-
دروس حول عدم الامانةنبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري الجزء ١
-
-
٢٣ ماذا يحدث لشَبنا اخيرا، وماذا نتعلم من ذلك؟
٢٣ وماذا يحدث لشَبنا؟ لا يذكر السجل كيف تمت فيه النبوة المسجلة في اشعياء ٢٢:١٨. وعندما يرفّع نفسه وبعد ذلك يُذَلّ، يكون مشابها للعالم المسيحي، لكنه ربما تعلّم درسا من التأديب الذي ناله. وفي هذه الحالة يكون مختلفا جدا عن العالم المسيحي. وعندما يطالب ربشاقى الاشوري باستسلام اورشليم، يذهب ألياقيم، وكيل حزقيا الجديد، على رأس وفد مفاوض لملاقاته. لكننا نجد شَبنا (شبنة) معه بوصفه كاتبا عند الملك. فمن الواضح ان شَبنا لا يزال في خدمة الملك. (اشعياء ٣٦:٢، ٢٢)
-
-
دروس حول عدم الامانةنبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري الجزء ١
-
-
وكيل اناني
١٦، ١٧ (أ) مَن ينال الآن رسالة تحذيرية من يهوه، ولماذا؟ (ب) ماذا سيحلّ بشَبنا نتيجة طموحاته العالية؟
١٦ يحوِّل النبي الآن انتباهه من شعب غير امين الى فرد غير امين. يكتب اشعيا: «هكذا قال السيد رب الجنود. اذهب ادخل الى هذا جليس الملك [«ذلك الوكيل»، يج] الى شَبنا الذي على البيت. ما لك ههنا ومَن لك ههنا حتى نقرت لنفسك ههنا قبرا ايها الناقر في العلو قبره الناحت لنفسه في الصخر مسكنا». — اشعياء ٢٢:١٥، ١٦.
١٧ شَبنا هو ‹الوكيل على البيت›، وعلى الارجح بيت الملك حزقيا. وهو بذلك يتمتع بمكانة مرموقة، اذ انه الثاني بعد الملك. ويُتوقع منه الكثير ايضا. (١ كورنثوس ٤:٢) ولكن بدلا من الاهتمام اولا بشؤون الامة، يطلب شَبنا مجد نفسه. فهو يصنع قبرا فخما — كقبر ملك — وينقره عاليا في الصخر. لهذا يوحي يهوه، الذي يرى ذلك، الى اشعيا ان يحذّر هذا الوكيل غير الامين قائلا: «هوذا الرب يطرحك طرحا يا رجل ويغطيك تغطية يلفك لف لفيفة كالكرة الى ارض واسعة الطرفين. هناك تموت وهناك تكون مركبات مجدك يا خزي بيت سيدك. وأطردك من منصبك ومن مقامك يحطك». (اشعياء ٢٢:١٧-١٩) فشَبنا، بسبب انانيته، لن يحظى حتى بقبر عادي في اورشليم، بل سيُطرح ككرة ليموت في ارض بعيدة. وهذا تحذير لجميع الذين يؤتمَنون على سلطة بين شعب اللّٰه. فإساءة استعمال السلطة ستؤدي الى خسارتها وربما الى طرد الشخص نفسه.
١٨ مَن سيحلّ محل شَبنا، وماذا يعني اعطاء هذا الشخص ألبسة شَبنا الرسمية ومفتاح بيت داود؟
١٨ ولكن كيف سيُنحّى شَبنا عن منصبه؟ يوضح يهوه بواسطة اشعيا: «يكون في ذلك اليوم اني ادعو عبدي ألياقيم بن حلقيا وألبسه ثوبك وأشده بمنطقتك وأجعل سلطانك في يده فيكون ابا لسكان اورشليم ولبيت يهوذا. وأجعل مفتاح بيت داود على كتفه فيفتح وليس مَن يغلق ويغلق وليس مَن يفتح». (اشعياء ٢٢:٢٠-٢٢) فسيحلّ ألياقيم محل شَبنا ويُعطى ألبسة الوكيل الرسمية مع مفتاح بيت داود. يستعمل الكتاب المقدس كلمة «مفتاح» رمزا الى السلطة او الحكم او النفوذ. (قارنوا متى ١٦:١٩.) وفي الازمنة القديمة كان يمكن اعطاء مستشار الملك، المؤتمَن على المفاتيح، مسؤولية الاشراف العام على الجناح الملكي، حتى انه كان يختار المرشحين لخدمة الملك. (قارنوا كشف ٣:٧، ٨.) وهذا ما يجعل مركز الوكيل مهما، وكل مَن يخدم في هذا المنصب يُتوقع منه الكثير. (لوقا ١٢:٤٨) وربما كان شَبنا مؤهلا لهذا المنصب، لكنَّ يهوه سيضع شخصا آخر مكانه بسبب عدم امانته.
وتدان رمزيان
١٩، ٢٠ (أ) كيف سيكون ألياقيم بركة لشعبه؟ (ب) ماذا سيحلّ بالذين يستمرون في الاعتماد على شَبنا؟
١٩ وفي النهاية يستخدم يهوه اسلوبا مجازيا ليصف نقل السلطة من شَبنا الى ألياقيم. يذكر: «أثبِّته [ألياقيم] وتدا في موضع امين ويكون كرسي مجد لبيت ابيه. ويعلقون عليه كل مجد بيت ابيه الفروع والقضبان كل آنية صغيرة من آنية الطسوس الى آنية القناني جميعا. في ذلك اليوم يقول رب الجنود يزول الوتد [شَبنا] المثبت في موضع امين ويُقطع ويسقط. ويباد الثقل الذي عليه لأن الرب قد تكلم». — اشعياء ٢٢:٢٣-٢٥.
٢٠ الوتد الاول في هذه الاعداد هو ألياقيم. وسيصير «كرسي مجد» لبيت ابيه حلقيا. وبخلاف شَبنا، لن يجلب العار على بيت ابيه او يشوه سمعتهم. وسيكون ألياقيم سندا امينا لآنية البيت، اي للآخرين في خدمة الملك. (٢ تيموثاوس ٢:٢٠، ٢١) أما الوتد الثاني فيشير الى شَبنا. ومع انه يبدو في مأمن، فسيُنزع. وكل مَن يستمر في الاعتماد عليه سيسقط.
٢١ في الازمنة العصرية، مَن نُحِّيَ عن مركزه كشَبنا، ولماذا، ومَن حلّ محله؟
٢١ يذكّرنا ما حدث لشَبنا بأن الذين يقبلون امتيازات الخدمة، بين مَن يدّعون عبادة اللّٰه، ينبغي ان يستخدموا هذه الامتيازات لخدمة الغير ولجلب التسبيح ليهوه. وينبغي ألا يسيئوا استعمال مركزهم ليغتنوا او ليشتهروا. مثلا، ادّعى العالم المسيحي لزمن طويل انه وكيل معيَّن، انه الممثل الارضي ليسوع المسيح. ولكن كما جلب شَبنا العار على ابيه بطلبه مجد نفسه، كذلك جلب قادة العالم المسيحي العار على الخالق بتجميعهم الثروات وسعيهم وراء السلطة. لذلك عندما اتى وقت الدينونة ‹مبتدئا ببيت اللّٰه› سنة ١٩١٨، نحّى يهوه العالم المسيحي. وحُدّدت هوية وكيل آخر — «الوكيل الأمين الفطين» — وعُيِّن على بيت يسوع الارضي. (١ بطرس ٤:١٧؛ لوقا ١٢:٤٢-٤٤)
-