-
هل صلواتكم «كالبخور»؟برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
هل صلواتكم «كالبخور»؟
«لتستقم صلاتي كالبخور قدامك». — مزمور ١٤١:٢.
١، ٢ إلامَ رمز حرق البخور؟
امر يهوه اللّٰه نبيّه موسى بتحضير بخور مقدس لاستخدامه في مسكن العبادة لاسرائيل. وقد استلزمت الوصفة التي اعطاها اللّٰه خليطا من اربعة عطور. (خروج ٣٠:٣٤-٣٨) وكانت رائحتها ذكية جدا.
٢ وقد نصّ عهد الناموس الذي أُدخلت فيه امة اسرائيل على حرق البخور يوميا. (خروج ٣٠:٧، ٨) فهل كان لاستخدام البخور مغزى خصوصي؟ اجل، فقد رنم صاحب المزمور: «لتستقم صلاتي كالبخور قدامك [يهوه اللّٰه] ليكن رفع يديَّ كذبيحة مسائية». (مزمور ١٤١:٢) وفي سفر الكشف يصف الرسول يوحنا الذين حول عرش يهوه السماوي بأن لهم جامات ذهبية ممتلئة بخورا. ويقول السجل الموحى به ان البخور هو «صلوات القدوسين». (كشف ٥:٨) فحرق البخور الذكي الرائحة يرمز الى الصلوات المقبولة التي يقدِّمها خدام يهوه ليلا ونهارا. — ١ تسالونيكي ٣:١٠؛ عبرانيين ٥:٧.
٣ ماذا يساعدنا ان تكون ‹صلواتنا كالبخور قدام اللّٰه›؟
٣ ولكي تكون صلواتنا مقبولة عند اللّٰه، يجب ان نصلّي اليه باسم يسوع المسيح. (يوحنا ١٦:٢٣، ٢٤) ولكن كيف نحسِّن نوعية صلواتنا؟ ان التأمل في بعض الامثلة من الاسفار المقدسة يساعدنا ان تكون صلواتنا كالبخور قدامه. — امثال ١٥:٨.
صلّوا بإيمان
٤ كيف يرتبط الايمان بالصلاة المقبولة؟
٤ لكي تصعد صلواتنا الى اللّٰه كبخور ذكي الرائحة، يجب ان نصلّي بإيمان. (عبرانيين ١١:٦) وعندما يجد الشيوخ المسيحيون ان شخصا مريضا روحيا يتجاوب مع المساعدة التي يقدمونها له من الاسفار المقدسة، فإن «صلاة الايمان» التي يقدِّمونها «تجعل المتوعك يتعافى». (يعقوب ٥:١٥) فصلوات الايمان تسرّ ابانا السماوي، وكذلك درس كلمة اللّٰه الذي ترافقه الصلاة. وقد اعرب صاحب المزمور عن موقف رائع عندما رنَّم: «ارفع يديَّ الى وصاياك التي وددت وأناجي بفرائضك. ذوقا صالحا ومعرفة علمني لأني بوصاياك آمنت». (مزمور ١١٩:٤٨، ٦٦) فدعونا ‹نرفع ايدينا› في الصلاة المتواضعة ونمارس الايمان بإطاعة وصايا اللّٰه.
٥ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كانت تنقصنا الحكمة؟
٥ لنفرض انه تنقصنا الحكمة اللازمة لمواجهة محنة ما. فربما لسنا متأكدين ان نبوة معيَّنة في الكتاب المقدس تتمّ الآن. فبدلا من السماح لهذا الامر بزعزعتنا روحيا، لنصلِّ طلبا للحكمة. (غلاطية ٥:٧، ٨؛ يعقوب ١:٥-٨) وطبعا، لا يمكن ان نتوقع ان يستجيب اللّٰه لنا بطريقة عجائبية. ويجب ان نُظهِر كم نحن مخلصون في صلواتنا بفعل ما يتوقع اللّٰه ان يفعله كل شعبه. ومن المهم القيام بالدرس المقوي للايمان في الكتاب المقدس بمساعدة المطبوعات المزوَّدة بواسطة «العبد الامين الفطين». (متى ٢٤:٤٥-٤٧؛ يشوع ١:٧، ٨) ويلزمنا ايضا ان نتقدم في المعرفة بالاشتراك في اجتماعات شعب اللّٰه قانونيا. — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
٦ (أ) ماذا ينبغي ان ندرك جميعا بشأن ايامنا وإتمام نبوات الكتاب المقدس؟ (ب) ماذا ينبغي ان نفعل بالاضافة الى الصلاة ان يتقدس اسم يهوه؟
٦ يسعى بعض المسيحيين اليوم وراء مصالحهم الشخصية ومِهَنٍ معيَّنة تدل انهم لم يعودوا يدركون اننا متوغِّلون في «وقت النهاية». (دانيال ١٢:٤) فمن الملائم ان يصلّي الرفقاء المؤمنون كي يضرم، او يقوّي، مثل هؤلاء ايمانهم بأدلة الاسفار المقدسة التي تُظهِر ان حضور المسيح ابتدأ سنة ١٩١٤ عندما نصَّبه يهوه ملكا وأنه يحكم في وسط اعدائه. (مزمور ١١٠:١، ٢؛ متى ٢٤:٣) وينبغي ان ندرك جميعا ان الحوادث المنبأ بها مثل دمار الدين الباطل، «بابل العظيمة»، الهجوم الشيطاني الذي يشنه جوج الماجوجي على شعب يهوه، وإنقاذ يهوه القادر على كل شيء لهم في حرب هرمجدون يمكن ان تأتي فجأة وتحدث كلها في فترة زمنية قصيرة نسبيا. (كشف ١٦:١٤، ١٦؛ ١٨:١-٥؛ حزقيال ٣٨:١٨-٢٣) فلنصلِّ طلبا لمساعدة اللّٰه على البقاء مستيقظين روحيا. ولنصلِّ جميعا بجدّ ان يتقدس اسم يهوه، يأتي ملكوته، وتكون مشيئته على الارض كما في السماء. ولنستمرّ في ممارسة الايمان والاثبات ان صلواتنا مخلصة. (متى ٦:٩، ١٠) وليطلب جميع محبي يهوه الملكوت وبرّه اولا ويشتركوا الى ابعد حدّ ممكن في الكرازة بالبشارة قبل ان تأتي النهاية. — متى ٦:٣٣؛ ٢٤:١٤.
سبِّحوا يهوه واشكروه
٧ ايّ امر يؤثر فيكم في صلاة داود المسجَّل جزء منها في ١ أخبار الايام ٢٩:١٠-١٣؟
٧ ان احدى الطرائق المهمة لتكون ‹صلواتنا كالبخور› هي بالتعبير من كل قلبنا عن التسبيح والشكر للّٰه. وقد قدَّم داود صلاة كهذه عندما تبرع هو وشعب اسرائيل لبناء هيكل يهوه. صلّى داود: «مبارك انت ايها الرب اله اسرائيل ابينا من الازل وإلى الابد لك يا رب العظمة والجبروت والجلال والبهاء والمجد لأن لك كل ما في السماء والارض. لك يا رب المُلك وقد ارتفعت رأسا على الجميع. والغنى والكرامة من لدنك وأنت تتسلط على الجميع وبيدك القوة والجبروت وبيدك تعظيم وتشديد الجميع. والآن يا الهنا نحمدك ونسبح اسمك الجليل». — ١ أخبار الايام ٢٩:١٠-١٣.
٨ (أ) اية كلمات تسبيح في المزامير ١٤٨ الى ١٥٠ تمس قلبكم بشكل خصوصي؟ (ب) ماذا سنفعل اذا كانت لدينا المشاعر المعبَّر عنها في المزمور ٢٧:٤؟
٨ فما اروع تعابير التسبيح والشكر هذه! صحيح ان صلواتنا قد لا تكون بهذه البلاغة، إلا انها يمكن ان تكون مثلها نابعة من القلب. وسفر المزامير زاخر بصلوات الشكر والتسبيح. ويمكن ان نجد اجمل تعابير التسبيح في المزامير ١٤٨ الى ١٥٠. وهنالك مزامير كثيرة تعبِّر عن الشكر للّٰه. رنَّم داود: «واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس. أن اسكن في بيت الرب كل ايام حياتي لكي انظر الى جمال الرب وأتفرس في هيكله». (مزمور ٢٧:٤) فلنعمل بانسجام مع هذه الصلوات بالاشتراك بغيرة في كل نشاطات جماعات شعب يهوه. (مزمور ٢٦:١٢) فذلك، بالاضافة الى التأمل في كلمة اللّٰه يوميا، سيزوِّدنا بأسباب كثيرة لتسبيح يهوه وشكره من كل قلبنا.
اطلبوا مساعدة يهوه باتِّضاع
٩ كيف صلّى الملك آسا، وبأية نتيجة؟
٩ اذا كنا نخدم يهوه من كل قلبنا كشهود له، فبإمكاننا ان نثق بأنه يسمع صلواتنا طلبا للمساعدة. (اشعياء ٤٣:١٠-١٢) تأملوا في حالة آسا ملك يهوذا. فالسنوات العشر الاولى من حكمه الذي دام ٤١ سنة (٩٧٧-٩٣٧ قم) عمَّها السلام. ثم غزا زارح الكوشي يهوذا بجيش يُعدّ بمليون محارب. ورغم ان هذا الجيش كان يفوق آسا ورجاله في العدد، فقد خرجوا للقاء الغزاة. لكنَّ آسا صلّى بحرارة قبل المعركة، معترفا بقدرة يهوه على الانقاذ. قال الملك ملتمسا المساعدة: «عليك اتكلنا وباسمك قدمنا على هذا الجيش. ايها الرب انت الهنا. لا يقوَ عليك انسان». فحقَّقوا نصرا ساحقا لأن يهوه خلَّص يهوذا من اجل اسمه العظيم. (٢ أخبار الايام ١٤:١-١٥) فسواء انقذنا اللّٰه من المحنة او قوّانا على احتمالها، فلا شك انه يسمع تضرعاتنا من اجل مساعدته.
١٠ كيف يمكن ان تساعدنا صلاة الملك يهوشافاط عندما لا نعرف كيف نواجه ازمة معيَّنة؟
١٠ وإذا لم نعرف كيف نواجه ازمة معيَّنة، يمكن ان نثق ان يهوه سيسمع التماساتنا طلبا للمساعدة. وهذا ما جرى ايضاحه في ايام يهوشافاط ملك يهوذا، الذي ابتدأ حكمه سنة ٩٣٦ قم ودام ٢٥ سنة. لذلك عندما هدَّدت الجيوش المتحدة لموآب وعمون وجبل ساعير يهوذا، توسَّل يهوشافاط: «يا الهنا أمَا تقضي عليهم لأنه ليس فينا قوة امام هذا الجمهور الكثير الآتي علينا ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك اعيننا». فاستجاب يهوه هذه الصلاة المتَّضعة بالمحاربة عن يهوذا إذ ضرب صفوف الاعداء بالفوضى حتى انهم قتلوا واحدهم الآخر. فخافت الشعوب المحيطة وعمّ السلام يهوذا. (٢ أخبار الايام ٢٠:١-٣٠) فعندما تنقصنا الحكمة اللازمة لمواجهة ازمة ما، يمكن ان نصلّي الى يهوه كيهوشافاط: ‹لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك اعيننا يا يهوه›. فقد يذكِّرنا الروح القدس بنقاط من الاسفار المقدسة لازمة لحلّ المشكلة، او قد يساعدنا اللّٰه بطريقة تفوق الفهم البشري. — روما ٨:٢٦، ٢٧.
١١ ماذا يمكن ان نتعلم عن الصلاة مما فعله نحميا بشأن سور اورشليم؟
١١ وقد يلزم ان نواظب على الصلاة من اجل مساعدة اللّٰه. فنحميا ناح وبكى وصام وصلّى طوال ايام بسبب سور اورشليم المنهدم ومأزق سكان يهوذا الشديد. (نحميا ١:١-١١) وكما يبدو، صعدت صلواته الى اللّٰه كبخور ذكي الرائحة. فذات يوم، سأل الملك الفارسي ارتحشستا نحميا المكتئب: «ماذا طالب انت». يقول نحميا: «فصليت الى اله السماء». وقد استُجيبت هذه الصلاة القصيرة الصامتة، اذ سُمح لنحميا بتحقيق رغبة قلبه بالذهاب الى اورشليم لإعادة بناء سورها المنهدم. — نحميا ٢:١-٨.
ليعلِّمكم يسوع كيف تصلّون
١٢ كيف تلخِّصون بكلماتكم الخاصة النقاط الرئيسية في الصلاة النموذجية التي اعطاها يسوع؟
١٢ من بين كل الصلوات المسجَّلة في الاسفار المقدسة، نتعلم الكثير من الصلاة النموذجية التي قدَّمها يسوع المسيح كبخور ذكي الرائحة. يقول انجيل لوقا: «قال له واحد من تلاميذه: ‹يا رب، علّمنا ان نصلّي كما علّم يوحنا ايضا تلاميذه›. فقال لهم: ‹متى صلّيتم فقولوا: «ايها الآب، ليتقدس اسمك. ليأتِ ملكوتك. أعطنا خبزنا اليومي كفاف يومنا. واغفر لنا خطايانا، لأننا نحن ايضا نغفر لكل مَن هو مديون لنا؛ ولا تُدخلنا في تجربة›». (لوقا ١١:١-٤؛ متى ٦:٩-١٣) فلنتأمل في هذه الصلاة، التي لا يُقصَد منها ان نتلوها بل ان تكون بمثابة دليل يرشدنا.
١٣ كيف توضحون معنى الكلمات: «ايها الآب، ليتقدس اسمك»؟
١٣ «ايها الآب، ليتقدس اسمك». ان مخاطبة يهوه كأب هي امتياز خصوصي لخدامه المنتذرين. فكما يتحدث الاولاد مباشرة الى اب رحيم عن كل ما يقلقهم، كذلك ينبغي ان نخصص الوقت قانونيا لنصلّي الى اللّٰه صلوات تنمّ عن الاكرام والتوقير. (مزمور ١٠٣:١٣، ١٤) وينبغي ان تعكس صلواتنا اهتمامنا بتقديس اسم يهوه لأننا نتوق الى رؤية ازالة كل التعيير المكوَّم عليه. نعم، نحن نريد ان نرى اسم يهوه مفروزا ومقدسا. — مزمور ٥:١١؛ ٦٣:٣، ٤؛ ١٤٨:١٢، ١٣؛ حزقيال ٣٨:٢٣.
١٤ ماذا يعني ان نصلّي: «ليأتِ ملكوتك»؟
١٤ «ليأتِ ملكوتك». ان الملكوت هو حكم يهوه الممثَّل بالحكومة المسيّانية السماوية بين يدَي ابنه و‹قدوسي› يسوع العشراء. (دانيال ٧:١٣، ١٤، ١٨، ٢٧؛ كشف ٢٠:٦) وقريبا ‹سيأتي› على كل مقاومي سلطان اللّٰه الارضيين ليفنيهم. (دانيال ٢:٤٤) عندئذ ستكون مشيئة يهوه على الارض كما هي في السماء. (متى ٦:١٠) فما اعظم الفرح الذي سينتجه ذلك لكل الذين يخدمون المتسلط الكوني بولاء!
١٥ علامَ يدل طلبنا من يهوه «خبزنا اليومي»؟
١٥ «اعطنا خبزنا اليومي كفاف يومنا». ان طلب الطعام «اليومي» من يهوه يدل اننا لا نطلب مؤنا بكميات كبيرة بل حاجتنا اليومية فقط. ورغم اننا نثق بأن اللّٰه يعيلنا، فإننا نعمل ايضا ونستخدم اية وسيلة ملائمة ممكنة لنحصل على الطعام والضرورات الاخرى. (٢ تسالونيكي ٣:٧-١٠) وطبعا، ينبغي ان نشكر مزوِّدنا السماوي لأن محبته وحكمته وقدرته هي وراء هذه التدابير. — اعمال ١٤:١٥-١٧.
١٦ كيف يمكن ان ننال غفران اللّٰه؟
١٦ «اغفر لنا خطايانا، لأننا نحن ايضا نغفر لكل مَن هو مديون لنا». بما اننا خطاة وناقصون، لا يمكننا ان نبلغ كليًّا مقاييس يهوه الكاملة. لذلك يلزم ان نصلّي من اجل غفرانه على اساس ذبيحة يسوع الفدائية. وإذا اردنا ان يطبِّق «سامع الصلاة» استحقاق هذه الذبيحة على خطايانا، يجب ان نعرب عن التوبة والاستعداد لقبول ايّ تأديب يقدِّمه لنا. (مزمور ٦٥:٢؛ روما ٥:٨؛ ٦:٢٣؛ عبرانيين ١٢:٤-١١) وعلاوة على ذلك، لا يمكن ان نتوقع ان يغفر اللّٰه لنا إلّا اذا ‹غفرنا للمديونين لنا›. — متى ٦:١٢، ١٤، ١٥.
١٧ ماذا تعني الكلمات: «لا تُدخلنا في تجربة»؟
١٧ «لا تُدخلنا في تجربة». عندما يقول الكتاب المقدس احيانا ان يهوه يفعل امورا معيَّنة، يعني ذلك انه يسمح بها فقط. (راعوث ١:٢٠، ٢١) فاللّٰه لا يمتحننا لنرتكب الخطية. (يعقوب ١:١٣) ان ابليس وجسدنا الخاطئ وهذا العالم هم مصدر التجارب التي تحثنا على فعل الشر. فالشيطان هو المجرِّب الذي يحاول ان يوقع بنا كي نخطئ الى اللّٰه. (متى ٤:٣؛ ١ تسالونيكي ٣:٥) وعندما نلتمس قائلين: «لا تُدخلنا في تجربة»، نسأل اللّٰه ألّا يسمح بأن نفشل عندما نُجرَّب لنقع في العصيان. ويمكنه ان يرشدنا لئلا نستسلم وندع الشيطان، «الشرير»، يخدعنا. — متى ٦:١٣؛ ١ كورنثوس ١٠:١٣.
اعملوا بانسجام مع صلواتكم
١٨ كيف يمكننا ان نعمل بانسجام مع صلواتنا من اجل زواج سعيد وحياة عائلية ناجحة؟
١٨ ان صلاة يسوع النموذجية تغطي نقاطا رئيسية، ولكن يمكننا ان نصلّي بشأن اية مسألة. مثلا، قد نصلّي بشأن رغبتنا في زواج سعيد. وللمحافظة على العفة حتى الزواج، يمكن ان نصلّي من اجل ضبط النفس. وعندئذ يجب ان نعمل بانسجام مع صلواتنا بتجنب المطبوعات والتسلية الفاسدة ادبيا، وأيضا بالتصميم على ‹التزوج في الرب فقط›. (١ كورنثوس ٧:٣٩؛ تثنية ٧:٣، ٤) وعندما نتزوج، يلزم ان نعمل بانسجام مع صلواتنا من اجل السعادة بتطبيق مشورة اللّٰه. وإذا كان لنا اولاد، فلا يكفي ان نصلّي ان يكونوا خداما ليهوه امناء. فيجب ان نفعل كل ما في وسعنا لغرس حقائق اللّٰه في اذهانهم من خلال درس الكتاب المقدس وحضور الاجتماعات المسيحية معهم قانونيا. — تثنية ٦:٥-٩؛ ٣١:١٢؛ امثال ٢٢:٦.
١٩ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كنا نصلّي بشأن خدمتنا؟
١٩ وهل نصلّي من اجل البركات في خدمتنا؟ فلنعمل بانسجام مع هذه الصلوات بالاشتراك الفعّال في عمل الكرازة بالملكوت. وإذا صلّينا من اجل ان تتوفَّر لنا الفرص لمساعدة الآخرين على السلوك في الطريق الى الحياة الابدية، يلزم ان نحفظ سجلات دقيقة بالمهتمين ونكون على استعداد لنخصِّص الوقت في برنامجنا لعقد دروس بيتية في الكتاب المقدس. وماذا لو كنا نرغب في الانخراط في عمل الكرازة كامل الوقت كفاتحين؟ اذًا، لنتخذ خطوات تنسجم مع صلواتنا بزيادة نشاطنا الكرازي والاشتراك في الخدمة مع الفاتحين. فاتِّخاذ خطوات كهذه سيُظهِر اننا نعمل بانسجام مع صلواتنا.
٢٠ ماذا ستعالج المقالة التالية؟
٢٠ اذا كنا نخدم يهوه بأمانة، يمكن ان نتيقن انه سيستجيب صلواتنا المنسجمة مع مشيئته. (١ يوحنا ٥:١٤، ١٥) لقد وجدنا حقا نقاطا مفيدة لدى تفحص بعض الصلوات المسجلة في الكتاب المقدس. وستعالج مقالتنا التالية خطوطا ارشادية اخرى من الاسفار المقدسة للراغبين في ان تكون ‹صلواتهم كالبخور قدام يهوه›.
-
-
ارفعوا ايديًا ولية في الصلاةبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
ارفعوا ايديًا ولية في الصلاة
«اريد ان يواظب الرجال على الصلاة في كل مكان، رافعين ايديًا ولية، من غير سخط ومماحكات». — ١ تيموثاوس ٢:٨.
١، ٢ (أ) كيف تنطبق ١ تيموثاوس ٢:٨ على صلاة شعب يهوه؟ (ب) ماذا سنعالج الآن؟
يتوقع يهوه ان يكون شعبه اولياء له وواحدهم للآخر. وقد ربط الرسول بولس بين الولاء والصلاة عندما كتب: «اريد ان يواظب الرجال على الصلاة في كل مكان، رافعين ايديًا ولية، من غير سخط ومماحكات». (١ تيموثاوس ٢:٨) وكما يبدو، كان بولس يشير الى الصلاة العلنية «في كل مكان» اجتمع فيه المسيحيون. ومَن كانوا سيمثِّلون شعب اللّٰه في الصلاة في اجتماعات الجماعة؟ ليس سوى الرجال القديسين والابرار والاتقياء الذين تمَّموا كل متطلبات اللّٰه في الاسفار المقدسة. (جامعة ١٢:١٣، ١٤) وقد لزم ان يكونوا طاهرين ادبيا وروحيا ومخلصين حقا ليهوه اللّٰه.
٢ ان الشيوخ في الجماعة هم خصوصا مَن ينبغي ان ‹يرفعوا الايادي الولية في الصلاة›. وصلواتهم النابعة من القلب المقدَّمة باسم يسوع المسيح تعرب عن الولاء للّٰه وتساعدهم على تجنب المماحكات وانفجارات السخط. فلا ينبغي ان يكون الذي له امتياز تمثيل الجماعة المسيحية في صلاة علنية ساخطا وحقودا وغير ولي ليهوه وهيئته. (يعقوب ١:١٩، ٢٠) وأية خطوط ارشادية اخرى هنالك للذين لهم امتياز تمثيل الآخرين في صلاة علنية؟ وما هي بعض مبادئ الاسفار المقدسة التي ينبغي ان نطبِّقها في صلواتنا العائلية والشخصية؟
فكروا مسبقا في الصلاة
٣، ٤ (أ) لماذا من المفيد التفكير مسبقا في الصلاة العلنية؟ (ب) ماذا تقول الاسفار المقدسة عن طول الصلوات؟
٣ اذا طُلب منا ان نصلّي علنا، فسنتمكن على الاقل من التفكير مسبقا في صلاتنا. وهذا ما يمكِّننا من تغطية مسائل مهمة ومناسبة ويجنِّبنا الصلاة الطويلة والتي تنتقل من موضوع الى آخر. وطبعا، يمكن ان نقدِّم صلواتنا الشخصية بصوت عالٍ، وبالطول الذي نريده. فقد بقي يسوع كل الليل يصلّي قبل اختيار رسله الـ ١٢. أما عندما اسَّس ذكرى موته فقد صلّى قبل تقديم الخبز والخمر صلاتين وجيزتين كما يبدو. (لوقا ٦:١٢-١٦؛ مرقس ١٤:٢٢-٢٤) ونحن نعرف ان صلوات يسوع، حتى القصيرة منها، كانت مقبولة عند اللّٰه.
٤ لنفرض اننا مُنحنا امتياز تمثيل العائلة في صلاة قبل وجبة طعام. فهذه الصلاة قد تكون قصيرة نوعا ما، ولكن مهما قيل، ينبغي ان تشمل الصلاة الشكر على الطعام. وإذا كنا نصلّي علنا قبل اجتماع مسيحي او بعده، لا يجب ان تكون صلاتنا طويلة وتغطي مسائل كثيرة. فقد انتقد يسوع الكتبة الذين «يطيلون الصلوات تظاهرا». (لوقا ٢٠:٤٦، ٤٧) وهذا ما لا يريد ايّ شخص تقي ان يفعله. ولكن قد يكون من الملائم احيانا تقديم صلاة علنية اطول نوعا ما. مثلا، ان الشيخ الذي اختير لتقديم الصلاة الختامية في محفل ينبغي ان يفكِّر فيها مسبقا وقد يرغب في ذكر عدة نقاط. إلا ان هذه الصلاة ايضا لا ينبغي ان تكون طويلة كثيرا.
اقتربوا الى اللّٰه بوقار
٥ (أ) ماذا ينبغي ان نتذكر عندما نصلّي علنا؟ (ب) لماذا ينبغي ان تنمّ صلواتنا عن الاكرام والاحترام؟
٥ عندما نصلّي علنا، ينبغي ان نتذكر اننا لا نخاطب البشر، إنما نحن مخلوقات خاطئة تتوسل الى الرب المتسلط يهوه. (مزمور ٨:٣-٥، ٩؛ ٧٣:٢٨) لذلك ينبغي ان نعرب عن الخوف التوقيري من عدم ارضائه بأقوالنا وطريقة تعبيرنا. (امثال ١:٧) رنَّم صاحب المزمور داود: «اما انا فبكثرة رحمتك ادخل بيتك. اسجد في هيكل قدسك بخوفك». (مزمور ٥:٧) فإذا كان هذا هو موقفنا، فكيف سيكون اسلوبنا في التعبير عندما يُطلَب منا تقديم صلاة علنية في اجتماع لشهود يهوه؟ اذا كنا نتكلم مع ملك بشري، نتكلم معه باحترام وإكرام. أفلا ينبغي ان تنم صلواتنا عن مزيد من الاكرام والاحترام اذ نصلّي الى يهوه، «ملك الابدية»؟ (كشف ١٥:٣) ينبغي اذًا ان نتجنب في صلاتنا عبارات مثل: «صباح الخير يا يهوه»، «نرسل لك محبتنا»، او «طاب نهارك». فالاسفار المقدسة تُظهِر ان ابن اللّٰه، مولوده الوحيد، يسوع المسيح، لم يخاطب قط اباه السماوي بهذه الطريقة.
٦ ماذا ينبغي ان نتذكر عندما ‹نقترب من عرش النعمة›؟
٦ قال بولس: «لنقترب . . . بحرية كلام من عرش النعمة». (عبرانيين ٤:١٦) فرغم اننا خطاة، يمكننا ان نقترب الى يهوه «بحرية كلام» لأننا نؤمن بذبيحة يسوع المسيح الفدائية. (اعمال ١٠:٤٢، ٤٣؛ ٢٠:٢٠، ٢١) ولكنَّ ‹حرية الكلام› هذه لا تعني اننا ندردش مع اللّٰه؛ ولا ينبغي ايضا ان نقول له اشياء عديمة الاحترام. فإذا كنا نريد ان يسرّ يهوه بصلواتنا العلنية، يجب ان تقدَّم باحترام وإكرام لائقين، ومن غير اللائق ان تتضمن اعلانات او مشورة لشخص ما او توبيخا للحضور.
صلّوا بتواضع
٧ كيف اعرب سليمان عن التواضع عندما صلّى عند تدشين هيكل يهوه؟
٧ سواء كنا نصلّي علنا او على انفراد، هنالك مبدأ مهم من الاسفار المقدسة يجب تذكره، ألا وهو انه ينبغي ان نصلّي بتواضع. (٢ أخبار الايام ٧:١٣، ١٤) وقد اعرب الملك سليمان عن التواضع في صلاته العلنية عند تدشين هيكل يهوه في اورشليم. فكان سليمان قد اكمل احد اروع الابنية التي شيِّدت على الارض. إلا انه صلّى بتواضع: «هل يسكن اللّٰه حقا على الارض. هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالاقل هذا البيت الذي بنيت». — ١ ملوك ٨:٢٧.
٨ بأية طرائق يظهر التواضع في الصلاة العلنية؟
٨ ونحن ايضا، ينبغي ان نكون متواضعين كسليمان عند تمثيل الآخرين في صلاة علنية. ورغم اننا لا ينبغي ان نتظاهر بالتقوى، فإن تواضعنا يمكن ان يظهر في نغمة صوتنا. فالصلوات المتواضعة ليست طنانة او متكلِّفة. فهي تلفت الانتباه الى مَن نتوجه اليه بالصلاة وليس الى مَن يصلّي. (متى ٦:٥) ويظهر التواضع ايضا بما نقوله في الصلاة. فإذا كنا نصلّي بتواضع، فلن نعطي الانطباع اننا نأمر اللّٰه ان يفعل امورا معيَّنة بطريقتنا. ولكننا سنلتمس من يهوه ان يعمل بانسجام مع مشيئته المقدسة. وموقف صاحب المزمور هو مثال الموقف الصائب. فقد التمس: «آه يا رب [«من فضلك»، عج] خلِّص. آه يا رب [«من فضلك»، عج] انقذ». — مزمور ١١٨:٢٥؛ لوقا ١٨:٩-١٤.
صلّوا من كل قلبكم
٩ اية مشورة رائعة قدَّمها يسوع موجودة في متى ٦:٧، وكيف تُطبَّق؟
٩ اذا كنا نريد ان يسرّ يهوه بصلواتنا العلنية او على انفراد، يجب ان تكون نابعة من القلب. فلن نكرِّر نصّ صلاة مرة بعد اخرى دون التفكير في ما نقوله. اعطى يسوع هذه المشورة في موعظته على الجبل: «عندما تصلّون لا تكرروا الامور نفسها كما يفعل الامميون، فإنهم يظنون [خطأً] انه بالإكثار من الكلام، يُسمع لهم». وبكلمات اخرى، قال يسوع: «لا تكرروا الكلام بلا معنى؛ لا تكرروا كلاما فارغا». — متى ٦:٧؛ حاشية عج، بالانكليزية.
١٠ لماذا من الملائم ان نصلّي بشأن المسألة نفسها اكثر من مرة؟
١٠ وطبعا، قد يلزم ان نصلّي من اجل المسألة نفسها مرة بعد اخرى. وهذا ليس خطأ لأن يسوع حثّ: «داوموا على السؤال تُعطوا؛ داوموا على الطلب تجدوا؛ داوموا على القرع يُفتح لكم». (متى ٧:٧) ربما تكون هنالك حاجة الى قاعة ملكوت جديدة لأن يهوه يجعل عمل الكرازة المحلي يزدهر. (اشعياء ٦٠:٢٢) فمن الملائم المداومة على ذكر هذه الحاجة عندما نصلّي على انفراد او علنا في اجتماعات شعب يهوه. وهذا لا يعني اننا ‹نكرر كلاما فارغا›.
تذكَّروا الشكر والتسبيح
١١ كيف تنطبق فيلبي ٤:٦، ٧ على الصلاة العلنية وعلى انفراد؟
١١ لا يصلّي كثيرون إلا ليطلبوا شيئا، ولكنَّ محبتنا ليهوه اللّٰه ينبغي ان تدفعنا الى شكره وتسبيحه في الصلاة على انفراد او علنا. كتب بولس: «لا تحملوا همًّا من جهة ايّ شيء، بل في كل شيء لتُعرف طلباتكم لدى اللّٰه بالصلاة والتضرع مع الشكر؛ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع». (فيلبي ٤:٦، ٧) فبالاضافة الى التضرع والطلبات، ينبغي ان نعبِّر عن الشكر ليهوه على البركات الروحية والمادية. (امثال ١٠:٢٢) رنَّم صاحب المزمور: «اذبحْ للّٰه حمدا وأَوفِ العلي نذورك». (مزمور ٥٠:١٤) وهنالك صلاة ملحَّنة لداود تحتوي على هذه الكلمات المؤثرة: «اسبح اسم اللّٰه بتسبيح وأعظمه بحمد». (مزمور ٦٩:٣٠) أفلا ينبغي ان نفعل الامر عينه في الصلاة العلنية وعلى انفراد؟
١٢ كيف يتم المزمور ١٠٠:٤، ٥ اليوم، ولذلك علامَ يمكننا ان نشكر اللّٰه ونسبِّحه؟
١٢ رنَّم صاحب المزمور قائلا عن اللّٰه: «ادخلوا ابوابه بحمد دياره بالتسبيح احمدوه باركوا اسمه. لأن الرب صالح. الى الابد رحمته وإلى دور فدور امانته». (مزمور ١٠٠:٤، ٥) واليوم، هنالك اشخاص من جميع الامم يدخلون ديار مقدس يهوه. وهذا امر يدعو الى تسبيحه وشكره. فهل تعبِّرون عن الشكر للّٰه على قاعة الملكوت المحلية وتبرهنون على تقديركم بالاجتماع هناك قانونيا مع الذين يحبونه؟ وعندما تكونون هناك، هل ترفعون بحماس اصواتكم في ترانيم التسبيح والشكر لأبينا السماوي المحب؟
لا تخجلوا بالصلاة
١٣ ايّ مثال من الاسفار المقدسة يُظهِر انه ينبغي ان نتضرع الى يهوه حتى لو شعرنا بعدم الجدارة نتيجة الاحساس بالذنب؟
١٣ حتى لو شعرنا بعدم الجدارة نتيجة الاحساس بالذنب، ينبغي ان نتضرع الى اللّٰه من كل قلبنا. فعندما اخطأ اليهود باتِّخاذ نساء اجنبيات، جثا عزرا وبسط يديه الوليتين الى اللّٰه وصلّى بتواضع: «اللهم اني اخجل وأخزى من ان ارفع يا الهي وجهي نحوك لأن ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا وآثامنا تعاظمت الى السماء. منذ ايام آبائنا نحن في اثم عظيم الى هذا اليوم . . . وبعد كل ما جاء علينا لأجل اعمالنا الرديئة وآثامنا العظيمة. لأنك قد جازيتنا يا الهنا اقل من آثامنا وأعطيتنا نجاة كهذه. أفنعود ونتعدى وصاياك ونصاهر شعوب هذه الرجاسات. أمَا تسخط علينا حتى تفنينا فلا تكون بقية ولا نجاة. ايها الرب اله اسرائيل انت بار لأننا بقينا ناجين كهذا اليوم. ها نحن امامك في آثامنا لأنه ليس لنا ان نقف امامك من اجل هذا». — عزرا ٩:١-١٥؛ تثنية ٧:٣، ٤.
١٤ ما هو المطلوب لكي ننال غفران اللّٰه، كما تبيَّن في ايام عزرا؟
١٤ ولنيل غفران اللّٰه، يجب ان يقترن الاعتراف له بالندم و‹الثمار التي تليق بالتوبة›. (لوقا ٣:٨؛ ايوب ٤٢:١-٦؛ اشعياء ٦٦:٢، عج) ففي ايام عزرا، اقترنت التوبة بجهد لتصويب الخطإ بإطلاق النساء الاجنبيات. (عزرا ١٠:٤٤، عج؛ قارنوا ٢ كورنثوس ٧:٨-١٣) وإذا كنا نطلب غفران اللّٰه بسبب خطإ خطير، فلنعترف له في صلاة متواضعة وننتج ثمارا تليق بالتوبة. وموقف التوبة والرغبة في تصويب الخطإ سيدفعنا الى طلب المساعدة الروحية من الشيوخ المسيحيين. — يعقوب ٥:١٣-١٥.
استمدوا العزاء من الصلاة
١٥ كيف يُظهِر ما حدث لحنة انه يمكن ان نجد العزاء في الصلاة؟
١٥ اذا كان قلبنا حزينا لسبب ما، يمكن ان نجد العزاء في الصلاة. (مزمور ٥١:١٧؛ امثال ١٥:١٣) وهذا ما حصل مع حنة. فقد كانت تعيش حين كانت العائلات الكبيرة شائعة في اسرائيل، ولكنها لم تُرزق بأولاد. وكان لزوجها القانة ابناء وبنات من زوجته الاخرى فننة، التي كانت تسخر من حنة لأنها عاقر. فصلّت حنة من قلبها ووعدت انه اذا بوركت بابن، ‹تعطيه ليهوه كل ايام حياته›. وإذ عزّتها صلاتها وكلمات رئيس الكهنة عالي، ‹لم يعد وجهها بعد مغيَّرا›. وقد ولدت صبيا دعته صموئيل. ولاحقا، اخذته للخدمة في مقدس يهوه. (١ صموئيل ١:٩-٢٨) وقد عبَّرت عن شكرها على لطف اللّٰه في صلاة تسبِّح يهوه على انه اله لا يُضاهى. (١ صموئيل ٢:١-١٠) ومثل حنة، يمكننا ان نستمد العزاء من الصلاة، واثقين ان اللّٰه يستجيب كل الطلبات التي تنسجم مع مشيئته. وعندما نسكب قلبنا امامه، ‹لا يعود وجهنا بعد مغيَّرا›، لأنه سيزيل همَّنا او يمكِّننا من حمله. — مزمور ٥٥:٢٢.
١٦ لماذا ينبغي ان نصلّي عندما نكون خائفين او قلقين، كما توضح حالة يعقوب؟
١٦ وإذا كانت حالة ما تسبِّب الخوف، الحزن في القلب، او القلق، فلنلتفت الى اللّٰه في الصلاة من اجل العزاء. (مزمور ٥٥:١-٤) فقد خاف يعقوب عندما كان على وشك لقاء اخيه عيسو بعد الجفاء بينهما. ولكنه صلّى: «يا اله ابي ابراهيم وإله ابي اسحاق الرب الذي قال لي ارجع الى ارضك وإلى عشيرتك فأُحسن اليك. صغير انا عن جميع ألطافك وجميع الامانة التي صنعت الى عبدك. فإني بعصاي عبرت هذا الاردن والآن قد صرت جيشين. نجِّني من يد اخي من يد عيسو. لأني خائف منه ان يأتي ويضربني الأم مع البنين. وأنت قد قلت اني أُحسن اليك وأجعل نسلك كرمل البحر الذي لا يُعدّ للكثرة». (تكوين ٣٢:٩-١٢) ولم يعتدِ عيسو على يعقوب ومرافقيه. وهكذا، ‹احسن› يهوه الى يعقوب في هذه المناسبة.
١٧ انسجاما مع المزمور ١١٩:٥٢، كيف يمكن ان تجلب لنا الصلاة العزاء عندما نكون تحت امتحان شديد؟
١٧ خلال تضرعنا، يمكن ان نتعزى اذ نتذكر ما قيل في كلمة اللّٰه. ففي اطول مزمور، صلاة جميلة ملحَّنة، ربما كان الامير حزقيا الذي رنَّم: «تذكرت احكامك منذ الدهر يا رب فتعزيت». (مزمور ١١٩:٥٢) فإذ نصلّي بتواضع عندما نكون تحت امتحان شديد، قد نتذكر مبدأ او شريعة من الكتاب المقدس يمكن ان يساعدنا على اتِّباع مسلك يمنحنا طمأنينة معزية بسبب معرفتنا ان ابانا السماوي مسرور بنا.
الاولياء يواظبون على الصلاة
١٨ لماذا يمكن القول ان ‹كل ولي يصلي للّٰه›؟
١٨ ان كل الاولياء ليهوه اللّٰه ‹سيواظبون على الصلاة›. (روما ١٢:١٢) ففي المزمور الـ ٣٢، الذي نظمه داود ربما بعد خطيته مع بثشبع، وصف عذابه من جراء عدم طلبه الغفران والراحة التي احسّ بها نتيجة التوبة والاعتراف للّٰه. ثم رنَّم داود: «لهذا [لأن غفران يهوه في متناول التائبين توبة مخلصة] يصلّي لك كل تقي [«ولي»، عج] في وقت يجدك فيه». — مزمور ٣٢:٦ .
١٩ لماذا ينبغي ان نرفع ايديًا ولية في الصلاة؟
١٩ اذا كانت علاقتنا بيهوه اللّٰه عزيزة على قلوبنا، نصلّي من اجل رحمته على اساس ذبيحة يسوع الفدائية. وبإيمان، يمكن ان نقترب من عرش النعمة بحرية كلام لكي ننال رحمة وعونا في حينه. (عبرانيين ٤:١٦) ولكن هنالك اسباب كثيرة تدعونا الى الصلاة. فلنصلِّ «بلا انقطاع»، وفي الغالب بكلمات تسبيح وشكر للّٰه من كل القلب. (١ تسالونيكي ٥:١٧) ولنرفع نهارا وليلا ايديًا ولية في الصلاة.
-