مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يستجيب اللّٰه صلواتكم؟‏
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • هل يستجيب اللّٰه صلواتكم؟‏

      ‏«لم ينتَبْني الشعور قط بأن صلواتي استُجيبت،‏» قالت امرأة تعيش في هوكايدو،‏ اليابان.‏ ومن هذا القبيل،‏ انها ليست الوحيدة.‏ فأناس كثيرون يشعرون بأن صلواتهم لا تستجاب ابدا.‏ وفي الواقع،‏ قد تتساءلون عما اذا كان اللّٰه يستجيب صلواتكم.‏

      يوجه الملايين صلوات لا تعدّ الى معبودات لا تحصى.‏ فلماذا يبدو ان الكثير جدا من الصلوات لا تستجاب؟‏ لاكتشاف ذلك،‏ دعونا اولا نفحص انواع الصلوات التي يجري تقديمها.‏

      من اجل ماذا يصلّي البعض؟‏

      خلال مناسبة رأس السنة،‏ يصلّي ثلثا سكان اليابان،‏ او ٨٠ مليون شخص تقريبا،‏ في مزارات شنتوية او هياكل بوذية.‏ ويقدِّمون قطعا معدنية كتقدمات ويصلّون من اجل حسن الحظ والامان العائلي.‏

      وفي كانون الثاني وشباط —‏ قبيل امتحانات الدخول المرهقة —‏ يتدفق الطلاب على المزارات كذاك الذي في طوكيو المشهور بإله العلم الذي له.‏ ويكتبون أمانيهم على ألواح صلاة خشبية ويعلِّقونها على قضبان خشبية في المساحات المحيطة بالمزارات.‏ وقد زيَّنت ٠٠٠‏,١٠٠ من هذه الالواح على الاقل ارجاء مزار معروف جيدا في طوكيو خلال موسم الامتحانات لسنة ١٩٩٠.‏

      وتشمل صلوات كثيرة الصحة.‏ ففي مزار في كاواساكي،‏ اليابان،‏ يصلّي الناس من اجل الحماية من الأيدز.‏ «ان مغزى الصلاة من اجل الحماية من الأيدز،‏» اوضح كاهن المزار،‏ «هو انها ستجعل الناس حذرين في تصرفهم.‏» ولكن هل هذا هو كل ما هنالك للصلاة؟‏

      وفي هيكل آخر،‏ صلّت امرأة مسنَّة من اجل «موت فجائي.‏» ولماذا؟‏ لانها ارادت ان تتجنب ألم مرض طويل الامد ولم ترغب في الصيرورة عبءا على عائلتها.‏

      وفي احد البلدان المدعوة مسيحية،‏ صلّى قائد فريق لكرة القدم من اجل انتصار فريقه وحمايته من الاذى.‏ ويصلّي الكاثوليك في پولندا من اجل خيرهم الشخصي ويزينون مريم العذراء التي لهم بالمجوهرات عندما يعتقدون ان صلواتهم تُسمع.‏ ويتدفق الكثير من الناس على الكنائس مثل ڠوادالوب الشهيرة في مدينة مكسيكو،‏ ولورد،‏ فرنسا،‏ ملتمسين الشفاء العجائبي.‏

      وفي الشرق او الغرب،‏ يقدم الناس صلواتهم من اجل اسباب شخصية كثيرة ومتنوعة.‏ وبشكل واضح،‏ يرغبون ان تسمع صلواتهم وتستجاب.‏ ولكن،‏ هل من الواقعي التوقع ان تسمع كل الصلوات على نحو مؤات؟‏ وماذا عن صلواتكم الخاصة؟‏ هل تستجاب؟‏ وفي الواقع،‏ هل يستجيب اللّٰه الصلوات بأية حال؟‏

  • صلوات مَن تستجاب؟‏
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • صلوات مَن تستجاب؟‏

      يهوه هو الاله الذي يستجيب الصلوات.‏ وفي الواقع،‏ تدعوه كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ «سامع الصلاة.‏» (‏مزمور ٦٥:‏٢‏)‏ وهو مستعد لاستجابة الصلوات.‏ ولكن صلوات من يستجيب في الواقع؟‏

      يستجيب اللّٰه صلوات الافراد الذين يرضونه.‏ فهم يملكون الموقف التوقيري للمرنم الملهم الذي قال:‏ «كما يشتاق الإيَّل الى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي اليك يا اللّٰه.‏ عطشت نفسي الى اللّٰه الى الاله الحي.‏» (‏مزمور ٤٢:‏١،‏ ٢‏)‏ ولكن،‏ اي دليل هنالك يبرهن ان يهوه يستجيب صلوات عبَّاده الحقيقيين؟‏

      البرهان ان اللّٰه يستجيب الصلوات

      يحتوي الكتاب المقدس على سجل واسع يبرهن ان يهوه يستجيب صلوات خدامه الامناء.‏ مثلا،‏ عندما صلّى يهوشافاط ملك يهوذا من اجل الانقاذ،‏ استجاب اللّٰه صلاته ومنحه النصر بجعل اعدائه يقتلون واحدهم الآخر.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٠:‏١-‏٢٦‏)‏ وعندما واجه الملك حزقيا على نحو مماثل قوة عسكرية هائلة،‏ صلّى بتواضع الى اللّٰه من اجل المساعدة.‏ فرأى حزقيا خلاص يهوه عندما ضرب ملاك ٠٠٠‏,١٨٥ اشوري في ليلة واحدة.‏ —‏ اشعياء ٣٧:‏١٤-‏٢٠،‏ ٣٦-‏٣٨‏.‏

      لماذا استجاب اللّٰه هاتين الصلاتين؟‏ في كلتا الحالتين،‏ احتجَّ الملكان بأن خسارة المعركة ستنعكس بشكل رديء على اسم يهوه.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٠:‏٦-‏٩؛‏ اشعياء ٣٧:‏١٧-‏٢٠‏)‏ لقد كانا مهتمَّيْن بشأن صيته.‏ «ان هدف الصلاة الاساسي،‏» تقول دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية،‏ «ليس خير الملتمس فحسب بل إكرام اسم اللّٰه.‏» لذلك،‏ يمكن لخدام يهوه الامناء ان يكونوا متأكدين انه سيساعدهم «من اجل اسمه.‏» والسجل الذي يبرهن ان صلوات كهذه قد استُجيبت يمنح شعب اللّٰه الثقة بأنه يسمع صلواتهم.‏ —‏ مزمور ٩١:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١٠٦:‏٨؛‏ امثال ١٨:‏١٠‏.‏

      ولكن،‏ حتى إن كانت احدى الحالات تشمل اسم يهوه،‏ فاللّٰه يقرر ما اذا كان سيستجيب صلوات معينة او لا.‏ فيمكن ان يملك اسبابا وجيهة لعدم استجابته بعض الصلوات.‏ واذا كنا نشعر بأن صلواتنا لا تُسمع،‏ فمن المستحسن ان نتأمل لماذا يمكن ان تكون هذه هي الحال.‏

      لماذا لا تستجاب بعض الصلوات

      ‏«وإن كثَّرتم الصلاة لا اسمع،‏» قال يهوه ذات مرة للاسرائيليين.‏ واذ اشار الى السبب،‏ تابع:‏ «أيديكم ملآنة دما.‏» (‏اشعياء ١:‏١٥‏)‏ فكيف يمكن لاحد ان يتجاهل شريعة يهوه ومع ذلك ان يحظى بفرصة سماعه؟‏ يعطي مثل للكتاب المقدس جوابا واضحا،‏ قائلا:‏ «من يحوِّل اذنه عن سماع الشريعة فصلاته ايضا مكرهة.‏» —‏ امثال ٢٨:‏٩‏.‏

      ويعطي الكتاب المقدس سببا آخر لعدم سماع بعض الصلوات عندما يقول:‏ «تطلبون ولستم تأخذون لانكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذّاتكم.‏» (‏يعقوب ٤:‏٣‏)‏ كلا،‏ لا يستجيب يهوه الصلوات من اجل اشباع الرغبات الخاطئة.‏ ويجب ان نتذكر ايضا ان اللّٰه لا يتلقى الاوامر من البشر،‏ اذا جاز التعبير.‏ فهو الذي يقرر كيف سيستجيب صلواتنا.‏

      وبالتأكيد ستستجاب الصلوات التي توجَّه الى اللّٰه من قلب طاهر،‏ بدافع صائب،‏ وبطريقته المحدَّدة —‏ بواسطة يسوع المسيح.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٦،‏ ١٤‏)‏ ولكن حتى اولئك الذين تبلغ صلواتهم متطلبات كهذه شعروا احيانا بأنه لا يجري سماعهم.‏ فلماذا لا يستجيب اللّٰه فورا صلوات معينة لخدامه؟‏

      يعلم يهوه الوقت الافضل لاستجابة الصلوات.‏ فعلى الرغم من ان الولد يطلب دراجة،‏ ربما لا يشتري له ابوه واحدة الى ان يصير الولد كبيرا كفاية ليقودها بأمان.‏ وقد يصح الامر نفسه مع بعض صلوات اولئك الذين يحبون اللّٰه.‏ واذ يعرف ما هو الافضل لهم،‏ يمنح ما هو لازم في الوقت الملائم اكثر.‏

      ومع ذلك،‏ لا يحصل خدام يهوه على كل شيء قد يصلّون من اجله.‏ فكونهم ناقصين،‏ قد يرغبون في بعض الاشياء التي لا تكون جيدة لهم.‏ وابوهم السماوي المحب لن يعطيهم اي شيء مؤذٍ،‏ لانه مانح «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة.‏» (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ ربما لا يمنح اللّٰه شيئا غير ضروري من وجهة نظره.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ١٢:‏٧-‏١٠‏.‏)‏ فهو يستجيب الصلوات التي تكون على انسجام مع مشيئته وقصده من اجل شعبه.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      يسوع «سُمع له»‏

      كان يسوع المسيح رجل صلاة.‏ (‏متى ٦:‏٩-‏١٣؛‏ يوحنا ١٧:‏١-‏٢٦‏)‏ وكانت لديه ثقة كاملة بأن اباه السماوي سيسمع ويستجيب صلواته.‏ قال يسوع ذات مرة:‏ «ايها الآب .‏ .‏ .‏ انا علمت انك في كل حين تسمع لي.‏» (‏يوحنا ١١:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ ولكن ألم يُصب يسوع بالخيبة في نهاية مسلكه الارضي عينها؟‏ ألم يصرخ في ذلك الحين:‏ «إلهي إلهي لماذا تركتني.‏» —‏ متى ٢٧:‏٤٦‏.‏

      عندما قال يسوع هذه الكلمات،‏ من الواضح انه كان يتمِّم نبوة تتعلق بموته.‏ (‏مزمور ٢٢:‏١‏)‏ وبمعنى محدَّد،‏ يمكن ان يكون يسوع قد عنى ايضا ان يهوه قد رفع حمايته وترك ابنه يموت ميتة مؤلمة ومخزية لكي يمتحن استقامته الى النهاية.‏ ويظهر فحص للحوادث في ذلك اليوم الاخير من حياة يسوع الارضية ان اللّٰه سمع صلواته.‏

      ففي ليلة القبض عليه،‏ صلّى يسوع في بستان جثسيماني.‏ والتمس ثلاث مرات:‏ «يا أبتاه إن امكن فلتعبر عني هذه الكأس.‏» (‏متى ٢٦:‏٣٩،‏ ٤٢،‏ ٤٤‏)‏ لم يكن يسوع معارضا لتقديم حياته ذبيحة من اجل الجنس البشري المؤمن.‏ كلا،‏ ولكنه على نحو واضح كان مهتما بعمق بامكانية تحقير ابيه المحبوب كثيرا بالموت على خشبة الآلام كمجدِّف لَعين.‏ فهل سمع يهوه صلاة يسوع؟‏

      بعد سنوات كتب الرسول بولس:‏ «الذي في ايام جسده اذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلّصه من الموت وسُمع له من اجل تقواه.‏» (‏عبرانيين ٥:‏٧؛‏ لوقا ٢٢:‏٤٢،‏ ٤٤‏)‏ نعم،‏ في الليلة الاليمة التي سبقت موته،‏ «سُمع» ليسوع.‏ ولكن كيف؟‏

      أرسل يهوه ملاكا «ظهر [ليسوع] .‏ .‏ .‏ يقوِّيه.‏» ‏(‏لوقا ٢٢:‏٤٣‏)‏ وهكذا اذ تقوَّى،‏ كان يسوع قادرا على مواجهة الموت على خشبة الآلام.‏ وعلى نحو واضح،‏ اعطاه يهوه آنذاك تأكيدا ان موته على الخشبة لن يجلب العار على الاسم الالهي ولكنه سيكون اخيرا الامر عينه المستخدم لتقديسه.‏ وفي الواقع،‏ فتح موت يسوع على خشبة الآلام طريقا لليهود،‏ الذين كانوا لولا ذلك ملعونين تحت الناموس،‏ ليخلصوا من حكم الموت.‏ —‏ غلاطية ٣:‏١١-‏١٣‏.‏

      وبعد ثلاثة ايام،‏ اقام يهوه يسوع وحرَّره من اية تهمة تجديف ممكنة بترفيعه الى مركز سماوي اسمى.‏ (‏فيلبي ٢:‏٧-‏١١‏)‏ فيا لها من طريقة بديعة لاستجابة صلاة يسوع بشأن «هذه الكأس»!‏ لقد استُجيبت هذه الصلاة بطريقة يهوه.‏ واختبر يسوع بركات رائعة لانه قال لابيه السماوي:‏ «لتكن لا ارادتي بل ارادتك.‏» —‏ لوقا ٢٢:‏٤٢‏.‏

      كيفية استجابة يهوه للصلوات اليوم

      ومثل يسوع،‏ يجب على اولئك الذين يسعون الى ارضاء يهوه اليوم ان يطلبوا دائما ان تحدث مشيئة اللّٰه.‏ وهم يحتاجون الى امتلاك الايمان بأن يهوه سيستجيب صلواتهم بطريقة تكون مفيدة اكثر.‏ وفي الواقع،‏ ‹سيفعل فوق كل شيء اكثر جدا مما يطلبون او يفتكرون.‏› —‏ افسس ٣:‏٢٠‏.‏

      اختبرت شابة مسيحية تعيش مع والديها غير المؤمنين صدق هذه الآية.‏ ففي رسالة من جمعية برج المراقبة،‏ دُعيت الى التأمل بروح الصلاة في امكانية قبول تعيين ارسالي خصوصي.‏ وعلى الرغم من ان رغبتها القلبية كانت البقاء في البيت لمساعدة والديها ليصيرا مسيحيين،‏ سألت اللّٰه في الصلاة:‏ «ما هي مشيئتك؟‏ هل هي قبول هذه الدعوة بصرف النظر عن مقاومة والديَّ،‏ ام مساعدة والديَّ بالاستمرار في العيش معهما؟‏» وكل مرة صلَّت فيها،‏ كان ضميرها يقول لها ان تقبل الدعوة.‏ فقرَّرت ان ذلك هو الجواب من يهوه.‏

      قوَّى اللّٰه هذه المرأة لتلتصق بقرارها.‏ وعندما دُعيت الى الانتقال الى جزيرة آواجي،‏ اليابان،‏ صُدم والداها وكثَّفا مقاومتهما.‏ ولكن،‏ اذ كانت غير قادرة على اقناعها بتغيير رأيها،‏ قرَّرت امها ان تدرس الكتاب المقدس لترى فقط لماذا اتخذت ابنتها قرارا كهذا.‏ وبعد ثلاثة اشهر زارها والداها.‏ وحين رأى كيف اعتنى بها جيدا شهود ليهوه آخرون،‏ تأثر ابوها بعمق وبكى عندما كان وحده.‏ وبسرعة بدأ هو ايضا بدرس الكتاب المقدس.‏ واخيرا اعتمد والدا هذه الشابة كلاهما وبدأا بخدمة يهوه بأمانة.‏ ألم يبارك يهوه اللّٰه هذه المرأة المسيحية اكثر جدا؟‏

      صلواتهم تستجاب

      هل تتذكرون كلمات المرأة المذكورة في مستهلّ المقالة السابقة؟‏ لم ينتَبْها الشعور قط بأن صلواتها استجيبت.‏ ولكنها ادركت في ما بعد ان اللّٰه كان يستجيب صلواتها.‏ فالمرأة كانت قد احتفظت بسجل عن جوهر صلواتها.‏ وذات يوم اطَّلعت على المذكِّرة وادركت ان يهوه قد سمع معظم صلواتها،‏ حتى تلك التي قد نسيتها هي نفسها!‏ فعلمت بالتالي ان اللّٰه كان يهتم بها ويستجيب صلواتها بطريقة حبية مفيدة اكثر.‏

      اذا كنتم تشعرون بأن صلواتكم لا تستجاب،‏ فاسألوا نفسكم:‏ ‹هل لديَّ علاقة شخصية بيهوه،‏ «سامع الصلاة»؟‏ وإن لم يكن الامر كذلك،‏ فهل أتَّخذُ الخطوات للتعلم عنه والصيرورة واحدا من خدامه المنتذرين؟‏› فهو يستجيب صلوات اولئك الذين يحبونه ويفعلون مشيئته.‏ وهم ‹يواظبون على الصلاة› ويُسمع لهم،‏ كما سُمع ليسوع.‏ (‏رومية ١٢:‏١٢‏)‏ ولذلك،‏ ‹اسكبوا قلوبكم› ليهوه وافعلوا مشيئته.‏ (‏مزمور ٦٢:‏٨‏)‏ وعندئذ تُسمع صلواتكم.‏

      واليوم،‏ يصلّي ملايين الاشخاص من اجل شيء خصوصي.‏ نعم،‏ وتُسمع صلواتهم.‏ فدعونا نرى لماذا يمكننا ان نكون على يقين من ان صلوات كهذه ستستجاب.‏

  • صلوات تستجاب بالتأكيد
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • صلوات تستجاب بالتأكيد

      هنالك صلوات ستستجاب حتما.‏ وجوهرها مجسَّد في النموذج الذي اعطاه يسوع المسيح لتلاميذه عندما قال:‏ «فصلّوا انتم هكذا.‏ ابانا الذي في السموات.‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأتِ ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» —‏ متى ٦:‏٩-‏١٣‏.‏

      يجري تكرار كلمات صلاة يسوع النموذجية هذه ملايين كثيرة من المرات.‏ ومع ان المسيح لم يتوقع من اتباعه الحقيقيين مجرد تلاوة صلاة كهذه،‏ فإن التماساتهم التي تعبِّر عن مشاعر مماثلة ستستجاب بالتأكيد.‏ (‏متى ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ لذلك،‏ ماذا يعني تقديس اسم اللّٰه؟‏ لماذا الصلاة من اجل إتيان ملكوته؟‏ ولماذا طلب فعل مشيئة اللّٰه؟‏

      ‏«ليتقدس اسمك»‏

      يهوه،‏ «العلي على كل الارض،‏» هو الذي خاطبه يسوع بصفته «ابانا الذي في السموات.‏» (‏مزمور ٨٣:‏١٨‏)‏ لقد «ولد» اللّٰه الاسرائيليين بتحريرهم من العبودية المصرية والدخول معهم في علاقة عهد.‏ (‏تثنية ٣٢:‏٦،‏ ١٨؛‏ خروج ٤:‏٢٢؛‏ اشعياء ٦٣:‏١٦‏)‏ واليوم،‏ لدى المسيحيين الممسوحين اعتبار رقيق ليهوه بصفته اباهم.‏ (‏رومية ٨:‏١٥‏)‏ وعشراؤهم،‏ ذوو الرجاء الارضي،‏ يصلّون بطريقة مماثلة الى يهوه اللّٰه بصفته اباهم.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ رؤيا ٧:‏١-‏٩‏.‏

      ولكن لماذا الصلاة من اجل تقديس اسم اللّٰه؟‏ حسنا،‏ منذ تمرّد الزوجين البشريين الاولين في جنة عدن،‏ تراكم التعيير على الاسم الالهي.‏ واستجابة لصلاة كهذه،‏ سيزيل يهوه كل التعيير الذي يُلقى دائما على الاسم التذكاري.‏ (‏مزمور ١٣٥:‏١٣‏)‏ وسيفعل ذلك بازالة الشر من الارض.‏ وعن هذا الوقت،‏ قال اللّٰه بواسطة النبي حزقيال:‏ «أتعظَّم واتقدس وأُعرف في عيون امم كثيرة فيعلمون اني انا (‏يهوه)‏.‏» —‏ حزقيال ٣٨:‏٢٣‏.‏

      يهوه اللّٰه قدوس وطاهر.‏ ولذلك يجب ان يتقدس اسمه،‏ او يُفرز بصفته قدوسا.‏ وسيبرهن قداسته بالعمل على تقديس نفسه امام كل الخليقة.‏ (‏حزقيال ٣٦:‏٢٣‏)‏ واولئك الراغبون في نيل رضاه والحياة الابدية لا بد ان يرهبوا يهوه ويقدِّسوا اسمه باعتباره مميَّزا عن كل الاسماء الاخرى واسمى منها.‏ (‏لاويين ٢٢:‏٣٢؛‏ اشعياء ٨:‏١٣؛‏ ٢٩:‏٢٣‏)‏ ووفقا لذلك،‏ قال يسوع لاتباعه ان يصلّوا:‏ «ليتقدس اسمك» او،‏ «يُعتبر مقدسا؛‏ يُعامَل بصفته قدوسا.‏» ويمكننا ان نكون متأكدين ان اللّٰه سيستجيب هذا الجزء من صلاة يسوع النموذجية.‏

      ‏«ليأتِ ملكوتك»‏

      قال يسوع ايضا لاتباعه ان يصلّوا:‏ «ليأتِ ملكوتك.‏» والصلوات من اجل إتيان ملكوت اللّٰه ستستجاب حتما.‏ فالملكوت هو حكم يهوه المتسلِّط كما تعبِّر عنه الحكومة المسيّانية السماوية تحت اشراف ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ وعشرائه ‹القديسين.‏› (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٨،‏ ٢٢،‏ ٢٧؛‏ اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ ويبرهن شهود يهوه لزمن طويل من الاسفار المقدسة ان يسوع تُوِّج ملكا سماويا في السنة ١٩١٤.‏ اذًا،‏ لماذا يجب ان يصلِّي كل شخص من اجل ‹إتيان› الملكوت؟‏

      ان الصلاة من اجل إتيان الملكوت تعني فعلا الطلب ان يأتي على كل مقاومي الحكم الالهي على الارض.‏ وقريبا الآن فإن «مملكة [اللّٰه] .‏ .‏ .‏ تسحق وتفني كل هذه الممالك [الارضية] وهي تثبت الى الابد.‏» (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ وهذا التطور سيساهم في تقديس اسم يهوه القدوس.‏

      ‏«لتكن مشيئتك»‏

      علّم يسوع ايضا تلاميذه ان يصلّوا:‏ «لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» هذا هو طلب ان يعمل يهوه بانسجام مع مشيئته من اجل الارض.‏ وذلك مماثل لاعلان المرنم الملهم:‏ «كلّ ما شاء الرب صنع في السموات وفي الارض في البحار وفي كل اللجج.‏ المُصعد السحاب من اقاصي الارض.‏ الصانع بروقا للمطر.‏ المخرج الريح من خزائنه.‏ الذي ضرب ابكار مصر من الناس الى البهائم.‏ ارسل آيات وعجائب في وسطكِ يا مصر على فرعون وعلى كل عبيده.‏ الذي ضرب امما كثيرة وقتل ملوكا اعزاء.‏» —‏ مزمور ١٣٥:‏٦-‏١٠‏.‏

      والصلاة ان تكون مشيئة يهوه على الارض هي طلب ان ينجز مقاصده نحو الكرة الارضية.‏ ويشمل ذلك الازالة الدائمة لمقاوميه،‏ تماما كما أزالهم ايضا على نطاق مصغَّر في الازمنة القديمة.‏ (‏مزمور ٨٣:‏٩-‏١٨؛‏ رؤيا ١٩:‏١٩-‏٢١‏)‏ فالصلوات من اجل ان تكون مشيئة يهوه جارية في كل مكان من الارض والكون ستستجاب بالتأكيد.‏

      عندما يحكم الملكوت

      عوضا عن الشر الذي يتفشى الآن في المجتمع البشري،‏ ماذا يمكن التوقع عندما يحكم ملكوت اللّٰه ويجري فعل المشيئة الالهية على الارض كما هي في السماء؟‏ وفقا للرسول بطرس،‏ «بحسب وعد [اللّٰه] ننتظر سموات جديدة وارضا جديدة يسكن فيها البر.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ ‹السموات الجديدة› هي قوى حاكمة روحانية بارة —‏ يسوع المسيح و ٠٠٠‏,١٤٤ وريث في الملكوت السماوي.‏ (‏رومية ٨:‏١٦،‏ ١٧؛‏ رؤيا ١٤:‏١-‏٥؛‏ ٢٠:‏٤-‏٦‏)‏ و ‹الارض الجديدة› ليست كرة ارضية اخرى.‏ وبالاحرى،‏ هي مجتمع بار من اناس يعيشون على الارض.‏ —‏ قارنوا مزمور ٩٦:‏١‏.‏

      وفي ظل حكم الملكوت،‏ ستتحول الارض الى فردوس عالمي.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ وآنذاك سيتمتع كل الجنس البشري الطائع بالسلام الحقيقي والازدهار.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١-‏١٥؛‏ رؤيا ٢١:‏١-‏٥‏)‏ يمكنكم ان تكونوا بين هذه الحشود السعيدة اذا كنتم مؤيدا وليا للحكم المسيّاني على الرعايا الارضيين الطائعين.‏ ومؤيِّدو مثل هذا الحكم يصلّون بلجاجة من اجل تقديس اسم يهوه،‏ من اجل ان يأتي ملكوته،‏ ومن اجل ان تكون مشيئته.‏ وصلواتهم القلبية ستستجاب بالتأكيد.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة