مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • خافوا يهوه،‏ سامع الصلاة
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • خافوا يهوه،‏ سامع الصلاة

      ‏«يا سامع الصلاة اليك يأتي كل بشر.‏» —‏ مزمور ٦٥:‏٢‏.‏

      ١ لماذا يجب ان نتوقع ان تكون لدى يهوه متطلبات من اولئك الذين يرغبون ان يقتربوا اليه في الصلاة؟‏

      يهوه اللّٰه هو «ملك الابدية.‏» وهو ايضا «سامع الصلاة،‏» الذي اليه «يأتي كل بشر.‏» (‏رؤيا ١٥:‏٣‏،‏ ع‌ج؛‏ مزمور ٦٥:‏٢‏)‏ ولكن كيف يجب ان يأتوا اليه؟‏ يقرر الملوك الارضيون امورا كاللباس والسلوك لاولئك الذين يُسمح لهم بالدخول الى حضرتهم الملكية.‏ اذًا،‏ يجب ان نتوقع بالتأكيد ان تكون لدى الملك الابدي متطلبات لا بد ان يبلغها كل شخص يرغب في ان يأتي امامه بتضرع وشكر.‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏،‏ ع‌ج.‏

      ٢ أية اسئلة تنشأ حول موضوع الصلاة؟‏

      ٢ ماذا يتطلب الملك الابدي من اولئك الذين يقتربون اليه في الصلاة؟‏ مَن يمكنهم ان يصلّوا ويُسمع لهم؟‏ وبشأن ماذا يمكنهم ان يصلّوا؟‏

      الاقتراب الى الملك الابدي

      ٣ أية امثلة يمكنكم اعطاؤها عن صلوات قدَّمها خدام اللّٰه الباكرون،‏ وهل اقتربوا اليه بواسطة وسيط؟‏

      ٣ قبل ان يصير خاطئا،‏ من الواضح ان آدم،‏ ‏«ابن اللّٰه،‏» تحادث مع ملك الابدية.‏ (‏لوقا ٣:‏٣٨؛‏ تكوين ١:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ وعندما قدَّم ابن آدم هابيل «من ابكار غنمه» للّٰه،‏ لا شك ان هذه التقدمة كانت مصحوبة بعبارات التضرُّع والتسبيح.‏ (‏تكوين ٤:‏٢-‏٤‏)‏ ونوح،‏ ابرهيم،‏ اسحق،‏ ويعقوب بنوا مذابح واقتربوا الى يهوه بروح الصلاة بتقدماتهم.‏ (‏تكوين ٨:‏١٨-‏٢٢؛‏ ١٢:‏٧،‏ ٨؛‏ ١٣:‏٣،‏ ٤،‏ ١٨؛‏ ٢٢:‏٩-‏١٤؛‏ ٢٦:‏٢٣-‏٢٥؛‏ ٣٣:‏١٨-‏٢٠؛‏ ٣٥:‏١،‏ ٣،‏ ٧‏)‏ وصلوات سليمان،‏ عزرا،‏ والمرنمين الملهمين إلهيا تشير الى ان الاسرائيليين اقتربوا الى اللّٰه دون اي وسيط.‏ —‏ ١ ملوك ٨:‏٢٢-‏٢٤؛‏ عزرا ٩:‏٥،‏ ٦؛‏ مزمور ٦:‏١،‏ ٢؛‏ ٤٣:‏١؛‏ ٥٥:‏١؛‏ ٦١:‏١؛‏ ٧٢:‏١؛‏ ٨٠:‏١؛‏ ١٤٣:‏١‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ اي اقتراب جديد الى اللّٰه في الصلاة ابتدأ في القرن الاول؟‏ (‏ب)‏ لماذا من الملائم بشكل خصوصي ان تُقدَّم الصلاة باسم يسوع؟‏

      ٤ ثمة اقتراب جديد الى اللّٰه في الصلاة ابتدأ في القرن الاول لعصرنا الميلادي.‏ كان ذلك بواسطة ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ الذي كانت لديه محبة خصوصية للجنس البشري.‏ ففي وجوده السابق لبشريته خدم يسوع بفرح بصفته «صانعا» يلتذ بالامور المقترنة بالجنس البشري.‏ (‏امثال ٨:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ وكانسان على الارض،‏ ساعد يسوع بمحبة البشر الناقصين روحيا،‏ شفى المرضى،‏ وايضا اقام الموتى.‏ (‏متى ٩:‏٣٥-‏٣٨؛‏ لوقا ٨:‏١-‏٣،‏ ٤٩-‏٥٦‏)‏ وقبل كل شيء،‏ ‹بذل يسوع نفسه فدية عن كثيرين.‏› (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ فما اكثر ملاءمة وجوب اقتراب اولئك المستفيدين من الفدية الى اللّٰه بواسطة هذا الشخص الذي يحب الجنس البشري كثيرا!‏ هذه هي الآن الوسيلة الوحيدة للاقتراب الى الملك الابدي،‏ لان يسوع نفسه قال:‏ «ليس احد يأتي الى الآب إلا بي» و «كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم.‏» (‏يوحنا ١٤:‏٦؛‏ ١٦:‏٢٣‏)‏ فطلب الامور باسم يسوع يعني الاعتراف به بصفته الطريق للاقتراب الى سامع الصلاة.‏

      ٥ ما هو موقف اللّٰه من عالم الجنس البشري،‏ واية علاقة لذلك بالصلاة؟‏

      ٥ وعلى نحو خصوصي،‏ يجب ان نقدِّر المحبة التي اظهرها يهوه بتزويد الفدية.‏ قال يسوع:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم [الجنس البشري] حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وعمق محبة اللّٰه يجري التعبير عنه جيدا في كلمات صاحب المزمور:‏ «مثل ارتفاع السموات فوق الارض قويت رحمته على خائفيه.‏ كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا.‏ كما يترأف الاب على البنين يترأف الرب على خائفيه.‏ لانه يعرف جبلتنا.‏ يذكر اننا تراب نحن.‏» (‏مزمور ١٠٣:‏١١-‏١٤‏)‏ فما ابهج المعرفة ان صلوات شهود يهوه المنتذرين تصعد الى مثل هذا الاب المحب بواسطة ابنه!‏

      امتياز مقيَّد

      ٦ بأي موقف يجب الاقتراب الى يهوه في الصلاة؟‏

      ٦ لا يسمح الملوك البشر لأي شخص بالدخول الى البلاط الملكي دون استئذان.‏ فمقابلة الملك امتياز مقيَّد.‏ هكذا هي الصلاة الى ملك الابدية.‏ وطبعا،‏ ان اولئك الذين يقتربون اليه بواسطة يسوع المسيح بتقدير لائق لسلطان اللّٰه المجيد يمكن ان يتوقعوا سماعهم.‏ فالملك الابدي يجب الاقتراب اليه بموقف التوقير والتبجيل.‏ والراغبون في ان يجري سماعهم يجب ان يعربوا عن «مخافة الرب.‏» —‏ امثال ١:‏٧‏.‏

      ٧ ما هي «مخافة الرب»؟‏

      ٧ ما هي «مخافة الرب»؟‏ انها توقير عميق للّٰه،‏ يقترن بخوف سليم من عدم ارضائه.‏ وهذه الرهبة تنجم عن الشكر العميق على لطفه الحبي وصلاحه.‏ (‏مزمور ١٠٦:‏١‏)‏ وتشمل الاعتراف به بصفته ملك الابدية،‏ الذي له حق وسلطان ان يجلب العقاب،‏ بما في ذلك الموت،‏ على مَن لا يطيعه.‏ فالاشخاص الذين يعربون عن مخافة يهوه يمكن ان يصلّوا اليه بتوقع سماعهم.‏

      ٨ لماذا يسمع اللّٰه صلوات اولئك الذين يخافونه؟‏

      ٨ من الطبيعي ان لا يستجيب اللّٰه صلوات الناس الاشرار،‏ غير الامناء،‏ وذوي البر الذاتي.‏ (‏امثال ١٥:‏٢٩؛‏ اشعياء ١:‏١٥؛‏ لوقا ١٨:‏٩-‏١٤‏)‏ اما اولئك الذين يخافون يهوه فيجري سماعهم لانهم عملوا وفق مقاييسه البارة.‏ وايضا،‏ فعلوا اكثر من ذلك.‏ لقد صنع خائفو يهوه انتذارا للّٰه في الصلاة ورمزوا الى ذلك بالخضوع لمعمودية الماء.‏ وهكذا فهم يحظون بامتياز الصلاة غير المقيَّد.‏

      ٩ و ١٠ هل يمكن للاشخاص غير المعتمدين ان يصلّوا بأمل سماعهم؟‏

      ٩ لكي يسمعه اللّٰه،‏ يجب على الشخص ان يعبِّر عن مشاعر تقوية تنسجم مع المشيئة الالهية.‏ نعم،‏ يجب ان يكون مخلصا،‏ ولكنْ يلزم المزيد.‏ «بدون ايمان لا يمكن ارضاء [اللّٰه]،‏» كتب الرسول بولس،‏ «لانه يجب ان الذي يأتي الى اللّٰه يؤمن بأنه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه.‏» (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ اذًا،‏ هل يمكن تشجيع الاشخاص غير المعتمدين على ان يصلّوا بأمل سماعهم؟‏

      ١٠ اذ ادرك ان الصلاة امتياز مقيَّد طلب الملك سليمان ان يسمع يهوه الاجنبيين فقط الذين كانوا يصلّون في هيكل اللّٰه في اورشليم.‏ (‏١ ملوك ٨:‏٤١-‏٤٣‏)‏ وبعد قرون،‏ كان كرنيليوس الاجنبي الاممي «يصلّي الى اللّٰه في كل حين» بصفته رجلا تقيا.‏ وعند نيله المعرفة الدقيقة نذر كرنيليوس نفسه للّٰه الذي اعطاه آنذاك الروح القدس.‏ وبعد ذلك،‏ اعتمد كرنيليوس وامميون آخرون.‏ (‏اعمال ١٠:‏١-‏٤٤‏)‏ ومثل كرنيليوس،‏ فان كل شخص اليوم يتقدَّم نحو الانتذار يمكن تشجيعه على الصلاة.‏ ولكنّ الفرد الذي هو غير مخلص في درس الاسفار المقدسة ولا يعرف المتطلبات الالهية من اجل الصلاة ولم يعرب بعد عن موقف مَرْضيّ امام اللّٰه لا يمكن القول انه يخاف يهوه،‏ يملك الايمان به،‏ او يطلبه جديا.‏ فشخص كهذا ليس في وضع يمكّنه من تقديم صلوات مقبولة عند اللّٰه.‏

      ١١ ماذا حدث لبعض الذين كانوا يتقدمون نحو الانتذار،‏ وعمّ يجب ان يسألوا انفسهم؟‏

      ١١ وبعض الذين كانوا ذات مرة يتقدمون نحو الانتذار قد يبدو لاحقا انهم يحجمون عن ذلك.‏ فإن لم تكن لديهم محبة للّٰه في قلوبهم تكفي لصنع انتذار غير متحفظ له ينبغي ان يسألوا انفسهم عما اذا كانوا لا يزالون يحظون بامتياز الصلاة البديع.‏ يبدو ان الامر ليس كذلك،‏ لان اولئك الذين يقتربون الى اللّٰه يجب ان يطلبوه جديا ويطلبوا ايضا البر والوداعة.‏ (‏صفنيا ٢:‏٣‏،‏ ع‌ج)‏ فكل مَن يخاف يهوه حقا هو مؤمن يصنع انتذارا للّٰه ويرمز الى ذلك بالاعتماد.‏ (‏اعمال ٨:‏١٣؛‏ ١٨:‏٨‏)‏ والمؤمنون المعتمدون فقط لديهم امتياز غير مقيَّد للاقتراب الى الملك الابدي في الصلاة.‏

      ‏«مصلِّين في الروح القدس»‏

      ١٢ متى يمكن القول ان الشخص ‹يصلّي في الروح القدس›؟‏

      ١٢ بعد ان يصنع الشخص انتذارا للّٰه ويرمز الى ذلك بالاعتماد يكون في وضع يمكّنه من ان ‹يصلّي في الروح القدس.‏› وعن ذلك كتب يهوذا:‏ «وأما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلِّين في الروح القدس واحفظوا انفسكم في محبة اللّٰه منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الابدية.‏» (‏يهوذا ٢٠،‏ ٢١‏)‏ يصلّي الشخص في الروح القدس عند الصلاة تحت تأثير روح اللّٰه،‏ او قوته الفعالة،‏ وبانسجام مع الامور المقولة في كلمته.‏ والاسفار المقدسة،‏ المكتوبة بوحي من روح يهوه،‏ تظهر لنا كيف نصلّي وماذا نطلب في الصلاة.‏ مثلا،‏ يمكننا ان نصلّي بثقة ان يعطينا اللّٰه روحه القدوس.‏ (‏لوقا ١١:‏١٣‏)‏ فعندما نصلّي في الروح القدس تكشف صلواتنا الحالة القلبية التي يحبها يهوه.‏

      ١٣ اذا صلّينا في الروح القدس ماذا نتجنب،‏ واية مشورة ليسوع نطبقها؟‏

      ١٣ وعندما نصلّي في الروح القدس لا تكون صلواتنا ملآنة بالكلمات الطنَّانة.‏ ولا تتألف من عبارات تتكرَّر من ظهر القلب.‏ كلا،‏ انها لا تحتوي على تسابيح شكر دون معنى واقعي،‏ تعابير تسبيح غير مخلصة.‏ فالصلوات من هذا النوع تكثر في العالم المسيحي وباقي بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ لكنّ المسيحيين الحقيقيين يصغون الى مشورة يسوع:‏ «متى صلّيت فلا تكن كالمرائين.‏ فإنهم يحبون ان يصلّوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس.‏ .‏ .‏ .‏ وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام باطلا كالامم.‏ فإنهم يظنون انه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم.‏ فلا تتشبَّهوا بهم.‏» —‏ متى ٦:‏٥-‏٨‏.‏

      ١٤ أية عبارات مميَّزة ادلى بها البعض في ما يتعلق بالصلاة؟‏

      ١٤ وبالاضافة الى يسوع وكتبة الكتاب المقدس،‏ ادلى آخرون بعبارات مميَّزة في ما يتعلق بالصلاة.‏ مثلا،‏ قال الكاتب الانكليزي جون بَنيان (‏١٦٢٨-‏١٦٨٨)‏:‏ «الصلاة هي انسكاب النفس المخلص الحساس الرقيق للّٰه بواسطة المسيح،‏ بقوة ومساعدة الروح،‏ من اجل امور كتلك التي وعد بها اللّٰه.‏» والقس الپيوريتاني توماس بروكس (‏١٦٠٨-‏١٦٨٠)‏ علَّق:‏ «لا ينظر اللّٰه الى خطبة صلواتكم،‏ كم يمكن ان تكون رائعة؛‏ ولا الى هندسة صلواتكم،‏ كم يمكن ان تكون طويلة؛‏ ولا الى حساب صلواتكم،‏ كم يمكن ان تكون كثيرة؛‏ ولا الى منطق صلواتكم،‏ كم يمكن ان تكون منهجية؛‏ بل ينظر الى اخلاصها.‏» الى هذه التعليقات يمكن اضافة ملاحظة بَنيان:‏ «في الصلاة،‏ ان حيازة قلب دون كلمات افضل من حيازة كلمات دون قلب.‏» ولكنْ،‏ اذا كنا مخلصين وبلغنا المتطلبات الالهية فكيف يمكننا ان نكون على يقين من ان ملك الابدية يسمع صلواتنا؟‏

      لن يجري ردّنا ابدا

      ١٥ من حيث الجوهر،‏ ماذا قال يسوع في لوقا ١١:‏٥-‏٨‏؟‏

      ١٥ لا يحوّل يهوه اللّٰه ابدا اذنا صمّاء الى صلوات خدامه المنتذرين.‏ لقد اتضح ذلك في كلمات يسوع المبهجة للقلب عندما طلب تلاميذه ارشادا بشأن الصلاة.‏ فقال جزئيا:‏ «مَن منكم يكون له صديق ويمضي اليه نصف الليل ويقول له يا صديق أقرضني ثلاثة ارغفة.‏ لأن صديقا لي جاءني من سفر وليس لي ما اقدّم له.‏ فيجيب ذلك من داخل ويقول لا تزعجني.‏ الباب مغلق الآن واولادي معي في الفراش.‏ لا اقدر ان اقوم واعطيك.‏ اقول لكم وإن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فإنه من اجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج.‏» (‏لوقا ١١:‏١،‏ ٥-‏٨‏)‏ ماذا كانت النقطة الاساسية لهذا المثل؟‏

      ١٦ في ما يتعلق بالصلاة،‏ ماذا يريد يسوع ان نفعل؟‏

      ١٦ لم يعنِ يسوع بالتأكيد ان يهوه لا يرغب في مساعدتنا.‏ وبالاحرى،‏ يريد المسيح ان نثق باللّٰه بشكل مطلق وان نحبه على نحو يكفي لنصلي دون انقطاع.‏ ولذلك،‏ تابع يسوع:‏ «اقول لكم (‏داوموا على السؤال)‏ تُعطوا.‏ (‏داوموا على الطلب)‏ تجدوا.‏ (‏داوموا على القرع)‏ يُفتح لكم.‏ لان كل من يسأل يأخذ.‏ ومن يطلب يجد.‏ ومن يقرع يُفتح له.‏» (‏لوقا ١١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ اذًا،‏ يجب بالتأكيد ان نستمر في الصلاة عندما نختبر الاضطهاد،‏ الالم بسبب بعض الضعفات الشخصية المتأصلة عميقا،‏ او اية محنة اخرى.‏ فيهوه مستعد دائما لمساعدة خدامه الامناء.‏ ولا يقول لنا ابدا:‏ ‹لا تزعجوني.‏›‏

      ١٧ و ١٨ (‏أ)‏ كيف شجعنا يسوع على ان نطلب الروح القدس،‏ وماذا يزيد قوة كلماته؟‏ (‏ب)‏ كيف قارن يسوع تعاملات الوالد الارضي بتلك التي للّٰه؟‏

      ١٧ اذا اردنا ان نتمتع بعلاقة وثيقة باللّٰه نحتاج الى روحه القدوس،‏ او قوته الفعالة.‏ لهذا السبب،‏ تابع يسوع:‏ «فمَن منكم وهو اب يسأله ابنه خبزا أفيعطيه حجرا.‏ او سمكة أفيعطيه حية بدل السمكة.‏ او اذا سأله بيضة أفيعطيه عقربا.‏ فإن كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه.‏» (‏لوقا ١١:‏١١-‏١٣‏)‏ ومتى ٧:‏٩-‏١١ تتكلم عن اعطاء حجر عوض خبز.‏ تزداد قوة كلمات يسوع اذا ادركنا ان الخبز في اراضي الكتاب المقدس القديمة كان ذا حجم وشكل كذينك اللذَين لحجر مسطَّح مستدير.‏ وبعض انواع الحيات يشبه اصنافا معيَّنة من السمك،‏ وهنالك عقرب ابيض صغير يشبه الى حد ما البيضة.‏ ولكنْ،‏ اذا سئل خبزا او سمكة او بيضة فأي نوع من الآباء يعطي ولده حجرا او حية او عقربا؟‏

      ١٨ قارن يسوع بعد ذلك تعاملات الوالد الارضي بأعمال اللّٰه نحو اعضاء عائلة عباده.‏ فإن كنا،‏ على الرغم من اننا تقريبا اشرار بسبب الخطية الموروثة،‏ نعطي اولادنا عطايا جيدة فكم بالحري يجب ان نتوقع من ابينا السماوي ان يعطي عطية روحه القدوس الرائعة لخدامه الاولياء الذين يطلبونها بتواضع!‏

      ١٩ (‏أ)‏ ماذا تشير اليه كلمات يسوع المسجلة في لوقا ١١:‏١١-‏١٣ ومتى ٧:‏٩-‏١١‏؟‏ (‏ب)‏ اذا قادنا الروح القدس،‏ كيف ننظر الى محننا؟‏

      ١٩ تشير كلمات يسوع الى انه يجب ان نطلب من اللّٰه المزيد من روحه القدوس.‏ فاذا قادنا لا ‹نتشكى› ولا نعتبر ان المحن وخيبات الامل مؤذية لنا حقا.‏ (‏يهوذا ١٦‏)‏ صحيح ان «الانسان مولود المرأة قليل الايام وشبعان تعبا» وان كثيرين لم يحيوا ليروا نهاية مشاكلهم او احزانهم.‏ (‏ايوب ١٤:‏١‏)‏ ولكنْ،‏ لا نعتبرْ محننا ابدا حجارة،‏ حيات،‏ وعقارب يعطينا اياها سامع الصلاة بطريقة ما.‏ فهو مجسَّم المحبة نفسُه ولا يجرب احدا بالشرور.‏ وبالاحرى،‏ يعطينا ‹كل عطية صالحة وموهبة تامة.‏› واخيرا،‏ سيقوِّم كل شيء من اجل كل الذين يحبونه ويخافونه.‏ (‏يعقوب ١:‏١٢-‏١٧؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ ان اولئك الذين سلكوا بالحق طوال سنوات يعرفون من الاختبار ان بعض محنهم الاصعب جرى حلها،‏ بواسطة الصلاة والايمان،‏ لفائدتهم وزادت ثمر روح اللّٰه في حياتهم.‏ (‏٣ يوحنا ٤‏)‏ وفي الواقع،‏ بأية طريقة افضل يمكن ان نتعلم الاعتماد على ابينا السماوي وان تجري مساعدتنا على تنمية ثمر الروح للمحبة،‏ الفرح،‏ السلام،‏ طول الاناة،‏ اللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس؟‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏،‏ ع‌ج.‏

      ٢٠ يجب ان يكون لكلمات يسوع المسجلة في لوقا ١١:‏٥-‏١٣ اي تأثير فينا؟‏

      ٢٠ ان كلمات يسوع المسجلة في لوقا ١١:‏٥-‏١٣ تمنحنا على هذا النحو اليقين المبارَك لمحبة يهوه وعنايته الرقيقة.‏ فذلك يجب ان يملأ قلوبنا بأعمق شكر ومحبة.‏ وينبغي ان يقوي ايماننا وينمي رغبتنا في الذهاب غالبا الى موطئ قدمي الملك الابدي والمكوث في حضرته الحبية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ تؤكد كلمات يسوع لنا انه لن يجري ردّنا فارغين.‏ فأبونا السماوي يُسرّ جدا بأن نلقي همومنا عليه.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٢٢؛‏ ١٢١:‏١-‏٣‏)‏ وعندما نطلب،‏ بصفتنا خدامه المنتذرين الامناء،‏ الروح القدس يعطينا اياه بسخاء.‏ هذا هو الهنا المحب،‏ فيمكن ان يكون لنا ايمان كامل بأنه سامع صلواتنا.‏

  • ‏«علِّمنا ان نصلّي»‏
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • ‏«علِّمنا ان نصلّي»‏

      ‏«قال واحد من تلاميذه يا رب علِّمنا ان نصلّي.‏» —‏ لوقا ١١:‏١‏.‏

      ١-‏٣ (‏أ)‏ لماذا طلب تلاميذ يسوع الارشاد عن الصلاة؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تنشأ حول الصلاة؟‏

      بعض الناس منعم عليهم بصوت غنائي رائع.‏ ولدى آخرين موهبة طبيعية كموسيقيين.‏ ولكنْ،‏ لكي يبلغوا امكانيتهم الارفع،‏ حتى هؤلاء المغنون والعازفون يحتاجون الى الارشاد.‏ ذلك مماثل للصلاة.‏ فتلاميذ يسوع المسيح صاروا يدركون انهم يحتاجون الى الارشاد اذا كان لا بد ان يسمع اللّٰه صلواتهم.‏

      ٢ عادة كان يسوع يلجأ الى ابيه على انفراد في الصلاة،‏ كما فعل طوال ليلة كاملة قبل اختيار الرسل الـ‍ ١٢.‏ (‏لوقا ٦:‏١٢-‏١٦‏)‏ وعلى الرغم من انه حث تلاميذه ايضا على الصلاة على انفراد،‏ فقد سمعوه يقول صلوات علنية ولاحظوا انه لم يكن كالمرائين الدينيين الذين كانوا يصلّون لكي تنظرهم الناس.‏ (‏متى ٦:‏٥،‏ ٦‏)‏ اذًا،‏ من المنطقي ان اتباع يسوع رغبوا في ارشاده المسبق عن الصلاة.‏ وهكذا نقرأ:‏ «واذ كان يصلّي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علِّمنا ان نصلّي كما علَّم يوحنا [المعمدان] ايضا تلاميذه.‏» —‏ لوقا ١١:‏١‏.‏

      ٣ كيف تجاوب يسوع؟‏ ماذا يمكننا ان نتعلم من مثاله؟‏ وكيف يمكننا ان نستفيد من ارشاده عن الصلاة؟‏

      دروس لنا

      ٤ لماذا يجب ان ‹نصلّي بلا انقطاع،‏› وماذا يعني فعلنا ذلك؟‏

      ٤ يمكننا ان نتعلم الكثير من كلمات يسوع ومثاله بصفته رجل صلاة.‏ وأحد الدروس هو انه اذا كان ابن اللّٰه الكامل قد احتاج الى الصلاة قانونيا فتلاميذه الناقصون لديهم حاجة اعظم بكثير الى ان ينظروا الى اللّٰه باستمرار من اجل التوجيه،‏ التعزية،‏ والقوت الروحي.‏ لذلك،‏ يجب ان ‹نصلّي بلا انقطاع.‏› (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏)‏ وطبعا،‏ لا يعني ذلك انه يجب ان نكون دائما جاثين حرفيا.‏ فبالاحرى،‏ يجب ان يكون لنا دائما موقف تقوي.‏ ويجب ان ننظر الى اللّٰه من اجل التوجيه في كل اوجه الحياة لكي نتمكن من ان نعمل ببصيرة وننال دائما رضاه.‏ —‏ امثال ١٥:‏٢٤‏،‏ ع‌ج.‏

      ٥ ماذا يمكن ان يجترئ على الوقت الذي يجب ان نخصصه للصلاة،‏ وماذا يجب ان نفعل بشأن ذلك؟‏

      ٥ في هذه «الايام الاخيرة» يمكن لامور كثيرة ان تجترئ على الوقت الذي يجب ان نصرفه في الصلاة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ ولكنْ،‏ اذا اعاقت المشاكل العائلية واهتمامات العمل وما شابه ذلك الصلاةَ القانونية الى ابينا السماوي نكون مثقلين اكثر مما ينبغي بهموم هذه الحياة.‏ وحالة كهذه ينبغي ان تعالَج دون تأخير،‏ لان الفشل في الصلاة يقود الى خسارة الايمان.‏ فيجب إمّا ان نخفِّف التزاماتنا الدنيوية وإمّا ان نوازن اهتمامات الحياة بتوجيه قلبنا بأكثر جدية وتكرارا الى اللّٰه من اجل الارشاد.‏ ويجب ان نكون ‹صاحين للصلوات.‏› —‏ ١ بطرس ٤:‏٧‏.‏

      ٦ اية صلاة سندرسها الآن،‏ وبأي هدف؟‏

      ٦ في ما يدعى الصلاة النموذجية علَّم يسوع تلاميذه كيف يصلّون،‏ ليس تماما ماذا يقولون.‏ ورواية لوقا تختلف الى حد ما عن تلك التي لمتى لان المناسبات المختلفة كانت ذات علاقة.‏ وسندرس هذه الصلاة كنموذج لطبيعة صلواتنا بصفتنا اتباعا ليسوع وشهودا ليهوه.‏

      ابونا واسمه

      ٧ مَن يكون لديهم امتياز مخاطبة يهوه بصفته «ابانا»؟‏

      ٧ ‏«ابانا الذي في السموات.‏»‏ (‏متى ٦:‏٩؛‏ لوقا ١١:‏٢‏)‏ بما ان يهوه هو خالق الجنس البشري ويسكن في الحيز السماوي،‏ فمن اللائق ان نخاطبه بصفته «ابانا الذي في السموات.‏» (‏١ ملوك ٨:‏٤٩؛‏ اعمال ١٧:‏٢٤،‏ ٢٨‏)‏ واستعمال التعبير «نا» يعلن ان آخرين ايضا لهم علاقة وثيقة باللّٰه.‏ ولكن مَن يكون لديهم الامتياز غير المقيَّد لمخاطبته بصفته اباهم؟‏ فقط الافراد المنتذرون المعتمدون في عائلة عباده.‏ فدعوة يهوه «ابانا» تشير الى انه لنا ايمان باللّٰه وندرك ان الاساس الوحيد للمصالحة معه هو القبول التام لذبيحة يسوع الفدائية.‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٤-‏١٦؛‏ ١١:‏٦‏.‏

      ٨ لماذا يجب ان نتوق الى صرف وقت في الصلاة الى يهوه؟‏

      ٨ كم يجب ان نشعر بأننا قريبون الى ابينا السماوي!‏ فكالاولاد الذين لا يضجرون ابدا من الذهاب الى ابيهم،‏ يجب ان نشتاق الى صرف وقت في الصلاة الى اللّٰه.‏ والشكر العميق على بركاته الروحية والمادية يجب ان يدفعنا الى شكره على صلاحه.‏ ويجب ان نشعر بأننا ميالون الى ان نحمِّله الاعباء التي تثقلنا اذ نكون واثقين انه يعولنا.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٢٢‏)‏ ويمكننا التيقن انه اذا كنا امناء فكل شيء اخيرا سيجري حسنا لانه يعتني بنا.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ٩ الصلاة من اجل تقديس اسم اللّٰه هي طلب ماذا؟‏

      ٩ ‏«ليتقدس اسمك.‏»‏ (‏متى ٦:‏٩؛‏ لوقا ١١:‏٢‏)‏ ان الكلمة «اسم» تشير احيانا الى الشخص نفسه،‏ و «يقدِّس» تعني «يجعل قدوسا،‏ يفرز او يعتبر مقدسا.‏» (‏قارنوا رؤيا ٣:‏٤‏.‏)‏ اذًا،‏ في الواقع،‏ الصلاة من اجل تقديس اسم اللّٰه هي طلب ان يعمل يهوه ليقدِّس نفسه.‏ كيف؟‏ بإزالة كل التعيير المكوَّم على اسمه.‏ (‏مزمور ١٣٥:‏١٣‏)‏ ولهذه الغاية سيزيل اللّٰه الشر،‏ يعظِّم نفسه،‏ ويجعل الامم تعلم انه هو يهوه.‏ (‏حزقيال ٣٦:‏٢٣؛‏ ٣٨:‏٢٣‏)‏ واذا كنا نتوق الى رؤية ذلك اليوم ونقدِّر حقا سلطان يهوه فسنقترب اليه دائما بروح التوقير التي تدل عليها ضمنا الكلمتان «ليتقدس اسمك.‏»‏

      ملكوت اللّٰه ومشيئته

      ١٠ ماذا يعني ذلك عندما نصلّي ان يأتي ملكوت اللّٰه؟‏

      ١٠ ‏«ليأتِ ملكوتك.‏»‏ (‏متى ٦:‏١٠؛‏ لوقا ١١:‏٢‏)‏ الملكوت المعني هنا هو حكم سلطان يهوه،‏ كما تعبِّر عنه الحكومة المسيانية السماوية تحت اشراف يسوع المسيح وعشرائه ‹القديسين.‏› (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٨،‏ ٢٧؛‏ اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ ١١:‏١-‏٥‏)‏ وماذا تعني الصلاة ان ‹يأتي› ذلك؟‏ يعني ذلك ان نطلب ان يأتي ملكوت اللّٰه على كل مقاومي الحكم الالهي الارضيين.‏ وبعد ان ‹يسحق ويفني كل هذه الممالك الارضية› سيحوِّل الملكوتُ الارضَ الى فردوس عالمي.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      ١١ اذا كنا نشتاق الى ان نرى مشيئة يهوه جارية في كل الكون،‏ فماذا نفعل؟‏

      ١١ ‏«لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏»‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ هذا هو طلب ان ينجز اللّٰه قصده نحو الارض،‏ بما في ذلك ازالة مقاوميه.‏ (‏مزمور ٨٣:‏٩-‏١٨؛‏ ١٣٥:‏٦-‏١٠‏)‏ وفي الواقع،‏ يدل ذلك ضمنا على اننا نشتاق الى ان نرى المشيئة الالهية جارية في كل الكون.‏ اذا كان ذلك في قلوبنا فسنفعل دائما مشيئة يهوه بأفضل قدرتنا.‏ ولا يمكننا القيام بمثل هذا الالتماس بصدق إن لم نحاول بجد ان نجعل مشيئة اللّٰه جارية في حالتنا الخاصة.‏ واذا كنا نصلّي بهذه الطريقة فعندئذ يجب ان نتأكد اننا لا نفعل امورا بخلاف هذه المشيئة،‏ كالتودد الى غير المؤمن او تبنّي الطرق العالمية.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وبالاحرى،‏ يجب ان تذكروا دائما الفكرة،‏ ‹ما هي مشيئة يهوه في هذه المسألة؟‏› اجل،‏ اذا كنا نحب اللّٰه من كل قلبنا نلتمس توجيهه في كل شؤون الحياة.‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٧‏.‏

      خبزنا اليومي

      ١٢ طلب ‹الخبز اليومي› فقط له اي تأثير جيد فينا؟‏

      ١٢ ‏«اعطنا اليوم خبز يومنا هذا.‏»‏ (‏متى ٦:‏١١‏،‏ ع‌ج)‏ ورواية لوقا تقول:‏ «اعطنا خبز يومنا وفق مطلب اليوم.‏» (‏لوقا ١١:‏٣‏،‏ ع‌ج)‏ ان سؤال اللّٰه تزويد طعام ‹هذا اليوم› الضروري يعزِّز الايمان بمقدرته على الاعتناء بحاجاتنا من يوم الى آخر.‏ وقد كان على الاسرائيليين ان يجمعوا المن «حاجة اليوم بيومها،‏» لا الاسبوع او اكثر.‏ (‏خروج ١٦:‏٤‏)‏ فليست هذه صلاة من اجل الاطعمة الشهية والتدابير الفائضة بل من اجل حاجاتنا اليومية عندما تنشأ.‏ وطلب الخبز اليومي فقط يساعدنا ايضا لئلا نصير جشعين.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ بمعنى واضح،‏ ماذا يعني طلب الخبز اليومي؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان يكون موقفنا حتى اذا عملنا بجد وكدنا نملك ما يكفي للبقاء على قيد الحياة؟‏

      ١٣ وبمعنى واضح،‏ يدل طلب الخبز اليومي على اننا لا نشعر بالاستقلال بل ننظر دائما الى اللّٰه من اجل الطعام،‏ الشراب،‏ اللباس،‏ والضرورات الاخرى.‏ وكأعضاء منتذرين في عائلة عباده،‏ نثق نحن بأبينا إنما لا نجلس بكسل منتظرين ان يعيلنا بأعجوبة.‏ فنحن نعمل ونستخدم اية وسائل تحت تصرّفنا للحصول على الطعام والضرورات الاخرى.‏ وايضا،‏ نشكر اللّٰه بحق في الصلاة لاننا نرى وراء هذه التدابير محبة وحكمة وقوة ابينا السماوي.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٥-‏١٧‏؛‏ قارنوا لوقا ٢٢:‏١٩‏.‏)‏ قد يؤدي اجتهادنا الى الازدهار.‏ ولكن حتى اذا عملنا بجد وكدنا نملك ما يكفي فلنكن شاكرين ومكتفين.‏ (‏فيلبي ٤:‏١٢؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٦-‏٨‏)‏ وفي الواقع،‏ قد يكون الشخص التقوي ذو الطعام واللباس العادي اكثر سعادة من بعض الذين هم مزدهرون ماديا.‏ ولذلك حتى اذا كان لدينا القليل بسبب ظروف فوق سيطرتنا فلا نكن مكتئبين.‏ فلا نزال نتمكن من ان نكون اغنياء روحيا.‏ فعلا،‏ لا يلزم ان نكون عديمي الايمان،‏ الرجاء،‏ والمحبة ليهوه،‏ الذي اليه يصعد تسبيحنا وشكرنا في الصلاة القلبية.‏

      غفران ديوننا

      ١٤ اية ديون نطلب غفرانها،‏ وماذا يطبق اللّٰه عليها؟‏

      ١٤ ‏«واغفر لنا ديوننا،‏ كما نغفر نحن ايضا للمدينين لنا.‏»‏ (‏متى ٦:‏١٢‏،‏ ع‌ج)‏ تُظهر رواية لوقا ان هذه الديون هي خطايا.‏ (‏لوقا ١١:‏٤‏)‏ فالخطية الموروثة تمنعنا من فعل كل الامور بحسب مشيئة ابينا الكاملة.‏ ولذلك،‏ من بعض الاوجه،‏ تكون هذه النقائص ديوننا،‏ او التزاماتنا نحو يهوه،‏ لاننا باشرنا ‹العيش والسلوك بالروح.‏› (‏غلاطية ٥:‏١٦-‏٢٥‏؛‏ قارنوا رومية ٧:‏٢١-‏٢٥‏.‏)‏ فنحن اصحاب هذه الديون لاننا ناقصون ولا يمكننا الآن ان نكون كاملا على مستوى مقاييس اللّٰه.‏ ويكون من اجل غفران هذه الخطايا اننا ننال امتياز الصلاة.‏ ولسعادتنا،‏ يمكن للّٰه ان يطبق استحقاق ذبيحة يسوع الفدائية على هذه الديون،‏ او الخطايا.‏ —‏ رومية ٥:‏٨؛‏ ٦:‏٢٣‏.‏

      ١٥ اي موقف من التأديب اللازم يجب ان يكون لدينا؟‏

      ١٥ اذا كنا نتوقع ان يغفر اللّٰه ديوننا،‏ او خطايانا،‏ فلا بد ان نكون تائبين وعلى استعداد لقبول التأديب.‏ (‏امثال ٢٨:‏١٣؛‏ اعمال ٣:‏١٩‏)‏ ولأن يهوه يحبنا يمنحنا التأديب الذي نحتاج اليه شخصيا لكي نتمكن من تقويم ضعفاتنا.‏ (‏امثال ٦:‏٢٣؛‏ عبرانيين ١٢:‏٤-‏٦‏)‏ طبعا،‏ يمكننا ان نكون سعداء اذا وجد النمو في الايمان والمعرفة قلبنا منسجما تماما مع شرائع اللّٰه ومبادئه التي لا نخالفها ابدا بأي مقدار من التعمد.‏ ولكن ماذا اذا ادركنا بعض التعمد في فعلنا الخطأ؟‏ حينئذ يجب ان نكون متألمين بعمق وينبغي ان نصلّي بلجاجة من اجل الغفران.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٦-‏٣١‏)‏ وبتطبيق المشورة التي ننالها نقوِّم مسلكنا بسرعة.‏

      ١٦ لماذا من المفيد الاستمرار في ان نسأل اللّٰه غفران خطايانا؟‏

      ١٦ أن نسأل اللّٰه على نحو قانوني غفران خطايانا هو امر مفيد.‏ وفعل ذلك يبقي حالة خطيتنا امامنا ويُتوقَّع ان يكون له تأثير يحمل على التواضع.‏ (‏مزمور ٥١:‏٣،‏ ٤،‏ ٧‏)‏ نحن نحتاج ان يغفر ابونا السماوي «لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم.‏» (‏١ يوحنا ١:‏٨،‏ ٩‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ يساعدنا ذكر خطايانا في الصلاة على الاستمرار في محاربتها بشدة.‏ وهكذا يجري تذكيرنا ايضا باستمرار بحاجتنا الى الفدية واستحقاق دم يسوع المسفوك.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢؛‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

      ١٧ كيف تساعدنا الصلاة من اجل الغفران في علاقتنا بالآخرين؟‏

      ١٧ والصلاة من اجل الغفران تساعدنا ايضا على ان نكون رحماء،‏ شفوقين،‏ واسخياء نحو اولئك الذين قد يكونون مدينين لنا بأمور كبيرة وصغيرة.‏ تقول رواية لوقا:‏ «اغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من (‏هو مدين لنا)‏.‏» (‏لوقا ١١:‏٤‏)‏ وفي الواقع،‏ يمكننا الحصول على الغفران من اللّٰه فقط اذا ‹غفرنا (‏للمدينين لنا)‏،‏› الاشخاص الذين يخطئون الينا.‏ (‏متى ٦:‏١٢؛‏ مرقس ١١:‏٢٥‏)‏ واضاف يسوع:‏ «فإنه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي.‏ وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم.‏» (‏متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فالصلاة من اجل غفران خطايانا يجب ان تدفعنا الى ان نحتمل الآخرين ونغفر لهم.‏ كتب الرسول بولس:‏ «كما غفر لكم (‏يهوه)‏ هكذا انتم ايضا.‏» —‏ كولوسي ٣:‏١٣؛‏ افسس ٤:‏٣٢‏.‏

      التجربة والشرير

      ١٨ لماذا لا يجب ابدا ان نلوم اللّٰه على التجارب والمحن؟‏

      ١٨ ‏«ولا تدخلنا في تجربة.‏»‏ (‏متى ٦:‏١٣؛‏ لوقا ١١:‏٤‏)‏ لا تدل هذه الكلمات ضمنا على ان يهوه يجربنا لنرتكب الخطية.‏ تقول الاسفار المقدسة احيانا ان اللّٰه يفعل او يسبب الامور التي يسمح بها فقط.‏ (‏راعوث ١:‏٢٠،‏ ٢١‏؛‏ قارنوا جامعة ١١:‏٥‏.‏)‏ لكنّ «اللّٰه غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرِّب احدا،‏» كتب الرسول يعقوب.‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ ولذلك،‏ فلا نَلُمْ ابدا ابانا السماوي على التجارب والمحن بالشرور،‏ لان الشيطان هو المجرِّب الذي يحاول ان يجعلنا نخطئ الى اللّٰه.‏ —‏ متى ٤:‏٣؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٣‏.‏

      ١٩ كيف يمكن ان نصلّي في ما يتعلق بالتجربة؟‏

      ١٩ بالطلب،‏ «لا تدخلنا في تجربة،‏» نكون في الواقع نسأل يهوه ان لا يدعنا نستسلم عندما نجرَّب او نُكْرَه على ان نعصيه.‏ فيمكننا ان نتوسل الى ابينا لكي يوجه خطواتنا بحيث لا تصيبنا تجربة قاسية علينا جدا.‏ من هذا القبيل،‏ كتب بولس:‏ «لم تصبكم تجربة إلا بشرية.‏ ولكن اللّٰه امين الذي لا يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة ايضا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا.‏» (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ فيمكننا ان نصلّي ان يقودنا يهوه بحيث لا نجرَّب فوق ما نستطيع احتماله وان يزود طريقة للنجاة عندما نتألم على نحو شديد.‏ ان التجارب هي من ابليس،‏ جسدنا الخاطئ وضعفات الآخرين،‏ إلا ان ابانا المحب يمكن ان يوجهنا لكي لا يجري سحقنا.‏

      ٢٠ لماذا الصلاة لاجل النجاة من «الشرير»؟‏

      ٢٠ ‏«لكنْ نجِّنا من الشرير.‏»‏ (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ يمكن للّٰه بالتأكيد ان يمنع الشيطان،‏ «الشرير،‏» من التغلب علينا.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٩‏)‏ ولم تكن هنالك قط حاجة الى النجاة من ابليس اعظم من الآن،‏ لانْ ‹به غضب عظيم عالما ان زمانه قليل.‏› (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ نحن لا نجهل مكايد الشيطان ولا هو يغفل عن ضعفاتنا.‏ ولذلك يلزم ان نصلّي ان يحفظنا يهوه من مخالب الخصم المشبَّه بالاسد.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏،‏ ع‌ج؛‏ ١ بطرس ٥:‏٨،‏ ٩‏؛‏ قارنوا مزمور ١٤١:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ مثلا،‏ اذا كنا مهتمين بالتزوج فقد نحتاج الى ان نسأل يهوه ان ينجينا من مكايد الشيطان ومن تجربة تطوير علاقات عالمية يمكن ان تقود الى الفساد الادبي او الى عصيان اللّٰه بالتزوج من غير المؤمن.‏ (‏تثنية ٧:‏٣،‏ ٤؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏)‏ وهل نتوق الى الثروة؟‏ اذًا،‏ قد تلزم الصلاة لمساعدتنا على مقاومة تجارب المقامرة او ممارسة الخداع.‏ فاذ يكون متشوقا الى تدمير علاقتنا بيهوه يستعمل الشيطان كل سلاح في مخزن تجاربه.‏ فلنُصلِّ باستمرار الى ابينا السماوي الذي لا يترك البار للتجربة ابدا والذي يزود النجاة من الشرير.‏

      صلاة تبني الايمان والرجاء

      ٢١ كيف نستفيد من الصلاة لاجل الملكوت؟‏

      ٢١ يُسَرّ ابونا السماوي،‏ الذي ينجينا من الشرير،‏ بمباركتنا بوفرة.‏ ولكنْ،‏ لماذا سمح بأن يصلّي شعبه الحبيب طوال هذا الوقت الطويل،‏ «ليأتِ ملكوتك»؟‏ حسنا،‏ على مر السنين،‏ زادت الصلاة بهذه الطريقة رغبتنا في الملكوت وتقديرنا له.‏ ومثل هذه الصلاة تذكّرنا بالحاجة الكبيرة الى هذه الحكومة السماوية الخيِّرة.‏ وتُبقي ايضا امامنا رجاء الحياة في ظل حكم الملكوت.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏١-‏٥‏.‏

      ٢٢ ماذا يجب ان يكون موقفنا الثابت من الصلاة الى ابينا السماوي،‏ يهوه؟‏

      ٢٢ لا شك ان الصلاة تبني الايمان بيهوه.‏ ورباطنا به يتقوى عندما يستجيب صلواتنا.‏ فلا نضجر ابدا من الالتفات اليه يوميا بالتسبيح،‏ الشكر،‏ والتضرع.‏ ولنكن شاكرين على تجاوب يسوع المفيد مع طلب اتباعه:‏ «يا رب علِّمنا ان نصلّي.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة