مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • رجال الشرطة —‏ لماذا وجودهم ضروري؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • رجال الشرطة —‏ لماذا وجودهم ضروري؟‏

      كيف تكون الحياة دون وجود الشرطة؟‏ ماذا حصل سنة ١٩٩٧ عندما اضرب ٠٠٠‏,١٨ شرطي في مدينة رَسيف البرازيلية،‏ تاركين سكانها الاكثر من مليون دون حماية؟‏

      بحسب صحيفة ذا واشنطن پوست (‏بالانكليزية)‏،‏ «ازدادت جرائم القتل اليومية بنسبة ثلاثة اضعاف خلال الفوضى التي عمّت هذه المدينة الساحلية ودامت خمسة ايام.‏ سُرقت ثمانية مصارف.‏ قامت العصابات بأعمال شغب في مركز للتسوق ثم هجمت على الاحياء الارستقراطية وهي تطلق النيران.‏ لم يعد احد يلتزم بقوانين السير.‏ .‏ .‏ .‏ وبسبب موجة الجريمة فاضت اماكن حفظ الجثث،‏ وامتلأ اكبر مستشفى حكومي وشوهدت ضحايا الطلقات النارية والطعنات ممدّدة في الاروقة».‏ ونُقل عن لسان وزير العدل قوله:‏ «ان حالة انعدام الامن هذه لم يسبق لها مثيل هنا».‏

      حيثما نعيش،‏ يتوارى الشر خلف مظهر الحضارة البراق.‏ فنحن بحاجة الى حماية الشرطة.‏ لا شك ان معظمنا يسمع عن وحشية بعض رجال الشرطة،‏ فسادهم،‏ لامبالاتهم،‏ وإساءة استعمالهم السلطة.‏ وهذه الامور تتفاوت بتفاوت البلدان.‏ لكن ماذا كنا لنفعل دون وجود رجال الشرطة؟‏ أليس صحيحا انهم يقدمون في اغلب الاحيان خدمات قيّمة؟‏ لقد استطلعت مجلة استيقظ!‏ بعض رجال الشرطة في انحاء مختلفة من العالم وسألتهم لماذا اختاروا هذه المهنة.‏

      خدمة تفيد المجتمع

      قال ايڤان،‏ وهو شرطي بريطاني:‏ «انا استمتع بمساعدة الناس.‏ وقد جذبتني هذه المهنة لما فيها من تنوع.‏ قلة هم الذين يدركون ان تتبع الجرائم لا يشكل سوى ٢٠ الى ٣٠ في المئة من عمل الشرطي.‏ فعمله في الواقع خدمة تفيد المجتمع.‏ ففي دوريتي اليومية المعتادة،‏ يمكنني تقديم المساعدة اذا مات احد فجأة،‏ حصل حادث سير،‏ وقعت جريمة،‏ ويمكنني الاهتمام بشخص مسن مرتبك يحتاج الى العون.‏ كما تفرحني خصوصا اعادة ولد ضائع او مساعدة ضحية جريمة لكي تتغلب على صدمتها النفسية».‏

      ويقول ستيڤن،‏ شرطي سابق في الولايات المتحدة:‏ «كشرطي،‏ لديكم الطاقة والوقت اللازمان لتقديم المساعدة عندما يلجأ الناس اليكم بإخلاص طلبا للدعم.‏ هذا ما شدّني الى المهنة.‏ اردت ان اكون موجودا لأساعد الناس وأحمل الاعباء عنهم.‏ وأشعر انني ساهمت الى حد ما في حماية الناس من الجريمة.‏ فقد ألقيت القبض على اكثر من ٠٠٠‏,١ شخص خلال خمس سنوات.‏ لكنّ ما منحني الاكتفاء هو ايجاد الاولاد الضائعين،‏ مساعدة المصابين بداء ألزهايمر التائهين،‏ وإعادة السيارات المسروقة.‏ اضف الى ذلك الاثارة الناجمة عن مطاردة المشبوهين واعتقالهم».‏

      يقول روبيرتو،‏ وهو شرطي في بوليڤيا:‏ «اردت ان اساعد الناس في الحالات الطارئة.‏ عندما كنت حدثا،‏ أُعجبت بالشرطة لأنها تحمي الناس من الخطر.‏ في بداية مهنتي كنت مسؤولا عن دوريات المشاة في قلب المدينة،‏ حيث تقع المكاتب الحكومية.‏ فكان علينا مواجهة المظاهرات السياسية كل يوم تقريبا.‏ اقتضى عملي بأن احول دون صيرورة الوضع عنيفا.‏ واكتشفت ان استعمال الاسلوب الودّي والمنطقي مع قادة المظاهرات يساعد على تجنب اعمال الشغب التي يمكن ان تؤذي اشخاصا عديدين.‏ وكان ذلك مكافئا».‏

      ان الخدمات التي يقدمها رجال الشرطة كثيرة ومتنوعة.‏ فهي تتراوح بين انقاذ هر عالق في شجرة وإنقاذ رهائن من ايدي الارهابيين ومجابهة سارقي المصارف.‏ رغم ذلك،‏ منذ نشأ سلك الشرطة كما هو عليه اليوم،‏ كان رجال الشرطة محط آمال الناس ومدعاة لمخاوفهم على السواء.‏ وستناقش المقالة التالية السبب.‏

