرِفَ مَا سَبَبُ غَضَبِ ٱلْيَهُودِ. غَيْرَ أَنَّ بُولُسَ ٱسْتَعَانَ بِحِمَايَةٍ يَكْفِلُهَا لَهُ ٱلْقَانُونُ، إِذْ كَشَفَ أَنَّهُ مُوَاطِنٌ رُومَانِيٌّ. وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَسْتَفِيدُ عُبَّادُ يَهْوَهَ عَصْرِيًّا مِنَ ٱلْحِمَايَةِ ٱلَّتِي يُوَفِّرُهَا لَهُمُ ٱلْقَانُونُ لِلدِّفَاعِ عَنْ إِيمَانِهِمْ. (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَيْنِ «اَلْقَانُونُ وَٱلْمُوَاطِنِيَّةُ فِي ٱلدَّوْلَةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ»، وَ«مَعَارِكُ قَانُونِيَّةٌ فِي أَيَّامِنَا».) وَحِينَ عَلِمَ ٱلْقَائِدُ أَنَّ بُولُسَ مُوَاطِنٌ رُومَانِيٌّ، أَدْرَكَ أَنَّهُ مُضْطَرٌّ أَنْ يَلْجَأَ إِلَى وَسِيلَةٍ أُخْرَى لِٱسْتِقَاءِ ٱلْمَعْلُومَاتِ. فَأَمَرَ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْيَهُودِيَّةَ ٱلْعُلْيَا، ٱلْمَعْرُوفَةَ بِٱلسَّنْهَدْرِيمِ، بِعَقْدِ جَلْسَةٍ ٱسْتِثْنَائِيَّةٍ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي لِيَمْثُلَ بُولُسُ أَمَامَهَا.
«أَنَا فَرِّيسِيٌّ» (اعمال ٢٣:١-١٠)
١٦، ١٧ (أ) صِفُوا مَا حَدَثَ حِينَ خَاطَبَ بُولُسُ ٱلسَّنْهَدْرِيمَ. (ب) كَيْفَ رَسَمَ بُولُسُ مِثَالًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ عِنْدَمَا ضُرِبَ؟
١٦ اِسْتَهَلَّ بُولُسُ مُرَافَعَتَهُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ، لَقَدْ سَلَكْتُ أَمَامَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ ضَمِيرٍ نَقِيٍّ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ». (اع ٢٣:١) وَمَا كَادَ يُنْهِي كَلَامَهُ حَتَّى «أَمَرَ حَنَانِيَّا، رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ، ٱلْوَاقِفِينَ بِجَانِبِهِ أَنْ يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ». (اع ٢٣:٢) إِهَانَةٌ سَافِرَةٌ لَا تَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي تَحَيُّزِهِمْ. فَقَدْ حَسَمُوا قَرَارَهُمْ وَٱعْتَبَرُوهُ كَاذِبًا حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَتَفَوَّهَ بِكَلِمَةٍ لِيُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ! لَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يَرُدَّ قَائِلًا: «سَيَضْرِبُكَ ٱللّٰهُ، أَيُّهَا ٱلْحَائِطُ ٱلْمُكَلَّسُ! أَتَجْلِسُ لِتُحَاكِمَنِي بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ، وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَأْمُرُ بِضَرْبِي، مُتَعَدِّيًا عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟». — اع ٢٣:٣.
١٧ صُدِمَ بَعْضُ ٱلْحَاضِرِينَ مِمَّا حَدَثَ؛ وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يَسْتَهْجِنُوا ضَرْبَ بُولُسَ، ٱسْتَنْكَرُوا رَدَّةَ فِعْلِهِ! سَأَلُوهُ: «أَتَشْتُمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ ٱللّٰهِ؟». فَجَاءَ جَوَابُ ٱلرَّسُولِ دَرْسًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱحْتِرَامِ ٱلشَّرِيعَةِ. أَجَابَ: «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ. لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹رَئِيسُ شَعْبِكَ لَا تَقُلْ فِيهِ سُوءًا›».d (اع ٢٣:٤، ٥؛ خر ٢٢:٢٨) ثُمَّ تَبَنَّى بُولُسُ إِسْتِرَاتِيجِيَّةً مُخْتَلِفَةً كُلِّيًّا. فَإِذْ لَاحَظَ أَنَّ ٱلسَّنْهَدْرِيمَ مُؤَلَّفٌ مِنْ فَرِّيسِيِّينَ وَصَدُّوقِيِّينَ، قَالَ: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ، أَنَا فَرِّيسِيٌّ ٱبْنُ فَرِّيسِيِّينَ. وَعَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ». — اع ٢٣:٦.
على غرار بولس، نبحث عن قاسم مشترك في حديثنا مع اشخاص من خلفية دينية اخرى
١٨ لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُ فَرِّيسِيٌّ، وَكَيْفَ نَتَّبِعُ أُسْلُوبًا مُمَاثِلًا فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ؟
١٨ قَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا سُؤَالَانِ. اَلسُّؤَالُ ٱلْأَوَّلُ: لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُ فَرِّيسِيٌّ؟ اَلْجَوَابُ: لِأَنَّهُ كَانَ «ٱبْنَ فَرِّيسِيِّينَ»، أَيْ مُتَحَدِّرًا مِنْ عَائِلَةٍ تَنْتَمِي إِلَى هٰذِهِ ٱلْبِدْعَةِ. وَعَلَيْهِ، يُحْتَمَلُ أَنَّ كَثِيرِينَ ظَلُّوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةَ.e اَلسُّؤَالُ ٱلثَّانِي: كَيْفَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُ يُشَاطِرُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ إِيمَانَهُمْ بِٱلْقِيَامَةِ؟ فَهُمْ عَلَى مَا يُقَالُ آمَنُوا أَنَّ نَفْسًا وَاعِيَةً تَبْقَى حَيَّةً بَعْدَ ٱلْمَوْتِ، وَأَنْفُسَ ٱلْأَبْرَارِ تَعِيشُ ثَانِيَةً فِي أَجْسَامٍ بَشَرِيَّةٍ. اَلْجَوَابُ: لَمْ يَتَبَنَّ بُولُسُ بِٱلطَّبْعِ مَفَاهِيمَ كَهٰذِهِ. فَقَدْ آمَنَ بِعَقِيدَةِ ٱلْقِيَامَةِ كَمَا عَلَّمَهَا يَسُوعُ. (يو ٥:٢٥-٢٩) مَعَ ذٰلِكَ، وَافَقَ ٱلرَّسُولُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ أَنَّ هُنَاكَ حَيَاةً بَعْدَ ٱلْمَوْتِ، خِلَافًا لِلصَّدُّوقِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلْقِيَامَةِ. وَبِإِمْكَانِنَا نَحْنُ كَذٰلِكَ أَنْ نَتَّبِعَ نَهْجًا مُمَاثِلًا فِي مُنَاقَشَاتِنَا مَعَ مَنْ يُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ، فَنُخْبِرُهُمْ أَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا مُؤْمِنُونَ. صَحِيحٌ أَنَّ إِيمَانَهُمْ بِٱللّٰهِ يَخْتَلِفُ عَنْ إِيمَانِنَا ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَلٰكِنْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ كِلَانَا يُؤْمِنُ بِوُجُودِ خَالِقٍ.
١٩ مَا سَبَبُ ٱلْبَلْبَلَةِ ٱلَّتِي ٱنْتَهَى إِلَيْهَا ٱجْتِمَاعُ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ؟
١٩ اِنْقَسَمَ ٱلسَّنْهَدْرِيمُ بِسَبَبِ كَلَامِ بُولُسَ. يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ: «حَدَثَ صِيَاحٌ عَالٍ، وَقَامَ بَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ مِنْ فَرِيقِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَشَرَعُوا يُخَاصِمُونَ بِحِدَّةٍ، قَائِلِينَ: ‹لَا نَجِدُ خَطَأً فِي هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ. أَمَّا إِنْ كَانَ قَدْ كَلَّمَهُ رُوحٌ أَوْ مَلَاكٌ . . .›». (اع ٢٣:٩) إِذَّاكَ تَفَاقَمَتِ ٱلْبَلْبَلَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. فَٱلصَّدُّوقِيُّونَ لَمْ يَقْبَلُوا بَتَاتًا ٱلْفَرْضِيَّةَ ٱلْقَائِلَةَ بِأَنَّ مَلَاكًا تَكَلَّمَ مَعَ بُولُسَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا أَسَاسًا بِوُجُودِ مَلَائِكَةٍ. (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «اَلصَّدُّوقِيُّونَ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ».) فَٱضْطُرَّ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيُّ أَنْ يَتَدَخَّلَ مُجَدَّدًا لِيُنْقِذَ ٱلرَّسُولَ. (اع ٢٣:١٠) وَهَلْ بَلَغَ بُولُسُ إِذَّاكَ بَرَّ ٱلْأَمَانِ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَلْنُتَابِعْ مُجْرَيَاتِ ٱلْأَحْدَاثِ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي.
-
-
«تشجَّع جدا!»اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
-
-
الفصل ٢٤
«تَشَجَّعْ جِدًّا!»
بُولُسُ يَنْجُو مِنَ ٱلْمَوْتِ وَيُرَافِعُ أَمَامَ فِيلِكْسَ
مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٢٣:١١–٢٤:٢٧
١، ٢ لِمَ لَا يَتَفَاجَأُ بُولُسُ حِينَ يُوَاجِهُ ٱضْطِهَادًا مَرِيرًا فِي أُورُشَلِيمَ؟
يَنْفُذُ بُولُسُ بِجِلْدِهِ فِي ٱللَّحْظَةِ ٱلْأَخِيرَةِ! فَٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ يَخْطَفُونَهُ مِنْ أَيْدِي أَعْضَاءِ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ ٱلسَّاخِطِينَ. لَقَدْ عَانَى ٱلرَّسُولُ ٱلْأَسِيرُ ٱضْطِهَادًا مَرِيرًا فِي أُورُشَلِيمَ، غَيْرَ أَنَّهُ مُتَوَقِّعٌ مُعَامَلَةً كَهٰذِهِ. فَقَدْ قِيلَ لَهُ إِنَّ «قُيُودًا وَضِيقَاتٍ» بِٱنْتِظَارِهِ هُنَاكَ. (اع ٢٠:٢٢، ٢٣) اَلصُّورَةُ ضَبَابِيَّةٌ، أَمَّا مَعَالِمُهَا فَوَاضِحَةٌ: أَمَامَ بُولُسَ مُعَانَاةٌ طَوِيلَةٌ بَعْدُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلْمَسِيحِ. — اع ٩:١٦.
٢ سَبَقَ لَنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ جَمْعًا مِنَ ٱلْيَهُودِ حَاوَلُوا ٱغْتِيَالَ ٱلرَّسُولِ. ثُمَّ كَادَ أَعْضَاءُ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ أَنْ «يُمَزِّقُوا بُولُسَ إِرْبًا إِرْبًا»، فِيمَا كَانُوا يَتَنَازَعُونَ حَوْلَ مُرَافَعَتِهِ. أَمَّا ٱلْآنَ فَهَا هُوَ سَجِينٌ فِي عُهْدَةِ ٱلْجُنُودِ ٱلرُّومَانِ بِٱنْتِظَارِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلِٱتِّهَامَاتِ وَٱلْمُحَاكَمَاتِ. (اع ٢١:٣١؛ ٢٣:١٠) وَلَا عَجَبَ فِي ذٰلِكَ. فَٱلْأَنْبِيَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْفُسُهُمْ نَبَّهُوا بُولُسَ أَنَّهُ يُقَيَّدُ وَيُسَلَّمُ «إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ». (اع ٢١:٤، ١٠، ١١) وَفِي خِضَمِّ كُلِّ هٰذِهِ ٱلصُّعُوبَاتِ، لَا شَكَّ أَنَّ ٱلرَّسُولَ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ.
٣ مِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ ٱلتَّشْجِيعَ لِمُوَاصَلَةِ عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ؟
٣ مِنْ جَانِبِنَا، نَعْلَمُ «أَنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا» فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا. (٢ تي ٣:١٢) لِذَا بَيْنَ ٱلْحِينِ وَٱلْآخَرِ نَحْتَاجُ عَلَى غِرَارِ بُولُسَ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ لِنُوَاصِلَ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ. أَوَلَا نَشْعُرُ بِٱلِٱمْتِنَانِ إِذًا لِمَا يُقَدِّمُهُ لَنَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» مِنْ تَشْجِيعٍ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟! (مت ٢٤:٤٥) وَيَهْوَهُ شَخْصِيًّا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ جَمِيعَ أَعْدَاءِ ٱلْبِشَارَةِ سَيَفْشَلُونَ لَا مَحَالَةَ، وَلَنْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْضُوا عَلَى شَعْبِهِ وَلَا أَنْ يُوقِفُوا عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ. (اش ٥٤:١٧؛ ار ١:١٩) وَلٰكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟ كَيْفَ ٱسْتَمَدَّ ٱلتَّشْجِيعَ ٱللَّازِمَ لِمُوَاصَلَةِ ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ؟ وَكَيْفَ تَفَاعَلَ مَعَ هٰذَا ٱلتَّشْجِيعِ؟
إِحْبَاطُ «مُؤَامَرَةٍ» لِتَصْفِيَةِ بُولُسَ (اعمال ٢٣:١١-٣٤)
٤، ٥ (أ) كَيْفَ ٱسْتَمَدَّ بُولُسُ ٱلشَّجَاعَةَ؟ (ب) لِمَ جَاءَ ٱلتَّشْجِيعُ فِي حِينِهِ؟
٤ اِسْتَمَدَّ بُولُسُ ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي تَلَتْ إِنْقَاذَهُ مِنَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ. يُخْبِرُنَا ٱلسِّجِلُّ ٱلْمُلْهَمُ: «وَقَفَ بِهِ ٱلرَّبُّ وَقَالَ: ‹تَشَجَّعْ جِدًّا! لِأَنَّكَ كَمَا كُنْتَ تَشْهَدُ كَامِلًا بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، كَذٰلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومَا أَيْضًا›». (اع ٢٣:١١) وَهٰكَذَا تَأَكَّدَ لِلرَّسُولِ بِفَضْلِ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُقَوِّيَةِ أَنَّهُ سَيَنْجُو مِنَ ٱلْخَطَرِ وَيَصِلُ إِلَى رُومَا حَيْثُ يَحْظَى بِٱمْتِيَازِ تَأْدِيَةِ شَهَادَةٍ عَنْ يَسُوعَ.
«اكثر من اربعين رجلا منهم يترصدون له». — اعمال ٢٣:٢١
٥ جَاءَ هٰذَا ٱلتَّشْجِيعُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. فَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، دَبَّرَ أَكْثَرُ مِنْ ٤٠ رَجُلًا يَهُودِيًّا «مُؤَامَرَةً وَتَعَاهَدُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ قَبْلَ قَتْلِ بُولُسَ». وَهٰذِهِ «ٱلْمُؤَامَرَةُ ٱلْمُتَحَالَفُ عَلَيْهَا» دَلِيلٌ صَارِخٌ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْيَهُودَ ٱسْتَمَاتُوا إِلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلرَّسُولِ. فَفِي ٱعْتِقَادِهِمْ، سَتَحِلُّ بِهِمِ ٱللَّعْنَةُ فِي حَالِ لَمْ يَبْلُغُوا مَأْرَبَهُمْ. (اع ٢٣:١٢-١٥) وَقَضَتْ خُطَّتُهُمُ ٱلَّتِي مَنَحَهَا كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ ٱلضَّوْءَ ٱلْأَخْضَرَ أَنْ يُعَادَ بُولُسُ إِلَى ٱلسَّنْهَدْرِيمِ لِٱسْتِجْوَابِهِ مُجَدَّدًا، كَأَنَّ ٱلْقُضَاةَ رَاغِبُونَ فِي ٱلتَّحَقُّقِ مِنْ أَمْرِهِ بِأَكْثَرِ دِقَّةٍ. فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ، يَتَرَصَّدُ ٱلْمُتَآمِرُونَ لِلرَّسُولِ عَلَى ٱلطَّرِيقِ لِيَنْقَضُّوا عَلَيْهِ وَيَقْتُلُوهُ.
٦ كَيْفَ ٱنْفَضَحَتِ ٱلْمُؤَامَرَةُ لِلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ، وَأَيُّ مِثَالٍ يَجِدُهُ ٱلشَّبَابُ ٱلْيَوْمَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟
٦ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُؤَامَرَةَ بَلَغَتْ مَسَامِعَ ٱبْنِ أُخْتِ بُولُسَ ٱلَّذِي فَاتَحَ خَالَهُ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ. فَمَا كَانَ مِنَ ٱلرَّسُولِ إِلَّا أَنْ طَلَبَ مِنْهُ إِبْلَاغَ قَائِدِ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيِّ كُلُودِيُوسَ لِيسِيَاسَ بِٱلْمَوْضُوعِ. (اع ٢٣:١٦-٢٢) وَعَلَى غِرَارِ ٱبْنِ أُخْتِ بُولُسَ ٱلَّذِي نَجْهَلُ ٱسْمَهُ، يُبَدِّي شُبَّانٌ وَشَابَّاتٌ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِشَجَاعَةٍ مَصْلَحَةَ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى مَصْلَحَتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَهُمْ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِتَرْوِيجِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَمَا رَأْيُكَ، أَلَا يُعِزُّ يَهْوَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابَ ٱلْأُمَنَاءَ؟
٧، ٨ أَيَّةُ تَدَابِيرَ ٱتَّخَذَهَا كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاسُ حِرْصًا عَلَى سَلَامَةِ بُولُسَ؟
٧ حَالَمَا أُطْلِعَ قَائِدُ ٱلْأَلْفِ كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاسُ عَلَى ٱلْمُؤَامَرَةِ ٱلْمُدَبَّرَةِ ضِدَّ بُولُسَ، عَيَّنَ ٤٧٠ جُنْدِيًّا وَرَامِحًا وَفَارِسًا لِنَقْلِ ٱلرَّسُولِ سَالِمًا تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ
-