مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيف نقترب الى «سامع الصلاة»؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • كَيْفَ نَقْتَرِبُ إِلَى «سَامِعِ ٱلصَّلَاةِ»؟‏

      ‏«يَا سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ،‏ إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ».‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٢‏.‏

      ١ مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلْبَشَرَ عَنِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْأَرْضِيَّةِ ٱلْأُخْرَى،‏ وَأَيَّةُ فُرْصَةٍ يُتِيحُهَا لَنَا ذلِكَ؟‏

      بَيْنَ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْأَرْضِيَّةِ،‏ وَحْدَهُمُ ٱلْبَشَرُ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْقُدْرَةِ عَلَى عِبَادَةِ ٱللّٰهِ.‏ فَهُمُ ٱلْوَحِيدُونَ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ أَنَّ لَدَيْهِمْ حَاجَةً رُوحِيَّةً وَيَشْعُرُونَ بِرَغْبَةٍ فِي سَدِّ هذِهِ ٱلْحَاجَةِ.‏ وَهذَا مَا يُتِيحُ لَنَا فُرْصَةً رَائِعَةً لِحِيَازَةِ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏

      ٢ أَيُّ أَثَرٍ سَلْبِيٍّ تَرَكَتْهُ ٱلْخَطِيَّةُ فِي عَلَاقَةِ ٱلْإِنْسَانِ بِخَالِقِهِ؟‏

      ٢ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ بِقُدْرَةٍ عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى صَانِعِهِ.‏ فَبِمَا أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ خُلِقَا دُونَ خَطِيَّةٍ،‏ كَانَ بِإِمْكَانِهِمَا ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ بِحُرِّيَّةٍ كَمَا يَقْتَرِبُ ٱلْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ.‏ لكِنَّهُمَا خَسِرَا هذَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلْعَظِيمَ عِنْدَمَا أَخْطَآ.‏ فَآ‌دَمُ وَحَوَّاءُ عَصَيَا ٱللّٰهَ وَأَفْسَدَا عَلَاقَتَهُمَا بِهِ.‏ (‏تكوين ٣:‏٨-‏١٣،‏ ١٧-‏٢٤‏)‏ فَهَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّ ذُرِّيَّةَ آدَمَ ٱلنَّاقِصَةَ لَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِهَا ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ؟‏ كَلَّا،‏ فَيَهْوَه لَا يَزَالُ يَسْمَحُ لَهُمْ بِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ وَلكِنْ ضِمْنَ شُرُوطٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلشُّرُوطُ؟‏

      مَطَالِبُ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ

      ٣ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَقْتَرِبَ ٱلْبَشَرُ ٱلْخُطَاةُ إِلَى ٱللّٰهِ،‏ وَأَيُّ مِثَالٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟‏

      ٣ تُسَاعِدُنَا حَادِثَةٌ تَتَعَلَّقُ بِٱبْنَيْ آدَمَ،‏ قَايِينَ وَهَابِيلَ،‏ أَنْ نَعْرِفَ مَا يَطْلُبُهُ ٱللّٰهُ مِنَ ٱلشَّخْصِ ٱلْخَاطِئِ ٱلَّذِي يَرْغَبُ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ.‏ فَقَدْ حَاوَلَا ٱلتَّقَرُّبَ مِنَ ٱللّٰهِ بِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ لَهُ.‏ لكِنَّ ٱللّٰهَ قَبِلَ تَقْدِمَةَ هَابِيلَ فِي حِينِ أَنَّهُ رَفَضَ تَقْدِمَةَ قَايِينَ.‏ (‏تكوين ٤:‏٣-‏٥‏)‏ لِمَاذَا؟‏ تَذْكُرُ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:‏٤‏:‏ «بِٱلْإِيمَانِ قَرَّبَ هَابِيلُ للّٰهِ ذَبِيحَةً أَعْظَمَ قِيمَةً مِنْ قَايِينَ،‏ وَبِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَارٌّ».‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ أَحَدُ ٱلشُّرُوطِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ.‏ أَمَّا ٱلشَّرْطُ ٱلْآخَرُ فَيَظْهَرُ مِنْ خِلَالِ كَلِمَاتِ يَهْوَه إِلَى قَايِينَ:‏ «إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا تُرْفَعُ؟‏».‏ نَعَمْ،‏ كَانَ ٱللّٰهُ سَيَقْبَلُ تَقْدِمَةَ قَايِينَ لَوْ أَنَّهُ «أَحْسَنَ»،‏ أَوْ قَامَ بِأَعْمَالٍ جَيِّدَةٍ.‏ إِلَّا أَنَّ قَايِينَ تَجَاهَلَ مَشُورَةَ ٱللّٰهِ،‏ قَتَلَ أَخَاهُ،‏ وَٱنْتَهَى بِهِ ٱلْأَمْرُ إِلَى ٱلْعَيْشِ كَمَنْبُوذٍ.‏ (‏تكوين ٤:‏٧-‏١٢‏)‏ وَهكَذَا،‏ جَرَى ٱلتَّشْدِيدُ مِنْ فَجْرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ بِوَاسِطَةِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ.‏

      ٤ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُدْرِكَ بِشَأْنِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ؟‏

      ٤ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ ٱلِٱعْتِرَافُ بِحَالَتِنَا ٱلْخَاطِئَةِ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى ٱللّٰهِ.‏ فَكُلُّ ٱلْبَشَرِ خُطَاةٌ،‏ وَٱلْخَطِيَّةُ هِيَ عَقَبَةٌ تُعِيقُنَا عَنِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ.‏ كَتَبَ ٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا عَنْ إِسْرَائِيلَ:‏ «نَحْنُ تَعَدَّيْنَا وَتَمَرَّدْنَا .‏ .‏ .‏ جَعَلْتَ ٱلْغَيْمَ يَحُولُ دُونَكَ،‏ حَتَّى لَا تَنْفُذَ ٱلصَّلَاةُ».‏ (‏المراثي ٣:‏٤٢،‏ ٤٤‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ أَعْرَبَ يَهْوَه عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ لِقُبُولِ صَلَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ إِلَيْهِ بِإِيمَانٍ وَمَوْقِفٍ قَلْبِيٍّ صَائِبٍ،‏ إِذْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٤٥‏)‏ فَمَنْ كَانَ بَعْضُهُمْ،‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ صَلَوَاتِهِمْ؟‏

      ٥،‏ ٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ طَرِيقَةِ إِبْرَاهِيمَ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ؟‏

      ٥ كَانَ إِبْرَاهِيمُ أَحَدَ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ.‏ فَقَدْ رَضِيَ ٱللّٰهُ عَنْ جُهُودِهِ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ وَدَعَاهُ «صَدِيقِي».‏ (‏اشعيا ٤١:‏٨‏)‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ طَرِيقَةِ إِبْرَاهِيمَ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ؟‏ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ سَأَلَ هذَا ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ يَهْوَه عَنْ وَرِيثٍ لَهُ قَائِلًا:‏ «مَاذَا تُعْطِينِي وَأَنَا مَاضٍ مِنْ غَيْرِ بَنِينَ؟‏».‏ (‏تكوين ١٥:‏٢،‏ ٣؛‏ ١٧:‏١٨‏)‏ وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى،‏ عَبَّرَ عَنْ قَلَقِهِ بِشَأْنِ مَنْ سَيَخْلُصُ عِنْدَمَا يُنَفِّذُ ٱللّٰهُ ٱلدَّيْنُونَةَ فِي ٱلْأَشْرَارِ فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢٣-‏٣٣‏)‏ وَقَدَّمَ أَيْضًا تَضَرُّعَاتٍ لِأَجْلِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏تكوين ٢٠:‏٧،‏ ١٧‏)‏ كَمَا أَنَّهُ كَانَ يَتَقَرَّبُ إِلَى ٱللّٰهِ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ بِوَاسِطَةِ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ،‏ تَمَامًا كَمَا فَعَلَ هَابِيلُ.‏ —‏ تكوين ٢٢:‏٩-‏١٤‏.‏

      ٦ فِي كُلِّ هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ كَانَ لَدَى إِبْرَاهِيمَ حُرِّيَّةُ كَلَامٍ مَعَ يَهْوَه.‏ لكِنَّ حُرِّيَّةَ ٱلْكَلَامِ هذِهِ كَانَتْ مَقْرُونَةً بِنَظْرَةٍ مُتَوَاضِعَةٍ إِلَى مَكَانَتِهِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى مَكَانَةِ خَالِقِهِ.‏ لَاحِظْ كَلِمَاتِهِ ٱلَّتِي تَنِمُّ عَنِ ٱلِٱحْتِرَامِ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلتَّكْوِينِ ١٨:‏٢٧‏:‏ «هَا أَنَا قَدْ تَجَاسَرْتُ وَتَكَلَّمْتُ مَعَ يَهْوَهَ،‏ وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ».‏ فَيَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ رَائِعٍ يُحْتَذَى بِهِ!‏

      ٧ أَيَّةُ مَسَائِلَ ذَكَرَهَا ٱلْآبَاءُ ٱلْأَجِلَّاءُ فِي صَلَاتِهِمْ إِلَى يَهْوَه؟‏

      ٧ صَلَّى ٱلْآبَاءُ ٱلْأَجِلَّاءُ بِشَأْنِ شَتَّى ٱلْمَسَائِلِ،‏ فَسَمِعَ يَهْوَه صَلَوَاتِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ قَدَّمَ يَعْقُوبُ صَلَاةً عَلَى شَكْلِ نَذْرٍ.‏ فَبَعْدَمَا طَلَبَ ٱلدَّعْمَ مِنَ ٱللّٰهِ،‏ قَطَعَ هذَا ٱلْوَعْدَ ٱلْجِدِّيَّ:‏ «كُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُقَدِّمُ لَكَ عُشْرَهُ».‏ (‏تكوين ٢٨:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ لَاحِقًا،‏ عِنْدَمَا كَانَ سَيَلْتَقِي أَخَاهُ،‏ تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْحِمَايَةِ قَائِلًا:‏ «أَنْقِذْنِي مِنْ يَدِ أَخِي،‏ مِنْ يَدِ عِيسُو،‏ لِأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ».‏ (‏تكوين ٣٢:‏٩-‏١٢‏)‏ وَٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ أَيُّوبُ كَانَ يُقَدِّمُ ٱلذَّبَائِحَ بَدَلًا مِنْ عَائِلَتِهِ كَوَسِيلَةٍ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه.‏ وَعِنْدَمَا أَخْطَأَ أَصْحَابُهُ ٱلثَّلَاثَةُ فِي كَلَامِهِمْ،‏ صَلَّى مِنْ أَجْلِهِمْ،‏ ‹فَقَبِلَ يَهْوَهُ صَلَاتَهُ›.‏ (‏ايوب ١:‏٥؛‏ ٤٢:‏٧-‏٩‏)‏ تُسَاعِدُنَا هذِهِ ٱلرِّوَايَاتُ عَلَى تَحْدِيدِ أَيَّةِ مَسَائِلَ يُمْكِنُنَا ذِكْرُهَا فِي صَلَاتِنَا إِلَى يَهْوَه.‏ كَمَا أَنَّهَا تُظْهِرُ لَنَا أَنَّ يَهْوَه مُسْتَعِدٌّ لِقُبُولِ صَلَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ إِلَيْهِ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ.‏

      فِي ظِلِّ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ

      ٨ فِي ظِلِّ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ كَيْفَ كَانَتِ ٱلْقَضَايَا تُعْرَضُ عَلَى يَهْوَه بِٱلنِّيَابَةِ عَنِ ٱلشَّعْبِ؟‏

      ٨ بَعْدَمَا أَنْقَذَ يَهْوَه أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ،‏ أَعْطَاهُمْ عَهْدَ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ وَقَدْ نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ أَنْ يَكُونَ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ مِنْ خِلَالِ كَهَنُوتٍ مُعَيَّنٍ.‏ فَعُيِّنَ بَعْضُ ٱللَّاوِيِّينَ لِلْعَمَلِ كَكَهَنَةٍ لِلشَّعْبِ.‏ وَعِنْدَمَا كَانَتْ تَنْشَأُ قَضَايَا تَعْنِي ٱلْأُمَّةَ بِكَامِلِهَا،‏ كَانَ مُمَثِّلٌ عَنِ ٱلشَّعْبِ (‏أَحْيَانًا مَلِكٌ أَوْ نَبِيٌّ)‏ يَعْرِضُ ٱلْمَسْأَلَةَ عَلَى ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ (‏١ صموئيل ٨:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ١٤:‏٣٦-‏٤١؛‏ ارميا ٤٢:‏١-‏٣‏)‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ ٱقْتَرَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ إِلَى يَهْوَه بِصَلَاةٍ نَابِعَةٍ مِنَ ٱلْقَلْبِ.‏ وَقَدْ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ قَبِلَ صَلَاةَ سُلَيْمَانَ حِينَ مَلَأَ مَجْدُهُ ٱلْهَيْكَلَ وَقَالَ:‏ «سَتَكُونُ .‏ .‏ .‏ أُذُنَايَ مُصْغِيَتَيْنِ إِلَى ٱلصَّلَاةِ فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ».‏ —‏ ٢ اخبار الايام ٦:‏١٢–‏٧:‏٣،‏ ١٥‏.‏

      ٩ مَاذَا كَانَ مَطْلُوبًا لِلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه فِي ٱلْمَقْدِسِ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ؟‏

      ٩ أَوْرَدَ يَهْوَه فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لِإِسْرَائِيلَ مَطْلَبًا لِيَرْضَى عَنِ ٱلْجُهُودِ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ فِي ٱلْمَقْدِسِ.‏ فَمَا هُوَ؟‏ إِضَافَةً إِلَى تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ،‏ كَانَ عَلَى رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ أَنْ يُوقِدَ بَخُورًا عَطِرًا أَمَامَ يَهْوَهَ كُلَّ صَبَاحٍ وَكُلَّ مَسَاءٍ.‏ وَلَاحِقًا،‏ صَارَ ٱلْكَهَنَةُ ٱلْمُعَاوِنُونَ أَيْضًا يَقُومُونَ بِهذِهِ ٱلْخِدْمَةِ،‏ مَا عَدَا فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ.‏ فَيَهْوَه لَمْ يَكُنْ لِيُسَرَّ بِخِدْمَتِهِمْ لَوْلَا تَقْرِيبُ هذِهِ ٱلتَّقْدِمَةِ ٱلَّتِي تَنِمُّ عَنِ ٱلِٱحْتِرَامِ للّٰهِ.‏ —‏ خروج ٣٠:‏٧،‏ ٨؛‏ ٢ اخبار الايام ١٣:‏١١‏.‏

      ١٠،‏ ١١ أَيُّ دَلِيلٍ يُظْهِرُ لَنَا أَنَّ يَهْوَه كَانَ يَقْبَلُ صَلَوَاتِ ٱلْأَفْرَادِ؟‏

      ١٠ وَلكِنْ هَلْ كَانَ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ آنَذَاكَ مُمْكِنًا فَقَطْ بِوَاسِطَةِ مُمَثِّلِينَ مُعَيَّنِينَ؟‏ كَلَّا،‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه سُرَّ بِقُبُولِ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلْأَفْرَادُ.‏ فَفِي صَلَاةِ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا سُلَيْمَانُ،‏ تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه قَائِلًا:‏ «حِينَ يُصَلِّي أَوْ يَلْتَمِسُ رِضَاكَ أَيُّ إِنْسَانٍ أَوْ جَمِيعُ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ،‏ .‏ .‏ .‏ حِينَ يَبْسُطُ رَاحَتَيْهِ نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ،‏ فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏٢ اخبار الايام ٦:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وَتُخْبِرُنَا رِوَايَةُ لُوقَا أَنَّهُ حِينَ كَانَ زَكَرِيَّا أَبُو يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدِ يُقَرِّبُ بَخُورًا فِي ٱلْمَقْدِسِ،‏ كَانَ حَشْدٌ مِنْ عُبَّادِ يَهْوَه غَيْرِ ٱلْكَهَنُوتِيِّينَ «يُصَلُّونَ خَارِجًا».‏ فَكَمَا يَبْدُو،‏ جَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَنْ يَجْتَمِعَ ٱلنَّاسُ خَارِجَ ٱلْمَقْدِسِ لِلصَّلَاةِ فِيمَا كَانَ ٱلْبَخُورُ يُقَرَّبُ لِيَهْوَه عَلَى ٱلْمَذْبَحِ ٱلذَّهَبِيِّ.‏ —‏ لوقا ١:‏٨-‏١٠‏.‏

      ١١ وَهكَذَا كَانَ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى يَهْوَه بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلصَّائِبَةِ يَجْعَلُهُ مُسْتَعِدًّا لِقُبُولِ طَلِبَاتِ ٱلَّذِينَ مَثَّلُوا ٱلْأُمَّةَ كَكُلٍّ وَٱلَّذِينَ حَاوَلُوا ٱلِٱقْتِرَابَ مِنْهُ عَلَى صَعِيدٍ فَرْدِيٍّ.‏ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ،‏ نَحْنُ لَسْنَا مُلْزَمِينَ بِحِفْظِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَتَعَلَّمَ بَعْضَ ٱلدُّرُوسِ ٱلْمُهِمَّةِ عَنِ ٱلصَّلَاةِ مِنْ خِلَالِ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي حَاوَلَ بِوَاسِطَتِهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدِيمًا ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَى ٱللّٰهِ.‏

      فِي ظِلِّ ٱلتَّرْتِيبِ ٱلْمَسِيحِيِّ

      ١٢ أَيُّ تَرْتِيبٍ أَعَدَّهُ يَهْوَه يُمَكِّنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنَ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ؟‏

      ١٢ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ نَعِيشُ فِي ظِلِّ ٱلتَّرْتِيبِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ فَلَمْ يَعُدْ هُنَالِكَ هَيْكَلٌ حَرْفِيٌّ لِيَخْدُمَ فِيهِ ٱلْكَهَنَةُ كَمُمَثِّلِينَ عَنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ كَكُلٍّ أَوْ لِنَلْجَأَ إِلَيْهِ حِينَ نُرِيدُ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى ٱللّٰهِ.‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَه أَعَدَّ لَنَا تَرْتِيبًا يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ.‏ فَمَا هُوَ؟‏ عِنْدَمَا مُسِحَ يَسُوعُ سَنَةَ ٢٩ ب‌م وَعُيِّنَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ،‏ تَأَسَّسَ هَيْكَلٌ رُوحِيٌّ.‏a وَكَانَ هذَا ٱلْهَيْكَلُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلتَّرْتِيبَ ٱلْجَدِيدَ ٱلَّذِي يُمْكِنُ بِوَاسِطَتِهِ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى يَهْوَه وَعِبَادَتُهُ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏ —‏ عبرانيين ٩:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ١٣ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلصَّلَاةِ،‏ مَا هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ٱلتَّشَابُهِ بَيْنَ ٱلْهَيْكَلِ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏

      ١٣ هُنَالِكَ تَنَاظُرٌ بَيْنَ ٱلْهَيْكَلِ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ فِي ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْأَوْجُهِ،‏ بِمَا فِيهَا تِلْكَ ٱلْمُتَعَلِّقَةُ بِٱلصَّلَاةِ.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١-‏١٠‏)‏ مَثَلًا،‏ مَاذَا مَثَّلَ ٱلْبَخُورُ ٱلَّذِي كَانَ يُقَرَّبُ كُلَّ صَبَاحٍ وَكُلَّ مَسَاءٍ عَلَى مَذْبَحِ ٱلْبَخُورِ فِي قُدْسِ ٱلْهَيْكَلِ؟‏ يَقُولُ سِفْرُ ٱلرُّؤْيَا إِنَّ ‹ٱلْبَخُورَ يُمَثِّلُ صَلَوَاتِ ٱلْقُدُّوسِينَ›.‏ (‏رؤيا ٥:‏٨؛‏ ٨:‏٣،‏ ٤‏)‏ كَمَا أُوحِيَ إِلَى دَاوُدَ أَنْ يَكْتُبَ:‏ «لِتُهَيَّأْ صَلَاتِي كَبَخُورٍ أَمَامَكَ».‏ (‏مزمور ١٤١:‏٢‏)‏ وَهكَذَا فِي ظِلِّ ٱلتَّرْتِيبِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يُمَثِّلَ ٱلْبَخُورُ ٱلْعَطِرُ ٱلتَّسْبِيحَ وَٱلصَّلَوَاتِ ٱلْمَقْبُولَةَ لَدَى يَهْوَه.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٣:‏١٠‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه مِنْ قِبَلِ (‏أ)‏ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟‏ (‏ب)‏ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›؟‏

      ١٤ وَمَنْ بِإِمْكَانِهِ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ فِي هذَا ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلْحَرْفِيِّ،‏ تَمَتَّعَ ٱلْكَهَنَةُ وَٱللَّاوِيُّونَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلدَّارِ ٱلدَّاخِلِيَّةِ،‏ وَلكِنْ كَانَ يَحِقُّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ أَنْ يَدْخُلُوا ٱلْقُدْسَ.‏ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءٌ سَمَاوِيٌّ يَتَمَتَّعُونَ بِحَالَةٍ رُوحِيَّةٍ فَرِيدَةٍ مَثَّلَتْهَا ٱلدَّارُ ٱلدَّاخِلِيَّةُ وَٱلْقُدْسُ،‏ مِمَّا يُمَكِّنُهُمْ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلصَّلَوَاتِ وَٱلتَّسْبِيحِ للّٰهِ.‏

      ١٥ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ؟‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ أَشَارَ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا إِلَى أَنَّ أَشْخَاصًا مِنْ أُمَمٍ عَدِيدَةٍ سَيَأْتُونَ لِعِبَادَةِ يَهْوَه «فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ».‏ (‏اشعيا ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَكَتَبَ أَيْضًا أَنَّ ‹بَنِي ٱلْغَرِيبِ› سَيَنْضَمُّونَ إِلَى يَهْوَه.‏ وَقَدْ قَالَ ٱللّٰهُ مُعَبِّرًا عَنِ ٱسْتِعْدَادِهِ لِقُبُولِهِمْ:‏ «أُفَرِّحُهُمْ دَاخِلَ بَيْتِ صَلَاتِي».‏ (‏اشعيا ٥٦:‏٦،‏ ٧‏)‏ كَمَا تُعْطِي ٱلرُّؤْيَا ٧:‏٩-‏١٥ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ،‏ إِذْ تَقُولُ إِنَّ ‹جَمْعًا كَثِيرًا› مِنْ «كُلِّ ٱلْأُمَمِ» سَيَجْتَمِعُونَ لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ وَٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ «نَهَارًا وَلَيْلًا» وَهُمْ وَاقِفُونَ فِي ٱلدَّارِ ٱلْخَارِجِيَّةِ لِلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَكَمْ نَتَشَجَّعُ عِنْدَمَا نَعْرِفُ أَنَّ كُلَّ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلِٱقْتِرَابُ بِحُرِّيَّةٍ إِلَى ٱللّٰهِ وَلَهُمْ مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّهُ يَسْمَعُهُمْ!‏

      أَيَّةُ صَلَوَاتٍ هِيَ مَقْبُولَةٌ؟‏

      ١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ بِشَأْنِ ٱلصَّلَاةِ؟‏

      ١٦ كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ أَشْخَاصًا يُصَلُّونَ بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ فَأَيَّةُ مَسَائِلَ كَانُوا يُصَلُّونَ بِشَأْنِهَا؟‏ مَثَلًا،‏ كَانَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَطْلُبُونَ ٱلْإِرْشَادَ لِيَتَمَكَّنُوا مِنِ ٱخْتِيَارِ رِجَالٍ لِيَتَوَلَّوْا بَعْضَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ.‏ (‏اعمال ١:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ ٦:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَقَدْ صَلَّى أَبَفْرَاسُ مِنْ أَجْلِ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏كولوسي ٤:‏١٢‏)‏ وَصَلَّى أَفْرَادُ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ بُطْرُسَ ٱلَّذِي كَانَ مَسْجُونًا.‏ (‏اعمال ١٢:‏٥‏)‏ وَطَلَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ يُعْطِيَهُمُ ٱلْجُرْأَةَ فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوَمَةِ،‏ قَائِلِينَ:‏ «يَا يَهْوَهُ ٱلْتَفِتْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ،‏ وَأَعْطِ عَبِيدَكَ أَنْ يُوَاظِبُوا عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِكَلِمَتِكَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ».‏ (‏اعمال ٤:‏٢٣-‏٣٠‏)‏ كَمَا حَثَّ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى ٱللّٰهِ لِيَمْنَحَهُمُ ٱلْحِكْمَةَ حِينَ يَكُونُونَ تَحْتَ ٱلتَّجْرِبَةِ.‏ (‏يعقوب ١:‏٥‏)‏ فَهَلْ تُصَلِّي أَنْتَ أَيْضًا إِلَى يَهْوَه بِشَأْنِ مَسَائِلَ كَهذِهِ؟‏

      ١٧ مَنْ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَه صَلَوَاتِهِمْ؟‏

      ١٧ لَا يَسْتَجِيبُ يَهْوَه كُلَّ ٱلصَّلَوَاتِ.‏ إِذًا،‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ وَلَنَا ثِقَةٌ بِأَنَّ صَلَوَاتِنَا سَتُسْتَجَابُ؟‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ كَانَ ٱللّٰهُ يُصْغِي إِلَى صَلَوَاتِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ إِلَيْهِ بِإِخْلَاصٍ وَمَوْقِفٍ قَلْبِيٍّ صَائِبٍ وَيُبَرْهِنُونَ عَنْ إِيمَانِهِمْ بِأَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.‏ لِذلِكَ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ ٱلْيَوْمَ بِأَنَّ يَهْوَه يُصْغِي إِلَى ٱلَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ إِلَيْهِ بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ.‏

      ١٨ أَيُّ مَطْلَبٍ يَجِبُ أَنْ يَبْلُغَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِكَيْ يَسْمَعَ ٱللّٰهُ صَلَوَاتِهِمْ؟‏

      ١٨ هُنَالِكَ مَطْلَبٌ آخَرُ أَيْضًا أَوضَحَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ حِينَ قَالَ:‏ «لِأَنَّ بِهِ لَنَا .‏ .‏ .‏ ٱقْتِرَابًا إِلَى ٱلْآبِ بِرُوحٍ وَاحِدٍ».‏ فَإِلَى مَنْ كَانَ يُشِيرُ بُولُسُ عِنْدَمَا قَالَ «بِهِ»؟‏ إِلَى يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏افسس ٢:‏١٣،‏ ١٨‏)‏ نَعَمْ،‏ لَا يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِرَابُ بِحُرِّيَّةٍ إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٦؛‏ ١٥:‏١٦؛‏ ١٦:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ مَتَى كَانَ يَهْوَه يَشْمَئِزُّ مِنْ تَقْدِمَةِ ٱلْبَخُورِ فِي إِسْرَائِيلَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّ صَلَوَاتِنَا هِيَ كَٱلْبَخُورِ ٱلْعَطِرِ فِي نَظَرِ يَهْوَه؟‏

      ١٩ كَمَا ذَكَرْنَا آنِفًا،‏ يُمَثِّلُ ٱلْبَخُورُ ٱلَّذِي كَانَ ٱلْكَهَنَةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يُقَرِّبُونَهُ صَلَوَاتِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْمَقْبُولَةَ.‏ لكِنَّ يَهْوَه كَانَ أَحْيَانًا يَشْمَئِزُّ مِنْ تَقْدِمَاتِ ٱلْبَخُورِ ٱلَّتِي قَرَّبَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَ يَهْوَه يَشْمَئِزُّ عِنْدَمَا كَانُوا يُحْرِقُونَ ٱلْبَخُورَ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَيَسْجُدُونَ لِلْأَصْنَامِ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ.‏ (‏حزقيال ٨:‏١٠،‏ ١١‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ،‏ يَعْتَبِرُ يَهْوَه صَلَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ خِدْمَتَهُ لكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ يَقُومُونَ بِأُمُورٍ تَتَعَارَضُ مَعَ شَرَائِعِهِ أَنَّهَا رَائِحَةٌ مُثِيرَةٌ لِلِٱشْمِئْزَازِ.‏ (‏امثال ١٥:‏٨‏)‏ لِذلِكَ لِنَسْتَمِرَّ فِي إِبْقَاءِ كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِنَا طَاهِرَةً لِكَيْ تَكُونَ صَلَوَاتُنَا كَبَخُورٍ عَطِرٍ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ.‏ فَيَهْوَه يُسَرُّ بِصَلَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَسْلُكُونَ فِي سُبُلِهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ (‏يوحنا ٩:‏٣١‏)‏ وَلكِنْ لَا تَزَالُ هُنَالِكَ بَعْضُ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ نُجِيبَ عَنْهَا.‏ فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ؟‏ أَيَّةُ أُمُورٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهَا؟‏ وَكَيْفَ يَسْتَجِيبُ ٱللّٰهُ صَلَوَاتِنَا؟‏ سَتُنَاقِشُ مَقَالَتُنَا ٱلتَّالِيَةُ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ إِضَافَةً إِلَى أَسْئِلَةٍ أُخْرَى أَيْضًا.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر برج المراقبة،‏ عدد ١٥ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠١،‏ الصفحة ٢٧‏.‏

  • ‏«لتُعرَف طلباتكم لدى اللّٰه»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • ‏«لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللّٰهِ»‏

      ‏«فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللّٰهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦‏.‏

      ١ مَعَ مَنْ لَدَيْنَا ٱمْتِيَازُ ٱلتَّحَدُّثِ،‏ وَلِمَاذَا هذَا أَمْرٌ رَائِعٌ؟‏

      لِنَفْرِضْ أَنَّكَ طَلَبْتَ مُقَابَلَةَ حَاكِمِ بَلَدِكَ،‏ فَأَيُّ جَوَابٍ قَدْ تَتَلَقَّاهُ؟‏ رُبَّمَا لَنْ تَتَلَقَّى جَوَابًا مِنْهُ بَلْ مِنْ مَكْتَبِهِ،‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ يُسْمَحَ لَكَ بِٱلتَّكَلُّمِ مَعَهُ شَخْصِيًّا.‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ يُمْكِنُنَا ٱلتَّحَدُّثُ مَعَ ٱلْمُتَسَلِّطِ ٱلْكَوْنِيِّ يَهْوَه ٱللّٰهِ ٱلَّذِي هُوَ أَعْظَمُ حَاكِمٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ أَيْنَمَا كُنَّا وَمَتَى شِئْنَا.‏ فَهُوَ مُسْتَعِدٌّ دَائِمًا لِلْإِصْغَاءِ إِلَى ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْمَقْبُولَةِ لَدَيْهِ.‏ (‏امثال ١٥:‏٢٩‏)‏ وَهذَا ٱمْتِيَازٌ رَائِعٌ جِدًّا.‏ لِذلِكَ أَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا تَقْدِيرُنَا لِهذَا ٱلِٱمْتِيَازِ إِلَى ٱلصَّلَاةِ بِٱنْتِظَامٍ إِلَى ٱلْإِلهِ ٱلَّذِي يُدْعَى بِحَقٍّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ»؟‏!‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٢‏.‏

      ٢ مَاذَا يَلْزَمُ لِتَكُونَ ٱلصَّلَوَاتُ مَقْبُولَةً لَدَى ٱللّٰهِ؟‏

      ٢ وَلكِنْ قَدْ يَنْشَأُ ٱلسُّؤَالُ:‏ ‹أَيَّةُ صَلَوَاتٍ هِيَ مَقْبُولَةٌ لَدَى ٱللّٰهِ؟‏›.‏ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَمْرًا ضَرُورِيًّا لِتَكُونَ ٱلصَّلَوَاتُ مَقْبُولَةً حِينَ يَقُولُ:‏ «بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ،‏ لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ فَكَمَا أَوْضَحْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ هُو أَحَدُ ٱلشُّرُوطِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ.‏ فَيَهْوَه مُسْتَعِدٌّ لِقُبُولِ صَلَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ إِلَيْهِ بِإِيمَانٍ مَقْرُونٍ بِأَعْمَالٍ حَسَنَةٍ وَإِخْلَاصٍ وَمَوْقِفٍ قَلْبِيٍّ صَائِبٍ.‏

      ٣ (‏أ)‏ أَيُّ نَوْع مِنَ ٱلتَّعَابِيرِ يُمْكِنُ أَنْ نَذْكُرَهُ فِي صَلَوَاتِنَا كَمَا تُظْهِرُ صَلَوَاتُ ٱلْخُدَّامِ ٱلْأمَنَاءِ قَدِيمًا؟‏ (‏ب)‏ مَا هِيَ أَنْوَاعُ ٱلصَّلَاةِ؟‏

      ٣ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَيَّامِهِ:‏ «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ،‏ بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللّٰهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ».‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحْتَوِي عَلَى أَمْثِلَةٍ عَدِيدَةٍ عَنْ أَشْخَاصٍ بَاحُوا بِمَكْنُونَاتِ قَلْبِهِمْ للّٰهِ.‏ وَمِنْ بَيْنِ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ هُنَالِكَ حَنَّةُ،‏ إِيلِيَّا،‏ حَزَقِيَّا،‏ وَدَانِيَالُ.‏ (‏١ صموئيل ٢:‏١-‏١٠؛‏ ١ ملوك ١٨:‏٣٦،‏ ٣٧؛‏ ٢ ملوك ١٩:‏١٥-‏١٩؛‏ دانيال ٩:‏٣-‏٢١‏)‏ وَيَجِبُ أَنْ نَقْتَدِيَ نَحْنُ بِمِثَالِهِمْ.‏ لَاحِظْ أَيْضًا أَنَّ كَلِمَاتِ بُولُسَ تُظْهِرُ أَنَّ هُنَالِكَ أَنْوَاعًا مِنَ ٱلصَّلَاةِ.‏ فَقَدْ أَتَى عَلَى ذِكْرِ ٱلشُّكْرِ،‏ أَيِ ٱلصَّلَاةِ ٱلَّتِي نُعَبِّرُ فِيهَا عَنْ تَقْدِيرِنَا لِمَا يَفْعَلُهُ ٱللّٰهُ مِنْ أَجْلِنَا.‏ وَهذَا ٱلنَّوْعُ مِنَ ٱلصَّلَاةِ يُمْكِنُ أَنْ يَتَرَافَقَ مَعَ ٱلتَّسْبِيحِ.‏ أَمَّا ٱلتَّضَرُّعُ فَيُشِيرُ إِلَى ٱلتَّوَسُّلِ ٱلْمُتَوَاضِعِ وَٱلْمُخْلِصِ.‏ كَمَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُقَدِّمَ طَلِبَاتٍ بِشَأْنِ أَمْرٍ مُحَدَّدٍ.‏ (‏لوقا ١١:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ يَسُرُّهُ أَنْ يَقْبَلَ صَلَاتَنَا ٱلَّتِي نَقْتَرِبُ إِلَيْهِ بِوَاسِطَتِهَا مَهْمَا كَانَ نَوْعُهَا.‏

      ٤ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَه يَعْرِفُ حَاجَاتِنَا،‏ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نُقَدِّمَ لَهُ ٱلطَّلِبَاتِ؟‏

      ٤ وَلكِنْ قَدْ يَسْأَلُ ٱلْبَعْضُ:‏ ‹أَلَا يَعْرِفُ يَهْوَه سَلَفًا كُلَّ حَاجَاتِنَا؟‏›.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّهُ يَعْرِفُهَا.‏ (‏متى ٦:‏٨،‏ ٣٢‏)‏ إِذًا،‏ لِمَاذَا يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نُصَلِّيَ إِلَيْهِ وَنُقَدِّمَ ٱلطَّلِبَاتِ؟‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي هذَا ٱلْمِثَالِ:‏ قَدْ يَعْرِضُ صَاحِبُ مَتْجَرٍ أَنْ يَمْنَحَ زَبَائِنَهُ هَدِيَّةً.‏ وَلكِنْ لِيَنَالَ ٱلزَّبَائِنُ هذِهِ ٱلْهَدِيَّةَ،‏ يَجِبُ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ وَيَطْلُبُوهَا.‏ وَٱلَّذِينَ لَا يَبْذُلُونَ ٱلْجُهْدَ لِفِعْلِ ذلِكَ يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ لَا يُقَدِّرُونَ هذَا ٱلْعَرْضَ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ فَإِنَّ عَدَمَ تَقْدِيمِ ٱلطَّلِبَاتِ فِي صَلَوَاتِنَا يَدُلُّ عَلَى نَقْصٍ فِي ٱلتَّقْدِيرِ لِمَا يُزَوِّدُنَا بِهِ يَهْوَه.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اِسْأَلُوا تَنَالُوا».‏ (‏يوحنا ١٦:‏٢٤‏)‏ فَبِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَتَّكِلُ عَلَى ٱللّٰهِ.‏

      كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى ٱللّٰهِ؟‏

      ٥ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ بِٱسْمِ يَسُوعَ؟‏

      ٥ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَه لَا يَضَعُ قَوَاعِدَ صَارِمَةً تَتَعَلَّقُ بِطَرِيقَةِ ٱلصَّلَاةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلصَّائِبَةَ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ مَثَلًا،‏ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ:‏ «إِنْ سَأَلْتُمُ ٱلْآبَ شَيْئًا،‏ يُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ بِٱسْمِي».‏ (‏يوحنا ١٦:‏٢٣‏)‏ إِذًا،‏ يُطْلَبُ مِنَّا أَنْ نُصَلِّيَ بِٱسْمِ يَسُوعَ،‏ وَبِذلِكَ نَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ ٱلْقَنَاةُ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي يَنَالُ بِوَاسِطَتِهَا كُلُّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ بَرَكَاتِ ٱللّٰهِ.‏

      ٦ أَيَّةُ وَضْعِيَّةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَّخِذَهَا وَنَحْنُ نُصَلِّي؟‏

      ٦ وَأَيَّةُ وَضْعِيَّةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَّخِذَهَا وَنَحْنُ نُصَلِّي؟‏ لَا يُحَدِّدُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيَّةَ وَضْعِيَّةٍ يَجِبُ ٱتِّخَاذُهَا لِكَيْ تُسْمَعَ صَلَوَاتُنَا.‏ (‏١ ملوك ٨:‏٢٢؛‏ نحميا ٨:‏٦؛‏ مرقس ١١:‏٢٥؛‏ لوقا ٢٢:‏٤١‏)‏ فَٱلْمُهِمُّ هُوَ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى ٱللّٰهِ بِإِخْلَاصٍ وَمَوْقِفٍ قَلْبِيٍّ صَائِبٍ.‏ —‏ يوئيل ٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ مَا مَعْنَى كَلِمَةِ «آمِينَ»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَكُونُ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ ٱسْتِعْمَالُهَا فِي ٱلصَّلَوَاتِ؟‏

      ٧ وَمَاذَا عَنِ ٱسْتِعْمَالِ كَلِمَةِ «آمِينَ»؟‏ تُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ عَادَةً ٱخْتِتَامُ صَلَوَاتِنَا بِهذِهِ ٱلْكَلِمَةِ،‏ وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نُصَلِّي عَلَنًا.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٩؛‏ ٨٩:‏٥٢‏)‏ فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ آمِينَ تَعْنِي مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ «بِٱلتَّأْكِيدِ».‏ تُوضِحُ دَائِرَةُ مَعَارِفِ مَكْلِنْتُوكْ وَسْتْرُونْڠْ أَنَّ قَوْلَ «آمِينَ» فِي خِتَامِ ٱلصَّلَوَاتِ هُوَ «لِتَأْكِيدِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلسَّابِقَةِ وَٱلتَّوَسُّلِ مِنْ أَجْلِ ٱسْتِجَابَتِهَا».‏ وَهكَذَا،‏ بِٱخْتِتَامِ ٱلصَّلَاةِ بِإِخْلَاصٍ بِكَلِمَةِ «آمِينَ»،‏ يُظْهِرُ ٱلَّذِي يُصَلِّي أَنَّ مَشَاعِرَهُ صَادِقَةٌ بِشَأْنِ مَا يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِ.‏ وَعِنْدَمَا يَخْتَتِمُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يُمَثِّلُ ٱلْجَمَاعَةَ صَلَاتَهُ بَهذِهِ ٱلْكَلِمَةِ،‏ يُمْكِنُ لِلْمُسْتَمِعِينَ أَيْضًا أَنْ يَقُولُوا «آمِينَ» فِي قُلُوبِهِمْ أَوْ بِصَوْتٍ مَسْمُوعٍ لِلدَّلَالَةِ أَنَّهُمْ يُوَافِقُونَ عَلَى مَضْمُونِ ٱلصَّلَاةِ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏١٦‏.‏

      ٨ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ صَلَوَاتُنَا أَحْيَانًا كَصَلَوَاتِ يَعْقُوبَ أَوْ إِبْرَاهِيمَ،‏ وَمَاذَا نُبَرْهِنُ بِذلِكَ؟‏

      ٨ أَحْيَانًا،‏ يَسْمَحُ ٱللّٰهُ بِأَنْ نُبَرْهِنَ عَنْ مَدَى ٱهْتِمَامِنَا بِٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي نُصَلِّي مِنْ أَجْلِهَا.‏ فَقَدْ نُضْطَرُّ أَنْ نَكُونَ كَيَعْقُوبَ ٱلَّذِي صَارَعَ مَلَاكًا كُلَّ ٱللَّيْلِ لِيَنَالَ بَرَكَةً.‏ (‏تكوين ٣٢:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ أَوْ قَدْ تَضْطَرُّنَا بَعْضُ ٱلظُّرُوفِ أَنْ نَصِيرَ كَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي تَوَسَّلَ تَكْرَارًا إِلَى يَهْوَه مِنْ أَجْلِ لُوطٍ وَأَيِّ شَخْصٍ بَارٍّ رُبَّمَا عَاشَ فِي سَدُومَ.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢٢-‏٣٣‏)‏ فَنَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُ أَنْ نَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه بِشَأْنِ أُمُورٍ عَزِيزَةٍ عَلَيْنَا،‏ مُنَاشِدِينَ إِيَّاهُ عَلَى أَسَاسِ عَدْلِهِ،‏ لُطْفِهِ ٱلْحُبِّيِّ،‏ وَرَحْمَتِهِ.‏

      مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ نَطْلُبَ؟‏

      ٩ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ٱهْتِمَامُنَا ٱلرَّئِيسِيُّ عِنْدَمَا نُصَلِّي؟‏

      ٩ قَالَ بُولُسُ:‏ «فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللّٰهِ».‏ (‏فيلبي ٤:‏٦‏)‏ فَٱلصَّلَوَاتُ ٱلشَّخْصِيَّةُ يُمْكِنُ أَنْ تَشْمُلَ كُلَّ أَوْجُهِ حَيَاتِنَا تَقْرِيبًا.‏ وَلكِنْ يَنْبَغِي أَنْ نَهْتَمَّ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ بِمَصَالِحِ يَهْوَه.‏ وَيَرْسُمُ دَانِيَالُ مِثَالًا رَائِعًا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَعِنْدَمَا أُنْزِلَ ٱلْعِقَابُ بِإِسْرَائِيلَ بِسَبَبِ خَطَايَاهُمْ،‏ تَوَسَّلَ دَانِيَالُ إِلَى يَهْوَه لِيُظْهِرَ ٱلرَّحْمَةَ قَائِلًا:‏ «لَا تَتَأَخَّرْ،‏ وَذٰلِكَ مِنْ أَجْلِكَ يَا إِلٰهِي لِأَنَّ ٱسْمَكَ دُعِيَ عَلَى مَدِينَتِكَ وَعَلَى شَعْبِكَ».‏ (‏دانيال ٩:‏١٥-‏١٩‏)‏ فَهَلْ تُظْهِرُ صَلَوَاتُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنَّ ٱهْتِمَامَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ هُوَ تَقْدِيسُ ٱسْمِ يَهْوَه وَإِتْمَامُ مَشِيئَتِهِ؟‏

      ١٠ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نُصَلِّيَ بِشَأْنِ مَسَائِلَ شَخْصِيَّةٍ؟‏

      ١٠ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَيْضًا أَنْ نُصَلِّيَ بِشَأْنِ مَسَائِلَ شَخْصِيَّةٍ.‏ مَثَلًا،‏ يُمْكِنُنَا كَصَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِفَهْمٍ رُوحِيٍّ أَعْمَقَ.‏ فَقَدْ صَلَّى:‏ «فَهِّمْنِي،‏ فَأُرَاعِيَ شَرِيعَتَكَ وَأَحْفَظَهَا بِكُلِّ قَلْبِي».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ كولوسي ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ «قَدَّمَ تَضَرُّعَاتٍ وَطَلِبَاتٍ أَيْضًا،‏ .‏ .‏ .‏ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ ٱلْمَوْتِ».‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧‏)‏ وَبِذلِكَ بَرْهَنَ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمَرْءُ ٱلْقُوَّةَ حِينَ يُوَاجِهُ ٱلْمَخَاطِرَ أَوِ ٱلْمِحَنَ.‏ وَفِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ،‏ أَوْرَدَ مَسَائِلَ ذَاتَ طَبِيعَةٍ شَخْصِيَّةٍ،‏ كَغُفْرَانِ ٱلْأَخْطَاءِ وَٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْقُوتِ ٱلْيَوْمِيِّ.‏

      ١١ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلصَّلَاةِ أَنْ تُسَاعِدَنَا لِئَلَّا نَسْتَسْلِمَ لِلتَّجَارِبِ؟‏

      ١١ وَفِي ٱلصَّلَاةِ نَفْسِهَا،‏ ضَمَّنَ يَسُوعُ أَيْضًا هذَا ٱلطَّلَبَ:‏ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ،‏ لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ».‏ (‏متى ٦:‏٩-‏١٣‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ أَعْطَى ٱلْمَشُورَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا بِٱسْتِمْرَارٍ لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».‏ (‏متى ٢٦:‏٤١‏)‏ فَٱلصَّلَاةُ ضَرُورِيَّةٌ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلتَّجَارِبَ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ نُغْرَى لِنَتَجَاهَلَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ فَرُبَّمَا يَدْعُونَا أَشْخَاصٌ لَيْسُوا مِنَ ٱلشُّهُودِ لِنَنْضَمَّ إِلَيْهِمْ فِي نَشَاطَاتٍ لَا تَلِيقُ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ وَقَدْ يُطْلَبُ مِنَّا فِعْلُ أَمْرٍ مُخَالِفٍ لِلْمَبَادِئِ ٱلْأَدَبِيَّةِ.‏ فِي أَوْقَاتٍ كَهذِهِ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتْبَعَ مَشُورَةَ يَسُوعَ أَنْ نُصَلِّيَ —‏ قَبْلَ مُوَاجَهَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ وَأَثْنَاءَهَا —‏ طَالِبِينَ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَاعِدَنَا لِئَلَّا نَسْتَسْلِمَ لِلتَّجْرِبَةِ.‏

      ١٢ أَيَّةُ هُمُومٍ قَدْ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلصَّلَاةِ،‏ وَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَوَقَّعَ مِنْ يَهْوَه؟‏

      ١٢ يُوَاجِهُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ فِي حَيَاتِهِمْ شَتَّى ٱلضُّغُوطِ وَٱلْهُمُومِ.‏ فَٱلْمَرَضُ وَٱلضَّغْطُ ٱلْعَاطِفِيُّ هُمَا أَمْرَانِ رَئِيسِيَّانِ يُقِضَّانِ مَضْجَعَ كَثِيرِينَ.‏ وَٱلْعُنْفُ حَوْلَنَا يَجْعَلُ حَيَاتَنَا عَصِيبَةً.‏ كَمَا أَنَّ ٱلضَّائِقَةَ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةَ تُصَعِّبُ عَلَيْنَا ٱلْحُصُولَ عَلَى ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَكَمْ نَتَعَزَّى عِنْدَمَا نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يُصْغِي إِلَى خُدَّامِهِ ٱلَّذِينَ يُصَلُّونَ إِلَيْهِ بِخُصُوصِ هذِهِ ٱلْمَسَائِلِ!‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ١٠٢:‏١٧ عَنْ يَهْوَه:‏ «سَيَلْتَفِتُ إِلَى صَلَاةِ ٱلْمَسْلُوبِينَ،‏ وَلَنْ يَحْتَقِرَ صَلَاتَهُمْ».‏

      ١٣ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَسَائِلَ ذَاتِ طَبِيعَةٍ شَخْصِيَّةٍ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهَا؟‏ (‏ب)‏ اُذْكُرُوا مِثَالًا عَنْ صَلَاةٍ كَهذِهِ.‏

      ١٣ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ بِشَأْنِ أَيَّةِ مَسْأَلَةٍ تُؤَثِّرُ فِي خِدْمَتِنَا لِيَهْوَه أَوْ عَلَاقَتِنَا بِهِ.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٤‏)‏ فَإِذَا كَانَ عَلَيْكَ ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلزَّوَاجِ أَوِ ٱلِٱسْتِخْدَامِ أَوْ تَوْسِيعِ خِدْمَتِكَ،‏ فَلَا تَتَرَدَّدْ فِي ٱلصَّلَاةِ إِلَى ٱللّٰهِ بِشَأْنِهَا وَطَلَبِ إِرْشَادِهِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ أَرَادَتْ شَابَّةٌ فِي ٱلْفِيلِيبِّين أَنْ تَنْخَرِطَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهَا عَمَلٌ لِتُعِيلَ نَفْسَهَا.‏ تَقُولُ:‏ «ذَاتَ يَوْمِ سَبْتٍ،‏ صَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَه بِشَأْنِ خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ بِٱلتَّحْدِيدِ.‏ وَلَاحِقًا فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ،‏ ذَهَبْتُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ وَقَدَّمْتُ كِتَابًا لِإِحْدَى ٱلْمُرَاهِقَاتِ.‏ وَفَجْأَةً قَالَتْ لِي ٱلْفَتَاةُ:‏ ‹يَجِبُ أَنْ تَذْهَبِي إِلَى مَدْرَسَتِي يَوْمَ ٱلْإِثْنَيْنِ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ›.‏ فَسَأَلْتُهَا:‏ ‹لِمَاذَا؟‏›.‏ فَأَوْضَحَتْ لِي أَنَّ فِي مَدْرَسَتِهَا وَظِيفَةً شَاغِرَةً وَأَنَّ هُنَالِكَ حَاجَةً إِلَى مَنْ يَتَوَلَّاهَا بِأَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ.‏ فَذَهَبْتُ إِلَى ٱلْمَدْرَسَةِ وَحَصَلْتُ فَوْرًا عَلَى ٱلْوَظِيفَةِ.‏ لَقَدْ حَصَلَ كُلُّ شَيْءٍ كَأَنَّمَا بِلَمْحِ ٱلْبَصَرِ».‏ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ٱخْتَبَرُوا أَمْرًا مُمَاثِلًا.‏ لِذلِكَ لَا تَتَرَدَّدْ فِي تَقْدِيمِ طَلِبَاتِكَ ٱلْمُخْلِصَةِ إِلَى ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ!‏

      مَاذَا لَوِ ٱرْتَكَبْنَا خَطِيَّةً؟‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَمْتَنِعَ ٱلْمَرْءُ عَنِ ٱلصَّلَاةِ حَتَّى لَوِ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً؟‏ (‏ب)‏ إِضَافَةً إِلَى ٱلصَّلَوَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ،‏ مَاذَا سَيُسَاعِدُ ٱلْمَرْءَ أَنْ يُشْفَى مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ؟‏

      ١٤ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلصَّلَاةِ أَنْ تُسَاعِدَ شَخْصًا ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً؟‏ بِسَبَبِ ٱلشُّعُورِ بِٱلْخِزْيِ،‏ يَمْتَنِعُ بَعْضُ ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً عَنِ ٱلصَّلَاةِ.‏ وَلكِنْ لَيْسَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ فِعْلُ ذلِكَ.‏ لِنَأْخُذِ ٱلْمِثَالَ ٱلتَّالِيَ لِإِيضَاحِ ٱلنُّقْطَةِ.‏ يَعْرِفُ ٱلطَّيَّارُونَ أَنَّ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلِٱتِّصَالَ بِمَرْكَزِ مُرَاقَبَةِ حَرَكَةِ ٱلطَّيَرَانِ إِذَا ضَلُّوا طَرِيقَهُمْ.‏ وَلكِنْ مَاذَا يَحْدُثُ إِذَا تَرَدَّدَ طَيَّارٌ فِي ٱلِٱتِّصَالِ بِمَرْكَزِ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِسَبَبِ شُعُورِهِ بِٱلْإِحْرَاجِ لِأَنَّهُ ضَلَّ طَرِيقَهُ؟‏ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ ذلِكَ إِلَى كَارِثَةٍ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْخَاطِئَ ٱلَّذِي يَخْجَلُ مِنَ ٱلصَّلَاةِ إِلَى ٱللّٰهِ يُلْحِقُ بِنَفْسِهِ ضَرَرًا جَسِيمًا.‏ فَشُعُورُهُ بِٱلْخِزْيِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَمْنَعَهُ مِنَ ٱلتَّكَلُّم إِلَى يَهْوَه.‏ فَٱللّٰهُ يَدْعُو ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا خَطَايَا خَطِيرَةً أَنْ يُصَلُّوا إِلَيْهِ.‏ حَثَّ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا ٱلْخُطَاةَ فِي أَيَّامِهِ أَنْ يَدْعُوا يَهْوَه «لِأَنَّهُ يُكْثِرُ ٱلْغُفْرَانَ».‏ (‏اشعيا ٥٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَدُونَ شَكٍّ،‏ عَلَى ٱلشَّخْصِ أَنْ ‹يَسْتَعْطِفَ وَجْهَ يَهْوَه› بِٱلِٱتِّضَاعِ أَمَامَهُ،‏ إِذْ يَتَوَقَّفُ عَنْ مَسْلَكِهِ ٱلْخَاطِئِ وَيَتُوبُ تَوْبَةً أَصِيلَةً.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٥٨؛‏ دانيال ٩:‏١٣‏.‏