  • حماية الشرطة —‏ الآمال والمخاوف
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • حماية الشرطة —‏ الآمال والمخاوف

      في اوائل القرن الـ‍ ١٩،‏ قاوم كثيرون في انكلترا اقتراحات تدعو الى انشاء سلك شرطة محترفة ببزات رسمية.‏ فقد خشوا وجود قوة مسلحة في ايدي الحكومة تهدد حريتهم.‏ وخاف البعض ان ينتهي الامر الى وجود نظام شرطة يعتمد الجاسوسية مشابه للنظام الفرنسي الذي يترأسه جوزيف فوشيه.‏ رغم ذلك،‏ لم يستطيعوا إلّا ان يسألوا انفسهم:‏ ‹ماذا نفعل دون وجود رجال شرطة؟‏›.‏

      كانت مدينة لندن قد اصبحت اكبر وأغنى مدينة في العالم؛‏ وكانت الجرائم تزداد وتهدّد الاعمال التجارية.‏ ولم يقدر احد على حماية الناس وممتلكاتهم،‏ لا حراس الليل المتطوعون ولا المحترفون في القبض على اللصوص،‏ اي «عداؤو شارع بو» الذين موِّل عملهم على صعيد شخصي.‏ يقول كلايڤ امسلي في كتابه الشرطة الانكليزية:‏ تاريخ سياسي واجتماعي (‏بالانكليزية)‏:‏ «اكثر فأكثر،‏ اعتُبرت الجريمة والفوضى امرين لا ينبغي ان يكونا في مجتمع متحضر».‏ لذلك امل سكان لندن خيرا،‏ وقرروا انشاء سلك شرطة محترفة تحت اشراف السير روبرت پيل.‏ وفي ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٨٢٩،‏ بدأ عناصر من الشرطة المتروپوليتية دورياتهم لابسين بزات رسمية.‏

      من بداية تاريخها العصري،‏ اثار موضوع الشرطة الامل والخوف —‏ الامل،‏ بأنهم سيزودون الامن،‏ والخوف من اساءة استعمال سلطتهم.‏

      الشرطة الاميركية تبدأ عملها

      في الولايات المتحدة،‏ كانت مدينة نيويورك اول مدينة ينشأ فيها سلك شرطة محترفة.‏ فمع ازدياد ثروة المدينة ازدادت الجرائم ايضا.‏ وبحلول ثلاثينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ كان باستطاعة كل عائلة قراءة قصص الاجرام الفظيعة في الصحف الرخيصة الحديثة الاصدار.‏ وازداد احتجاج الشعب،‏ فحصلت نيويورك على سلك الشرطة الخاص بها سنة ١٨٤٥.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ صارت نيويورك ولندن مفتونتَين الواحدة بشرطة الاخرى.‏

      شعر الاميركيون بالخوف نفسه الذي شعر به الانكليز،‏ الخوف من وجود قوة مسلحة في ايدي الحكومة.‏ لكنّ البلدين ابتكرا حلّين مختلفين.‏ ففضل الانكليز وجود شرطة تتألف عناصرها من رجال اخلاقهم حميدة يرتدون بزات زرقاء داكنة ويعتمرون قبعات عالية.‏ وقد اقتصر سلاحهم على هراوى مخفية.‏ وحتى يومنا هذا لا تحمل الشرطة البريطانية اسلحة نارية إلّا في الحالات الطارئة.‏ لكن كما ذكر احد التقارير،‏ «هنالك شعور متزايد .‏ .‏ .‏ بأنه في النهاية ستصبح الشرطة البريطانية لا محالة قوة كاملة التسلّح».‏

      لكن في الولايات المتحدة،‏ ادّى الخوف من ان يُساء استعمال سلطة الحكومة الى تبني التعديل الثاني للدستور الاميركي،‏ الذي يضمن «حق الناس في حيازة السلاح وحمله».‏ نتيجة ذلك،‏ ارادت الشرطة ان تحمل مسدسات.‏ ومع الوقت ادى استعمالها لهذا السلاح الى تبادل النيران في الشوارع.‏ وصار ذلك،‏ كانطباع عام على الاقل،‏ سمة الشرطة الاميركية وهي تطارد السارقين.‏ والسبب الآخر وراء الموقف الاميركي من حمل السلاح هو ان اول سلك شرطة في الولايات المتحدة أُنشئ في مجتمع مختلف تماما عن مجتمع لندن.‏ فقد عمت الفوضى نيويورك بعدما اكتظت بالناس.‏ وأثيرت اعمال عنف عرقي بسبب تدفق آلاف المهاجرين خصوصا من اوروپا،‏ وتدفق الاميركيين المتحدرين من اصل افريقي بعد بداية الحرب الاهلية التي دامت من سنة ١٨٦١ حتى ١٨٦٥.‏ فشعرت الشرطة انها بحاجة الى تبني نظام اشد صرامة.‏

      وبالتالي اعتُبر وجود الشرطة في اغلب الاحيان شرا لا بد منه.‏ وكان الناس مستعدين لتحمل التجاوزات التي تحصل بين الحين والآخر املًا بتحقيق درجة من النظام والامن.‏ لكن في بعض اجزاء العالم،‏ كان نوع آخر من الشرطة يظهر.‏

      الشرطة المخيفة

      في اوائل القرن الـ‍ ١٩،‏ عندما كان سلك الشرطة في بداية تطوره،‏ كان معظم الجنس البشري يعيش تحت حكم الامبراطوريات الاوروپية.‏ ونُظمت الشرطة الاوروپية عموما بهدف حماية الحكام عوض الشعب.‏ حتى البريطانيون،‏ الذين لم تعجبهم البتة فكرة وجود شرطة مسلحة ذات طابع عسكري على ارضهم،‏ بدا انهم لم يشعروا بوخز ضمير في ما يتعلق بالشرطة العسكرية المستخدمة لإبقاء المستعمرات خاضعة لهم.‏ يقول روب موبي في كتابه عمل الشرطة حول العالم (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الوحشية،‏ الفساد،‏ العنف،‏ الجريمة وإساءة استعمال السلطة بين صفوف رجال الشرطة وسمت تقريبا كل عقد من تاريخ الشرطة المستخدمة في المستعمرات».‏ وبعد الاشارة الى ان استخدام الشرطة في البلدان المستعمَرة اتى ببعض الفوائد،‏ اضاف الكتاب نفسه ان استخدام الشرطة اعطى «انطباعا عالميا اظهر عمل الشرطة كقوة حكومية لا كخدمة عامة».‏

      وخوفا من اندلاع الثورات،‏ استخدمت الحكومات الدكتاتورية في معظم الاحيان الشرطة السرّية لتتجسس على مواطنيها.‏ وكانت هذه الشرطة تنتزع المعلومات بالتعذيب وتقضي على كل الذين تتهمهم بتقويض سلطة الدولة باغتيالهم او باعتقالهم دون محاكمة.‏ استخدم النازيون الڠستاپو،‏ والاتحاد السوڤياتي الـ‍ KGB،‏ والمانيا الشرقية الشْتازي.‏ ومن المذهل ان الشْتازي وظّفت ٠٠٠‏,١٠٠ عنصر وربما نصف مليون مخبر لمراقبة السكان البالغ عددهم نحو ١٦ مليون نسمة.‏ فكان هؤلاء العناصر يتنصتون على المكالمات الهاتفية باستمرار ويحفظون سجلات عن ثلث السكان.‏ يقول جون كولر في كتابه الشْتازي (‏بالانكليزية)‏:‏ «لم يكن لشرطة الشْتازي حدود ولم تعرف الخجل».‏ ويضيف:‏ «استُخدمت اعداد كبيرة من رجال الدين،‏ ومنهم ذوو المناصب العالية من الطائفتين الپروتستانتية والكاثوليكية،‏ كمخبرين سريين.‏ فامتلأت مكاتبهم وكراسي الاعتراف بأجهزة التنصّت».‏

      لكن وجود الشرطة المخيفة لا يقتصر على البلدان ذات الحكومات الدكتاتورية.‏ ففي اماكن اخرى،‏ اتُّهمت الشرطة في المدن الكبيرة بنشر الرعب لتبنيها اسلوبا عدوانيا جدا في تنفيذ القانون،‏ وخصوصا عند استهداف الاقليات.‏ ذكرت احدى المجلات الاخبارية،‏ معلقة على فضيحة ضج بها الوسط الاعلامي في لوس انجلوس:‏ «[اظهرت هذه الفضيحة] ان سوء سلوك الشرطة ضرب رقما قياسيا في الانفلات،‏ وأدى الى شيوع التعبير الجديد:‏ عصابة الشرطة».‏

      بالتالي،‏ يطرح المسؤولون السؤال:‏ ماذا يمكن ان تفعل دوائر الشرطة لتحسين صورتها؟‏ لقد حاولت قوى عديدة للشرطة،‏ في سعيها وراء التشديد على دورها في تقديم خدمة عامة،‏ ابراز اوجه عملها التي تفيد المجتمع.‏

      امل ناجم عن وجود شرطة تُعنى بالمجتمع

      تُنظَّم الشرطة في اليابان على نطاق الاحياء السكنية،‏ وقد لفت ذلك انتباه البلدان الاخرى.‏ فتقليديا،‏ تعمل الشرطة اليابانية من مراكز صغيرة مسؤولة عن منطقة معينة يتناوب على العمل فيها حوالي اثني عشر شرطيا.‏ يقول الاستاذ البريطاني المحاضر في علم الجريمة،‏ فرانك لايشمن،‏ المقيم منذ مدة طويلة في اليابان:‏ «يشتهر رجال شرطة كوبان بشتى الخدمات الودية التي يقدمونها:‏ ارشاد الناس الى عناوين في شوارع اليابان التي نادرا ما تدعى بأسماء؛‏ اعارة مظلات مفقودة لم يسأل عنها اصحابها لأشخاص فاجأهم المطر؛‏ التأكد من دخول الموظفين السكارى القطار الاخير ليصلوا الى بيوتهم؛‏ وإسداء النصح المتعلقة ‹بمشاكل المواطنين›».‏ وقد ساهمت الشرطة التي تعمل على نطاق أحياء في اعطاء اليابان صيتها التي تُحسَد عليه المتعلق بالأمن السائد في شوارعها.‏

      هل يمكن ان تكون طريقة عمل الشرطة هذه فعالة في مكان آخر؟‏ ان بعض الذين يدرسون علم الجريمة بدأوا يتعلمون منها.‏ فالتقدم العصري في الاتصالات خلق هوة بين رجال الشرطة والناس الذين يخدمونهم.‏ وفي مدن كثيرة اليوم،‏ يبدو عمل الشرطة مقتصرا في اغلب الاحيان على الحالات الطارئة.‏ ويظهر احيانا انه فُقد التشديد الاصلي على تفادي الجريمة.‏ وكردّ فعل لهذا الامر،‏ صارت حراسة الاحياء شائعة من جديد.‏

      حراسة الاحياء

      يقول الشرطي دووي عن عمله في ويلز:‏ «حراسة الاحياء تنجح حقا؛‏ فهي تخفف الجرائم.‏ انها تشمل جعل الناس يسعون الى الاهتمام بأمن واحدهم الآخر.‏ فنحن ننظم اجتماعات لكي يتعرف الجيران بعضهم الى بعض،‏ يتبادلوا الاسماء وأرقام الهاتف،‏ ويسمعوا كيف يتفادون حدوث الجرائم.‏ وأنا اتمتع بالمشروع لأنه يحرك مجددا في سكان الاحياء الشعور بالانتماء.‏ ففي معظم الاحيان،‏ لا يعرف الناس من هم جيرانهم.‏ والخطة تنجح لأنها تزيد وعي الناس».‏ وهي ايضا تحسن العلاقات بين الشرطة والشعب.‏

      كما اتُّخذت مبادرة اخرى،‏ وهي تشجيع رجال الشرطة على التعاطف اكثر مع الضحايا.‏ كتب الخبير البارز بعلم نفس ضحايا الجريمة،‏ يان ڤان دايك:‏ «ينبغي ان يُعلَّم رجال الشرطة ان الضحايا يتأثرون بالطريقة التي يعاملونهم بها بقدر ما يتأثر المرضى بطريقة معاملة الاطباء لهم».‏ الا ان الشرطة،‏ في امكنة كثيرة،‏ لا تزال تحجم عن اعتبار اعمال العنف المنزلي والاغتصاب جرائم حقيقية.‏ لكن روب موبي يقول:‏ «في السنوات الاخيرة،‏ تحسنت كثيرا طريقة معالجة الشرطة لقضايا العنف المنزلي والاغتصاب.‏ رغم ذلك،‏ لا يزال هنالك الكثير من التحسينات التي ينبغي القيام بها».‏ ومشكلة إساءة استعمال السلطة هي مجال يمكن ان تتحسن فيه الشرطة في شتى اقسامها.‏

      الخوف الناجم عن فساد رجال الشرطة

      الافتراض ان وجود الشرطة يشعرنا بالحماية يبدو احيانا ساذجا،‏ وخصوصا حين تنتشر اخبار فساد الشرطة.‏ ومثل هذه التقارير موجودة منذ بداية تاريخ الشرطة.‏ فبالإشارة الى سنة ١٨٥٥،‏ تحدث كتاب دائرة شرطة نيويورك —‏ مدينة ورجال شرطتها (‏بالانكليزية)‏ «عن الانطباع الذي كان لدى كثيرين من سكان نيويورك،‏ فقد وجدوا صعوبة في التفريق بين المجرمين ورجال الشرطة».‏ ويذكر كتاب اوجه اميركا اللاتينية (‏بالانكليزية)‏،‏ لواضعه دنكن ڠرين،‏ ان رجال الشرطة هناك «يُعتبرون على نطاق واسع انهم غارقون في الفساد،‏ غير اكفاء،‏ ويسيئون استعمال حقوق الانسان».‏ قال الضابط المسؤول في دائرة للشرطة الاميركية اللاتينية تضم ٠٠٠‏,١٤ عنصر:‏ «ماذا تنتظرون من شرطي يتقاضى اقل من [١٠٠ دولار اميركي] في الشهر؟‏ اذا أعطي رشوة فماذا يفعل؟‏».‏

      ما مدى خطورة مشكلة الفساد؟‏ يعتمد الجواب على من تسألون.‏ يجيب شرطي من اميركا الشمالية قام طوال سنوات بدوريات في مدينة تضم ٠٠٠‏,١٠٠ نسمة:‏ «طبعا هنالك نسبة من رجال الشرطة ذوي السلوك المنحرف،‏ لكنّ الاغلبية مخلصون.‏ انني اقول هذا من خبرتي».‏ من ناحية اخرى،‏ يجيب محقق في الجرائم لديه ٢٦ سنة من الخبرة في بلد آخر:‏ «اعتبر ان الفساد هو آفة عالمية تقريبا.‏ والاخلاص بين رجال الشرطة نادر جدا.‏ فإذا فتش رجل شرطة بيتا مسروقا ووجد مالا،‏ يأخذه دون شك.‏ وإذا استعاد نفائس مسروقة،‏ يحتفظ بجزء منها لنفسه».‏ فلماذا يصير بعض رجال الشرطة فاسدين؟‏

      يبدأ بعضهم بمبادئ سامية،‏ ثم ينقادون لتأثير زملائهم الفاسدين والمقاييس المنحطة لعالم الإجرام الذي يحتكون به.‏ يقتبس كتاب ما يعرفه رجال الشرطة (‏بالانكليزية)‏ قول شرطي دورية من شيكاڠو:‏ «ان رجال الشرطة يحتكون احتكاكا مباشرا بالشر.‏ فهم يقفون في وسطه.‏ يلمسونه .‏ .‏ .‏ يتذوقونه .‏ .‏ .‏ يشتمونه .‏ .‏ .‏ يسمعونه .‏ .‏ .‏ وينبغي ان يعالجوه».‏ ومن السهل ان يكون للاحتكاك بمثل هذا الفساد تأثير سلبي.‏

      رغم ان الخدمة التي يقدّمها رجال الشرطة ثمينة جدا،‏ فهي ليست مثالية.‏ فهل يمكن ان نرجو شيئا افضل؟‏

      ‏[الاطار/‏الصورتان في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      ‏«أليس رجال الشرطة البريطانيون رائعين؟‏»‏

      كان البريطانيون بين اوائل من استطاعوا تحمل نفقة انشاء سلك شرطة محترفة.‏ لقد ارادوا ان يكون مجتمعهم منظما جدا —‏ مثل نظامهم لسير عربات الخيول المتسم بدقة كبيرة.‏ في سنة ١٨٢٩ اقنع وزير الداخلية،‏ السير روبرت پيل،‏ البرلمان ان يوافق على تأسيس شرطة متروپوليتية لندنية يكون مركزها الرئيسي في اسكتلنديارد.‏ في البداية لم تكن لرجال الشرطة هؤلاء شعبية لأنهم كانوا يتخذون اجراءات صارمة ضد السكر والمقامرة في الشوارع،‏ لكنهم صاروا مع الوقت محبوبي الشعب.‏

      سنة ١٨٥١،‏ دعت لندن العالم بفخر لحضور «المعرض العظيم» ليتمتعوا بإنجازات الصناعة البريطانية.‏ فذهل الضيوف بالنظام السائد في الشوارع وغياب السكيرين،‏ البغايا،‏ والمتشردين.‏ وكان رجال الشرطة النشاطى يوجهون الحشود،‏ يحملون امتعة الزوار،‏ يساعدون الناس على عبور الطريق،‏ حتى انهم كانوا يحملون السيدات المسنات ليركبن في سيارات الاجرة.‏ فلا عجب ان سُمع البريطانيون وكذلك الزوار الاجانب وهم يقولون:‏ «أليس رجال الشرطة البريطانيون رائعين؟‏».‏

      لقد بدوا اكفاء جدا في منع الجرائم بحيث ان رئيس شرطة مدينة تشيستر في سنة ١٨٧٣ تخيل انه سيأتي يوم تمحى فيه تقريبا الجريمة المخطط لها!‏ وصارت الشرطة تنظم ايضا خدمات لإطفاء الحرائق وتقديم الاسعافات.‏ كما نظمت اعمالا خيرية لتزويد الاحذية والملابس للفقراء.‏ وأنشأ بعض عناصرها نوادي للفتيان،‏ نظموا الرحلات،‏ وأمّنوا اماكن لقضاء العطل.‏

      طبعا،‏ كان ايضا لدى الشرطة المشكَّلة حديثا مشاكلها المتعلقة بعناصر غير منضبطة متورطة في الفساد والاعمال الوحشية.‏ لكن معظمهم كانوا يفتخرون بإحلال النظام باستعمال ادنى مقدار من القوة.‏ ففي سنة ١٨٥٣،‏ كان على الشرطة في ويڠن في لانكاشير ان تواجه شغبا اثاره اضراب عمال المناجم.‏ فرفض الرقيب الشجاع،‏ المسؤول عن عشرة عناصر فقط،‏ رفضا صارما استعمال الاسلحة النارية التي يملكها اصحاب المناجم.‏ ويبدو هذا الموقف جليا في الرسالة التي تسلمها هكتور ماكلاود سنة ١٨٨٦ عندما حذا حذو ابيه والتحق بسلك الشرطة.‏ اقتبس كتاب الشرطة الانكليزية (‏بالانكليزية)‏ ما جاء في الرسالة:‏ «اذا كنتَ قاسيا،‏ تفقد دعم وولاء الشعب.‏ .‏ .‏ انا اضع مصلحة الشعب اولا لأننا خدام المجتمع الذي عُينّا لخدمته في الوقت الحاضر،‏ ومن واجبنا ان نرضيهم ونرضي ايضا الضابط المسؤول».‏

      يقول هايدن،‏ ضابط شرطة متقاعد من الشرطة المتروپوليتية:‏ «يعلّموننا دائما ان نمارس ضبط النفس في عملنا لأن عمل الشرطة يحتاج الى دعم المجتمع لكي ينجح.‏ كانت هراوتنا الخشبية الصغيرة آخر وسيلة نلجأ اليها،‏ ولم يستعملها معظم رجال الشرطة طوال خدمتهم في سلك الشرطة».‏ وما ساهم ايضا في الصيت الحسن لرجال الشرطة البريطانيين هو السلسلة التلفزيونية المشهورة،‏ ديكسن من مركز شرطة دوك ڠرين،‏ التي دامت ٢١ سنة وتحدثت عن شرطي نزيه يعرف كل شخص في دوريته.‏ ربما شجع هذا البرنامج الشرطة لتحيا وفق هذا الصيت،‏ لكنه عزَّز دون شك اعجاب البريطانيين برجال الشرطة.‏

      تغيَّر الموقف في بريطانيا في ستينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ وحلَّ محل الاعتزاز الوطني الشكُّ بالسلطات.‏ وشوَّهت التقارير عن الفساد والتمييز العنصري بين صفوف رجال الشرطة صورة الشرطة في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ رغم جهودها المبذولة للحصول على دعم الشعب من خلال خطة حراسة الجوار.‏ ولكن مؤخرا،‏ بعد اتهامات عديدة بالتمييز العنصري واختلاق ادلة لإدانة الموقوفين،‏ بذلت الشرطة المزيد من الجهود الصادقة لتتحسن.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Photograph above: http://www.‎constabulary.‎com

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٠]‏

      معجزة في نيويورك؟‏

      عندما تقوم الشرطة بجهود خصوصية،‏ يمكن ان تكون النتائج مذهلة.‏ لطالما اعتُبرت نيويورك احدى اخطر المدن في العالم،‏ وفي اواخر ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بدا ان الشرطة المثبطة فقدت السيطرة على زمام الامور.‏ فقد أجبرت المشاكل الاقتصادية حكومة المدينة على تجميد الرواتب وتخفيض عدد رجال الشرطة.‏ ووسّع تجار المخدِّرات نشاطهم فأتت معهم موجة مروِّعة من العنف.‏ وصار المقيمون في وسط المدينة ينامون على صوت اطلاق النار.‏ كما حدثت اعمال شغب عرقي كبيرة سنة ١٩٩١،‏ ونظّم رجال الشرطة هم ايضا مظاهرة صاخبة للتنفيس عما يعانونه.‏

      لكنّ مسؤولا جديدا عن الشرطة اهتم بتشجيع عناصرها،‏ فكان يجتمع معهم قانونيا لتحليل الخطط،‏ كل دائرة بدائرتها.‏ يوضح جايمس لاردنر وتوماس ريپيتو في كتابهما دائرة شرطة نيويورك (‏بالانكليزية)‏:‏ «كان المسؤول عن رجال التحري ورئيس قسم المخدِّرات شخصين يقرأ عنهما في الصحف الضباط المسؤولون عن الدوائر ولا يلتقونهما الا نادرا.‏ اما الآن فهم يجلسون معا طوال ساعات».‏ وقد ادى ذلك الى انخفاض اعداد الجرائم.‏ فبحسب التقارير انخفضت جرائم القتل تدريجيا من ٠٠٠‏,٢ جريمة تقريبا سنة ١٩٩٣ الى ٦٣٣ جريمة سنة ١٩٩٨ —‏ ادنى نسبة في ٣٥ سنة.‏ وصار سكان نيويورك يتحدثون عن معجزة.‏ كما بلغت نسبة انخفاض الجرائم المخبر عنها خلال السنوات الثماني الماضية ٦٤ في المئة.‏

      فكيف تم هذا التحسين؟‏ ذكرت صحيفة ذا نيويورك تايمز في عددها الصادر في ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٢،‏ ان احد مفاتيح النجاح كان نظام «كومپستات»،‏ وهو «نظام تتبع الجرائم الذي يشمل دراسة الاحصاءات دائرة فدائرة كل اسبوع،‏ لتحديد المشاكل ومعالجتها حالما تظهر».‏ وقال مفوض الشرطة السابق برنارد كيرك:‏ «لقد راقبنا اين تحدث الجريمة،‏ ادركنا سبب حصولها،‏ ثم اعدنا انتشار فرق [الشرطة] والعتاد لنضمن انه يُركَّز على تلك المناطق.‏ بهذه الطريقة ينخفض عدد الجرائم».‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      مركز شرطة نموذجي في اليابان

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      شرطي سير في هونڠ كونڠ

      ‏[الصورة في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      توجيه حشود الناس اثناء مباراة لكرة القدم في انكلترا

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      تشتمل واجبات الشرطة على مساعدة ضحايا الحوادث

  • رجال الشرطة —‏ ماذا عن مستقبلهم؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • رجال الشرطة —‏ ماذا عن مستقبلهم؟‏

      بغياب الشرطة سنغرق على الارجح في الفوضى.‏ لكن حتى بوجود الشرطة،‏ هل عالمنا آمن؟‏ في معظم المدن اليوم،‏ كما في مناطق ريفية كثيرة،‏ يسود شعور بوجود ازمة امنية.‏ فهل يمكن ان نتطلع الى الشرطة لتخلصنا من الجريمة المنظَّمة ومن المجرمين المحترفين؟‏ هل يمكن ان نتوقع من رجال الشرطة ان يجعلوا شوارعنا آمنة؟‏ هل سيربحون الحرب ضد الجريمة؟‏

      يبدي دايڤيد بايلي رأيه ذاكرا في كتابه شرطة للمستقبل (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الشرطة لا تمنع الجريمة».‏ ويضيف:‏ «انما هي بمثابة ضمادة لمداواة مريض مصاب بالسرطان.‏ .‏ .‏ .‏ لا نستطيع الاتكال على رجال الشرطة لتخليص المجتمع من الجريمة،‏ حتى عندما يكونون مكرَّسين لمنعها».‏ وقد اظهرت الدراسات ان النشاطات الرئيسية الثلاثة التي تقوم بها الشرطة —‏ القيام بدوريات في الشوارع،‏ تلبية النداءات الطارئة،‏ والتحقيق في الجرائم —‏ لا تمنع الجريمة.‏ ولماذا؟‏

      ان مجرد زيادة عدد رجال الشرطة في محاولة لمنع الجريمة قد يكون امرا مكلفا بشكل غير معقول.‏ ويبدو ان المجرمين لا يبالون بالزيادة الممكنة للدوريات ولا يرتدعون.‏ كما ان استجابة الشرطة السريعة لا تحول كثيرا دون حدوث الجريمة.‏ فقد ذكرت الشرطة انها لا تستطيع على الارجح اعتقال مجرم اذا لم تصل الى مسرح الجريمة في اقل من دقيقة.‏ ويبدو ان المجرمين يعرفون ان مثل هذه السرعة نادرة.‏ اما التحقيق الجنائي فلا يساعد ايضا.‏ اذ حتى عندما ينجح المحققون في ادانة المجرمين وسجنهم،‏ لا يمنع ذلك الجريمة على ما يبدو.‏ فرغم ان عدد المجرمين الذين تعتقلهم الولايات المتحدة يفوق عدد المجرمين المعتقلين في اي بلد آخر،‏ لا تزال تعاني نسبة عالية جدا من الاجرام؛‏ اما اليابان،‏ حيث قليلون هم في السجون،‏ فلديها احدى ادنى النسب.‏ والخطط التي تشبه حراسة الاحياء لم تبرهن ان لها تأثيرا يدوم،‏ وخصوصا في المناطق التي تكثر فيها الجرائم.‏ كما ان اتخاذ اجراءات صارمة بشأن جرائم معينة،‏ مثل الاتّجار بالمخدِّرات او السرقة،‏ يكون له وقع كبير فترة قصيرة،‏ لكن الحالة ما تلبث ان تعود الى ما كانت عليه مجددا.‏

      يقول كتاب شرطة للمستقبل:‏ «ان عجز الشرطة عن منع الجريمة لا يجب ان يفاجئ كثيرا الناس العميقي التفكير».‏ ويضيف:‏ «من المفهوم عموما ان الظروف الاجتماعية التي هي خارجة عن نطاق سيطرة الشرطة،‏ وعن سيطرة نظام العدالة الجنائي ككل،‏ تحدد مستوى الجريمة في المجتمعات».‏

      ماذا يحصل بغياب رقابة الشرطة؟‏

      كيف تتصرف حين لا يكون هنالك رجال شرطة تراقب؟‏ هل تستغل غيابهم لتخرق القانون؟‏ من المذهل ان عددا كبيرا من الموظفين الذين يُعتبرون محترمين بسبب كونهم من الطبقة الوسطى او الطبقة العليا يعرّضون سمعتهم ومستقبلهم للخطر مقابل مكاسب غير مضمونة.‏ ذكرت صحيفة ذا نيويورك تايمز مؤخرا عن ‹١١٢ شخصا متهمين بالاحتيال،‏ قيل انهم متورطون في خطة ترمي الى خداع شركات لتأمين السيارات.‏ كان بين المتهمين محامون،‏ اطباء،‏ خبراء بالمعالجة اليدوية،‏ خبير بالمعالجة الفيزيائية،‏ خبيرة بالوخز الابري،‏ ومعاونة مسؤول عن دائرة شرطة›.‏

      ومؤخرا صدمت قضية احتيال اخرى واسعة النطاق رعاة العالم الفني الاثرياء عندما أُدين كبار المديرين السابقين لدارَي المزاد العلني سوثبيز في نيويورك وكريستيز في لندن بتحديد الاسعار مسبقا.‏ فوجب عليهم وعلى دارَي المزاد العلني ان يدفعوا غرامات وتعويضات بلغت مئات الملايين من الدولارات الاميركية!‏ وهكذا نرى ان محبة المال التي لا تُروى تتغلغل في شتى طبقات المجتمع.‏

      وما حدث في مدينة رَسيف في البرازيل سنة ١٩٩٧ عندما اضربت الشرطة يظهر ان كثيرين يقترفون الجرائم عندما لا يكون هنالك رادع.‏ ومهما كانت قناعاتهم الدينية فهي لا تؤثر في سلوكهم.‏ فهم يقدرون بسهولة ان يحطّوا من شأن الاخلاق والمبادئ او يتخلوا عنها.‏ فلا عجب ان تخوض الشرطة معركة خاسرة في معظم البلدان في عالم لديه نزعة الى خرق القانون،‏ سواء كان التعدّي صغيرا او كبيرا.‏

      من ناحية اخرى،‏ يطيع البعض القانون لأنهم يحترمون السلطة.‏ اخبر الرسول بولس المسيحيين في روما انهم يجب ان يخضعوا للسلطات التي يسمح اللّٰه بوجودها بما انها تحافظ الى حد ما على النظام في المجتمع.‏ قال عن هذه السلطات:‏ «انها خادم اللّٰه،‏ الذي ينتقم ليعبّر عن السخط على من يمارس ما هو رديء.‏ إذًا،‏ يوجد سبب مقنع لتكونوا في خضوع،‏ لا من اجل السخط فحسب،‏ بل ايضا من اجل ضميركم».‏ —‏ روما ١٣:‏٤،‏ ٥‏.‏

      الظروف الاجتماعية المتغيرة

      لا شك ان عمل الشرطة يؤثر نوعا ما في تحسين الظروف الاجتماعية.‏ فعندما تخلو الطرقات بشكل واضح من المخدِّرات والعنف،‏ يحاول الناس ان يعيشوا قدر المستطاع بانسجام مع صورة المجتمع المتحسنة.‏ لكن الحقيقة هي ان اصلاح المجتمع ليس في متناول الشرطة.‏

      هل يمكن ان تتخيل مجتمعا يحترم الناس فيه القانون بحيث لا يعودون بحاجة الى شرطة؟‏ هل يمكن ان تتصور عالما يهتم الناس فيه بعضهم ببعض بحيث يكون الجيران مستعدين دائما للمساعدة ولا يحتاج احد الى طلب العون من الشرطة؟‏ ربما يبدو ذلك اشبه بالخيال.‏ لكن كلمات يسوع التالية،‏ رغم انها قيلت في سياق آخر،‏ تنطبق بالتأكيد.‏ قال:‏ «ذلك مستحيل عند الناس،‏ ولكن عند اللّٰه كل شيء مستطاع».‏ —‏ متى ١٩:‏٢٦‏.‏

      يصف الكتاب المقدس زمنا في المستقبل يكون فيه كل الجنس البشري رعايا حكومة من تأسيس يهوه اللّٰه.‏ «يقيم اله السموات مملكة .‏ .‏ .‏ تسحق وتفني كل هذه الممالك».‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ بتعليم كل الناس المخلصين طريق اللّٰه،‏ طريق المحبة،‏ ستغير هذه الحكومة الجديدة الظروف الاجتماعية التي تسبب الجريمة.‏ «الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر».‏ (‏اشعياء ١١:‏٩‏)‏ وسيكون ملك يهوه،‏ يسوع المسيح،‏ قادرا على منع كل جريمة.‏ «لا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه.‏ بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض».‏ —‏ اشعياء ١١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      لن يكون هنالك مجرمون ولا جرائم.‏ ولن تكون هنالك حاجة الى شرطة.‏ «بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يُرعب».‏ (‏ميخا ٤:‏٤‏)‏ اذا كنت ترغب في ان تكون جزءا من ‹الارض الجديدة› الموصوفة في الكتاب المقدس،‏ فالآن هو الوقت للبحث عما وعد به اللّٰه في كلمته.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٢]‏

      هل يمكن ان تتخيل مجتمعا يحترم الناس فيه القانون بحيث لا يعودون بحاجة الى شرطة؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٢]‏

      لن يكون هنالك مجرمون ولا جرائم

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١١]‏

      الشرطة والارهابيون

      كما تُظهر حوادث ١١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠٠١ التي حصلت في مدينة نيويورك وفي العاصمة واشنطن،‏ تواجه الشرطة بعض اصعب التحديات في ما يتعلق بحماية الشعب بسبب خاطفي الطائرات،‏ محتجِزي الرهائن،‏ والارهابيين.‏ وفي اجزاء كثيرة من العالم،‏ تتدرب فرق عسكرية خصوصية على اقتحام طائرة متوقفة والسيطرة عليها.‏ وهم يتعلمون ايضا مهارات اقتحام الابنية —‏ بالهبوط من السطوح بواسطة الحبال،‏ القفز والدخول من النوافذ،‏ رمي قنابل يدوية ارتجاجية وأوعية غاز مسيل للدموع.‏ وغالبا ما ينجح رجال الشرطة المدربون هؤلاء في مباغتة الارهابيين والتغلب عليهم باذلين جهدهم لكي لا يعرّضوا الرهائن للخطر.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      James R.‎ Tourtellotte/U.‎S.‎ Customs Service

      ‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

      اشياء لن نعود بحاجة اليها في نظام اللّٰه الجديد

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة