مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • مَن ينعم بالرخاء اليوم؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | ايار (‏مايو)‏
    • مَن ينعم بالرخاء اليوم؟‏

      هل تستغرب اذا قيل لك اننا نعيش في عالم مزدهر اقتصاديا؟‏ هذه هي الحقيقة مهما صعب عليك تصديقها.‏ فبعض الدول تملك من المال ما لا تستطيع انفاقه.‏ وقد قدِّر في سنة ٢٠٠٥ ان إجمالي الناتج العالمي —‏ اي مجموع قيمة السلع والخدمات التي انتجها اقتصاد العالم في تلك السنة —‏ يفوق الستين تريليون دولار اميركي.‏ فلو وزّعنا هذا الناتج الضخم على سكان الارض الحاليين،‏ لنال كل شخص حي ٠٠٠‏,٩ دولار تقريبا.‏ وهذا الرقم لا يزال يتزايد باطراد.‏

      لكن الازدهار العالمي ينطوي على مفارقة كبرى.‏ فبحسب تقرير اصدرته الامم المتحدة مؤخرا،‏ تفوق ثروة أغنى ثلاثة اشخاص في العالم إجمالي الناتج الداخلي الذي تنتجه أفقر ٤٨ دولة مجتمعة.‏ وقد ذكر برنامج الامم المتحدة للتنمية ان بليونين ونصف بليون شخص يجاهدون لتأمين معيشتهم اذ يكسبون اقل من دولارَين اميركيَّين في اليوم.‏ فضلا عن ذلك،‏ يعاني مئات الملايين من سوء التغذية ولا يسعهم الحصول على ماء صالح للشرب.‏

      في الولايات المتحدة،‏ يدرس علماء الاجتماع اوضاع شريحة من الناس تعيش على «حافة الفقر»،‏ وهم اشخاص معرَّضون جدا للوقوع في براثن الفقر.‏ ففي هذا البلد،‏ يجد ما يزيد عن الخمسين مليون شخص انفسهم في هذا الوضع رغم انهم يعيشون في بلد يكدِّس ثروات طائلة.‏

      فلماذا نجد العالم غارقا في اكداس من الاموال التي تفيض بها الحسابات المصرفية وخزائن الدول،‏ في حين لا يزال مئات الملايين من الفقراء غارقين لآذانهم في البؤس والشقاء؟‏ ولماذا يملك الملايين فرصة ضئيلة جدا للاستفادة من ثروات العالم الطائلة؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣]‏

      أغنى ثلاثة اشخاص في العالم هم أثرى من افقر ٤٨ دولة مجتمعة

      ‏[الصورة في الصفحتين ٢،‏ ٣]‏

      يكسب الاولاد الذين يعملون في معمل الآجر هذا حوالي ٥٠ سنتا في اليوم

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Fernando Moleres/ Panos Pictures ©

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      Giacomo Pirozzi/Panos Pictures ©

  • لمَ كل هذا الفقر في عالم متخم بالثروات؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | ايار (‏مايو)‏
    • لمَ كل هذا الفقر في عالم متخم بالثروات؟‏

      قال يسوع المسيح في القرن الاول الميلادي:‏ «الفقراء عندكم كل حين».‏ (‏متى ٢٦:‏١١‏)‏ فمن ايام يسوع حتى زمننا الحاضر،‏ لطالما كان هنالك عدد كبير من الفقراء.‏ ولكن لماذا تُبتلى اعداد لا تُحصى من الناس بالفقر في عالم متخم بالثروات؟‏

      يعتقد البعض ان الناس يفتقرون نتيجة القرارات الخاطئة التي يتخذونها.‏ وهذا صحيح في بعض الحالات.‏ على سبيل المثال،‏ يمكن للمقامرة والافراط في الشرب وتعاطي المخدِّرات ان توقع المرء في الافلاس.‏ ولكن لم يفتقر كل الفقراء نتيجة قراراتهم الخاطئة.‏

      فكم من شخص خسر وظيفته بسبب التقلبات التي يمر بها قطاع الصناعة!‏ وكم من عامل رأى جنى عمره تلتهمه النفقات الطبية التي ترتفع ارتفاعا حادا!‏ وماذا عن ملايين الفقراء الذين لا ذنب لهم سوى انهم وُلدوا في بلدان فقيرة؟‏ ان اسباب الفقر غالبا ما تكون خارجة عن ارادة ضحاياه.‏ تأمل في ما يلي.‏

      عبرة من الماضي

      في اوائل ثلاثينات القرن العشرين،‏ غرق العالم اجمع في كارثة مالية عُرفت بالازمة الاقتصادية الكبرى.‏ وفي احد البلدان خسر الملايين وظائفهم وشُرِّدت مئات آلاف العائلات من منازلها.‏ ولكن فيما كان الكثيرون يتضورون جوعا،‏ أتلف المزارعون كميات هائلة من الحليب وأجبرت السلطات المزارعين على التخلص من ملايين الدواجن.‏

      وما كان سبب هذا الهدر؟‏ لقد اقتضى النظام الاقتصادي ان تُباع منتوجات المزارع وغيرها من السلع بثمن يفوق سعر الكلفة.‏ ورغم ان الحليب واللحوم والحبوب لها قيمة غذائية كبيرة عند الفقراء،‏ اصبحت هذه المواد عديمة القيمة تجاريا حين تعذر تحقيق ارباح من بيعها،‏ فوجب التخلص منها.‏

      وسرعان ما اندلعت بسبب الجوع اعمال الشغب في مدن كثيرة.‏ فعمد بعض المواطنين الذين لم يتمكنوا من تأمين لقمة العيش لعائلاتهم الى سلب ما يحتاجون اليه بقوة السلاح.‏ وتضور كثيرون غيرهم من الجوع.‏ وفي اي بلد وقعت هذه الاحداث؟‏ في الولايات المتحدة الاميركية.‏ ففي وقت باكر من الازمة الاقتصادية الكبرى،‏ خذل النظام المالي العملاق في ذلك البلد ذوي الدخل المنخفض.‏ وعوض اعطاء الاولوية لتأمين حاجات الناس الى المأكل والمسكن والعمل،‏ اعتبر النظام الاقتصادي هذه الامور ثانوية بالمقارنة مع جني الارباح.‏

      الاحوال اليوم

      استقام وضع الاقتصاد العالمي بعد نكسة الازمة الكبرى.‏ ويبدو ان اناسا كثيرين اليوم اكثر ثراء وأمنا منهم في اي وقت مضى.‏ ولكن وسط الرخاء الذي ينعم به العالم،‏ نادرا ما تسنح للفقراء الفرصة ليحسّنوا نصيبهم في الحياة.‏ ان الجوع والفقر شائعان جدا في البلدان الفقيرة الى حد جعل كثيرين يملّون من القراءة عنهما.‏ ولكن،‏ عندما يعاني اللاجئون شدة الجوع بسبب الحرب،‏ وتتعفَّن المواد الغذائية في المخازن بسبب تلاعب رجال السياسة،‏ وترفع القوى التي تتحكم بالسوق اسعار الضرورات الحياتية الى مستويات لا يتحملها الفقير،‏ فهذا يعني ان النظام غير قادر على تلبية حاجات مواطنيه الفقراء.‏ فالنظام الاقتصادي العالمي يتجاهل حاجات ملايين الناس المعوِزين.‏

      وفي الواقع،‏ لم يتمكن اي نظام اقتصادي بشري من سد حاجات البشر المادية.‏ فمنذ نحو ثلاثين قرنا،‏ قال خبير بشؤون الحياة موجزا النتيجة التي خلص اليها:‏ «عدت انا اتأمل كل المظالم التي تُجرى تحت الشمس،‏ فإذا دموع المظلومين ولا معزي لهم،‏ والقوة في يد ظالميهم،‏ اما هم فلا معزي لهم».‏ (‏جامعة ٤:‏١‏)‏ ولا يزال الظلم متفشيا في عالم الاقتصاد والمال رغم الازدهار المادي الذي يميِّز عصرنا.‏

      ولكن رغم ضآ‌لة الفرص المتاحة امام الملايين اليوم لانتشال انفسهم من هوة الفقر،‏ يتعلَّم اناس كثيرون كيف يتغلبون على المشاكل الاقتصادية.‏ وهم يرجون ايضا مستقبلا افضل.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      الصراع لأجل الحياة

      في كتاب الفقراء الكادحون —‏ الطبقة المهمَلة في اميركا (‏بالانكليزية)‏،‏ يصوِّر الكاتب والصحفي دايڤيد ك.‏ شيپلر اوضاع بعض الذين يعيشون على حافة الفقر في الولايات المتحدة.‏ يقول:‏ «ان العيش في شقة حالتها مزرية يزيد من حدة الربو الذي يعاني منه الولد،‏ فيُصاب بنوبة تستدعي نقله بسيارة الاسعاف الى المستشفى،‏ فينجم عن ذلك فاتورة طبية لا يمكن دفعها،‏ وهذا يشوّه مصداقية الام في الوفاء بالتزاماتها المالية،‏ الامر الذي يرفع الفائدة على قرض السيارة في حال ارادت شراء سيارة جديدة،‏ فتجبَر على شراء سيارة مستعمَلة كثيرة الاعطال قد تؤخرها عن الوصول الى العمل في الوقت المحدد،‏ مما يؤثر سلبا في امكانية ترقيتها وتقاضيها راتبا افضل،‏ فتجد نفسها عالقة في هذه الشقة المزرية».‏ ان هذه الام وولدها يعيشان على قاب قوسين من الكارثة،‏ رغم انهما يعيشان في اغنى دولة في العالم.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      هل تكفي النوايا الحسنة؟‏

      في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٣،‏ كان فريق من الرسميين مجتمعا في مبنى حكومي بالعاصمة الاميركية واشنطن بغية ايجاد حل لمشكلة خطيرة.‏ فبتوفر مئات ملايين الدولارات تحت تصرفهم،‏ كان همهم مساعدة مواطنيهم المشردين.‏ وأثناء اجتماعهم،‏ تجمَّع رجال الشرطة والاطفائيون والمسعفون عند موقف للباصات في الجهة المقابلة من الطريق.‏ فكان المسعفون يرفعون جثة امرأة مشردة ماتت امام مبنى وزارة الاسكان والتنمية المدنية الاميركية،‏ الوكالة الحكومية المسؤولة عن مساعدة المشردين.‏

      وفي وقت لاحق،‏ قابل مراسل يعمل في صحيفة ذا نيويورك تايمز احدى العاملات في الوزارة.‏ وقد علقت هذه السيدة على عدد الآليات والموظفين الحكوميين الحاضرين في مسرح الحادثة قائلة:‏ «غريب ان تنهال على المرء كل هذه المعونات بعد موته،‏ ولا يشمّ رائحتها وهو حي».‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ٤ و ٥]‏

      ام مهاجرة مع اولادها الثلاثة خلال الازمة الاقتصادية الكبرى في ثلاثينات القرن العشرين

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Dorothea Lange,‎ FSA Collection,‎ Library of Congress

      ‏[الصورة في الصفحتين ٦،‏ ٧]‏

      في معامل كهذا المعمل،‏ يبلغ معدل الاجر الشهري للعامل ١٤ دولارا اميركيا،‏ وقد يجبَر العمال على العمل ٧٠ ساعة في الاسبوع

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Fernando Moleres/Panos Pictures ©

  • اي مستقبل ينتظر الفقراء؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧ | ايار (‏مايو)‏
    • اي مستقبل ينتظر الفقراء؟‏

      ليس من الظلم ان يكدّ المرء في عمله ليكسب معيشته بعرق جبينه ما دام ينال اجرا ملائما.‏ لاحظ ما يقوله احد كتبة الكتاب المقدس:‏ «عرفت انه ليس .‏ .‏ .‏ افضل من ان يفرح [البشر] .‏ .‏ .‏ وأيضا ان كل انسان ينبغي ان يأكل ويشرب ويرى الخير من كل كده.‏ انها عطية اللّٰه».‏ —‏ جامعة ٣:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ولكن كما سبق ان رأينا،‏ لا ينصف النظام الاقتصادي العالمي العمال،‏ بل يستكدُّهم ولا يعطيهم حقهم الواجب في اغلب الاحيان.‏ فيبقى الكثيرون منهم فقراء يجاهدون ليكسبوا معيشة كل يوم بيومه.‏ ونادرا ما ‹يفرحون ويرون الخير› من نصيبهم في الحياة.‏ فرغم ان ثروة العالم بلغت مستويات عالية،‏ فإن نصف البشرية تقريبا لا نصيب لها في كل هذه الثروات.‏

      اللّٰه يهتم بالفقراء

      ان خالق الانسان،‏ يهوه اللّٰه،‏ لا يرضى ابدا بوضع الفقراء الراهن.‏ فخالقنا يترأف بالمساكين.‏ نقرأ في الكتاب المقدس:‏ «[اللّٰه] لا ينسى صراخ البائسين».‏ (‏مزمور ٩:‏١٢‏)‏ فيهوه إله يهتم لأمر الفقراء.‏

      يقول المرنم الملهم عن يهوه:‏ «اليك يسلِّم البائس اليتيم امره،‏ انت صرت معينا له».‏ (‏مزمور ١٠:‏١٤‏)‏ لاحظ ان هذه الآية تتحدث عن البائسين بصيغة المفرد.‏a فاللّٰه يتطلع في كل فرد منهم ويهتم بحاجاته لأنه يعتبره عزيزا على قلبه ومستحقا الانتباه.‏ وهو يدعو الناس من كل المستويات الاقتصادية ان يتعلَّموا منه ويتمتعوا بصداقته.‏

      ان احد الامور التي يتعلمها البشر من اللّٰه هو الرأفة بالآخرين والتعاطف معهم.‏ وشهود يهوه يعتبرون انفسهم عائلة روحية كبيرة.‏ فهم يقدِّرون واحدهم الآخر افراديا،‏ لذلك تقوى اواصر المحبة المسيحية الحقيقية في ما بينهم.‏ قال الرب يسوع المسيح لأتباعه في احدى المرات:‏ «انتم جميعا اخوة».‏ (‏متى ٢٣:‏٨‏)‏ لذلك فإن كل الذين يمارسون الدين الحق يصبحون اعضاء في معشر اخوة لا يميِّز بين فقير وغني،‏ فيتعاضدون ويتبادلون التشجيع عندما يمرّون بأزمات.‏

      فضلا عن ذلك،‏ يحتوي الكتاب المقدس على مبادئ يمكن ان تخفف من وطأة الفقر.‏ فالاسفار المقدسة تظهر ان اللّٰه يدين تلويث الجسد —‏ بتدخين التبغ مثلا —‏ وإساءة استعمال الكحول.‏ (‏امثال ٢٠:‏١؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ وكل مَن يعيش بحسب هذه المبادئ يوفِّر المال عوض ان يبدِّده على العادات المؤذية.‏ وهو يتجنب الامراض الناجمة عن التدخين والسكر فضلا عن النفقات الطبية التي تنجم عن هاتين الآفتين.‏ علاوة على ذلك،‏ يعلِّم الكتاب المقدس الناس ان يرفضوا التفكير المادي والجشَع.‏ (‏مرقس ٤:‏١٩؛‏ افسس ٥:‏٣‏)‏ وحين يحترم الشخص ما تقوله كلمة اللّٰه في هذا المجال،‏ لا يبدِّد امواله بالمقامرة.‏

      ان مبادئ الكتاب المقدس نافعة في كل مجالات الحياة اليومية،‏ حتى عندما يعاني المرء الفقر المدقع.‏ تأمل في المثال التالي:‏

      في بلد ترتفع فيه نسبة البطالة،‏ خاطرت عاملة في احد المصانع بوظيفتها حين طلبت من رب عملها اذنا بالتغيب لحضور الاجتماعات المسيحية.‏ فكان من الممكن ان يطردها على الفور.‏ لكنه فاجأها هي والموظفين الآخرين عندما لبى طلبها.‏ ولم يقتصر الامر على ذلك،‏ بل قال لها انه يريد ان تستمر في العمل في مصنعه،‏ ومدحها لكونها «موظفة مثالية».‏ وماذا كان السبب؟‏

      كانت هذه العاملة —‏ وهي واحدة من شهود يهوه —‏ تعيش بموجب مبادئ الكتاب المقدس.‏ فلأنها رغبت ‹ان تسلك حسنا في كل شيء›،‏ لم تكذب او تسرق بل كانت معروفة بنزاهتها.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٨‏)‏ وقد تمَّمت عملها «من كل النفس» اطاعة للوصية الموحى بها المسجَّلة في كولوسي ٣:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏ فكانت تنفِّذ توجيهات مستخدِمها وتجتهد بأمانة في عملها طيلة ساعات الدوام كل يوم مقابل الاجر الذي تتقاضاه.‏

      طبعا،‏ نحن نحيا في ظل نظام اقتصادي تسوده الانانية وهمُّه الاكبر تحقيق الارباح.‏ وسيظل على البعض ممَّن يحترمون الكتاب المقدس احتراما عميقا ان يجاهدوا لتأمين القوت والكسوة والمسكن.‏ غير ان لمثل هؤلاء ضميرا طاهرا لدى خالقهم ويتطلعون بثقة الى مستقبل افضل لأن يهوه إله «يعطي الرجاء».‏ —‏ روما ١٥:‏١٣‏.‏

      حل دائم للفقر

      يكشف لنا الكتاب المقدس كم يمقت يهوه اللّٰه الذين يتسببون بظلم الفقراء.‏ تقول كلمته الموحى بها:‏ «ويل للذين يسنُّون فرائض السوء،‏ وللكتبة الذين يكتبون الشقاء،‏ ليصدوا المساكين في دعواهم،‏ ويسلبوا عدل [البائسين]،‏ لتصير الارامل غنيمتهم،‏ وينهبوا اليتامى!‏».‏ (‏اشعيا ١٠:‏١،‏ ٢‏)‏ فسواء اهمل مَن بيدهم اليوم مقاليد النظام الاقتصادي الفقراء عن قصد او غير قصد،‏ فإنهم جزء من نظام ظالم سيستبدله اللّٰه عما قريب.‏

      يطرح اشعيا النبي على هؤلاء الظالمين سؤالا وجيها اذ يقول:‏ «ماذا تفعلون في يوم الافتقاد وفي الهلاك حين يأتي من بعيد؟‏».‏ (‏اشعيا ١٠:‏٣‏)‏ فيهوه سيزيلهم عن الوجود حين يدمِّر النظام الظالم الذي يعززون استمراريته.‏

      لكن قصد اللّٰه لا يشمل اتخاذ اجراء بحق الظالمين فقط،‏ بل يشمل ايضا مكافأة المستقيمي القلوب بعيشة لا يعكر صفوها اي نوع من الظلم.‏ فقد أنشأ حكومة سامية ستؤمِّن لجميع البشر عيشة راضية وهنيئة خالية من الفقر.‏ ولا يلزمك ميراث كبير،‏ معارف نافذون،‏ او حنكة في الشؤون التجارية لتنعم بالرخاء تحت حكمها.‏ ولكن ما الذي يؤكد لنا ان هذه التغييرات ستحدث في المستقبل؟‏

      لقد دعا يسوع المسيح،‏ الشخص المعيَّن من يهوه ليحكم البشر،‏ هذه الفترة المستقبلية الرائعة «التجديد».‏ (‏متى ١٩:‏٢٨‏)‏ وتشير هذه الكلمة الى بداية جديدة للبشرية.‏ وعندما استعملها يسوع،‏ كان يشدد على الفكرة ان المستقيمين ستتاح لهم الفرصة ان يعيشوا الحياة التي يريدها لهم خالقهم المحب.‏ وسيسبغ يهوه على البشر بركات عديدة تشمل من بين ما تشمل ازالة النظام الاقتصادي الظالم الذي يثقل كاهل كثيرين.‏

      تنبأ الكتاب المقدس عن حكم يسوع المسيح قائلا:‏ «ينقذ الفقير المستغيث،‏ والبائس ومن لا معين له.‏ يشفق على المسكين والفقير،‏ ويخلص نفوس الفقراء.‏ من الجور والعنف يفدي نفسهم،‏ ويُكرَم دمهم في عينيه».‏ —‏ مزمور ٧٢:‏١٢-‏١٤‏.‏

      يمكنك انت ايضا ان تتمتع بهذا المستقبل المشرق.‏ ولكن لكي تبلغ المطالب التي تؤهِّلك للعيش في هذا العالم الجديد،‏ من المهم ان تتعلم اولا مشيئة اللّٰه وتطبِّقها في حياتك.‏ فلتكن قراراتك حكيمة ومبنيَّة على المعرفة من كلمة اللّٰه.‏ عِش حياتك وأنت تترقب كل يوم ما يخبئه هذا المستقبل الرائع للجنس البشري.‏ ولن يخيب املك ابدا لأن كلمة اللّٰه تعد:‏ «ان الفقير لا يُنسى على الدوام،‏ ورجاء الحلماء لا يبيد ابدا».‏ —‏ مزمور ٩:‏١٨‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يشدد المزمور ٣٥:‏١٠ والمزمور ١١٣:‏٧ ايضا على الاهتمام الذي يظهره اللّٰه للفقراء والبائسين.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٩]‏

      يمكنك ان تتمتع بمستقبل مشرق

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٠]‏

      هل اهاجر للعمل حيث الاوضاع الاقتصادية افضل؟‏

      لا تملي كلمة اللّٰه على الناس اين يعيشون وأين يعملون.‏ إلَّا ان مبادئ الكتاب المقدس تساعد المرء ان يقرِّر ما اذا كان من الحكمة الانتقال الى بلد آخر حيث الاوضاع الاقتصادية افضل.‏ تأمل في الاسئلة التالية ومبادئ الاسفار المقدسة ذات العلاقة.‏

      ١-‏ هل أنجرُّ وراء شائعات لا اساس لها من الصحة؟‏ تذكر الامثال ١٤:‏١٥‏:‏ «قليل الخبرة يصدق كل كلمة،‏ والنبيه يتأمل في خطواته».‏ فبعد ان انتقل احد الرجال من اوروبا الشرقية الى احد البلدان الغنية،‏ قال:‏ «سمعت ان المال في هذا البلد ينمو مثل الاوراق على الشجر.‏ وما زلت حتى اليوم ابحث عن هذه الاشجار».‏

      ٢-‏ هل املك نظرة متزنة الى ما تحتاج اليه عائلتي حقا؟‏ هل اخلط بين الحاجات الاساسية والرغبات غير الواقعية؟‏ ان رأس العائلة ملزم بإعالة زوجته وأولاده من الناحية المادية.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ لكن الاب ايضا مسؤول امام اللّٰه عن تعليم اولاده القيَم الروحية والادبية.‏ (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ افسس ٦:‏٤‏)‏ صحيح ان الاب قد يتمكَّن من تأمين المزيد من الامور المادية اذا هاجر الى بلد آخر،‏ لكنه لن يستطيع ان يزوِّد اولاده التدريب الادبي والروحي اللازم اذا كان غائبا عن البيت طوال اسابيع وشهور وسنوات.‏

      ٣-‏ هل ادرك ان غيابي المطوَّل عن زوجتي سيعرِّضنا نحن الاثنين لخطر ارتكاب الزنى؟‏ تحذِّر كلمة اللّٰه الزوج او الزوجة من إهمال حاجات رفيقه الجنسية.‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٥‏.‏

      ٤-‏ هل أَعي ان دخولي بلدا اجنبيا بطريقة غير شرعية قد يعرِّضني لإجراءات غير محمودة العواقب على يد السلطات؟‏ فالمسيحيون الحقيقيون ملزمون بإطاعة قوانين البلد حيث يعيشون.‏ —‏ روما ١٣:‏١-‏٧‏.‏

      ‏[الصور في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      يمكنك ان تستفيد من مبادئ الكتاب المقدس سواء كنت غنيا او فقيرا

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٧]‏

      Top: © Trygve Bolstad/Panos Pictures

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة