مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل صلواتكم «كالبخور»؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • هل صلواتكم «كالبخور»؟‏

      ‏«لتستقم صلاتي كالبخور قدامك».‏ —‏ مزمور ١٤١:‏٢‏.‏

      ١،‏ ٢ إلامَ رمز حرق البخور؟‏

      امر يهوه اللّٰه نبيّه موسى بتحضير بخور مقدس لاستخدامه في مسكن العبادة لاسرائيل.‏ وقد استلزمت الوصفة التي اعطاها اللّٰه خليطا من اربعة عطور.‏ (‏خروج ٣٠:‏٣٤-‏٣٨‏)‏ وكانت رائحتها ذكية جدا.‏

      ٢ وقد نصّ عهد الناموس الذي أُدخلت فيه امة اسرائيل على حرق البخور يوميا.‏ (‏خروج ٣٠:‏٧،‏ ٨‏)‏ فهل كان لاستخدام البخور مغزى خصوصي؟‏ اجل،‏ فقد رنم صاحب المزمور:‏ «لتستقم صلاتي كالبخور قدامك [يهوه اللّٰه] ليكن رفع يديَّ كذبيحة مسائية».‏ (‏مزمور ١٤١:‏٢‏)‏ وفي سفر الكشف يصف الرسول يوحنا الذين حول عرش يهوه السماوي بأن لهم جامات ذهبية ممتلئة بخورا.‏ ويقول السجل الموحى به ان البخور هو «صلوات القدوسين».‏ (‏كشف ٥:‏٨‏)‏ فحرق البخور الذكي الرائحة يرمز الى الصلوات المقبولة التي يقدِّمها خدام يهوه ليلا ونهارا.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٣:‏١٠؛‏ عبرانيين ٥:‏٧‏.‏

      ٣ ماذا يساعدنا ان تكون ‹صلواتنا كالبخور قدام اللّٰه›؟‏

      ٣ ولكي تكون صلواتنا مقبولة عند اللّٰه،‏ يجب ان نصلّي اليه باسم يسوع المسيح.‏ (‏يوحنا ١٦:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ ولكن كيف نحسِّن نوعية صلواتنا؟‏ ان التأمل في بعض الامثلة من الاسفار المقدسة يساعدنا ان تكون صلواتنا كالبخور قدامه.‏ —‏ امثال ١٥:‏٨‏.‏

      صلّوا بإيمان

      ٤ كيف يرتبط الايمان بالصلاة المقبولة؟‏

      ٤ لكي تصعد صلواتنا الى اللّٰه كبخور ذكي الرائحة،‏ يجب ان نصلّي بإيمان.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وعندما يجد الشيوخ المسيحيون ان شخصا مريضا روحيا يتجاوب مع المساعدة التي يقدمونها له من الاسفار المقدسة،‏ فإن «صلاة الايمان» التي يقدِّمونها «تجعل المتوعك يتعافى».‏ (‏يعقوب ٥:‏١٥‏)‏ فصلوات الايمان تسرّ ابانا السماوي،‏ وكذلك درس كلمة اللّٰه الذي ترافقه الصلاة.‏ وقد اعرب صاحب المزمور عن موقف رائع عندما رنَّم:‏ «ارفع يديَّ الى وصاياك التي وددت وأناجي بفرائضك.‏ ذوقا صالحا ومعرفة علمني لأني بوصاياك آمنت».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤٨،‏ ٦٦‏)‏ فدعونا ‹نرفع ايدينا› في الصلاة المتواضعة ونمارس الايمان بإطاعة وصايا اللّٰه.‏

      ٥ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كانت تنقصنا الحكمة؟‏

      ٥ لنفرض انه تنقصنا الحكمة اللازمة لمواجهة محنة ما.‏ فربما لسنا متأكدين ان نبوة معيَّنة في الكتاب المقدس تتمّ الآن.‏ فبدلا من السماح لهذا الامر بزعزعتنا روحيا،‏ لنصلِّ طلبا للحكمة.‏ (‏غلاطية ٥:‏٧،‏ ٨؛‏ يعقوب ١:‏٥-‏٨‏)‏ وطبعا،‏ لا يمكن ان نتوقع ان يستجيب اللّٰه لنا بطريقة عجائبية.‏ ويجب ان نُظهِر كم نحن مخلصون في صلواتنا بفعل ما يتوقع اللّٰه ان يفعله كل شعبه.‏ ومن المهم القيام بالدرس المقوي للايمان في الكتاب المقدس بمساعدة المطبوعات المزوَّدة بواسطة «العبد الامين الفطين».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ يشوع ١:‏٧،‏ ٨‏)‏ ويلزمنا ايضا ان نتقدم في المعرفة بالاشتراك في اجتماعات شعب اللّٰه قانونيا.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ ماذا ينبغي ان ندرك جميعا بشأن ايامنا وإتمام نبوات الكتاب المقدس؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينبغي ان نفعل بالاضافة الى الصلاة ان يتقدس اسم يهوه؟‏

      ٦ يسعى بعض المسيحيين اليوم وراء مصالحهم الشخصية ومِهَنٍ معيَّنة تدل انهم لم يعودوا يدركون اننا متوغِّلون في «وقت النهاية».‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ فمن الملائم ان يصلّي الرفقاء المؤمنون كي يضرم،‏ او يقوّي،‏ مثل هؤلاء ايمانهم بأدلة الاسفار المقدسة التي تُظهِر ان حضور المسيح ابتدأ سنة ١٩١٤ عندما نصَّبه يهوه ملكا وأنه يحكم في وسط اعدائه.‏ (‏مزمور ١١٠:‏١،‏ ٢؛‏ متى ٢٤:‏٣‏)‏ وينبغي ان ندرك جميعا ان الحوادث المنبأ بها مثل دمار الدين الباطل،‏ «بابل العظيمة»،‏ الهجوم الشيطاني الذي يشنه جوج الماجوجي على شعب يهوه،‏ وإنقاذ يهوه القادر على كل شيء لهم في حرب هرمجدون يمكن ان تأتي فجأة وتحدث كلها في فترة زمنية قصيرة نسبيا.‏ (‏كشف ١٦:‏١٤،‏ ١٦؛‏ ١٨:‏١-‏٥؛‏ حزقيال ٣٨:‏١٨-‏٢٣‏)‏ فلنصلِّ طلبا لمساعدة اللّٰه على البقاء مستيقظين روحيا.‏ ولنصلِّ جميعا بجدّ ان يتقدس اسم يهوه،‏ يأتي ملكوته،‏ وتكون مشيئته على الارض كما في السماء.‏ ولنستمرّ في ممارسة الايمان والاثبات ان صلواتنا مخلصة.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وليطلب جميع محبي يهوه الملكوت وبرّه اولا ويشتركوا الى ابعد حدّ ممكن في الكرازة بالبشارة قبل ان تأتي النهاية.‏ —‏ متى ٦:‏٣٣؛‏ ٢٤:‏١٤‏.‏

      سبِّحوا يهوه واشكروه

      ٧ ايّ امر يؤثر فيكم في صلاة داود المسجَّل جزء منها في ١ أخبار الايام ٢٩:‏١٠-‏١٣‏؟‏

      ٧ ان احدى الطرائق المهمة لتكون ‹صلواتنا كالبخور› هي بالتعبير من كل قلبنا عن التسبيح والشكر للّٰه.‏ وقد قدَّم داود صلاة كهذه عندما تبرع هو وشعب اسرائيل لبناء هيكل يهوه.‏ صلّى داود:‏ «مبارك انت ايها الرب اله اسرائيل ابينا من الازل وإلى الابد لك يا رب العظمة والجبروت والجلال والبهاء والمجد لأن لك كل ما في السماء والارض.‏ لك يا رب المُلك وقد ارتفعت رأسا على الجميع.‏ والغنى والكرامة من لدنك وأنت تتسلط على الجميع وبيدك القوة والجبروت وبيدك تعظيم وتشديد الجميع.‏ والآن يا الهنا نحمدك ونسبح اسمك الجليل».‏ —‏ ١ أخبار الايام ٢٩:‏١٠-‏١٣‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ اية كلمات تسبيح في المزامير ١٤٨ الى ١٥٠ تمس قلبكم بشكل خصوصي؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنفعل اذا كانت لدينا المشاعر المعبَّر عنها في المزمور ٢٧:‏٤‏؟‏

      ٨ فما اروع تعابير التسبيح والشكر هذه!‏ صحيح ان صلواتنا قد لا تكون بهذه البلاغة،‏ إلا انها يمكن ان تكون مثلها نابعة من القلب.‏ وسفر المزامير زاخر بصلوات الشكر والتسبيح.‏ ويمكن ان نجد اجمل تعابير التسبيح في المزامير ١٤٨ الى ١٥٠‏.‏ وهنالك مزامير كثيرة تعبِّر عن الشكر للّٰه.‏ رنَّم داود:‏ «واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس.‏ أن اسكن في بيت الرب كل ايام حياتي لكي انظر الى جمال الرب وأتفرس في هيكله».‏ (‏مزمور ٢٧:‏٤‏)‏ فلنعمل بانسجام مع هذه الصلوات بالاشتراك بغيرة في كل نشاطات جماعات شعب يهوه.‏ (‏مزمور ٢٦:‏١٢‏)‏ فذلك،‏ بالاضافة الى التأمل في كلمة اللّٰه يوميا،‏ سيزوِّدنا بأسباب كثيرة لتسبيح يهوه وشكره من كل قلبنا.‏

      اطلبوا مساعدة يهوه باتِّضاع

      ٩ كيف صلّى الملك آسا،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ٩ اذا كنا نخدم يهوه من كل قلبنا كشهود له،‏ فبإمكاننا ان نثق بأنه يسمع صلواتنا طلبا للمساعدة.‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٠-‏١٢‏)‏ تأملوا في حالة آسا ملك يهوذا.‏ فالسنوات العشر الاولى من حكمه الذي دام ٤١ سنة (‏٩٧٧-‏٩٣٧ ق‌م)‏ عمَّها السلام.‏ ثم غزا زارح الكوشي يهوذا بجيش يُعدّ بمليون محارب.‏ ورغم ان هذا الجيش كان يفوق آسا ورجاله في العدد،‏ فقد خرجوا للقاء الغزاة.‏ لكنَّ آسا صلّى بحرارة قبل المعركة،‏ معترفا بقدرة يهوه على الانقاذ.‏ قال الملك ملتمسا المساعدة:‏ «عليك اتكلنا وباسمك قدمنا على هذا الجيش.‏ ايها الرب انت الهنا.‏ لا يقوَ عليك انسان».‏ فحقَّقوا نصرا ساحقا لأن يهوه خلَّص يهوذا من اجل اسمه العظيم.‏ (‏٢ أخبار الايام ١٤:‏١-‏١٥‏)‏ فسواء انقذنا اللّٰه من المحنة او قوّانا على احتمالها،‏ فلا شك انه يسمع تضرعاتنا من اجل مساعدته.‏

      ١٠ كيف يمكن ان تساعدنا صلاة الملك يهوشافاط عندما لا نعرف كيف نواجه ازمة معيَّنة؟‏

      ١٠ وإذا لم نعرف كيف نواجه ازمة معيَّنة،‏ يمكن ان نثق ان يهوه سيسمع التماساتنا طلبا للمساعدة.‏ وهذا ما جرى ايضاحه في ايام يهوشافاط ملك يهوذا،‏ الذي ابتدأ حكمه سنة ٩٣٦ ق‌م ودام ٢٥ سنة.‏ لذلك عندما هدَّدت الجيوش المتحدة لموآب وعمون وجبل ساعير يهوذا،‏ توسَّل يهوشافاط:‏ «يا الهنا أمَا تقضي عليهم لأنه ليس فينا قوة امام هذا الجمهور الكثير الآتي علينا ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك اعيننا».‏ فاستجاب يهوه هذه الصلاة المتَّضعة بالمحاربة عن يهوذا إذ ضرب صفوف الاعداء بالفوضى حتى انهم قتلوا واحدهم الآخر.‏ فخافت الشعوب المحيطة وعمّ السلام يهوذا.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٠:‏١-‏٣٠‏)‏ فعندما تنقصنا الحكمة اللازمة لمواجهة ازمة ما،‏ يمكن ان نصلّي الى يهوه كيهوشافاط:‏ ‹لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك اعيننا يا يهوه›.‏ فقد يذكِّرنا الروح القدس بنقاط من الاسفار المقدسة لازمة لحلّ المشكلة،‏ او قد يساعدنا اللّٰه بطريقة تفوق الفهم البشري.‏ —‏ روما ٨:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

      ١١ ماذا يمكن ان نتعلم عن الصلاة مما فعله نحميا بشأن سور اورشليم؟‏

      ١١ وقد يلزم ان نواظب على الصلاة من اجل مساعدة اللّٰه.‏ فنحميا ناح وبكى وصام وصلّى طوال ايام بسبب سور اورشليم المنهدم ومأزق سكان يهوذا الشديد.‏ (‏نحميا ١:‏١-‏١١‏)‏ وكما يبدو،‏ صعدت صلواته الى اللّٰه كبخور ذكي الرائحة.‏ فذات يوم،‏ سأل الملك الفارسي ارتحشستا نحميا المكتئب:‏ «ماذا طالب انت».‏ يقول نحميا:‏ «فصليت الى اله السماء».‏ وقد استُجيبت هذه الصلاة القصيرة الصامتة،‏ اذ سُمح لنحميا بتحقيق رغبة قلبه بالذهاب الى اورشليم لإعادة بناء سورها المنهدم.‏ —‏ نحميا ٢:‏١-‏٨‏.‏

      ليعلِّمكم يسوع كيف تصلّون

      ١٢ كيف تلخِّصون بكلماتكم الخاصة النقاط الرئيسية في الصلاة النموذجية التي اعطاها يسوع؟‏

      ١٢ من بين كل الصلوات المسجَّلة في الاسفار المقدسة،‏ نتعلم الكثير من الصلاة النموذجية التي قدَّمها يسوع المسيح كبخور ذكي الرائحة.‏ يقول انجيل لوقا:‏ «قال له واحد من تلاميذه:‏ ‹يا رب،‏ علّمنا ان نصلّي كما علّم يوحنا ايضا تلاميذه›.‏ فقال لهم:‏ ‹متى صلّيتم فقولوا:‏ «ايها الآب،‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأتِ ملكوتك.‏ أعطنا خبزنا اليومي كفاف يومنا.‏ واغفر لنا خطايانا،‏ لأننا نحن ايضا نغفر لكل مَن هو مديون لنا؛‏ ولا تُدخلنا في تجربة›».‏ (‏لوقا ١١:‏١-‏٤؛‏ متى ٦:‏٩-‏١٣‏)‏ فلنتأمل في هذه الصلاة،‏ التي لا يُقصَد منها ان نتلوها بل ان تكون بمثابة دليل يرشدنا.‏

      ١٣ كيف توضحون معنى الكلمات:‏ «ايها الآب،‏ ليتقدس اسمك»؟‏

      ١٣ ‏«ايها الآب،‏ ليتقدس اسمك».‏ ان مخاطبة يهوه كأب هي امتياز خصوصي لخدامه المنتذرين.‏ فكما يتحدث الاولاد مباشرة الى اب رحيم عن كل ما يقلقهم،‏ كذلك ينبغي ان نخصص الوقت قانونيا لنصلّي الى اللّٰه صلوات تنمّ عن الاكرام والتوقير.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وينبغي ان تعكس صلواتنا اهتمامنا بتقديس اسم يهوه لأننا نتوق الى رؤية ازالة كل التعيير المكوَّم عليه.‏ نعم،‏ نحن نريد ان نرى اسم يهوه مفروزا ومقدسا.‏ —‏ مزمور ٥:‏١١؛‏ ٦٣:‏٣،‏ ٤؛‏ ١٤٨:‏١٢،‏ ١٣؛‏ حزقيال ٣٨:‏٢٣‏.‏

      ١٤ ماذا يعني ان نصلّي:‏ «ليأتِ ملكوتك»؟‏

      ١٤ ‏«ليأتِ ملكوتك».‏ ان الملكوت هو حكم يهوه الممثَّل بالحكومة المسيّانية السماوية بين يدَي ابنه و‹قدوسي› يسوع العشراء.‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٨،‏ ٢٧؛‏ كشف ٢٠:‏٦‏)‏ وقريبا ‹سيأتي› على كل مقاومي سلطان اللّٰه الارضيين ليفنيهم.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ عندئذ ستكون مشيئة يهوه على الارض كما هي في السماء.‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ فما اعظم الفرح الذي سينتجه ذلك لكل الذين يخدمون المتسلط الكوني بولاء!‏

      ١٥ علامَ يدل طلبنا من يهوه «خبزنا اليومي»؟‏

      ١٥ ‏«اعطنا خبزنا اليومي كفاف يومنا».‏ ان طلب الطعام «اليومي» من يهوه يدل اننا لا نطلب مؤنا بكميات كبيرة بل حاجتنا اليومية فقط.‏ ورغم اننا نثق بأن اللّٰه يعيلنا،‏ فإننا نعمل ايضا ونستخدم اية وسيلة ملائمة ممكنة لنحصل على الطعام والضرورات الاخرى.‏ (‏٢ تسالونيكي ٣:‏٧-‏١٠‏)‏ وطبعا،‏ ينبغي ان نشكر مزوِّدنا السماوي لأن محبته وحكمته وقدرته هي وراء هذه التدابير.‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١٦ كيف يمكن ان ننال غفران اللّٰه؟‏

      ١٦ ‏«اغفر لنا خطايانا‏،‏ لأننا نحن ايضا نغفر لكل مَن هو مديون لنا».‏ بما اننا خطاة وناقصون،‏ لا يمكننا ان نبلغ كليًّا مقاييس يهوه الكاملة.‏ لذلك يلزم ان نصلّي من اجل غفرانه على اساس ذبيحة يسوع الفدائية.‏ وإذا اردنا ان يطبِّق «سامع الصلاة» استحقاق هذه الذبيحة على خطايانا،‏ يجب ان نعرب عن التوبة والاستعداد لقبول ايّ تأديب يقدِّمه لنا.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢؛‏ روما ٥:‏٨؛‏ ٦:‏٢٣؛‏ عبرانيين ١٢:‏٤-‏١١‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ لا يمكن ان نتوقع ان يغفر اللّٰه لنا إلّا اذا ‹غفرنا للمديونين لنا›.‏ —‏ متى ٦:‏١٢،‏ ١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١٧ ماذا تعني الكلمات:‏ «لا تُدخلنا في تجربة»؟‏

      ١٧ ‏«لا تُدخلنا في تجربة».‏ عندما يقول الكتاب المقدس احيانا ان يهوه يفعل امورا معيَّنة،‏ يعني ذلك انه يسمح بها فقط.‏ (‏راعوث ١:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ فاللّٰه لا يمتحننا لنرتكب الخطية.‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ ان ابليس وجسدنا الخاطئ وهذا العالم هم مصدر التجارب التي تحثنا على فعل الشر.‏ فالشيطان هو المجرِّب الذي يحاول ان يوقع بنا كي نخطئ الى اللّٰه.‏ (‏متى ٤:‏٣؛‏ ١ تسالونيكي ٣:‏٥‏)‏ وعندما نلتمس قائلين:‏ «لا تُدخلنا في تجربة»،‏ نسأل اللّٰه ألّا يسمح بأن نفشل عندما نُجرَّب لنقع في العصيان.‏ ويمكنه ان يرشدنا لئلا نستسلم وندع الشيطان،‏ «الشرير»،‏ يخدعنا.‏ —‏ متى ٦:‏١٣؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

      اعملوا بانسجام مع صلواتكم

      ١٨ كيف يمكننا ان نعمل بانسجام مع صلواتنا من اجل زواج سعيد وحياة عائلية ناجحة؟‏

      ١٨ ان صلاة يسوع النموذجية تغطي نقاطا رئيسية،‏ ولكن يمكننا ان نصلّي بشأن اية مسألة.‏ مثلا،‏ قد نصلّي بشأن رغبتنا في زواج سعيد.‏ وللمحافظة على العفة حتى الزواج،‏ يمكن ان نصلّي من اجل ضبط النفس.‏ وعندئذ يجب ان نعمل بانسجام مع صلواتنا بتجنب المطبوعات والتسلية الفاسدة ادبيا،‏ وأيضا بالتصميم على ‹التزوج في الرب فقط›.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩؛‏ تثنية ٧:‏٣،‏ ٤‏)‏ وعندما نتزوج،‏ يلزم ان نعمل بانسجام مع صلواتنا من اجل السعادة بتطبيق مشورة اللّٰه.‏ وإذا كان لنا اولاد،‏ فلا يكفي ان نصلّي ان يكونوا خداما ليهوه امناء.‏ فيجب ان نفعل كل ما في وسعنا لغرس حقائق اللّٰه في اذهانهم من خلال درس الكتاب المقدس وحضور الاجتماعات المسيحية معهم قانونيا.‏ —‏ تثنية ٦:‏٥-‏٩؛‏ ٣١:‏١٢؛‏ امثال ٢٢:‏٦‏.‏

      ١٩ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كنا نصلّي بشأن خدمتنا؟‏

      ١٩ وهل نصلّي من اجل البركات في خدمتنا؟‏ فلنعمل بانسجام مع هذه الصلوات بالاشتراك الفعّال في عمل الكرازة بالملكوت.‏ وإذا صلّينا من اجل ان تتوفَّر لنا الفرص لمساعدة الآخرين على السلوك في الطريق الى الحياة الابدية،‏ يلزم ان نحفظ سجلات دقيقة بالمهتمين ونكون على استعداد لنخصِّص الوقت في برنامجنا لعقد دروس بيتية في الكتاب المقدس.‏ وماذا لو كنا نرغب في الانخراط في عمل الكرازة كامل الوقت كفاتحين؟‏ اذًا،‏ لنتخذ خطوات تنسجم مع صلواتنا بزيادة نشاطنا الكرازي والاشتراك في الخدمة مع الفاتحين.‏ فاتِّخاذ خطوات كهذه سيُظهِر اننا نعمل بانسجام مع صلواتنا.‏

      ٢٠ ماذا ستعالج المقالة التالية؟‏

      ٢٠ اذا كنا نخدم يهوه بأمانة،‏ يمكن ان نتيقن انه سيستجيب صلواتنا المنسجمة مع مشيئته.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لقد وجدنا حقا نقاطا مفيدة لدى تفحص بعض الصلوات المسجلة في الكتاب المقدس.‏ وستعالج مقالتنا التالية خطوطا ارشادية اخرى من الاسفار المقدسة للراغبين في ان تكون ‹صلواتهم كالبخور قدام يهوه›.‏

  • ارفعوا ايديًا ولية في الصلاة
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ارفعوا ايديًا ولية في الصلاة

      ‏«اريد ان يواظب الرجال على الصلاة في كل مكان،‏ رافعين ايديًا ولية،‏ من غير سخط ومماحكات».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٨‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف تنطبق ١ تيموثاوس ٢:‏٨ على صلاة شعب يهوه؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنعالج الآن؟‏

      يتوقع يهوه ان يكون شعبه اولياء له وواحدهم للآخر.‏ وقد ربط الرسول بولس بين الولاء والصلاة عندما كتب:‏ «اريد ان يواظب الرجال على الصلاة في كل مكان،‏ رافعين ايديًا ولية،‏ من غير سخط ومماحكات».‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٨‏)‏ وكما يبدو،‏ كان بولس يشير الى الصلاة العلنية «في كل مكان» اجتمع فيه المسيحيون.‏ ومَن كانوا سيمثِّلون شعب اللّٰه في الصلاة في اجتماعات الجماعة؟‏ ليس سوى الرجال القديسين والابرار والاتقياء الذين تمَّموا كل متطلبات اللّٰه في الاسفار المقدسة.‏ (‏جامعة ١٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وقد لزم ان يكونوا طاهرين ادبيا وروحيا ومخلصين حقا ليهوه اللّٰه.‏

      ٢ ان الشيوخ في الجماعة هم خصوصا مَن ينبغي ان ‹يرفعوا الايادي الولية في الصلاة›.‏ وصلواتهم النابعة من القلب المقدَّمة باسم يسوع المسيح تعرب عن الولاء للّٰه وتساعدهم على تجنب المماحكات وانفجارات السخط.‏ فلا ينبغي ان يكون الذي له امتياز تمثيل الجماعة المسيحية في صلاة علنية ساخطا وحقودا وغير ولي ليهوه وهيئته.‏ (‏يعقوب ١:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وأية خطوط ارشادية اخرى هنالك للذين لهم امتياز تمثيل الآخرين في صلاة علنية؟‏ وما هي بعض مبادئ الاسفار المقدسة التي ينبغي ان نطبِّقها في صلواتنا العائلية والشخصية؟‏

      فكروا مسبقا في الصلاة

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ لماذا من المفيد التفكير مسبقا في الصلاة العلنية؟‏ (‏ب)‏ ماذا تقول الاسفار المقدسة عن طول الصلوات؟‏

      ٣ اذا طُلب منا ان نصلّي علنا،‏ فسنتمكن على الاقل من التفكير مسبقا في صلاتنا.‏ وهذا ما يمكِّننا من تغطية مسائل مهمة ومناسبة ويجنِّبنا الصلاة الطويلة والتي تنتقل من موضوع الى آخر.‏ وطبعا،‏ يمكن ان نقدِّم صلواتنا الشخصية بصوت عالٍ،‏ وبالطول الذي نريده.‏ فقد بقي يسوع كل الليل يصلّي قبل اختيار رسله الـ‍ ١٢.‏ أما عندما اسَّس ذكرى موته فقد صلّى قبل تقديم الخبز والخمر صلاتين وجيزتين كما يبدو.‏ (‏لوقا ٦:‏١٢-‏١٦؛‏ مرقس ١٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ ونحن نعرف ان صلوات يسوع،‏ حتى القصيرة منها،‏ كانت مقبولة عند اللّٰه.‏

      ٤ لنفرض اننا مُنحنا امتياز تمثيل العائلة في صلاة قبل وجبة طعام.‏ فهذه الصلاة قد تكون قصيرة نوعا ما،‏ ولكن مهما قيل،‏ ينبغي ان تشمل الصلاة الشكر على الطعام.‏ وإذا كنا نصلّي علنا قبل اجتماع مسيحي او بعده،‏ لا يجب ان تكون صلاتنا طويلة وتغطي مسائل كثيرة.‏ فقد انتقد يسوع الكتبة الذين «يطيلون الصلوات تظاهرا».‏ (‏لوقا ٢٠:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ وهذا ما لا يريد ايّ شخص تقي ان يفعله.‏ ولكن قد يكون من الملائم احيانا تقديم صلاة علنية اطول نوعا ما.‏ مثلا،‏ ان الشيخ الذي اختير لتقديم الصلاة الختامية في محفل ينبغي ان يفكِّر فيها مسبقا وقد يرغب في ذكر عدة نقاط.‏ إلا ان هذه الصلاة ايضا لا ينبغي ان تكون طويلة كثيرا.‏

      اقتربوا الى اللّٰه بوقار

      ٥ (‏أ)‏ ماذا ينبغي ان نتذكر عندما نصلّي علنا؟‏ (‏ب)‏ لماذا ينبغي ان تنمّ صلواتنا عن الاكرام والاحترام؟‏

      ٥ عندما نصلّي علنا،‏ ينبغي ان نتذكر اننا لا نخاطب البشر،‏ إنما نحن مخلوقات خاطئة تتوسل الى الرب المتسلط يهوه.‏ (‏مزمور ٨:‏٣-‏٥،‏ ٩؛‏ ٧٣:‏٢٨‏)‏ لذلك ينبغي ان نعرب عن الخوف التوقيري من عدم ارضائه بأقوالنا وطريقة تعبيرنا.‏ (‏امثال ١:‏٧‏)‏ رنَّم صاحب المزمور داود:‏ «اما انا فبكثرة رحمتك ادخل بيتك.‏ اسجد في هيكل قدسك بخوفك».‏ (‏مزمور ٥:‏٧‏)‏ فإذا كان هذا هو موقفنا،‏ فكيف سيكون اسلوبنا في التعبير عندما يُطلَب منا تقديم صلاة علنية في اجتماع لشهود يهوه؟‏ اذا كنا نتكلم مع ملك بشري،‏ نتكلم معه باحترام وإكرام.‏ أفلا ينبغي ان تنم صلواتنا عن مزيد من الاكرام والاحترام اذ نصلّي الى يهوه،‏ «ملك الابدية»؟‏ (‏كشف ١٥:‏٣‏)‏ ينبغي اذًا ان نتجنب في صلاتنا عبارات مثل:‏ «صباح الخير يا يهوه»،‏ «نرسل لك محبتنا»،‏ او «طاب نهارك».‏ فالاسفار المقدسة تُظهِر ان ابن اللّٰه،‏ مولوده الوحيد،‏ يسوع المسيح،‏ لم يخاطب قط اباه السماوي بهذه الطريقة.‏

      ٦ ماذا ينبغي ان نتذكر عندما ‹نقترب من عرش النعمة›؟‏

      ٦ قال بولس:‏ «لنقترب .‏ .‏ .‏ بحرية كلام من عرش النعمة».‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٦‏)‏ فرغم اننا خطاة،‏ يمكننا ان نقترب الى يهوه «بحرية كلام» لأننا نؤمن بذبيحة يسوع المسيح الفدائية.‏ (‏اعمال ١٠:‏٤٢،‏ ٤٣؛‏ ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ ولكنَّ ‹حرية الكلام› هذه لا تعني اننا ندردش مع اللّٰه؛‏ ولا ينبغي ايضا ان نقول له اشياء عديمة الاحترام.‏ فإذا كنا نريد ان يسرّ يهوه بصلواتنا العلنية،‏ يجب ان تقدَّم باحترام وإكرام لائقين،‏ ومن غير اللائق ان تتضمن اعلانات او مشورة لشخص ما او توبيخا للحضور.‏

      صلّوا بتواضع

      ٧ كيف اعرب سليمان عن التواضع عندما صلّى عند تدشين هيكل يهوه؟‏

      ٧ سواء كنا نصلّي علنا او على انفراد،‏ هنالك مبدأ مهم من الاسفار المقدسة يجب تذكره،‏ ألا وهو انه ينبغي ان نصلّي بتواضع.‏ (‏٢ أخبار الايام ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وقد اعرب الملك سليمان عن التواضع في صلاته العلنية عند تدشين هيكل يهوه في اورشليم.‏ فكان سليمان قد اكمل احد اروع الابنية التي شيِّدت على الارض.‏ إلا انه صلّى بتواضع:‏ «هل يسكن اللّٰه حقا على الارض.‏ هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالاقل هذا البيت الذي بنيت».‏ —‏ ١ ملوك ٨:‏٢٧‏.‏

      ٨ بأية طرائق يظهر التواضع في الصلاة العلنية؟‏

      ٨ ونحن ايضا،‏ ينبغي ان نكون متواضعين كسليمان عند تمثيل الآخرين في صلاة علنية.‏ ورغم اننا لا ينبغي ان نتظاهر بالتقوى،‏ فإن تواضعنا يمكن ان يظهر في نغمة صوتنا.‏ فالصلوات المتواضعة ليست طنانة او متكلِّفة.‏ فهي تلفت الانتباه الى مَن نتوجه اليه بالصلاة وليس الى مَن يصلّي.‏ (‏متى ٦:‏٥‏)‏ ويظهر التواضع ايضا بما نقوله في الصلاة.‏ فإذا كنا نصلّي بتواضع،‏ فلن نعطي الانطباع اننا نأمر اللّٰه ان يفعل امورا معيَّنة بطريقتنا.‏ ولكننا سنلتمس من يهوه ان يعمل بانسجام مع مشيئته المقدسة.‏ وموقف صاحب المزمور هو مثال الموقف الصائب.‏ فقد التمس:‏ «آه يا رب [«من فضلك»،‏ ع‌ج‏] خلِّص.‏ آه يا رب [«من فضلك»،‏ ع‌ج‏] انقذ».‏ —‏ مزمور ١١٨:‏٢٥؛‏ لوقا ١٨:‏٩-‏١٤‏.‏

      صلّوا من كل قلبكم

      ٩ اية مشورة رائعة قدَّمها يسوع موجودة في متى ٦:‏٧‏،‏ وكيف تُطبَّق؟‏

      ٩ اذا كنا نريد ان يسرّ يهوه بصلواتنا العلنية او على انفراد،‏ يجب ان تكون نابعة من القلب.‏ فلن نكرِّر نصّ صلاة مرة بعد اخرى دون التفكير في ما نقوله.‏ اعطى يسوع هذه المشورة في موعظته على الجبل:‏ «عندما تصلّون لا تكرروا الامور نفسها كما يفعل الامميون،‏ فإنهم يظنون [خطأً] انه بالإكثار من الكلام،‏ يُسمع لهم».‏ وبكلمات اخرى،‏ قال يسوع:‏ «لا تكرروا الكلام بلا معنى؛‏ لا تكرروا كلاما فارغا».‏ —‏ متى ٦:‏٧‏؛‏ حاشية ع‌ج،‏ بالانكليزية.‏

      ١٠ لماذا من الملائم ان نصلّي بشأن المسألة نفسها اكثر من مرة؟‏

      ١٠ وطبعا،‏ قد يلزم ان نصلّي من اجل المسألة نفسها مرة بعد اخرى.‏ وهذا ليس خطأ لأن يسوع حثّ:‏ «داوموا على السؤال تُعطوا؛‏ داوموا على الطلب تجدوا؛‏ داوموا على القرع يُفتح لكم».‏ (‏متى ٧:‏٧‏)‏ ربما تكون هنالك حاجة الى قاعة ملكوت جديدة لأن يهوه يجعل عمل الكرازة المحلي يزدهر.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٢٢‏)‏ فمن الملائم المداومة على ذكر هذه الحاجة عندما نصلّي على انفراد او علنا في اجتماعات شعب يهوه.‏ وهذا لا يعني اننا ‹نكرر كلاما فارغا›.‏

      تذكَّروا الشكر والتسبيح

      ١١ كيف تنطبق فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧ على الصلاة العلنية وعلى انفراد؟‏

      ١١ لا يصلّي كثيرون إلا ليطلبوا شيئا،‏ ولكنَّ محبتنا ليهوه اللّٰه ينبغي ان تدفعنا الى شكره وتسبيحه في الصلاة على انفراد او علنا.‏ كتب بولس:‏ «لا تحملوا همًّا من جهة ايّ شيء،‏ بل في كل شيء لتُعرف طلباتكم لدى اللّٰه بالصلاة والتضرع مع الشكر؛‏ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع».‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فبالاضافة الى التضرع والطلبات،‏ ينبغي ان نعبِّر عن الشكر ليهوه على البركات الروحية والمادية.‏ (‏امثال ١٠:‏٢٢‏)‏ رنَّم صاحب المزمور:‏ «اذبحْ للّٰه حمدا وأَوفِ العلي نذورك».‏ (‏مزمور ٥٠:‏١٤‏)‏ وهنالك صلاة ملحَّنة لداود تحتوي على هذه الكلمات المؤثرة:‏ «اسبح اسم اللّٰه بتسبيح وأعظمه بحمد».‏ (‏مزمور ٦٩:‏٣٠‏)‏ أفلا ينبغي ان نفعل الامر عينه في الصلاة العلنية وعلى انفراد؟‏

      ١٢ كيف يتم المزمور ١٠٠:‏٤،‏ ٥ اليوم،‏ ولذلك علامَ يمكننا ان نشكر اللّٰه ونسبِّحه؟‏

      ١٢ رنَّم صاحب المزمور قائلا عن اللّٰه:‏ «ادخلوا ابوابه بحمد دياره بالتسبيح احمدوه باركوا اسمه.‏ لأن الرب صالح.‏ الى الابد رحمته وإلى دور فدور امانته».‏ (‏مزمور ١٠٠:‏٤،‏ ٥‏)‏ واليوم،‏ هنالك اشخاص من جميع الامم يدخلون ديار مقدس يهوه.‏ وهذا امر يدعو الى تسبيحه وشكره.‏ فهل تعبِّرون عن الشكر للّٰه على قاعة الملكوت المحلية وتبرهنون على تقديركم بالاجتماع هناك قانونيا مع الذين يحبونه؟‏ وعندما تكونون هناك،‏ هل ترفعون بحماس اصواتكم في ترانيم التسبيح والشكر لأبينا السماوي المحب؟‏

      لا تخجلوا بالصلاة

      ١٣ ايّ مثال من الاسفار المقدسة يُظهِر انه ينبغي ان نتضرع الى يهوه حتى لو شعرنا بعدم الجدارة نتيجة الاحساس بالذنب؟‏

      ١٣ حتى لو شعرنا بعدم الجدارة نتيجة الاحساس بالذنب،‏ ينبغي ان نتضرع الى اللّٰه من كل قلبنا.‏ فعندما اخطأ اليهود باتِّخاذ نساء اجنبيات،‏ جثا عزرا وبسط يديه الوليتين الى اللّٰه وصلّى بتواضع:‏ «اللهم اني اخجل وأخزى من ان ارفع يا الهي وجهي نحوك لأن ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا وآثامنا تعاظمت الى السماء.‏ منذ ايام آبائنا نحن في اثم عظيم الى هذا اليوم .‏ .‏ .‏ وبعد كل ما جاء علينا لأجل اعمالنا الرديئة وآثامنا العظيمة.‏ لأنك قد جازيتنا يا الهنا اقل من آثامنا وأعطيتنا نجاة كهذه.‏ أفنعود ونتعدى وصاياك ونصاهر شعوب هذه الرجاسات.‏ أمَا تسخط علينا حتى تفنينا فلا تكون بقية ولا نجاة.‏ ايها الرب اله اسرائيل انت بار لأننا بقينا ناجين كهذا اليوم.‏ ها نحن امامك في آثامنا لأنه ليس لنا ان نقف امامك من اجل هذا».‏ —‏ عزرا ٩:‏١-‏١٥؛‏ تثنية ٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٤ ما هو المطلوب لكي ننال غفران اللّٰه،‏ كما تبيَّن في ايام عزرا؟‏

      ١٤ ولنيل غفران اللّٰه،‏ يجب ان يقترن الاعتراف له بالندم و‹الثمار التي تليق بالتوبة›.‏ (‏لوقا ٣:‏٨؛‏ ايوب ٤٢:‏١-‏٦؛‏ اشعياء ٦٦:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ ففي ايام عزرا،‏ اقترنت التوبة بجهد لتصويب الخطإ بإطلاق النساء الاجنبيات.‏ (‏عزرا ١٠:‏٤٤‏،‏ ع‌ج‏؛‏ قارنوا ٢ كورنثوس ٧:‏٨-‏١٣‏)‏ وإذا كنا نطلب غفران اللّٰه بسبب خطإ خطير،‏ فلنعترف له في صلاة متواضعة وننتج ثمارا تليق بالتوبة.‏ وموقف التوبة والرغبة في تصويب الخطإ سيدفعنا الى طلب المساعدة الروحية من الشيوخ المسيحيين.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٣-‏١٥‏.‏

      استمدوا العزاء من الصلاة

      ١٥ كيف يُظهِر ما حدث لحنة انه يمكن ان نجد العزاء في الصلاة؟‏

      ١٥ اذا كان قلبنا حزينا لسبب ما،‏ يمكن ان نجد العزاء في الصلاة.‏ (‏مزمور ٥١:‏١٧؛‏ امثال ١٥:‏١٣‏)‏ وهذا ما حصل مع حنة.‏ فقد كانت تعيش حين كانت العائلات الكبيرة شائعة في اسرائيل،‏ ولكنها لم تُرزق بأولاد.‏ وكان لزوجها القانة ابناء وبنات من زوجته الاخرى فننة،‏ التي كانت تسخر من حنة لأنها عاقر.‏ فصلّت حنة من قلبها ووعدت انه اذا بوركت بابن،‏ ‹تعطيه ليهوه كل ايام حياته›.‏ وإذ عزّتها صلاتها وكلمات رئيس الكهنة عالي،‏ ‹لم يعد وجهها بعد مغيَّرا›.‏ وقد ولدت صبيا دعته صموئيل.‏ ولاحقا،‏ اخذته للخدمة في مقدس يهوه.‏ (‏١ صموئيل ١:‏٩-‏٢٨‏)‏ وقد عبَّرت عن شكرها على لطف اللّٰه في صلاة تسبِّح يهوه على انه اله لا يُضاهى.‏ (‏١ صموئيل ٢:‏١-‏١٠‏)‏ ومثل حنة،‏ يمكننا ان نستمد العزاء من الصلاة،‏ واثقين ان اللّٰه يستجيب كل الطلبات التي تنسجم مع مشيئته.‏ وعندما نسكب قلبنا امامه،‏ ‹لا يعود وجهنا بعد مغيَّرا›،‏ لأنه سيزيل همَّنا او يمكِّننا من حمله.‏ —‏ مزمور ٥٥:‏٢٢‏.‏

      ١٦ لماذا ينبغي ان نصلّي عندما نكون خائفين او قلقين،‏ كما توضح حالة يعقوب؟‏

      ١٦ وإذا كانت حالة ما تسبِّب الخوف،‏ الحزن في القلب،‏ او القلق،‏ فلنلتفت الى اللّٰه في الصلاة من اجل العزاء.‏ (‏مزمور ٥٥:‏١-‏٤‏)‏ فقد خاف يعقوب عندما كان على وشك لقاء اخيه عيسو بعد الجفاء بينهما.‏ ولكنه صلّى:‏ «يا اله ابي ابراهيم وإله ابي اسحاق الرب الذي قال لي ارجع الى ارضك وإلى عشيرتك فأُحسن اليك.‏ صغير انا عن جميع ألطافك وجميع الامانة التي صنعت الى عبدك.‏ فإني بعصاي عبرت هذا الاردن والآن قد صرت جيشين.‏ نجِّني من يد اخي من يد عيسو.‏ لأني خائف منه ان يأتي ويضربني الأم مع البنين.‏ وأنت قد قلت اني أُحسن اليك وأجعل نسلك كرمل البحر الذي لا يُعدّ للكثرة».‏ (‏تكوين ٣٢:‏٩-‏١٢‏)‏ ولم يعتدِ عيسو على يعقوب ومرافقيه.‏ وهكذا،‏ ‹احسن› يهوه الى يعقوب في هذه المناسبة.‏

      ١٧ انسجاما مع المزمور ١١٩:‏٥٢‏،‏ كيف يمكن ان تجلب لنا الصلاة العزاء عندما نكون تحت امتحان شديد؟‏

      ١٧ خلال تضرعنا،‏ يمكن ان نتعزى اذ نتذكر ما قيل في كلمة اللّٰه.‏ ففي اطول مزمور،‏ صلاة جميلة ملحَّنة،‏ ربما كان الامير حزقيا الذي رنَّم:‏ «تذكرت احكامك منذ الدهر يا رب فتعزيت».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٢‏)‏ فإذ نصلّي بتواضع عندما نكون تحت امتحان شديد،‏ قد نتذكر مبدأ او شريعة من الكتاب المقدس يمكن ان يساعدنا على اتِّباع مسلك يمنحنا طمأنينة معزية بسبب معرفتنا ان ابانا السماوي مسرور بنا.‏

      الاولياء يواظبون على الصلاة

      ١٨ لماذا يمكن القول ان ‹كل ولي يصلي للّٰه›؟‏

      ١٨ ان كل الاولياء ليهوه اللّٰه ‹سيواظبون على الصلاة›.‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ ففي المزمور الـ‍ ٣٢،‏ الذي نظمه داود ربما بعد خطيته مع بثشبع،‏ وصف عذابه من جراء عدم طلبه الغفران والراحة التي احسّ بها نتيجة التوبة والاعتراف للّٰه.‏ ثم رنَّم داود:‏ «لهذا [لأن غفران يهوه في متناول التائبين توبة مخلصة] يصلّي لك كل تقي [«ولي»،‏ ع‌ج‏] في وقت يجدك فيه».‏ —‏ مزمور ٣٢:‏٦ .‏

      ١٩ لماذا ينبغي ان نرفع ايديًا ولية في الصلاة؟‏

      ١٩ اذا كانت علاقتنا بيهوه اللّٰه عزيزة على قلوبنا،‏ نصلّي من اجل رحمته على اساس ذبيحة يسوع الفدائية.‏ وبإيمان،‏ يمكن ان نقترب من عرش النعمة بحرية كلام لكي ننال رحمة وعونا في حينه.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٦‏)‏ ولكن هنالك اسباب كثيرة تدعونا الى الصلاة.‏ فلنصلِّ «بلا انقطاع»،‏ وفي الغالب بكلمات تسبيح وشكر للّٰه من كل القلب.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏)‏ ولنرفع نهارا وليلا ايديًا ولية في الصلاة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة