-
التلاعب بالمعلوماتاستيقظ! ٢٠٠٠ | حزيران (يونيو) ٢٢
-
-
التلاعب بالمعلومات
«ان استخدام الدعاية بدهاء ومواظبة يجعل الجنة تظهر للناس جهنم، والحياة الاكثر بؤسا فردوسا». — أدولف هتلر، كفاحي (بالالمانية).
مع تطوُّر وسائل الاتصال — بدءا من الطباعة حتى الراديو، التلفزيون، الهاتف، والإنترنت — يزداد تدفق سيل الرسائل المقنعة بشكل ملحوظ. وقد ادَّت هذه الثورة في وسائل الاتصال الى فيض من المعلومات، اذ تنهال على الناس افكار لا تحصى من كل حدب وصوب. ويتجاوب كثيرون مع هذا الضغط بتشرب الافكار بسرعة اكبر ويقبلونها دونما سؤال او تحليل.
ومروِّج الدعاية الحاذق يحب هذه العمليات المختصرة — وخصوصا تلك التي تتجاهل التفكير المنطقي. وتشجع الدعاية على ذلك بإثارة المشاعر، استغلال عدم الثقة، الاستفادة من الالتباس في اللغة، وتحريف قوانين المنطق. وكما يشهد التاريخ، يمكن ان تكون هذه الطرائق فعالة الى حد بعيد.
تاريخ الدعاية
فيما تتضمن اليوم كلمة «دعاية» propaganda مفهوما سلبيا اذ توحي بالطرائق الملتوية، لم تكن العبارة في الاصل تعني ذلك. فالكلمة propaganda التي تقابل «دعاية» مشتقة على ما يبدو من الاسم اللاتيني لفريق من كرادلة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية: Congregatio de Propaganda Fide (مجمع انتشار الايمان). وهذه اللجنة — التي دعيت باختصار Propaganda — اسسها البابا غريغوريوس الخامس عشر سنة ١٦٢٢ للاشراف على المرسلين. وتدريجيا، صارت الكلمة propaganda (دعاية) تشير الى اية جهود مبذولة لنشر معتقد ما.
لكنَّ مفهوم الدعاية لم يولد في القرن السابع عشر. فمنذ الازمنة القديمة، استعمل الناس كل وسيلة متوفرة لنشر الايديولوجيات او تعزيز الشهرة والسلطة. مثلا، خدم الفن اهدافا دعائية منذ ايام الفراعنة المصريين. فقد صمَّم هؤلاء الملوك اهرامهم لتعكس سلطتهم واستمراريتهم. وعلى نحو مماثل، كان للهندسة المعمارية عند الرومان هدف سياسي — تمجيد الدولة. لكنَّ كلمة «دعاية» اتخذت مفهوما سلبيا عموما في الحرب العالمية الاولى، عندما بدأت الحكومات تلعب دورا فاعلا في صوغ المعلومات التي كانت تبثها وسائل الاعلام عن الحرب. وخلال الحرب العالمية الثانية، برهنت اعمال أدولف هتلر وجوزيف ڠوبلز انهما من ارباب الدعاية.
بعد الحرب العالمية الثانية، اصبحت الدعاية بشكل متزايد وسيلة رئيسية في ترويج السياسة الوطنية. وقد شنت الكتلتان الغربية والشرقية على السواء الحملات الدعائية بكل ما اوتيتا من قوة لتكسبا تأييد الحشود الضخمة للشعوب المحايدة. فكان كل وجه من اوجه الحياة والسياسة في هذه البلدان يُستغل لأهداف دعائية. وفي السنوات الاخيرة، تجلت البراعة المتزايدة في اساليب الدعاية من خلال الحملات الانتخابية، وكذلك في الدعايات التي تطلقها شركات التبغ. وقد استُخدم مَن يُعتبرون خبراء وغيرهم من القياديين ليصفوا التدخين بأنه صحي ومثير عوض إظهار حقيقة خطره على الصحة العامة.
اكاذيب، اكاذيب!
طبعا انَّ اسهل حيلة يستعملها مروِّج الدعاية هي الاكاذيب الواضحة. تأملوا مثلا في الاكاذيب التي كتبها مارتن لوثر سنة ١٥٤٣ عن مجموعة من الاوروپيين غير المسيحيين: «لقد سمَّموا الآبار، قاموا بالاغتيالات، خطفوا الاولاد . . . انهم يلسعون ويؤذون اذ هم مملوؤون حقدا، اعداء لدودون، محبون للانتقام، افاع خبيثة، قتلة، وأولاد ابليس». وعلى ماذا حث الذين يدَّعون المسيحية؟ «اضرموا النار في . . . مدارسهم . . . ولتُدمَّر منازلهم تدميرا كليا حتى لا يبقى منها شيء».
ويذكر علماء الاجتماع ان الدعايات التي تبث الحقد لا ترتكز بتاتا على اعمال المجموعة المكروهة او على معرفة واقعية عن حقيقة مَن يكرهه الشخص المتعصب. فالعدو يمثِّل كل ما هو غير مرغوب فيه وحسب. فيجب ان يُكره او حتى يُباد — على حد قول مروِّج الدعاية.
التعميم
وتستعمل الدعاية وسيلة اخرى ناجحة جدا ألا وهي التعميم. فالتعميم يعتِّم على وقائع مهمة في المسائل الحقيقية المطروحة، ويُستعمل مرارا للحطّ من قدر فرق كاملة من الناس. مثلا، غالبا ما تُسمع في بعض البلدان الاوروپية هذه العبارة: «الغجر [او الاجانب] هم سارقون». لكن هل هي صحيحة؟
يقول المحرر ريخاردوس سوميريتس ان مثل هذه النظرة سببت في احد البلدان نوعا من «الذعر الناتج من رهاب الاجانب وفي اغلب الاحيان العنصرية». لكن تبرهن ان مرتكبي الاعمال المخلة بالقانون في ذلك البلد هم من ابناء البلد ومن الاجانب على حدٍّ سواء. مثلا، يذكر سوميريتس ان الاستطلاعات اظهرت انه في اليونان «٩٦ من اصل كل ١٠٠ جريمة اقترفها [يونانيون]». ويضيف: «ان اسباب النشاط الاجرامي ليست ‹عنصرية› بل اقتصادية واجتماعية». وهو ايضا يلوم وسائل الاعلام «على بث رهاب الاجانب والتمييز العنصري بشكل منظَّم».
نعوت قبيحة
بعض الاشخاص يهينون الذين يخالفونهم في الرأي بمهاجمة شخصيتهم او دوافعهم عوض التركيز على الوقائع. والنعوت القبيحة تُلصق بالشخص، او الفريق، او الفكرة صفة سلبية من السهل تذكرها. ويأمل مَن يطلق هذه النعوت ان تلتصق بضحاياه. وإذا نبذ الناس الشخص او الفكرة على اساس النعوت السلبية عوض وزن البراهين بأنفسهم، تكون الخطة قد نجحت.
مثلا، في السنوات الاخيرة يكتسح شعور قوي مناهض للبدع بلدانا كثيرة في اوروپا وأمكنة اخرى. وتحرك هذه النزعة المشاعر، ترسم صورة لعدو مترصد، وتعزِّز التحاملات الموجودة اصلا على الاقليات الدينية. وغالبا ما تصبح كلمة «بدعة» شعارا. كتب الپروفسور الالماني مارتن كريله سنة ١٩٩٣: «صارت كلمة ‹بدعة› مرادفا لكلمة ‹هرطوقي›، والهرطوقي في المانيا اليوم، كما في الازمنة السابقة، [يُحكم عليه بالموت] — إن لم يكن حرقا . . . فبتدمير ثقة الناس به، نبذه، وتدميره اقتصاديا».
ويذكر معهد تحليل الدعاية ان «النعوت القبيحة لعبت دورا قويا جدا في تاريخ العالم وفي تطوُّر شخصيتنا. فقد دمرت السمعات الحسنة، . . . أرسلت [الناس] الى السجن، واستفزت الناس الى حد دفعهم الى شن الحروب وذبح رفيقهم الانسان».
استغلال العواطف
رغم ان المشاعر لا مكان لها في استعراض الوقائع والحجج، فهي تلعب دورا حاسما في الاقناع. والاعلاميون الخبراء يقومون بالمناشدات العاطفية، فيستغلون المشاعر بمهارة تضاهي مهارة فنان يعزف على آلة موسيقية.
مثلا، الخوف هو شعور يمكن ان يشل القدرة على اصدار حكم عادل. وكما في حالة الغيرة، يمكن استغلال الخوف. والصحيفة الكندية ذا ڠلوب آند ميل (بالانكليزية) عدد ١٥ شباط (فبراير) ١٩٩٩ ذكرت ما يلي عن حادث جرى في موسكو: «عندما انتحرت ثلاث فتيات في موسكو في الاسبوع السابق، ذكرت وسائل الاعلام الروسية فورا انهن كن من الاتباع المتعصبين لشهود يهوه». لاحظوا كلمة «متعصبين». ومن الطبيعي ان يخاف الناس منظمة دينية متعصبة يُزعم انها تقود الاحداث الى الانتحار. فهل كان لهؤلاء الفتيات المسكينات اية علاقة بشهود يهوه؟
أضافت صحيفة ذا ڠلوب آند ميل: «اعترفت الشرطة لاحقا ان الفتيات لا علاقة لهن [بشهود يهوه]. لكن بحلول ذلك الوقت كانت قناة تلفزيونية في موسكو قد هاجمت الطائفة مرة اخرى، بإخبار المشاهدين ان شهود يهوه تعاونوا مع أدولف هتلر في المانيا النازية — رغم ان الوقائع التاريخية تشهد ان آلافا منهم كانوا ضحايا معسكرات الموت النازية». وهكذا فالصورة التي كونها الاشخاص المضلَّلون، وربما الخائفون، توحي ان شهود يهوه هم اما مذهب انتحاري او متعاونون مع النازيين.
والحقد هو شعور قوي يستغله مروِّجو الدعايات. واللغة المبطنة فعالة جدا في اثارته. ويبدو ان هنالك قائمة لا نهاية لها من الكلمات الرديئة التي تعزِّز وتستغل الحقد على فرق دينية، عرقية، او عنصرية معينة.
ويستغل بعض مروِّجي الدعايات الكبرياء. وغالبا ما يمكننا ان نلاحظ كيفية اثارة كبرياء المرء باستخدام عبارات مثل: «اي شخص ذكي يعرف ان . . .» او «شخص بثقافتك لا يمكن إلّا ان ينتبه الى . . .». وإثارة الكبرياء هي استغلال خوفنا من الظهور كأغبياء. والخبراء بالاقناع يدركون ذلك تماما.
الشعارات والرموز
الشعارات هي عبارات مبهمة تُستعمل عادة للتعبير عن المواقف او الاهداف. وبسبب غموضها، تسهل الموافقة عليها.
مثلا، اثناء الازمات او النزاعات الوطنية، يمكن ان يستعمل الزعماء الذين يهيِّجون الجماهير شعارات مثل: «وطني دائما على حق»، «الوطن الام، الدين، العائلة»، او «الحرية او الموت». لكن هل يحلِّل معظم الناس بعناية القضايا الحقيقية التي تكمن وراء الازمة او النزاع؟ ام انهم يقبلون فقط ما يقال لهم؟
ذكر ونستون تشرتشل وهو يكتب عن الحرب العالمية الاولى: «اشارة واحدة تكفي لتحويل هذه الحشود من مزارعين وعمال مسالمين الى جماهير قوية يمزق واحدهم الآخر اشلاء». وذكر ايضا ان معظم الناس، عندما يُقال لهم ما يجب ان يفعلوه، يتجاوبون دون تفكير.
ولدى مروِّج الدعاية ايضا الكثير جدا من الشعارات والرموز التي يستعملها لنقل رسالته — تحية بـ ٢١ طلقة، تحية عسكرية، او راية. وحب الوالدين يمكن ان يُستغل ايضا. وهكذا تكون الشعارات مثل وطن الاسلاف، الوطن الام، او الكنيسة الام وسائل فعالة في ايدي المقنع الحاذق.
ان فن الدعاية البارع يمكن ان يشل الفكر، يحول دون التفكير السليم والتمييز، ويكيِّف الافراد ليعملوا ككتلة. فكيف تستطيعون حماية انفسكم؟
[النبذة في الصفحة ٨]
ان فن الدعاية البارع يمكن ان يشل الفكر ويحول دون التفكير السليم
-
-
لا تكونوا ضحية الدعايةاستيقظ! ٢٠٠٠ | حزيران (يونيو) ٢٢
-
-
لا تكونوا ضحية الدعاية
«الغبي يصدق كل كلمة». — امثال ١٤:١٥.
هنالك فرق شاسع بين التعليم والدعاية. فالتعليم يُظهر لكم كيف تفكرون. لكنَّ الدعاية تملي عليكم ما ينبغي ان تفكروا فيه. والمعلمون الأكْفاء يعرضون كل جوانب المسألة ويشجعون على المناقشة. اما مروِّجو الدعاية فلا ينفكون يجبرونكم على الاصغاء الى رأيهم ويثنونكم عن المناقشة. وغالبا ما تكون دوافعهم الحقيقية مبهمة. انهم يغربلون الوقائع، مستغلين المفيدة منها وحاجبين الاخرى، كما انهم يشوِّهون الوقائع ويحرِّفونها، إذ هم متخصصون في الكذب وأنصاف الحقائق. وهم يستهدفون عواطفكم، لا تفكيركم المنطقي.
ويتأكد مروِّجو الدعاية ان تظهر رسالتهم انها الرسالة الوحيدة الصحيحة والصائبة ادبيا وأن تمنحكم شعورا بالاهمية والانتماء اذا اتبعتموها. وإذا صدقتموهم تكونون، برأيهم، من الاذكياء، مقبولين من الآخرين، وتتمتعون بالاطمئنان والامان.
فكيف يمكنكم حماية أنفسكم من الاشخاص الذين يدعوهم الكتاب المقدس ‹ناطقين بالبطل› و ‹خادعين العقل›؟ (تيطس ١:١٠) عندما تطلعون على بعض حيلهم، ستكونون في وضع افضل لتقييم اية رسالة او معلومات تصلكم. وإليكم بعض الطرائق للقيام بذلك.
كونوا انتقائيين: ان الذهن المنفتح كليا يمكن تشبيهه بأنبوب يسمح لكل شيء بالمرور عبره — حتى مياه المجارير. ولا احد يريد ان يسمَّم ذهنه. حذَّر سليمان، ملك ومعلم من الازمنة القديمة: «الغبي يصدِّق كل كلمة والذكي ينتبه الى خطواته». (امثال ١٤:١٥) لذلك ينبغي ان نكون انتقائيين. فيلزم ان نتفحص كل ما يقدم لنا، ونقرر ما يجب قبوله او رفضه.
لكن لا نريد ان يكون تفكيرنا ضيق الافق بحيث نرفض التأمل في وقائع يمكن ان تحسنه. فكيف يمكننا ان نبلغ الاتزان؟ بتبني مقياس نقيس به المعلومات الجديدة. وفي هذا الصدد، لدى المسيحي مصدر حكمة رائع. لديه الكتاب المقدس كدليل اكيد يرشده في التفكير. فمن جهة، عقل المسيحي منفتح حقا إذ انه يتقبل المعلومات الجديدة. فيقارن هذه المعلومات الجديدة بمقياس الكتاب المقدس ويُدخل المعلومات الصحيحة في نمط تفكيره. ومن جهة اخرى، يدرك عقله الخطر الناجم عن المعلومات التي تتضارب تماما مع القيم المؤسسة على الكتاب المقدس.
استعملوا التمييز: التمييز هو «دقة الحكم». انه «قوة او قدرة العقل التي بها يفرِّق بين شيء وآخر». وذو التمييز يلاحظ الفروق الطفيفة بين الافكار او الامور ويُصدر حكما جيدا.
باستعمال التمييز، سنكون قادرين على معرفة مَن هم الذين يستعملون «الكلام الناعم والإطراء» في سبيل ‹اغواء قلوب العديمي الخبث›. (روما ١٦:١٨) ويتيح لكم التمييز نبذ المعلومات التي لا تمت الى الموضوع بصلة او الوقائع المضلِّلة وإدراك جوهر المسألة. لكن كيف يمكنكم ان تميزوا ان امرا ما مضلِّل؟
امتحنوا المعلومات: قال يوحنا، معلم مسيحي من القرن الاول: «ايها الاحباء، لا تصدقوا كل وحي، بل امتحنوا عبارات الوحي». (١ يوحنا ٤:١) ان بعض الاشخاص اليوم هم مثل الاسفنج، يتشربون كل شيء. ومِن السهل جدا ان نتشرب كل ما يحيط بنا.
لكن الافضل بكثير هو ان يختار كل فرد شخصيا ما سيغذي به فكره. يُقال ان ما نأكله يحدِّد ما نحن عليه، وينطبق ذلك على الغذاء الجسدي والفكري على السواء. فمهما قرأتم او شاهدتم او سمعتم، فامتحنوه لتروا هل له مضامين دعائية او هو حقيقة.
بالاضافة الى ذلك، اذا اردنا ان نكون متزنين في تفكيرنا ينبغي ان نداوم على امتحان آرائنا الشخصية كلما حصلنا على معلومات جديدة. وينبغي ان ندرك انها مجرد آراء. ومدى امكانية الوثوق بها يعتمد على صحة الوقائع التي لدينا، على نوعية حججنا، وعلى المقاييس او القيم التي نختار ان نطبقها.
اطرحوا اسئلة: كما رأينا، كثيرون اليوم يودون ان ‹يغرونا بحجج هادفة الى الإقناع›. (كولوسي ٢:٤) لذلك، عندما تقدَّم الينا مثل هذه الحجج، ينبغي ان نطرح بعض الاسئلة.
اولا، تحققوا هل هنالك محاباة. ما هو دافع الرسالة؟ اذا كانت الرسالة ملآنة بالنعوت والكلمات المبطَّنة، فما السبب؟ وبصرف النظر عن اللغة المبطَّنة، ما هي قيمة الرسالة بحد ذاتها؟ ايضا، اذا كان ممكنا، فحاولوا ان تعرفوا الماضي المهني للذين يتكلمون. فهل هم معروفون بصدقهم؟ اذا استُعملت «مراجع»، فما هي او مَن هم؟ لماذا تعتبرون ان هذا الشخص — او المنظمة او المطبوعة — لديه معرفة مختصة او معلومات جديرة بالثقة عن موضوع البحث؟ اذا شعرتم ان هنالك محاولة لاثارة العواطف، فاسألوا نفسكم: ‹اذا فُحصت الرسالة بشكل موضوعي، فما هي قيمتها؟›.
لا تلحقوا الجموع وحسب: اذا ادركتم ان ما يظنه الجميع ليس بالضرورة صحيحا، فستجدون القوة لتفكروا بطريقة مختلفة. وفيما قد يبدو ان الآخرين جميعا يفكرون بالطريقة نفسها، هل يعني ذلك انه ينبغي ان تقتدوا بهم انتم ايضا؟ ان الرأي العام ليس مقياسا يُعتمد عليه لمعرفة الحقيقة. فعلى مر القرون لاقت افكار كثيرة رواجا لدى الناس، لكن ليتبيَّن لاحقا انها خاطئة. بيد ان ميلنا الى مسايرة الآخرين يبقى. لذلك فإن الوصية في خروج ٢٣:٢ هي مبدأ جيد لاتباعه: «لا تتبع الكثيرين الى فعل الشر».
المعرفة الحقيقية مقابل الدعاية
ذُكر آنفا ان الكتاب المقدس هو دليل اكيد يرشدنا الى التفكير الواضح. وشهود يهوه يؤيدون بثبات عبارة يسوع الموجهة الى اللّٰه: «كلامك هو حق». (يوحنا ١٧:١٧) والسبب هو ان اللّٰه، واضع الكتاب المقدس، هو «اله الحق». — مزمور ٣١:٥.
نعم، في عصر الدعاية المتطورة هذا، يمكننا ان ننظر بثقة الى كلمة اللّٰه كمصدر للحقيقة. والاهم ان ذلك سيحمينا من الذين يرغبون في ‹استغلالنا بكلمات مزورة›. — ٢ بطرس ٢:٣.
[الصورة في الصفحة ٩]
التمييز يمكِّنكم من نبذ المعلومات المضلِّلة والتي لا تمت الى الموضوع بصلة
[الصورتان في الصفحة ١٠]
امتحنوا كل ما تقرأونه او تشاهدونه لتروا هل هو صحيح
[الصورة في الصفحة ١١]
حتى لو كان الرأي شائعا، لا يمكن الوثوق به دائما
[الصورة في الصفحة ١١]
يمكننا ان ننظر بثقة الى كلمة اللّٰه كمصدر للحقيقة
-