مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹شهد كاملا عن ملكوت اللّٰه›‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • ‏«تُعَارَضُ فِي كُلِّ مَكَانٍ» (‏اعمال ٢٨:‏١٦-‏٢٢‏)‏

      ١٠ كَيْفَ عَاشَ بُولُسُ فِي رُومَا،‏ وَمَاذَا فَعَلَ بُعَيْدَ وُصُولِهِ؟‏

      ١٠ عِنْدَمَا وَصَلَ ٱلْمُسَافِرُونَ أَخِيرًا إِلَى رُومَا،‏ «سُمِحَ لِبُولُسَ بِأَنْ يَمْكُثَ وَحْدَهُ مَعَ ٱلْجُنْدِيِّ ٱلَّذِي يَحْرُسُهُ».‏ (‏اع ٢٨:‏١٦‏)‏ وَقَدْ جَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَنَّ ٱلسَّجِينَ ٱلَّذِي لَا يُوضَعُ تَحْتَ ٱلْحِرَاسَةِ ٱلْمُشَدَّدَةِ يُقَيَّدُ بِسِلْسِلَةٍ تَرْبِطُهُ بِحَارِسِهِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ مَا كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْقُيُودُ لِتَمْنَعَ بُولُسَ ٱلْمُبَشِّرَ ٱلْغَيُورَ عَنْ تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ.‏ لِذٰلِكَ بَعْدَمَا ٱسْتَرَاحَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَقَطْ مِنْ عَنَاءِ ٱلرِّحْلَةِ،‏ جَمَعَ أَعْيَانَ ٱلْيَهُودِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي رُومَا لِيُعَرِّفَهُمْ بِنَفْسِهِ وَيَشْهَدَ لَهُمْ.‏

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ حَاوَلَ بُولُسُ أَنْ يَتَخَطَّى أَيَّ تَمْيِيزٍ رُبَّمَا أَضْمَرَهُ لَهُ ٱلْيَهُودُ؟‏

      ١١ قَالَ لِزُوَّارِهِ:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ مَعَ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا ضِدَّ ٱلشَّعْبِ أَوْ عَوَائِدِ آبَائِنَا،‏ سُلِّمْتُ سَجِينًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَيْدِي ٱلرُّومَانِيِّينَ.‏ فَهٰؤُلَاءِ بَعْدَ ٱلِٱسْتِجْوَابِ،‏ رَغِبُوا أَنْ يُطْلِقُونِي،‏ لِأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِيَّ عِلَّةٌ لِلْمَوْتِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ حِينَ ٱسْتَمَرَّ ٱلْيَهُودُ يُعَارِضُونَ،‏ أُرْغِمْتُ عَلَى رَفْعِ دَعْوَايَ إِلَى قَيْصَرَ،‏ وَلٰكِنْ لَا كَأَنَّ عِنْدِي شَيْئًا لِأَتَّهِمَ بِهِ أُمَّتِي».‏ —‏ اع ٢٨:‏١٧-‏١٩‏.‏

      ١٢ حِينَ خَاطَبَ ٱلرَّسُولُ مُسْتَمِعِيهِ ٱلْيَهُودَ بِصِفَتِهِمْ «إِخْوَةً»،‏ حَاوَلَ أَنْ يَجِدَ قَوَاسِمَ مُشْتَرَكَةً مَعَهُمْ وَيَتَخَطَّى أَيَّ تَمْيِيزٍ رُبَّمَا أَضْمَرُوهُ لَهُ.‏ (‏١ كو ٩:‏٢٠‏)‏ كَمَا أَوْضَحَ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ مُوَجِّهًا أَصَابِعَ ٱلِٱتِّهَامِ إِلَى أَبْنَاءِ أُمَّتِهِ،‏ بَلْ رَافِعًا دَعْوَاهُ إِلَى قَيْصَرَ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْمَحَلِّيِّينَ لَمْ يَكُونُوا عَلَى عِلْمٍ بِٱسْتِئْنَافِ بُولُسَ.‏ (‏اع ٢٨:‏٢١‏)‏ فَمَا سَبَبُ هٰذِهِ ٱلثُّغْرَةِ فِي ٱلتَّوَاصُلِ بَيْنَ يَهُودِ رُومَا وَأُولٰئِكَ ٱلسَّاكِنِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ؟‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ:‏ «لَا بُدَّ أَنَّ سَفِينَةَ بُولُسَ كَانَتْ مِنْ أُولَى ٱلسُّفُنِ ٱلْوَاصِلَةِ إِلَى إِيطَالِيَا بَعْدَ ٱنْقِضَاءِ فَصْلِ ٱلشِّتَاءِ،‏ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي عَجِزَ فِيهِ أَيُّ مُمَثِّلٍ عَنِ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْيَهُودِيَّةِ أَوْ أَيُّ رِسَالَةٍ بِشَأْنِ ٱلْقَضِيَّةِ عَنْ بُلُوغِ ٱلْمَدِينَةِ».‏

      ١٣،‏ ١٤ كَيْفَ مَهَّدَ بُولُسُ لِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِهِ؟‏

      ١٣ بَعْدَئِذٍ مَهَّدَ بُولُسُ لِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِكَلِمَاتٍ سَتُثِيرُ حَتْمًا فُضُولَ ضُيُوفِهِ ٱلْيَهُودِ.‏ قَالَ:‏ «لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ ٱلْتَمَسْتُ أَنْ أَرَاكُمْ وَأُكَلِّمَكُمْ،‏ فَأَنَا مِنْ أَجْلِ رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ مُوثَقٌ بِهٰذِهِ ٱلسِّلْسِلَةِ».‏ (‏اع ٢٨:‏٢٠‏)‏ وَرَجَاءُ إِسْرَائِيلَ مُرْتَبِطٌ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلْمَسِيَّا وَمَلَكُوتِهِ ٱللَّذَيْنِ تُنَادِي بِهِمَا ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ.‏ فَرَدَّ شُيُوخُ ٱلْيَهُودِ قَائِلِينَ:‏ «إِنَّنَا نَرَى مُنَاسِبًا أَنْ نَسْمَعَ مِنْكَ أَفْكَارَكَ،‏ لِأَنَّهُ مَعْرُوفٌ عِنْدَنَا مِنْ جِهَةِ هٰذِهِ ٱلْبِدْعَةِ أَنَّهَا تُعَارَضُ فِي كُلِّ مَكَانٍ».‏ —‏ اع ٢٨:‏٢٢‏.‏

      ١٤ اَلْيَوْمَ أَيْضًا بِإِمْكَانِنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ كُلَّمَا سَنَحَتْ لَنَا ٱلْفُرْصَةُ أَنْ نُنَادِيَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَلْنَسْتَخْدِمْ عِبَارَاتٍ أَوْ أَسْئِلَةً تُثِيرُ تَفْكِيرَ سَامِعِينَا بِهَدَفِ جَذْبِ ٱهْتِمَامِهِمْ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ،‏ نَجِدُ ٱقْتِرَاحَاتٍ مُفِيدَةً فِي مَطْبُوعَاتٍ مِثْلِ اَلْمُبَاحَثَةُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَ اِسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْمُزَوَّدِ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ.‏ فَهَلْ تَسْتَفِيدُ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِنْ هٰذِهِ ٱلْإِصْدَارَاتِ ٱلْمُسَاعِدَةِ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      مِثَالٌ فِي ‹ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا› (‏اعمال ٢٨:‏٢٣-‏٢٩‏)‏

      ١٥ مَا ٱلنَّوَاحِي ٱلْأَرْبَعُ ٱلْبَارِزَةُ فِي شَهَادَةِ بُولُسَ؟‏

      ١٥ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْمُعَيَّنِ،‏ جَاءَ ٱلْيَهُودُ إِلَى مَنْزِلِ بُولُسَ «وَهُمْ أَكْثَرُ عَدَدًا».‏ فَشَرَحَ لَهُمْ مُخْتَلِفَ ٱلْمَوَاضِيعِ،‏ «مُؤَدِّيًا شَهَادَةً كَامِلَةً عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ وَمُحَاجًّا لِإِقْنَاعِهِمْ بِشَأْنِ يَسُوعَ مِنْ شَرِيعَةِ مُوسَى وَٱلْأَنْبِيَاءِ،‏ مِنَ ٱلصَّبَاحِ حَتَّى ٱلْمَسَاءِ».‏ (‏اع ٢٨:‏٢٣‏)‏ لَاحِظْ فِي مَا يَلِي أَرْبَعَ نَوَاحٍ جَدِيرَةٍ بِٱلِٱقْتِدَاءِ فِي شَهَادَتِهِ.‏ أَوَّلًا،‏ رَكَّزَ بُولُسُ عَلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ ثَانِيًا،‏ حَاجَّ سَامِعِيهِ «لِإِقْنَاعِهِمْ».‏ ثَالِثًا،‏ ٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مُنْطَلَقًا لِكَلَامِهِ.‏ وَرَابِعًا،‏ تَحَلَّى بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ إِذْ شَهِدَ «مِنَ ٱلصَّبَاحِ حَتَّى ٱلْمَسَاءِ».‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟‏ بَعْضُ ٱلْحُضُورِ «آمَنَ بِمَا قِيلَ» وَٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ لَمْ يُؤْمِنْ.‏ فَٱخْتَلَفُوا فِي مَا بَيْنَهُمْ وَ «ٱبْتَدَأُوا يَنْصَرِفُونَ».‏ —‏ اع ٢٨:‏٢٤،‏ ٢٥أ‏.‏

      ١٦-‏١٨ لِمَ لَمْ يَسْتَغْرِبْ بُولُسُ رَدَّةَ فِعْلِ ٱلْيَهُودِ ٱلسَّلْبِيَّةَ،‏ وَكَيْفَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَشْعُرَ حِينَ تُرْفَضُ رِسَالَتُنَا؟‏

      ١٦ لَمْ يَسْتَغْرِبِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَا حَدَثَ.‏ فَهٰذَا تَمَامًا مَا أَنْبَأَ بِهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ،‏ وَمَا ٱعْتَادَ أَنْ يَلْقَاهُ مِنْ سَامِعِيهِ.‏ (‏اع ١٣:‏٤٢-‏٤٧؛‏ ١٨:‏٥،‏ ٦؛‏ ١٩:‏٨،‏ ٩‏)‏ لِذٰلِكَ فِيمَا رَاحَ ضُيُوفُهُ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا ٱلْبِشَارَةَ يَنْصَرِفُونَ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «حَسَنًا كَلَّمَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ،‏ قَائِلًا:‏ ‹اِذْهَبْ إِلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَقُلْ:‏ «تَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلَا تَفْهَمُونَ،‏ وَتَنْظُرُونَ نَظَرًا وَلَا تُبْصِرُونَ.‏ لِأَنَّهُ قَدْ غَلُظَ قَلْبُ هٰذَا ٱلشَّعْبِ»›».‏ (‏اع ٢٨:‏٢٥ب-‏٢٧‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ غَلُظَ قَلْبُ مُسْتَمِعِي بُولُسَ حَتَّى عَجِزَتْ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ عَنِ ٱلتَّأْثِيرِ فِيهِمْ.‏ فَيَا لَحَالِهِمِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ!‏

      ١٧ لٰكِنَّ ٱلرَّسُولَ خَتَمَ قَائِلًا إِنَّ «ٱلْأُمَمَ .‏ .‏ .‏ سَيَسْمَعُونَ لَهُ» بِخِلَافِ هٰؤُلَاءِ ٱلْيَهُودِ.‏ (‏اع ٢٨:‏٢٨؛‏ مز ٦٧:‏٢؛‏ اش ١١:‏١٠‏)‏ وَقَدْ تَكَلَّمَ هُنَا عَنِ ٱقْتِنَاعٍ إِذْ سَبَقَ وَرَأَى بِأُمِّ ٱلْعَيْنِ أُمَمِيِّينَ كُثُرًا يَتَجَاوَبُونَ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ اع ١٣:‏٤٨؛‏ ١٤:‏٢٧‏.‏

      ١٨ وَعَلَى غِرَارِ بُولُسَ،‏ لَا نُحِسَّ بِٱلْمَهَانَةِ حِينَ يَرْفُضُ ٱلنَّاسُ بِشَارَتَنَا.‏ فَلَا يَخْفَ عَلَيْنَا أَنَّ عَدَدًا قَلِيلًا نِسْبِيًّا يَجِدُونَ ٱلطَّرِيقَ ٱلْمُؤَدِّيَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏مت ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ لِنَفْرَحْ عِنْدَمَا يُقْبِلُ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَلْنُؤَهِّلْ بِهِمْ بِذِرَاعَيْنِ مَفْتُوحَتَيْنِ.‏ —‏ لو ١٥:‏٧‏.‏

      ‏‹يَكْرِزُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ› (‏اعمال ٢٨:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏

      ١٩ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ بُولُسُ ظُرُوفَهُ إِلَى أَبْعَدِ حَدٍّ؟‏

      ١٩ يُنْهِي لُوقَا رِوَايَةَ ٱلْأَعْمَالِ بِكَلِمَاتٍ إِيجَابِيَّةٍ وَمُشَجِّعَةٍ،‏ ذَاكِرًا أَنَّ ٱلرَّسُولَ «بَقِيَ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَيْنِ فِي بَيْتٍ ٱسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ،‏ وَكَانَ يَسْتَقْبِلُ بِٱلتَّرْحَابِ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ،‏ كَارِزًا لَهُمْ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَمُعَلِّمًا مَا يَخْتَصُّ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِكُلِّ حُرِّيَّةِ كَلَامٍ،‏ وَدُونَ عَائِقٍ».‏ (‏اع ٢٨:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ وَبِذٰلِكَ رَسَمَ لَنَا بُولُسُ مِثَالًا فِي ٱلضِّيَافَةِ وَٱلْإِيمَانِ وَٱلْغَيْرَةِ.‏

      ٢٠،‏ ٢١ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً عَنْ أَشْخَاصٍ ٱسْتَفَادُوا مِنْ شَهَادَةِ بُولُسَ فِي رُومَا.‏

      ٢٠ وَمِنْ جُمْلَةِ مَنِ ٱسْتَقْبَلَهُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلتَّرْحَابِ كَانَ أُنِسِيمُسُ،‏ عَبْدٌ فَارٌّ مِنْ كُولُوسِّي.‏ فَسَاعَدَهُ ٱلرَّسُولُ أَنْ يَعْتَنِقَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ وَهٰكَذَا بَاتَ أُنِسِيمُسُ ‹وَلَدًا› لِبُولُسَ ‹وَأَخًا أَمِينًا وَحَبِيبًا›.‏ (‏كو ٤:‏٩؛‏ فل ١٠-‏١٢‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَسِيحِيَّ هَوَّنَ كَثِيرًا عَلَى ٱلرَّسُولِ ٱلْمُعْتَقَلِ.‏a

      ٢١ وَمِثَالُ بُولُسَ ٱلْحَسَنُ عَادَ بِٱلْفَائِدَةِ عَلَى آخَرِينَ أَيْضًا.‏ فَقَدْ كَتَبَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي:‏ «إِنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ بِٱلْحَرِيِّ إِلَى تَقَدُّمِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ حَتَّى إِنَّ قُيُودِي مِنْ أَجْلِ ٱلْمَسِيحِ صَارَتْ مَعْرُوفَةً عِنْدَ ٱلْحَرَسِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيِّ كُلِّهِ وَعِنْدَ ٱلْبَاقِينَ جَمِيعًا؛‏ وَإِنَّ مُعْظَمَ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلرَّبِّ،‏ وَهُمْ شَاعِرُونَ بِٱلثِّقَةِ بِسَبَبِ قُيُودِي،‏ يَتَشَجَّعُونَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ دُونَ خَوْفٍ».‏ —‏ في ١:‏١٢-‏١٤‏.‏

      ٢٢ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ بُولُسُ سَجْنَهُ فِي رُومَا؟‏

      ٢٢ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ ٱسْتَغَلَّ بُولُسُ سَجْنَهُ لِكِتَابَةِ رَسَائِلَ مُهِمَّةٍ أُدْرِجَتْ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏b وَٱلْجَدِيرُ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَنِ ٱلسِّلَاحِ ٱلرُّومَانِيِّ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ لِيُلْقِيَ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلسِّلَاحِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ (‏اف ٦:‏١١-‏١٧‏)‏ وَرُبَّمَا ٱسْتَوْحَى هٰذِهِ ٱلصُّورَةَ مِنَ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلْجُنْدِيِّ ٱلَّذِي يَحْرُسُهُ.‏ (‏اع ٢٨:‏١٦‏)‏ فَأَيَّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُ؟‏ إِذَا تَحَلَّيْنَا بِدِقَّةِ ٱلْمُلَاحَظَةِ،‏ نَسْتَوْحِي فِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ إِيضَاحَاتٍ فَعَّالَةً مِنْ مُحِيطِنَا.‏

      رَسَائِلُ بُولُسَ ٱلْخَمْسُ خِلَالَ سَجْنِهِ ٱلْأَوَّلِ فِي رُومَا

      دَوَّنَ بُولُسُ خَمْسَ رَسَائِلَ بَيْنَ ٱلْعَامَيْنِ ٦٠-‏٦١ ب‌م تَقْرِيبًا خِلَالَ سَجْنِهِ ٱلْأَوَّلِ فِي رُومَا.‏ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّ فِلِيمُونَ،‏ يَذْكُرُ ٱلرَّسُولُ أَنَّ ٱلْعَبْدَ ٱلْفَارَّ أُنِسِيمُسَ «ٱلَّذِي كَانَ فِي مَا مَضَى غَيْرَ نَافِعٍ» لِسَيِّدِهِ فِلِيمُونَ ٱعْتَنَقَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَأَصْبَحَ بِمَثَابَةِ وَلَدٍ رُوحِيٍّ لِبُولُسَ.‏ كَمَا يُخْبِرُهُ أَنَّهُ يُعِيدُ ٱلْآنَ أُنِسِيمُسَ إِلَيْهِ كَأَخٍ مَسِيحِيٍّ.‏ —‏ فل ١٠-‏١٢،‏ ١٦‏.‏

      وَفِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي يُشِيرُ ٱلرَّسُولُ إِلَى أُنِسِيمُسَ وَيَقُولُ:‏ «اَلَّذِي هُوَ مِنْكُمْ».‏ (‏كو ٤:‏٩‏)‏ وَقَدْ حَظِيَ هٰذَا ٱلْمَسِيحِيُّ هُوَ وَتِيخِيكُسُ بِٱمْتِيَازِ إِيصَالِ ٱلرِّسَالَتَيْنِ ٱلْمَذْكُورَتَيْنِ آنِفًا فَضْلًا عَنِ ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ.‏ —‏ اف ٦:‏٢١‏.‏

      وَحِينَ رَاسَلَ بُولُسُ أَهْلَ فِيلِبِّي،‏ أَتَى عَلَى ذِكْرِ ‹قُيُودِهِ› وَتَحَدَّثَ عَنْ حَامِلِ ٱلرِّسَالَةِ أَبَفْرُودِتُسَ ٱلَّذِي كَانَ ٱلْفِيلِبِّيُّونَ قَدْ أَرْسَلُوهُ لِمُسَاعَدَةِ بُولُسَ.‏ غَيْرَ أَنَّ مَبْعُوثَهُمْ هٰذَا مَرِضَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَمُوتَ،‏ ثُمَّ ٱكْتَأَبَ حِينَ سَمِعُوا «بِأَنَّهُ كَانَ مَرِيضًا».‏ لِذٰلِكَ حَثَّهُمُ ٱلرَّسُولُ أَنْ يُقَدِّرُوا «أَمْثَالَهُ».‏ —‏ في ١:‏٧؛‏ ٢:‏٢٥-‏٣٠‏.‏

      أَمَّا ٱلرِّسَالَةُ إِلَى اَلْعِبْرَانِيِّينَ فَوَجَّهَهَا ٱلرَّسُولُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ عِبْرَانِيٍّ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهَا لَا تَذْكُرُ صَرَاحَةً ٱسْمَ كَاتِبِهَا،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْأَدِلَّةَ تُشِيرُ أَنَّ بُولُسَ هُوَ مَنْ خَطَّهَا.‏ فَهِيَ تَتْبَعُ أُسْلُوبَهُ فِي ٱلتَّحْلِيلِ وَتَتَضَمَّنُ سَلَامَاتٍ مِنْ إِيطَالِيَا وَتَأْتِي عَلَى ذِكْرِ تِيمُوثَاوُسَ ٱلَّذِي كَانَ مَعَ بُولُسَ فِي رُومَا.‏ —‏ في ١:‏١؛‏ كو ١:‏١؛‏ فل ١؛‏ عب ١٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ٢٣،‏ ٢٤ كَيْفَ يَتَشَبَّهُ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِبُولُسَ فَيُظْهِرُونَ رُوحًا إِيجَابِيَّةً رَغْمَ ٱلسَّجْنِ ظُلْمًا؟‏

      ٢٣ يُخْتَتَمُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ وَٱلرَّسُولُ لَا يَزَالُ قَيْدَ ٱلِٱعْتِقَالِ.‏ إِلَّا أَنَّهُ نَالَ حُرِّيَّتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ قَضَاهَا فِي ٱلسِّجْنِ،‏ ٱثْنَتَيْنِ مِنْهَا فِي قَيْصَرِيَّةَ وَٱثْنَتَيْنِ فِي رُومَا.‏c (‏اع ٢٣:‏٣٥؛‏ ٢٤:‏٢٧‏)‏ وَطَوَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ،‏ حَافَظَ ٱلرَّسُولُ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ بَاذِلًا وُسْعَهُ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُسْجَنُ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ ظُلْمًا بِسَبَبِ مُعْتَقَدَاتِهِمْ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يُحَافِظُونَ عَلَى فَرَحِهِمْ وَيُثَابِرُونَ فِي ٱلْكِرَازَةِ.‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ أَدُولْفُو ٱلَّذِي سُجِنَ فِي إِسْبَانِيَا بِسَبَبِ حِيَادِهِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ قَالَ لَهُ أَحَدُ ٱلضُّبَّاطِ:‏ «سُلُوكُكَ يُذْهِلُنَا جَمِيعًا!‏ فَقَدْ حَوَّلْنَا حَيَاتَكَ جَحِيمًا.‏ وَكُنْتَ مَهْمَا صَعَّبْنَا عَلَيْكَ ٱلسَّجْنَ،‏ تُقَابِلُ ٱلصُّعُوبَاتِ بِٱبْتِسَامَةٍ عَرِيضَةٍ وَكَلِمَاتٍ لَطِيفَةٍ».‏

      ٢٤ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ قَوِيَتْ ثِقَةُ ٱلْحُرَّاسِ بِأَدُولْفُو لِحَدِّ أَنَّهُمْ مَا عَادُوا يُقْفِلُونَ بَابَ زِنْزَانَتِهِ.‏ كَمَا رَاحَ ٱلْجُنُودُ يَزُورُونَهُ لِيَسْتَفْسِرُوا عَنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ تَعَوَّدَ دُخُولَ ٱلزِّنْزَانَةِ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِيمَا حَرَسَ أَدُولْفُو ٱلْبَابَ.‏ وَهٰكَذَا ٱنْقَلَبَتِ ٱلْآيَةُ،‏ وَتَحَوَّلَ ٱلسَّجِينُ حَارِسًا يُرَاقِبُ حَارِسَهُ!‏ فَلْتَدْفَعْكَ أَمْثِلَةٌ كَهٰذِهِ أَنْ تَتَشَجَّعَ «أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ دُونَ خَوْفٍ» مَهْمَا ٱشْتَدَّتِ ٱلصِّعَابُ!‏

      ٢٥،‏ ٢٦ أَيُّ نُبُوَّةٍ مُذْهِلَةٍ شَهِدَ بُولُسُ إِتْمَامَهَا بَعْدَ أَقَلَّ مِنْ ٣٠ سَنَةً عَلَى ٱلتَّفَوُّهِ بِهَا،‏ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي أَيَّامِنَا؟‏

      ٢٥ لَقَدْ أُسْدِلَ ٱلسِّتَارُ عَلَى سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمُشَوِّقِ .‏ .‏ .‏ أَمَّا ٱلْمَشْهَدُ ٱلْأَخِيرُ فَصَوَّرَ لَنَا رَسُولًا مَسِيحِيًّا قَيْدَ ٱلْإِقَامَةِ ٱلْجَبْرِيَّةِ ‹يَكْرِزُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ› لِجَمِيعِ زُوَّارِهِ.‏ فِي أَوَّلِ إِصْحَاحَاتِ ٱلسِّفْرِ،‏ قَرَأْنَا عَنِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ حِينَمَا قَالَ:‏ «سَتَنَالُونَ قُدْرَةً مَتَى أَتَى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ،‏ وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏اع ١:‏٨‏)‏ وَٱلْآنَ بَعْدَ أَقَلَّ مِنْ ٣٠ سَنَةً،‏ يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ إِنَّ ٱلْبِشَارَةَ «كُرِزَ بِهَا فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ».‏d (‏كو ١:‏٢٣‏)‏ فَيَا لَهُ مِنْ دَلِيلٍ دَامِغٍ عَلَى قُدْرَةِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ!‏ —‏ زك ٤:‏٦‏.‏

  • ‏‹شهد كاملا عن ملكوت اللّٰه›‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
  • ‏‹شهد كاملا عن ملكوت اللّٰه›‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • وَلَعَلَّهُ تَوَاجَدَ فِي مَدِينَةِ نِيكُوبُولِيسَ ٱلْيُونَانِيَّةِ حِينَ ٱعْتُقِلَ مُجَدَّدًا.‏ لٰكِنَّ ٱلْأَكِيدَ أَنَّهُ كَانَ مَسْجُونًا فِي رُومَا نَحْوَ ٱلْعَامِ ٦٥ ب‌م.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ مَا كَانَ نَيْرُونُ لِيَرْحَمَهُ أَلْبَتَّةَ.‏ فَحِينَ ٱلْتَهَمَتِ ٱلنِّيرَانُ ٱلْمَدِينَةَ عَامَ ٦٤ ب‌م،‏ وَجَّهَ نَيْرُونُ ٱلتُّهْمَةَ زُورًا إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَأَطْلَقَ حَمْلَةَ ٱضْطِهَادٍ عَنِيفَةً ضِدَّهُمْ،‏ كَمَا يُخْبِرُ ٱلْمُؤَرِّخُ ٱلرُّومَانِيُّ تَاسِيتُوس.‏

      وَفِي رِسَالَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ،‏ طَلَبَ ٱلرَّسُولُ مِنْهُ وَمِنْ مَرْقُسَ أَنْ يَأْتِيَا إِلَيْهِ بِسُرْعَةٍ،‏ مُتَوَقِّعًا ٱلْمَوْتَ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ وَهُنَا تَلْفِتُ ٱلِٱنْتِبَاهَ شَجَاعَةُ لُوقَا وَأُنِيسِيفُورُسَ ٱللَّذَيْنِ خَاطَرَا بِحَيَاتِهِمَا لِتَعْزِيَةِ بُولُسَ.‏ (‏٢ تي ١:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٤:‏٦-‏٩،‏ ١١‏)‏ فَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ كُلُّ مَنْ أَعْلَنَ جِهَارًا أَنَّهُ مَسِيحِيٌّ وَاجَهَ خَطَرَ ٱلِٱعْتِقَالِ وَٱلتَّعْذِيبِ حَتَّى ٱلْمَوْتِ.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ ٱسْتُشْهِدَ ٱلرَّسُولُ بُعَيْدَ كِتَابَةِ رِسَالَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ نَحْوَ ٱلْعَامِ ٦٥ ب‌م.‏ أَمَّا نَيْرُونُ فَيُظَنُّ أَنَّهُ مَاتَ شَرَّ مِيتَةٍ بَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ تَقْرِيبًا مِنِ ٱسْتِشْهَادِ بُولُسَ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة