مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه يستحق التسبيح الابدي
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • يهوه يستحق التسبيح الابدي

      ‏«في كل يوم اباركك وأسبّح اسمك الى الدهر والابد.‏» —‏ مزمور ١٤٥:‏٢‏.‏

      ١ لماذا كانت لدى داود اسباب كثيرة لتسبيح يهوه؟‏

      كانت لدى داود خادم يهوه ذي الولاء اسباب كثيرة ليسبّح اللّٰه.‏ فقد عرف ملكُ اسرائيل القديمة المشهور هذا عظمة وصلاح يهوه وأدرك ان مُلكه ابدي.‏ لقد استحق العلي التسبيح لاجل إشباع رغبة كل شيء حي ولاجل بسط الرحمة على خدامه الامناء.‏

      ٢ (‏أ)‏ كيف يرتَّب المزمور ١٤٥‏؟‏ (‏ب)‏ اي سؤالين سنتأمل فيهما؟‏

      ٢ قدَّم داود تسبيحا كهذا للّٰه في المزمور ال‍ ١٤٥‏.‏ وكل عدد من هذا المزمور المرتب ابجديا يبدأ بحرف متعاقب من الابجدية العبرانية،‏ مع ان حرفا واحدا ‏(‏نون)‏ حُذف.‏ والترتيب الابجدي ربما خدم كمساعد للذاكرة.‏ ان المزمور ١٤٥ يمجد يهوه،‏ كما في الكلمات:‏ «في كل يوم اباركك وأسبّح اسمك الى الدهر والابد.‏» (‏مزمور ١٤٥:‏٢‏)‏ ولكن كيف يمكن لهذا المزمور ان يؤثر فينا؟‏ وماذا يمكن ان يفعل لعلاقتنا باللّٰه؟‏ لكي نعرف ذلك فلنتأمل اولا في الاعداد ١ الى ١٠ ‏.‏

      عظمة يهوه لا تُستقصى

      ٣ كداود،‏ بماذا ندين لـ‍ ‹الهنا الملك،‏› ولماذا؟‏

      ٣ كان داود ملكا،‏ ولكنه اعترف بسلطان يهوه عليه قائلا:‏ ‏«ارفعك يا الهي الملك وأبارك اسمك الى الدهر والابد.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١‏)‏ وبتوقير مماثل،‏ يرفّع شهود يهوه اسم اللّٰه ويسبّحونه في كل الارض.‏ وتغتني حياتنا فيما نشارك في نشاط كهذا.‏ وكداود،‏ ندين بالطاعة والخضوع ليهوه بصفته ‹الهنا الملك.‏› ولمَ لا؟‏ فهو «ملك الابدية.‏» (‏رؤيا ١٥:‏٣‏،‏ ع‌ج)‏ واكثر من ذلك،‏ يزوِّدنا داودُ الاعظم،‏ يسوع المسيح،‏ الذي يحكم من جبل صهيون السماوي منذ السنة ١٩١٤،‏ بمثال رائع للخضوع ليهوه،‏ الملك الابدي.‏

      ٤ كيف يمكننا ان ‹نبارك اسم اللّٰه›؟‏

      ٤ قال داود انه ‹يبارك اسم اللّٰه.‏› فكيف يمكن ذلك لمجرد انسان؟‏ حسنا،‏ بين امور اخرى،‏ ان نبارك شخصا ما يعني ان نتكلم حسنا عنه.‏ ومباركة اسم اللّٰه تشير الى اننا نملك محبة قوية له ولاسمه القدوس،‏ يهوه.‏ فلا نتذمر ابدا على اللّٰه،‏ لا نلومه ابدا،‏ لا نشك ابدا في صلاحه.‏ وفقط اذا كان لدينا هذا الموقف،‏ صنعنا انتذارا ليهوه،‏ وحافظنا على الاستقامة كشهود معتمدين له يمكننا ان نقول مع داود اننا ‹نبارك اسم اللّٰه الى الابد.‏› واذا حفظنا انفسنا في محبة اللّٰه،‏ فسننال عطية الحياة الابدية ونكون بالتالي قادرين على مباركة يهوه الى الابد.‏ —‏ يهوذا ٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ٥ الرغبة في تسبيح يهوه «في كل يوم» يجب ان يكون لها ايّ تأثير فينا؟‏

      ٥ اذا كنا نحبّ مانح حياتنا حقا،‏ فسنقول مع داود:‏ ‏«في كل يوم اباركك وأسبّح اسمك الى الدهر والابد.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٢‏)‏ كم يكون اليوم فارغا اذا لم نبارك اللّٰه!‏ فلا نكن ابدا مشغولين جدا او قلقين جدا ازاء الامور المادية بحيث نفشل في التكلم حسنا عن ابينا السماوي او الصلاة اليه يوميا.‏ ويسوع لمّح انه يجب ان نصلّي كل يوم عندما قال في الصلاة النموذجية:‏ «خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم.‏» (‏لوقا ١١:‏٣‏)‏ وكثيرون في الخدمة كامل الوقت يسبّحون اللّٰه يوميا فيما ينهمكون في الخدمة المسيحية.‏ ولكن مهما تكن ظروفنا يجب ان يدفعنا قلبنا الى تسبيح اللّٰه بطريقة ما كل يوم.‏ فكِّروا!‏ كشهود ليهوه منتذرين برجاء الحياة الابدية،‏ لدينا توقع كبير لتسبيح اسمه الى الابد.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ٦ لماذا يهوه «حميد جدا»؟‏

      ٦ لدينا حتما سبب لنسبّح اللّٰه كل يوم،‏ لأن داود اضاف:‏ ‏«عظيم هو الرب وحميد جدا وليس لعظمته استقصاء.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٣‏)‏ عظيم جدا هو يهوه بحيث انه لا يضاهى،‏ وسلطانه مطلق.‏ والملك البابلي نبوخذنصر كان عليه ان يعترف:‏ «لا يوجد من يمنع يده او يقول له ماذا تفعل.‏» (‏دانيال ٤:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فيهوه «مهوب هو على كل الآلهة.‏» (‏مزمور ٩٦:‏٤‏)‏ ولا عجب انه «حميد جدا.‏» وليست هنالك كلمات تسبيح رفيعة اكثر مما ينبغي عند حمد يهوه!‏ فهو يستحق تسبيحا غير محدود،‏ ابديا.‏

      ٧ ماذا يبرهن انه ‹ليس لعظمة اللّٰه استقصاء›؟‏

      ٧ «ليس لعظمته [يهوه] استقصاء.‏» بصرف النظر عن مدى ضخامته جسديا،‏ تستقر عظمته في نوع الاله الذي هو عليه.‏ نعم،‏ ان الامور التي خلقها هي بالنسبة الينا اعجب من ان نفهمها،‏ ونحن انفسنا ‹امتزنا عجبا.‏› (‏مزمور ١٣٩:‏١٤؛‏ ايوب ٩:‏١٠؛‏ ٣٧:‏٥‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ كم يتصرف يهوه اللّٰه على نحو رائع!‏ فهو يحفظ وعوده بأمانة ويكشف عن مقاصده على نحو حبي.‏ ومع ذلك،‏ لن نعرف ابدا كل شيء عن اللّٰه.‏ وطوال الابدية،‏ سنكون قادرين على النمو في معرفته،‏ خليقته،‏ ومقاصده.‏ —‏ رومية ١١:‏٣٣-‏٣٦‏.‏

      امدحوا اعمال يهوه

      ٨ (‏أ)‏ كيف يمدح «(‏جيل بعد جيل)‏» اعمال يهوه؟‏ (‏ب)‏ اذا علَّمنا اولادنا اعمال يهوه وأفعاله،‏ فكيف سيعتبرون على الارجح عبادته؟‏ (‏ج)‏ ‹كجيل› فرح،‏ ماذا تفعل البقية الممسوحة؟‏

      ٨ يمكن قول الكثير تسبيحا لالهنا ذي العظمة غير المستقصاة حتى ان داود اندفع الى القول:‏ ‏«(‏جيل بعد جيل يمدح)‏ اعمالك و (‏بأفعالك المقتدرة)‏ يخبرون.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٤‏)‏ ان اجيالا متعاقبة من الجنس البشري مدحت اعمال يهوه وعدَّدت افعاله المقتدرة.‏ ويا له من امتياز ان نسرد هذه الامور على اولئك الذين ندير معهم دروسا بيتية في الكتاب المقدس!‏ مثلا،‏ يمكننا ان نخبرهم ان اللّٰه خلق كل الاشياء.‏ (‏تكوين ١:‏١-‏٢:‏٢٥؛‏ رؤيا ٤:‏١١‏)‏ ويمكننا ان نتكلم عن افعاله المقتدرة حين انقذ الاسرائيليين من العبودية المصرية،‏ ساعدهم على قهر اعدائهم الكنعانيين،‏ حفظهم من الابادة الجماعية في فارس القديمة،‏ واكثر بكثير.‏ (‏خروج ١٣:‏٨-‏١٠؛‏ قضاة ٤:‏١٥؛‏ استير ٩:‏١٥-‏١٧‏)‏ أفلا نندفع الى اخبار اولادنا عن اعمال وأفعال يهوه؟‏ اذا اعطينا ذريتنا ارشادا كهذا ورأَونا نخدم اللّٰه بفرح،‏ فعلى الارجح سيعتبرون عبادته مسرة وسيكبرون و ‹فرح الرب هو قوتهم.‏› (‏نحميا ٨:‏١٠؛‏ مزمور ٧٨:‏١-‏٤‏)‏ والبقية الممسوحة تؤلف ‹جيلا› فرحا واحدا من شهود يهوه يوصي بأعمال اللّٰه ‹الجمع الكثير،‏› وهو جزء من الجيل الذي سيسكن الارض الفردوسية.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩‏.‏

      ٩ اذ نتفكر في اعمال اللّٰه وأفعاله المقتدرة،‏ ممَّ يمكننا ان نكون متأكدين؟‏

      ٩ اذ نتفكر في اعمال اللّٰه وأفعاله المقتدرة،‏ نصير اكثر اقتناعا ايضا بأنه «لا يترك الرب شعبه من اجل اسمه العظيم.‏» (‏١ صموئيل ١٢:‏٢٢؛‏ مزمور ٩٤:‏١٤‏)‏ وعندما نواجه المحن،‏ المشقات،‏ والاضطهادات،‏ يمكننا ان نكون هادئين وواثقين ان «سلام اللّٰه» سيحفظ قلوبنا وقوانا العقلية.‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏،‏ ع‌ج)‏ لذلك،‏ كم هو ملائم ان نخبر الآخرين عن ابينا السماوي الحامي المحب!‏

      ١٠ «عجائب» يهوه تشمل ماذا،‏ وكيف نستفيد من التأمل فيها؟‏

      ١٠ يجب ان نصرف الوقت في التأمل في جلال يهوه وأعماله،‏ لأن داود اضاف:‏ ‏«بجلال مجد حمدك وأمور عجائبك ألهج.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٥‏)‏ ان جلال اللّٰه يوحي بالرهبة ولا مثيل له.‏ (‏ايوب ٣٧:‏٢٢؛‏ مزمور ١٤٨:‏١٣‏)‏ وهكذا جعل داود جلال مجد حمد يهوه اهتمامه.‏ واهتم صاحب المزمور ايضا بأمور «عجائب» اللّٰه.‏ وهذه تشمل ممارسة العدل الالهي في تدمير الخطاة وحفظ الاتقياء،‏ كما فعل في الطوفان.‏ (‏تكوين ٧:‏٢٠-‏٢٤؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٩‏)‏ ان التأمل في امور كهذه يقوّي علاقتنا بيهوه ويمكِّننا من اخبار الآخرين عن جلاله وعجائبه.‏ وفي خلال ٤٠ يوما في البرية،‏ تحصَّن يسوع ضد التجربة بالتأمل في الامور التي لفتت انتباهه اليها السموات المفتوحة.‏ (‏متى ٣:‏١٣-‏٤:‏١١‏)‏ وتحدث بعد ذلك الى الآخرين عن جلال يهوه وعجائبه.‏

      ١١ (‏أ)‏ لماذا وقع رعب على سكان اريحا؟‏ (‏ب)‏ بأية روح يتحدث شهود يهوه عن «مخاوف» اللّٰه و ‹عظمته›؟‏

      ١١ عندما نتكلم عن جلال اللّٰه وأعماله نحث الآخرين على التحدث عنها.‏ قال داود:‏ ‏«بقوة مخاوفك ينطقون وبعظمتك احدِّث.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٦‏)‏ لقد تكلمت راحاب عن الرعب الذي وقع على سكان اريحا عندما سمعوا كيف انقذ يهوه الاسرائيليين عند البحر الاحمر وجعلهم ينتصرون على ملكين اموريين.‏ ولا بد انه كان هنالك حديث كثير عن «مخاوف» كهذه في اريحا.‏ (‏يشوع ٢:‏٩-‏١١‏)‏ و ‹الضيق العظيم› الوشيك سيوحي بالرهبة حتما.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ لكنّ الامور المرعبة جدا للناس البعيدين عن اللّٰه تملأ القلوب البارة «مخافة الرب،‏» خشية سليمة منه.‏ (‏امثال ١:‏٧‏)‏ وبروح توقيرية كهذه،‏ يتحدث شهود يهوه عن تجليات قوة اللّٰه.‏ فلا عجب ان يكون صانع العجائب الموضوع الرئيسي للمحادثة بين الممسوحين ورفقائهم الارضيين!‏ وحتى الاضطهاد لا يمنعهم من اخبار الآخرين بهذه الامور و ‹عظمة› يهوه.‏ —‏ اعمال ٤:‏١٨-‏٣١؛‏ ٥:‏٢٩‏.‏

      سبحوا يهوه لاجل صلاحه

      ١٢ كيف يجعلنا صلاح يهوه ‹نفيض›؟‏

      ١٢ يستحق اللّٰه التسبيح ليس فقط لاجل عظمته بل ايضا لاجل صلاحه وبره.‏ لذلك قال داود:‏ ‏«(‏بذكر)‏ كثرة صلاحك (‏يفيضون،‏)‏ و (‏ببرّك)‏ يرنّمون.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٧‏)‏ ان صلاح يهوه عظيم بحيث ‹نفيض› بتعابير مفرحة تتعلق به.‏ والفكرة،‏ في العبرانية،‏ هي تلك التي لمياه تتفجر من ينبوع.‏ فلندفق تسبيحا معبرا عن الشكر للّٰه،‏ تماما كالنهر.‏ (‏امثال ١٨:‏٤‏)‏ ولضررهم الروحي العظيم،‏ نسي اسرائيل صلاح يهوه.‏ (‏مزمور ١٠٦:‏١٣-‏٤٣‏)‏ فلنجعل قلبنا يطفح بشكر كهذا بحيث يتوب الآخرون بعد ان يتعلموا الى ايّ حد يكون يهوه صالحا لشهوده المنتذرين.‏ —‏ رومية ٢:‏٤‏.‏

      ١٣ يجب ان يكون لتجليات العدل والبر الالهيين ايّ تأثير فينا؟‏

      ١٣ ولتدفعنا ايضا تجليات العدل والبر الالهيين الى الترنيم.‏ واذا شعرنا على هذا النحو،‏ فسنطلب لا ملكوت اللّٰه فقط بل برّه ايضا.‏ وسنريد دائما ان يجلب سلوكنا التسبيح ليهوه.‏ نعم،‏ سنكون منادين بالملكوت قانونيين مع الكثير لفعله في خدمة اللّٰه.‏ وتسبيحنا ليهوه لن يُدفَن ابدا في قبر الصمت.‏ —‏ متى ٦:‏٣٣؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣‏.‏

      يهوه رحيم

      ١٤ اي دليل هنالك على ان «الرب حنّان ورحيم»؟‏

      ١٤ اذ اورد صفات للّٰه اضافية جديرة بالتسبيح قال داود:‏ ‏«الرب حنّان ورحيم طويل الروح وكثير (‏اللطف الحبي)‏.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٨‏)‏ اللّٰه حنّان لأنه صالح وسخي كليا.‏ (‏متى ١٩:‏١٧؛‏ يعقوب ١:‏٥‏)‏ انه يفعل امورا صالحة حتى للذين لا يخدمونه.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٤-‏١٧‏)‏ ويهوه هو ايضا رحيم،‏ رؤوف،‏ «يذكر اننا تراب نحن.‏» وهو لا يحتقر القلب المنسحق او يتعامل معنا وفقا لخطايانا لكنه ارحم بكثير من اكثر الآباء البشر محبة.‏ (‏مزمور ٥١:‏١٧؛‏ ١٠٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ وفي اعظم اعراب عن الرحمة ارسل ابنه الحبيب ليموت لاجلنا بحيث يمكننا ان نتصالح مع اللّٰه ونتذوق حقا حنانه!‏ —‏ رومية ٥:‏٦-‏١١‏.‏

      ١٥ لماذا يمكن القول ان يهوه اللّٰه «بطيء الغضب» و «كثير (‏اللطف الحبي)‏»؟‏

      ١٥ ان ابانا السماوي بطيء الغضب.‏ وهو لا يطلق العنان للغيظ الاعمى.‏ ويهوه ايضا «كثير (‏اللطف الحبي)‏.‏» وهنا تدل العبرانية على لطف ينجم عن المحبة ويلتصق بهدف.‏ ويفعل ذلك حتى يتحقق قصده في ما يتعلق بهذا الهدف.‏ والنقل البديل هو «محبة الولاء.‏» وبين امور اخرى،‏ يجري الاعراب عن لطف اللّٰه الحبي او محبة ولائه بأفعال الانقاذ،‏ الحفظ،‏ الحماية،‏ الراحة من المشاكل،‏ والشفاء من الخطية بواسطة الفدية.‏ (‏مزمور ٦:‏٤؛‏ ٢٥:‏٧؛‏ ٣١:‏١٦،‏ ٢١؛‏ ٤٠:‏١١؛‏ ٦١:‏٧؛‏ ١١٩:‏٨٨،‏ ١٥٩؛‏ ١٤٣:‏١٢؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وواقع ان يهوه لم يجلب هرمجدون مباشرة بعد ‹الحرب في السماء› يمكِّن حشودا كبيرة من نيل الخلاص،‏ وهو تعبير عظيم عن اللطف الحبي الالهي.‏ —‏ رؤيا ١٢:‏٧-‏١٢؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٥‏.‏

      ١٦ كيف تَبرهَن ان يهوه «صالح للكل»؟‏

      ١٦ نظرا الى رحمة اللّٰه،‏ يمكن القول ان لديه قلبا كبيرا.‏ اعلن داود:‏ ‏«الرب صالح للكل ومراحمه على كل اعماله.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٩‏)‏ نعم،‏ كان اللّٰه صالحا للاسرائيليين.‏ ومن اجل هذا الامر،‏ «يُشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويُمطر على الابرار والظالمين.‏» (‏متى ٥:‏٤٣-‏٤٥‏)‏ وفي عدن وعد يهوه بـ‍ «نسل» يكون بركة.‏ ولاحقا اخبر ابرهيم:‏ «يتبارك في نسلك جميع امم الارض.‏» (‏تكوين ٣:‏١٥؛‏ ٢٢:‏١٨‏)‏ وصلاح اللّٰه عظيم في «وقت النهاية» هذا حتى انه يمكن لأيّ شخص ان ‹يأتي ويأخذ ماء حياة مجانا.‏› (‏دانيال ١٢:‏٤؛‏ رؤيا ٢٢:‏١٧‏)‏ ويهوه مستعد ان يفعل الصلاح لجميع خلائقه الذكية،‏ وصلاحه يجب ان يجعلنا اقرب اليه اكثر فاكثر.‏

      ١٧ بأي معنى تكون ‹مراحم يهوه على كل اعماله›؟‏

      ١٧ و «مراحمه [يهوه] على كل اعماله» لأنه يصنع تدبيرا وافرا للبشر والحيوانات.‏ فهو «الذي يعطي خبزا لكل بشر.‏» (‏مزمور ١٣٦:‏٢٥؛‏ ١٤٧:‏٩‏)‏ واللّٰه لا يكرم الغني ويزدري بالمظلوم،‏ يمجد المتكبّر ويرذل المتضع،‏ يرفّع الجاهل ويحقّر الحكيم.‏ فالناس الخطاة يفعلون ذلك ولكن ليس ابونا السماوي الرحيم.‏ (‏مزمور ١٠٢:‏١٧؛‏ صفنيا ٣:‏١١،‏ ١٢‏،‏ ع‌ج؛‏ جامعة ١٠:‏٥-‏٧‏)‏ وكم عظيمة هي رحمة اللّٰه،‏ صلاحه،‏ لطفه الحبي في جعل الخلاص ممكنا بواسطة ذبيحة فدية ابنه الحبيب!‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      الاولياء يباركون يهوه

      ١٨ (‏أ)‏ كيف ‹تحمد› اللّٰه اعماله؟‏ (‏ب)‏ متى يجب ان نندفع الى حمد يهوه؟‏

      ١٨ اللّٰه يستحق التسبيح من كل جهة.‏ وكما عبَّر داود عن ذلك:‏ ‏«يحمدك يا رب كل اعمالك ويباركك (‏اولياؤك)‏.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٠‏)‏ ان اعمال اللّٰه الخلقية ‹تحمده،‏› كما ان البيت المبني جيدا هو مفخرة لبانيه والمزهرية الجميلة لجابلها الماهر.‏ (‏قارنوا عبرانيين ٣:‏٤؛‏ اشعياء ٢٩:‏١٦؛‏ ٦٤:‏٨‏.‏)‏ وأعمال يهوه الخلقية عجيبة حتى انها دفعت الملائكة والبشر الى تسبيحه.‏ فأبناء اللّٰه الملائكيون هتفوا بترنم عندما اسس الارض.‏ (‏ايوب ٣٨:‏٤-‏٧‏)‏ وقال داود ان «السموات تحدّث بمجد اللّٰه.‏ والفلك يخبر بعمل يديه.‏» (‏مزمور ١٩:‏١-‏٦‏)‏ فيمكن ان نحمد يهوه عندما نرى عُقابا يحلّق في السموات او ظبيا يقفز على تلة خضراء.‏ (‏ايوب ٣٩:‏٢٦؛‏ نشيد الانشاد ٢:‏١٧‏)‏ والتسبيح ملائم عندما نحصد الغلال او نتمتع بوجبة مع الاصدقاء.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦؛‏ امثال ١٥:‏١٧‏)‏ وأجسامنا المصمَّمة على نحو رائع يمكن ان تحث ايضا على تعابير تسبيح معبِّرة عن الشكر للّٰه.‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٤-‏١٦‏.‏

      ١٩ من هم ‹(‏الاولياء)‏،‏› وماذا يفعلون؟‏

      ١٩ ان ‹(‏اولياء)‏› يهوه الممسوحين بالروح على الارض يباركونه اليوم.‏ فهم يتكلمون حسنا عنه ويشتاقون الى رؤية مشيئته منجَزة على الارض كما هي في السماء.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ واذ يخبر الممسوحون الآخرين بعجائب اللّٰه،‏ يتجاوب الجمع الكثير بأعداد متزايدة على الدوام.‏ ومع الاولياء الممسوحين يخدمون بغيرة كمنادين بالملكوت.‏ فهل يدفعكم الشكر الى المشاركة قانونيا في عمل تسبيح اللّٰه هذا؟‏

      ٢٠ (‏أ)‏ كيف سيتقدس اسم يهوه؟‏ (‏ب)‏ في ما يتعلق بالمزمور ١٤٥‏،‏ اية اسئلة تبقى للتأمل فيها؟‏

      ٢٠ كشهود ليهوه،‏ نحن مثل داود في تقديم التسبيح للّٰه.‏ فبالنسبة الينا يكون تقديس اسم اللّٰه القدوس وتسبيحه من الامور ذات الاهتمام الحيوي.‏ وبما ان الاسم الالهي سيتقدس بواسطة ملكوت اللّٰه،‏ يكون تعليم الكتاب المقدس عن الملكوت هذا وجها بارزا للبشارة التي نعلنها.‏ فهل يزوِّد المزمور ١٤٥ الانارة الروحية في هذا الشأن؟‏ ماذا ستكشفه مناقشتنا لباقي هذا المزمور؟‏ وبأية طرائق اخرى يبرهن ان يهوه يستحق التسبيح الابدي؟‏

  • باركوا اسم يهوه القدوس!‏
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • باركوا اسم يهوه القدوس!‏

      ‏«بتسبيح (‏يهوه)‏ ينطق فمي.‏ وليبارك كل بشر اسمه القدوس الى الدهر والابد.‏» —‏ مزمور ١٤٥:‏٢١‏.‏

      ١ و ٢ (‏أ)‏ بأية طريقة تحدّى الشيطان حكم اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تنشأ في ما يتعلق بالمزمور ١٤٥:‏١١-‏٢١‏؟‏

      يهوه هو السلطان الكوني على نحو لا يقبل الشك.‏ لكنّ الشيطان تحدّى برّ وصواب حكم اللّٰه.‏ (‏تكوين ٢:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٣:‏١-‏٥‏)‏ وابليس ايضا عبَّر عن الشك في استقامة جميع خدام اللّٰه في السماء وعلى الارض.‏ (‏ايوب ١:‏٦-‏١١؛‏ ٢:‏١-‏٥؛‏ لوقا ٢٢:‏٣١‏)‏ لذلك سمح اللّٰه بالوقت ليرى جميع خلائقه الذكية الثمر الرديء للتمرد على حكمه وليُظهروا اين يقفون في هاتين القضيتين.‏

      ٢ والمزمور ١٤٥ يساعدنا على اتخاذ موقف ثابت مع حكم اللّٰه.‏ كيف؟‏ ماذا يقول داود عن حكم اللّٰه؟‏ وكيف يعامل اللّٰه المدافعين عن ذلك؟‏ تَظهر اجوبة مساعِدة في المزمور ١٤٥:‏١١-‏٢١‏.‏

      انطقوا بملْك يهوه

      ٣ اذا كان ملْك يهوه عزيزا علينا،‏ فماذا سنفعل؟‏

      ٣ كان حكم يهوه ذا اهمية عظمى لداود،‏ الذي قال:‏ ‏«بمجد ملْكك ينطقون وبجبروتك يتكلمون ليعرِّفوا بني آدم (‏افعالك المقتدرة)‏ ومجد جلال ملْكك.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ ان الناس ينطقون بالاشياء التي تهمهم.‏ لذلك يتكلم الانسان عن عائلته،‏ بيته،‏ غلاله.‏ «الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يُخرج الصلاح،‏» قال يسوع.‏ (‏لوقا ٦:‏٤٥‏)‏ فاذا كان حكم اللّٰه عزيزا على قلبنا،‏ فسنصلّي من اجل اتيان ملكوته،‏ ونخبر الآخرين بالعدل،‏ السلام،‏ والبر الذي سيسود في ظل حكمه.‏ وسنسبّح يهوه بصفته «ملك الابدية،‏» ونتكلم عن تعبير سلطانه بواسطة الملكوت المسيّاني في يدي ابنه العزيز،‏ يسوع المسيح.‏ (‏رؤيا ١٥:‏٣‏،‏ ع‌ج؛‏ اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ ويا له من امتياز ان نتكلم عن المجد السماوي لملْك يهوه،‏ الذي سينعكس قريبا في جمال فردوس ارضي مليء بخلائق سعيدة كاملة!‏ —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      ٤ متى تكون لدينا مناسبة للتكلم «بجبروت» يهوه،‏ وكيف يجري دعمنا في نشاط كهذا؟‏

      ٤ والتقدير سيدفعنا الى التكلم «بجبروت» يهوه.‏ ومع انه «عظيم القوة،‏» لا يسيء استعمال ذلك ابدا.‏ (‏ايوب ٣٧:‏٢٣‏)‏ فقد استخدم قوته ليخلق الارض والجنس البشري وسيمارسها ليدمر الاشرار.‏ ولدينا مناسبة للتكلم بجبروت اللّٰه عندما نعلن البشارة.‏ أفَلسنا شاكرين ان مصدر القدرة المطلق هذا يقوينا لنقوم بهذا العمل؟‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ نعم،‏ كشهود ليهوه،‏ يجري دعمنا في الخدمة المقدسة بواسطة قدرة اللّٰه وروحه.‏ وفقط بهذه الطريقة ينادَى برسالة الملكوت بنجاح رائع في العالم.‏ —‏ مزمور ٢٨:‏٧،‏ ٨؛‏ زكريا ٤:‏٦‏.‏

      ٥ بما ان حشودا كبيرة لا تعرف ‹افعال يهوه المقتدرة،‏› ماذا يجب ان نفعل؟‏

      ٥ هنالك حاجة الى ان نعرِّف بني آدم ‹افعال يهوه المقتدرة،‏› تماما كما اخبر الاسرائيليون اولادهم بالطريقة التي انقذهم اللّٰه بها من العبودية المصرية.‏ (‏خروج ١٣:‏١٤-‏١٦‏)‏ فالناس يبنون انصابا تذكارية للبشر الذين يعتبرون اعمالهم جديرة بالذكر،‏ ولكن كم شخصا يعرفون افعال اللّٰه المقتدرة؟‏ وكما عبَّر عن ذلك احد العلماء:‏ «انهم ينقشون بطولاتهم على ألواح نحاسية،‏ أما افعال يهوه المجيدة فتُكتب على الرمل،‏ ومد وجزر الزمن يمحوها من الذاكرة الحاضرة.‏» وهذه الافعال ليست ممحوَّة حقا،‏ مع انها غير معروفة عند حشود كبيرة.‏ لذلك،‏ في عملنا من بيت الى بيت،‏ عند ادارة دروس بيتية في الكتاب المقدس،‏ وفي المناسبات الاخرى،‏ دعونا نتكلم بغيرة بقدرة اللّٰه.‏

      ٦ (‏أ)‏ في اية مناسبة منذ سنوات جرى التعبير حسنا عن روح الغيرة التي بها نتمم خدمتنا؟‏ (‏ب)‏ من حيث الجوهر،‏ ماذا قيل في السنة ١٩٢٢ عن اعلان الملكوت؟‏

      ٦ ويجب ايضا ان نعرِّف مجد ملْك اللّٰه بغيرة.‏ والغيرة لخدمة كهذه للملكوت كانت واضحة حتما عندما خاطب ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك،‏ في السنة ١٩٢٢،‏ المجتمعين في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ وقال:‏ «منذ السنة ١٩١٤ اخذ ملِك المجد سلطته .‏ .‏ .‏ ملكوت السماء قريب؛‏ الملك يحكم؛‏ امبراطورية الشيطان تسقط؛‏ ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا.‏ هل تؤمنون بذلك؟‏ .‏ .‏ .‏ اذًا،‏ عودوا الى الحقل انتم يا ابناء العلي!‏ تقلَّدوا سلاحكم!‏ كونوا صاحين،‏ كونوا حذرين،‏ كونوا نشاطى،‏ كونوا شجعانا.‏ كونوا شهودا امناء وحقيقيين للرب.‏ امضوا قُدُما في القتال الى ان يخرب كل اثر لبابل.‏ أعلنوا الرسالة في كل مكان.‏ فيجب ان يعرف العالم ان يهوه هو اللّٰه وأن يسوع المسيح هو ملك الملوك ورب الارباب.‏ هذا هو يوم الايام قاطبة.‏ هوذا الملك يحكم!‏ وأنتم وكلاء اعلانه.‏ لذلك أعلنوا،‏ أعلنوا،‏ أعلنوا،‏ الملك وملكوته.‏»‏

      ٧ كيف يجب ان نشعر ازاء نشاطنا كمنادين بالملكوت؟‏

      ٧ يا له من فرح ان ‹نفكِّر في اسم اللّٰه،‏› ان نخبر الآخرين عن حكمه،‏ وأن نعلن الملكوت المسيّاني لابنه العزيز!‏ (‏ملاخي ٣:‏١٦‏)‏ وكمنادين ومدافعين عن الملكوت،‏ نحن نعزّ امتيازنا لاعلان البشارة وتحويل قلوب الآخرين الى اللّٰه،‏ المسيح،‏ والملكوت.‏ ويجب ان تكون في داخلنا رغبة محرقة في اخبار الآخرين عن مجد جلال ملْك يهوه.‏ —‏ قارنوا ارميا ٢٠:‏٩‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ في اي شيء حكم يهوه ممثَّل اليوم؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان اللّٰه لديه سلطان «في كل (‏الاجيال المتعاقبة)‏»؟‏

      ٨ يجب ان نندفع الى اعلان ملكوت اللّٰه بغيرة عظيمة،‏ لأن داود يقول بعد ذلك:‏ ‏«ملْكك ملْك كل الدهور وسلطانك في كل (‏الاجيال المتعاقبة)‏.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٣‏)‏ فيما استمرت تأملات صاحب المزمور في ملكية يهوه،‏ غيَّر الضمائر من الغائب الى المخاطب،‏ موجِّها كلماته بروح الصلاة مباشرة الى اللّٰه.‏ وطبعا،‏ ان حكم يهوه كما هو ممثَّل في الملكوت المسيّاني لا يحل محل ملْك اللّٰه الابدي.‏ وفي الواقع،‏ عندما يُرفع الجنس البشري الى الكمال سيسلِّم المسيح الملْك لأبيه.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٤-‏٢٨‏)‏ ولذلك فان اللّٰه لديه سلطان «في كل (‏الاجيال المتعاقبة)‏.‏» فيهوه كان ملكا عندما خُلق آدم وسيكون لديه سلطان على البشر الابرار الى الابد.‏

      ٩ في المزمور ١٤٥‏،‏ ماذا يمكن ان يقال عن عدد يبدأ بالحرف العبراني نون؟‏

      ٩ في هذا المزمور المرتب ابجديا يحذف النص الماسوري عددا يبدأ بالحرف العبراني نون.‏ ولكن بانسجام مع السبعينية اليونانية،‏ پشيطا السريانية،‏ والڤولڠات اللاتينية،‏ تقول مخطوطة عبرانية:‏ «يهوه امين في كل كلامه،‏ ولطيف على نحو حبي [او،‏ «ذو ولاء»] في كل اعماله.‏» (‏ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة —‏ بشواهد،‏ الحاشية)‏ فاللّٰه يتمم كل وعوده وهو ذو ولاء،‏ محب،‏ ولطيف نحو جميع الذين يقدِّرون صلاحه.‏ —‏ يشوع ٢٣:‏١٤‏.‏

      دعم يهوه لا يسقط ابدا

      ١٠ كيف ‹يعضدنا› اللّٰه؟‏

      ١٠ ان الملك الابدي لا يتجاهل ابدا مأزق خدامه.‏ وهكذا امكن لداود القول:‏ ‏«الرب عاضد كل الساقطين ومقوِّم كل المنحنين.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٤‏)‏ ومنذ ايام هابيل يدعم يهوه عبّاده.‏ واذ نُترك وحدنا،‏ نسقط مرات عديدة تحت اعبائنا.‏ فنحن نفتقر الى القدرة على تحمل كل ويلات الحياة والاضطهاد الذي يعترض طريقنا كشعب للّٰه،‏ ولكنّ يهوه يؤيدنا.‏ وصيغة الفعل العبراني المستعملة هنا تشير الى ان اللّٰه ‹يعضدنا› باستمرار.‏ ويمكن ان نلاحظ ان يوحنا المعمدان وابن اللّٰه ساعدا على تقويم الخطاة الساقطين ادبيا.‏ وعندما تاب هؤلاء الافراد وصاروا خداما ليهوه تمتعوا ببركة الدعم الالهي الرائعة.‏ —‏ متى ٢١:‏٢٨-‏٣٢؛‏ مرقس ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١١ بأية طريقة ‹يقوِّم يهوه كل المنحنين›؟‏

      ١١ من المعزّي ان نعرف ان ‹يهوه يقوِّم كل المنحنين› بمحن مختلفة.‏ وهو ينعش المكتئبين بيننا،‏ يعزّي الحزانى،‏ ويساعدنا ان نتكلم بكلامه بجرأة عندما نُضطهد.‏ (‏اعمال ٤:‏٢٩-‏٣١‏،‏ ع‌ج)‏ ولا يسمح ابدا لاعبائنا بأن تسحقنا،‏ لكن اذا قبلنا مساعدته.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٢٢‏)‏ لذلك،‏ مثل «ابنة ابرهيم» التي كانت «منحنية» ولكنّ يسوع شفاها جسديا،‏ يجب ان ‹نمجد اللّٰه› عندما يقوِّمنا روحيا على نحو حبي.‏ (‏لوقا ١٣:‏١٠-‏١٧‏)‏ والممسوحون المنحنون في العبودية البابلية كانوا شاكرين عندما قوَّمهم اللّٰه في السنة ١٩١٩،‏ وهو يقوِّم ‹الخراف الاخر› ذوي التقدير منذ السنة ١٩٣٥.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      ١٢ كيف يكون ان ‹اعين الكل تترجى› اللّٰه؟‏

      ١٢ يهوه لا يخذل شعبه،‏ كما اوضح داود بعد ذلك بالقول:‏ ‏«اعين الكل اياك تترجى وأنت تعطيهم طعامهم في حينه.‏ تفتح يدك فتُشبع كل حي رضى.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ ان ذلك كما لو ان اعين كل الخلائق الحية تلتفت رجاء الى السلطان الكوني.‏ فالملائكة تتطلع الى اللّٰه من اجل حياة مستمرة.‏ وكولد يتطلع الى والد من اجل الاشياء اللازمة،‏ نتطلع نحن الى ابينا السماوي.‏ وفي الواقع،‏ منه يتسلم البشر والحيوانات على السواء القوت.‏ ولا يمكن لاحد آخر ان يُشبع حاجاتهم.‏ فاللّٰه يعطيهم «طعامهم في حينه،‏» اي عندما يكون لازما.‏

      ١٣ بأية طرائق ‹يفتح يهوه يده فيُشبع كل حي رضى›؟‏

      ١٣ واللّٰه ‹يفتح يده فيُشبع كل حي رضى.‏› (‏مزمور ١٠٤:‏١٠-‏٢٨‏)‏ صحيح ان بعض الحيوانات تموت بسبب النقص في الطعام.‏ وكثيرون من البشر يجوعون كضحايا للانانية،‏ الظلم،‏ واساءة استعمال الموارد.‏ واكثر من ذلك،‏ انبأ يسوع ان ‹المجاعات› هي احد اوجه «علامة» حضوره في هذه الايام الاخيرة.‏ (‏متى ٢٤:‏٣،‏ ٧‏)‏ ولكن لا يحدث ايّ من هذه لأن يهوه بخيل او عاجز عن التزويد.‏ فكِّروا في آلاف الملايين من الخلائق التي تُقات!‏ واكثر من ذلك،‏ يزوِّد هذا المزمور التأكيد انه تحت حكم الملكوت،‏ عندما ‹لا يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه،‏› سيُشبع اللّٰه حاجاتنا المادية والروحية.‏ (‏جامعة ٨:‏٩؛‏ اشعياء ٢٥:‏٦‏)‏ وحتى اليوم لا يلزمنا ان نجوع للطعام الروحي،‏ لأن اللّٰه يزوِّده بوفرة في حينه بواسطة «العبد الامين الحكيم.‏» (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢‏)‏ وروحيا،‏ شهود يهوه هم افضل شعب يجري اطعامه على الارض.‏ فهل تُظهرون التقدير العميق لكرم كهذا؟‏

      يهوه يحفظ محبيه

      ١٤ لماذا امكن لداود ان يقول ان «الرب بار في كل طرقه و (‏ذو ولاء)‏ في كل اعماله»؟‏

      ١٤ حماقتنا قد ‹تعوِّج طريقنا› وتجلب علينا المشقات،‏ ولكن لا يجب ابدا ان نلوم اللّٰه على هذه المصاعب.‏ (‏امثال ١٩:‏٣‏)‏ وداود يُظهر السبب عندما يقول:‏ ‏«الرب بار في كل طرقه و (‏ذو ولاء)‏ في كل اعماله.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٧‏)‏ فاللّٰه يعمل دائما بطريقة مستقيمة،‏ عادلة،‏ ورحيمة.‏ ورحمته على نحو خصوصي ظاهرة في تدبيره للخلاص بواسطة ذبيحة يسوع الفدائية.‏ (‏اعمال ٢:‏٢١؛‏ ٤:‏٨-‏١٢‏)‏ ويهوه ايضا «(‏ذو ولاء)‏ في كل اعماله،‏» دائما امين،‏ محب،‏ وعديم المحاباة.‏ اذًا،‏ بصفتنا «متمثلين باللّٰه،‏» فلنكن مستقيمين،‏ عادلين،‏ رحماء،‏ عديمي المحاباة،‏ وذوي ولاء.‏ —‏ افسس ٥:‏١،‏ ٢؛‏ تثنية ٣٢:‏٤؛‏ مزمور ٧:‏١٠؛‏ ٢٥:‏٨؛‏ اشعياء ٤٩:‏٧؛‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ١٥ كيف ‹ندعو اللّٰه بالحق،‏› وماذا ينتج من فعلنا ذلك؟‏

      ١٥ بما ان اللّٰه بار وذو ولاء،‏ ننجذب نحن اليه.‏ واكثر من ذلك،‏ يؤكد لنا داود:‏ ‏«الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٨‏)‏ في اعتمادنا كمؤمنين منتذرين،‏ ندعو باسم يهوه.‏ (‏اعمال ٨:‏١٢؛‏ ١٨:‏٨؛‏ رومية ١٠:‏١٠-‏١٥‏)‏ واذ نقترب الى اللّٰه يقترب هو الينا.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ ونحن ‹ندعوه بالحق› لأننا نفعل ذلك بالطريقة الحقيقية،‏ بواسطة يسوع المسيح.‏ وسيبقى يهوه قريبا اذا عبدناه «بالروح والحق،‏» اظهرنا ‹ايمانا بلا رياء،‏› و ‹تشددنا كأننا نرى من لا يُرى.‏› (‏يوحنا ٤:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏٥؛‏ عبرانيين ١١:‏٢٧‏)‏ وحينئذ لن نصلّي عبثا او نضطر الى مواجهة عالم الشيطان وحدنا،‏ ولكننا نستمر في التمتع بالمساعدة والتوجيه الالهيين.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ ويا للأمن الذي يعنيه ذلك!‏

      ١٦ لماذا وكيف ‹يعمل يهوه رضى خائفيه›؟‏

      ١٦ لدينا امن حقيقي ايضا بسبب الامور الاخرى التي يفعلها يهوه لمصلحتنا.‏ قال داود:‏ ‏«يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلّصهم.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٩‏)‏ يهوه ‹يعمل رضانا› لأننا نملك توقيرا عميقا للّٰه وخوفا سليما من عدم ارضائه.‏ (‏امثال ١:‏٧‏)‏ وقلبنا الطائع يدفعنا الى صنع انتذار ليهوه،‏ وموقفنا هو،‏ «لتكن مشيئتك.‏» وبما ان مشيئته هي ان نعلن رسالة الملكوت فهو يتمم رغبتنا في القيام بهذا العمل.‏ (‏متى ٦:‏١٠؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ واللّٰه ‹يعمل رضانا› لأننا لا نصلّي بأنانية ولكننا نطلب الامور انسجاما مع مشيئته.‏ وهو يمنح ما يتفق مع مشيئته ويكون لخيرنا.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ٥:‏١٤،‏ ١٥‏؛‏ قارنوا متى ٢٦:‏٣٦-‏٤٤‏.‏

      ١٧ لماذا يمكننا ان نتأكد ان ‹تضرعنا› سيسمعه اللّٰه؟‏

      ١٧ كشهود اولياء ليهوه،‏ يمكننا ان نتاكد ايضا ان ‹تضرعنا› لن يصادف ابدا اذنا صمّاء.‏ فقد انقذ اللّٰه داود من الكارثة وخلَّص يسوع،‏ حتى انه اقامه من الاموات.‏ وتحت هجوم العدو،‏ وخصوصا في اثناء هجوم جوج،‏ يمكن ان نتأكد ان يهوه سينقذنا.‏ (‏حزقيال ٣٨:‏١-‏٣٩:‏١٦‏)‏ وفي الواقع،‏ في اثناء ايّ وقت ضيق،‏ يمكننا كداود ان نصلّي بثقة:‏ «ارحمني يا رب لأني في ضيق.‏ .‏ .‏ .‏ سمعت مذمة من كثيرين.‏ الخوف مستدير بي بمؤامرتهم معا عليّ.‏ تفكّروا في اخذ نفسي.‏ أما انا فعليك توكلت يا رب.‏ قلتُ الهي انت.‏» —‏ مزمور ٣١:‏٩-‏١٤‏.‏

      ١٨ كيف نستفيد من المعرفة ان يهوه ‹يحفظ كل محبيه› لكنه ‹يهلك الاشرار›؟‏

      ١٨ ان يهوه اللّٰه مستعد دائما لمساعدتنا.‏ وكما يقول داود:‏ ‏«يحفظ الرب كل محبيه ويهلك جميع الاشرار.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٢٠‏)‏ نعم،‏ اذا كنا نحبّ اللّٰه،‏ فسيباركنا ويحفظنا.‏ (‏عدد ٦:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ وهو ‹يجازي المتكبر بكثرة› لكنه يحفظ خدامه المتواضعين،‏ غير سامح بأن يحدث شيء يسبّب لهم اذية دائمة.‏ وبما ان يهوه معنا،‏ فلنكن شجعانا.‏ (‏مزمور ٣١:‏٢٠-‏٢٤؛‏ اعمال ١١:‏١٩-‏٢١‏)‏ ‹فلا آلة مصوَّرة ضدنا تنجح.‏› (‏اشعياء ٥٤:‏١٧؛‏ مزمور ٩:‏١٧؛‏ ١١:‏٤-‏٧‏)‏ هذا هو اختبار اولئك الذين يبرهنون على محبتهم للّٰه كخدام منتذرين امناء له.‏ وكفريق،‏ سيعبر شهود يهوه بأمان «الضيقة العظيمة» التي تأتي على الاشرار.‏ (‏رؤيا ٧:‏١٤‏)‏ وكم سيكون بتّ القضية العظمى لملْك يهوه الكوني بركة لـ‍ «كل محبيه»!‏

      استمروا في مباركة اسم يهوه القدوس

      ١٩ لماذا ينطق فمنا «بتسبيح (‏يهوه)‏»؟‏

      ١٩ يختم داود هذا المزمور المثير بالكلمات:‏ ‏«بتسبيح (‏يهوه)‏ ينطق فمي.‏ وليبارك كل بشر اسمه القدوس الى الدهر والابد.‏»‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٢١‏)‏ كشهود ليهوه،‏ نقدِّر عظمة يهوه،‏ صلاحه،‏ ملْكه الخيِّر،‏ دعمه غير الخاذل،‏ عنايته التي لا تكلّ.‏ لذلك،‏ كداود،‏ ينطق فمنا بتسابيح اللّٰه.‏ ونندفع الى منحه التعبد المطلق،‏ شكره على بركاته الكثيرة،‏ وتسبيح ‹اسمه الجليل.‏› —‏ ١ أخبار الايام ٢٩:‏١٠-‏١٣؛‏ خروج ٢٠:‏٤-‏٦‏.‏

      ٢٠ بهدف الابدية،‏ ماذا يجب ان يكون تصميمنا الآن؟‏

      ٢٠ بما ان يهوه يباركنا يوميا،‏ فلنباركه،‏ او نتكلم عنه حسنا قانونيا.‏ ولنكرز بالبشارة بغيرة تسبيحا للّٰه،‏ مخبرين الآخرين ان ‹كل بشر سيبارك اسمه القدوس› قريبا.‏ وكم سيكون رائعا ان نحيا عندما يرنّم جميع سكان الارض —‏ وفي الواقع،‏ جميع الخلائق الذكية في الكون —‏ تسابيح لابينا السماوي!‏ (‏مزمور ١٤٨:‏١-‏١٣‏)‏ وليكن يهوه مباركا من اجل كشف اسمه ومنحنا امتياز الكينونة شهوده.‏ (‏مزمور ٨٣:‏١٨؛‏ اشعياء ٤٣:‏١٠-‏١٢‏)‏ فلنتصرف بطريقة تفيد اولئك الذين يعتبرون هذا الاسم مقدسا ويصلّون من اجل تقديسه.‏ (‏لوقا ١١:‏٢‏)‏ ولنخدم اللّٰه بولاء لكي يُسمع صوتنا،‏ في نظامه الجديد،‏ في جوقة الذين يباركون اسم يهوه القدوس الى الابد.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة