-
هوذا خادم يهوه الذي رضي عنه!برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
هُوَذَا خَادِمُ يَهْوَه ٱلَّذِي رَضِيَ عَنْهُ!
«هُوَذَا خَادِمِي . . . ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيَتْ نَفْسِي!». — اش ٤٢:١.
١ مَاذَا يَحْسُنُ بِشَعْبِ يَهْوَه أَنْ يَفْعَلُوا، وَخُصُوصًا مَعَ ٱقْتِرَابِ مَوْعِدِ ٱلذِّكْرَى، وَلِمَاذَا؟
مَعَ ٱقْتِرَابِ مَوْعِدِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ، يَحْسُنُ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ أَنْ يُطَبِّقُوا مَشُورَةَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ أَنْ ‹يَنْظُرُوا بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ، يَسُوعَ›. وَقَدْ أَضَافَ بُولُسُ: «تَفَكَّرُوا بِإِمْعَانٍ فِي ٱلَّذِي ٱحْتَمَلَ تَهَجُّمَاتٍ كَهٰذِهِ مِنْ خُطَاةٍ فِي حَقِّ أَنْفُسِهِمْ، لِئَلَّا تَتْعَبُوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ». (عب ١٢:٢، ٣) فَٱلنَّظَرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى مَسْلَكِ أَمَانَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي تَوَّجَهُ بِتَقْدِيمِ حَيَاتِهِ ذَبِيحَةً سَيُسَاعِدُ ٱلْمَسِيحيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَعُشَرَاءَهُمُ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ كِلَيْهِمَا أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي خِدْمَةِ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ وَلَا ‹يَخُورُوا فِي نُفُوسِهِمْ›. — قَارِنْ غلاطية ٦:٩.
٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا ٱلَّتِي لَهَا عَلَاقَةٌ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ؟
٢ أَوْحَى يَهْوَه بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا بِسِلْسِلَةِ نُبُوَّاتٍ لَهَا عَلَاقَةٌ مُبَاشِرَةٌ بِٱبْنِهِ. وَهذِهِ ٱلنُّبُوَّاتُ تُسَاعِدُنَا عَلَى ‹ٱلنَّظَرِ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ›، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.a فَهِيَ تُلْقِي ضَوْءًا عَلَى شَخْصِيَّتِهِ وَآلَامِهِ وَتَرْفِيعِهِ بِصِفَتِهِ مَلِكَنَا وَفَادِيَنَا. كَمَا تَزِيدُ فَهْمَنَا لِلذِّكْرَى ٱلَّتِي سَنُحْيِيهَا هذِهِ ٱلسَّنَةَ يَوْمَ ٱلْخَمِيسِ ٩ نِيسَانَ (ابريل) بَعْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ.
تَحْدِيدُ هُوِيَّةِ ٱلْخَادِمِ
٣، ٤ (أ) إِلَامَ تُشِيرُ كَلِمَةُ «خَادِمٌ» فِي سِفْرِ إِشَعْيَا؟ (ب) كَيْفَ يُحَدِّدُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ نَفْسُهُ هُوِيَّةَ ٱلْخَادِمِ ٱلْمَذْكُورِ فِي إِشَعْيَا ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٤٢، ٤٩، ٥٠، ٥٢، و ٥٣؟
٣ تَرِدُ كَلِمَةُ «خَادِمٌ» مَرَّاتٍ كَثِيرَةً فِي سِفْرِ إِشَعْيَا. وَهِيَ تُشِيرُ أَحْيَانًا إِلَى ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا نَفْسِهِ. (اش ٢٠:٣؛ ٤٤:٢٦) كَمَا تُشِيرُ فِي أَحْيَانٍ أُخْرَى إِلَى كَامِلِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ، أَوْ يَعْقُوبَ. (اش ٤١:٨، ٩؛ ٤٤:١، ٢، ٢١) وَلكِنْ مَا ٱلقَوْلُ فِي ٱلنُّبُوَّاتِ ٱللَّافِتَةِ عَنْ خَادِمِ يَهْوَه ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي إِشَعْيَا ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٤٢، ٤٩، ٥٠، ٥٢، وَ ٥٣؟ لَا تَتْرُكُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ فِي شَكٍّ مِنْ هُوِيَّةِ ٱلْخَادِمِ ٱلْمَوْصُوفِ فِي هذِهِ ٱلْإِصْحَاحَاتِ. فَمِنَ ٱلْمُثِيرِ لِلِٱهْتِمَامِ أَنَّ ٱلرَّسْمِيَّ ٱلْحَبَشِيَّ ٱلْمَذْكُورَ فِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ كَانَ يَقْرَأُ إِحْدَى هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ حِينَ ٱقْتَرَبَ إِلَيْهِ فِيلِبُّسُ ٱلْمُبَشِّرُ بِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَبَعْدَ قِرَاءَةِ ٱلْفِقْرَةِ ٱلَّتِي نَجِدُهَا ٱلْيَوْمَ فِي إِشَعْيَا ٥٣:٧، ٨، سَأَلَ ٱلرَّسْمِيُّ فِيلِبُّسَ: «أَرْجُوكَ! عَمَّنْ يَقُولُ ٱلنَّبِيُّ هٰذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟». وَعَلَى ٱلْفَوْرِ، شَرَحَ لَهُ فِيلِبُّسُ أَنَّ إِشَعْيَا يَتَكَلَّمُ عَنِ ٱلْمَسِيَّا، يَسُوعَ. — اع ٨:٢٦-٣٥.
٤ وَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ لَا يَزَالُ طِفْلًا، أَعْلَنَ رَجُلٌ بَارٌّ ٱسْمُهُ سِمْعَانُ تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنَّ «ٱلصَّغِيرَ يَسُوعَ» سَيَصِيرُ «نُورًا لِكَشْفِ ٱلْبُرْقُعِ عَنِ ٱلْأُمَمِ»، كَمَا أُنْبِئَ فِي إِشَعْيَا ٤٢:٦ و ٤٩:٦. (لو ٢:٢٥-٣٢) كَمَا أَنَّ ٱلْمُعَامَلَةَ ٱلْمُذِلَّةَ ٱلَّتِي عُومِلَ بِهَا يَسُوعُ لَيْلَةَ مُحَاكَمَتِهِ أُنْبِئَ بِهَا فِي إِشَعْيَا ٥٠:٦-٩. (مت ٢٦:٦٧؛ لو ٢٢:٦٣) وَبَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، حَدَّدَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ بِوُضُوحٍ أَنَّ «خَادِمَ» يَهْوَه هُوَ يَسُوعُ. (اش ٥٢:١٣؛ ٥٣:١١؛ اقرأ اعمال ٣:١٣، ٢٦.) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ؟
اَلتَّدْرِيبُ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ مِنْ يَهْوَه
٥ أَيُّ تَدْرِيبٍ تَلَقَّاهُ خَادِمُ يَهْوَه؟
٥ تُلْقِي إِحْدَى نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا عَنْ خَادِمِ ٱللّٰهِ ضَوْءًا عَلَى ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ ٱلَّتِي رَبَطَتْ بَيْنَ يَهْوَه وَٱبْنِهِ ٱلْبِكْرِ أَثْنَاءَ وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ. (اِقْرَأْ اشعيا ٥٠:٤-٩.) فَفِي هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، يَكْشِفُ ٱلْخَادِمِ أَنَّ يَهْوَه دَرَّبَهُ بِٱسْتِمْرَارٍ حِينَ يَقُولُ: «يُوقِظُ أُذُنِي لِأَسْمَعَ كَٱلْمُتَعَلِّمِينَ». (اش ٥٠:٤) فَقَدْ أَصْغَى طَوَالَ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ إِلَى أَبِيهِ وَتَعَلَّمَ مِنْهُ كَتِلْمِيذٍ مُطِيعٍ. فَكَمْ كَانَ ٱمْتِيَازُهُ فَرِيدًا أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ خَالِقِ ٱلْكَوْنِ نَفْسِهِ!
٦ كَيْفَ دَلَّ خَادِمُ يَهْوَه عَلَى خُضُوعِهِ لِأَبِيهِ؟
٦ يَقُولُ ٱلْخَادِمُ فِي هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ أَنَّ أَبَاهُ هُوَ «ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ». وَهذَا يُظْهِرُ أَنَّهُ تَعَلَّمَ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ صَاحِبُ ٱلسِّيَادَةِ أَوِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ. وَقَدْ دَلَّ عَلَى خُضُوعِهِ ٱلْكَامِلِ لِأَبِيهِ بِقَوْلِهِ: «اَلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ فَتَحَ أُذُنِي، وَأَنَا لَمْ أَتَمَرَّدْ، وَلَمْ أَرْتَدَّ». (اش ٥٠:٥) وَهذَا ٱلْخَادِمُ كَانَ «بِجَانِبِ [يَهْوَه] عَامِلًا مَاهِرًا» فِي خَلْقِ ٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ وَٱلْإِنْسَانِ. وَكَانَ ‹مَسْرُورًا أَمَامَهُ كُلَّ حِينٍ، مَسْرُورًا بِمَعْمُورَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ›. — ام ٨:٢٢-٣١.
٧ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ خَادِمَ يَهْوَه كَانَ وَاثِقًا مِنْ دَعْمِ أَبِيهِ فِي كُلِّ تَجَارِبِهِ؟
٧ إِنَّ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ خَادِمُ يَهْوَه وَمَحَبَّتَهُ لِلْبَشَرِ أَهَّلَاهُ لِمُوَاجَهَةِ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّدِيدَةِ حِينَ جَاءَ إِلَى ٱلْأَرْضِ. فَبَقِيَ مَسْرُورًا بِفِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلْقَاسِي. (مز ٤٠:٨؛ مت ٢٦:٤٢؛ يو ٦:٣٨) وَفِي كُلِّ تَجَارِبِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، كَانَ وَاثِقًا مِنْ رِضَى أَبِيهِ وَدَعْمِهِ. فَٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ كَمَا أَنْبَأَتْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا: «مُبَرِّرِي قَرِيبٌ. مَنْ يُخَاصِمُنِي؟ . . . هُوَذَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ يُعِينُنِي». (اش ٥٠:٨، ٩) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه أَعَانَ خَادِمَهُ ٱلْأَمِينَ طَوَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، كَمَا تُظْهِرُ نُبُوَّةٌ أُخْرَى مِنْ نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا.
خِدْمَتُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ
٨ مَاذَا يُبَرْهِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ «مُخْتَارُ» يَهْوَه ٱلْمُنْبَأُ عَنْهُ فِي إِشَعْيَا ٤٢:١؟
٨ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَا حَصَلَ عِنْدَمَا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ سَنَةَ ٢٩ بم: «نَزَلَ عَلَيْهِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ . . . وَأَتَى صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ: ‹أَنْتَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ، عَنْكَ رَضِيتُ›». (لو ٣:٢١، ٢٢) بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ حَدَّدَ يَهْوَه بِوُضُوحٍ هُوِيَّةَ ‹مُخْتَارِهِ› ٱلْمَذْكُورِ فِي نُبُوَّةِ إِشَعْيَا. (اِقْرَأْ اشعيا ٤٢:١-٧.) وَقَدْ تَمَّمَ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ بِطَرِيقَةٍ لَافِتَةٍ. فَٱلرَّسُولُ مَتَّى ٱقْتَبَسَ فِي إِنْجِيلِهِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٤٢:١-٤ وَطَبَّقَهَا عَلَى يَسُوعَ. — مت ١٢:١٥-٢١.
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ تَمَّمَ يَسُوعُ إِشَعْيَا ٤٢:٣ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ؟ (ب) كَيْفَ ‹أَخْرَجَ ٱلْمَسِيحُ ٱلْعَدْلَ› وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَمَتَى «يَجْعَلُ ٱلْعَدْلَ فِي ٱلْأَرْضِ»؟
٩ كَانَ عَامَّةُ ٱلنَّاسِ ٱلْيَهُودُ مُحْتَقَرِينَ مِنْ قَادَتِهِمِ ٱلدِّينِيِّينَ. (يو ٧:٤٧-٤٩) فَقَدْ عُومِلَ ٱلشَّعْبُ مُعَامَلَةً قَاسِيَةً وَكَانُوا مِثْلَ «قَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ» أَوْ «فَتِيلَةٍ كَتَّانِيَّةٍ» عَلَى وَشْكِ أَنْ تَنْطَفِئَ. أَمَّا يَسُوعُ فَتَرَأَّفَ عَلَى ٱلْفُقَرَاءِ وَٱلْبَائِسِينَ. (مت ٩:٣٥، ٣٦) وَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ دَعْوَةً لَطِيفَةً قَائِلًا: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ، وَأَنَا أُنْعِشُكُمْ». (مت ١١:٢٨) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، ‹أَخْرَجَ يَسُوعُ ٱلْعَدْلَ› بِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ مَقَايِيسَ يَهْوَه لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ. (اش ٤٢:٣) وَأَظْهَرَ أَيْضًا أَنَّ شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ تُطَبَّقَ بِتَعَقُّلٍ وَرَحْمَةٍ. (مت ٢٣:٢٣) كَمَا أَنَّهُ أَعْرَبَ عَنْ صِفَةِ ٱلْعَدْلِ بِكِرَازَتِهِ دُونَ تَحَامُلٍ لِلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْفُقَرَاءِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. — مت ١١:٥؛ لو ١٨:١٨-٢٣.
١٠ تُنْبِئُ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا أَيْضًا أَنَّ «مُخْتَارَ» يَهْوَه «يَجْعَلُ ٱلْعَدْلَ فِي ٱلْأَرْضِ». (اش ٤٢:٤) وَهُوَ سَيُحَقِّقُ ذلِكَ عَمَّا قَرِيبٍ حِينَ يُفْنِي جَمِيعَ ٱلْمَمَالِكِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ، بِصِفَتِهِ مَلِكَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ، وَيَسْتَبْدِلُهَا بِحُكْمِهِ ٱلْبَارِّ، جَالِبًا عَالَمًا جَدِيدًا فِيهِ «يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ». — ٢ بط ٣:١٣؛ دا ٢:٤٤.
‹نُورٌ وَعَهْدٌ›
١١ بِأَيِّ مَعْنًى كَانَ يَسُوعُ «نُورًا لِلْأُمَمِ» فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَكَيْفَ يَلْعَبُ هذَا ٱلدَّوْرَ حَتَّى وَقْتِنَا ٱلْحَاضِرِ؟
١١ كَانَ يَسُوعُ حَقًّا «نُورًا لِلْأُمَمِ» إِتْمَامًا لِإِشَعْيَا ٤٢:٦. فَخِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ، كَانَ مَصْدَرَ إِنَارَةٍ رُوحِيَّةٍ لِلْيَهُودِ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ. (مت ١٥:٢٤؛ اع ٣:٢٦) لكِنَّهُ ذَكَرَ: «أَنَا نُورُ ٱلْعَالَمِ». (يو ٨:١٢) وَبِأَيِّ مَعْنًى؟ لَقَدْ كَانَ نُورًا لِلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِ كِلَيْهِمَا لَيْسَ فَقَطْ بِإِنَارَتِهِمْ رُوحِيًّا، بِلْ أَيْضًا بِتَقْدِيمِ حَيَاتِهِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْكَامِلَةِ فِدْيَةً عَنْ كُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. (مت ٢٠:٢٨) وَبَعْدَ قِيَامَتِهِ، فَوَّضَ إِلَى تَلَامِيذِهِ أَنْ يَكُونُوا شُهُودًا لَهُ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٨) وَقَدِ ٱقْتَبَسَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا أَثْنَاءَ خِدْمَتِهِمَا ٱلْعِبَارَةَ «نُورًا لِلْأُمَمِ» وَطَبَّقَاهَا عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي قَامَا بِهِ بَيْنَ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ. (اع ١٣:٤٦-٤٨؛ قارن اشعيا ٤٩:٦.) وَلَا يَزَالُ هذَا ٱلْعَمَلُ جَارِيًا إِذْ يَنْشُرُ إِخْوَةُ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمُ ٱلنُّورَ ٱلرُّوحِيَّ وَيُسَاعِدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ، ‹نُورِ ٱلْأُمَمِ›.
١٢ كَيْفَ جعَلَ يَهْوَه خَادِمَهُ «عَهْدًا لِلشَّعْبِ»؟
١٢ قَالَ يَهْوَه لِخَادِمِهِ ٱلْمُخْتَارِ فِي ٱلنُّبُوَّةِ عَيْنِهَا: «أَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ». (اش ٤٢:٦) لَقَدْ بَذَلَ ٱلشَّيْطَانُ جُهُودًا حَثِيثَةً لِإِهْلَاكِ يَسُوعَ وَمَنْعِهِ مِنْ إِكْمَالِ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، لكِنَّ يَهْوَه حَفِظَهُ إِلَى أَنْ حَانَتْ سَاعَةُ مَوْتِهِ. (مت ٢:١٣؛ يو ٧:٣٠) ثُمَّ أَقَامَهُ وَجَعَلَهُ «عَهْدًا» لِلنَّاسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَهذَا ٱلتَّعَهُّدُ ٱلرَّسْمِيُّ ضَمِنَ بَقَاءَ خَادِمِ ٱللّٰهِ ٱلْأَمِينِ «نُورًا لِلْأُمَمِ» يُحَرِّرُ ٱلْقَابِعِينِ فِي ظَلَامٍ رُوحِيٍّ. — اِقْرَأْ اشعيا ٤٩:٨، ٩.b
١٣ بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ حَرَّرَ يَسُوعُ «ٱلْجَالِسِينَ فِي ٱلظُّلْمَةِ» خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وكَيْفَ يَسْتَمِرُّ فِي فِعْلِ ذلِكَ؟
١٣ اِنْسِجَامًا مَعَ هذَا ٱلْعَهْدِ، كَانَ خَادِمُ يَهْوَه ٱلْمُخْتَارُ ‹سَيَفْتَحُ عُيُونَ ٱلْعُمْيِ› وَ ‹يُخْرِجُ ٱلْأَسِيرَ مِنَ ٱلزِّنْزَانَةِ› وَيُحَرِّرُ «ٱلْجَالِسِينَ فِي ٱلظُّلْمَةِ». (اش ٤٢:٧) وَهذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ بِتَشْهِيرِ ٱلتَّقَالِيدِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ وَٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ١٥:٣؛ لو ٨:١) فَحَرَّرَ مِنَ ٱلْأَسْرِ ٱلرُّوحِيِّ كُلَّ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ صَارُوا تَلَامِيذَهُ. (يو ٨:٣١، ٣٢) وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، حَرَّرَ يَسُوعُ رُوحِيًّا ٱلْمَلَايِينَ مِنْ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ. فَقَدْ فَوَّضَ إِلَى أَتْبَاعِهِ أَنْ ‹يَذْهَبُوا وَيُتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›، وَوَعَدَهُمْ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمْ «إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَهُوَ يُشْرِفُ مِنْ مَرْكَزِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ.
«خَادِمُ» يَهْوَه يَتَسَامَى
١٤، ١٥ لِمَاذَا جَعَلَ يَهْوَه خَادِمَهُ يَتَسَامَى، وَكَيْفَ؟
١٤ يَقُولُ يَهْوَه فِي نُبُوَّةٍ أُخْرَى أَيْضًا عَنْ خَادِمِهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ: «هَا إِنَّ خَادِمِي يَعْمَلُ بِبَصِيرَةٍ. يَتَعَالَى وَيَتَسَامَى وَيَرْتَفِعُ جِدًّا». (اش ٥٢:١٣) فَقَدْ جَعَلَ يَهْوَه ٱبْنَهُ يَتَسَامَى نَظَرًا إِلَى خُضُوعِهِ لِسُلْطَانِ أَبِيهِ بِوَلَاءٍ وَأَمَانَتِهِ تَحْتَ أَشَدَّ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ.
١٥ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ يَسُوعَ: «هُوَ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ، إِذْ قَدْ مَضَى إِلَى ٱلسَّمَاءِ، وَمَلَائِكَةٌ وَسُلُطَاتٌ وَقُوَّاتٌ قَدْ أُخْضِعَتْ لَهُ». (١ بط ٣:٢٢) كَمَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «وَضَعَ نَفْسَهُ وَصَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ، ٱلْمَوْتِ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ. مِنْ أَجْلِ هٰذَا أَيْضًا رَفَّعَهُ ٱللّٰهُ إِلَى مَرْكَزٍ أَعْلَى وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِٱلِٱسْمِ ٱلَّذِي يَعْلُو كُلَّ ٱسْمٍ آخَرَ، لِكَيْ تَنْحَنِيَ بِٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ ٱلْأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ جَهْرًا كُلُّ لِسَانٍ بِأَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلْآبِ». — في ٢:٨-١١.
١٦ كَيْفَ ‹ٱرْتَفَعَ يَسُوعُ جِدًّا› سَنَةَ ١٩١٤، وَمَاذَا أَنْجَزَ مُنْذُ ذلِكَ ٱلْحِينِ؟
١٦ وَسَنَةَ ١٩١٤، جَعَلَ يَهْوَه ٱبْنَهُ يَتَسَامَى أَكْثَرَ أَيْضًا. فَقَدِ ‹ٱرْتَفَعَ يَسُوعُ جِدًّا› حِينَ تَوَّجَهُ يَهْوَه مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (مز ٢:٦؛ دا ٧:١٣، ١٤) وَهُوَ مُنْذُ ذلِكَ ٱلْحِينِ ‹يَتَسَلَّطُ فِي وَسْطِ أَعْدَائِهِ›. (مز ١١٠:٢) وَقَدْ فَعَلَ ذلِكَ أَوَّلًا بِإِخْضَاعِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ وَطَرْحِهِمْ إِلَى جِوَارِ ٱلْأَرْضِ. (رؤ ١٢:٧-١٢) ثُمَّ حَرَّرَ ٱلْمَسِيحُ، كُورُشُ ٱلْأَعْظَمُ، بَقِيَّةَ إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ قَبْضَةِ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ». (رؤ ١٨:٢؛ اش ٤٤:٢٨) وَهُوَ يُوَجِّهُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيَّ ٱلَّذِي أَتَاحَ تَجْمِيعَ «بَاقِي» إِخْوَتِهِ ٱلرُّوحِيِّينَ وَمِنْ بَعْدِهِمْ مَلَايِينَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›، عُشَرَاءِ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلْأَوْلِيَاءِ. — رؤ ١٢:١٧؛ يو ١٠:١٦؛ لو ١٢:٣٢.
١٧ مَاذَا تَعَلَّمْنَا حَتَّى ٱلْآنَ مِنْ دَرْسِنَا نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا عَنْ «خَادِمِ» يَهْوَه؟
١٧ إِنَّ دَرْسَ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱللَّافِتَةِ فِي سِفْرِ إِشَعْيَا قَدْ عَمَّقَ تَقْدِيرَنَا لِمَلِكِنَا وَفَادِينَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَخُضُوعُهُ لِيَهْوَه خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ عَكَسَ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ وَهُوَ بِجَانِبِ أَبِيهِ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. كَمَا بَرْهَنَ يَسُوعُ أَنَّهُ ‹نُورُ ٱلْأُمَمِ› بِٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا شَخْصِيًّا، وَبِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يُشْرِفُ عَلَيْهِ حَتَّى يَوْمِنَا. وَكَمَا سَنَرَى فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، فَإِنَّ نُبُوَّةً أُخْرَى عَنِ ٱلْخَادِمِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ تُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ سَيَتَأَلَّمُ وَيَسْكُبُ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنَّا، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ يَنْبَغِي أَنْ ‹نَتَفَكَّرَ فِيهَا بِإِمْعَانٍ› مَعَ دُنُوِّ ذِكْرَى مَوْتِهِ. — عب ١٢:٢، ٣.
[الحاشيتان]
a تَجِدُ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ فِي اشعيا ٤٢:١-٧؛ ٤٩:١-١٢؛ ٥٠:٤-٩؛ و ٥٢:١٣–٥٣:١٢.
b مِنْ أَجْلِ مُنَاقَشَةِ ٱلنُّبُوَّةِ فِي إشعيا ٤٩:١-١٢، اُنْظُرْ كِتَابَ نبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري، اَلْجُزْءَ ٢، ٱلصَّفَحَاتِ ١٣٦-١٤٥.
-
-
خادم يهوه «طُعن من اجل تعدياتنا»برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
خَادِمُ يَهْوَه «طُعِنَ مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا»
«طُعِنَ مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا، وَسُحِقَ مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِنَا. . . . بِجِرَاحِهِ صَارَ لَنَا شِفَاءٌ». — اش ٥٣:٥.
١ فِيمَ يَنْبَغِي أَنْ نُفَكِّرَ وَنَحْنُ نَحْتَفِلُ بِٱلذِّكْرَى، وَأَيَّةُ نُبُوَّةٍ تُسَاعِدُنَا مِنْ هذَا ٱلْقَبِيلِ؟
نَحْتَفِلُ كَمَسِيحِيِّينَ بِٱلْعَشَاءِ ٱلتَّذْكَارِيِّ إِحْيَاءً لِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ وَكُلِّ مَا حَقَّقَهُ بِمَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ. فَٱلذِّكْرَى تَجْعَلُنَا نُفَكِّرُ فِي تَبْرِئَةِ سُلْطَانِ يَهْوَه وَتَقْدِيسِ ٱسْمِهِ وَإِتْمَامِ قَصْدِهِ ٱلَّذِي يَشْمُلُ خَلَاصَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَلَعَلَّ أَفْضَلَ نُبُوَّةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُصَوِّرُ ذَبِيحَةَ ٱلْمَسِيحِ وَمَا تَحَقَّقَ بِفَضْلِهَا هِيَ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي إِشَعْيَا ٥٣:٣-١٢، حَيْثُ أُنْبِئَ بِآلَامِ خَادِمِ يَهْوَه وَأُعْطِيَتْ تَفَاصِيلُ مُحَدَّدَةٌ عَنْ مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ وَمَا يَنْتِجُ عَنْهُ مِنْ بَرَكَاتٍ لِإِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹خِرَافِهِ ٱلْأُخَرِ›. — يو ١٠:١٦.
٢ عَلَامَ تُبَرْهِنُ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا، وَمَا تَأْثِيرُهَا فِينَا؟
٢ قَبْلَ وِلَادَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِسَبْعَةِ قُرُونٍ، أَوْحَى يَهْوَه إِلَى إِشَعْيَا أَنْ يُنْبِئَ بِأَنَّ خَادِمَهُ ٱلْمُخْتَارَ سَيَبْقَى أَمِينًا حَتَّى تَحْتَ أَشَدِّ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ. وَهذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ بِحَدِّ ذَاتِهَا هِيَ بُرْهَانٌ عَلَى ثِقَةِ يَهْوَه ٱلْمُطْلَقَةِ بِوَلَاءِ ٱبْنِهِ. وَتَفَحُّصُنَا لَهَا يَمْلَأُ قُلُوبَنَا تَقْدِيرًا وَيَزِيدُنَا إِيمَانًا.
‹مُحْتَقَرٌ وَمَرْذُولٌ›
٣ لِمَاذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُرَحِّبَ ٱلْيَهُودُ بِيَسُوعَ، وَلكِنْ كَيْفَ نَظَرُوا إِلَيْهِ؟
٣ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:٣. تَخَيَّلِ ٱلتَّضْحِيَةَ ٱلَّتِي ضَحَّاهَا ٱبْنُ ٱللّٰهِ، مَوْلُودُهُ ٱلْوَحِيدُ، حِينَ تَخَلَّى عَنْ فَرَحِ ٱلْخِدْمَةِ بِجَانِبِ أَبِيهِ وَجَاءَ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَبْذُلَ حَيَاتَهُ ذَبِيحَةً تُنْقِذُ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. (في ٢:٥-٨) وَهذِهِ ٱلذَّبِيحَةُ كَانَتْ سَتَجْلُبُ مَغْفِرَةً حَقِيقِيَّةً لِلْخَطَايَا، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي كَانَ تَقْدِيمُ ٱلذَّبَائِحِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ مُجَرَّدَ ظِلٍّ لَهُ. (عب ١٠:١-٤) أَفَمَا كَانَ يَسُوعُ يَسْتَحِقُّ ٱلتَّرْحِيبَ وَٱلْإِكْرَامَ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ، وَهُمُ ٱلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودَ بِهِ؟ (يو ٦:١٤) لكِنَّ ٱلْمَسِيحَ ‹ٱحْتُقِرَ وَرُذِلَ› مِنَ ٱلْيَهُودِ، كَمَا أَنْبَأَ إِشَعْيَا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «جَاءَ إِلَى مَوْطِنِهِ، لٰكِنَّ قَوْمَهُ لَمْ يَقْبَلُوهُ». (يو ١:١١) كَمَا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ قَالَ لِلْيَهُودِ: «إِلٰهُ آبَائِنَا . . . قَدْ مَجَّدَ خَادِمَهُ يَسُوعَ، ٱلَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلَاطُسَ حِينَ قَرَّرَ أَنْ يُطْلِقَهُ. نَعَمْ، أَنْكَرْتُمْ هٰذَا ٱلْقُدُّوسَ ٱلْبَارَّ». — اع ٣:١٣، ١٤.
٤ بِأَيِّ مَعْنًى ٱخْتَبَرَ يَسُوعُ ٱلْمَرَضَ؟
٤ أَنْبَأَ إِشَعْيَا أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ ‹سَيَخْتَبِرُ ٱلْمَرَضَ›. وَلكِنْ مَا مِنْ دَلِيلٍ أَنَّهُ مَرِضَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ، رَغْمَ أَنَّهُ عَانَى ٱلتَّعَبَ أَحْيَانًا فِي خِدْمَتِهِ. (يو ٤:٦) فَقَدِ ٱخْتَبَرَ يَسُوعُ ٱلْمَرَضَ بِمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ عَالِمًا بِمُعَانَاةِ ٱلْمَرْضَى ٱلَّذِينَ كَرَزَ لَهُمْ. فَأَشْفَقَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى كَثِيرِينَ مِنْهُمْ. (مر ١:٣٢-٣٤) وَهكَذَا تَمَّمَ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلَّتِي تَقُولُ: «أَمْرَاضُنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعُنَا تَحَمَّلَهَا». — اش ٥٣:٤أ؛ مت ٨:١٦، ١٧.
كَمَا لَوْ أَنَّهُ ‹مَضْرُوبٌ مِنَ ٱللّٰهِ›
٥ كَيْفَ نَظَرَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ إِلَى مَوْتِ يَسُوعَ، وَكَيْفَ زَادَ ذلِكَ مِنْ آلَامِهِ؟
٥ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:٤ب. لَمْ يَفْهَمْ كَثِيرُونَ مِنْ مُعَاصِرِي يَسُوعَ سَبَبَ آلَامِهِ وَمَوْتِهِ. فَحَسِبُوا أَنَّ اللّٰهَ يُعَاقِبُهُ، وَكَأَنَّهُ ضَرَبَهُ بِمَرَضٍ كَرِيهٍ. (مت ٢٧:٣٨-٤٤) حَتَّى إِنَّهُمُ ٱتَّهَمُوهُ بِٱلتَّجْدِيفِ. (مر ١٤:٦١-٦٤؛ يو ١٠:٣٣) غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ طَبْعًا لَمْ يَكُنْ خَاطِئًا وَلَا مُجَدِّفًا. وَمُجَرَّدُ ٱلتَّفْكِيرِ فِي أَنَّهُ سَيَمُوتُ مِيتَةَ مُجَدِّفٍ زَادَ مِنْ آلَامِهِ نَظَرًا إِلَى مَحَبَّتِهِ ٱلشَّدِيدَةِ لِأَبِيهِ. وَرَغْمَ ذلِكَ، بَقِيَ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُذْعِنَ لِمَشِيئَةِ يَهْوَه. — مت ٢٦:٣٩.
٦، ٧ بِأَيِّ مَعْنًى ‹سَحَقَ› يَهْوَه خَادِمَهُ ٱلْأَمِينَ، وَلِمَاذَا «سُرَّ» بِذلِكَ؟
٦ لَيْسَ أَمْرًا مُفَاجِئًا أَنْ تَقُولَ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا إِنَّ ٱلْآخَرِينَ سَيَحْسَبُونَ ٱلْمَسِيحَ «مَضْرُوبًا مِنَ ٱللّٰهِ»، أَمَّا أَنْ تَقُولَ إِنَّ «يَهْوَه . . . سُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ» فَذَاكَ أَمْرٌ يَدْعُو إِلَى ٱلْعَجَبِ! (اش ٥٣:١٠) فَبِمَا أَنَّ يَهْوَه سَبَقَ فَقَالَ: «هُوَذَا خَادِمِي . . . مُخْتَارِي ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيَتْ نَفْسِي»، فَكَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ ‹يُسَرَّ بِسَحْقِهِ›؟ (اش ٤٢:١) مَا مَعْنَى هذِهِ ٱلْعِبَارَةِ؟
٧ لِكَيْ نَفْهَمَ هذَا ٱلْجُزْءَ مِنَ ٱلنَّبُوَّةِ، لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ، بِتَحَدِّيهِ سُلْطَانَ يَهْوَه، شَكَّكَ فِي وَلَاءِ جَمِيعِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ. (اي ١:٩-١١؛ ٢:٣-٥) لكِنَّ أَمَانَةَ يَسُوعَ حَتَّى ٱلْمَوْتِ كَانَتِ ٱلْجَوَابَ ٱلْقَاطِعَ عَلَى تَحَدِّي ٱلشَّيْطَانِ. لِذلِكَ فَإِنَّ سَمَاحَ يَهْوَه بِمَوْتِ يَسُوعَ عَلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَعْنِيَ أَنَّهُ لَمْ يَتَأَلَّمْ لِرُؤْيَةِ خَادِمِهِ ٱلْمُخْتَارِ يُقَاسِي ٱلْمَوْتَ. فَمَا سُرَّ بِهِ يَهْوَه هُوَ رُؤْيَةُ ٱبْنِهِ يُحَافِظُ عَلَى أَمَانَتِهِ ٱلْمُطْلَقَةِ. (ام ٢٧:١١) كَمَا أَنَّهُ فَرِحَ فَرَحًا عَظِيمًا بِٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي عَرَفَ أَنَّ مَوْتَ ٱبْنِهِ سَيَجْلُبُهَا لِلْبَشَرِ ٱلتَّائِبِينَ. — لو ١٥:٧.
«طُعِنَ مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا»
٨، ٩ (أ) كَيْفَ «طُعِنَ [يَسُوعُ] مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا»؟ (ب) كَيْفَ أَكَّدَ بُطْرُسُ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ؟
٨ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:٦. يُشَبَّهُ ٱلْجِنْسُ ٱلْبَشَرِيُّ ٱلْخَاطِئُ بِغَنَمٍ ضَالَّةٍ. فَهُمْ يَحْتَاجُونَ أَمَسَّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلْإِنْقَاذِ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ ٱلْمَوْرُوثَيْنِ عَنْ آدَمَ. (١ بط ٢:٢٥) وَبِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ، لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَرُدَّ مَا خَسِرَهُ أَبُوهُمُ ٱلْأَوَّلُ. (مز ٤٩:٧) لكِنَّ يَهْوَه، بِمَحَبَّتِهِ ٱلْفَائِقَةِ، «أَلْقَى عَلَى [ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ وَخَادِمِهِ ٱلْمُخْتَارِ] ذَنْبَ جَمِيعِنَا». وَقَدْ قَبِلَ ٱلْمَسِيحُ أَنْ ‹يُطْعَنَ مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا ويُسْحَقَ مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِنَا›، فَحَمَلَ خَطَايَانَا عَلَى ٱلْخَشَبَةِ وَمَاتَ عَنَّا.
٩ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «لِهٰذَا ٱلْمَسْلَكِ دُعِيتُمْ، لِأَنَّهُ حَتَّى ٱلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ، تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلْخَطَايَا وَنَحْيَا لِلْبِرِّ». ثُمَّ تَابَعَ مُقْتَبِسًا مِنْ نُبُوَّةِ إِشَعْيَا: «بِجِرَاحِهِ شُفِيتُمْ». (١ بط ٢:٢١، ٢٤؛ اش ٥٣:٥) وَقَدْ أَتَاحَ ذلِكَ لِلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ، كَمَا أَضَافَ بُطْرُسُ قَائِلًا: «اَلْمَسِيحُ مَاتَ مَرَّةً لَا غَيْرُ مِنْ أَجْلِ ٱلْخَطَايَا، بَارٌّ مِنْ أَجْلِ ٱلْأَثَمَةِ، لِيَقْتَادَكُمْ إِلَى ٱللّٰهِ». — ١ بط ٣:١٨.
«أُتِيَ بِهِ كَشَاةٍ إِلَى ٱلذَّبْحِ»
١٠ (أ) بِأَيِّ كَلِمَاتٍ وَصَفَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ يَسُوعَ؟ (ب) لِمَاذَا كَانَتْ كَلِمَاتُ يُوحَنَّا مُلَائِمَةً؟
١٠ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:٧، ٨. هَتَفَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ حِينَ رَأَى يَسُوعَ آتِيًا نَحْوَهُ: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ!». (يو ١:٢٩) وَلَرُبَّمَا كَانَ يُوحَنَّا يُفَكِّرُ فِي كَلِمَاتِ إِشَعْيَا: «أُتِيَ بِهِ كَشَاةٍ إِلَى ٱلذَّبْحِ». (اش ٥٣:٧) وَقَدْ تَنَبَّأَ إِشَعْيَا أَيْضًا: «سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ». (اش ٥٣:١٢) وَٱلْجَدِيرُ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَسُوعَ، فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي أَسَّسَ فِيهَا ذِكْرَى مَوْتِهِ، نَاوَلَ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلْـ ١١ كَأْسًا مِنَ ٱلْخَمْرِ وَقَالَ: «هٰذِهِ تُمَثِّلُ ‹دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ›، ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا». — مت ٢٦:٢٨.
١١، ١٢ (أ) مَاذَا يُنَاظِرُ ٱسْتِعْدَادُ إِسْحَاقَ طَوْعًا أَنْ يُقَرَّبَ ذَبِيحَةً؟ (ب) مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَذَكَّرَ عِنْدَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلذِّكْرَى؟
١١ كَانَ يَسُوعُ مُسْتَعِدًّا طَوْعًا أَنْ يُقَرَّبَ ذَبِيحَةً عَلَى مَذْبَحِ مَشِيئَةِ يَهْوَه، عَلَى غِرَارِ إِسْحَاقَ. (تك ٢٢:١، ٢، ٩-١٣؛ عب ١٠:٥-١٠) وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّ إِسْحَاقَ قَبِلَ طَوْعًا أَنْ يُقَرَّبَ ذَبِيحَةً، كَانَ إِبْرَاهِيمُ هُوَ مَنْ شَرَعَ فِي تَقْرِيبِ ٱبْنِهِ. (عب ١١:١٧) كَذلِكَ، مَعَ أَنَّ يَسُوعَ قَبِلَ أَنْ يَمُوتَ طَوْعًا، كَانَ يَهْوَه هُوَ مَنْ أَنْشَأَ تَرْتِيبَ ٱلْفِدْيَةِ. وَعَلَيْهِ، تَكُونُ ذَبِيحَةُ ٱلْمَسِيحِ إِعْرَابًا عَنْ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْعَمِيقَةِ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.
١٢ ذَكَرَ يَسُوعُ نَفْسُهُ: «إِنَّ ٱللّٰهَ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٣:١٦) كَمَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَللّٰهُ . . . بَيَّنَ لَنَا فَضْلَ مَحَبَّتِهِ بِأَنَّهُ إِذْ كُنَّا بَعْدُ خُطَاةً مَاتَ ٱلْمَسِيحُ عَنَّا». (رو ٥:٨) لِذلِكَ، صَحِيحٌ أَنَّنَا نُكْرِمُ ٱلْمَسِيحَ بِإِحْيَائِنَا ذِكْرَى مَوْتِهِ، لكِنَّنَا يَجِبُ أَلَّا نَنْسَى أَنَّ ٱلَّذِي أَصْبَحَ بِفَضْلِهِ تَرْتِيبُ ٱلْفِدَاءِ مُمْكِنًا هُوَ إِبْرَاهِيمُ ٱلْأَعْظَمُ، يَهْوَه. وَنَحْنُ نَحْتَفِلُ بِٱلذِّكْرَى تَسْبِيحًا لَهُ.
«يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ»
١٣، ١٤ كَيْفَ ‹بَرَّرَ خَادِمُ يَهْوَه كَثِيرِينَ›؟
١٣ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:١١، ١٢. ذَكَرَ يَهْوَه بِخُصُوصِ خَادِمِهِ ٱلْمُخْتَارِ: «خَادِمِي ٱلْبَارُّ . . . يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ». وَكَيْفَ ذلِكَ؟ تُسَاعِدُنَا نِهَايَةُ ٱلْعَدَدِ ١٢ أَنْ نَجِدَ ٱلْجَوَابَ، إِذْ تَقُولُ: «تَوَسَّطَ لِلْمُتَعَدِّينَ». فَجَمِيعُ ذُرِّيَّةِ آدَمَ يُولَدُونَ خُطَاةً، «مُتَعَدِّينَ»، وَيَسْتَحِقُّونَ بِٱلتَّالِي «أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ»، أَيِ ٱلْمَوْتَ. (رو ٥:١٢؛ ٦:٢٣) لِذلِكَ يَحْتَاجُ ٱلْبَشَرُ ٱلْخُطَاةُ إِلَى ٱلتَّصَالُحِ مَعَ يَهْوَه. وَٱلْإِصْحَاحُ ٥٣ مِنْ نُبُوَّةِ إِشَعْيَا يَصِفُ بِشَكْلٍ رَائِعٍ كَيْفَ «تَوَسَّطَ» يَسُوعُ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلنَّاقِصِ، قَائِلًا: «نَزَلَ عَلَيْهِ ٱلتَّأْدِيبُ مِنْ أَجْلِ سَلَامِنَا، وَبِجِرَاحِهِ صَارَ لَنَا شِفَاءٌ». — اش ٥٣:٥.
١٤ لَقَدْ ‹بَرَّرَ ٱلْمَسِيحُ كَثِيرِينَ› بِحَمْلِ خَطَايَا ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ وَٱلْمَوْتِ عَنْهُمْ. كَتَبَ بُولُسُ: «فِي [ٱلْمَسِيحِ] ٱسْتَحْسَنَ ٱللّٰهُ أَنْ يَسْكُنَ كُلُّ ٱلْمِلْءِ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ سَائِرَ ٱلْأَشْيَاءِ مَعَ نَفْسِهِ — سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ أَمْ مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ — صَانِعًا ٱلسَّلَامَ بِٱلدَّمِ ٱلَّذِي سَفَكَهُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ». — كو ١:١٩، ٢٠.
١٥ (أ) مَنْ هُمْ «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» ٱلَّذِينَ أَشَارَ إِلَيْهِمْ بُولُسُ؟ (ب) مَنْ يَحِقُّ لَهُمْ وَحْدَهُمْ أَنْ يَتَنَاوَلُوا مِنْ رَمْزَيِ ٱلذِّكْرَى، وَلِمَاذَا؟
١٥ إِنَّ «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» مِنَ «ٱلْأَشْيَاءِ» ٱلَّتِي صَالَحَهَا يَهْوَه بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَسْفُوكِ هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمَدْعُوُّونَ لِيَمْلِكُوا مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَهؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ «لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ ٱلدَّعْوَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ» ‹يُبَرَّرُونَ لِلْحَيَاةِ›. (عب ٣:١؛ رو ٥:١، ١٨) ثُمَّ يَلِدُهُمْ يَهْوَه كَأَبْنَاءٍ رُوحِيِّينَ لَهُ. فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّهُمْ «شُرَكَاءُ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ»، أَيْ مَدْعُوُّونَ لِيَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي مَلَكُوتِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. (رو ٨:١٥-١٧؛ رؤ ٥:٩، ١٠) وَهكَذَا يَصِيرُونَ أَعْضَاءً فِي إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ، «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»، وَيُدْخَلُونَ فِي ‹ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ›. (ار ٣١:٣١-٣٤؛ غل ٦:١٦) وَكَأَطْرَافٍ فِي هذَا ٱلْعَهْدِ، يَحِقُّ لَهُمْ أَنْ يَتَنَاوَلُوا مِنْ رَمْزَيِ ٱلذِّكْرَى. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ عَنْ كَأْسِ ٱلْخَمْرِ ٱلْحَمْرَاءِ: «هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ تُمَثِّلُ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ بِدَمِي ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِكُمْ». — لو ٢٢:٢٠.
١٦ مَنْ هُمْ «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ»، وَكَيْفَ يُبَرَّرُونَ؟
١٦ أَمَّا «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ» فَهُمْ خِرَافُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُخَرُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَهؤُلَاءِ أَيْضًا يُبَرِّرُهُمْ خَادِمُ يَهْوَه ٱلْمُخْتَارُ. فَلِأَنَّهُمْ «غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وَبَيَّضُوهَا بِدَمِ ٱلْحَمَلِ» بِإِيمَانِهِمْ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، يُبَرِّرُهُمْ يَهْوَه لَا كَأَبْنَاءٍ رُوحِيِّينَ لَهُ، بَلْ كَأَصْدِقَاءَ، وَاضِعًا أَمَامَهُمُ ٱلرَّجَاءَ ٱلرَّائِعَ بِٱلنَّجَاةِ مِنَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». (رؤ ٧:٩، ١٠، ١٤؛ يع ٢:٢٣) وَبِمَا أَنَّ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ لَيْسُوا طَرَفًا فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ وَلَا يَرْجُونَ بِٱلتَّالِي ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ، فَهُمْ لَا يَتَنَاوَلُونَ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ، بَلْ تَقْتَصِرُ مُشَارَكَتُهُمْ فِي ٱلذِّكْرَى عَلَى مُشَاهَدَةِ مَا يَجْرِي بِٱحْتِرَامٍ.
كُلُّ ٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه وَخَادِمِهِ!
١٧ كَيْفَ سَاعَدَنَا دَرْسُ نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا ٱلَّتِي تُرَكِّزُ عَلَى خَادِمِ يَهْوَه أَنْ نُهَيِّئَ أَذْهَانَنَا لِلذِّكْرَى؟
١٧ إِنَّ فَحْصَ نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا ٱلَّتِي تُرَكِّزُ عَلَى خَادِمِ يَهْوَه سَاعَدَنَا بِطَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ أَنْ نُهَيِّئَ أَذْهَانَنَا لِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ. فَقَدْ مَكَّنَنَا مِنَ ‹ٱلنَّظَرِ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ›. (عب ١٢:٢) فَتَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱبْنَ ٱللّٰهِ لَيْسَ مُتَمَرِّدًا. وَبِخِلَافِ ٱلشَّيْطَانِ، يُسَرُّ بِٱلتَّعَلُّمِ مِنْ يَهْوَه، مُعْتَرِفًا بِأَنَّهُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ ٱلْمُتَسَلِّطُ عَلَى ٱلْكَوْنِ. وَرَأَيْنَا أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ تَرَأَّفَ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ عَلَى ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ بَشَّرَهُمْ، وَشَفَى كَثِيرِينَ مِنْهُمْ جَسَدِيًّا وَرُوحِيًّا. فَأَظْهَرَ بِذلِكَ مَا سَيَفْعَلُهُ فِي مُلْكِهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْجَدِيدِ حِينَ «يَجْعَلُ ٱلْعَدْلَ فِي ٱلْأَرْضِ». (اش ٤٢:٤) كَمَا أَنَّهُ كَانَ غَيُورًا فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ، بِصِفَتِهِ «نُورًا لِلْأُمَمِ»، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُذَكِّرُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَكُونُوا غَيُورِينَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. — اش ٤٢:٦.
١٨ لِمَاذَا تَمْلَأُ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا قُلُوبَنَا بِٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه وَخَادِمِهِ ٱلْأَمِينِ؟
١٨ تُعَمِّقُ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا أَيْضًا فَهْمَنَا لِلتَّضْحِيَةِ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا يَهْوَه بِإِرْسَالِ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَتَأَلَّمَ وَيَمُوتَ عَنَّا. فَقَدْ سُرَّ يَهْوَه، لَا بِآلَامِ ٱبْنِهِ، بَلْ بِمُحَافَظَتِهِ عَلَى ٱلْأَمَانَةِ ٱلْمُطْلَقَةِ حَتَّى ٱلْمَوْتِ. وَنَحْنُ أَيْضًا نُسَرُّ كَيَهْوَه، لِأَنَّنَا نُدْرِكُ كُلَّ مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ لِتَكْذِيبِ ٱلشَّيْطَانِ وَتَقْدِيسِ ٱسْمِ يَهْوَه، مُثْبِتًا بِٱلتَّالِي شَرْعِيَّةَ سُلْطَانِهِ. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، حَمَلَ ٱلْمَسِيحُ خَطَايَانَا وَمَاتَ عَنَّا، فَأَتَاحَ لِلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ أَنْ يَتَبَرَّرُوا. فَلْتَطْفَحْ قُلُوبُنَا بِٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه وَخَادِمِهِ ٱلْأَمِينِ فِيمَا نَحْتَفِلُ مَعًا بِٱلذِّكْرَى!
-