مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سؤال موجَّه الى يسوع
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • سؤال موجَّه الى يسوع

      يشدد البعض ممن يتقون اللّٰه على وجوب تدخل الدين في السياسة،‏ ظنا منهم انه يمكن ان يلعب دورا اساسيا في حل مشاكل الانسان.‏ اما البعض الآخر فيرى انه من الضروري الفصل بين الدين والسياسة.‏ فما رأيك انت؟‏ هل يجوز لهذين الكيانين العمل يدا بيد؟‏

      يوصَف يسوع المسيح بأنه الشخص الذي ترك ابلغ الاثر في التاريخ الديني للجنس البشري.‏ فتوقَّف الآن لبرهة،‏ وتخيل ماذا يكون جوابه لو استطعنا ان نسأله:‏ ‹هل يحق للدين ان يتدخل في السياسة؟‏›.‏ في الواقع،‏ لقد اجاب يسوع عن هذا السؤال بأقواله وأعماله حين اتى الى الارض.‏ مثلا،‏ ذكر في موعظته الشهيرة على الجبل خطوطا ارشادية تساعد اتباعه ليدركوا ما هو الدور الذي يجب ان يقوموا به في مجتمعهم.‏ فلنناقش بعضا منها.‏

      التأثير في حياة الغير

      حدد يسوع اي موقف يلزم ان يكون لدى اتباعه حيال العالم.‏ قال لهم:‏ ‏«انتم ملح الارض،‏ ولكن إن تفِه الملح،‏ فكيف تُرد ملوحته؟‏ انه لا يعود يصلح لشيء إلا لأن يُلقى خارجا لتدوسه الناس‎. انتم نور العالم.‏ .‏ .‏ .‏ فليضئ نوركم هكذا قدام الناس،‏ ليروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السموات».‏ (‏متى ٥:‏١٣-‏١٦‏)‏ فلماذا شبَّه يسوع اتباعه بالملح والنور؟‏

      اراد يسوع تسليط الضوء على التأثير الايجابي الذي يتركه اتباعه في الناس حولهم.‏ فالملح لا يحفظ الطعام ما لم يُخلط به،‏ والسراج لا ينير الغرفة ما لم يوضع فيها.‏ وجدير بالملاحظة ان يسوع اظهر بكلماته اعلاه ان اتباعه ملح،‏ ليس لمجموعة صغيرة،‏ بل لكل الجنس البشري.‏ كما اشار انهم نور،‏ ليس لعدد محدود من الناس،‏ بل لكل الذين يرغبون ان يروا بوضوح.‏ فهو لم يوصِ تلاميذه ان يختاروا بقعة منعزلة من الارض ليشكِّلوا فيها مجتمعات من المؤمنين.‏ ولم يشجعهم ان ينغلقوا على انفسهم في مساكن دينية.‏ اذًا،‏ يجب ان يختلط المسيحيون بمجتمعهم كي يؤثروا في حياة الآخرين،‏ تماما كالملح الذي يُرش على الطعام،‏ والسراج الذي يوضع في الغرفة.‏

      ‏«ليسوا جزءا من العالم»‏

      حسبما رأينا،‏ يجب ان يحتك اتباع يسوع بإخوتهم البشر.‏ غير ان ذلك يثير سؤالا مهما حول موقف المسيحي من السياسية.‏ لماذا؟‏ لأن يسوع صلّى قبل موته طالبا من اللّٰه بشأن اتباعه:‏ «لست اطلب ان تأخذهم من العالم،‏ بل ان تحرسهم من الشرير.‏ ليسوا جزءا من العالم،‏ كما اني انا لست جزءا من العالم».‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فكيف يسع المسيحيين ان يلعبوا دورا في مجتمعهم ولا يكونوا في الوقت نفسه جزءا من العالم؟‏ لمعرفة الجواب،‏ سنتأمل في الاسئلة الثلاثة التالية:‏

      ‏• ماذا كان موقف يسوع من الشؤون السياسية؟‏

      ‏• اي موقف من السياسة يجب ان يتبناه المسيحيون اليوم؟‏

      ‏• كيف تؤثر التعاليم المسيحية في المجتمع؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٤]‏

      اوضح يسوع انه لم يرِد من اتباعه الانعزال عن مجتمعهم

  • ماذا كان موقف يسوع من الشؤون السياسية؟‏
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • ماذا كان موقف يسوع من الشؤون السياسية؟‏

      يشير كتبة الاناجيل الى عدة حوادث عرَّضت يسوع لضغوط سياسية خلال خدمته على الارض.‏ مثلا،‏ بعد فترة قصيرة من معموديته بعمر ٣٠ سنة تقريبا،‏ عرض عليه ابليس ان يصبح حاكم العالم.‏ وفي وقت لاحق،‏ اراد الجمع ان يقيموه ملكا.‏ هذا وقد حاول الشعب في ما بعد ان يجعلوا منه ناشطا سياسيا.‏ فماذا فعل؟‏ لنتأمل في كل من هذه الحالات على حدة.‏

      حاكم العالم.‏ تذكر الاناجيل ان ابليس عرض على يسوع السيادة على «جميع ممالك العالم».‏ فتأمل كم كان يسوع سيخفِّف عن الجنس البشري المعذَّب لو انه قبِل ان يحكم العالم!‏ فكل مَن لديه توجُّه سياسي ويهمّه فعلا العمل لصالح الانسانية لا يرفض عرضا كهذا.‏ لذا،‏ لا بد ان يسوع،‏ الذي يهمّه جدا خير البشر،‏ امتلك سببا وجيها لعدم قبول هذا العرض.‏ —‏ متى ٤:‏٨-‏١١‏.‏

      ملك.‏ كان كثيرون من معاصري يسوع تواقين الى مجيء حاكم يستطيع حل مشاكلهم الاقتصادية والسياسية.‏ وإذ اذهلتهم مقدرات يسوع،‏ سعوا ان يدفعوه الى تعاطي السياسة.‏ فكيف تصرف؟‏ يكتب يوحنا في انجيله:‏ «وإذ علم يسوع انهم على وشك ان يأتوا ويأخذوه عنوة ليجعلوه ملكا،‏ انصرف وعاد الى الجبل وحده».‏ (‏يوحنا ٦:‏١٠-‏١٥‏)‏ فمن الواضح انه أبى ان يكون له اي تورط في السياسة.‏

      ناشط سياسي.‏ لاحِظ ما حدث قبل ايام من موت يسوع.‏ لقد تكلم معه بعض الفريسيين الذين يرغبون في الاستقلال عن الامبراطورية الرومانية،‏ وبعض اعضاء حزب هيرودس الذين هم من انصار روما.‏ فبغية الضغط عليه لاتخاذ موقف سياسي،‏ سألوه إن كان يجب ان يدفع اليهود الضريبة لروما.‏

      اليك جواب يسوع بحسب ما روى مرقس:‏ «‹لمَ تمتحنونني؟‏ أحضروا إلي دينارا لأنظره›.‏ فأحضروه اليه.‏ فقال لهم:‏ ‹لمن هذه الصورة والكتابة؟‏›.‏ قالوا له:‏ ‹لقيصر›.‏ حينئذ قال يسوع:‏ ‹أوفوا ما لقيصر لقيصر،‏ وما للّٰه للّٰه›».‏ (‏مرقس ١٢:‏١٣-‏١٧‏)‏ وتعليقا على السبب وراء هذه الاجابة،‏ يذكر كتاب الكنيسة والدولة —‏ قصة مملكتين (‏بالانكليزية)‏ ان يسوع «رفض ان يقوم بدور مسيَّا سياسي،‏ ورسم حدًّا فاصلا بين ما هو لقيصر وما هو للّٰه».‏

      إلا ان عدم تورط المسيح في السياسة لا يعني انه لم يأبه لما ساد من فقر وفساد وظلم.‏ فالكتاب المقدس يظهر انه تأثر جدا بالحالة المزرية للناس حوله.‏ (‏مرقس ٦:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ لكن ذلك لم يدفعه الى شن حملة تهدف الى محو مظالم الانسان،‏ علما ان البعض سعوا جاهدين لإقحامه في قضايا سياسية جدلية.‏

      يتضح من الامثلة الآنفة الذكر ان يسوع رفض التدخل في الشؤون السياسية.‏ لكن ماذا عن المسيحيين اليوم؟‏ اي موقف يجب ان يتبنوه؟‏

  • اي موقف من السياسة يجب ان يتبناه المسيحيون اليوم؟‏
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • اي موقف من السياسة يجب ان يتبناه المسيحيون اليوم؟‏

      ان المسيحيين الحقيقيين لا يتعاطون السياسة.‏ لمَ لا؟‏ لأنهم يحتذون بمثال يسوع.‏ فقد قال عن نفسه:‏ «لستُ جزءا من العالم».‏ وقال لأتباعه:‏ «لستم جزءا من العالم».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩؛‏ ١٧:‏١٤‏)‏ فلنتأمل في بعض الاسباب التي تُلزم المسيحيين بعدم التدخل في الشؤون السياسية.‏

      ١-‏ القدرة البشرية محدودة.‏ يذكر الكتاب المقدس ان البشر لا يسعهم ولا يحق لهم ان يسوسوا انفسهم.‏ كتب النبي ارميا:‏ «ليس لإنسان يمشي ان يوجِّه خطواته».‏ —‏ ارميا ١٠:‏٢٣‏.‏

      فتماما كما ان البشر لم يُخلقوا ليتمكنوا من الطيران بأجسادهم،‏ كذلك لم يُخلقوا ليحكموا انفسهم بنجاح.‏ ذكر المؤرخ دايڤيد فرومكن متحدثا عن حدود حكم الانسان:‏ «الحكومات هيئات مؤلفة من بشر،‏ لذا فهي عرضة للفشل وذات مستقبل مظلم.‏ صحيح ان لها سلطة،‏ لكن سلطتها محدودة».‏ (‏مسألة الحكم [بالانكليزية])‏ فلا عجب ان يحذرنا الكتاب المقدس من وضع ثقتنا في الانسان.‏ —‏ مزمور ١٤٦:‏٣‏.‏

      ٢-‏ للقوى الروحية الشريرة نفوذ في الوقت الحاضر.‏ حين تعرّض يسوع للتجربة،‏ لم ينكر ان ابليس يمتلك سلطة تخوِّله ان يعرض عليه كل ممالك العالم.‏ ففي مناسبة لاحقة،‏ دعاه يسوع «حاكم العالم».‏ وبعد مرور سنوات،‏ وصفه الرسول بولس بأنه «اله نظام الاشياء هذا».‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣٠؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ وكتب ايضا الى رفقائه المسيحيين:‏ «ان مصارعتنا .‏ .‏ .‏ [هي] ضد ولاة العالم على هذه الظلمة،‏ ضد القوى الروحية الشريرة في الاماكن السماوية».‏ (‏افسس ٦:‏١٢‏)‏ اذًا،‏ القوى الروحية الشريرة هي التي تحكم العالم من وراء الستار.‏ فكيف يجب ان تصوغ هذه الحقيقة نظرتنا الى السياسة؟‏

      اليك هذه المقارنة:‏ تتحكم القوى الروحية الشريرة في الانظمة السياسية البشرية كيفما تشاء،‏ مثلما تتقاذف الامواج الهائجة المراكب الصغيرة في عرض البحر.‏ وكما يعجز البحارة عن مغالبة الامواج العاتية،‏ هكذا السياسيون ايضا لا سبيل لهم الى الافلات من سيطرة الارواح الشريرة.‏ فهي مصمِّمة على افساد البشر الى حد يتعذر اصلاحه وعلى جلب «ويل للارض».‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ لذلك لا يمكن إحداث تغيير حقيقي إلا على يد مَن هو اعظم قوة من الشيطان وأبالسته،‏ ألا وهو يهوه اللّٰه نفسه.‏ —‏ مزمور ٨٣:‏١٨؛‏ ارميا ١٠:‏٧،‏ ١٠‏.‏

      ٣-‏ يتعهد المسيحيون الحقيقيون بالولاء لملكوت اللّٰه فقط.‏ ادرك يسوع وتلاميذه ان اللّٰه سيقيم في الوقت المحدد حكومة سماوية تبسط سلطتها على الارض.‏ والكتاب المقدس يُظهر انها تدعى ملكوت اللّٰه وأن الذي يترأسها هو يسوع المسيح.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٥‏)‏ وقد جعل يسوع البشارة «بملكوت اللّٰه»،‏ الذي يؤثر في البشر اجمعين،‏ محور تعليمه.‏ (‏لوقا ٤:‏٤٣‏)‏ كما علَّم تلاميذه ان يصلّوا:‏ «ليأت ملكوتك».‏ لماذا؟‏ لأنه في ظل هذا الملكوت،‏ ستتم مشيئة اللّٰه في السماء وكذلك على الارض.‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      وماذا سيحل بالحكومات البشرية؟‏ يقول الكتاب المقدس ان حكومات «المسكونة بأسرها»‏ مآ‌لها الزوال.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٤؛‏ ١٩:‏١٩-‏٢١‏)‏ فكل شخص منطقي يؤمن بأن ملكوت اللّٰه على وشك ان يزيل كل الانظمة البشرية السياسية لا يسمح لنفسه بمناصرة اي منها.‏ وإذا حاول تأييد هذه الحكومات المحكوم عليها بالهلاك،‏ يكون ذلك بمثابة اتخاذ موقف مناوئ للّٰه.‏

      صحيح ان المسيحيين الحقيقيين لا يتدخلون في السياسة،‏ لكن هل يعني ذلك انه لا يهمهم بذل اي جهد يرمي الى تحسين حياة الناس في محيطهم؟‏ اليك الجواب في ما يلي.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      ينهمك شهود يهوه في تعزيز مصالح ملكوت اللّٰه،‏ لا الاصلاح السياسي

  • كيف تؤثر التعاليم المسيحية في المجتمع؟‏
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • كيف تؤثر التعاليم المسيحية في المجتمع؟‏

      ناقشنا في المقالتين السابقتين سبب امتناع المسيحيين الحقيقيين عن المشاركة في الشؤون السياسية.‏ ولكن كيف يبرهنون انهم يكترثون لتحسين المجتمع؟‏ احدى الطرائق هي اتّباع وصية يسوع:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،‏ وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      تجدر الاشارة ان هنالك ارتباطا وثيقا بين قيام المسيحي بعمل ‹التلمذة› الذي اوصى به يسوع وبين كونه كالملح والنور للعالم.‏ (‏متى ٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فما هو؟‏ وأي اثر يتركه ذلك في الناس؟‏

      رسالة المسيح تحفظ الناس وتنيرهم

      مثلما يحفظ الملح الطعام من الفساد،‏ تترك الرسالة التي طلب يسوع من اتباعه نقلها الى الناس اثرا مفيدا فيهم.‏ فالذين يقبلون تعاليمه ويعملون بموجبها يحمون انفسهم من فساد الاخلاق المتفشي في زمننا.‏ وذلك بتعلمهم كيفية تجنب الممارسات التي تؤذي الصحة كالتدخين،‏ وبتنميتهم صفات جيدة كالمحبة،‏ السلام،‏ طول الاناة،‏ اللطف،‏ والصلاح.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وهكذا،‏ يصبحون اشخاصا نافعين في المجتمع.‏ نعم،‏ ان المسيحيين الذين ينشرون هذه الرسالة يصنعون معروفا كبيرا لمجتمعهم.‏

      وماذا عن تشبيه اتباع المسيح بالنور؟‏ كما يعكس القمر نور الشمس،‏ كذلك يعكس اتباع المسيح ‹النور› من يهوه اللّٰه.‏ فهم ينيرون الناس بالرسالة التي يكرزون بها وبأعمالهم الصالحة.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٢‏.‏

      وقد توسَّع يسوع في ابراز وجه الشبه هذا حين قال:‏ «لا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال،‏ بل على المنارة فيضيء لجميع مَن في البيت.‏ فليضئ نوركم هكذا قدام الناس».‏ فالكرازة وغيرها من الاعمال الحسنة التي يقوم بها المسيحيون الحقيقيون يجب ان تكون مرئية بوضوح،‏ تماما كالسراج المضيء الذي يوضع على المنارة.‏ وقد اوضح يسوع ان الهدف من ذلك هو نسب المجد للّٰه،‏ لا للمسيحيين.‏ —‏ متى ٥:‏١٤-‏١٦‏.‏

      مسؤولية جَماعية

      حين قال يسوع ‏«انتم نور العالم» و «ليضئ نوركم»،‏ كان يخاطب كل تلاميذه.‏ اذًا،‏ كل المسيحيين الحقيقيين هم «نور».‏ فمهمة التلمذة لا يمكن ان ينجزها افراد قليلون ينتمون الى اديان مختلفة.‏ من هنا،‏ يؤمن شهود يهوه البالغ عددهم اكثر من سبعة ملايين،‏ والعائشون في ما يزيد عن ٢٣٥ بلدا،‏ ان من واجبهم جميعا زيارة الناس لإخبارهم عن الرسالة التي اوصى المسيح اتباعه المناداة بها.‏

      وما هو محور هذه الرسالة؟‏ عندما اوصى يسوع اتباعه بالكرازة،‏ لم يطلب منهم ان ينادوا بالاصلاحات الاجتماعية والسياسية،‏ اتحاد الكنيسة والدولة،‏ او غير ذلك من الايديولوجيات.‏ بل قال:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فإطاعةً لوصية يسوع،‏ لا ينفك المسيحيون الحقيقيون اليوم يتكلمون مع الآخرين عن ملكوت اللّٰه —‏ الحكومة الوحيدة القادرة على انهاء نظام الشيطان الشرير وجلب عالم جديد يسوده البر.‏

      وفي الواقع،‏ نجد في روايات الاناجيل ميزتين بارزتين في خدمة يسوع يجب ان تتسم بهما نشاطات المسيحيين الحقيقيين اليوم.‏ فلنناقشهما في المقالة التالية.‏

  • كيف تكون مسيحيا حقيقيا ومواطنا يتصف بحس المسؤولية
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • كيف تكون مسيحيا حقيقيا ومواطنا يتصف بحس المسؤولية

      اية ميزتين بارزتين اتسمت بهما خدمة يسوع؟‏ الاولى هي انه سعى الى تغيير قلوب الناس لا الهيئات السياسية.‏ مثلا،‏ لاحِظ علامَ شدد في موعظته على الجبل.‏ فقبل التكلم عن التشبه بالملح والنور،‏ قال لمستمعيه ان السعادة الحقيقية ممكنة للذين «يدركون حاجتهم الروحية».‏ ثم اضاف:‏ ‹سعداء هم الودعاء وأنقياء القلب والمسالمون›.‏ (‏متى ٥:‏١-‏١١‏)‏ فلقد ساعد اتباعه ليعوا كم هو مهم ان يجعلوا افكارهم ومشاعرهم على وفاق مع مقياس اللّٰه للصلاح والشر،‏ وأن يخدموه من كل القلب.‏

      اما الميزة الثانية فهي ان رأفة يسوع دفعته ان يهوِّن على رفقائه البشر حين رأى معاناتهم.‏ لكنه لم يصبُ الى ازالة كل العذابات.‏ (‏متى ٢٠:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ فرغم شفائه المرضى،‏ ظلت الامراض من واقع الحياة.‏ (‏لوقا ٦:‏١٧-‏١٩‏)‏ ورغم اراحته المظلومين،‏ استمر الظلم يسبِّب الالم.‏ ايضا،‏ رغم اطعامه الجياع،‏ ما انفكت المجاعات تبتلي البشر.‏ —‏ مرقس ٦:‏٤١-‏٤٤‏.‏

      تغيير القلوب وتخفيف الآلام

      لماذا ركَّز يسوع على تغيير القلوب وتخفيف الآلام،‏ لا تغيير الهيئات السياسية وإزالة العذابات؟‏ لقد كان يعرف ان قصد اللّٰه هو محو كل الحكومات البشرية واستئصال مسببات الالم من خلال ملكوته.‏ (‏لوقا ٤:‏٤٣؛‏ ٨:‏١‏)‏ لذلك،‏ حين حثّه تلاميذه ذات مرة على صرف وقت اكبر في شفاء المرضى،‏ قال لهم:‏ «لنذهب الى مكان آخر،‏ الى البلدات الريفية المجاورة،‏ لأكرز هناك ايضا،‏ فإني لهذا جئت».‏ (‏مرقس ١:‏٣٢-‏٣٨‏)‏ فصحيح انه شفى كثيرين من عللهم،‏ لكنه اعطى الاولوية للكرازة وتعليم كلمة اللّٰه.‏

      واليوم،‏ يبذل شهود يهوه وسعهم للتمثل بيسوع في عملهم الكرازي.‏ فهم يندفعون الى التخفيف من آلام الناس بمنحهم المساعدة العملية.‏ إلا انهم لا يسعون الى ازالة مظالم العالم،‏ اذ يؤمنون ان ملكوت اللّٰه سيستأصل كل ما يسبب الالم.‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ وإسوة بيسوع،‏ يحاولون ان يغيروا القلوب،‏ لا الهيئات السياسية.‏ وهذا منطقي لأن مشاكل الانسان الرئيسية هي ذات طابع اخلاقي لا سياسي.‏

      مواطنون يتصفون بحس المسؤولية

      يعي شهود يهوه ايضا ان من واجبهم كمسيحيين ان يكونوا مواطنين صالحين.‏ لذلك،‏ يظهرون الاكرام والاحترام للسلطات الحكومية.‏ ومن خلال مطبوعاتهم وعملهم الكرازي،‏ يشجعون على اطاعة القانون.‏ لكن اذا تطلبت الحكومات امرا يخالف وصايا اللّٰه،‏ فحينئذ يطيعون «اللّٰه حاكما لا الناس».‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٩؛‏ روما ١٣:‏١-‏٧‏.‏

      يزور شهود يهوه الناس كي يعرضوا عليهم المساعدة لتعلُّم الكتاب المقدس مجانا.‏ وبفضل هذا التعليم،‏ تتغير قلوب الملايين.‏ فكل سنة،‏ يساعد الشهود مئات الآلاف ليتغلبوا على ممارسات مضرة مثل التدخين،‏ السكر،‏ تعاطي المخدرات،‏ المقامرة،‏ والفساد الادبي.‏ نعم،‏ نتيجة تعلُّم وتطبيق مبادئ الكتاب المقدس،‏ يصبح هؤلاء اشخاصا ذوي اخلاق شريفة يتصفون بحس المسؤولية.‏ —‏ انظر مقالة ‏«الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس»،‏ في الصفحة ١٨ من هذه المجلة.‏

      اضافة الى ذلك،‏ يساهم تعليم الكتاب المقدس في تعزيز الاحترام والتواصل بين افراد العائلة —‏ بين الزوج والزوجة،‏ الآباء والاولاد،‏ وكذلك الاولاد سوية.‏ وهذان العاملان يوطدان الاواصر العائلية.‏ وكلما ازداد تماسك العائلات،‏ غدا المجتمع اكثر تماسكا.‏

      الآن وقد قرأت هذه المقالات،‏ اية فكرة تكوّنت لديك؟‏ هل يوافق الكتاب المقدس على تدخُّل الدين في السياسة؟‏ الجواب واضح:‏ كلا!‏ ولكن،‏ هل يجب ان يكون المسيحيون الحقيقيون مواطنين يتصفون بحس المسؤولية؟‏ طبعا.‏ وكيف يفعلون ذلك؟‏ باتِّباع وصية يسوع ان يكونوا ملح الارض ونور العالم.‏

      ان سعيك للالتصاق بإرشادات المسيح العملية يعود بفوائد جمة عليك،‏ وأيضا على عائلتك ومجتمعك.‏ لذا،‏ نشجعك ان تطّلع على برنامج تعليم الكتاب المقدس الذي يقوم به شهود يهوه في منطقتك.‏ وكن على ثقة انه يسرّهم تزويدك بمزيد من التفاصيل.‏a

      ‏[الحاشية]‏

      a اذا رغبت،‏ يمكنك الاتصال بشهود يهوه عبر الموقع التالي:‏ www.‎watchtower.‎org

      ‏[النبذة في الصفحة ١٠]‏

      سعى يسوع الى تغيير القلوب،‏ لا الهيئات السياسية

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      يعي شهود يهوه ان من واجبهم ان يكونوا مواطنين صالحين

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة