مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • السجون في ازمة
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • السجون في ازمة

      ‏«ان بناء المزيد من السجون لمعالجة الجريمة اشبه ببناء المزيد من القبور لمعالجة مرض مميت».‏ —‏ روبرت ڠانجي،‏ خبير اصلاحي.‏

      في عالم غالبا ما تخفِّف فيه العبارات الملطَّفة من مرارة الواقع،‏ هنالك كلمات تروق السمع بديلة لكلمة «سجن» التي تسبِّب الكآ‌بة.‏ فنفضِّل مثلا استخدام كلمة «سجن إصلاحي» حيث تُقدم «الخدمات الاجتماعية» و «التدريب المهني».‏ كما اننا نفضِّل استعمال التعبير «محتجَز» عوض كلمة «سجين» غير الانسانية.‏ لكن خلف ستار هذه المظاهر،‏ تواجه السجون مشاكل خطيرة اليوم،‏ مثل الكلفة المتصاعدة التي تُنفَق على المذنبين المعتقَلين والتباين الكبير بين اهداف الاعتقال والنتائج الفعلية.‏

      ويشك البعض في فعالية السجون.‏ فهم يقولون انه رغم كون عدد المساجين حول العالم قد حلَّق وبلغ اكثر من ثمانية ملايين،‏ لم تنخفض نسبة الجريمة كما ينبغي في بلدان عديدة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ رغم ان عددا كبيرا ممَّن في السجون اعتُقلوا بسبب جرائم متعلقة بالمخدِّرات،‏ لا يزال وجود المخدِّرات في الشوارع مصدرا كبيرا للقلق.‏

      مع ذلك،‏ يعتبر كثيرون السجن افضل طريقة للعقاب.‏ فهم يشعرون ان العدالة لا تأخذ مجراها الا عندما يُلقى المذنب وراء القضبان.‏ وتصف احدى الصحفيات الحماسة التي تدعو الى زج المجرمين في السجن بأنها «هوس السَّجن».‏

      هنالك اربعة اسباب رئيسية تدعو الى وضع منتهكي القانون في السجن:‏ (‏١)‏ معاقبة المذنبين،‏ (‏٢)‏ حماية المجتمع،‏ (‏٣)‏ منع الجرائم المستقبلية و (‏٤)‏ اعادة تأهيل المجرمين بتعليمهم كيف يطيعون القانون ويكونون منتجين بعد اطلاق سراحهم.‏ فلنرَ هل تحقّق السجون فعلا هذه الاهداف.‏

  • هل الحل جزء من المشكلة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • هل الحل جزء من المشكلة؟‏

      ‏«ان الحط من قدر السجناء وإضعاف معنوياتهم هما اسوأ طريقة يُهيَّأون بها لمواجهة العالم خارجا».‏ —‏ افتتاحية في صحيفة ذا أتلانتا كونستتيوشن (‏بالانكليزية)‏.‏

      في حالات كثيرة،‏ لا تقوم السجون إلّا باحتجاز السجناء —‏ واحتجازهم مؤقتا فقط.‏ فعندما يُطلق سراح سجين،‏ هل يكون قد دفع حقا ثمن جريمته؟‏a وماذا عن الضحايا وأحبائهم؟‏ «انا ام لولد مقتول» ناشدت ريتا عندما أُطلق سراح قاتل ولدها الذي كان في ربيعه الـ‍ ١٦،‏ بعدما انهى عقوبة ثلاث سنين فقط.‏ وأضافت:‏ «من فضلكم توقفوا لحظة وفكروا.‏ هل يمكنكم تصور معنى ذلك؟‏».‏ كما توضح حالة ريتا،‏ غالبا ما تدوم المأساة طويلا بعدما تكون المحاكم قد انتهت من النظر فيها والعناوين في الصحف قد تلاشت.‏

      لا تخص هذه المسألة فقط الذين مسّت جريمة ما حياتهم بل كل الآخرين ايضا.‏ فسواء أُعيد تأهيل السجناء الذين أُطلق سراحهم او تقست قلوبهم بسبب تجربتهم خلف القضبان،‏ فذلك يؤثر تأثيرا مباشرا في راحة بالكم،‏ اذا لم يكن في امنكم ايضا.‏

      مدارس للمجرمين

      لا يقمع السجن دائما السلوك الاجرامي.‏ تكتب جيل سمولو في مجلة تايم:‏ «عندما يُغدَق المال على بناء زنزانات اخرى عوض اعادة بناء نظرة السجين الى نفسه،‏ يؤدي ذلك غالبا الى جرائم اكثر وأسوأ».‏ ويثنِّي پيتر،‏b الذي قضى ١٤ سنة وراء القضبان،‏ على ما ذُكر فيقول:‏ «معظم رفقائي في السجن بدأوا بجرائم صغيرة،‏ ثم ترفَّعوا فبدأوا بارتكاب جرائم متعلقة بالممتلكات،‏ وأخيرا توصَّلوا الى ارتكاب انتهاكات خطيرة بالتعدّي على الناس شخصيا».‏ ويضيف:‏ «بالنسبة اليهم،‏ تشبه السجون المدارس المهنية.‏ فهم يتخرجون متعلِّمين امورا أسوأ من التي كانوا يعرفونها».‏

      وفي حين ان السجون قد تبعد المجرمين عن الشوارع الى حين،‏ يبدو انها تنجز القليل —‏ او لا شيء —‏ لتحول دون وقوع الجرائم في المستقبل.‏ فالفتيان والشبان في وسط المدن غالبا ما يعتبرون السجن سبيلا نحو الرجولة.‏ وغالبا ما ينتهي بهم المطاف الى الصيرورة مجرمين قساة.‏ يقول لاري،‏ الذي قضى معظم حياته داخلا وخارجا من السجن:‏ «السجن لا يعيد تأهيل الاشخاص البتة».‏ ويضيف:‏ «انهم يخرجون ويعيدون الكرّة».‏

      قد يوضح هذا الواقع ما وجدته احدى الدراسات التي أجريَت في الولايات المتحدة،‏ وهو ان ٥٠ في المئة من الجرائم الخطيرة يرتكبها حوالي ٥ في المئة من المجرمين.‏ وتذكر مجلة تايم:‏ «عندما لا يكون لدى السجناء طريقة بناءة لقضاء وقتهم،‏ فهم غالبا ما يملأون وقتهم بتنمية الكثير من الاستياء،‏ بالاضافة الى وضع فيض من الخطط الاجرامية،‏ التي .‏ .‏ .‏ يرجعون بها الى الشارع».‏

      ليست هذه الحالة حكرا على الولايات المتحدة.‏ فجون ڤاتيس،‏ طبيب في سجن عسكري في اليونان يقول:‏ «صارت سجوننا فعالة جدا في تخريج اشخاص خطرين،‏ عنفاء،‏ وأردياء.‏ فعندما يُطلق سراحهم،‏ يرغب معظمهم في الانتقام من المجتمع».‏

      الثمن الذي يدفعه المجتمع

      ان ازمة السجون تمس مباشرة جيوبكم.‏ يُقدَّر ان كل سجين في الولايات المتحدة مثلا،‏ يكلف دافعي الضرائب حوالي ٠٠٠‏,٢١ دولار اميركي سنويا.‏ وقد يكلِّف المحتجَزون الذين تخطت اعمارهم الـ‍ ٦٠ سنة ثلاثة اضعاف هذا المبلغ.‏ وفي بلدان عديدة،‏ تضعف ثقة الشعب بالنظام الجزائي لأسباب اضافية.‏ فهنالك مخاوف بشأن المجرمين الذين يطلَق سراحهم قبل الاوان،‏ والمذنبين الذين يتمكنون من الافلات من عقوبة السجن بسبب تفصيل صغير في القانون استغله محام ماهر.‏ كما ان الضحايا لا يشعرون عادة بأنهم في مأمن من اعتداء جديد،‏ وقد لا يكون لديهم اي سبيل للتعبير عن رأيهم اثناء الاجراءات القانونية.‏

      مخاوف الناس في ازدياد

      ان الظروف القاسية التي يعيشها السجناء،‏ كما هو موصوف في الاطار المرفق،‏ لا تعزز ثقة الناس بنظام السجن.‏ فمن الصعب جدا اعادة تأهيل سجناء عوملوا معاملة ظالمة وهم يقضون مدة عقوبتهم.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ يقلق عدد من مجموعات حقوق الانسان بشأن الاعداد الكبيرة نسبيا للأقليات الموجودة في السجون.‏ ويتساءلون هل هي صدفة او نتيجة التمييز العنصري.‏

      عام ١٩٩٨،‏ لفت تقرير صادر عن الأسّوشيايتد پرِس الانتباه الى مأزق السجناء السابقين في سجن هومسبورڠ في پنسلڤانيا في الولايات المتحدة الذين سعوا الى طلب تعويض،‏ لأنهم استُعملوا كما ادّعوا كحقل تجارب كيميائية عندما كانوا في السجن.‏ وماذا عن اعادة ادخال فكرة تقييد مجموعة من السجناء بسلسلة واحدة في الولايات المتحدة؟‏ تخبر منظمة العفو الدولية:‏ «يدوم العمل في هذه القيود ١٠ الى ١٢ ساعة غالبا تحت اشعة الشمس اللاذعة،‏ مع استراحة قصيرة جدا للشرب،‏ وساعة لتناول الغداء.‏ .‏ .‏ .‏ والتسهيل الوحيد المعطى للمحتجَزين المقيدين ليقضوا حاجتهم وعاء موضوع وراء حجاب مؤقت.‏ وعند استعماله يبقى المحتجَزون مقيدين معا.‏ وعندما لا يكون باستطاعتهم الوصول اليه يضطرون ان يجلسوا القرفصاء ويقضوا حاجتهم امام الجميع».‏ طبعا،‏ لا تتّبع كل السجون هذه الطريقة.‏ وعلى اي حال،‏ ان المعاملة اللاإنسانية تؤول الى إلحاق صفة اللاإنسانية بالسجناء وبالذين يوصون بها على السواء.‏

      هل من فائدة للمجتمع؟‏

      من الطبيعي ان تشعر معظم المجتمعات بأمان اكثر عندما يكون المجرمون الخطرون وراء القضبان.‏ وتحبّذ مجتمعات اخرى عقوبة السجن لأسباب اخرى.‏ فعندما قُرِّر اغلاق سجن في بلدة اوسترالية صغيرة تدعى كوما،‏ احتج الناس.‏ ولماذا؟‏ لأن السجن يوفر الوظائف لمجتمعهم الذي كان يعاني اقتصاديا.‏

      ولجأت بعض الحكومات مؤخرا الى بيع سجونها لمؤسسات خاصة كإجراء توفيري.‏ ولكن للأسف،‏ تبيّن ان ازدياد عدد السجناء ومدة العقوبات هو افضل تجاريا.‏ وبالتالي يمكن ان تختلط العدالة بالسعي وراء الربح.‏

      في نهاية هذه المناقشة،‏ يبقى السؤال الاساسي:‏ هل تعيد السجون تأهيل المجرمين؟‏ فيما يكون الجواب غالبا سلبيا،‏ قد يدهشكم ان تعلموا ان بعض المحتجَزين جرت مساعدتهم على تغيير حياتهم.‏ فلنرَ كيف.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a رغم اننا نشير الى السجناء بصيغة المذكر،‏ فإن المبادئ التي تناقَش تشمل عموما المحتجزين الذكور والإناث على السواء.‏

      b بعض الاسماء في هذه المقالة جرى تغييرها.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ٦ و ٧]‏

      نظرة وجيزة الى ما وراء القضبان

      الاكتظاظ:‏ تواجه السجون في بريطانيا مشكلة خطيرة هي الاكتظاظ.‏ ولا عجب!‏ ففي كل اوروپا الغربية لدى هذا البلد ثاني اعلى معدل في عدد السجناء بالمقارنة مع عدد سكانه،‏ وتبلغ هذه النسبة ١٢٥ سجينا لكل ٠٠٠‏,١٠٠ مواطن.‏ وفي البرازيل،‏ بُني اكبر سجن في سان پاولو ليسع ٥٠٠ محتجَز.‏ لكنه يأوي ٠٠٠‏,٦.‏ اما في روسيا،‏ فالزنزانات التي ينبغي ان تسع ٢٨ محتجَزا تأوي ما يتراوح بين ٩٠ و ١١٠.‏ والمشكلة كبيرة جدا لدرجة ان السجناء يضطرون ان يناموا بالمناوبة.‏ في بلد آسيوي،‏ حُشر ١٣ او ١٤ سجينا في زنزانة مساحتها ٣ امتار مربعة.‏ وفي غربي أوستراليا لجأ المسؤولون الى استعمال حاويات الشحن لإيواء السجناء لحل مشكلة النقص في الامكنة.‏

      العنف:‏ تخبر المجلة الاخبارية الالمانية دِر شپيڠل ان المحتجَزين الوحشيين في السجون الالمانية يقتلون ويعذبون الآخرين بسبب وجود «حرب بين العصابات المتنافسة على المتاجرة غير الشرعية بالكحول والمخدِّرات،‏ الجنس،‏ والربا».‏ وغالبا ما تضرم التوترات العرقية نار العنف في السجن.‏ تذكر دِر شپيڠل:‏ «هنالك محكومون من ٧٢ بلدا.‏ فلا مفر من الاحتكاكات والنزاعات التي تؤدي الى العنف».‏ وفي احد السجون في اميركا الجنوبية،‏ قال الرسميون ان ١٢ سجينا كمعدل كانوا يُقتلون كل شهر.‏ وذكرت صحيفة فايننشل تايمز اللندنية ان المحتجَزين قالوا ان العدد هو الضعف.‏

      الاساءة الجنسية:‏ في مقالة «ازمة الاغتصاب وراء القضبان»،‏ تذكر صحيفة ذا نيويورك تايمز انه بحسب تقدير معتدل،‏ تحصل في الولايات المتحدة «اعتداءات جنسية على اكثر من ٠٠٠‏,٢٩٠ ذَكَر في السجن كل سنة».‏ ويتابع التقرير:‏ «ان اختبار العنف الجنسي الفظيع لا يقتصر عادة على مرة واحدة،‏ بل غالبا ما يصير اعتداء يوميا».‏ وتقدِّر احدى المنظمات ان نحو ٠٠٠‏,٦٠ عمل جنسي غير مرغوب فيه يجري كل يوم في سجون الولايات المتحدة.‏

      الصحة والعادات الصحية:‏ ان انتشار الامراض المنتقلة جنسيا بين نزلاء السجن مدعوم جدا بالوثائق.‏ ويستقطب السل بين السجناء في روسيا وبعض البلدان الافريقية انظار الإعلام حول العالم،‏ وكذلك ايضا الاهمال في حقول المعالجة الطبية،‏ العادات الصحية،‏ والتغذية في سجون عديدة حول العالم.‏

      ‏[الصورة]‏

      سجن مكتظ في سان پاولو،‏ البرازيل

      ‏[مصدر الصورة]‏

      AP Photo/Dario Lopez-Mills

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      سجن لا سانتيه ذو التدابير الامنية المشددة في پاريس،‏ فرنسا

      ‏[مصدر الصورة]‏

      AP Photo/Francois Mori

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      نساء في السجن في ماناڠوا،‏ نيكاراڠوا

      ‏[مصدر الصورة]‏

      AP Photo/Javier Galeano

  • هل يمكن حقا اصلاح المجرمين؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • هل يمكن حقا اصلاح المجرمين؟‏

      ‏«لا احد يمكن ان يعيد تأهيل شخص آخر بالقوة.‏ فالتغيير يجب ان ينبع من داخل المرء وأن يكون هو راغبا فيه».‏ —‏ ڤيڤيان ستيرن،‏ خطيئة ضد المستقبل —‏ السَّجن في العالم (‏بالانكليزية)‏.‏

      ان احد المفاتيح الاساسية لإصلاح السجناء فعليا هو تعليمهم وتغيير قيمهم ووجهة نظرهم.‏ ودون شك،‏ يوجد اشخاص صادقون يبذلون جهودا دؤوبة لتعليم السجناء ومساعدتهم.‏ والعمل الجيد الذي يقوم به هؤلاء الاشخاص والذي يُظهِر اهتمامهم بالآخرين يقدِّره فعلا العديد من السجناء.‏

      قد يحاج بعض الناس ان نظام السجن ككل هو اصعب من ان يُصلَح وأن امكانية تغيُّر السجناء صعبة جدا في مثل هذه البيئة.‏ صحيح ان السجن وحده لا يزرع القيم الجديدة،‏ لكنَّ تعليم الكتاب المقدس ساعد البعض على تغيير حياتهم.‏ وهذا يوضح ان الاصلاح ممكن على صعيد فردي.‏

      واليوم،‏ بمساعدة الكتاب المقدس،‏ يقوم بعض المحتجَزين بالتغييرات التي تنتج التفكير والسلوك الصائبين.‏ كيف؟‏ بالانتباه الى مشورة الكتاب المقدس:‏ «كفوا عن مشاكلة نظام الأشياء هذا،‏ بل غيروا شكلكم بتغيير ذهنكم،‏ لتتبينوا بالاختبار ما هي مشيئة اللّٰه الصالحة المقبولة الكاملة».‏ (‏روما ١٢:‏٢‏)‏ فكيف يُنجز ذلك؟‏

      دور الكتاب المقدس

      يشعر كثيرون ان الدين يمكن ان يلعب دورا كبيرا في مساعدة السجناء على التوبة عن اعمالهم السابقة.‏ وطبعا،‏ ان احدى المشاكل الاساسية المتعلقة بهذا الامر هي ان اي تغيير يجريه السجين في طبعه وهو وراء القضبان قد يختفي عندما يُطلق سراحه.‏ عبّر احد المحتجَزين عن الامر كما يلي:‏ «كثيرون يجدون المسيح في هذا المكان —‏ لكن عندما يغادرون يتركونه خلفهم!‏».‏

      لقد برهنت التجربة ان التغيير الحقيقي ينبغي ان يحدث في الداخل —‏ في عقل المجرم وقلبه —‏ وأن الاساس يجب ان يكون التوبة الصادقة عن الافعال السيئة السابقة.‏ ويمكن ان يكون برنامج لتعليم الكتاب المقدس مساعدا للمرء ان يتعلم كيف يشعر اللّٰه بشأن الشر ولمَ هو خطأ.‏ وقد يعطيه ذلك اسبابا وجيهة لعدم الرغبة في الاستمرار في مثل هذا المسلك.‏

      في سجون عديدة حول العالم لدى شهود يهوه برنامج لتعليم الكتاب المقدس،‏ وهذا البرنامج يعطي نتائج رائعة.‏ (‏انظروا الصفحة ١٠.‏)‏ علّق احد السجناء:‏ «ساعدونا على اكتشاف ما يقوله الكتاب المقدس عن القصد من الحياة،‏ وعن البركات التي يخبئها المستقبل للجنس البشري».‏ وأضاف:‏ «يا له من تعليم مذهل!‏».‏ وذكر محتجَز آخر:‏ «نحن نتخذ القرارات على اساس مشورة اللّٰه.‏ .‏ .‏ .‏ صرنا نرى تغييرات في انفسنا،‏ ونعلم ما هي الاولويات في الحياة».‏

      طبعا،‏ ان الحاجة الى الاصلاح تتعدى حدود جدران السجن.‏ فالحل الحقيقي لأزمة السجون هو بإزالة الحاجة الى السجون.‏ وإحدى حقائق الكتاب المقدس المجيدة التي اثرت في قلوب محتجَزين عديدين معبَّر عنها في وعد اللّٰه:‏ «عاملي الشر يُقطعون .‏ .‏ .‏ الصدِّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٩،‏ ٢٩‏.‏

      ان مبادئ اللّٰه السامية ستُعزَّز بواسطة حكومة غير قابلة للفساد،‏ مُحبّة وحازمة على السواء،‏ هي ملكوت اللّٰه السماوي تحت حكم المسيح —‏ الحكومة التي تعلم المسيحيون ان يصلّوا من اجل اتيانها.‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ وفي ذلك العالم الجديد،‏ سيجري اصلاح الجميع من خلال التعلم عن قوانين اللّٰه السامية.‏ عندئذ ستثبت صحة ما يلي اكثر من اي وقت مضى:‏ «لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر».‏ (‏اشعياء ١١:‏٩‏)‏ وبأية نتيجة؟‏ ان سكان العالم الجديد المطيعين للقانون ‹سيتلذذون في كثرة السلامة›.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١١‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ١٠]‏

      امل يلوح في الافق

      منذ اكثر من ٢٠ سنة،‏ يتابع خدام متطوعون من شهود يهوه برنامجا تعليميا ناجحا مؤسسا على الكتاب المقدس في السجن الاصلاحي الفدرالي في أتلانتا،‏ جورجيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وخلال ذلك الوقت،‏ ساعدوا اكثر من ٤٠ محتجَزا على الصيرورة خداما معتمدين من شهود يهوه،‏ وأكثر من ٩٠ محتجَزا آخر استفادوا ايضا من الدروس القانونية في الكتاب المقدس.‏

      تحدثت استيقظ!‏ مؤخرا الى عدة معلمين للكتاب المقدس قدموا خدماتهم الطوعية في ذلك السجن.‏

      ◼ لماذا تعليم الكتاب المقدس فعال جدا في دفع بعض المحتجَزين الى تغيير حياتهم؟‏

      دايڤيد:‏ ان العديد من السجناء هم اشخاص افتقروا الى المحبة،‏ وخصوصا في طفولتهم.‏ لذلك عندما يتعلمون ان اللّٰه يحبهم ويسكبون قلبهم امامه في الصلاة ويستجيب لصلواتهم،‏ يصبح حقيقيا بالنسبة اليهم.‏ فيتحرك قلبهم ليبادلوه هذه المحبة.‏

      راي:‏ احد المحتجَزين الذين درست معهم أُسيء اليه في صغره.‏ عندما سألته عما جذبه الى يهوه،‏ اجاب انه حين يتعلم المرء حق الكتاب المقدس يجد ان يهوه يفهمه حقا.‏ وهذا ما جعله يرغب في التعلم اكثر عن شخصية هذا الاله المحب.‏

      ◼ يقول البعض ان السجناء يتمسَّكون بالدين لدوافع خفية —‏ لتخفيض عقوبتهم او لمجرد قضاء الوقت.‏ فماذا اظهرت لك تجربتك؟‏

      فْرِد:‏ عندما يحضر المحتجَزون دروسنا،‏ لا نحاول اثارة مشاعرهم.‏ كل ما نفعله هو درس الكتاب المقدس معهم.‏ وسرعان ما يعرفون انهم سيتعلمون عن الكتاب المقدس وأن هذا كل ما نفعله.‏ يحاول البعض طلب مساعدتي في قضيتهم،‏ لكنني امتنع عن مناقشة ذلك معهم.‏ لذلك ان الذين ينضمون الى فريق درس الكتاب المقدس ويواظبون فترة من الوقت يكونون راغبين فعلا في معرفة ما يقوله الكتاب المقدس.‏

      نيك:‏ احد الامور التي لاحظتها هو التغييرات التي يصنعها بعض المحتجَزين وهم في السجن الاصلاحي.‏ لقد صار البعض منهم خداما معتمدين وعانوا الكثير على يد المحتجَزين الآخرين.‏ وهذا صعب جدا عليهم.‏ فلو لم يمس الكتاب المقدس قلبهم،‏ لما استطاعوا البقاء اولياء في هذه الظروف.‏

      ازرايل:‏ انهم عموما اشخاص يرغبون كثيرا في التعلم عن يهوه،‏ ويعبرون عن ذلك بطريقة مؤثرة.‏ ويمكنكم ان تشعروا ان تعبيرهم نابع من قلبهم.‏

      جو:‏ ان الذين يصبحون مسيحيين حقيقيين يكونون قد توصلوا ان يفهموا لماذا ساءت الامور في حياتهم.‏ وهم يفهمون ايضا ان هنالك املا في التغيير —‏ املا يلوح في افق حياتهم.‏ والآن يمكنهم ان ينتظروا تحقق وعود يهوه للمستقبل بكل ثقة.‏

      ◼ لماذا لا يمكن لنظام السجن وحده ان يغيِّر المجرمين؟‏

      جو:‏ ان هدف النظام الجزائي ليس اعادة التأهيل،‏ انما ابقاء المجرمين بعيدين عن باقي المجتمع.‏ وهذا هو صلب المشكلة —‏ الذهنية التي يتعامل بها نظام السجن مع هؤلاء الاشخاص.‏

      هنري:‏ لا يقدر نظام السجن ان يغيِّر قلوب المذنبين.‏ فمعظم هؤلاء الاشخاص سيرتكبون جرائمهم من جديد عندما يُطلق سراحهم.‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      جرت مساعدة العديد من المحتجَزين على تعلُّم حق الكتاب المقدس

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة