مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«انتظروني»‏
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • ‏«انتظروني»‏

      ‏«لذلك فانتظروني يقول (‏يهوه)‏.‏» —‏ صفنيا ٣:‏٨‏.‏

      ١ ايّ تحذير اعطاه النبي صفنيا،‏ وما هي اهمية ذلك للناس العائشين اليوم؟‏

      ‏«قريب يوم (‏يهوه)‏ العظيم.‏» اطلق النبي صفنيا هذه الصرخة التحذيرية في اواسط القرن السابع قبل الميلاد.‏ (‏صفنيا ١:‏١٤‏)‏ وقد تمَّت النبوة بعد اقل من ٤٠ او ٥٠ سنة حين اتى يوم تنفيذ احكام يهوه على اورشليم وعلى الامم التي تحدَّت سلطان يهوه بإساءة معاملة شعبه.‏ ولماذا ذلك مهم للناس العائشين في نهاية القرن الـ‍ ٢٠؟‏ نحن نعيش في وقت يقترب فيه بسرعة «يوم (‏يهوه)‏ العظيم» الاخير.‏ وكما في زمن صفنيا،‏ يوشك «حموّ غضب» يهوه ان ينفجر على النظير العصري لأورشليم —‏ العالم المسيحي —‏ وعلى جميع الامم التي تسيء معاملة شعب يهوه وتتحدّى سلطانه الكوني.‏ —‏ صفنيا ١:‏٤؛‏ ٢:‏٤،‏ ٨،‏ ١٢،‏ ١٣؛‏ ٣:‏٨؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      صفنيا —‏ شاهد شجاع

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ ماذا نعرف عن صفنيا،‏ وماذا يدل على انه كان شاهدا شجاعا ليهوه؟‏ (‏ب)‏ اية وقائع تمكِّننا من تحديد الزمان والمكان اللذين تنبأ فيهما صفنيا؟‏

      ٢ هنالك معلومات قليلة عن النبي صفنيا،‏ الذي يعني اسمه (‏بالعبرانية،‏ صفَنياه‏)‏ «يهوه قد ستر (‏كَنَزَ)‏.‏» ولكن،‏ بالتباين مع الانبياء الآخرين،‏ زوَّد صفنيا سلسلة نسبه حتى الجيل الرابع،‏ رجوعا الى «حزقيا.‏» (‏صفنيا ١:‏١‏؛‏ قارنوا اشعياء ١:‏١؛‏ ارميا ١:‏١؛‏ حزقيال ١:‏٣‏.‏)‏ ولأن هذا غير عادي يقول معظم المعلِّقين ان جدّ جدّه هو الملك الامين حزقيا.‏ وإذا كان الامر كذلك،‏ فعندئذ يكون صفنيا من السلالة الملكية،‏ وهذا يزيد اهمية ادانته القاسية لرؤساء يهوذا ويظهر انه كان شاهدا ونبيا ليهوه شجاعا.‏ ومعرفته الدقيقة لطپوغرافية اورشليم ولما كان يجري في البلاط الملكي تقترح انه ربما نادى بأحكام يهوه في العاصمة نفسها.‏ —‏ انظروا صفنيا ١:‏٨-‏١١‏،‏ حواشي ع‌ج‏.‏

      ٣ ومن الجدير بالملاحظة انه،‏ في حين نادى صفنيا بالاحكام الالهية على «رؤساء» يهوذا المدنيين (‏النبلاء،‏ او رؤساء الاسباط)‏ و«بني الملك،‏» لم يذكر قط الملك نفسه في نقده.‏a (‏صفنيا ١:‏٨؛‏ ٣:‏٣‏)‏ ويقترح ذلك ان الملك الفتى يوشيا كان قد اظهر ميلا الى العبادة النقية،‏ مع انه،‏ نظرا الى الوضع الذي شجبه صفنيا،‏ لم يكن بعدُ على ما يتضح قد بدأ اصلاحه الديني.‏ ويقترح كل ذلك ان صفنيا تنبأ في يهوذا خلال السنوات الباكرة ليوشيا،‏ الذي ملك من سنة ٦٥٩ الى سنة ٦٢٩ ق‌م.‏ وتنبؤ صفنيا المؤثر زاد دون شك ادراك يوشيا الشاب للصنمية،‏ العنف،‏ والفساد،‏ التي كانت سائدة في يهوذا في ذلك الوقت،‏ وشجَّع على حملته اللاحقة ضد الصنمية.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٣٤:‏١-‏٣‏.‏

      اسباب لحموّ غضب يهوه

      ٤ بأية كلمات عبَّر يهوه عن غضبه على يهوذا وأورشليم؟‏

      ٤ كانت لدى يهوه اسباب وجيهة ليغضب على قادة وسكان يهوذا وعاصمتها اورشليم.‏ ذكر بواسطة نبيِّه صفنيا:‏ «أمدّ يدي على يهوذا وعلى كل سكان اورشليم وأقطع من هذا المكان بقية البعل اسم الكماريم مع الكهنة والساجدين على السطوح لجند السماء والساجدين الحالفين (‏بيهوه)‏ والحالفين بملكوم.‏» —‏ صفنيا ١:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ماذا كان الوضع الديني في يهوذا في زمن صفنيا؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت حالة قادة يهوذا المدنيين وأتباعهم؟‏

      ٥ كانت يهوذا ملوَّثة بشعائر الخصب الشائنة لعبادة البعل،‏ التنجيم الابليسي،‏ وعبادة الاله الوثني ملكوم.‏ وإذا كان ملكوم هو مولك نفسه،‏ كما يقترح البعض،‏ فعندئذ تكون عبادة يهوذا الباطلة قد شملت الممارسة البغيضة لتقديم الاولاد ذبيحة.‏ وممارسات دينية كهذه كانت رجسة في عيني يهوه.‏ (‏١ ملوك ١١:‏٥،‏ ٧؛‏ ١٤:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ٢ ملوك ١٧:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وقد زادوا من غضبه عليهم لأن عبَدة الاصنام هؤلاء كانوا لا يزالون يحلفون باسم يهوه.‏ ولم يكن ليحتمل بعد الآن نجاسة دينية كهذه وكان سيهلك عبَدة الاصنام والكهنة المرتدّين على السواء.‏

      ٦ وعلاوة على ذلك،‏ كان قادة يهوذا المدنيون فاسدين.‏ ورؤساؤها كانوا ‹كأسود زائرة› ضارية،‏ وقضاتها مثل «ذئاب» شرهة.‏ (‏صفنيا ٣:‏٣‏)‏ وكان أتباعهم متَّهمين بأنهم «يملأون بيت سيدهم ظلما وغشا.‏» (‏صفنيا ١:‏٩‏)‏ وكانت المادية متفشِّية.‏ وقد استغل كثيرون الوضع لتجميع ثروة.‏ —‏ صفنيا ١:‏١٣‏.‏

      شكوك في يوم يهوه

      ٧ قبل كم من الوقت من «يوم (‏يهوه)‏ العظيم» تنبأ صفنيا،‏ وماذا كانت الحالة الروحية لكثيرين من اليهود؟‏

      ٧ كما رأينا سابقا،‏ ان الوضع الديني السائد في زمن صفنيا والذي كان يهدِّد بكارثة يدل على انه انجز عمله كشاهد ونبي قبل ان يبدأ الملك يوشيا حملته ضد الصنمية نحو سنة ٦٤٨ ق‌م.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٤:‏٤،‏ ٥‏)‏ فمن المرجح ان صفنيا تنبأ قبل ٤٠ سنة على الاقل من اتيان «يوم (‏يهوه)‏ العظيم» على مملكة يهوذا.‏ وفي هذه الفترة اضمر يهود كثيرون الشكوك و‹ارتدّوا› عن خدمة يهوه،‏ وصاروا لامبالين.‏ ويتحدث صفنيا عن اولئك الذين «لم يطلبوا الرب ولا سألوا عنه.‏» (‏صفنيا ١:‏٦‏)‏ ومن الواضح ان الافراد في يهوذا كانوا عديمي الاكتراث،‏ غير مهتمين باللّٰه.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ لماذا كان يهوه سيفتقد «الرجال الجامدين على درديِّهم»؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقتين كان يهوه سيعاقب سكان يهوذا وقادتها المدنيين والدينيين؟‏

      ٨ اعلن يهوه قصده ان يفتقد الذين يدَّعون انهم شعبه.‏ وبين الذين يدَّعون انهم عبَّاده،‏ كان سيطلب الذين يخفون في قلوبهم الشكوك في مقدرته او عزمه على التدخل في شؤون البشر.‏ ذكر:‏ «يكون في ذلك الوقت أني افتش اورشليم بالسرج وأعاقب الرجال الجامدين على درديِّهم القائلين في قلوبهم إن الرب لا يحسن ولا يسيء.‏» (‏صفنيا ١:‏١٢‏)‏ وعبارة «الرجال الجامدين على درديِّهم» (‏اشارة الى صنع الخمر)‏ تشير الى الذين كانوا ينعمون بالاستقرار،‏ كدرديّ في قعر خابية،‏ والذين لا يريدون ان يزعجهم ايّ اعلان للتدخل الالهي الوشيك في شؤون الجنس البشري.‏

      ٩ كان يهوه سيعاقب سكان يهوذا وأورشليم وكهنتهم الذين خلطوا عبادته بالوثنية.‏ وإذا كانوا يشعرون بالامن،‏ كما لو انهم في ستر الليل داخل اسوار اورشليم،‏ فسيبحث عنهم كما بسرج ساطعة تنفذ الى الظلمة الروحية التي كانوا يحتمون بها.‏ وكان سيزعزع لامبالاتهم الدينية،‏ اولا برسائل تحتوي على احكام مرعبة،‏ ثم بتنفيذ هذه الاحكام.‏

      ‏«قريب يوم (‏يهوه)‏ العظيم»‏

      ١٠ كيف وصف صفنيا «يوم (‏يهوه)‏ العظيم»؟‏

      ١٠ اوحى يهوه الى صفنيا بأن ينادي:‏ «قريب يوم (‏يهوه)‏ العظيم قريب وسريع جدا.‏ صوت يوم (‏يهوه مُرّ)‏.‏» (‏صفنيا ١:‏١٤‏)‏ حقا،‏ كانت تكمن ايام مرّة امام كل شخص —‏ الكهنة،‏ الرؤساء،‏ والشعب —‏ يرفض الاصغاء الى التحذير والعودة الى العبادة النقية.‏ وتتابع النبوة واصفة يوم تنفيذ الدينونة هذا:‏ «ذلك اليوم يوم سخط يوم ضيق وشدة يوم خراب ودمار يوم ظلام وقتام يوم سحاب وضباب يوم بوق وهتاف على المدن المحصَّنة وعلى الشرف الرفيعة.‏» —‏ صفنيا ١:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ اية رسالة دينونة أُعلنت على اورشليم؟‏ (‏ب)‏ هل كان الازدهار المادي سينقذ اليهود؟‏

      ١١ بعد عقود قليلة كانت جيوش بابل ستجتاح يهوذا.‏ ولم تكن اورشليم لتنجو.‏ وكان سيُدمَّر القسم السكني والقسم التجاري.‏ «يكون في ذلك اليوم يقول الرب صوت صراخ من باب السمك وولولة من القسم الثاني وكسر عظيم من الآكام.‏ ولولوا يا سكان مكتيش [قسم من اورشليم] لأن كل شعب كنعان باد.‏ انقطع كل الحاملين الفضة.‏» —‏ صفنيا ١:‏١٠،‏ ١١‏،‏ حاشية ع‌ج‏.‏

      ١٢ اذ رفض يهود كثيرون ان يصدِّقوا ان يوم يهوه قريب،‏ انهمكوا الى حد بعيد في مشاريع تجارية مربحة.‏ ولكنَّ يهوه،‏ بواسطة نبيِّه الامين صفنيا،‏ انبأ بأن ثروتهم كانت ستصير «غنيمة وبيوتهم خرابا.‏» ولم يكونوا ليشربوا الخمر التي انتجوها،‏ و «لا فضتهم ولا ذهبهم [كان] يستطيع انقاذهم في يوم غضب الرب.‏» —‏ صفنيا ١:‏١٣،‏ ١٨‏.‏

      ادانة امم اخرى

      ١٣ اية رسالة دينونة اعلنها صفنيا على موآب،‏ عمون،‏ وأشور؟‏

      ١٣ وعبَّر يهوه ايضا بواسطة نبيِّه صفنيا عن غضبه على الامم التي اساءت معاملة شعبه.‏ اعلن:‏ «قد سمعت تعيير موآب وتجاديف بني عمون التي بها عيَّروا شعبي وتعظَّموا على تخمهم.‏ فلذلك حي انا يقول (‏يهوه)‏ الجنود اله اسرائيل إن موآب تكون كسدوم وبنو عمون كعمورة مِلْك القَرِيص وحفرة ملح وخرابا الى الابد.‏ .‏ .‏ .‏ ويمدّ يده على الشمال ويبيد اشور ويجعل نينوى خرابا يابسة كالقفر.‏» —‏ صفنيا ٢:‏٨،‏ ٩،‏ ١٣‏.‏

      ١٤ ايّ دليل هنالك على ان الامم الاجنبية ‹تعظَّمت› على الاسرائيليين وإلههم،‏ يهوه؟‏

      ١٤ كان موآب وعمون عدوَّي اسرائيل منذ زمن طويل.‏ (‏قارنوا قضاة ٣:‏١٢-‏١٤‏.‏)‏ ويحمل الحجر الموآبي،‏ في متحف اللوڤر في پاريس،‏ نقشا يحتوي على نص متبجِّح كتبه الملك الموآبي ميشع.‏ وهو يروي بتفاخر استيلاءه على عدة مدن اسرائيلية بمساعدة الهه كموش.‏ (‏٢ ملوك ١:‏١‏)‏ وتحدَّث ارميا،‏ من معاصري صفنيا،‏ عن احتلال العمونيين مقاطعة جاد الاسرائيلية باسم الههم ملكوم.‏ (‏ارميا ٤٩:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ أما بالنسبة الى اشور،‏ فقد حاصر الملك شلمنأسر الخامس السامرة واستولى عليها قبل نحو قرن من ايام صفنيا.‏ (‏٢ ملوك ١٧:‏١-‏٦‏)‏ وبعد فترة قصيرة هاجم الملك سنحاريب يهوذا،‏ واستولى على العديد من مدنها المحصَّنة،‏ حتى انه هدَّد اورشليم.‏ (‏اشعياء ٣٦:‏١،‏ ٢‏)‏ وقد تعظَّم فعلا الناطق بلسان ملك اشور على يهوه عندما طلب من اورشليم الاستسلام.‏ —‏ اشعياء ٣٦:‏٤-‏٢٠‏.‏

      ١٥ كيف كان يهوه سيذلّ آلهة الامم التي تعظَّمت على شعبه؟‏

      ١٥ يذكر المزمور ٨٣ عددا من الامم،‏ بما فيها موآب،‏ عمون،‏ وأشور،‏ التي تعظَّمت على اسرائيل وذكرت بتفاخر:‏ «هلمَّ نُبِدهم من بين الشعوب ولا يُذكر اسم اسرائيل بعد.‏» (‏مزمور ٨٣:‏٤‏)‏ وأعلن النبي صفنيا بشجاعة ان يهوه الجنود سيذلّ جميع هذه الامم المتشامخة وآلهتها.‏ «هذا لهم عوض تكبُّرهم لأنهم عيَّروا وتعظَّموا على شعب (‏يهوه)‏ الجنود.‏ الرب مخيف اليهم لأنه يهزل جميع آلهة الارض فسيسجد له الناس كل واحد من مكانه كل جزائر الامم.‏» —‏ صفنيا ٢:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ‏‹انتظروا›‏

      ١٦ (‏أ)‏ لمَن كان اقتراب يوم يهوه مصدر فرح،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر مثير أُعطي لهذه البقية الامينة؟‏

      ١٦ في حين ان النعاس الروحي،‏ الشك،‏ الصنمية،‏ الفساد،‏ والمادية كانت سائدة بين قادة يهوذا وأورشليم وكثيرين من سكانهما،‏ اصغى كما يظهر بعض اليهود الامناء الى نبوات صفنيا التحذيرية.‏ فكانت تحزنهم الممارسات البغيضة لرؤساء يهوذا،‏ قضاتها،‏ وكهنتها.‏ وكانت اعلانات صفنيا مصدر تعزية لأولئك الاولياء.‏ وبدلا من ان يكون اقتراب يوم يهوه سببا للكرب،‏ كان مصدر فرح لهم لأنه كان سيضع حدًّا لمثل هذه الممارسات الكريهة.‏ وقد اصغت هذه البقية الامينة الى امر يهوه المثير:‏ «لذلك فانتظروني يقول الرب الى يوم اقوم الى السلب لأن حكمي هو بجمع الامم وحشر الممالك لأصبّ عليهم سخطي كل حموّ غضبي.‏» —‏ صفنيا ٣:‏٨‏.‏

      ١٧ متى وكيف ابتدأت رسائل الدينونة التي اعلنها صفنيا تتمّ في الامم؟‏

      ١٧ ان الذين اصغوا الى ذلك التحذير لم يفاجأوا.‏ وعاش كثيرون ليروا اتمام نبوة صفنيا.‏ وفي سنة ٦٣٢ ق‌م استولى اتحاد مؤلف من البابليين،‏ الماديِّين،‏ وحشود من الشمال،‏ على الارجح السكيثيين،‏ على نينوى ودمَّرها.‏ يروي المؤرخ ويل ديورانت:‏ «قام جيش من البابليين بقيادة نبوبولاسَّر وبالتحالف مع جيش من الماديِّين بقيادة سياخار وحشد من السكيثيين من القوقاز،‏ بالاستيلاء على القلاع الشمالية بسهولة وسرعة مذهلتَين.‏ .‏ .‏ .‏ في ضربة واحدة اختفت اشور من التاريخ.‏» وهذا تماما ما تنبأ به صفنيا.‏ —‏ صفنيا ٢:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ كيف نُفِّذ الحكم الالهي في اورشليم،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ كيف تمَّت نبوة صفنيا المتعلقة بموآب وعمون؟‏

      ١٨ عاش ايضا يهود كثيرون ممن انتظروا يهوه ليروا احكامه تُنفَّذ في يهوذا وأورشليم.‏ وفي ما يتعلق بأورشليم تنبأ صفنيا:‏ «ويل للمتمردة المنجسة المدينة الجائرة.‏ لم تسمع الصوت.‏ لم تقبل التأديب.‏ لم تتَّكل على (‏يهوه)‏.‏ لم تتقرَّب الى الهها.‏» (‏صفنيا ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وبسبب عدم امانتها،‏ حاصر البابليون اورشليم مرتين وأخيرا استولوا عليها ودمَّروها سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏٥،‏ ٦،‏ ١١-‏٢١‏)‏ أما بالنسبة الى موآب وعمون،‏ بحسب المؤرخ اليهودي يوسيفوس،‏ فقد شنَّ البابليون حربا عليهما في السنة الخامسة بعد سقوط اورشليم وانتصروا عليهما.‏ وبعد ذلك غابتا عن الوجود كما ذكرت النبوة.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ كيف كافأ يهوه الذين انتظروه؟‏ (‏ب)‏ لماذا تهمّنا هذه الحوادث،‏ وفيمَ سنتأمل في المقالة التالية؟‏

      ١٩ كان اتمام هذه التفاصيل وغيرها من نبوة صفنيا اختبارا مقويا لايمان اليهود وغير اليهود الذين انتظروا يهوه.‏ وبين الذين نجوا من الدمار الذي اصاب يهوذا وأورشليم كان ارميا،‏ عبد ملك الكوشي،‏ وبيت يوناداب،‏ الركابيون.‏ (‏ارميا ٣٥:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٣٩:‏١١،‏ ١٢،‏ ١٦-‏١٨‏)‏ واليهود الامناء الذين في السبي وذريتهم،‏ الذين استمروا في انتظار يهوه،‏ صاروا جزءا من البقية السعيدة التي تحرَّرت من بابل سنة ٥٣٧ ق‌م ورجعت الى يهوذا لإعادة تأسيس العبادة النقية.‏ —‏ عزرا ٢:‏١؛‏ صفنيا ٣:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٢٠‏.‏

      ٢٠ فماذا يعني كل ذلك لوقتنا؟‏ ان الوضع في ايام صفنيا يماثل بطرائق عديدة الامور البغيضة التي تحدث اليوم في العالم المسيحي.‏ وعلاوة على ذلك،‏ تشبه مواقف اليهود المختلفة في تلك الاوقات المواقف التي يمكن ان توجد اليوم،‏ حتى بين شعب يهوه احيانا.‏ وهذه هي الامور التي سنتأمل فيها في المقالة التالية.‏

  • ‏«لا ترتخِ يداك»‏
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • ‏«لا ترتخِ يداك»‏

      ‏«لا ترتخِ يداك.‏ الرب الهك في وسطك جبار.‏ يخلِّص.‏» —‏ صفنيا ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ١ ماذا ذكر عالِم للكتاب المقدس عن نبوة صفنيا؟‏

      امتدت نبوة صفنيا الى ابعد من اتمامها الاول في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد.‏ كتب الپروفسور ك.‏ ف.‏ كايل في تعليقه على صفنيا:‏ «ان نبوة صفنيا .‏ .‏ .‏ لا تُستهَلّ فقط بإعلان حكم شامل على العالم بأسره،‏ منه ينشأ الحكم الذي يصدر على يهوذا بسبب خطاياها،‏ وعلى امم العالم بسبب عدائها لشعب يهوه؛‏ بل تتحدث عموما عن يوم يهوه العظيم والمخوف.‏»‏

      ٢ اية تناظرات هنالك بين الاحوال في ايام صفنيا والوضع في العالم المسيحي اليوم؟‏

      ٢ واليوم،‏ حكْم يهوه هو بجمع الامم للهلاك على نطاق اوسع بكثير مما في ايام صفنيا.‏ (‏صفنيا ٣:‏٨‏)‏ وتلك الامم التي تدَّعي المسيحية ملومة خصوصا في نظر اللّٰه.‏ وكما دفعت اورشليم غاليا ثمن خيانتها يهوه،‏ كذلك لا بد ان يتحمّل العالم المسيحي امام اللّٰه مسؤولية مسلكه الشائن.‏ والاحكام الالهية التي أُعلنت على يهوذا وأورشليم في ايام صفنيا تنطبق بشكل اقوى ايضا على كنائس وطوائف العالم المسيحي.‏ فقد لوَّثت هي ايضا العبادة النقية بعقائدها التي تهين اللّٰه،‏ والتي يرجع الكثير منها الى اصل وثني.‏ وقد قدّمت ابناءها الاصحاء بالملايين على مذبح الحرب العصري.‏ وفضلا عن ذلك،‏ فإن الساكنين في ما هو مرموز اليه بأورشليم يخلطون مسيحيتهم المزعومة بالتنجيم،‏ الممارسات الارواحية،‏ والفساد الادبي الجنسي المحقِّر،‏ الذي يذكِّر بعبادة البعل.‏ —‏ صفنيا ١:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ٣ ماذا يمكن ان يقال عن كثيرين من القادة الدنيويين والحكومات السياسية اليوم،‏ وبمَ تنبأ صفنيا؟‏

      ٣ يحب كثيرون من قادة العالم المسيحي السياسيين ان يكونوا اعضاء بارزين في الكنيسة.‏ ولكن ‹كرؤساء› يهوذا،‏ يستغلّ عدد منهم الناس ‹كأسود زائرة› و«ذئاب» شرهة.‏ (‏صفنيا ٣:‏١-‏٣‏)‏ والأتباع السياسيون لمثل هؤلاء «يملأون بيت سيدهم ظلما وغشا.‏» (‏صفنيا ١:‏٩‏)‏ والارتشاء والفساد سائدان.‏ أما الحكومات السياسية داخل العالم المسيحي وخارجه،‏ ‹فيتعظَّم› عدد متزايد منها على شعب يهوه الجنود،‏ شهوده،‏ معاملة اياهم ‹كشيعة› محتقَرة.‏ (‏صفنيا ٢:‏٨؛‏ اعمال ٢٤:‏٥،‏ ١٤‏)‏ وفي ما يتعلق بمثل هؤلاء القادة السياسيين وأتباعهم جميعا،‏ تنبأ صفنيا:‏ «لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع انقاذهم في يوم غضب الرب بل بنار غيرته تؤكل الارض كلها.‏ لأنه يصنع فناء باغتا لكل سكان الارض.‏» —‏ صفنيا ١:‏١٨‏.‏

      ‏«تُسترون في يوم سخط الرب»‏

      ٤ ماذا يظهر انه سيكون هنالك ناجون من يوم يهوه العظيم،‏ ولكن ماذا يجب ان يفعلوا؟‏

      ٤ لم يفنَ جميع سكان يهوذا في القرن السابع قبل الميلاد.‏ وبشكل مماثل،‏ سيكون هنالك ناجون من يوم يهوه العظيم.‏ ولمثل هؤلاء ذكر يهوه بواسطة نبيِّه صفنيا:‏ «قبل ولادة القضاء.‏ كالعصافة عبَر اليوم.‏ قبل ان يأتي عليكم حموّ غضب الرب قبل ان يأتي عليكم يوم سخط الرب.‏ اطلبوا الرب يا جميع بائسي الارض الذين فعلوا حكمه.‏ اطلبوا البر.‏ اطلبوا التواضع.‏ لعلكم تُسترون في يوم سخط الرب.‏» —‏ صفنيا ٢:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ٥ في وقت النهاية هذا،‏ مَن كانوا اول مَن اصغوا الى تحذير صفنيا،‏ وكيف استخدمهم يهوه؟‏

      ٥ في وقت نهاية هذا العالم،‏ كانت بقية الاسرائيليين الروحيين،‏ المسيحيين الممسوحين،‏ اول مَن اصغوا الى الدعوة النبوية.‏ (‏رومية ٢:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ٩:‏٦؛‏ غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وإذ طلبوا البر والتواضع وأظهروا الاحترام لأحكام يهوه،‏ جرى انقاذهم من بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ وردُّهم الى الرضى الالهي سنة ١٩١٩.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ وخصوصا منذ سنة ١٩٢٢،‏ تنادي هذه البقية الامينة دون خوف بأحكام يهوه على كنائس وطوائف العالم المسيحي وعلى الامم السياسية.‏

      ٦ (‏أ)‏ بمَ تنبأ صفنيا عن البقية الامينة؟‏ (‏ب)‏ كيف تمَّت هذه النبوة؟‏

      ٦ وعن هذه البقية الامينة تنبأ صفنيا:‏ «أُبقي في وسطك شعبا بائسا ومسكينا فيتوكَّلون على اسم (‏يهوه)‏.‏ بقية اسرائيل لا يفعلون اثما ولا يتكلمون بالكذب ولا يوجد في افواههم لسان غش لأنهم يرعون ويربضون ولا مخيف.‏» (‏صفنيا ٣:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وقد ابقى هؤلاء المسيحيون الممسوحون دائما اسم يهوه في الطليعة،‏ ولكنهم فعلوا ذلك خصوصا منذ سنة ١٩٣١ حين تبنوا الاسم شهود يهوه.‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٠-‏١٢‏)‏ وبإبراز قضية سلطان يهوه،‏ اكرموا الاسم الالهي،‏ وتبرهن ان ذلك ملجأ لهم.‏ (‏امثال ١٨:‏١٠‏)‏ وقد زوّدهم يهوه بالطعام الروحي بوفرة،‏ وهم يسكنون دون خوف في فردوس روحي.‏ —‏ صفنيا ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ‏‹اسم وتسبيحة في الشعوب كلها›‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ اية نبوة اخرى تمَّت في بقية اسرائيل الروحي؟‏ (‏ب)‏ ماذا صار ملايين الناس يدركون،‏ وما هي مشاعركم الخاصة في هذا الخصوص؟‏

      ٧ ان تعلُّق البقية الشديد باسم يهوه وبالمبادئ البارة لكلمته لم يمرَّ دون ان يُلاحظ.‏ فقد رأى الناس المخلصون الفرق بين سلوك البقية وفساد ورياء القادة السياسيين والدينيين لهذا العالم.‏ وقد بارك يهوه «بقية اسرائيل» الروحي.‏ وشرَّفهم بامتياز حمل اسمه،‏ وجعل لهم صيتا حسنا بين شعوب الارض.‏ وذلك كما تنبأ صفنيا:‏ «في الوقت الذي فيه آتي بكم وفي وقت جمعي اياكم.‏ لأني اصيِّركم اسما وتسبيحة في شعوب الارض كلها حين اردّ مسبييكم قدام اعينكم قال الرب.‏» —‏ صفنيا ٣:‏٢٠‏.‏

      ٨ منذ سنة ١٩٣٥ صار حرفيا ملايين الناس يدركون ان بركة يهوه هي على البقية.‏ وهم يتبعون بسرور هؤلاء اليهود،‏ او الاسرائيليين،‏ الروحيين قائلين:‏ «نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم.‏» (‏زكريا ٨:‏٢٣‏)‏ وهؤلاء ‹الخراف الاخر› يرون في البقية الممسوحة «العبدَ الامين الحكيم،‏» الذي اقامه المسيح «على جميع امواله» الارضية.‏ وهم يتناولون بشكر الطعام الروحي الذي يعدّه صف العبد «في حينه.‏» —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

      ٩ اية «لغة» يتعلَّم التكلُّم بها ملايين الناس وفي ايّ عمل عظيم يخدم الخراف الاخر «كتفا الى كتف» مع البقية الممسوحة؟‏

      ٩ الى جانب البقية،‏ يتعلَّم هؤلاء الملايين من الخراف الاخر ان يحيوا ويتكلَّموا انسجاما مع ‹اللغة النقية.‏›‏a تنبأ يهوه بواسطة صفنيا:‏ ‏«حينئذ احوِّل الشعوب الى لغة نقية ليدعوا كلهم باسم يهوه ليخدموه كتفا الى كتف.‏» (‏صفنيا ٣:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ نعم،‏ يخدم الخراف الاخر يهوه باتِّحاد «كتفا الى كتف» مع الاعضاء الممسوحين من «القطيع الصغير» في العمل الملحّ للكرازة «ببشارة الملكوت هذه .‏ .‏ .‏ شهادة لجميع الامم.‏» —‏ لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ‏‹سيأتي يوم يهوه›‏

      ١٠ بمَ كانت البقية الممسوحة مقتنعة دائما،‏ وأيّ شيء سيعيشون،‏ كصفّ،‏ ليروه؟‏

      ١٠ تتذكَّر البقية الممسوحة باستمرار عبارة الرسول بطرس الموحى بها:‏ «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة.‏ ولكن سيأتي كلص في الليل يوم (‏يهوه)‏.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وأعضاء صف العبد الامين لا تخالجهم ابدا اية شكوك في اتيان يوم يهوه في زمننا.‏ وهذا اليوم العظيم سيُستهَلّ بتنفيذ احكام اللّٰه في العالم المسيحي،‏ المرموز اليه بأورشليم،‏ وفي باقي بابل العظيمة.‏ —‏ صفنيا ١:‏٢-‏٤؛‏ رؤيا ١٧:‏١،‏ ٥؛‏ ١٩:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ اية ناحية اخرى من نبوة صفنيا تمَّت في البقية؟‏ (‏ب)‏ كيف تصغي البقية الممسوحة الى الامر،‏ «لا ترتخِ يداك»؟‏

      ١١ تفرح البقية الامينة بانقاذها سنة ١٩١٩ من الاسر الروحي في بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ وقد اختبروا اتمام نبوة صفنيا:‏ «ترنَّمي يا ابنة صهيون اهتفْ يا اسرائيل افرحي وابتهجي بكل قلبك يا ابنة اورشليم.‏ قد نزع الرب الاقضية عليك ازال عدوَّك.‏ ملِك اسرائيل (‏يهوه)‏ في وسطك.‏ لا تنظرين بعد شرا.‏ في ذلك اليوم يقال لأورشليم لا تخافي يا صهيون لا ترتخِ يداك.‏ (‏يهوه)‏ الهك في وسطك جبار.‏ يخلِّص.‏» —‏ صفنيا ٣:‏١٤-‏١٧‏.‏

      ١٢ ان الاقتناع والدليل الوافر على ان يهوه في وسطهم يدفعان البقية الممسوحة الى التقدم دون خوف في اتمام تفويضهم الالهي.‏ فهم يكرزون ببشارة الملكوت ويعلنون احكام يهوه على العالم المسيحي،‏ باقي بابل العظيمة،‏ وكامل نظام اشياء الشيطان الشرير.‏ وعلى مر العقود منذ سنة ١٩١٩،‏ رغم كل الصعوبات،‏ يطيعون الامر الالهي:‏ «لا تخافي يا صهيون لا ترتخِ يداك.‏» وهم لم يرخوا يدهم في توزيع بلايين النشرات،‏ المجلات،‏ الكتب،‏ والكراريس التي تعلن ملكوت يهوه.‏ وكانوا مثالا يضرم الايمان للخراف الاخر الذين،‏ منذ سنة ١٩٣٥،‏ يتدفقون الى جانبهم.‏

      ‏«لا ترتخِ يداك»‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ لماذا ارتدّ بعض اليهود عن خدمة يهوه،‏ وكيف صار ذلك ظاهرا؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر من غير الحكمة ان نفعله،‏ وفي ايّ عمل ينبغي ألّا ندع يدَينا ترتخيان؟‏

      ١٣ فيما ‹ننتظر› يوم يهوه العظيم،‏ كيف يمكننا ان نستمد المساعدة العملية من نبوة صفنيا؟‏ اولا،‏ ينبغي ان نحترس لئلا نصير كاليهود في ايام صفنيا الذين ارتدّوا عن اتِّباع يهوه لأنهم شكّوا في اقتراب يوم يهوه.‏ ومثل هؤلاء اليهود لم يعبِّروا بالضرورة عن شكوكهم علنا،‏ ولكنَّ تصرفهم كشف انهم فعلا لم يؤمنوا بأن يوم يهوه العظيم كان قريبا.‏ لقد ركَّزوا على تجميع الثروة عوضا عن انتظار يهوه.‏ —‏ صفنيا ١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ٣:‏٨‏.‏

      ١٤ والآن ليس الوقت لنسمح للشكوك بأن تتأصل في قلوبنا.‏ ومن غير الحكمة ان نؤخِّر في عقولنا او قلوبنا اتيان يوم يهوه.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١-‏٤،‏ ١٠‏)‏ وينبغي ان نتجنَّب الارتدادَ عن اتِّباع يهوه او ‹جعلَ يدَينا ترتخيان› في خدمته.‏ ويشمل ذلك عدم ‹العمل بيد رخوة› في كرازتنا «بالبشارة.‏» —‏ امثال ١٠:‏٤؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏.‏

      محاربة اللامبالاة

      ١٥ ماذا يمكن ان يجعلنا نرخي يدنا في خدمة يهوه،‏ وكيف أُنبئ بهذه المشكلة في نبوة صفنيا؟‏

      ١٥ ثانيا،‏ ينبغي ان نحترز من التأثيرات المضعفة للامبالاة.‏ ففي بلدان غربية كثيرة يمكن ان يصير عدم الاهتمام بالامور الروحية سببا للتثبُّط بين بعض الكارزين بالبشارة.‏ ومثل هذه اللامبالاة وُجدت في ايام صفنيا.‏ ذكر يهوه بواسطة نبيِّه:‏ «اعاقب الرجال .‏ .‏ .‏ القائلين في قلوبهم إن الرب لا يحسن ولا يسيء.‏» (‏صفنيا ١:‏١٢‏)‏ وإذ كتب أ.‏ ب.‏ دايڤدسن عن هذا المقطع في كتاب كَيمبريدج المقدس للمدارس والجامعات،‏ ذكر انه يشير الى الناس الذين «انحدروا الى اللامبالاة العديمة الحس او حتى الى الشك في ايّ تدخُّل لسلطة اعلى في شؤون الجنس البشري.‏»‏

      ١٦ اية حالة عقلية توجد بين كثيرين من اعضاء كنائس العالم المسيحي،‏ ولكن ايّ تشجيع يقدِّمه لنا يهوه؟‏

      ١٦ واللامبالاة هي الموقف السائد اليوم في انحاء كثيرة من الارض،‏ وخصوصا في الدول الاغنى.‏ وحتى اعضاء كنائس العالم المسيحي لا يؤمنون بأن يهوه اللّٰه سيتدخَّل في شؤون البشر في ايامنا.‏ وهم يتجاهلون جهودنا لإيصال بشارة الملكوت اليهم إما بابتسامة تعرب عن الشك وإما بجواب مختصر،‏ «انا لست مهتما!‏» وفي هذه الظروف،‏ يمكن ان تكون المثابرة على عمل الشهادة تحدِّيا حقيقيا.‏ وهي تمتحن احتمالنا.‏ لكنَّ يهوه يقوّي شعبه الامين بواسطة نبوة صفنيا قائلا:‏ «لا ترتخِ يداك.‏ (‏يهوه)‏ الهك في وسطك جبار.‏ يخلِّص.‏ يبتهج بك فرحا.‏ يسكت في محبته.‏ يبتهج بك بترنُّم.‏» —‏ صفنيا ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ١٧ ايّ مثال جيد ينبغي ان يتبعه الاشخاص الآتون حديثا بين الخراف الاخر،‏ وكيف؟‏

      ١٧ ان قيام البقية،‏ وكذلك الاشخاص الاكبر سنًّا بين الخراف الاخر،‏ بعمل تجميع هائل في هذه الايام الاخيرة هو من وقائع التاريخ العصري لشعب يهوه.‏ فقد اظهر جميع هؤلاء المسيحيين الامناء الاحتمال على مر العقود.‏ ولم يسمحوا للامبالاة من جهة الغالبية في العالم المسيحي بأن تثبِّطهم.‏ فلا يتثبط الاشخاص الآتون حديثا بين الخراف الاخر من جراء اللامبالاة بالامور الروحية السائدة الى حد بعيد اليوم في بلدان عديدة.‏ ولا يسمحوا بأن ‹ترتخي ايديهم.‏› وَلْينتهزوا كل فرصة لتقديم برج المراقبة،‏ استيقظ!‏،‏ والمطبوعات الجيدة الاخرى المصمَّمة خصوصا لمساعدة المشبَّهين بالخراف على تعلُّم الحق عن يوم يهوه والبركات التي ستتبعه.‏

      الى الامام فيما ننتظر اليوم العظيم!‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ ايّ تشجيع على الاحتمال نجده في متى ٢٤:‏١٣ واشعياء ٣٥:‏٣،‏ ٤‏؟‏ (‏ب)‏ كيف سنُبارَك اذا تقدَّمنا باتِّحاد في خدمة يهوه؟‏

      ١٨ ذكر يسوع:‏ «الذي (‏يحتمل)‏ الى المنتهى فهذا يخلص.‏» (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ فلا مكان ‹للايادي المسترخية› او «الركب المرتعشة» فيما ننتظر يوم يهوه العظيم!‏ (‏اشعياء ٣٥:‏٣،‏ ٤‏)‏ تذكر نبوة صفنيا عن يهوه مؤكدة من جديد انه «جبار.‏ يخلِّص.‏» (‏صفنيا ٣:‏١٧‏)‏ نعم،‏ سينقذ يهوه ‹الجمع الكثير› عبر المرحلة الاخيرة من «الضيقة العظيمة» حين يأمر ابنَه بأن يحطِّم الامم السياسية التي ‹تعظَّمت› على شعبه.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤؛‏ صفنيا ٢:‏١٠،‏ ١١؛‏ مزمور ٢:‏٧-‏٩‏.‏

      ١٩ واذ يقترب يوم يهوه العظيم،‏ فلنتقدَّم بغيرة،‏ خادمينه «كتفا الى كتف»!‏ (‏صفنيا ٣:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبذلك نكون نحن وآخرون لا يحصى لهم عدد في وضع يمكِّننا من ان ‹نُستر في يوم سخط الرب› ونشهد تقديس اسمه القدوس.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة