مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • امهات قبل الاوان
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • امهات قبل الاوان

      ‏«كنت اواعد شابا جذابا وغنيا.‏ وكان يصطحبني الى اماكن كثيرة فنقضي معا اوقاتا مسلية.‏ لكنني ما لبثت ان صرت حبلى،‏ وقد ادركت ذلك حين لم تأتِ العادة الشهرية في الوقت المحدّد.‏ فماذا سأقول لأمي؟‏ وكيف حصل ذلك لي؟‏ كنت لم ازل في الـ‍ ١٦ من عمري،‏ ولم ادرِ ماذا افعل».‏ —‏ نيكول.‏

      نيكول اليوم في اواسط ثلاثيناتهاa‏.‏ وهي ام لثلاثة اولاد،‏ مليئة بالنشاط والثقة بالنفس.‏ وبنتها البكر هي في الـ‍ ٢٠ من العمر.‏ نعم،‏ منذ سنوات خلت كانت نيكول واحدة من ملايين المراهقات الحبالى غير المتزوجات.‏ وكغيرها من الامهات المراهقات،‏ وجدت نفسها ضائعة تصارع التحديات المخيفة،‏ القرارات الصعبة،‏ والمستقبل المظلم.‏

      نادرا ما تأتي نيكول على ذكر الصدمة،‏ مشاعر الرفض،‏ الخوف،‏ الغضب،‏ واليأس التي وسمت آخر سنوات مراهقتها،‏ حين لم تكن تهتم رفيقاتها سوى باللباس والعلامات الدراسية.‏ إلّا ان وضعها لم يكن ميؤوسا منه.‏ فقد تربت في كنف عائلة مُحبة حاولت ان تغرس فيها المبادئ الاخلاقية السامية.‏ ورغم انها اختارت ان تتجاهل هذه المبادئ لبعض الوقت —‏ ودفعت الثمن نتيجة ذلك —‏ فقد ساعدتها لاحقا هذه المبادئ نفسها ان تعيش حياة منتجة وذات معنى.‏ وصار شعارها في الحياة:‏ «هنالك دائما بصيص امل».‏

      للأسف،‏ لا تملك كل ام مراهقة هذه النظرة المتفائلة ولا تحظى دائما بعائلة داعمة.‏ فسرعان ما تقع كثيرات منهن في شرك الفقر الذي يعتقدن ان لا مفر منه.‏ وتضطر بعضهن الى محاربة الالم العاطفي الناجم عن تعرضهن للاغتصاب والعنف.‏

      والمشاكل التي تعانيها الامهات المراهقات تنعكس سلبا على اولادهن.‏ يقول كتاب الامهات المراهقات —‏ الالم والوعد (‏بالانكليزية)‏ ان اطفال الامهات المراهقات «معرّضون اكثر من اولاد الامهات الاكبر سنا لأن يولدوا بوزن منخفض،‏ للامراض،‏ للموت،‏ لعدم نيل العناية الطبية الجيدة،‏ للجوع وسوء التغذية؛‏ كما انهم معرّضون اكثر للعنف وللنمو بشكل بطيء».‏ ومن المرجح اكثر ان تصير بنات الامهات المراهقات هن بدورهن امهات مراهقات مقارنة بالبنات اللواتي ولدتهن امهات اكبر سنا.‏

      ما مدى انتشار حبل المراهقات؟‏ وكيف يمكن ان تتغلب الامهات المراهقات على المشاكل التي يواجهنها في تربية اولادهن؟‏ وهل من طريقة لمساعدة المراهقات ان يتجنبن من البداية الوقوع في هذا الوضع المؤلم؟‏ ستناقش المقالات التالية هذه الاسئلة.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a جرى تغيير بعض الاسماء في سلسلة المقالات هذه.‏

  • حبل المراهقات:‏ مأساة عالمية
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • حبل المراهقات:‏ مأساة عالمية

      يُعتبر حبل المراهقات وباء.‏ لكن لا يمكن ادراك الابعاد المأساوية لهذه المشكلة إلّا عند التأمل في تأثير الحبل في مراهِقة خائفة.‏ فعلى اقل تقدير،‏ ستشهد تغييرات جذرية في حياتها لن تؤثر فيها فحسب،‏ بل ايضا في عائلتها وأحبائها.‏

      يدعو الكتاب المقدس السنوات التي تمر بها المراهقات «ريعان الشباب»،‏ وهو الوقت الذي غالبا ما تكون فيه الرغبات الجنسية في ذروتها.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٦‏)‏ لكن اذا اعتُبر حبل المراهقات مجرد مسألة ناجمة عن عدم استعمال موانع الحمل،‏ فذلك مبالغة في تبسيط الامور.‏ فالدلائل تشير الى ان حبل المراهقات يتعلق بعدد من القضايا الاجتماعية والعاطفية المعقدة.‏

      العوامل ذات العلاقة

      تُظهر الابحاث ان امهات مراهقات كثيرات يأتين من عائلات محطمة.‏ يقول عدد كبير من المراهقات الحبالى:‏ «كل ما اردته في حياتي هو عائلة حقيقية».‏ من الواضح اذًا ان تفكك العائلات يمكن ان يكون احد العوامل المساهمة في حبل المراهقات.‏ وبحسب برنامج يفتش عن الامهات الحدثات ليقدم لهن المساعدة،‏ غالبا ما تكون علاقة هؤلاء الحدثات «بأمهاتهن غير مستقرة،‏ ولا تربطهن اية علاقة بوالديهن».‏ تتذكر أنيتا،‏ التي اصبحت امّا في الـ‍ ١٨ من عمرها،‏ كم شعرَت بالفراغ العاطفي بسبب غياب ابيها رغم الجهود الدؤوبة التي بذلتها امها المتوحدة لتُعيلها.‏

      وتصبح فتيات اخريات ايضا امهات غير متزوجات نتيجة الاغتصاب.‏ وعلى ما يبدو يسبب الاذى النفسي الناتج الما عاطفيا لبعضهن قد ينعكس بوضوح لاحقا في مسلك يؤدي الى تدمير حياتهن.‏ مثلا،‏ تقول جاسمين التي اغتُصبت في الـ‍ ١٥ من عمرها:‏ «بعد الحادثة لم أعد ابالي اذا آذيت نفسي.‏ فصرت حبلى في الـ‍ ١٩ من عمري».‏ وقد تسبِّب الاساءة الجنسية ايضا مشاعر عدم القيمة.‏ تقول جاسمين متأوهة:‏ «اشعر دائما انني لا استحق شيئا».‏ كما عانت أنيتا المحنة نفسها:‏ «بين الـ‍ ٧ والـ‍ ١١ من عمري كان مراهق يتحرّش بي جنسيا.‏ فكرهت نفسي ولمت ذاتي على ما حصل».‏ وصارت حبلى هي ايضا في الـ‍ ١٧ من عمرها.‏

      من جهة اخرى،‏ تقع بعض المراهقات ضحية فضولهن وثقتهن المفرطة بالنفس.‏ تعترف نيكول المقتبس منها في المقالة السابقة:‏ «ظننت انني استطيع معالجة اية مشكلة تواجهني،‏ وأنني قادرة على القيام بأي شيء.‏ ولكن للأسف،‏ كنت قادرة ايضا على انجاب طفل».‏ اما كارول التي اصبحت هي ايضا امّا غير متزوجة بعمر باكر فقد بدأت تمارس الجنس بسبب الفضول.‏ تقول:‏ «شعرت انني كنت افوِّت امورا كثيرة علي».‏

      ثمة عامل آخر هو جهل المراهقات لما ينجم عن العلاقات الجنسية.‏ يقول عالمَا الاجتماع كارين رولنڠسن وستيڤن ماكاي ان بعض المراهقات في بريطانيا «تنقصهن المعرفة الدقيقة عما .‏ .‏ .‏ ينبغي توقعه من العلاقات الجنسية وعما يعنيه الحبل».‏ فعلى ما يبدو،‏ لا تدرك بعض المراهقات الصلة بين الجنس والحبل.‏ وبحسب احد الاستطلاعات،‏ غالبا ما اخبرت الامهات المراهقات «بأنهن صُدمن او تعجبن عند اكتشافهن انهن حبالى رغم عدم استعمال موانع الحمل».‏

      لكن العامل الاكثر تأثيرا في قضية حبل المراهقات هو النظرة المتغيرة الى المسائل الجنسية.‏ فالناس في الازمنة التي نعيش فيها يوصَفون بأنهم ‹محبون للملذات دون محبة للّٰه›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏)‏ تخبر الباحثتان الأوستراليتان إلسا برنز وكاث سكوت عن «انحلال القيود الصارمة الاجتماعية والدينية والمادية التي تردع المراهقات عن ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج».‏ فإنجاب ولد خارج نطاق الزواج لم يعد وصمة عار كما كان في الايام الماضية.‏ حتى انه في بعض المناطق،‏ قد تعتبر المراهقات ان انجاب ولد هو عمل بطولي او طريقة لنيل الاهمية والاعتبار!‏

      الندوب العاطفية

      ان الواقع الذي تواجهه الامهات المراهقات يختلف كليا عن احلام المراهقة.‏ فحين تعلم الفتاة انها حبلى،‏ تكتسحها موجة من المشاعر المشوّشة.‏ وتعترف كثيرات بأنهن صدمن او ذهلن.‏ تقول «الاكاديمية الاميركية المختصة بالطب النفسي للاولاد والمراهقين»:‏ «تشمل ردات الفعل الشائعة الغضب،‏ مشاعر الذنب،‏ ورفض الواقع».‏ لكنّ رفض الواقع امر خطر،‏ اذ قد تحجم الفتاة عن طلب المساعدة الطبية التي تحتاج اليها.‏

      تتذكر إلڤينيا اللحظة التي واجهت فيها نتائج «مغامرتها» الجنسية:‏ «لقد خفت كثيرا».‏ والكثير من الفتيات الحبالى لا يجدن مَن يبحن له بمكنونات قلبهن ويخجلن كثيرا من التكلم عن حالتهن.‏ لذلك تقع بعضهن فريسة الشعور بالذنب والخوف.‏ كما ان العديد من المراهقات الحبالى يعانين الاكتئاب الشديد.‏ تقول جاسمين:‏ «لم تعد الحياة تعني لي شيئا،‏ ولم اعد ابالي اذا مت».‏a

      لكن مهما كان رد فعل الفتاة الاولي،‏ ففي النهاية عليها ان تتخذ عددا من القرارات التي ستؤثر كثيرا في حياتها وحياة ولدها.‏ فكيف بإمكان المراهقات اتخاذ مثل هذه القرارات بحكمة؟‏ ستناقش المقالة التالية هذا الموضوع.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لنيل معلومات حول مقاومة الميل الى الانتحار،‏ انظر «‏الحياة تستحق العيش‏»،‏ في عدد ٢٢ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٠٠١ من استيقظ!‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      حبل المراهقات —‏ وقائع مروّعة

      رغم ان ما يلي هو وصف للوضع في الولايات المتحدة،‏ فهو يعكس بعض الوقائع عن المراهقات الحبالى في كل انحاء العالم.‏

      ● اربع فتيات من عشر يحبلن قبل بلوغهن الـ‍ ٢٠ من العمر،‏ اي اكثر من ٠٠٠،‏٩٠٠ مراهقة في السنة.‏

      ● حوالي ٤٠ في المئة من الامهات المراهقات هن دون الـ‍ ١٨ من العمر.‏

      ● اولاد الوالدين المراهقين يعانون من سوء المعاملة والاهمال اكثر من اولاد الوالدين الاكبر سنا.‏

      ● فقط ٤ من ١٠ امهات دون الـ‍ ١٨ من العمر ينهين الدراسة الثانوية.‏

      ● حوالي ٨٠ في المئة من الآباء لا يتزوجون ام اولادهم المراهِقة.‏

      ● ٣٠ في المئة فقط من الامهات المراهقات اللواتي يتزوجن بعد ان يولد طفلهن يدوم زواجهن؛‏ ونسبة فشل زواج المراهقين هي ضعف نسبة فشل الزواج الذي تكون فيه النساء في الـ‍ ٢٥ من عمرهن على الاقل.‏

      ● اطفال الامهات المراهقات هم اكثر عرضة لأن يولدوا قبل الاوان وبوزن منخفض،‏ مما يزيد احتمال تعرّضهم للموت وهم رُضّع،‏ للعمى،‏ الصمم،‏ مشاكل التنفس المزمنة،‏ التخلّف العقلي،‏ المرض العقلي،‏ الشلل الدماغي،‏ عُسر القراءة،‏ وفرط النشاط.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      المعلومات مأخوذة من كتيِّب ليست مجرد مسألة بسيطة اخرى —‏ العلاقة بين تفادي حبل المراهقات وغيرها من المسائل الاجتماعية الخطيرة،‏ الحملة الوطنية لتفادي حبل المراهقات،‏ شباط (‏فبراير)‏ ٢٠٠٢.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      حبل المراهقات حول العالم

      البرازيل‏:‏ «٤٣٩‏,٦٩٨ مراهقة انجبن طفلا سنة ١٩٩٨ وهن دون الـ‍ ١٩ من العمر بالاستفادة من خدمات النظام الصحي الحكومي البرازيلي .‏ .‏ .‏ وكانت ٨٥٧‏,٣١ منهن صغيرات يتراوح عمرهن بين الـ‍ ١٠ والـ‍ ١٤ سنة،‏ ولا شك انك توافق انهن بعمر صغير جدا لانجاب الاولاد».‏ —‏ فوليا دي سان پاولو (‏بالپرتغالية)‏،‏ ٢٥ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٩٩.‏

      بريطانيا:‏ «مقارنة بدول اوروپا الغربية،‏ تشهد بريطانيا اعلى نسبة من الاطفال المولودين لأمهات مراهقات .‏ .‏ .‏ سنة ١٩٩٧،‏ كانت هنالك في انكلترا نحو ٠٠٠‏,٩٠ حالة حبل بين المراهقات.‏ حوالي ثلاثة اخماس هذه الحالات انتهت بولادة طفل (‏٠٠٠‏,٥٦)‏،‏ و ٩٠ في المئة من الاطفال المولودين لأمهات مراهقات في سنة ١٩٩٧ انجبتهم امهات غير متزوجات (‏حوالي ٠٠٠‏,٥٠)‏».‏ —‏ العائلات ذات الوالد المتوحد (‏بالانكليزية)‏،‏ ٢٠٠٢.‏

      روسيا:‏ «تظهر الاحصاءات التي اجرتها الحكومة ان حوالي ثلث الاطفال المولودين في روسيا في السنة الماضية انجبتهم امهات غير متزوجات.‏ وهذه النسبة هي ضعف النسبة التي وُجدت منذ عشر سنوات،‏ ولم يشهد البلد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية.‏ وأكثر من ٤٠ في المئة من هؤلاء الاطفال انجبتهم مراهقات».‏ —‏ ذا موسكو تايمز (‏بالانكليزية)‏،‏ عدد ٢٩ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠١.‏

      ماليزيا‏:‏ «منذ سنة ١٩٩٨ يتزايد عدد المولودين خارج نطاق الزواج في البلد،‏ ومعظم الامهات هن في اواخر سن المراهقة».‏ —‏ نيو سترَيتس تايمز —‏ مانجمنت تايمز (‏بالانكليزية)‏،‏ عدد ١ نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٢.‏

      الولايات المتحدة:‏ «رغم تراجع نسبة الحبل بين المراهقات مؤخرا،‏ ٤ من ١٠ مراهقات يحبلن على الاقل مرة قبل ان يبلغن سن الـ‍ ٢٠».‏ —‏ ماذا حلّ بالطفولة؟‏ مشكلة حبل المراهقات في الولايات المتحدة (‏بالانكليزية)‏،‏ سنة ١٩٩٧.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٥]‏

      عندما ينفصل الوالدان،‏ يزيد خطر حبل الابنة المراهقة

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      يبدو ان بعض المراهقات لا يدركن الصلة بين الجنس والحبل

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      يؤثر الحبل تأثيرا جذريا في الفتاة وأحبائها على السواء

  • مواجهة التحديات التي تعترض الامهات المراهقات
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • مواجهة التحديات التي تعترض الامهات المراهقات

      يُلقى على عاتق المراهقة الحبلى عبء اتخاذ القرارات الذي يُلقى عادة على كاهل الراشدين.‏ تقول احدى الامهات المراهقات:‏ «اشعر انني في الـ‍ ٤٠ من العمر.‏ لقد ضيعت كل طفولتي».‏ وقد تقع المراهقة فريسة الخوف والقلق بعدما تكتشف انها حبلى.‏

      فإذا كنت مراهقة حبلى،‏ فقد تراودك المشاعر نفسها.‏ لكن اذا سمحت للمشاعر السلبية بأن تشلّك،‏ فلن تتمكني من تحقيق شيء.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «مَن يرصد الريح لا يزرع ومَن يراقب السحب لا يحصد».‏ (‏جامعة ٧:‏٨؛‏ ١١:‏٤‏)‏ فالمزارع الذي يقلق كثيرا بشأن الطقس لن يتمكن من اتخاذ اي خطوة ضرورية.‏ لذلك تجنبي الوقوع في وضع مشابه.‏ فعاجلا او آجلا عليك ان تتابعي حياتك وتتحملي اعباء مسؤولياتك.‏ —‏ غلاطية ٦:‏٥‏.‏

      وما هي الخيارات المتاحة امامك؟‏ قد ينصحك البعض بالاجهاض.‏ لكنّ هذا الخيار ليس لمَن يرغب في ارضاء اللّٰه،‏ اذ يوضح الكتاب المقدس ان الاجهاض هو منافٍ لشرائع اللّٰه.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٣؛‏ ٢١:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ مزمور ١٣٩:‏١٤-‏١٦‏)‏ فحياة الجنين منذ لحظة تكوّنه ثمينة في نظر اللّٰه،‏ حتى حياة الاجنة التي حُبل بها خارج رباط الزواج.‏

      وماذا عن الزواج بوالد الطفل لتتمكنا من تربية ولدكما معا؟‏ ربما تظنين ان هذا الامر قد يجنبك الاحراج على الاقل.‏ لكن حتى لو شعر الوالد الشاب ان المساعدة في تربية ولده هي مسؤوليته من الناحية الاخلاقية،‏ فالزواج ليس دائما الخيار الحكيم.‏a فقدرة الشاب على انجاب الاولاد لا تعني بالضرورة انه يملك القدرات العاطفية والعقلية اللازمة ليكون زوجا وأبا صالحا.‏ كما انها لا تعني انه قادر على إعالة زوجته وطفله.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ اذا كان الشاب لا يشاركك معتقداتك الدينية،‏ فزواجك به يخالف مشورة الكتاب المقدس المتعلقة بالزواج «في الرب فقط».‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏)‏ وتظهر الاختبارات ان التسرّع والاقدام على زواج مبكر،‏ وربما قصير الامد،‏ قد لا ينجم عنه سوى المزيد من الالم والمعاناة.‏

      وماذا عن تقديم الطفل للتبني؟‏ صحيح ان هذا الحل هو افضل من الاجهاض،‏ ولكن عليك ان تتأملي في الفرصة المتاحة امامك،‏ وهي تربية ولدك انت بنفسك رغم الظروف الصعبة التي تواجهينها.‏

      مواجهة التحديات

      لا شك ان تربية ولد دون زوج ليست امرا سهلا.‏ لكن اذا بذلت كل ما في وسعك لاتّباع مبادئ الكتاب المقدس واتكلت على اللّٰه لنيل الدعم والارشاد منه،‏ فستتمكنين من مواجهة الكثير من التحديات بنجاح.‏ وإليك بعض الخطوات التي يمكن ان تساعدك في هذا المجال.‏

      ‏• أصلحي علاقتك باللّٰه.‏ تذكري ان الجنس قبل الزواج هو خطية الى اللّٰه،‏ انتهاك لمبادئه الادبية السامية.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ لذلك عليك ان تتوبي وتطلبي الغفران من اللّٰه كخطوة اولى.‏ (‏مزمور ٣٢:‏٥؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ صحيح انك قد تشعرين بأنك لا تستحقين مساعدته،‏ لكنَّ يهوه يعد بالغفران وبمساعدة الذين يتوبون عن مسلكهم الخاطئ.‏ (‏اشعياء ٥٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ يقول يهوه في اشعياء ١:‏١٨‏:‏ «إن كانت خطاياكم كالقرمز [خطيرة] تبيض كالثلج [تُمحى تماما]».‏ ويشجع الكتاب المقدس ايضا فاعلي السوء ان يستفيدوا من المساعدة الروحية التي يقدمها الشيوخ المعيّنون في الجماعة.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ‏• توقفي عن ممارسة الجنس قبل الزواج.‏ وهذا يعني على الارجح انهاء علاقتك بوالد الطفل.‏ فلن ينجم عن الاستمرار في هذه العلاقة خارج نطاق الزواج إلّا المزيد من الضغط لتستمري في اتباع السلوك الذي لا يرضي اللّٰه.‏ لا تنسي ابدا ان شرائع اللّٰه،‏ ولو كانت صارمة،‏ وُضعت لحمايتنا.‏ تتذكر نيكول التي اقتبس منها آنفا في سلسلة المقالات هذه:‏ «ادركت ان اللّٰه محق.‏ وهو يريد منفعتنا».‏ —‏ اشعياء ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ‏• أخبري والديك.‏ ربما تخافين ان يغضب عليك والداك،‏ وقد تكون مخاوفك في محلها.‏ فلا شك انهما سينزعجان ويقلقان عندما يعرفان انك حبلى.‏ فقد يشعران انهما خذلاك كوالدين ويلومان نفسيهما على سلوكك هذا.‏ لكن اذا كان والداك يخافان اللّٰه حقا،‏ فإن عاصفة الالم والاستياء التي يشعران بها ستولي مع الايام.‏ فهما والداك ويحبانك رغم اخطائك.‏ وعندما يلاحظان مسلكك التائب،‏ لا شك انهما سيندفعان الى التمثل بالاب الذي تحدث عنه يسوع في مثل الابن الضال ويغفران لك بكل محبة.‏ —‏ لوقا ١٥:‏١١-‏٣٢‏.‏

       • أعربي عن الامتنان.‏ غالبا ما يكون الوالدان،‏ الاقرباء،‏ والاصدقاء مصدرا مهما للمساعدة والدعم.‏ على سبيل المثال،‏ قد يهتم والداك بأن تنالي العناية الطبية.‏ وبعد ان يولد طفلك،‏ قد يعلّمانك الامور الاساسية لتعتني به؛‏ وقد يعرضان ان يهتما به اثناء غيابك.‏ تقول نيكول:‏ «صحيح ان الطفل هو طفلي،‏ ولكن امي ساعدتني كثيرا في تربيته».‏ وقد يقدّم الاصدقاء ايضا المساعدة،‏ ربما بإعطائك بطريقة لبقة ملابس للطفل وغيرها من الاشياء المفيدة.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ وحين يعرب لك الآخرون عن اللطف،‏ اتبعي نصيحة الكتاب المقدس و ‹اظهري انك شاكرة›.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٥‏)‏ فتعابير التقدير تُشعر الآخرين انك لا تعتبرين اعمالهم الحبية واجبا عليهم.‏

      ‏• تعلمي كيف تربين ولدك.‏ لا شك انك لا تريدين الاعتماد طوال حياتك على عائلتك وأصدقائك.‏ لذلك ابدأي بتطوير المهارات التي تساعدك على الاعتناء بطفلك وإدارة بيتك.‏ ان تعلّم الاعتناء بالطفل هو تحدٍّ.‏ فهنالك الكثير لتتعلميه عن الغذاء،‏ الصحة،‏ وأوجه اخرى من العناية بالطفل.‏ والمثير للاهتمام ان الكتاب المقدس يشجع النساء المسيحيات الاكبر سنا على حث النساء الاصغر سنا ان يكن «عاملات في بيوتهن».‏ (‏تيطس ٢:‏٥‏)‏ فلا شك ان امك —‏ وربما النساء الاكبر سنا في الجماعة المسيحية —‏ يمكن ان تمنحك تدريبا نافعا في هذا المجال.‏

      ‏• استخدمي المال بحكمة.‏ يقول الكتاب المقدس ان «المال هو للحماية».‏ (‏جامعة ٧:‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ والعناية بالطفل تستلزم نفقات كثيرة.‏

      حاولي اولا ان تستفيدي من الاعانات التي تقدمها الحكومة.‏ لكن بالاضافة الى ذلك،‏ تضطر الفتاة في احيان كثيرة ان تعتمد على والديها ماديا.‏ وفي هذه الحالة،‏ يُستحسن ان تعربي عن الحكمة والاعتبار لهما بتخفيض نفقاتك قدر الامكان.‏ فلا شك انك تفضلين ان تشتري اشياء جديدة لطفلك،‏ ولكنك قد تتمكنين من توفير المال بشراء السلع المستعملة.‏

      ‏• حاولي تحصيل مستوى معين من العلم.‏ تقول الامثال ١٠:‏١٤‏:‏ «الحكماء يذخرون معرفة».‏ فيما تنطبق هذه الآية بشكل خصوصي على المعرفة التي نستقيها من الكتاب المقدس،‏ تنطبق ايضا على تحصيل العلم.‏ وأنتِ بحاجة الى تطوير المهارات الضرورية لتأمين معيشتك.‏

      لا شك ان الاهتمام بطفلك سيصعّب عليك الذهاب الى المدرسة.‏ لكن اذا لم تحصّلي التعليم الدراسي الاساسي،‏ فقد يُحكم عليك ان تعيشي فقيرة وأن تعتمدي دائما على الاعانات الحكومية.‏ كما قد يُحكم عليك ان تكسبي دخلا منخفضا،‏ تعيشي مع طفلك في بيت غير ملائم،‏ او تتعرضا لسوء التغذية.‏ فإذا كان بإمكانك الذهاب الى المدرسة فلا تتأخري.‏ لقد اصرّت أم نيكول ان تكمل ابنتها تعليمها الدراسي الاساسي.‏ نتيجة ذلك،‏ استطاعت نيكول ان تنال لاحقا تدريبا مكّنها من العمل في مكتب محاماة وإعالة نفسها ماديا.‏

      فلمَ لا تستعلمين عن الفرص التعليمية المتاحة لك؟‏ وإذا صعب عليك جدا حضور الصفوف في المدرسة،‏ فربما تتمكنين من متابعة دراستك في البيت.‏ وقد يكون الدرس بالمراسلة،‏ على سبيل المثال،‏ عمليا ومناسبا لوضعك.‏

      يمكنك ان تنجحي

      ليس من السهل ان تربي فتاة مراهقة طفلا وهي غير متزوجة.‏ لكن يمكنك ان تنجحي!‏ فبالصبر والتصميم ومساعدة يهوه اللّٰه،‏ بوسعك ان تصبحي امّا مُحبة،‏ قديرة،‏ وذات كفاءة.‏ وبإمكان اولاد الامهات غير المتزوجات ان ينموا ليصبحوا راشدين متزنين.‏ كما انك قد تختبرين فرح رؤية ولدك يتجاوب مع توجيهك وتدريبك ويصير محبا للّٰه.‏ —‏ افسس ٦:‏٤‏.‏

      تعبِّر نيكول عن الامر بهذه الطريقة:‏ «بمساعدة اللّٰه —‏ ورغم كل الصعاب —‏ فرحت بمساعدة ابنتي الصغيرة لتصبح شابة لطيفة،‏ محترمة،‏ ومسؤولة.‏ صحيح انني عندما انظر اليها اتذكر احيانا كل ليالي الارق التي مررت بها،‏ إلّا انني اشعر ايضا بسعادة غامرة تملأ قلبي».‏

      لكن كيف ينبغي ان يعامل الراشدون الامهات المراهقات وأطفالهن؟‏ وهل من طريقة لمساعدة المراهقات على تجنب الحبل والمشاكل المرتبطة به؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لمعرفة المسؤوليات والتحديات التي يواجهها الآباء المراهقون غير المتزوجين،‏ انظر «الاحداث يسألون .‏ .‏ .‏» في عدد ٢٢ نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٠‏،‏ وفي عدد ٢٢ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٠ من استيقظ!‏.‏

      ‏[الصور في الصفحة ٩]‏

      تواجه الامهات المراهقات تحديات كثيرة في تربية اطفالهن

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      التسرّع والاقدام على الزواج المبكر ليس الحل

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      بإمكان الشيوخ المسيحيين مساعدة المراهقات الضالات ليصلحن علاقتهن باللّٰه

      ‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

      من الحكمة ان تكمل الامهات غير المتزوجات تعليمهن الاساسي

  • تزويد المساعدة والحماية للمراهقات
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • تزويد المساعدة والحماية للمراهقات

      من المحزن ان تصبح فتاة غير متزوجة حبلى.‏ رغم ذلك،‏ ينتشر الحبل بين المراهقات على نطاق واسع،‏ ويؤثر في كل شخص بطريقة او بأخرى.‏ ومأساة حبل المراهقات ليست سوى احد البراهين على صواب وصية اللّٰه:‏ «اهربوا من العهارة».‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٨‏.‏

      رغم ذلك،‏ قد يحدث احيانا ان تختار مراهقة تعلمت طرق اللّٰه ان تتجاهل او ترفض ما تعلمته.‏ فتمارس الفساد الادبي الجنسي وتجد نفسها حبلى.‏ فماذا ينبغي ان يكون ردّ فعل المسيحيين الحقيقيين تجاهها؟‏ عندما تبرهن المراهِقة الضالة عن توبتها،‏ ينبغي ان يقدّم لها والداها والاعضاء الآخرون في الجماعة المسيحية المساعدة والدعم الحبيَّين.‏

      لنتأمل مجددا في وضع نيكول.‏ كان والداها يربيانها لتكون واحدة من شهود يهوه.‏ فكانت صدمتهما كبيرة حين صارت حبلى وهي غير متزوجة.‏ تتذكر نيكول انه رغم هذه المشكلة «كان الرفقاء المسيحيون يأتون الى منزلي ويحاولون تشجيعي على درس الكتاب المقدس والبقاء قريبة من يهوه».‏

      لا يعني ذلك ان شهود يهوه يؤيدون السلوك الفاسد ادبيا.‏ لكنهم يدركون ان تطبيق مبادئ الكتاب المقدس يجعل فاعلي السوء ‹يغيرون شكلهم›.‏ (‏روما ١٢:‏٢‏)‏ ولديهم ايمان راسخ بأن اللّٰه يسامح فاعلي السوء التائبين.‏ (‏افسس ١:‏٧‏)‏ كما انهم يدركون انه حتى لو حُبل بطفل خارج نطاق الزواج،‏ فالطفل بريء لا ذنب له.‏ لذلك عوض ان يُلصق افراد الجماعة المسيحية وصمة عار بالطفل،‏ فإنهم يظهرون له الحنان،‏ الرأفة،‏ واللطف التي ينبغي اظهارها لكل طفل في وسطهم.‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٢‏.‏

      بدأت احدى الامهات غير المتزوجات بدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ فتجاوبت بسرعة مع رسالة الكتاب المقدس وقامت بتغييرات كبيرة في حياتها.‏ قالت عن الشهود:‏ «لقد اظهروا كلهم اهتماما صادقا بي وبأولادي.‏ وقد قدّموا لي الطعام والثياب عند الحاجة،‏ وساعدوني ماديا ايضا.‏ وعندما بدأت اشترك في الكرازة معهم،‏ اهتموا بأولادي اثناء غيابي.‏ لقد فعلوا كل ما في وسعهم لمساعدتي على تنمية المحبة الحقيقية ليهوه».‏

      تجنّب الحبل ومشاكله

      صحيح انه يجب مساعدة المراهقات الحبالى،‏ لكن من الافضل مساعدة المراهقات في المقام الاول على تجنُّب الحبل والمشاكل المرتبطة به.‏ لذلك يحاول شهود يهوه تأمين جو عائلي مُحب ودافئ لاولادهم.‏ وعوض اتباع اسلوب التخويف فقط —‏ التخويف من الأيدز او الحبل —‏ يحاول الشهود ان يغرسوا في قلوب صغارهم محبة حقيقية ليهوه اللّٰه ولشرائعه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٧‏)‏ وفي نظرهم،‏ ينبغي اعطاء الاولاد معلومات دقيقة عن الامور الجنسية،‏ والاهم انه يلزم تعليمهم منذ الطفولية المبادئ الاخلاقية الموجودة في الكتاب المقدس.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ ان الارشادات الاساسية تُمنح في قاعة الملكوت لشهود يهوه.‏ لكنّ الوالدين الشهود يُشجعون ايضا على درس الكتاب المقدس شخصيا مع اولادهم.‏ وقد أُصدرت مطبوعات مثل كتاب اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح لمساعدة الوالدين على منح اولادهم الارشاد الادبي.‏a

      ان المبادئ الادبية الصارمة الموجودة في الكتاب المقدس هي في تباين صارخ مع موجة الفساد الادبي التي تكتسح العالم.‏ لكن اتّباع هذه المبادئ يمكن ان يجنب ملايين المراهقات الوقوع ضحايا مأساة حبل المراهقات.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

      المسيحيون الحقيقيون يعاملون الامهات غير المتزوجات بلطف ويراعون مشاعرهن

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة