مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«تشجَّع جدا!‏»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • ‏«أُدَافِعُ .‏ .‏ .‏ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ» (‏اعمال ٢٣:‏٣٥–‏٢٤:‏٢١‏)‏

      ١٠ أَيَّةُ تُهَمٍ خَطِيرَةٍ وُجِّهَتْ إِلَى بُولُسَ؟‏

      ١٠ فِي قَيْصَرِيَّةَ،‏ أُبْقِيَ بُولُسُ «تَحْتَ حِرَاسَةٍ فِي قَصْرِ هِيرُودُسَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيِّ» بِٱنْتِظَارِ وُصُولِ مُتَّهِمِيهِ مِنْ أُورُشَلِيمَ.‏ (‏اع ٢٣:‏٣٥‏)‏ وَبَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ،‏ وَصَلَ وَفْدٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ حَنَانِيَّا رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَخَطِيبٍ يُدْعَى تَرْتُلُّسَ وَعَدَدٍ مِنَ ٱلشُّيُوخِ.‏ بِدَايَةً،‏ مَدَحَ تَرْتُلُّسُ فِيلِكْسَ مُنَوِّهًا بِصَنَائِعِهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْيَهُودِ.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هَدَفَهُ كَانَ تَمَلُّقَ ٱلْحَاكِمِ وَٱسْتِرْضَاءَهُ.‏b ثُمَّ تَطَرَّقَ إِلَى ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلْمَطْرُوحَةِ عَلَى طَاوِلَةِ ٱلْبَحْثِ.‏ فَأَشَارَ إِلَى بُولُسَ بِصِفَتِهِ «وَبَاءً وَمُثِيرَ فِتَنٍ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَسْكُونَةِ وَزَعِيمًا لِبِدْعَةِ ٱلنَّاصِرِيِّينَ».‏ وَٱتَّهَمَهُ أَيْضًا أَنَّهُ حَاوَلَ «أَنْ يَنْتَهِكَ حُرْمَةَ ٱلْهَيْكَلِ».‏ «عِنْدَئِذٍ ٱشْتَرَكَ ٱلْيَهُودُ [ٱلْآخَرُونَ] أَيْضًا فِي ٱلتَّهَجُّمِ عَلَيْهِ،‏ مُؤَكِّدِينَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ هِيَ هٰكَذَا».‏ (‏اع ٢٤:‏٥،‏ ٦،‏ ٩‏)‏ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ ٱتُّهِمَ بُولُسُ بِإِثَارَةِ ٱلْفِتَنِ،‏ تَزَعُّمِ بِدْعَةٍ خَطِيرَةٍ،‏ وَٱنْتِهَاكِ حُرْمَةِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُهَمٌ ثَقِيلَةٌ قَدْ تُوصِلُ إِلَى ٱلْإِعْدَامِ.‏ فَكَيْفَ دَافَعَ ٱلرَّسُولُ عَنْ نَفْسِهِ؟‏

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ دَحَضَ بُولُسُ ٱلتُّهَمَ ٱلْمُوَجَّهَةَ إِلَيْهِ؟‏

      ١١ عِنْدَمَا حَانَ دَوْرُ بُولُسَ فِي ٱلْكَلَامِ،‏ قَالَ:‏ «أُدَافِعُ عَمَّا فِي أُمُورِي عَنْ طِيبِ نَفْسٍ».‏ ثُمَّ أَنْكَرَ ٱلتُّهَمَ ٱلْمُوَجَّهَةَ إِلَيْهِ جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا.‏ فَهُوَ لَمْ يَنْتَهِكْ حُرْمَةَ ٱلْهَيْكَلِ وَلَا حَاوَلَ أَنْ يُثِيرَ ٱلْفِتَنَ.‏ وَأَشَارَ أَنَّهُ غَابَ عَنْ أُورُشَلِيمَ «سِنِينَ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ» وَعَادَ حَامِلًا «صَدَقَاتٍ»،‏ أَيْ تَبَرُّعَاتٍ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ رُبَّمَا ٱفْتَقَرُوا جَرَّاءَ ٱلْمَجَاعَةِ وَٱلِٱضْطِهَادِ.‏ وَشَدَّدَ ٱلرَّسُولُ أَنَّهُ كَانَ «مُتَطَهِّرًا بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ» قَبْلَ دُخُولِهِ ٱلْهَيْكَلَ،‏ وَأَنَّهُ سَعَى بِضَمِيرٍ حَيٍّ أَنْ يَبْقَى «غَيْرَ مُلَطَّخٍ بِٱلْإِسَاءَةِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ».‏ —‏ اع ٢٤:‏١٠-‏١٣،‏ ١٦-‏١٨‏.‏

      ١٢ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ ٱعْتَرَفَ ٱلرَّسُولُ أَنَّهُ يُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لِإِلٰهِ آبَائِهِ «بِحَسَبِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ ‹بِدْعَةً›».‏ لٰكِنَّهُ أَكَّدَ عَلَى إِيمَانِهِ «بِكُلِّ مَا جَاءَ فِي ٱلشَّرِيعَةِ وَكُتِبَ فِي ٱلْأَنْبِيَاءِ».‏ وَمَثَلُهُ مَثَلُ مُتَّهِمِيهِ،‏ تَمَسَّكَ بِٱلرَّجَاءِ «أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ».‏ ثُمَّ تَحَدَّاهُمْ قَائِلًا:‏ «فَلْيَقُلِ ٱلْحَاضِرُونَ هُنَا أَنْفُسُهُمْ أَيَّ سُوءٍ وَجَدُوا فِيَّ حِينَ وَقَفْتُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ إِلَّا مِنْ جِهَةِ هٰذَا ٱلْقَوْلِ ٱلَّذِي صَرَخْتُ بِهِ وَأَنَا وَاقِفٌ بَيْنَهُمْ:‏ ‹عَلَى قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ ٱلْيَوْمَ أَمَامَكُمْ!‏›».‏ —‏ اع ٢٤:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ١٣-‏١٥ لِمَ يُعْتَبَرُ بُولُسُ مِثَالًا جَيِّدًا فِي تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ جَرِيئَةٍ أَمَامَ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ؟‏

      ١٣ تَرَكَ بُولُسُ نَمُوذَجًا نَتَّبِعُهُ فِي حَالِ ٱسْتُدْعِينَا يَوْمًا لِلْمُثُولِ أَمَامَ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ بِسَبَبِ عِبَادَتِنَا،‏ وَٱتُّهِمْنَا زُورًا بِإِثَارَةِ ٱلْعُنْفِ أَوِ ٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ أَوِ ٱلِٱنْتِمَاءِ إِلَى «بِدْعَةٍ خَطِيرَةٍ».‏ فَٱلرَّسُولُ لَمْ يَتَمَلَّقِ ٱلْحَاكِمَ مُمْطِرًا إِيَّاهُ بِعِبَارَاتِ إِطْرَاءٍ وَمَدِيحٍ مِثْلَمَا فَعَلَ تَرْتُلُّسُ.‏ بَلْ حَافَظَ عَلَى رَصَانَتِهِ وَكَلَّمَهُ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ،‏ مُقَدِّمًا شَهَادَةً لَبِقَةً،‏ صَادِقَةً،‏ وَصَرِيحَةً.‏ وَأَشَارَ أَنَّ «ٱلْيَهُودَ مِنْ إِقْلِيمِ آسِيَا» ٱلَّذِينَ ٱتَّهَمُوهُ بِتَدْنِيسِ ٱلْهَيْكَلِ غَائِبُونَ عَنِ ٱلْجَلْسَةِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْقَانُونَ يَحْفَظُ لَهُ ٱلْحَقَّ فِي مُوَاجَهَتِهِمْ وَسَمَاعِ ٱتِّهَامَاتِهِمْ.‏ —‏ اع ٢٤:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      ١٤ وَلَعَلَّ أَكْثَرَ مَا يَسْتَرْعِي ٱلِٱنْتِبَاهَ فِي كَلَامِ بُولُسَ أَنَّهُ لَمْ يَتَرَدَّدْ فِي ٱلشَّهَادَةِ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِ.‏ فَقَدْ أَكَّدَ بِشَجَاعَةٍ إِيمَانَهُ بِرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلَّذِي كَانَ أَسَاسًا سَبَبَ ٱلْبَلْبَلَةِ ٱلَّتِي وَقَعَتْ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ.‏ (‏اع ٢٣:‏٦-‏١٠‏)‏ فَلِمَ شَدَّدَ ٱلرَّسُولُ عَلَى رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ فِي مُرَافَعَتِهِ؟‏ اَلسَّبَبُ يَكْمُنُ فِي رَغْبَتِهِ أَنْ يُؤَدِّيَ شَهَادَةً عَنْ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ،‏ وَاقِعَةٍ رَفَضَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمُونَ رَفْضًا قَاطِعًا.‏ (‏اع ٢٦:‏٦-‏٨،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ بِٱخْتِصَارٍ إِذًا،‏ دَارَ ٱلْجِدَالُ حَوْلَ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ عُمُومًا وَٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ خُصُوصًا.‏

      ١٥ أُسْوَةً بِبُولُسَ،‏ يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُقَدِّمَ شَهَادَةً جَرِيئَةً وَنَسْتَمِدَّ ٱلشَّجَاعَةَ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ إِلَى تَلَامِيذِهِ.‏ فَبَعْدَمَا قَالَ لَهُمْ:‏ «تَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي»،‏ وَعَدَ:‏ «وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ».‏ وَلَا دَاعِيَ حِينَذَاكَ إِلَى ٱلْقَلَقِ بِشَأْنِ مَا نَقُولُ.‏ فَيَسُوعُ طَمْأَنَ جَمِيعَ تَلَامِيذِهِ،‏ ذَاكِرًا:‏ «عِنْدَمَا يَسُوقُونَكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ،‏ لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ قَبْلُ بِمَ تَتَكَلَّمُونَ،‏ بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ فَبِذٰلِكَ تَكَلَّمُوا،‏ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ،‏ بَلِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ».‏ —‏ مر ١٣:‏٩-‏١٣‏.‏

      ‏«اِرْتَاعَ فِيلِكْسُ» (‏اعمال ٢٤:‏٢٢-‏٢٧‏)‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ فِيلِكْسُ فِي مُحَاكَمَةِ بُولُسَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ ٱرْتَاعَ فِيلِكْسُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ وَلٰكِنْ مَاذَا دَفَعَهُ إِلَى مُقَابَلَةِ بُولُسَ مُجَدَّدًا؟‏

      ١٦ لَمْ تَكُنْ هٰذِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ يَسْمَعُ فِيهَا ٱلْحَاكِمُ فِيلِكْسُ عَنِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ:‏ «أَمَّا فِيلِكْسُ،‏ فَإِذْ كَانَ يَعْرِفُ بِدِقَّةٍ تَامَّةٍ أُمُورَ هٰذَا ‹ٱلطَّرِيقِ› [تَعْبِيرٌ ٱسْتُخْدِمَ لِلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ]،‏ أَخَذَ يُمَاطِلُهُمْ وَقَالَ:‏ ‹حِينَ يَنْزِلُ لِيسِيَاسُ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ أُقَرِّرُ فِي أُمُورِكُمْ›.‏ وَأَمَرَ ٱلضَّابِطَ أَنْ يُحْفَظَ ٱلرَّجُلُ تَحْتَ ٱلْحِرَاسَةِ،‏ وَيُخَفَّفَ عَنْهُ ٱلْحَجْزُ،‏ وَأَلَّا يَنْهَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ خِدْمَتِهِ».‏ —‏ اع ٢٤:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١٧ وَبَعْدَ أَيَّامٍ،‏ ٱسْتَدْعَى فِيلِكْسُ،‏ مَعَ زَوْجَتِهِ ٱلْيَهُودِيَّةِ دُرُوسِلَّا،‏ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ «وَسَمِعَ مِنْهُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏اع ٢٤:‏٢٤‏)‏ وَلٰكِنْ حِينَ تَكَلَّمَ ٱلرَّسُولُ عَنِ «ٱلْبِرِّ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْآتِيَةِ،‏ ٱرْتَاعَ فِيلِكْسُ»،‏ رُبَّمَا لِأَنَّ ضَمِيرَهُ أَنَّبَهُ بِسَبَبِ مَسْلَكِهِ ٱلرَّدِيءِ.‏ لِذٰلِكَ صَرَفَ بُولُسَ قَائِلًا:‏ «اِذْهَبِ ٱلْآنَ،‏ وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى فُرْصَةٍ أَسْتَدْعِيكَ ثَانِيَةً».‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ قَابَلَ هٰذَا ٱلْحَاكِمُ بُولُسَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ لَاحِقًا إِنَّمَا لَيْسَ بِهَدَفِ ٱلتَّعَلُّمِ عَنِ ٱلْحَقِّ،‏ بَلْ طَمَعًا بِٱلْحُصُولِ عَلَى رَشْوَةٍ.‏ —‏ اع ٢٤:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      ١٨ لِمَ تَحَدَّثَ ٱلرَّسُولُ مَعَ فِيلِكْسَ وَزَوْجَتِهِ عَنِ «ٱلْبِرِّ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْآتِيَةِ»؟‏

      ١٨ وَلٰكِنْ لِمَ كَلَّمَ بُولُسُ فِيلِكْسَ وَزَوْجَتَهُ عَنِ «ٱلْبِرِّ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْآتِيَةِ»؟‏ لَا نَنْسَ أَنَّهُمَا رَغِبَا فِي مَعْرِفَةِ مَا يَشْمُلُهُ «ٱلْإِيمَانُ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ فَجَاءَ جَوَابُ بُولُسَ ٱلْمُطَّلِعِ عَلَى تَارِيخِهِمَا ٱلْفَاسِدِ وَٱلْقَاسِي وَٱلظَّالِمِ لِيُوضِحَ مَا يَتَطَلَّبُهُ ٱتِّبَاعُ يَسُوعَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ.‏ وَكَلِمَاتُ ٱلرَّسُولِ أَظْهَرَتِ ٱلتَّبَايُنَ ٱلصَّارِخَ بَيْنَ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ وَنَمَطِ حَيَاةِ هٰذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ.‏ وَعَلَيْهِ لَزِمَ أَنْ يَتَنَبَّهَا إِلَى نُقْطَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ.‏ أَوَّلًا،‏ ٱلْبَشَرُ جَمِيعًا مَسْؤُولُونَ عَنْ أَفْكَارِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ أَمَامَ ٱللّٰهِ.‏ وَثَانِيًا،‏ إِنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلَّذِي سَيُصْدِرُهُ فِيلِكْسُ عَلَى بُولُسَ لَا يُذْكَرُ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ حُكْمِ ٱللّٰهِ عَلَيْهِ وَعَلَى زَوْجَتِهِ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنِ ٱرْتَاعَ هٰذَا ٱلْحَاكِمُ ٱلْفَاسِدُ.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نُعَامِلَ مَنْ يُبْدُونَ ٱهْتِمَامًا ظَاهِرِيًّا بِٱلْحَقِّ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ يَسْعَوْنَ وَرَاءَ مَصْلَحَتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّ فِيلِكْسَ لَمْ يَكُنْ فِي صَفِّ بُولُسَ؟‏

      ١٩ فِي خِدْمَتِنَا،‏ قَدْ نَجِدُ أَشْخَاصًا مِثْلَ فِيلِكْسَ يُبْدُونَ ٱهْتِمَامًا ظَاهِرِيًّا بِٱلْحَقِّ،‏ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ لَا يَسْعَوْنَ إِلَّا وَرَاءَ مَصْلَحَتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ فَكَيْفَ نَتَعَاطَى مَعَهُمْ؟‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا مِنْ أَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ.‏ إِلَّا أَنَّنَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ نُخْبِرُهُمْ بِلَبَاقَةٍ عَنْ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ،‏ تَشَبُّهًا بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ،‏ لَعَلَّ ٱلْحَقَّ يَمَسُّ قُلُوبَهُمْ.‏ أَمَّا إِذَا ظَهَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّهُمْ لَا يَنْوُونَ أَنْ يَهْجُرُوا مَسْلَكَهُمُ ٱلْخَاطِئَ،‏ نَدَعُهُمْ وَشَأْنَهُمْ وَنَبْحَثُ عَمَّنْ يَبْحَثُونَ بِصِدْقٍ عَنِ ٱلْحَقِّ.‏

      ٢٠ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْحَاكِمِ فِيلِكْسَ،‏ ٱنْكَشَفَتْ دَوَافِعُهُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ بَعْدَ مُضِيِّ مُدَّةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ نَقْرَأُ:‏ «لَمَّا ٱنْقَضَتْ سَنَتَانِ،‏ خَلَفَ بُورْكِيُوسُ فِسْتُوسُ فِيلِكْسَ.‏ وَإِذْ رَغِبَ فِيلِكْسُ أَنْ يَلْقَى حُظْوَةً عِنْدَ ٱلْيَهُودِ،‏ تَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّدًا».‏ (‏اع ٢٤:‏٢٧‏)‏ مِنْ هُنَا،‏ لَمْ يَكُنْ هٰذَا ٱلْحَاكِمُ بِٱلْفِعْلِ فِي صَفِّ بُولُسَ.‏ فَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَتْبَاعَ «ٱلطَّرِيقِ» لَا يُحَرِّضُونَ لَا عَلَى ٱلْفِتْنَةِ وَلَا عَلَى ٱلثَّوْرَةِ.‏ (‏اع ١٩:‏٢٣‏)‏ وَأَدْرَكَ أَيْضًا أَنَّ بُولُسَ لَمْ يَخْرِقْ أَيَّ قَانُونٍ رُومَانِيٍّ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ أَبْقَاهُ قَيْدَ ٱلِٱعْتِقَالِ كَيْ «يَلْقَى حُظْوَةً عِنْدَ ٱلْيَهُودِ».‏

      ٢١ مَاذَا حَلَّ بِبُولُسَ بَعْدَمَا تَوَلَّى بُورْكِيُوسُ فِسْتُوسُ ٱلْحُكْمَ،‏ وَبِمَ تَشَجَّعَ دُونَ شَكٍّ؟‏

      ٢١ لَقَدْ رَأَيْنَا فِي ٱلْعَدَدِ ٱلْخِتَامِيِّ مِنَ ٱلْإِصْحَاحِ ٢٤ مِنْ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ أَنَّ بُولُسَ كَانَ مَسْجُونًا عِنْدَمَا تَوَلَّى بُورْكِيُوسُ فِسْتُوسُ ٱلْحُكْمَ مَكَانَ فِيلِكْسَ.‏ مُذَّاكَ ٱبْتَدَأَتْ سِلْسِلَةٌ مِنْ جَلَسَاتِ ٱلِٱسْتِمَاعِ وَأُحِيلَ ٱلرَّسُولُ ٱلشُّجَاعُ مِنْ مَسْؤُولٍ إِلَى آخَرَ.‏ فَتَمَّتْ فِيهِ كَلِمَاتُ ٱلْمَسِيحِ:‏ «تُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَحُكَّامٍ».‏ (‏لو ٢١:‏١٢‏)‏ وَكَمَا نَرَى لَاحِقًا،‏ يُؤَدِّي ٱلرَّسُولُ شَهَادَةً لِأَعْظَمِ حَاكِمٍ فِي تِلْكَ ٱلْحِقْبَةِ.‏ وَلٰكِنْ خِلَالَ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْمَحَطَّاتِ،‏ ظَلَّ إِيمَانُهُ رَاسِخًا لَا يَتَزَعْزَعُ.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَدَّ ٱلشَّجَاعَةَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «تَشَجَّعْ جِدًّا!‏».‏

      a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏فِيلِكْسُ:‏ حَاكِمُ ٱلْيَهُودِيَّةِ‏».‏

      b شَكَرَ تَرْتُلُّسُ فِيلِكْسَ عَلَى ‹ٱلسَّلَامِ ٱلْعَظِيمِ› ٱلَّذِي نَعِمَتْ بِهِ ٱلْأُمَّةُ فِي ظِلِّ حُكْمِهِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْيَهُودِيَّةَ فِي ٱلْوَاقِعِ تَعَرَّضَتْ لِخَضَّاتٍ خِلَالَ حُكْمِ فِيلِكْسَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ حُكْمٍ آخَرَ شَهِدَتْهُ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ ٱلثَّوْرَةِ عَلَى رُومَا.‏ وَمِنِ ٱدِّعَاءَاتِهِ ٱلْكَاذِبَةِ أَيْضًا أَنَّ ٱلْيَهُودَ يَقْبَلُونَ إِصْلَاحَاتِهِ «بِكُلِّ شُكْرٍ».‏ أَمَّا ٱلْحَقِيقَةُ فَهِيَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْيَهُودِ ٱحْتَقَرُوهُ لِأَنَّهُ نَغَّصَ عَيْشَهُمْ وَقَمَعَ ثَوْرَاتِهِمْ بِكُلِّ وَحْشِيَّةٍ.‏ —‏ اع ٢٤:‏٢،‏ ٣‏.‏

  • ‏«الى قيصر ارفع دعواي!‏»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
    • الفصل ٢٥

      ‏«إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏»‏

      مِثَالُ بُولُسَ فِي ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ

      مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٢٥:‏١–‏٢٦:‏٣٢

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَا ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي مَرَّ بِهَا بُولُسُ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ حَوْلَ ٱسْتِئْنَافِ بُولُسَ دَعْوَاهُ؟‏

      تَمُرُّ ٱلْأَيَّامُ وَٱلشُّهُورُ وَبُولُسُ لَا يَزَالُ تَحْتَ ٱلْحِرَاسَةِ ٱلْمُشَدَّدَةِ فِي قَيْصَرِيَّةَ.‏ حِينَ عَادَ قَبْلَ سَنَتَيْنِ إِلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ تَعَرَّضَ لِثَلَاثِ مُحَاوَلَاتِ ٱغْتِيَالٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ فِي غُضُونِ أَيَّامٍ.‏ (‏اع ٢١:‏٢٧-‏٣٦؛‏ ٢٣:‏١٠،‏ ١٢-‏١٥،‏ ٢٧‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ جُهُودَ أَعْدَائِهِ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ ٱلْمَرَّةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى،‏ لَا يَعْدِلُ هٰؤُلَاءِ مُطْلَقًا عَنْ مَأْرَبِهِمِ ٱلْخَبِيثِ.‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا يَتَحَسَّسُ ٱلرَّسُولُ خَطَرَ ٱلْوُقُوعِ بَيْنَ يَدَيْهِمْ،‏ يُعْلِنُ لِلْحَاكِمِ ٱلرُّومَانِيِّ فِسْتُوسَ:‏ «إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏».‏ —‏ اع ٢٥:‏١١‏.‏

      ٢ فَهَلْ يَدْعَمُ يَهْوَهُ قَرَارَ بُولُسَ ٱسْتِئْنَافَ دَعْوَاهُ إِلَى إِمْبَرَاطُورِ رُومَا؟‏ لَا غِنَى لَنَا عَنْ مَعْرِفَةِ ٱلْجَوَابِ نَحْنُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا.‏ فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَعْرِفَ هَلْ تَرَكَ لَنَا بُولُسُ قُدْوَةً نَتَّبِعُهَا «فِي ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ وَتَثْبِيتِهَا قَانُونِيًّا».‏ —‏ في ١:‏٧‏.‏

      ‏«أَمَامَ كُرْسِيِّ قَضَاءِ قَيْصَرَ» (‏اعمال ٢٥:‏١-‏١٢‏)‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ لِمَ طَلَبَ ٱلْيَهُودُ إِحْضَارَ بُولُسَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَكَيْفَ نَجَا ٱلرَّسُولُ مِنَ ٱلْمَوْتِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُسَانِدُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ ٱلْعَصْرِيِّينَ مِثْلَمَا سَانَدَ بُولُسَ قَدِيمًا؟‏

      ٣ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ تَوَلِّي فِسْتُوسَ ٱلْحُكْمَ عَلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ تَوَجَّهَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏a وَهُنَاكَ شَكَا إِلَيْهِ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَأَعْيَانُ ٱلْيَهُودِ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ مُتَّهِمِينَهُ بِٱرْتِكَابِ جَرَائِمَ خَطِيرَةٍ.‏ وَلِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ ٱلْحَاكِمَ ٱلرُّومَانِيَّ ٱلْجَدِيدَ يَتَعَرَّضُ لِلضَّغْطِ لِيُحَقِّقَ ٱلسَّلَامَ مَعَهُمْ وَمَعَ كُلِّ ٱلْيَهُودِ،‏ طَلَبُوا أَنْ يُسْدِيَ إِلَيْهِمْ مَعْرُوفًا.‏ أَيُّ مَعْرُوفٍ؟‏ إِحْضَارُ بُولُسَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَمُحَاكَمَتُهُ هُنَاكَ.‏ لٰكِنَّ طَلَبَهُمْ هٰذَا أَخْفَى وَرَاءَهُ خُطَّةً خَبِيثَةً.‏ فَقَدْ كَانَ فِي نِيَّتِهِمْ أَنْ يَقْتُلُوا ٱلرَّسُولَ فِي ٱلطَّرِيقِ بَيْنَ قَيْصَرِيَّةَ وَأُورُشَلِيمَ.‏ غَيْرَ أَنَّ فِسْتُوسَ رَدَّ طَلَبَهُمْ،‏ قَائِلًا:‏ «لِيَنْزِلْ مَعِي [إِلَى قَيْصَرِيَّةَ] ذَوُو ٱلنُّفُوذِ بَيْنَكُمْ،‏ وَيَتَّهِمُوا هٰذَا ٱلرَّجُلَ إِنْ كَانَ قَدْ عَمِلَ سُوءًا».‏ (‏اع ٢٥:‏٥‏)‏ وَهٰكَذَا نَجَا ٱلرَّسُولُ مِنَ ٱلْمَوْتِ مَرَّةً جَدِيدَةً.‏

      ٤ حَتَّى هٰذِهِ ٱللَّحْظَةِ،‏ سَانَدَ يَهْوَهُ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ فِي كُلِّ مِحَنِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ.‏ تَذَكَّرْ مَثَلًا حِينَ ظَهَرَ لَهُ ٱلْمَسِيحُ فِي رُؤْيَا،‏ قَائِلًا:‏ «تَشَجَّعْ جِدًّا!‏».‏ (‏اع ٢٣:‏١١‏)‏ وَخُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْعَصْرِيُّونَ يُوَاجِهُونَ ٱلْعَقَبَاتِ وَٱلتَّهْدِيدَاتِ،‏ شَأْنُهُمْ فِي ذٰلِكَ شَأْنُ بُولُسَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَقِيهِمْ كُلَّ ٱلصُّعُوبَاتِ،‏ لٰكِنَّهُ يَمُدُّهُمْ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْقُوَّةِ لِٱحْتِمَالِهَا.‏ فَبِإِمْكَانِهِمْ دَوْمًا ٱلِٱعْتِمَادُ عَلَى «ٱلْقُدْرَةِ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ» مِنْ إِلٰهِهِمِ ٱلْمُحِبِّ يَهْوَهَ.‏ —‏ ٢ كو ٤:‏٧‏.‏

      ٥ كَيْفَ تَعَامَلَ فِسْتُوسُ مَعَ بُولُسَ؟‏

      ٥ بَعْدَ عِدَّةِ أَيَّامٍ،‏ «جَلَسَ [فِسْتُوسُ] عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ» فِي قَيْصَرِيَّةَ،‏ وَمَثَلَ أَمَامَهُ بُولُسُ وَمُتَّهِمُوهُ.‏b قَالَ ٱلرَّسُولُ رَدًّا عَلَى ٱتِّهَامَاتِهِمِ ٱلْمُلَفَّقَةِ:‏ «إِنِّي مَا أَخْطَأْتُ لَا إِلَى شَرِيعَةِ ٱلْيَهُودِ وَلَا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَلَا إِلَى قَيْصَرَ».‏ فَٱلرَّسُولُ كَانَ بَرِيئًا مِنْ كُلِّ ٱلتُّهَمِ وَمُسْتَحِقًّا أَنْ تُعَادَ إِلَيْهِ حُرِّيَّتُهُ.‏ فَمَاذَا قَرَّرَ ٱلْحَاكِمُ؟‏ لَقَدْ أَرَادَ فِسْتُوسُ أَنْ يَلْقَى حُظْوَةً عِنْدَ ٱلْيَهُودِ،‏ فَطَرَحَ عَلَى بُولُسَ ٱلسُّؤَالَ ٱلتَّالِيَ:‏ «أَتُرِيدُ أَنْ تَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَتُحَاكَمَ هُنَاكَ أَمَامِي مِنْ جِهَةِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ؟‏».‏ (‏اع ٢٥:‏٦-‏٩‏)‏ يَا لَهٰذَا ٱلِٱقْتِرَاحِ ٱلسَّخِيفِ!‏ فَلَوْ أُعِيدَ ٱلرَّسُولُ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ لَجَلَسَ مُتَّهِمُوهُ أَنْفُسُهُمْ لِيُحَاكِمُوهُ،‏ فَيُصْبِحُ ٱلْمَوْتُ حِينَئِذٍ مَصِيرَهُ ٱلْمَحْتُومَ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ،‏ فَضَّلَ فِسْتُوسُ مَصَالِحَهُ ٱلسِّيَاسِيَّةَ عَلَى ٱلْعَدَالَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ وَتَصَرُّفُهُ هٰذَا لَمْ يُشَكِّلْ سَابِقَةً.‏ فَٱلْحَاكِمُ ٱلْأَسْبَقُ بُنْطِيُوسُ بِيلَاطُسُ ٱتَّخَذَ ٱلْمَنْحَى عَيْنَهُ فِي قَضِيَّةِ سَجِينٍ أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً.‏ (‏يو ١٩:‏١٢-‏١٦‏)‏ لَا نَسْتَغْرِبْ إِذًا فِي حَالِ رَضَخَ قُضَاةٌ عَصْرِيُّونَ لِلضُّغُوطِ ضَارِبِينَ بِٱلْأَدِلَّةِ عُرْضَ ٱلْحَائِطِ فِي قَضَايَا مُتَعَلِّقَةٍ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ.‏

      ٦،‏ ٧ لِمَ ٱسْتَأْنَفَ بُولُسُ دَعْوَاهُ إِلَى قَيْصَرَ،‏ وَأَيُّ سَابِقَةٍ وَضَعَهَا لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ٦ إِنَّ رَغْبَةَ فِسْتُوسَ فِي ٱسْتِرْضَاءِ ٱلْيَهُودِ أَوْقَعَتْ بُولُسَ فِي دَائِرَةِ ٱلْخَطَرِ.‏ لِذَا ٱسْتَخْدَمَ ٱلرَّسُولُ أَحَدَ حُقُوقِهِ كَمُوَاطِنٍ رُومَانِيٍّ حِينَمَا قَالَ لِلْحَاكِمِ:‏ «أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَ كُرْسِيِّ قَضَاءِ قَيْصَرَ،‏ حَيْثُ يَجِبُ أَنْ أُحَاكَمَ.‏ إِنِّي مَا أَسَأْتُ إِلَى ٱلْيَهُودِ بِشَيْءٍ،‏ كَمَا تَرَى أَنْتَ جَيِّدًا .‏ .‏ .‏ إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏».‏ اُعْتُبِرَ عَادَةً ٱسْتِئْنَافٌ كَهٰذَا نِهَائِيًّا لَا رُجُوعَ فِيهِ.‏ وَكَلِمَاتُ ٱلْحَاكِمِ تُؤَكِّدُ هٰذَا ٱلْوَاقِعَ،‏ إِذْ أَجَابَ:‏ «إِلَى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاكَ،‏ فَإِلَى قَيْصَرَ تَذْهَبُ».‏ (‏اع ٢٥:‏١٠-‏١٢‏)‏ وَحِينَ ٱسْتَأْنَفَ ٱلرَّسُولُ دَعْوَاهُ إِلَى سُلْطَةٍ قَضَائِيَّةٍ أَعْلَى،‏ وَضَعَ سَابِقَةً لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ.‏ لِذَا يَسْتَغِلُّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّدَابِيرَ ٱلْقَانُونِيَّةَ ٱلْمُتَوَفِّرَةَ لِلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ عِنْدَمَا يَخْتَلِقُ ٱلْمُقَاوِمُونَ «ٱلْمَتَاعِبَ بِمَرْسُومٍ».‏c —‏ مز ٩٤:‏٢٠‏.‏

      ٧ وَهٰكَذَا أُتِيحَ لِبُولُسَ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ سَنَتَيْنِ مِنَ ٱلِٱعْتِقَالِ ظُلْمًا أَنْ يُرَافِعَ فِي رُومَا.‏ وَلٰكِنْ ثَمَّةَ حَاكِمٌ وَاحِدٌ بَعْدُ رَاغِبٌ فِي مُقَابَلَتِهِ قَبْلَ ٱلسَّفَرِ.‏

      اخوة يخسرون قضية في قاعة محكمة

      حين نخسر دعوى،‏ نستأنف القضية على غرار بولس

      ‏«لَمْ أَكُنْ عَاصِيًا» (‏اعمال ٢٥:‏١٣–‏٢٦:‏٢٣‏)‏

      ٨،‏ ٩ لِمَ زَارَ ٱلْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ قَيْصَرِيَّةَ؟‏

      ٨ بَعْدَ مُضِيِّ أَيَّامٍ عَلَى ٱسْتِئْنَافِ بُولُسَ دَعْوَاهُ،‏ جَاءَ ٱلْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ وَأُخْتُهُ بَرْنِيكِي «لِيُسَلِّمَا عَلَى» ٱلْحَاكِمِ ٱلْجَدِيدِ.‏d فَقَدْ جَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَيَّامَ ٱلرُّومَانِ أَنْ يَزُورَ ٱلرَّسْمِيُّونَ ٱلْحُكَّامَ ٱلْمُعَيَّنِينَ حَدِيثًا.‏ وَبِتَهْنِئَةِ فِسْتُوسَ عَلَى مَنْصِبِهِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَعَى أَغْرِيبَاسُ دُونَ شَكٍّ لِإِقَامَةِ عَلَاقَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ وَشَخْصِيَّةٍ تَنْفَعُهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ —‏ اع ٢٥:‏١٣‏.‏

      ٩ خِلَالَ ٱلزِّيَارَةِ،‏ قَصَّ فِسْتُوسُ عَلَى ٱلْمَلِكِ أَغْرِيبَاسَ خَبَرَ بُولُسَ.‏ وَمَا سَمِعَهُ ٱلْمَلِكُ أَثَارَ ٱهْتِمَامَهُ.‏ فَحَضَرَ ٱلْحَاكِمَانِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي لِيَسْتَمِعَا إِلَى بُولُسَ؛‏ حَضَرَا بِأُبَّهَةٍ وَفَخْفَخَةٍ وَعَظَمَةٍ.‏ لٰكِنَّ مَجْدَهُمَا ٱلْبَرَّاقَ سُرْعَانَ مَا خَبَا حِينَ شَرَعَ ٱلسَّجِينُ يَتَكَلَّمُ.‏ —‏ اع ٢٥:‏٢٢-‏٢٧‏.‏

      شُهُودُ يَهْوَهَ يَسْتَأْنِفُونَ ٱلدَّعَاوَى ٱلْقَضَائِيَّةَ

      مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ،‏ يَسْتَأْنِفُ شُهُودُ يَهْوَهَ ٱلدَّعَاوَى ٱلْقَضَائِيَّةَ آمِلِينَ أَنْ يَتَخَطَّوُا ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي تَعْتَرِضُ كِرَازَتَهُمْ.‏ وَفِي مَا يَلِي مِثَالَانِ عَلَى ذٰلِكَ.‏

      فِي ٢٨ آذَارَ (‏مَارِس)‏ ١٩٣٨،‏ نَقَضَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ قَرَارَاتٍ أَصْدَرَتْهَا مَحْكَمَةُ وِلَايَةِ جُورْجِيَا.‏ فَبَرَّأَتْ مَجْمُوعَةً مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱعْتُقِلُوا بِسَبَبِ تَوْزِيعِهِمْ مَطْبُوعَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي غْرِفِن بِجُورْجِيَا.‏ وَكَانَتْ هٰذِهِ أُولَى ٱلدَّعَاوَى ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي رُفِعَتْ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا بِشَأْنِ حَقِّ ٱلشُّهُودِ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏g

      اَلْمِثَالُ ٱلثَّانِي يَتَعَلَّقُ بِشَاهِدٍ فِي ٱلْيُونَانِ ٱسْمُهُ مِينُوس كُوكِينَاكِيس.‏ فَعَلَى مَدَى ٤٨ سَنَةً،‏ ٱعْتُقِلَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ مَرَّةً بِتُهْمَةِ «ٱلْهِدَايَةِ».‏ كَمَا حُوكِمَ ١٨ مَرَّةً،‏ وَقَضَى سَنَوَاتٍ مَسْجُونًا أَوْ مَنْفِيًّا إِلَى جُزُرٍ نَائِيَةٍ فِي بَحْرِ إِيجَه.‏ وَبَعْدَ إِدَانَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ عَامَ ١٩٨٦،‏ لَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِ ٱلْأَخِ أَنْ يَسْتَأْنِفَ دَعْوَاهُ فِي ٱلْيُونَانِ.‏ فَلَجَأَ إِذَّاكَ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ وَفِي ٢٥ أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ ١٩٩٣،‏ حَكَمَتْ هٰذِهِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ دَوْلَةَ ٱلْيُونَانِ ٱنْتَهَكَتْ حُرِّيَّةَ ٱلْأَخِ كُوكِينَاكِيسَ ٱلدِّينِيَّةَ.‏

      لَقَدِ ٱسْتَأْنَفَ شُهُودُ يَهْوَهَ عَشَرَاتِ ٱلدَّعَاوَى ٱلْقَضَائِيَّةِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ وَكَسَبُوا مُعْظَمَهَا.‏ وَأَمَامَ هٰذِهِ ٱلْمَحْكَمَةِ حَقَّقُوا أَكْبَرَ نِسْبَةِ نَجَاحَاتٍ فِي ٱلدِّفَاعِ عَنْ حُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ،‏ لَيْسَ مُقَارَنَةً بِٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ فَقَطْ بَلْ بِجَمِيعِ ٱلْهَيْئَاتِ عَلَى ٱخْتِلَافِهَا.‏

      وَهَلِ ٱلشُّهُودُ وَحْدَهُمْ يَسْتَفِيدُونَ مِنِ ٱنْتِصَارَاتِهِمِ ٱلْقَانُونِيَّةِ؟‏ كَتَبَ ٱلْعَالِمُ تْشَارْلْز هَايْنْز:‏ «نَحْنُ جَمِيعًا مَدِينُونَ لِشُهُودِ يَهْوَهَ.‏ فَمَهْمَا أُهِينُوا أَوْ طُرِدُوا أَوْ ضُرِبُوا،‏ فَلَا يَنْفَكُّونَ يُنَاضِلُونَ مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّتِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ،‏ وَمِنْ وَرَائِهَا حُرِّيَّتِنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ وَكُلَّمَا كَسَبُوا مَعْرَكَةً،‏ حُسِبْنَا جَمِيعًا مِنَ ٱلرَّابِحِينَ».‏

      g لِلِٱطِّلَاعِ عَلَى مِثَالٍ أَجَدَّ،‏ رَاجِعِ ٱلتَّقْرِيرَ ٱلْمُفَصَّلَ عَنْ قَرَارِ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ حَوْلَ حُرِّيَّةِ ٱلْكَلَامِ فِي إِسْتَيْقِظْ!‏ عَدَدِ ٨ كَانُونَ ٱلثَّانِي (‏يَنَايِر)‏ ٢٠٠٣،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٣-‏١١‏.‏

      ١٠،‏ ١١ كَيْفَ أَدَّى بُولُسُ لِأَغْرِيبَاسَ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱلْوَاجِبَ،‏ وَأَيُّ تَفَاصِيلَ عَنْ مَاضِيهِ كَشَفَهَا لَهُ؟‏

      ١٠ بِدَايَةً،‏ شَكَرَ بُولُسُ أَغْرِيبَاسَ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ لِأَنَّهُ أَفْسَحَ لَهُ ٱلْمَجَالَ أَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ،‏ مُنَوِّهًا بِأَنَّ ٱلْمَلِكَ خَبِيرٌ بِكُلِّ ٱلْعَوَائِدِ وَٱلْمُجَادَلَاتِ ٱلَّتِي بَيْنَ ٱلْيَهُودِ.‏ ثُمَّ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ مَاضِيَهُ بِٱلْقَوْلِ:‏ «عِشْتُ فَرِّيسِيًّا بِحَسَبِ أَكْثَرِ بِدَعِ دِيَانَتِنَا تَشَدُّدًا».‏ (‏اع ٢٦:‏٥‏)‏ وَكَفَرِّيسِيٍّ،‏ رَجَا بُولُسُ مَجِيءَ ٱلْمَسِيَّا.‏ أَمَّا ٱلْآنَ وَقَدِ ٱعْتَنَقَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ فَقَدْ نَادَى بِجُرْأَةٍ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي طَالَ ٱنْتِظَارُهُ.‏ وَعَلَيْهِ فَإِنَّ ٱلتُّهْمَةَ ٱلَّتِي يُحَاكَمُ مِنْ أَجْلِهَا تَتَلَخَّصُ فِعْلِيًّا فِي مُعْتَقَدٍ يُؤْمِنُ بِهِ ٱلْمُتَّهَمُ وَٱلْمُتَّهِمُونَ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ:‏ اَلرَّجَاءِ فِي إِتْمَامِ وَعْدِ ٱللّٰهِ لآِبَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ وَهٰكَذَا لَا بُدَّ أَنَّ ٱهْتِمَامَ أَغْرِيبَاسَ تَضَاعَفَ بَعْدَمَا ٱطَّلَعَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَةِ ٱلْمُثِيرَةِ.‏e

      ١١ بَعْدَئِذٍ ٱسْتَذْكَرَ ٱلرَّسُولُ مُعَامَلَتَهُ ٱلْجَائِرَةَ لِلْمَسِيحِيِّينَ،‏ قَائِلًا:‏ «لَقَدْ كُنْتُ أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أَعْمَالًا كَثِيرَةً لِمُقَاوَمَةِ ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ .‏ ‏.‏ .‏ وَبِمَا أَنَّنِي كُنْتُ فِي غَايَةِ ٱلْحَنَقِ عَلَيْهِمِ،‏ ٱضْطَهَدْتُهُمْ حَتَّى فِي ٱلْمُدُنِ ٱلْأُخْرَى».‏ (‏اع ٢٦:‏٩-‏١١‏)‏ مَا كَانَ بُولُسُ يُبَالِغُ أَلْبَتَّةَ فِي مَا قَالَ.‏ وَكَثِيرُونَ مِنْ مُعَاصِرِيهِ يَشْهَدُونَ عَلَى مَاضِيهِ ٱلْعَنِيفِ هٰذَا.‏ (‏غل ١:‏١٣،‏ ٢٣‏)‏ لِذَا يُحْتَمَلُ أَنَّ أَغْرِيبَاسَ رَاحَ يَتَسَاءَلُ:‏ ‹تُرَى،‏ مَاذَا قَلَبَ حَيَاةَ هٰذَا ٱلرَّجُلِ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ؟‏›.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ وَصَفَ بُولُسُ ٱهْتِدَاءَهُ؟‏ (‏ب)‏ بِأَيِّ مَعْنًى كَانَ بُولُسُ ‹يَرْفِسُ ٱلْمَنَاخِسَ›؟‏

      ١٢ تَابَعَ بُولُسُ مُرَافَعَتَهُ كَاشِفًا ٱلْجَوَابَ:‏ «لَمَّا كُنْتُ مُسَافِرًا إِلَى دِمَشْقَ بِسُلْطَةٍ وَتَفْوِيضٍ مِنْ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ رَأَيْتُ فِي نِصْفِ ٱلنَّهَارِ عَلَى ٱلطَّرِيقِ،‏ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ،‏ نُورًا يَفُوقُ لَمَعَانَ ٱلشَّمْسِ يَبْرُقُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ حَوْلِي وَحَوْلَ ٱلْمُسَافِرِينَ مَعِي.‏ فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعًا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ سَمِعْتُ صَوْتًا يَقُولُ لِي بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ:‏ ‹شَاوُلُ،‏ شَاوُلُ،‏ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟‏ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي رَفْسِ ٱلْمَنَاخِسِ›.‏ فَقُلْتُ:‏ ‹مَنْ أَنْتَ يَا رَبُّ؟‏›.‏ فَقَالَ ٱلرَّبُّ:‏ ‹أَنَا يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ›».‏f —‏ اع ٢٦:‏١٢-‏١٥‏.‏

      ١٣ قَبْلَ هٰذَا ٱلْحَدَثِ ٱلْخَارِقِ،‏ كَانَ بُولُسُ كَمَنْ ‹يَرْفِسُ ٱلْمَنَاخِسَ›.‏ فَمِثْلَمَا تُؤْذِي ٱلدَّوَابُّ نَفْسَهَا حِينَ تَرْفِسُ ٱلْمِنْخَسَ ٱلْحَادَّ،‏ كَذٰلِكَ كَانَ بُولُسُ ٱلرَّجُلُ ٱلصَّادِقُ وَلٰكِنِ ٱلْمُضَلَّلُ يُلْحِقُ بِنَفْسِهِ أَذًى رُوحِيًّا بِمُقَاوَمَتِهِ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ ٱلْمُقَامَ ظَهَرَ لَهُ عَلَى طَرِيقِ دِمَشْقَ وَدَفَعَهُ إِلَى تَغْيِيرِ نَمَطِ تَفْكِيرِهِ.‏ —‏ يو ١٦:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ مَاذَا قَالَ بُولُسُ عَنِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي أَدْخَلَهَا عَلَى حَيَاتِهِ؟‏

      ١٤ وَبُولُسُ مِنْ جَانِبِهِ تَجَاوَبَ مَعَ ٱلرُّؤْيَا وَغَيَّرَ حَيَاتَهُ تَغْيِيرًا جَذْرِيًّا.‏ أَخْبَرَ أَغْرِيبَاسَ:‏ «لَمْ أَكُنْ عَاصِيًا لِلرُّؤْيَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ،‏ بَلْ بَلَّغْتُ ٱلَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَوَّلًا وَٱلَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ وَكُلَّ بِلَادِ ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ وَٱلْأُمَمَ،‏ أَنْ يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا إِلَى ٱللّٰهِ بِٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ تَلِيقُ بِٱلتَّوْبَةِ».‏ (‏اع ٢٦:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَطَوَالَ سَنَوَاتٍ،‏ ٱنْهَمَكَ ٱلرَّسُولُ فِي إِتْمَامِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ يَسُوعُ فِي تِلْكَ ٱلرُّؤْيَا.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ تَجَاوَبَ كَثِيرُونَ مَعَ كِرَازَتِهِ فَتَابُوا عَنْ مَسْلَكِهِمِ ٱلْفَاسِدِ وَرَجَعُوا إِلَى ٱللّٰهِ.‏ وَهٰكَذَا أَصْبَحُوا مُوَاطِنِينَ صَالِحِينَ يَحْتَرِمُونَ ٱلنِّظَامَ وَٱلْقَانُونَ وَيُحَافِظُونَ عَلَيْهِمَا.‏

      ١٥ إِلَّا أَنَّ هٰذِهِ ٱلنَّتَائِجَ ٱلْإِيجَابِيَّةَ لَمْ تَعْنِ شَيْئًا لِمُقَاوِمِي بُولُسَ ٱلْيَهُودِ.‏ قَالَ ٱلرَّسُولُ:‏ «بِسَبَبِ ذٰلِكَ قَبَضَ ٱلْيَهُودُ عَلَيَّ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَحَاوَلُوا قَتْلِي.‏ وَلٰكِنْ،‏ لِأَنَّنِي نِلْتُ عَوْنًا مِنَ ٱللّٰهِ،‏ لَا أَزَالُ حَتَّى هٰذَا ٱلْيَوْمِ أَشْهَدُ لِلصَّغِيرِ وَٱلْكَبِيرِ».‏ —‏ اع ٢٦:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      ١٦ كَيْفَ نَقْتَدِي بِبُولُسَ حِينَ نَشْرَحُ مُعْتَقَدَاتِنَا لِلْقُضَاةِ وَٱلْحُكَّامِ؟‏

      ١٦ مِنْ وَاجِبِنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ نَكُونَ «مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِلدِّفَاعِ» عَنْ إِيمَانِنَا.‏ (‏١ بط ٣:‏١٥‏)‏ وَحِينَ نَشْرَحُ مُعْتَقَدَاتِنَا لِلْقُضَاةِ وَٱلْحُكَّامِ،‏ يَحْسُنُ بِنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِأُسْلُوبِ بُولُسَ فِي مُرَافَعَتِهِ أَمَامَ أَغْرِيبَاسَ وَفِسْتُوسَ.‏ فَإِذَا أَخْبَرْنَاهُمْ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ كَيْفَ تُحَسِّنُ حَقَائِقُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَيَاتَنَا وَحَيَاةَ ٱلْمُتَجَاوِبِينَ مَعَ كِرَازَتِنَا،‏ فَقَدْ نَتْرُكُ أَبْلَغَ ٱلْأَثَرِ فِيهِمْ.‏

      ‏«تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا» (‏اعمال ٢٦:‏٢٤-‏٣٢‏)‏

      ١٧ كَيْفَ تَفَاعَلَ فِسْتُوسُ مَعَ مُرَافَعَةِ بُولُسَ،‏ وَأَيُّ مَوْقِفٍ مُشَابِهٍ نَرَاهُ فِي أَيَّامِنَا؟‏

      ١٧ فِيمَا ٱسْتَمَعَ ٱلْحَاكِمَانِ إِلَى شَهَادَةِ بُولُسَ ٱلْمُفْحِمَةِ،‏ مَا عَادَ بِمَقْدُورِهِمَا أَنْ يَلْتَزِمَا ٱلْحِيَادَ.‏ فَقَدْ «قَالَ فِسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَالٍ:‏ ‹قَدْ جُنِنْتَ يَا بُولُسُ!‏ إِنَّ ٱلْعِلْمَ ٱلْكَثِيرَ يَؤُولُ بِكَ إِلَى ٱلْجُنُونِ!‏›».‏ (‏اع ٢٦:‏٢٤‏)‏ لَرُبَّمَا دَلَّ ٱنْفِعَالُ فِسْتُوسَ أَنَّ لَدَيْهِ مَوْقِفًا شَبِيهًا بِمَوْقِفِ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ.‏ فَهُمْ يَعْتَبِرُونَ مَنْ يُنَادُونَ بِتَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى حَقِيقَتِهَا مُتَعَصِّبِينَ دِينِيًّا.‏ وَغَالِبًا مَا يَسْتَصْعِبُ حُكَمَاءُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلتَّسْلِيمَ بِصِحَّةِ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

      ١٨ كَيْفَ رَدَّ بُولُسُ عَلَى فِسْتُوسَ،‏ وَمَاذَا قَالَ أَغْرِيبَاسُ عَلَى ٱلْأَثَرِ؟‏

      ١٨ فَهَلْ لَزِمَ بُولُسُ ٱلصَّمْتَ؟‏ كَلَّا.‏ بَلْ رَدَّ عَلَى ٱلْحَاكِمِ بِٱلْقَوْلِ:‏ «مَا جُنِنْتُ يَا صَاحِبَ ٱلسُّمُوِّ فِسْتُوسُ،‏ إِنَّمَا أَنَا أَنْطِقُ بِكَلَامِ ٱلْحَقِّ وَٱلرَّزَانَةِ.‏ إِنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلَّذِي أُكَلِّمُهُ بِحُرِّيَّةِ كَلَامٍ عَارِفٌ جَيِّدًا بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ .‏ .‏ .‏ أَتُؤْمِنُ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ بِٱلْأَنْبِيَاءِ؟‏ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تُؤْمِنُ».‏ عِنْدَئِذٍ أَجَابَ أَغْرِيبَاسُ:‏ «إِنَّكَ بِوَقْتٍ قَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا».‏ (‏اع ٢٦:‏٢٥-‏٢٨‏)‏ وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ هَلْ كَانَ ٱلْمَلِكُ صَادِقًا فِي كَلَامِهِ أَمْ لَا،‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ شَهَادَةَ ٱلرَّسُولِ مَسَّتْهُ فِي أَعْمَاقِهِ.‏

      ١٩ أَيُّ خُلَاصَةٍ تَوَصَّلَ إِلَيْهَا فِسْتُوسُ وَأَغْرِيبَاسُ فِي قَضِيَّةِ بُولُسَ؟‏

      ١٩ بَعْدَئِذٍ قَامَ أَغْرِيبَاسُ وَفِسْتُوسُ وَمَنْ مَعَهُمَا،‏ إِشَارَةً إِلَى فَضِّ ٱلِٱجْتِمَاعِ.‏ «وَفِيمَا هُمْ مُنْصَرِفُونَ،‏ كَلَّمُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ:‏ ‹إِنَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ لَا يُمَارِسُ شَيْئًا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ أَوِ ٱلْقُيُودَ›.‏ وَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِفِسْتُوسَ:‏ ‹كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُطْلَقَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ لَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ رَفَعَ دَعْوَاهُ إِلَى قَيْصَرَ›».‏ (‏اع ٢٦:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ فَقَدْ أَدْرَكَا أَنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلْوَاقِفَ أَمَامَهُمَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ ٱلتُّهَمِ.‏ وَلَعَلَّ هٰذَا دَفَعَهُمَا أَنْ يَنْظُرَا فِي مَا بَعْدُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِأَكْثَرِ ٱسْتِحْسَانٍ.‏

      ٢٠ عَمَّ أَسْفَرَتْ بِشَارَةُ بُولُسَ أَمَامَ مَسْؤُولِينَ رَفِيعِي ٱلْمُسْتَوَى؟‏

      ٢٠ لَا يَبْدُو أَنَّ أَيًّا مِنَ ٱلْحَاكِمَيْنِ قَبِلَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ فَهَلْ أَجْدَى مُثُولُ ٱلرَّسُولِ أَمَامَهُمَا أَيَّ نَفْعٍ؟‏ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ.‏ فَعِنْدَمَا سِيقَ بُولُسُ «أَمَامَ مُلُوكٍ وَحُكَّامٍ» فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ سَمِعَ ٱلْبِشَارَةَ مَسْؤُولُونَ رُومَانٌ ٱسْتَحَالَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱلْكِرَازَةُ لَهُمْ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى.‏ (‏لو ٢١:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱخْتِبَارَاتِهِ وَأَمَانَتَهُ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ شَجَّعَتْ إِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ —‏ في ١:‏١٢-‏١٤‏.‏

      ٢١ أَيَّةُ نَتَائِجَ إِيجَابِيَّةٍ نَحْصُدُهَا بِٱلْمُثَابَرَةِ عَلَى عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

      ٢١ يَصِحُّ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ فِي أَيَّامِنَا.‏ فَٱلْمُثَابَرَةُ عَلَى عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ وَٱلْمُقَاوَمَةِ،‏ تُؤَدِّي إِلَى نَتَائِجَ إِيجَابِيَّةٍ عَدِيدَةٍ.‏ فَلَعَلَّنَا نَشْهَدُ نَحْنُ أَيْضًا لِمَسْؤُولِينَ مِنَ ٱلصَّعْبِ إِيصَالُ ٱلْبِشَارَةِ إِلَيْهِمْ.‏ أَوْ رُبَّمَا يُشَجِّعُ ٱحْتِمَالُنَا بِأَمَانَةٍ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ فَيَزْدَادُونَ جُرْأَةً فِي تَأْدِيَةِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏

      a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏اَلْحَاكِمُ ٱلرُّومَانِيُّ بُورْكِيُوسُ فِسْتُوسُ‏».‏

      b كَانَ «كُرْسِيُّ ٱلْقَضَاءِ» مَقْعَدًا مَوْضُوعًا عَلَى مِنَصَّةٍ دَاخِلَ قَاعَةٍ.‏ وَٱرْتِفَاعُ ٱلْكُرْسِيِّ عَنِ ٱلْحُضُورِ دَلَّ أَنَّ أَحْكَامَ ٱلْقَاضِي قَاطِعَةٌ وَعَلَى جَانِبٍ عَظِيمٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ بِيلَاطُسَ كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ عِنْدَمَا وَزَنَ ٱلتُّهَمَ ٱلْمُوَجَّهَةَ إِلَى يَسُوعَ.‏

      c اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏شُهُودُ يَهْوَهَ يَسْتَأْنِفُونَ ٱلدَّعَاوَى ٱلْقَضَائِيَّةَ‏».‏

      d اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏اَلْمَلِكُ هِيرُودُسُ أَغْرِيبَاسُ ٱلثَّانِي‏».‏

      e آمَنَ بُولُسُ بِصِفَتِهِ مَسِيحِيًّا بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا،‏ فَكَانَ مُرْتَدًّا فِي نَظَرِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِيَسُوعَ.‏ —‏ اع ٢١:‏٢١،‏ ٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      f تَعْلِيقًا عَلَى قَوْلِ بُولُسَ إِنَّهُ كَانَ مُسَافِرًا «فِي نِصْفِ ٱلنَّهَارِ»،‏ ذَكَرَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «مَا كَانَ ٱلْمُسَافِرُ لِيُوَاصِلَ رِحْلَتَهُ فِي حَرِّ ٱلظَّهِيرَةِ لَوْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَعْجِلًا جِدًّا لِبُلُوغِ وُجْهَتِهِ.‏ وَعَلَيْهِ لَا بُدَّ أَنَّ بُولُسَ كَانَ مُسْتَمِيتًا لِإِتْمَامِ مُهِمَّتِهِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى ٱضْطِهَادِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة