-
سلطان يهوه وملكوت اللّٰهبرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
٩ وَعِنْدَ إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ فِي حَقِّ ٱلشَّيْطَانِ، كَشَفَ يَهْوَه تَعْبِيرًا جَدِيدًا عَنْ سُلْطَانِهِ، وَسِيلَةً يَرُدُّ مِنْ خِلَالِهَا ٱلسَّلَامَ وَٱلنِّظَامَ إِلَى كَامِلِ حَيِّزِ حُكْمِهِ. فَقَدْ قَالَ لِلْحَيَّةِ، أَيِ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ: «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». (تكوين ٣:١٥) وَهكَذَا كَشَفَ يَهْوَه قَصْدَهُ أَنْ يُفَوِّضَ إِلَى «نَسْلٍ» أَنْ يَسْحَقَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَعْوَانَهُ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ وَيُثْبِتَ صَوَابَ وَشَرْعِيَّةَ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ. — مزمور ٢:٧-٩؛ ١١٠:١، ٢.
١٠ (أ) مَنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ ‹ٱلنَّسْلُ›؟ (ب) مَاذَا قَالَ بُولُسُ عَنْ إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى؟
١٠ وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ هذَا ‹ٱلنَّسْلَ› هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى فَرِيقٍ مِنَ ٱلْحُكَّامِ ٱلْمُعَاوِنِينَ لَهُ. وَهُمْ يُؤَلِّفُونَ مَعًا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ ٱلْمَسِيَّانِيَّ. (دانيال ٧:١٣، ١٤، ٢٧؛ متى ١٩:٢٨؛ لوقا ١٢:٣٢؛ ٢٢:٢٨-٣٠) لكِنَّ هذِهِ ٱلْحَقَائِقَ لَمْ تُكْشَفْ عَلَى ٱلْفَوْرِ، بَلْ ظَلَّ إِتْمَامُ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْأُولَى ‹سِرًّا مُقَدَّسًا مَكْتُومًا طَوَالَ أَزْمِنَةٍ دَهْرِيَّةٍ›. (روما ١٦:٢٥) وَقَدْ بَقِيَ رِجَالُ ٱلْإِيمَانِ طَوَالَ قُرُونٍ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يُكْشَفُ فِيهِ «ٱلسِّرُّ ٱلْمُقَدَّسُ» وَتَتِمُّ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْأُولَى تَبْرِئَةً لِسُلْطَانِ يَهْوَه. — روما ٨:١٩-٢١.
كَشْفُ «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ» تَدْرِيجِيًّا
١١ عَلَامَ أَطْلَعَ يَهْوَه إِبْرَاهِيمَ؟
١١ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ، كَشَفَ يَهْوَه تَدْرِيجِيًّا أَوْجُهَ «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ، سِرِّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (مرقس ٤:١١) وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ٱلَّذِي دُعِيَ «صَدِيقَ يَهْوَهَ» بَيْنَ ٱلَّذِينَ أَطْلَعَهُمُ ٱللّٰهُ عَلَى بَعْضِ هذِهِ ٱلْأَوْجُهِ. (يعقوب ٢:٢٣) فَقَدْ وَعَدَهُ: «أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً». كَمَا أَخْبَرَهُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ: «مُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ» وَ «تَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ». — تكوين ١٢:٢، ٣؛ ١٧:٦؛ ٢٢:١٧، ١٨.
١٢ كَيْفَ ظَهَرَ نَسْلُ ٱلشَّيْطَانِ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ؟
١٢ بِحُلُولِ زَمَنِ إِبْرَاهِيمَ، كَانَ ٱلْبَشَرُ قَدْ حَاوَلُوا أَنْ يَتَوَلَّوْا زِمَامَ ٱلْحُكْمِ وَيَبْسُطُوا سُلْطَتَهُمْ عَلَى ٱلْآخَرِينَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ نِمْرُودَ ٱلْمُتَحَدِّرِ مِنْ نُوحٍ: «اِبْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي ٱلْأَرْضِ. وَشَهَرَ نَفْسَهُ صَيَّادًا جَبَّارًا مُقَاوِمًا لِيَهْوَهَ». (تكوين ١٠:٨، ٩) وَلَا رَيْبَ أَنَّ نِمْرُودَ وَأَمْثَالَهُ مِمَّنْ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ حُكَّامًا كَانُوا دُمًى بَيْنَ يَدَيِ ٱلشَّيْطَانِ. فَصَارُوا هُمْ وَمُنَاصِرُوهُمْ جُزْءًا مِنْ نَسْلِهِ. — ١ يوحنا ٥:١٩.
١٣ بِمَ أَنْبَأَ يَهْوَه بِفَمِ يَعْقُوبَ؟
١٣ رَغْمَ سَعْيِ ٱلشَّيْطَانِ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ لِتَحْقِيقِ مَآرِبِهِ، وَاصَلَ قَصْدُ ٱللّٰهِ ٱلتَّقَدُّمَ نَحْوَ إِتْمَامِهِ. فَقَدْ كَشَفَ يَهْوَه بِفَمِ يَعْقُوبَ حَفِيدِ إِبْرَاهِيمَ وَجْهًا آخَرَ مِنْ أَوْجُهِ ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ، قَائِلًا: «لَا يَزُولُ ٱلصَّوْلَجَانُ مِنْ يَهُوذَا وَلَا عَصَا ٱلْقِيَادَةِ مِنْ بَيْنِ قَدَمَيْهِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ شِيلُوهُ، وَلَهُ تَكُونُ طَاعَةُ ٱلشُّعُوبِ». (تكوين ٤٩:١٠) إِنَّ كَلِمَةَ «شِيلُوهَ» تَعْنِي «ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ؛ ذَاكَ ٱلَّذِي يَنْتَمِي إِلَيْهِ». وَهكَذَا أَظْهَرَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ أَنَّهُ سَيَأْتِي مَنْ لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ أَنْ يَتَسَلَّمَ «ٱلصَّوْلَجَانَ» وَ «عَصَا ٱلْقِيَادَةِ»، أَيِ ٱلسُّلْطَانَ وَٱلْحُكْمَ عَلَى «ٱلشُّعُوبِ»، أَيْ عَلَى كَامِلِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. فَمَنْ هُوَ شِيلُوهُ؟
«إِلَى أَنْ يَأْتِيَ شِيلُوهُ»
١٤ مَا هُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَه مَعَ دَاوُدَ؟
١٤ كَانَ دَاوُدُ ٱلرَّاعِي ٱبْنُ يَسَّى أَوَّلَ مَلِكٍ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا ٱخْتَارَهُ يَهْوَه لِيَحْكُمَ عَلَى شَعْبِهِ.a (١ صموئيل ١٦:١-١٣) وَرَغْمَ خَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ، نَالَ دَاوُدُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْ يَهْوَه بِسَبَبِ وَلَائِهِ لِسُلْطَانِ ٱللّٰهِ. وَقَدْ صَنَعَ يَهْوَه عَهْدًا مَعَهُ مُلْقِيًا بِذلِكَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلضَّوْءِ عَلَى ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْعَدْنِيَّةِ. قَالَ لَهُ: «إِنِّي أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ، وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ». وَلَمْ يَشْمُلْ هذَا ٱلْعَهْدُ سُلَيْمَانَ — ٱبْنَ دَاوُدَ وَوَرِيثَهُ — فَحَسْبُ، لِأَنَّ يَهْوَه قَالَ أَيْضًا: «أُثَبِّتُ عَرْشَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ». فَقَدْ بَاتَ وَاضِحًا مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلْعَهْدِ ٱلدَّاوُدِيِّ أَنَّ «نَسْلَ» ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ سَيَأْتِي فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ. — ٢ صموئيل ٧:١٢، ١٣.
١٥ لِمَاذَا أَمْكَنَ ٱعْتِبَارُ مَمْلَكَةِ يَهُوذَا رَمْزًا إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
١٥ بِتَنْصِيبِ دَاوُدَ مَلِكًا، ٱبْتَدَأَتْ سُلَالَةٌ مِنَ ٱلْمُلُوكِ مُسِحُوا بِٱلزَّيْتِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى يَدِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ. لِذَا أَمْكَنَ ٱلْقَوْلُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِنَّهُ مَمْسُوحٌ أَوْ مَسِيَّا. (١ صموئيل ١٦:١٣؛ ٢ صموئيل ٢:٤؛ ٥:٣؛ ١ ملوك ١:٣٩) كَمَا قِيلَ إِنَّهُمْ جَلَسُوا عَلَى عَرْشِ يَهْوَه وَحَكَمُوا كَمُلُوكٍ لِيَهْوَه فِي أُورُشَلِيمَ. (٢ اخبار الايام ٩:٨) وَبِهذَا ٱلْمَعْنَى، رَمَزَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوذَا إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، وَكَانَتْ بِٱلتَّالِي تَعْبِيرًا عَنْ سُلْطَانِ يَهْوَه.
١٦ مَاذَا كَانَتْ عَوَاقِبُ حُكْمِ مُلُوكِ يَهُوذَا؟
١٦ نَعِمَ ٱلْمَلِكُ وَٱلشَّعْبُ بِحِمَايَةِ يَهْوَه وَبَرَكَتِهِ حِينَ كَانُوا يَخْضَعُونَ لِسُلْطَانِهِ. وَقَدْ كَانَ حُكْمُ سُلَيْمَانَ خُصُوصًا فَتْرَةَ سَلَامٍ وَٱزْدِهَارٍ لَا مَثِيلَ لَهَا، مُزَوِّدًا بِٱلتَّالِي لَمْحَةً نَبَوِيَّةً عَنْ حُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي سَيُزِيلُ كُلَّ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَ يَهْوَه. (١ ملوك ٤:٢٠، ٢٥) وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمُلُوكِ فِي ٱلسُّلَالَةِ ٱلدَّاوُدِيَّةِ لَمْ يَبْلُغُوا مَطَالِبَ يَهْوَه، وَٱنْغَمَسَ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ. لِذلِكَ سَمَحَ يَهْوَه أَخِيرًا بِتَدْمِيرِ ٱلْمَمْلَكَةِ عَلَى يَدِ ٱلْبَابِلِيِّينَ سَنَةَ ٦٠٧ قم. فَبَدَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ تَوَلَّى زِمَامَ ٱلْأُمُورِ وَٱسْتَطَاعَ أَنْ يُشَكِّكَ فِي سُلْطَانِ يَهْوَه.
١٧ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه كَانَ لَا يَزَالُ يَتَوَلَّى زِمَامَ ٱلْأُمُورِ رَغْمَ قَلْبِ ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلدَّاوُدِيَّةِ؟
١٧ لكِنَّ قَلْبَ ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلدَّاوُدِيَّةِ، وَمَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةِ قَبْلَهَا، لَمْ يَكُنْ دَلِيلًا عَلَى عَجْزِ أَوْ فَشَلِ سُلْطَانِ يَهْوَه، بَلْ عَلَى ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِنُفُوذِ ٱلشَّيْطَانِ وَٱسْتِقْلَالِ ٱلْبَشَرِ عَنِ ٱللّٰهِ. (امثال ١٦:٢٥؛ ارميا ١٠:٢٣) وَلِكَيْ يُظْهِرَ يَهْوَه أَنَّهُ مَا زَالَ يُمَارِسُ سُلْطَانَهُ، أَعْلَنَ بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ: «اِنْزِعِ ٱلْعِمَامَةَ وَٱرْفَعِ ٱلتَّاجَ. . . . خَرَابًا خَرَابًا خَرَابًا أَجْعَلُهُ. هٰذَا أَيْضًا لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ حَتَّى يَأْتِيَ ٱلَّذِي لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ». (حزقيال ٢١:٢٦، ٢٧) إِنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تُشِيرُ أَنَّ ‹ٱلنَّسْلَ› ٱلْمَوْعُودَ بِهِ، «ٱلَّذِي لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ»، كَانَ سَيَأْتِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ مَاذَا أَخْبَرَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ مَرْيَمَ؟
١٨ لِنَنْتَقِلِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلسَّنَةِ ٢ قم تَقْرِيبًا. فَقَدْ أُرْسِلَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ إِلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ تُدْعَى مَرْيَمَ تَعِيشُ فِي ٱلنَّاصِرَةِ، إِحْدَى مُدُنِ ٱلْجَلِيلِ ٱلْوَاقِعَةِ فِي شَمَالِ فِلَسْطِينَ. فَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْنًا، فَتَدْعِينَ ٱسْمَهُ يَسُوعَ. هٰذَا يَكُونُ عَظِيمًا وَيُدْعَى ٱبْنَ ٱلْعَلِيِّ، وَيُعْطِيهِ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا يَكُونُ لِمَمْلَكَتِهِ نِهَايَةٌ». — لوقا ١:٣١-٣٣.
١٩ أَيُّ حَدَثٍ مُفْرِحٍ دَنَا وَقْتُهُ بِوِلَادَةِ يَسُوعَ؟
١٩ وَأَخِيرًا دَنَا ٱلْوَقْتُ لِلْكَشْفِ عَنِ «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ»! فَقَدْ كَانَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنَ ‹ٱلنَّسْلِ› ٱلْمَوْعُودِ بِهِ سَيَظْهَرُ قَرِيبًا. (غلاطية ٤:٤؛ ١ تيموثاوس ٣:١٦) وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ سَيَسْحَقُ عَقِبَهُ، لكِنَّ ‹ٱلنَّسْلَ› سَيَسْحَقُ بِدَوْرِهِ رَأْسَ ٱلشَّيْطَانِ بِإِبَادَتِهِ هُوَ وَكُلِّ أَعْوَانِهِ. وَكَانَ ‹ٱلنَّسْلُ› أَيْضًا سَيَشْهَدُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ سَوْفَ يُبْطِلُ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَ يَهْوَه. (عبرانيين ٢:١٤؛ ١ يوحنا ٣:٨)
-
-
هل تؤيد سلطان يهوه؟برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
هَلْ تُؤَيِّدُ سُلْطَانَ يَهْوَه؟
«قُولُوا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ: ‹يَهْوَهُ قَدْ مَلَكَ›». — مزمور ٩٦:١٠.
١، ٢ (أ) أَيُّ حَدَثٍ بَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ حَصَلَ قُرَابَةَ شَهْرِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (اكتوبر) سَنَةَ ٢٩ بم؟ (ب) مَاذَا عَنَى هذَا ٱلْحَدَثُ لِيَسُوعَ؟
قُرَابَةَ شَهْرِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (اكتوبر) سَنَةَ ٢٩ بم، حَصَلَ حَدَثٌ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَمْ يَسْبِقْ أَنْ رَأَتْهُ عَيْنُ إِنْسَانٍ. وَعَنْ هذَا ٱلْحَدَثِ يُخْبِرُنَا مَتَّى، أَحَدُ كَتَبَةِ ٱلْأَنَاجِيلِ، قَائِلًا: «لَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ فِي ٱلْحَالِ مِنَ ٱلْمَاءِ، وَإِذَا ٱلسَّمٰوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ، فَرَأَى يُوحَنَّا رُوحَ ٱللّٰهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَى يَسُوعَ. وَإِذَا صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ يَقُولُ: ‹هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ›». وَمَا حَصَلَ آنَذَاكَ هُوَ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلَّتِي سَجَّلَهَا كَتَبَةُ ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةِ جَمِيعًا. — متى ٣:١٦، ١٧؛ مرقس ١:٩-١١؛ لوقا ٣:٢١، ٢٢؛ يوحنا ١:٣٢-٣٤.
٢ كَانَ سَكْبُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ عَلَى يَسُوعَ بِهَيْئَةٍ مَنْظُورَةٍ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا أَوِ ٱلْمَسِيحُ، أَيِ ٱلْمُعَيَّنُ مِنَ ٱللّٰهِ. (يوحنا ١:٣٣) وَهكَذَا بَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ، ظَهَرَ ‹ٱلنَّسْلُ› ٱلْمَوْعُودُ بِهِ! فَكَانَ أَمَامَ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدِ ‹ٱلنَّسْلُ› ٱلَّذِي سَيَسْحَقُ ٱلشَّيْطَانُ عَقِبَهُ، ثُمَّ يَسْحَقُ هُوَ رَأْسَ هذَا ٱلْعَدُوِّ ٱلْأَكْبَرِ لِيَهْوَه وَسُلْطَانِهِ. (تكوين ٣:١٥) وَمُذَّاكَ، أَدْرَكَ يَسُوعُ كَامِلًا أَنَّ عَلَيْهِ إِتْمَامَ قَصْدِ يَهْوَه ٱلْمُرْتَبِطِ بِسُلْطَانِهِ وَبِٱلْمَلَكُوتِ.
٣ كَيْفَ ٱسْتَعَدَّ يَسُوعُ لِدَوْرِهِ فِي تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَه؟
٣ وَٱسْتِعْدَادًا لِلْمُهِمَّةِ ٱلْمُلْقَاةِ عَلَى عَاتِقِهِ، «ٱنْصَرَفَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْأُرْدُنِّ مَلْآنًا رُوحًا قُدُسًا، فَٱقْتَادَهُ ٱلرُّوحُ فِي أَرْجَاءِ ٱلْبَرِّيَّةِ». (لوقا ٤:١؛ مرقس ١:١٢) وَهُنَاكَ تَسَنَّى لَهُ طَوَالَ ٤٠ يَوْمًا أَنْ يُفَكِّرَ مَلِيًّا فِي قَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ وَفِي ٱلْمَسْلَكِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱتِّخَاذُهُ تَأْيِيدًا لِسُلْطَانِ يَهْوَه. وَبِمَا أَنَّ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ تَمَسُّ كُلَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلْأَرْضِيِّ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَفَحَّصَ مَسْلَكَ يَسُوعَ ٱلْأَمِينَ وَنَرَى مَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ لِكَيْ نُعْرِبَ نَحْنُ أَيْضًا عَنْ رَغْبَتِنَا فِي تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَه. — ايوب ١:٦-١٢؛ ٢:٢-٦.
تَسْلِيطُ ٱلضَّوْءِ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ
٤ مَاذَا فَعَلَ ٱلشَّيْطَانُ مِمَّا سَلَّطَ ٱلضَّوْءَ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ؟
٤ لَاحَظَ ٱلشَّيْطَانُ دُونَ شَكٍّ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي سَبَقَ ذِكْرُهَا وَلَمْ يُضَيِّعِ ٱلْوَقْتَ، بَلْ شَنَّ هُجُومًا عَلَى ‹ٱلنَّسْلِ› ٱلرَّئِيسِيِّ ‹لِٱمْرَأَةِ› ٱللّٰهِ. (تكوين ٣:١٥) فَجَرَّبَ ٱلشَّيْطَانُ يَسُوعَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَشَجَّعَهُ أَنْ يَفْعَلَ مَا بَدَا لِمَصْلَحَتِهِ، بَدَلَ أَنْ يَمْتَثِلَ لِإِرَادَةِ أَبِيهِ. وَٱلتَّجْرِبَةُ ٱلثَّالِثَةُ خُصُوصًا سَلَّطَتِ ٱلضَّوْءَ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَه حِينَ أَرَى ٱلشَّيْطَانُ يَسُوعَ «جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ وَمَجْدَهَا»، ثُمَّ قَالَ لَهُ بِوَقَاحَةٍ: «أُعْطِيكَ هٰذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَقُمْتَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ لِي». كَانَ يَسُوعُ يُدْرِكُ تَمَامًا أَنَّ إِبْلِيسَ يَتَحَكَّمُ فِعْلًا فِي «جَمِيعِ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ»، فَعَكَسَ جَوَابُهُ مَوْقِفَهُ مِنْ قَضِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ. فَقَالَ لَهُ: «اِذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ، وَلَهُ وَحْدَهُ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً›». — متى ٤:٨-١٠.
٥ أَيَّةُ مُهِمَّةٍ صَعْبَةٍ كَانَ يَسُوعُ سَيُتَمِّمُهَا؟
٥ أَظْهَرَتْ حَيَاةُ يَسُوعَ بِوُضُوحٍ تَامٍّ أَنَّ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَه يَحْتَلُّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى لَدَيْهِ. فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ عَلَيْهِ إِثْبَاتَ شَرْعِيَّةِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ بِٱلْبَقَاءِ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ عَلَى يَدِ ٱلشَّيْطَانِ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي أَشَارَتِ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّهُ سَحْقٌ لِعَقِبِ «نَسْلِ» ٱلْمَرْأَةِ. (متى ١٦:٢١؛ ١٧:١٢) وَكَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَشْهَدَ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي سَيَقْمَعُ بِهَا يَهْوَه تَمَرُّدَ ٱلشَّيْطَانِ وَيَرُدُّ ٱلسَّلَامَ وَٱلنِّظَامَ إِلَى كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ. (متى ٦:٩، ١٠) فَمَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ إِتْمَامًا لِمُهِمَّتِهِ ٱلصَّعْبَةِ؟
«اِقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ»
٦ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي ‹سَيُحْبِطُ بِهَا ٱللّٰهُ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ›؟
٦ فِي ٱلْبِدَايَةِ، «جَاءَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ وَيَقُولُ: ‹قَدْ تَمَّ ٱلزَّمَانُ ٱلْمُعَيَّنُ، وَٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ›». (مرقس ١:١٤، ١٥) حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: «لَا بُدَّ لِي أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْمُدُنَ ٱلْأُخْرَى أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، لِأَنِّي لِهٰذَا أُرْسِلْتُ». (لوقا ٤:١٨-٢١، ٤٣) وَبِٱلْفِعْلِ، جَابَ يَسُوعُ ٱلْبِلَادَ طُولَهَا وَعَرْضَهَا «يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (لوقا ٨:١) كَمَا أَنَّهُ صَنَعَ قُوَّاتٍ عَدِيدَةً — مِثْلَ إِطْعَامِ ٱلْجُمُوعِ، ضَبْطِ ٱلْعَوَامِلِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ، شِفَاءِ ٱلْمَرْضَى، وَإِقَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ — أَثْبَتَتْ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ عَلَى إِزَالَةِ كُلِّ ٱلضَّرَرِ وَٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي تَأَتَّى عَنِ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ، ‹مُحْبِطًا بِٱلتَّالِي أَعْمَالَ إِبْلِيسَ›. — ١ يوحنا ٣:٨.
٧ أَيَّةُ تَعْلِيمَاتٍ أَعْطَاهَا يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
٧ وَبِهَدَفِ تَوْسِيعِ نِطَاقِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ، جَمَعَ يَسُوعُ فَرِيقًا مِنْ أَتْبَاعِهِ ٱلْأُمَنَاءِ وَدَرَّبَهُمْ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، أَعْطَى ٱلتَّفْوِيضَ لِرُسُلِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ «وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (لوقا ٩:١، ٢) ثُمَّ أَرْسَلَ ٧٠ آخَرِينَ لِكَيْ يُعْلِنُوا ٱلرِّسَالَةَ: «قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ». (لوقا ١٠:١، ٨، ٩) وَحِينَ عَادَ هؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ عَنْ نَجَاحِهِمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ، قَالَ لَهُمْ: «اِبْتَدَأْتُ أَرَى ٱلشَّيْطَانَ وَقَدْ سَقَطَ مِثْلَ ٱلْبَرْقِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ». — لوقا ١٠:١٧، ١٨.
٨ مَاذَا أَظْهَرَ كَامِلُ مَسْلَكِ حَيَاةِ يَسُوعَ؟
٨ وَلَمْ يَأْلُ يَسُوعُ جُهْدًا وَلَمْ يُفَوِّتْ فُرْصَةً لِلشَّهَادَةِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَقَدْ عَمِلَ بِدَأَبٍ لَيْلَ نَهَارَ، حَتَّى إِنَّهُ تَخَلَّى عَنْ أَبْسَطِ وَسَائِلِ ٱلرَّاحَةِ. قَالَ مَرَّةً: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ، أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ». (لوقا ٩:٥٨؛ مرقس ٦:٣١؛ يوحنا ٤:٣١-٣٤) وَقُبَيْلَ مَوْتِهِ، أَعْلَنَ بِجُرْأَةٍ أَمَامَ بُنْطِيُوسَ بِيلَاطُسَ: «لِهٰذَا أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ». (يوحنا ١٨:٣٧) وَقَدْ أَظْهَرَ كَامِلُ مَسْلَكِ حَيَاتِهِ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَكُونَ مُعَلِّمًا كَبِيرًا أَوْ صَانِعَ عَجَائِبَ فَحَسْبُ، أَوْ حَتَّى مُخَلِّصًا يُضَحِّي بِنَفْسِهِ، بَلْ لِيُؤَيِّدَ مَشِيئَةَ ٱلْمُتَسَلِّطِ ٱلْكَوْنِيِّ يَهْوَه وَيَشْهَدَ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ عَلَى إِتْمَامِ هذِهِ ٱلْمَشِيئَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَلَكُوتِ. — يوحنا ١٤:٦.
«قَدْ تَمَّ!»
٩ كَيْفَ نَجَحَ ٱلشَّيْطَانُ فِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ فِي سَحْقِ عَقِبِ «نَسْلِ» ٱمْرَأةِ ٱللّٰهِ؟
٩ لَمْ يَرُقْ كُلُّ مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ عَدُوَّ ٱللّٰهِ، ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ. لِذلِكَ حَاوَلَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا أَنْ يُسْكِتَ «نَسْلَ» ٱمْرَأَةِ ٱللّٰهِ، مُسْتَعِينًا بِٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ ٱلسِّيَاسِيِّ وَٱلدِّينِيِّ مِنْ ‹نَسْلِهِ›. فَكَانَ يَسُوعُ مِنْ وِلَادَتِهِ حَتَّى نِهَايَةِ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ هَدَفَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَعْوَانِهِ. وَفِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ، فِي رَبِيعِ سَنَةِ ٣٣ بم، حَانَ ٱلْوَقْتُ لِيُسَلَّمَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ إِلَى يَدِ عَدُوِّهِ كَيْ يَسْحَقَ عَقِبَهُ. (متى ٢٠:١٨، ١٩؛ لوقا ١٨:٣١-٣٣) وَتَكْشِفُ رِوَايَاتُ ٱلْأَنَاجِيلِ بِوُضُوحٍ كَيْفَ ٱسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ عَدَدًا مِنَ ٱلنَّاسِ، مِنْ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِيسِيِّينَ وَٱلرُّومَانِ، لِإِدَانَةِ يَسُوعَ وَٱلتَّسَبُّبِ بِمَوْتِهِ مِيتَةً أَلِيمَةً عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. — اعمال ٢:٢٢، ٢٣.
١٠ مَا أَهَمُّ إِنْجَازٍ تَمَّ بِمَوْتِ يَسُوعَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ؟
١٠ مَاذَا يَخْطُرُ فِي بَالِكَ حِينَ تَتَخَيَّلُ يَسُوعَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ يُعَانِي بِبُطْءٍ آلَامَ ٱلْمَوْتِ ٱلْمُبَرِّحَةَ؟ رُبَّمَا تَتَذَكَّرُ ٱلذَّبِيحَةَ ٱلْفِدَائِيَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا بِغَيْرِ أَنَانِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ. (متى ٢٠:٢٨؛ يوحنا ١٥:١٣) وَقَدْ تَعْظُمُ فِي عَيْنَيْكَ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا يَهْوَه بِتَزْوِيدِ هذِهِ ٱلذَّبِيحَةِ. (يوحنا ٣:١٦) وَرُبَّمَا تَشْعُرُ كَمَا شَعَرَ ٱلضَّابِطُ ٱلرُّومَانِيُّ ٱلَّذِي ٱنْدَفَعَ إِلَى ٱلْقَوْلِ: «حَقًّا كَانَ هٰذَا ٱبْنَ ٱللّٰهِ». (متى ٢٧:٥٤) إِنَّ كُلَّ هذِهِ ٱلْأَفْكَارِ فِي مَحَلِّهَا. وَلكِنْ لَا تَنْسَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْأَخِيرَةَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ: «قَدْ تَمَّ!». (يوحنا ١٩:٣٠) فَمَا ٱلَّذِي تَمَّ؟ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ تَمَّمَ أُمُورًا عَدِيدَةً بِحَيَاتِهِ وَمَوْتِهِ، وَلكِنْ أَلَمْ يَكُنِ ٱلْهَدَفُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ بَتَّ قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَه؟ أَوَلَمْ تَذْكُرِ ٱلنُّبُوَّاتُ أَنَّ يَسُوعَ، بِصِفَتِهِ ‹ٱلنَّسْلَ›، سَوْفَ يُمْتَحَنُ أَشَدَّ ٱمْتِحَانٍ عَلَى يَدِ ٱلشَّيْطَانِ بِهَدَفِ إِزَالَةِ كُلِّ ٱلتَّعْيِيرِ عَنِ ٱسْمِ يَهْوَه؟ (اشعيا ٥٣:٣-٧) وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ كَانَتْ ثَقِيلَةً، قَامَ بِهَا يَسُوعُ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ. فَيَا لَلْإِنْجَازِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي تَمَّ بِمَوْتِهِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ!
١١ مَاذَا سَيَفْعَلُ يَسُوعُ لِيُتَمِّمَ كَامِلًا ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْعَدْنِيَّةَ؟
١١ وَكَمُكَافَأَةٍ عَلَى أَمَانَةِ يَسُوعَ وَوَلَائِهِ، أَقَامَهُ ٱللّٰهُ لَا إِنْسَانًا مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ بَلْ «رُوحًا مُحْيِيًا». (١ كورنثوس ١٥:٤٥؛ ١ بطرس ٣:١٨) وَقَدْ وَعَدَ يَهْوَه ٱبْنَهُ ٱلْمُمَجَّدَ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ». (مزمور ١١٠:١) وَهؤُلَاءِ ‹ٱلْأَعْدَاءُ› يَشْمُلُونَ ٱلْمُجْرِمَ ٱلْأَكْبَرَ، ٱلشَّيْطَانَ، وَكُلَّ ٱلَّذِينَ يُشَكِّلُونَ جُزْءًا مِنْ ‹نَسْلِهِ›. وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ مَلِكُ مَلَكُوتِ يَهْوَه ٱلْمَسِيَّانِيِّ، فَسَيَأْخُذُ ٱلْقِيَادَةَ فِي إِبَادَةِ كُلِّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلْأَرْضِيِّ. (رؤيا ١٢:٧-٩؛ ١٩:١١-١٦؛ ٢٠:١-٣، ١٠) وَآنَذَاكَ سَتَتِمُّ كَامِلًا نُبُوَّةُ ٱلتَّكْوِينِ ٣:١٥، وَكَذلِكَ ٱلصَّلَاةُ ٱلَّتِي عَلَّمَهَا يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ قَائِلًا: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». — متى ٦:١٠؛ فيلبي ٢:٨-١١.
-