      ١٥ وَهُنَالِكَ سَبَبٌ آخَرُ يَجْعَلُ ٱلصَّلَاةَ مُهِمَّةً فِي حَالِ ٱرْتَكَبَ أَحَدٌ خَطِيَّةً.‏ يَقُولُ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ عَنِ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ:‏ «لِيَدْعُ شُيُوخَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَلْيُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِ،‏ .‏ .‏ .‏ وَيَهْوَهُ يُقِيمُهُ».‏ (‏يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ نَعَمْ،‏ رَغْمَ أَنَّ ٱلْمَرْءَ يَنْبَغِي أَنْ يَعْتَرِفَ بِخَطِيَّتِهِ لِيَهْوَه شَخْصِيًّا فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ يُمْكِنُهُ أَيْضًا ٱلطَّلَبُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِ.‏ فَهذَا مَا سَيُسَاعِدُهُ أَنْ يُشْفَى رُوحِيًّا.‏

      كَيْفَ تُسْتَجَابُ صَلَوَاتُنَا؟‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَه ٱلصَّلَوَاتِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ ٱخْتِبَارَيْنِ يُظْهِرَانِ أَنَّ ٱلصَّلَاةَ وَعَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ مُرْتَبِطَانِ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا؟‏

      ١٦ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَه صَلَوَاتِنَا؟‏ قَدْ يُسْتَجَابُ بَعْضُهَا بِسُرْعَةٍ وَبِشَكْلٍ وَاضِحٍ.‏ (‏٢ ملوك ٢٠:‏١-‏٦‏)‏ أَمَّا ٱلْأُخْرَى فَقَدْ تَتَطَلَّبُ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ،‏ وَرُبَّمَا يَكُونُ مِنَ ٱلصَّعْبِ تَمْيِيزُ طَرِيقَةِ ٱلِٱسْتِجَابَةِ.‏ فَكَمَا يَظْهَرُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلَّتِي لَمْ تَكُفَّ عَنِ ٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْقَاضِي،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَحْيَانًا أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى ٱللّٰهِ تَكْرَارًا.‏ (‏لوقا ١٨:‏١-‏٨‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّهُ عِنْدَمَا نُصَلِّي بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ،‏ لَنْ يَقُولَ لَنَا يَهْوَه أَبَدًا:‏ «كُفَّ عَنْ إِزْعَاجِي».‏ —‏ لوقا ١١:‏٥-‏٩‏.‏

      ١٧ وَفِي حَالَاتٍ كَثِيرَةٍ،‏ لَمَسَ شَعْبُ يَهْوَه لَمْسَ ٱلْيَدِ ٱسْتِجَابَةَ صَلَوَاتِهِمْ.‏ وَغَالِبًا مَا نَرَى ذلِكَ فِي خِدْمَتِنَا ٱلْعَلَنِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَتْ أُخْتَانِ مَسِيحِيَّتَانِ فِي ٱلْفِيلِيبِّين تُوَزِّعَانِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي مِنْطَقَةٍ نَائِيَةٍ مِنَ ٱلْبَلَدِ.‏ وَعِنْدَمَا قَدَّمَتَا نَشْرَةً لِإِحْدَى ٱلنِّسَاءِ،‏ ٱغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهَا بِٱلدُّمُوعِ وَقَالَتْ:‏ «اَللَّيْلَةَ ٱلْمَاضِيَةَ،‏ صَلَّيْتُ إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيَّ أَحَدًا لِيُعَلِّمَنِي ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ وَأَعْتَقِدُ أَنَّ هذِهِ هِيَ ٱسْتِجَابَةُ صَلَاتِي».‏ وَبُعَيْدَ ذلِكَ،‏ ٱبْتَدَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ تَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فِي نَاحِيَةٍ أُخْرَى مِنْ جَنُوبِ شَرْقِ آسيَا،‏ كَانَ أَخٌ مَسِيحِيٌّ مُتَرَدِّدًا فِي ٱلْكِرَازَةِ فِي مُجَمَّعٍ سَكَنِيٍّ يَصْعُبُ ٱلدُّخُولُ إِلَيْهِ.‏ لكِنَّهُ صَلَّى إِلَى يَهْوَه وَٱسْتَجْمَعَ ٱلْجُرْأَةَ.‏ ثُمَّ دَخَلَ ٱلْمَبْنَى وَقَرَعَ بَابَ إِحْدَى ٱلشِّقَقِ،‏ فَفَتَحَتْ لَهُ شَابَّةٌ.‏ وَعِنْدَمَا أَوْضَحَ لَهَا سَبَبَ زِيَارَتِهِ،‏ ٱبْتَدَأَتْ تَبْكِي وَقَالَتْ لَهُ إِنَّهَا كَانَتْ تَبْحَثُ عَنْ شُهُودِ يَهْوَه وَإِنَّهَا صَلَّتْ إِلَى ٱللّٰهِ لِتَعْثُرَ عَلَيْهِمْ.‏ فَسَاعَدَهَا ٱلْأَخُ بِكُلِّ سُرُورٍ عَلَى ٱلِٱتِّصَالِ بِٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ لِشُهُودِ يَهْوَه.‏

      ١٨ (‏أ)‏ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ عِنْدَمَا تُسْتَجَابُ صَلَوَاتُنَا؟‏ (‏ب)‏ بِمَ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ إِذَا ٱنْتَهَزْنَا كُلَّ فُرْصَةٍ لِلصَّلَاةِ؟‏

      ١٨ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ هِيَ تَدْبِيرٌ رَائِعٌ.‏ وَيَهْوَه مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُصْغِيَ إِلَى صَلَوَاتِنَا وَيَسْتَجِيبَهَا.‏ (‏اشعيا ٣٠:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وَلكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَبِهَ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَه صَلَوَاتِنَا،‏ إِذْ إِنَّ ٱلِٱسْتِجَابَةَ قَدْ لَا تَكُونُ دَائِمًا كَمَا تَوَقَّعْنَا.‏ وَعِنْدَمَا نُدْرِكُ كَيْفَ يُرْشِدُنَا،‏ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَنْسَى أَبَدًا تَقْدِيمَ ٱلشُّكْرِ وَٱلتَّسْبِيحِ لَهُ.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٨‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَتَذَكَّرَ دَائِمًا حَضَّ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ:‏ «فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللّٰهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ».‏ نَعَمِ،‏ ٱنْتَهِزْ كُلَّ فُرْصَةٍ لِلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱللّٰهِ.‏ فَبِذلِكَ تَلْمُسُ صِحَّةَ مَا ذَكَرَهُ بُولُسُ عَنِ ٱلَّذِينَ تُسْتَجَابُ صَلَوَاتُهُمْ:‏ «سَلَامُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ وَقُوَاكُمُ ٱلْعَقْلِيَّةَ».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة