مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كان «يكبر وهو مع يهوه»‏
    اقتد بإيمانهم
    • الصبي صموئيل

      اَلْفَصْلُ ٱلسَّابِعُ

      كَانَ «يَكْبَرُ وَهُوَ مَعَ يَهْوَهَ»‏

      ١،‏ ٢ فِي أَيِّ مُنَاسَبَةٍ ٱجْتَمَعَ صَمُوئِيلُ بِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ،‏ وَلِمَ لَزِمَ أَنْ يَدْفَعَهُمْ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ؟‏

      اِحْتَشَدَتِ ٱلْأُمَّةُ فِي مَدِينَةِ ٱلْجِلْجَالِ تَلْبِيَةً لِدَعْوَةِ ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ صَمُوئِيلَ ٱلَّذِي خَدَمَ نَبِيًّا وَقَاضِيًا عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ.‏ حَدَثَ ذٰلِكَ فِي فَصْلِ ٱلْجَفَافِ،‏ فِي شَهْرِ أَيَّارَ أَوْ حَزِيرَانَ (‏مَايُو أَوْ يُونْيُو)‏ بِحَسَبِ تَقْوِيمِنَا ٱلْعَصْرِيِّ،‏ حِينَ كَانَتِ ٱلْحُقُولُ تَتَزَيَّنُ بِسَنَابِلِ ٱلْقَمْحِ ٱلذَّهَبِيَّةِ مُعْلِنَةً مَوْسِمَ ٱلْحَصَادِ.‏ أَخَذَ صَمُوئِيلُ يَتَطَلَّعُ فِي وُجُوهِ ٱلشَّعْبِ وَٱلسُّكُونُ مُخَيِّمٌ عَلَيْهِمْ.‏ تُرَى،‏ كَيْفَ لَهُ أَنْ يَمَسَّ قُلُوبَهُمْ؟‏

      ٢ لَمْ يُدْرِكِ ٱلشَّعْبُ مَدَى خُطُورَةِ ٱلْوَضْعِ.‏ فَقَدْ أَصَرُّوا أَنْ يَحْكُمَهُمْ مَلِكٌ بَشَرِيٌّ،‏ وَلَمْ يَعُوا أَنَّ طَلَبَهُمْ هٰذَا لَهُوَ ٱزْدِرَاءٌ فَاضِحٌ بِإِلٰهِهِمْ وَنَبِيِّهِ.‏ فَهُمْ فِي ٱلْوَاقِعِ كَانُوا يَرْفُضُونَ يَهْوَهَ مَلِكًا عَلَيْهِمْ.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِصَمُوئِيلَ أَنْ يَدْفَعَهُمْ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ؟‏

      يُعَلِّمُنَا صَمُوئِيلُ فِي صِبَاهُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ بِنَاءِ إِيمَانِنَا بِيَهْوَهَ رَغْمَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ حَوْلَنَا

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ لِمَ أَتَى صَمُوئِيلُ عَلَى ذِكْرِ سَنَوَاتِ صِبَاهُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ مِثَالُ صَمُوئِيلَ فِي ٱلْإِيمَانِ؟‏

      ٣ قَالَ صَمُوئِيلُ لِلْجَمْعِ:‏ «شِخْتُ وَشِبْتُ».‏ وَشَيْبَتُهُ هٰذِهِ أَعْطَتْ وَزْنًا لِكَلَامِهِ.‏ ثُمَّ تَابَعَ:‏ «قَدْ سِرْتُ أَمَامَكُمْ مُنْذُ صِبَايَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».‏ (‏١ صم ١١:‏​١٤،‏ ١٥؛‏ ١٢:‏٢‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ بَاتَ مُسِنًّا،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَنْسَ أَيَّامَ صِبَاهُ.‏ بَلْ بَقِيَتْ ذِكْرَيَاتُ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ حَيَّةً فِي ذِهْنِهِ.‏ فَٱلْقَرَارَاتُ ٱلَّتِي ٱتَّخَذَهَا فِي سَنَوَاتِهِ ٱلْغَضَّةِ أَدَّتْ بِهِ إِلَى ٱلْعَيْشِ حَيَاةً تَتَّسِمُ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّعَبُّدِ لِإِلٰهِهِ يَهْوَهَ.‏

      ٤ لَقَدْ وَجَبَ عَلَى صَمُوئِيلَ أَنْ يُنَمِّيَ وَيَصُونَ إِيمَانَهُ لِأَنَّهُ كَانَ مُحَاطًا فِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ بِأُنَاسٍ يَفْتَقِرُونَ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلْوَلَاءِ.‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ عَلَيْنَا تَنْمِيَةُ ٱلْإِيمَانِ لِأَنَّنَا نَعِيشُ وَسْطَ عَالَمٍ كَافِرٍ وَفَاسِدٍ.‏ ‏(‏اقرأ لوقا ١٨:‏٨‏.‏‏)‏ فَلْنَرَ مَاذَا عَسَانَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ صَمُوئِيلَ بِٱلْعَوْدَةِ أَوَّلًا إِلَى سَنَوَاتِ صِبَاهُ.‏

      ‏«خَدَمَ أَمَامَ يَهْوَهَ،‏ وَهُوَ صَبِيٌّ»‏

      ٥،‏ ٦ كَيْفَ كَانَتْ طُفُولَةُ صَمُوئِيلَ ٱسْتِثْنَائِيَّةً،‏ وَلِمَ كَانَ وَالِدَاهُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ سَيَلْقَى ٱلِٱهْتِمَامَ فِي شِيلُوهَ؟‏

      ٥ عَاشَ صَمُوئِيلُ طُفُولَةً ٱسْتِثْنَائِيَّةً.‏ فَبُعَيْدَ فِطَامِهِ،‏ رُبَّمَا بِعُمْرِ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ أَوْ أَكْثَرَ بِقَلِيلٍ،‏ بَاشَرَ حَيَاةً مُكَرَّسَةً لِلْخِدْمَةِ فِي مَسْكَنِ يَهْوَهَ ٱلْمُقَدَّسِ فِي شِيلُوهَ ٱلَّتِي تَبْعُدُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ كلم عَنْ بَيْتِهِ فِي ٱلرَّامَةِ.‏ فَوَالِدَاهُ أَلْقَانَةُ وَحَنَّةُ قَدَّمَاهُ لِيَهْوَهَ نَذِيرًا مَدَى حَيَاتِهِ كَيْ يَخْدُمَهُ خِدْمَةً خُصُوصِيَّةً.‏a وَلٰكِنْ هَلْ عَنَى ذٰلِكَ أَنَّهُمَا تَخَلَّيَا عَنْهُ وَمَا عَادَا يُحِبَّانِهِ؟‏

      ٦ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَقَدْ عَرَفَا أَنَّ ٱبْنَهُمَا سَيَلْقَى ٱلِٱهْتِمَامَ فِي شِيلُوهَ.‏ فَرَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ عَالِي كَانَ سَيَحْرِصُ عَلَى ذٰلِكَ حَتْمًا إِذْ إِنَّ صَمُوئِيلَ عَمِلَ مَعَهُ عَنْ كَثَبٍ.‏ هٰذَا عَدَا عَنْ وُجُودِ عَدَدٍ مِنَ ٱلنِّسَاءِ ٱللَّوَاتِي يَخْدُمْنَ فِي ٱلْمَسْكَنِ خِدْمَةً مُنَظَّمَةً عَلَى مَا يَتَّضِحُ.‏ —‏ خر ٣٨:‏٨؛‏ قض ١١:‏​٣٤-‏٤٠‏.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ أَيُّ تَشْجِيعٍ حُبِّيٍّ نَالَهُ صَمُوئِيلُ مِنْ وَالِدَيْهِ سَنَةً تِلْوَ ٱلْأُخْرَى؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا مِنْ أَبَوَيْ صَمُوئِيلَ؟‏

      ٧ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ كَيْفَ لِأَلْقَانَةَ وَحَنَّةَ أَنْ يَنْسَيَا بِكْرَهُمَا ٱلْحَبِيبَ ٱلَّذِي رُزِقَا بِهِ ٱسْتِجَابَةً لِصَلَاةِ أُمِّهِ؟‏ فَحَنَّةُ ٱلْتَمَسَتْ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ تُنْجِبَ ٱبْنًا وَوَعَدَتْهُ أَنْ تُكَرِّسَهُ لَهُ كَيْ يَخْدُمَهُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ وَكَانَتْ حِينَ تَزُورُهُ كُلَّ سَنَةٍ،‏ تَأْتِيهِ بِجُبَّةٍ جَدِيدَةٍ صَنَعَتْهَا هِيَ بِنَفْسِهَا لِيَلْبَسَهَا خِلَالَ خِدْمَتِهِ فِي ٱلْمَسْكَنِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلصَّبِيَّ ٱلصَّغِيرَ فَرِحَ بِزِيَارَاتِ وَالِدَيْهِ وَقَدَّرَهَا.‏ فَهُمَا أَمَدَّاهُ بِٱلتَّشْجِيعِ وَٱلْإِرْشَادِ ٱلْحُبِّيَّيْنِ،‏ فِيمَا كَانَا يُعَلِّمَانِهِ أَنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ فِي ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ ٱلْفَرِيدِ ٱمْتِيَازٌ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ.‏

      ٨ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْكَثِيرَ مِنْ حَنَّةَ وَأَلْقَانَةَ.‏ فَمِنَ ٱلشَّائِعِ أَنْ يُرَكِّزَ ٱلْآبَاءُ كُلَّ جُهُودِهِمْ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِأَوْلَادِهِمْ مَادِّيًّا،‏ مُتَجَاهِلِينَ حَاجَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ أَمَّا وَالِدَا صَمُوئِيلَ فَوَضَعَا ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي تَرَكَ أَثَرًا بَالِغًا فِي شَخْصِيَّةِ وَلَدِهِمَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ —‏ اقرإ الامثال ٢٢:‏٦‏.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كَيْفَ كَانَ ٱلْمَسْكَنُ وَمَا هِيَ مَشَاعِرُ صَمُوئِيلَ ٱلصَّغِيرِ حِيَالَ هٰذَا ٱلْمَكَانِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏ (‏ب)‏ أَيُّ عَمَلٍ قَامَ بِهِ صَمُوئِيلُ،‏ وَكَيْفَ لِمَنْ هُمْ فِي مِثْلِ سِنِّهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَقْتَدُوا بِمِثَالِهِ؟‏

      ٩ تَخَيَّلِ ٱلصَّبِيَّ صَمُوئِيلَ يَكْبُرُ وَيَجُوبُ ٱلتِّلَالَ ٱلْعَالِيَةَ ٱلْمُحِيطَةَ بِشِيلُوهَ.‏ هَا هُوَ يَقِفُ عَلَى إِحْدَاهَا لِيَنْظُرَ ٱلْمَدِينَةَ وَٱلْوَادِيَ ٱلْمُمْتَدَّ عِنْدَ إِحْدَى جِهَاتِهَا،‏ فَيَطْفَحُ قَلْبُهُ فَرَحًا وَٱعْتِزَازًا حِينَ يَقَعُ بَصَرُهُ عَلَى مَسْكَنِ يَهْوَهَ.‏ لَكَمْ هُوَ مُقَدَّسٌ هٰذَا ٱلْمَكَانُ!‏b فَقَدْ أَشْرَفَ مُوسَى عَلَى بِنَائِهِ قَبْلَ نَحْوِ ٤٠٠ سَنَةٍ،‏ وَهُوَ ٱلْمَرْكَزُ ٱلْوَحِيدُ لِعِبَادَةِ يَهْوَهَ ٱلنَّقِيَّةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏

      ١٠ نَمَتْ فِي قَلْبِ صَمُوئِيلَ مَحَبَّةٌ لِلْمَسْكَنِ.‏ نَقْرَأُ فِي ٱلرِّوَايَةِ ٱلَّتِي كَتَبَهَا لَاحِقًا:‏ «كَانَ صَمُوئِيلُ يَخْدُمُ أَمَامَ يَهْوَهَ،‏ وَهُوَ صَبِيٌّ،‏ وَكَانَ مُتَمَنْطِقًا بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ».‏ (‏١ صم ٢:‏١٨‏)‏ إِنَّ ٱلْأَفُودَ ثَوْبٌ بَسِيطٌ بِلَا كُمَّيْنِ دَلَّ كَمَا يَتَّضِحُ أَنَّ صَمُوئِيلَ يُسَاعِدُ ٱلْكَهَنَةَ فِي ٱلْمَسْكَنِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَنْتَمِ إِلَى صَفِّ ٱلْكَهَنُوتِ،‏ تَوَلَّى مُهِمَّاتٍ شَمَلَتْ فَتْحَ ٱلْبَابِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى دَارِ ٱلْمَسْكَنِ صَبَاحًا وَخِدْمَةَ عَالِي ٱلْمُسِنِّ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ فَرِحَ كَثِيرًا بِٱمْتِيَازَاتِهِ هٰذِهِ،‏ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ وَجَدَ ٱلْقَلَقُ وَٱلْحُزْنُ سَبِيلًا إِلَى قَلْبِهِ ٱلْبَرِيءِ.‏ فَثَمَّةَ أَمْرٌ مُرِيعٌ كَانَ يَحْدُثُ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ.‏

      حَافَظَ عَلَى طَهَارَتِهِ فِي وَجْهِ ٱلْفَسَادِ

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ أَيُّ عَيْبٍ خَطِيرٍ طَبَعَ شَخْصِيَّةَ حُفْنِي وَفِينْحَاسَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ شُرُورٍ وَمَفَاسِدَ ٱرْتَكَبَهَا حُفْنِي وَفِينْحَاسُ فِي ٱلْمَسْكَنِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

      ١١ شَهِدَ صَمُوئِيلُ فِي سِنٍّ بَاكِرَةٍ شُرُورًا وَمَفَاسِدَ فَظِيعَةً.‏ فَقَدْ كَانَ لِعَالِي ٱبْنَانِ ٱسْمُهُمَا حُفْنِي وَفِينْحَاسُ.‏ وَحَسْبَمَا تُقُولُ رِوَايَةُ صَمُوئِيلَ:‏ «كَانَ ٱبْنَا عَالِي رَجُلَيْنِ لَا خَيْرَ فِيهِمَا،‏ وَلَا يُقَدِّرَانِ يَهْوَهَ».‏ (‏١ صم ٢:‏١٢‏)‏ يَتَضَمَّنُ هٰذَا ٱلْعَدَدُ فِكْرَتَيْنِ مُتَرَابِطَتَيْنِ.‏ فَقَدْ كَانَ حُفْنِي وَفِينْحَاسُ «رَجُلَيْنِ لَا خَيْرَ فِيهِمَا» —‏ حَرْفِيًّا «ٱبْنَيِ ٱلْبُطْلِ» —‏ لِأَنَّهُمَا لَمْ يُكِنَّا أَيَّ ٱحْتِرَامٍ لِيَهْوَهَ.‏ فَهُمَا لَمْ يَأْبَهَا بِمَقَايِيسِهِ وَمَطَالِبِهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ وَهٰذَا ٱلْعَيْبُ ٱلْخَطِيرُ كَانَ أَصْلَ خَطَايَاهُمَا ٱلْأُخْرَى.‏

      ١٢ مَثَلًا،‏ حَدَّدَتْ شَرِيعَةُ ٱللّٰهِ بِدِقَّةٍ وَاجِبَاتِ ٱلْكَهَنَةِ وَكَيْفَ يُقَرِّبُونَ ٱلذَّبَائِحَ فِي ٱلْمَسْكَنِ.‏ وَثَمَّةَ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِذٰلِكَ.‏ فَٱلذَّبَائِحُ مَثَّلَتْ تَدَابِيرَ ٱللّٰهِ لِمَغْفِرَةِ خَطَايَا ٱلنَّاسِ حَتَّى يَكُونُوا أَطْهَارًا فِي عَيْنَيْهِ وَجَدِيرِينَ بِنَيْلِ بَرَكَتِهِ وَتَوْجِيهِهِ.‏ لٰكِنَّ حُفْنِيَ وَفِينْحَاسَ حَمَلَا ٱلْكَهَنَةَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِهَانَةِ بِٱلْقَرَابِينِ.‏c

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ كَيْفَ تَأَثَّرَ حَتْمًا مُرْتَادُو ٱلْمَسْكَنِ بِٱلشُّرُورِ ٱلَّتِي ٱرْتُكِبَتْ فِيهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَخْفَقَ عَالِي فِي إِتْمَامِ دَوْرِهِ كَأَبٍ وَرَئِيسِ كَهَنَةٍ؟‏

      ١٣ تَخَيَّلْ صَمُوئِيلَ ٱلصَّغِيرَ يُرَاقِبُ مَصْعُوقًا تِلْكَ ٱلْإِسَاءَاتِ ٱلشَّنِيعَةَ ٱلَّتِي تَوَاصَلَتْ دُونَ أَيِّ رَادِعٍ.‏ كَمْ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ رَآهُمْ يَقْتَرِبُونَ إِلَى ٱلْمَسْكَنِ ٱلْمُقَدَّسِ —‏ مِنْ فُقَرَاءَ وَمُتَوَاضِعِينَ وَبَائِسِينَ —‏ رَاجِينَ أَنْ يَسْتَمِدُّوا ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلْقُوَّةَ ٱلرُّوحِيَّةَ،‏ إِنَّمَا عَادُوا أَدْرَاجَهُمْ خَائِبِينَ مَجْرُوحِينَ مَذْلُولِينَ!‏ وَمَا أَصْعَبَ ٱلْمَشَاعِرَ ٱلَّتِي ٱعْتَرَتْهُ حِينَ عَلِمَ أَنَّ حُفْنِيَ وَفِينْحَاسَ تَجَاهَلَا أَيْضًا شَرِيعَةَ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ فَضَاجَعَا نِسَاءً يَخْدُمْنَ فِي ٱلْمَسْكَنِ!‏ (‏١ صم ٢:‏٢٢‏)‏ لَرُبَّمَا أَمَلَ صَمُوئِيلُ أَنْ يَتَدَخَّلَ وَالِدُهُمَا وَيَضَعَ حَدًّا لِهٰذِهِ ٱلِٱنْتِهَاكَاتِ.‏

      لَا شَكَّ أَنَّ صَمُوئِيلَ تَضَايَقَ بِشِدَّةٍ حِينَ رَأَى شُرُورَ ٱبْنَيْ عَالِي

      ١٤ فَعَالِي كَانَ خَيْرَ مَنْ بِإِمْكَانِهِ إِصْلَاحُ هٰذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْمُتَفَاقِمِ.‏ فَبِٱعْتِبَارِهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ،‏ وَقَعَتْ عَلَى عَاتِقِهِ مَسْؤُولِيَّةُ مَا يَجْرِي فِي ٱلْمَسْكَنِ.‏ وَبِصِفَتِهِ أَبًا،‏ وَجَبَ عَلَيْهِ تَقْوِيمُ ٱبْنَيْهِ ٱللَّذَيْنِ كَانَا يُلْحِقَانِ ٱلْأَذِيَّةَ بِنَفْسَيْهِمَا وَبِعَدَدٍ لَا يُحْصَى مِنَ ٱلشَّعْبِ.‏ لٰكِنَّ عَالِيَ أَخْفَقَ فِي إِتْمَامِ دَوْرِهِ كَأَبٍ وَرَئِيسِ كَهَنَةٍ.‏ فَقَدْ تَرَاخَى فِي تَوْبِيخِهِمَا،‏ وَلَمْ يَكُنْ حَازِمًا أَلْبَتَّةَ.‏ ‏(‏اقرأ ١ صموئيل ٢:‏​٢٣-‏٢٥‏.‏‏)‏ فَٱبْنَاهُ كَانَا بِحَاجَةٍ إِلَى تَأْدِيبٍ صَارِمٍ جِدًّا لِٱقْتِرَافِهِمَا خَطَايَا تَسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتَ.‏

      ١٥ أَيُّ رِسَالَةٍ قَوِيَّةٍ بَعَثَ بِهَا يَهْوَهُ إِلَى عَالِي،‏ وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ عَائِلَتِهِ حِيَالَ ٱلتَّحْذِيرِ؟‏

      ١٥ اِسْتَمَرَّ ٱلْوَضْعُ يَزْدَادُ سُوءًا إِلَى حَدِّ أَنَّ يَهْوَهَ أَرْسَلَ إِلَى عَالِي رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ قَوِيَّةً مَعَ نَبِيٍّ غَيْرِ مَذْكُورٍ بِٱلِٱسْمِ يُشَارُ إِلَيْهِ بِعِبَارَةِ «رَجُلُ ٱللّٰهِ».‏ قَالَ يَهْوَهُ لِعَالِي:‏ «أَكْرَمْتَ ٱبْنَيْكَ عَلَيَّ».‏ وَأَنْبَأَ أَنَّهُمَا سَيَمُوتَانِ مَعًا فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ وَأَنَّ عَائِلَةَ عَالِي سَتُعَانِي ٱلْأَمَرَّيْنِ وَتَخْسَرُ أَيْضًا ٱمْتِيَازَهَا فِي صَفِّ ٱلْكَهَنُوتِ.‏ فَهَلْ غَيَّرَ هٰذَا ٱلتَّحْذِيرُ ٱلْقَوِيُّ مَوْقِفَ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْخَاطِئَ؟‏ لَا نَقْرَأُ فِي ٱلسِّجِلِّ شَيْئًا مِنْ هٰذَا ٱلْقَبِيلِ.‏ —‏ ١ صم ٢:‏٢٧–‏٣:‏١‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَخْبَارٍ حُلْوَةٍ نَقْرَأُهَا عَنْ تَقَدُّمِ صَمُوئِيلَ ٱلصَّغِيرِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكَ عَلَاقَةُ صَمُوئِيلَ بِيَهْوَهَ؟‏

      ١٦ وَكَيْفَ أَثَّرَ كُلُّ هٰذَا ٱلْفَسَادِ فِي صَمُوئِيلَ ٱلصَّغِيرِ؟‏ بَيْنَ ٱلْفَيْنَةِ وَٱلْفَيْنَةِ،‏ يُومِضُ فِي هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ ٱلْحَالِكَةِ شُعَاعُ نُورٍ حِينَ نَقْرَأُ فِيهَا أَخْبَارًا حُلْوَةً عَنْ نُمُوِّ صَمُوئِيلَ وَتَقَدُّمِهِ.‏ فَٱلسِّجِلُّ يَذْكُرُ فِي ١ صَمُوئِيل ٢:‏١٨ أَنَّهُ «خَدَمَ أَمَامَ يَهْوَهَ،‏ وَهُوَ صَبِيٌّ»،‏ مُعْرِبًا عَنْ أَمَانَةٍ لَافِتَةٍ.‏ فَحَتَّى فِي تِلْكَ ٱلسِّنِّ ٱلْبَاكِرَةِ،‏ جَعَلَ حَيَاتَهُ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ خِدْمَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَفِي ٱلْعَدَدِ ٢١ مِنَ ٱلْإِصْحَاحِ نَفْسِهِ،‏ نَقْرَأُ أَيْضًا هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُؤَثِّرَةَ:‏ «كَانَ صَمُوئِيلُ ٱلصَّبِيُّ يَكْبَرُ وَهُوَ مَعَ يَهْوَهَ».‏ فَفِيمَا كَانَ يَنْمُو،‏ قَوِيَ ٱلرِّبَاطُ ٱلَّذِي يَجْمَعُهُ بِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلْحَمِيمَةَ بِيَهْوَهَ هِيَ أَفْضَلُ حِمَايَةٍ مِنْ كُلِّ أَشْكَالِ ٱلْفَسَادِ.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلشَّبَابِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَقْتَدُوا بِصَمُوئِيلَ حِينَ يُحَاطُونَ بِٱلْفَسَادِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ صَمُوئِيلَ ٱخْتَارَ ٱلْمَسْلَكَ ٱلصَّائِبَ؟‏

      ١٧ كَانَ سَهْلًا عَلَى صَمُوئِيلَ أَنْ يُفَكِّرَ:‏ ‹مَا دَامَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱبْنَاهُ قَدِ ٱسْتَسْلَمُوا لِلْخَطِيَّةِ،‏ فَمَا ٱلْمَانِعُ أَنْ أَفْعَلَ مَا يَحْلُو لِي؟‏!‏›.‏ إِلَّا أَنَّ فَسَادَ ٱلْآخَرِينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا وَٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ،‏ لَيْسَ عُذْرًا أَبَدًا لِلْوُقُوعِ فِي ٱلْخَطِيَّةِ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَقْتَدِي ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلشُّبَّانِ وَٱلشَّابَّاتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِصَمُوئِيلَ،‏ ‹فَيَكْبَرُونَ وَهُمْ مَعَ يَهْوَهَ›،‏ حَتَّى حِينَ يَفْشَلُ بَعْضُ ٱلَّذِينَ حَوْلَهُمْ فِي رَسْمِ مِثَالٍ حَسَنٍ.‏

      ١٨ وَإِلَامَ أَدَّى مَسْلَكُ صَمُوئِيلَ؟‏ نَقْرَأُ:‏ «طَوَالَ هٰذَا ٱلْوَقْتِ كَانَ ٱلصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ يَكْبُرُ وَيَصِيرُ مُحَبَّبًا أَكْثَرَ عِنْدَ يَهْوَهَ وَٱلنَّاسِ».‏ (‏١ صم ٢:‏٢٦‏)‏ فَقَدْ كَانَ مَحْبُوبًا أَقَلُّهُ عِنْدَ ٱلَّذِينَ رَأْيُهُمْ مُهِمٌّ فِي نَظَرِهِ.‏ وَيَهْوَهُ نَفْسُهُ أَعَزَّ هٰذَا ٱلصَّبِيَّ بِسَبَبِ أَمَانَتِهِ.‏ وَلَا رَيْبَ أَنَّ صَمُوئِيلَ عَرَفَ أَنَّ إِلٰهَهُ سَيَتَّخِذُ إِجْرَاءً ضِدَّ كُلِّ ٱلشُّرُورِ ٱلَّتِي تُصْنَعُ فِي شِيلُوهَ.‏ لٰكِنَّهُ رُبَّمَا تَسَاءَلَ مَتَى يَحْدُثُ ذٰلِكَ.‏ وَذَاتَ لَيْلَةٍ،‏ وَجَدَ ٱلْجَوَابَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ.‏

      ‏«تَكَلَّمْ،‏ فَإِنَّ خَادِمَكَ يَسْمَعُ»‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ مَاذَا حَدَثَ مَعَ صَمُوئِيلَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي ٱلْمَسْكَنِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ عَرَفَ صَمُوئِيلُ مَصْدَرَ ٱلصَّوْتِ،‏ وَكَيْفَ عَامَلَ عَالِيَ؟‏

      ١٩ قُبَيْلَ طُلُوعِ ٱلْفَجْرِ،‏ فِيمَا ٱلضَّوْءُ ٱلْمُنْبَعِثُ مِنَ ٱلسِّرَاجِ ٱلْكَبِيرِ فِي ٱلْخَيْمَةِ يَرْتَجِفُ فِي ٱلظَّلَامِ،‏ شَقَّ ٱلسُّكُونَ صَوْتٌ يُنَادِي صَمُوئِيلَ بِٱسْمِهِ.‏ وَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ عَالِي ٱلَّذِي تَقَدَّمَتْ بِهِ ٱلْأَيَّامُ وَبَاتَ كَلِيلَ ٱلْبَصَرِ،‏ نَهَضَ وَ «رَكَضَ» نَحْوَهُ.‏ تَصَوَّرْهُ يُسْرِعُ إِلَيْهِ حَافِيَ ٱلْقَدَمَيْنِ لِيَعْرِفَ حَاجَتَهُ.‏ أَوَلَيْسَ مُؤَثِّرًا أَنَّهُ عَامَلَ عَالِيَ بِكُلِّ لُطْفٍ وَٱحْتِرَامٍ؟‏!‏ فَهُوَ كَانَ لَا يَزَالُ رَئِيسَ كَهَنَةِ يَهْوَهَ رَغْمَ خَطَايَاهُ.‏ —‏ ١ صم ٣:‏​٢-‏٥‏.‏

      ٢٠ أَيْقَظَ صَمُوئِيلُ عَالِيَ قَائِلًا:‏ «هٰأَنَذَا،‏ فَقَدْ نَادَيْتَنِي».‏ لٰكِنَّ عَالِيَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَعُودَ إِلَى ٱلْفِرَاشِ.‏ وَإِذَا بِٱلْأَمْرِ نَفْسِهِ يَتَكَرَّرُ ثَانِيَةً وَثَالِثَةً!‏ فَعَرَفَ عَالِي أَخِيرًا حَقِيقَةَ مَا يَجْرِي.‏ فَفِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ،‏ نَادِرًا مَا كَانَ يَهْوَهُ يَتَوَاصَلُ مَعَ شَعْبِهِ،‏ سَوَاءٌ بِٱلرُّؤَى أَوِ ٱلرَّسَائِلِ ٱلنَّبَوِيَّةِ.‏ وَلَا عَجَبَ فِي ذٰلِكَ.‏ غَيْرَ أَنَّ عَالِيَ عَلِمَ أَنَّ يَهْوَهَ يُعَاوِدُ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَ ٱلْبَشَرِ،‏ وَٱلْآنَ مِنْ خِلَالِ هٰذَا ٱلصَّبِيِّ!‏ لِذَا،‏ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَضْطَجِعَ مَرَّةً أُخْرَى،‏ وَلَقَّنَهُ مَا يُجِيبُ.‏ فَأَطَاعَهُ صَمُوئِيلُ.‏ وَسُرْعَانَ مَا سَمِعَ ٱلصَّوْتَ يُنَادِي مُجَدَّدًا:‏ «صَمُوئِيلُ،‏ صَمُوئِيلُ!‏».‏ فَأَجَابَ:‏ «تَكَلَّمْ،‏ فَإِنَّ خَادِمَكَ يَسْمَعُ».‏ —‏ ١ صم ٣:‏​١،‏ ٥-‏١٠‏.‏

      ٢١ كَيْفَ نَسْتَمِعُ إِلَى يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ،‏ وَلِمَ ٱلْأَمْرُ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ؟‏

      ٢١ أَخِيرًا وُجِدَ شَخْصٌ فِي شِيلُوهَ يَسْمَعُ كَلَامَ يَهْوَهَ!‏ لَقَدِ ٱتَّبَعَ صَمُوئِيلُ هٰذَا ٱلْمَسْلَكَ طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ فَهَلْ تَسِيرُ عَلَى مِنْوَالِهِ؟‏ لَا حَاجَةَ لَنَا أَنْ نَنْتَظِرَ صَوْتًا خَارِقًا لِلطَّبِيعَةِ يَتَكَلَّمُ مَعَنَا فِي ٱللَّيْلِ.‏ فَٱلْيَوْمَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْمَعَ صَوْتَ ٱللّٰهِ مَتَى شِئْنَا،‏ لِأَنَّ كَامِلَ كَلِمَتِهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي مُتَنَاوَلِ يَدِنَا.‏ وَكُلَّمَا أَصْغَيْنَا إِلَى ٱللّٰهِ وَأَطَعْنَاهُ،‏ ٱزْدَادَ إِيمَانُنَا قُوَّةً.‏ وَهٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا لَمَسَهُ صَمُوئِيلُ.‏

      صموئيل الصغير ينقل الی عالي رسالة دينونة من يهوه

      رَغْمَ ٱلْخَوْفِ ٱلَّذِي ٱعْتَرى صَمُوئِيلَ،‏ نَقَلَ إِلَى عَالِي بِأَمَانَةٍ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ مِنْ يَهْوَهَ

      ٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ كَيْفَ تَحَقَّقَتِ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلَّتِي خَافَ صَمُوئِيلُ بِدَايَةً أَنْ يَنْقُلَهَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱنْتَشَرَ ذِكْرُ صَمُوئِيلَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ؟‏

      ٢٢ شَكَّلَتْ تِلْكَ ٱللَّيْلَةُ فِي شِيلُوهَ مَحَطَّةً بَارِزَةً فِي حَيَاةِ صَمُوئِيلَ.‏ فَقَدْ وَسَمَتْ بِدَايَةَ عَلَاقَةٍ خُصُوصِيَّةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهْوَهَ،‏ إِذْ أَصْبَحَ نَبِيَّهُ وَٱلنَّاطِقَ بِلِسَانِهِ.‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ خَافَ ٱلصَّبِيُّ أَنْ يَنْقُلَ ٱلرِّسَالَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ إِلَى عَالِي.‏ فَهِيَ كَانَتْ إِعْلَانًا نِهَائِيًّا بِأَنَّ نُبُوَّةَ يَهْوَهَ عَلَى تِلْكَ ٱلْعَائِلَةِ سَتَتَحَقَّقُ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ٱسْتَجْمَعَ ٱلْجُرْأَةَ وَأَخْبَرَهُ بِهَا،‏ فَأَذْعَنَ عَالِي بِتَوَاضُعٍ لِلْحُكْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ.‏ وَلَمْ يَمُرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى تَمَّ كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ:‏ خَاضَتْ إِسْرَائِيلُ حَرْبًا ضِدَّ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ،‏ قُتِلَ حُفْنِي وَفِينْحَاسُ كِلَاهُمَا فِي ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ،‏ وَمَاتَ عَالِي حِينَ عَلِمَ أَنَّ تَابُوتَ يَهْوَهَ ٱلْمُقَدَّسَ قَدْ أُخِذَ.‏ —‏ ١ صم ٣:‏​١٠-‏١٨؛‏ ٤:‏​١-‏١٨‏.‏

      ٢٣ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ رَاحَ ذِكْرُ صَمُوئِيلَ كَنَبِيٍّ أَمِينٍ يَنْتَشِرُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ ‹فَيَهْوَهُ كَانَ مَعَهُ› حَسْبَمَا تَقُولُ ٱلرِّوَايَةُ،‏ وَلَمْ يَدَعْ أَيًّا مِنَ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا هٰذَا ٱلنَّبِيُّ يَسْقُطُ دُونَ إِتْمَامٍ.‏ —‏ اقرأ ١ صموئيل ٣:‏١٩‏.‏

      ‏«دَعَا صَمُوئِيلُ يَهْوَهَ»‏

      ٢٤ أَيُّ قَرَارٍ ٱتَّخَذَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ،‏ وَمَا خُطُورَةُ قَرَارِهِمْ هٰذَا؟‏

      ٢٤ هَلِ ٱتَّبَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قِيَادَةَ صَمُوئِيلَ وَصَارُوا أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ وَأَقْرَبَ إِلَيْهِ؟‏ كَلَّا.‏ فَبَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ ٱخْتَارُوا أَلَّا يَقْضِيَ لَهُمْ نَبِيٌّ وَأَنْ يَحْكُمَهُمْ مَلِكٌ بَشَرِيٌّ كَٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى.‏ فَلَبَّى صَمُوئِيلُ طَلَبَهُمْ بِتَوْجِيهٍ مِنْ يَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُوضِحَ لَهُمْ جَسَامَةَ خَطِيَّتِهِمْ.‏ فَهُمْ لَمْ يَرْفُضُوا مُجَرَّدَ إِنْسَانٍ بَلْ يَهْوَهَ نَفْسَهُ!‏ لِذَا ٱسْتَدْعَى صَمُوئِيلُ ٱلشَّعْبَ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ.‏

      صموئيل المسن ينظر الی اعلی خلال عاصفة رعدية والناس حوله خائفون

      صَلَّى صَمُوئِيلُ بِإِيمَانٍ،‏ فَٱسْتَجَابَهُ يَهْوَهُ بِإِرْسَالِ عَاصِفَةٍ رَعْدِيَّةٍ

      ٢٥،‏ ٢٦ كَيْفَ ٱسْتَطَاعَ أَخِيرًا صَمُوئِيلُ ٱلْمُسِنُّ أَنْ يُرِيَ ٱلشَّعْبَ فِي ٱلْجِلْجَالِ فَدَاحَةَ خَطِيَّتِهِمْ بِحَقِّ يَهْوَهَ؟‏

      ٢٥ لِنَعُدْ مُجَدَّدًا إِلَى صَمُوئِيلَ ٱلْمُسِنِّ وَهُوَ يُخَاطِبُهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْمَوْقِفِ ٱلْمُتَوَتِّرِ.‏ فَقَدْ ذَكَّرَهُمْ بِسِجِلِّ أَمَانَتِهِ وَٱسْتِقَامَتِهِ،‏ ثُمَّ ‹دَعَا يَهْوَهَ›،‏ كَمَا تَقُولُ ٱلرِّوَايَةُ،‏ طَالِبًا مِنْهُ أَنْ يُرْسِلَ عَاصِفَةً رَعْدِيَّةً.‏ —‏ ١ صم ١٢:‏​١٧،‏ ١٨‏.‏

      ٢٦ عَاصِفَةٌ رَعْدِيَّةٌ فِي فَصْلِ ٱلْجَفَافِ؟‏!‏ لَمْ يَحْصُلْ أَمْرٌ كَهٰذَا مِنْ قَبْلُ!‏ وَلَوْ شَكَّكَ ٱلشَّعْبُ لَحْظَةً فِي طَلَبِ صَمُوئِيلَ أَوْ هَزَأُوا بِهِ،‏ لَعَلِمُوا عَلَى ٱلْفَوْرِ أَنَّهُمْ مُخْطِئُونَ.‏ فَفَجْأَةً،‏ تَلَبَّدَتِ ٱلسَّمَاءُ بِٱلْغُيُومِ ٱلسَّوْدَاءِ وَهَبَّتْ رِيَاحٌ شَدِيدَةٌ عَصَفَتْ بِسَنَابِلِ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلْحُقُولِ.‏ ثُمَّ سُمِعَ دَوِيُّ رَعْدٍ يَصُمُّ ٱلْآذَانَ وَٱنْهَمَرَ ٱلْمَطَرُ بِغَزَارَةٍ.‏ وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ ٱلشَّعْبِ؟‏ تَقُولُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «خَافَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ مِنْ يَهْوَهَ وَمِنْ صَمُوئِيلَ خَوْفًا شَدِيدًا».‏ لَقَدْ أَدْرَكُوا أَخِيرًا فَدَاحَةَ خَطِيَّتِهِمْ.‏ —‏ ١ صم ١٢:‏​١٨،‏ ١٩‏.‏

      ٢٧ كَيْفَ يُكَافِئُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِإِيمَانِ صَمُوئِيلَ؟‏

      ٢٧ لَمْ يَكُنْ صَمُوئِيلُ مَنْ مَسَّ قُلُوبَهُمُ ٱلْمُتَمَرِّدَةَ،‏ بَلْ إِلٰهُهُ يَهْوَهُ.‏ فَمِنَ ٱلصِّغَرِ حَتَّى ٱلْمَشِيبِ،‏ آمَنَ صَمُوئِيلُ بِهِ وَٱتَّكَلَ عَلَيْهِ فَبُورِكَ بَرَكَاتٍ جَزِيلَةً.‏ وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَغَيَّرُ،‏ فَمَا زَالَ حَتَّى ٱلْيَوْمِ يَدْعَمُ ٱلَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِإِيمَانِ هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ.‏

      a عَاشَ ٱلنَّذِيرُونَ تَحْتَ نَذْرٍ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَشْرَبُوا ٱلْكُحُولَ وَيَقُصُّوا شُعُورَهُمْ.‏ وَقَدْ أَخَذَ مُعْظَمُهُمْ هٰذَا ٱلنَّذْرَ عَلَى نَفْسِهِ فَتْرَةً مُحَدَّدَةً،‏ فِي حِينِ كَانَ قَلِيلُونَ مِنْهُمْ نَذِيرِينَ مَدَى ٱلْحَيَاةِ،‏ أَمْثَالُ شَمْشُونَ وَصَمُوئِيلَ وَيُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ.‏

      b كَانَ ٱلْمَقْدِسُ مُسْتَطِيلَ ٱلشَّكْلِ،‏ وَهُوَ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ خَيْمَةٌ ضَخْمَةٌ ذَاتُ هَيْكَلٍ خَشَبِيٍّ.‏ وَقَدْ صُنِعَ مِنْ أَجْوَدِ ٱلْمَوَادِّ:‏ جُلُودِ فُقْمَاتٍ،‏ أَقْمِشَةٍ مُطَرَّزَةٍ بِإِتْقَانٍ،‏ وَأَخْشَابٍ نَفِيسَةٍ مُلَبَّسَةٍ بِٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ.‏ وَشُيِّدَ ضِمْنَ دَارٍ مُسْتَطِيلَةٍ تَحْوِي مَذْبَحًا مَهِيبًا لِتَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ أُنْشِئَتْ عَلَى مَا يَظْهَرُ غُرَفٌ إِضَافِيَّةٌ بِجِوَارِ ٱلْمَقْدِسِ لِيَسْتَخْدِمَهَا ٱلْكَهَنَةُ.‏ وَيَبْدُو أَنَّ صَمُوئِيلَ كَانَ يَنَامُ فِي إِحْدَاهَا.‏

      c تَتَضَمَّنُ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ مَثَلَيْنِ عَلَى ٱلِٱسْتِهَانَةِ.‏ أَوَّلًا،‏ ٱنْتَهَكَ ٱلْكَهَنَةُ ٱلْأَشْرَارُ فِي ٱلْمَسْكَنِ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلَّتِي حَدَّدَتْ أَيَّةُ أَجْزَاءٍ مِنَ ٱلذَّبَائِحِ تُعْطَى لِلْكَهَنَةِ كَيْ يَأْكُلُوهَا.‏ (‏تث ١٨:‏٣‏)‏ فَقَدْ كَانَ غِلْمَانُهُمْ يُقْحِمُونَ شَوْكَةً ضَخْمَةً فِي ٱلْمِغْلَاةِ ٱلَّتِي يُطْبَخُ فِيهَا ٱللَّحْمُ،‏ مُعْطِينَ ٱلْكَاهِنَ كُلَّ مَا يَصْعَدُ بِٱلشَّوْكَةِ مِنَ ٱللَّحْمِ ٱلْجَيِّدِ.‏ ثَانِيًا،‏ حِينَ كَانَ ٱلشَّعْبُ يَأْتُونَ بِذَبَائِحِهِمْ لِإِيقَادِهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ،‏ ٱعْتَادَ هٰؤُلَاءِ ٱلْكَهَنَةُ أَنْ يُرْسِلُوا غِلْمَانَهُمْ لِيَأْخُذُوا بِٱلْإِكْرَاهِ لَحْمًا نِيئًا مِنْ مُقَرِّبِ ٱلذَّبِيحَةِ،‏ حَتَّى قَبْلَ إِيقَادِ ٱلشَّحْمِ لِيَهْوَهَ.‏ —‏ لا ٣:‏​٣-‏٥؛‏ ١ صم ٢:‏​١٣-‏١٧‏.‏

  • احتملَ رغم خيبات الامل
    اقتد بإيمانهم
    • صموئيل المسن

      اَلْفَصْلُ ٱلثَّامِنُ

      اِحْتَمَلَ رَغْمَ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ

      ١ لِمَ كَانَتْ شِيلُوهُ مُثْقَلَةً بِٱلْأَحْزَانِ؟‏

      رَأَى صَمُوئِيلُ مَدِينَةَ شِيلُوهَ مُثْقَلَةً بِٱلْأَحْزَانِ وَغَارِقَةً فِي بَحْرٍ مِنَ ٱلدُّمُوعِ.‏ فَكَمْ مِنَ ٱلْبُيُوتِ ضَجَّتْ بِصُرَاخِ نِسَاءٍ وَأَوْلَادٍ يَنْدُبُونَ آبَاءً وَأَزْوَاجًا وَأَبْنَاءً وَإِخْوَةً مَضَوْا إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ!‏ فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ خَسِرُوا مَا يُقَارِبُ ٠٠٠‏,٣٠ جُنْدِيٍّ فِي هَزِيمَةٍ نَكْرَاءَ أَلْحَقَهَا بِهِمِ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ،‏ وَذٰلِكَ بَعْدَ مُرُورِ وَقْتٍ قَصِيرٍ عَلَى خَسَارَتِهِمْ ٠٠٠‏,٤ جُنْدِيٍّ فِي مَعْرَكَةٍ سَابِقَةٍ.‏ —‏ ١ صم ٤:‏​١،‏ ٢،‏ ١٠‏.‏

      ٢،‏ ٣ أَيَّةُ سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْمَآ‌سِي أَلْحَقَتِ ٱلْخِزْيَ بِشِيلُوهَ وَخَسَّرَتْهَا مَجْدَهَا؟‏

      ٢ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ ٱلْمَأْسَاةُ سِوَى حَلَقَةٍ مِنْ سِلْسِلَةِ مَآ‌سٍ أَلَمَّتْ بِإِسْرَائِيلَ!‏ فَقُبَيْلَ ذٰلِكَ،‏ أُخْرِجَ تَابُوتُ ٱلْعَهْدِ ٱلْمُقَدَّسُ مِنْ شِيلُوهَ وَسَارَ مَعَهُ حُفْنِي وَفِينْحَاسُ ٱلشِّرِّيرَانِ،‏ ٱبْنَا رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ عَالِي.‏ وَهٰذَا ٱلصُّنْدُوقُ ٱلثَّمِينُ ٱلَّذِي وُضِعَ عَادَةً فِي قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ فِي ٱلْمَسْكَنِ رَمَزَ إِلَى حَضْرَةِ ٱللّٰهِ.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ أَخَذَهُ ٱلشَّعْبُ إِلَى ٱلْمَعْرَكَةِ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُ تَعْوِيذَةٌ تَنْصُرُهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ.‏ وَلٰكِنْ يَا لَحَمَاقَةِ تَفْكِيرِهِمْ!‏ فَقَدِ ٱسْتَوْلَى عَلَيْهِ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ وَقَتَلُوا حُفْنِيَ وَفِينْحَاسَ.‏ —‏ ١ صم ٤:‏​٣-‏١١‏.‏

      ٣ طَوَالَ قُرُونٍ مَضَتْ،‏ أَضْفَى ٱلتَّابُوتُ وَقَارًا وَمَجْدًا عَلَى ٱلْمَسْكَنِ فِي شِيلُوهَ.‏ لٰكِنَّهُ ٱلْآنَ لَمْ يَعُدْ مَوْجُودًا.‏ وَمَا إِنْ وَصَلَتْ هٰذِهِ ٱلْأَخْبَارُ إِلَى مَسَامِعِ عَالِي ٱلْبَالِغِ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٩٨ سَنَةً حَتَّى سَقَطَ عَنِ ٱلْكُرْسِيِّ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَمَاتَ.‏ كَذٰلِكَ كَنَّتُهُ ٱلَّتِي تَرَمَّلَتْ فِي ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ مَاتَتْ وَهِيَ تُنْجِبُ طِفْلًا.‏ وَقَدْ قَالَتْ وَهِيَ تَلْفِظُ آخِرَ أَنْفَاسِهَا:‏ «سُبِيَ ٱلْمَجْدُ عَنْ إِسْرَائِيلَ».‏ فَشِيلُوهُ مَا كَانَتْ لِتَعُودَ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهَا.‏ —‏ ١ صم ٤:‏​١٢-‏٢٢‏.‏

      ٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟‏

      ٤ فَكَيْفَ كَانَ صَمُوئِيلُ سَيُوَاجِهُ هٰذِهِ ٱلْخَيْبَاتِ ٱلْمُرَّةَ؟‏ هَلْ إِيمَانُهُ مَتِينٌ إِلَى حَدٍّ يَقْوَى مَعَهُ عَلَى مُسَاعَدَةِ شَعْبٍ خَسِرَ حِمَايَةَ يَهْوَهَ وَرِضَاهُ؟‏ جَمِيعُنَا ٱلْيَوْمَ نُوَاجِهُ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ شَدَائِدَ وَخَيْبَاتٍ تَمْتَحِنُ إِيمَانَنَا.‏ فَلْنَرَ مَاذَا لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ بَعْدُ مِنْ صَمُوئِيلَ.‏

      ‏‹صَنَعَ بِرًّا›‏

      ٥،‏ ٦ عَلَامَ رَكَّزَ سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خِلَالَ فَتْرَةٍ ٱمْتَدَّتْ ٢٠ سَنَةً،‏ وَبِمَ ٱنْشَغَلَ صَمُوئِيلُ آنَذَاكَ؟‏

      ٥ يَتَحَوَّلُ سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْآنَ عَنْ صَمُوئِيلَ لِيُرَكِّزَ عَلَى ٱلتَّابُوتِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ فَيَرْوِي كَيْفَ عَانَى ٱلْفِلِسْطِيُّونَ بِسَبَبِهِ وَأُجْبِرُوا عَلَى إِعَادَتِهِ.‏ وَلَا يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ صَمُوئِيلَ مُجَدَّدًا إِلَّا بَعْدَ مُرُورِ نَحْوِ ٢٠ سَنَةً.‏ (‏١ صم ٧:‏٢‏)‏ فَبِمَ كَانَ مُنْشَغِلًا طَوَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ؟‏ لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى ٱلتَّخْمِينِ لِأَنَّ ٱلْجَوَابَ مُدَوَّنٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

      صموئيل يعزِّي نساء وأولادا حزانی

      كَيْفَ سَاعَدَ صَمُوئِيلُ شَعْبَهُ أَنْ يَتَخَطَّوْا خَسَارَتَهُمُ ٱلْفَادِحَةَ وَخَيْبَةَ أَمَلِهِمِ ٱلْمَرِيرَةَ؟‏

      ٦ فَقَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ ‹كَلَامَ صَمُوئِيلَ كَانَ إِلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ›.‏ (‏١ صم ٤:‏١‏)‏ وَبَعْدَ ٱنْقِضَائِهَا،‏ نَقْرَأُ أَنَّهُ كَانَ مُعْتَادًا كُلَّ سَنَةٍ أَنْ يَزُورَ ثَلَاثَ مُدُنٍ فِي إِسْرَائِيلَ،‏ فَيَطُوفُ فِيهَا لِيُعَالِجَ ٱلْقَضَايَا وَٱلْخِلَافَاتِ ٱلنَّاشِئَةَ ثُمَّ يَعُودُ إِلَى بَيْتِهِ فِي ٱلرَّامَةِ.‏ (‏١ صم ٧:‏​١٥-‏١٧‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّهُ ٱنْشَغَلَ كَثِيرًا خِلَالَ فَتْرَةِ ٱلْعِشْرِينَ سَنَةً مُنْجِزًا ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْمُهِمَّاتِ.‏

      صَحِيحٌ أَنَّ سِجِلَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ صَمُوئِيلَ طِيلَةَ ٢٠ سَنَةً،‏ لٰكِنَّنَا عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ ظَلَّ مُنْشَغِلًا بِخِدْمَةِ يَهْوَهَ

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ أَيُّ رِسَالَةٍ نَقَلَهَا صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلشَّعْبِ بَعْدَ عَقْدَيْنِ مِنَ ٱلْجُهُودِ ٱلدَّؤُوبَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلشَّعْبُ مَعَ كَلِمَاتِ صَمُوئِيلَ ٱلْمُطَمْئِنَةِ؟‏

      ٧ لَقَدْ قَوَّضَ ٱبْنَا عَالِي إِيمَانَ ٱلشَّعْبِ بِفَسَادِهِمَا وَٱنْحِطَاطِهِمَا ٱلْأَدَبِيِّ،‏ فَتَحَوَّلَ كَثِيرُونَ كَمَا يَبْدُو إِلَى عِبَادَةِ ٱلْأَصْنَامِ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ عَقْدَيْنِ بَذَلَ فِيهِمَا صَمُوئِيلُ جُهُودًا دَؤُوبَةً،‏ نَقَلَ إِلَى ٱلشَّعْبِ ٱلرِّسَالَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «إِنْ كُنْتُمْ رَاجِعِينَ إِلَى يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكُمْ،‏ فَأَزِيلُوا ٱلْآلِهَةَ ٱلْغَرِيبَةَ مِنْ وَسْطِكُمْ وَتَمَاثِيلَ عَشْتُورَثَ أَيْضًا،‏ وَثَبِّتُوا قَلْبَكُمْ فِي يَهْوَهَ وَٱخْدُمُوهُ وَحْدَهُ،‏ فَيُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ».‏ —‏ ١ صم ٧:‏٣‏.‏

      ٨ كَانَتْ «يَدُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ» قَدْ أَصْبَحَتْ ثَقِيلَةً عَلَى ٱلشَّعْبِ.‏ فَبَعْدَمَا أَنْزَلُوا هَزِيمَةً سَاحِقَةً بِجَيْشِ إِسْرَائِيلَ،‏ ظَنُّوا أَنَّ بِإِمْكَانِهِمْ مُضَايَقَةَ شَعْبِ ٱللّٰهِ دُونَ عِقَابٍ.‏ غَيْرَ أَنَّ صَمُوئِيلَ أَكَّدَ لِلشَّعْبِ أَنَّ ٱلْأَحْوَالَ سَتَتَغَيَّرُ إِنْ هُمْ رَجَعُوا إِلَى يَهْوَهَ.‏ فَهَلْ كَانُوا عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِذٰلِكَ؟‏ فَرِحَ ٱلنَّبِيُّ دُونَ شَكٍّ حِينَ أَزَالَ ٱلشَّعْبُ أَصْنَامَهُمْ وَ «خَدَمُوا يَهْوَهَ وَحْدَهُ».‏ فَجَمَعَهُمْ فِي ٱلْمِصْفَاةِ،‏ مَدِينَةٍ جَبَلِيَّةٍ شَمَالَ أُورُشَلِيمَ،‏ حَيْثُ صَامُوا وَتَابُوا عَنْ خَطَايَاهُمُ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِعِبَادَةِ ٱلْأَصْنَامِ.‏ —‏ اقرأ ١ صموئيل ٧:‏​٤-‏٦‏.‏

      حِينَ ٱجْتَمَعَ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلتَّائِبُ مَعًا،‏ فَكَّرَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ فِي ٱنْتِهَازِ ٱلْفُرْصَةِ لِلتَّعَدِّي عَلَيْهِمْ

      ٩ أَيُّ فُرْصَةٍ ٱنْتَهَزَهَا ٱلْفِلِسْطِيُّونَ،‏ وَكَيْفَ شَعَرَ شَعْبُ ٱللّٰهِ حِينَ تَهَدَّدَهُمُ ٱلْخَطَرُ؟‏

      ٩ غَيْرَ أَنَّ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ عَلِمُوا بِهٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ ٱلضَّخْمِ،‏ فَٱنْتَهَزُوا ٱلْفُرْصَةَ وَأَرْسَلُوا جَيْشًا إِلَى ٱلْمِصْفَاةِ لِيَسْحَقُوا عُبَّادَ يَهْوَهَ.‏ وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ ٱلْخَطَرَ يَتَهَدَّدُهُمْ،‏ دَبَّ ٱلرُّعْبُ فِي قُلُوبِهِمْ وَسَأَلُوا صَمُوئِيلَ أَنْ يُصَلِّيَ لِأَجْلِهِمْ.‏ فَلَبَّى طَلَبَهُمْ وَقَرَّبَ ذَبِيحَةً أَيْضًا.‏ وَفِيمَا هُوَ يُؤَدِّي هٰذَا ٱلْعَمَلَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ صَعِدَ جَيْشُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ عَلَى ٱلْمِصْفَاةِ.‏ حِينَئِذٍ،‏ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَاةَ صَمُوئِيلَ،‏ ‹فَأَرْعَدَ عَلَى ٱلْفِلِسْطِيِّينَ بِضَجِيجٍ عَالٍ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ› تَعْبِيرًا عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ.‏ —‏ ١ صم ٧:‏​٧-‏١٠‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ قَصْفَ ٱلرَّعْدِ ٱلَّذِي سَمِعَهُ جَيْشُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ كَانَ غَيْرَ ٱعْتِيَادِيٍّ؟‏ (‏ب)‏ عَمَّ أَسْفَرَتِ ٱلْمَعْرَكَةُ ٱلَّتِي بَدَأَتْ فِي ٱلْمِصْفَاةِ؟‏

      ١٠ هَلْ يُعْقَلُ أَنْ نَتَخَيَّلَ هٰؤُلَاءِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ مِثْلَ ٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ ٱلَّذِينَ يُسْرِعُونَ إِلَى أُمَّهَاتِهِمْ لِيَخْتَبِئُوا وَرَاءَهُنَّ خَوْفًا مِنْ قَصْفِ ٱلرَّعْدِ؟‏ كَلَّا،‏ فَقَدْ كَانُوا رِجَالَ حَرْبٍ أَشِدَّاءَ قَسَّتِ ٱلْمَعَارِكُ قُلُوبَهُمْ.‏ وَلٰكِنْ لَا بُدَّ أَنَّهُمْ سَمِعُوا آنَذَاكَ هَدِيرًا لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ.‏ فَهَلْ كَانَ ‹ضَجِيجُ ٱلرَّعْدِ عَالِيًا› يَصُمُّ ٱلْآذَانَ؟‏ هَلْ دَوَّتْ بِهِ سَمَاءٌ زَرْقَاءُ صَافِيَةٌ،‏ أَمْ رَدَّدَتْ مُنْحَدَرَاتُ ٱلتِّلَالِ صَدَاهُ ٱلْقَوِيَّ؟‏ فِي كُلِّ ٱلْأَحْوَالِ،‏ أَحْدَثَ ٱلرَّعْدُ خَوْفًا وَٱرْتِبَاكًا بَيْنَ صُفُوفِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.‏ فَوَقَعُوا فِي بَلْبَلَةٍ عَظِيمَةٍ،‏ وَسُرْعَانَ مَا تَحَوَّلُوا مِنْ وُحُوشٍ مُفْتَرِسَةٍ إِلَى فَرَائِسَ.‏ فَهَبَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْمِصْفَاةِ وَهَزَمُوهُمْ وَطَارَدُوهُمْ عِدَّةَ كِيلُومِتْرَاتٍ حَتَّى جَنُوبِ غَرْبِ أُورُشَلِيمَ.‏ —‏ ١ صم ٧:‏١١‏.‏

      ١١ لَقَدْ شَكَّلَتْ تِلْكَ ٱلْمَعْرَكَةُ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي حَيَاةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ فَمُذَّاكَ،‏ رَاحَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ يَتَقَهْقَرُونَ شَيْئًا فَشَيْئًا كُلَّ ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي خَدَمَ فِيهَا صَمُوئِيلُ قَاضِيًا.‏ وَٱسْتَعَادَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مُدُنَهُمُ ٱلْوَاحِدَةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى.‏ —‏ ١ صم ٧:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١٢ مَاذَا يَعْنِي أَنَّ صَمُوئِيلَ ‹صَنَعَ بِرًّا›،‏ وَأَيَّةُ صِفَاتٍ سَاعَدَتْهُ أَنْ يَظَلَّ فَعَّالًا فِي خِدْمَتِهِ؟‏

      ١٢ بَعْدَ قُرُونٍ،‏ أَدْرَجَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱسْمَ صَمُوئِيلَ بَيْنَ ٱلْقُضَاةِ وَٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ «صَنَعُوا بِرًّا».‏ (‏عب ١١:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ فَقَدْ سَاعَدَ صَمُوئِيلُ ٱلشَّعْبَ عَلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَالِحٌ وَصَائِبٌ فِي عَيْنَيِ ٱللّٰهِ.‏ وَظَلَّ يَخْدُمُ بِفَعَّالِيَّةٍ لِأَنَّهُ ٱنْتَظَرَ يَهْوَهَ بِصَبْرٍ،‏ مُوَاصِلًا عَمَلَهُ بِأَمَانَةٍ رَغْمَ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ.‏ وَأَعْرَبَ أَيْضًا عَنْ رُوحِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلِٱمْتِنَانِ.‏ فَبَعْدَ ٱلنَّصْرِ ٱلَّذِي أُحْرِزَ فِي ٱلْمِصْفَاةِ،‏ أَقَامَ نُصْبًا تَذْكَارِيًّا لِكَيْلَا يَنْسَى ٱلشَّعْبُ كَيْفَ سَاعَدَهُمْ يَهْوَهُ.‏ —‏ ١ صم ٧:‏١٢‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ أَيَّةُ صِفَاتٍ تَلْزَمُنَا إِذَا أَرَدْنَا ٱلِٱقْتِدَاءَ بِصَمُوئِيلَ؟‏ (‏ب)‏ بِرَأْيِكَ،‏ مَتَى هُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِتَنْمِيَةِ مِثْلِ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ؟‏

      ١٣ هَلْ تُرِيدُ أَنْ ‹تَصْنَعَ بِرًّا› أَنْتَ أَيْضًا؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ مِنْ صَمُوئِيلَ دُرُوسًا فِي ٱلصَّبْرِ وَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّقْدِيرِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٥:‏٦‏.‏‏)‏ وَمَنْ مِنَّا لَا تَنْقُصُهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتُ؟‏!‏ طَبْعًا،‏ ٱسْتَفَادَ صَمُوئِيلُ جِدًّا مِنِ ٱكْتِسَابِ هٰذِهِ ٱلْخِصَالِ ٱلْحَمِيدَةِ وَٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا فِي سِنٍّ صَغِيرَةٍ نِسْبِيًّا.‏ فَقَدْ مُنِيَ بِخَيْبَاتٍ أَشَدَّ مَرَارَةً فِي سَنَوَاتِهِ ٱللَّاحِقَةِ.‏

      ‏«اِبْنَاكَ لَمْ يَسِيرَا فِي طُرُقِكَ»‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ أَيُّ خَيْبَةِ أَمَلٍ مَرِيرَةٍ مُنِيَ بِهَا صَمُوئِيلُ بَعْدَمَا «شَاخَ»؟‏ (‏ب)‏ هَلْ قَصَّرَ صَمُوئِيلُ فِي وَاجِبَاتِهِ ٱلْأَبَوِيَّةِ مِثْلَ عَالِي؟‏ أَوْضِحُوا.‏

      ١٤ يَأْتِي ٱلسِّجِلُّ عَلَى ذِكْرِ صَمُوئِيلَ مُجَدَّدًا بَعْدَمَا «شَاخَ» وَعَهِدَ إِلَى ٱبْنَيْهِ ٱلرَّاشِدَيْنِ،‏ يُوئِيلَ وَأَبِيَّا،‏ أَنْ يُسَاعِدَاهُ فِي ٱلْقَضَاءِ.‏ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ثِقَتَهُ بِهِمَا لَمْ تَكُنْ فِي مَحَلِّهَا.‏ فَهُوَ كَانَ مُسْتَقِيمًا وَبَارًّا،‏ أَمَّا ٱبْنَاهُ فَٱسْتَغَلَّا مَنْصِبَهُمَا لِأَهْدَافٍ أَنَانِيَّةٍ،‏ فَحَرَّفَا ٱلْعَدْلَ وَأَخَذَا ٱلرَّشَوَاتِ.‏ —‏ ١ صم ٨:‏​١-‏٣‏.‏

      ١٥ وَذَاتَ يَوْمٍ،‏ تَشَكَّى شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ إِلَى صَمُوئِيلَ ٱلْمُسِنِّ قَائِلِينَ:‏ «اِبْنَاكَ لَمْ يَسِيرَا فِي طُرُقِكَ».‏ (‏١ صم ٨:‏​٤،‏ ٥‏)‏ فَهَلْ كَانَ عَلَى عِلْمٍ بِمَا يَحْدُثُ؟‏ لَا تُزَوِّدُنَا ٱلرِّوَايَةُ بِٱلْجَوَابِ.‏ وَلٰكِنْ بِخِلَافِ عَالِي،‏ لَمْ يَكُنْ بِٱلتَّأْكِيدِ أَبًا يَسْتَحِقُّ ٱللَّوْمَ.‏ فَيَهْوَهُ وَبَّخَ عَالِيَ وَعَاقَبَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يُقَوِّمِ ٱبْنَيْهِ ٱلشِّرِّيرَيْنِ بَلْ أَكْرَمَهُمَا عَلَيْهِ.‏ (‏١ صم ٢:‏​٢٧-‏٢٩‏)‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَرَ مَا يَعِيبُ صَمُوئِيلَ فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ.‏

      الشيوخ يتكلمون مع صموئيل عن مسلك ابنيه الشرير

      كَيْفَ تَجَاوَزَ صَمُوئِيلُ خَيْبَتَهُ ٱلنَّاجِمَةَ عَنْ سُلُوكِ ٱبْنَيْهِ ٱلرَّدِيءِ؟‏

      ١٦ أَيَّةُ مَشَاعِرَ تُسَاوِرُ ٱلْوَالِدِينَ حِينَ يَتَمَرَّدُ أَوْلَادُهُمْ عَلَيْهِمْ،‏ وَكَيْفَ لَهُمْ أَنْ يَسْتَمِدُّوا ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلْإِرْشَادَ مِنْ مِثَالِ صَمُوئِيلَ؟‏

      ١٦ لَا تَكْشِفُ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ مَشَاعِرِ ٱلْخَيْبَةِ وَٱلْقَلَقِ وَٱلْخِزْيِ ٱلَّتِي طَعَنَتْ قَلْبَ صَمُوئِيلَ حِينَ عَلِمَ بِمَسْلَكِ ٱبْنَيْهِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ لٰكِنَّ مَشَاعِرَ كَهٰذِهِ تَتَمَلَّكُ آبَاءً وَأُمَّهَاتٍ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ.‏ فَفِي أَزْمِنَتِنَا ٱلْعَصِيبَةِ هٰذِهِ،‏ بَاتَ ٱلتَّمَرُّدُ عَلَى سُلْطَةِ ٱلْوَالِدِينَ وَعِصْيَانُ تَأْدِيبِهِمْ آفَةً مُتَفَشِّيَةً.‏ ‏(‏اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥‏.‏‏)‏ وَٱلْوَالِدُونَ ٱلَّذِينَ يُقَاسُونَ أَلَمًا كَهٰذَا قَدْ يَسْتَمِدُّونَ ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلْإِرْشَادَ مِنْ مِثَالِ صَمُوئِيلَ.‏ فَهُوَ لَمْ يَدَعْ طُرُقَ ٱبْنَيْهِ ٱلْمُلْتَوِيَةَ تَثْنِيهِ وَلَوْ لَحْظَةً عَنْ مَسْلَكِهِ ٱلْأَمِينِ.‏ وَجَدِيرٌ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْمِثَالَ ٱلْأَبَوِيَّ يَبْقَى لَهُ ٱلدَّوْرُ ٱلْأَكْبَرُ فِي ٱلْوُصُولِ إِلَى قُلُوبِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلَّتِي لَمْ يُؤَثِّرْ فِيهَا لَا ٱلْكَلَامُ وَلَا ٱلتَّأْدِيبُ.‏ وَبِرَسْمِ ٱلْمِثَالِ ٱلْجَيِّدِ،‏ يُفَرِّحُ ٱلْوَالِدُونَ قَلْبَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَيَكُونُونَ مَفْخَرَةً فِي عَيْنَيْهِ،‏ تَمَامًا مِثْلَ صَمُوئِيلَ.‏

      ‏‹عَيِّنْ لَنَا مَلِكًا›‏

      ١٧ مَاذَا طَلَبَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ مِنْ صَمُوئِيلَ،‏ وَكَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟‏

      ١٧ لَمْ يُدْرِكِ ٱبْنَا صَمُوئِيلَ عَوَاقِبَ جَشَعِهِمَا وَأَنَانِيَّتِهِمَا.‏ فَقَدْ طَلَبَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ مِنْ صَمُوئِيلَ:‏ «عَيِّنِ ٱلْآنَ لَنَا مَلِكًا يَقْضِي لَنَا كَجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ فَهَلْ كَانَ طَلَبُهُمْ هٰذَا رَفْضًا لَهُ؟‏ لَقَدْ قَضَى صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ طَوَالَ عُقُودٍ نِيَابَةً عَنْ يَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّهُمُ ٱلْآنَ مَا عَادُوا يُرِيدُونَ أَنْ يَقْضِيَ لَهُمْ مُجَرَّدُ نَبِيٍّ،‏ بَلْ أَرَادُوا مَلِكًا كَسَائِرِ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُحِيطَةِ بِهِمْ.‏ فَكَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟‏ ‹سَاءَ ٱلْأَمْرُ فِي عَيْنَيْهِ›،‏ حَسْبَمَا تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ.‏ —‏ ١ صم ٨:‏​٥،‏ ٦‏.‏

      ١٨ أَيَّةُ كَلِمَاتٍ أَرَاحَتْ صَمُوئِيلَ وَبَيَّنَتْ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ جَسَامَةَ خَطَإِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏

      ١٨ لَاحِظْ مَاذَا كَانَ جَوَابُ يَهْوَهَ حِينَ رَفَعَ صَمُوئِيلُ إِلَيْهِ ٱلْمَسْأَلَةَ فِي ٱلصَّلَاةِ:‏ «اِسْمَعْ لِصَوْتِ ٱلشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ؛‏ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ،‏ بَلْ رَفَضُونِي أَنَا مَلِكًا عَلَيْهِمْ».‏ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَرَاحَتْ صَمُوئِيلَ،‏ وَلٰكِنْ يَا لَلْإِهَانَةِ ٱلْفَظِيعَةِ ٱلَّتِي وَجَّهَهَا ٱلشَّعْبُ لِلّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ!‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ أَوْصَى يَهْوَهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُحَذِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ تَعْيِينَ مَلِكٍ عَلَيْهِمْ سَيُكَلِّفُهُمْ غَالِيًا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ أَصَرُّوا قَائِلِينَ:‏ «بَلْ يَكُونُ عَلَيْنَا مَلِكٌ».‏ فَمَا كَانَ مِنْ صَمُوئِيلَ إِلَّا أَنْ أَعْرَبَ عَنِ ٱلطَّاعَةِ كَعَادَتِهِ وَمَسَحَ ٱلْمَلِكَ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ.‏ —‏ ١ صم ٨:‏​٧-‏١٩‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ كَيْفَ أَطَاعَ صَمُوئِيلُ أَمْرَ يَهْوَهَ أَنْ يَمْسَحَ شَاوُلَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ وَاظَبَ صَمُوئِيلُ عَلَى مُسَاعَدَةِ شَعْبِ يَهْوَهَ؟‏

      ١٩ وَلٰكِنْ هَلْ أَطَاعَ صَمُوئِيلُ بِٱمْتِعَاضٍ وَبِحُكْمِ ٱلْوَاجِبِ؟‏ هَلْ سَمَحَ لِلْخَيْبَةِ أَنْ تُسَمِّمَ قَلْبَهُ وَلِلشُّعُورِ بِٱلْمَرَارَةِ أَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْهِ؟‏ قَدْ يَصِحُّ ذٰلِكَ فِي كَثِيرِينَ وَلٰكِنْ لَيْسَ فِي صَمُوئِيلَ.‏ فَقَدْ مَسَحَ شَاوُلَ وَٱعْتَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَهُ،‏ وَقَبَّلَهُ أَيْضًا دَلَالَةً عَلَى ٱلتَّرْحِيبِ بِهِ وَتَعْبِيرًا عَنِ ٱلْخُضُوعِ لَهُ بِصِفَتِهِ ٱلْمَلِكَ ٱلْجَدِيدَ.‏ وَقَالَ لِلشَّعْبِ:‏ «هَلْ رَأَيْتُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ،‏ أَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ؟‏».‏ —‏ ١ صم ١٠:‏​١،‏ ٢٤‏.‏

      ٢٠ فَصَمُوئِيلُ لَمْ يَبْحَثْ عَنْ أَخْطَاءٍ فِي ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ،‏ بَلْ رَكَّزَ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ صَلَاحٍ.‏ وَهُوَ شَخْصِيًّا رَكَّزَ عَلَى سِجِلِّ ٱسْتِقَامَتِهِ أَمَامَ ٱللّٰهِ لَا عَلَى نَيْلِ ٱسْتِحْسَانِ شَعْبٍ مُتَقَلِّبِ ٱلرَّأْيِ.‏ (‏١ صم ١٢:‏​١-‏٤‏)‏ كَمَا تَوَلَّى تَعْيِينَهُ بِأَمَانَةٍ،‏ مُسْدِيًا ٱلْمَشُورَةَ إِلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ حَوْلَ ٱلْمَخَاطِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي كَانُوا يُوَاجِهُونَهَا،‏ وَمُشَجِّعًا إِيَّاهُمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أُمَنَاءَ.‏ وَقَدْ مَسَّتْ مَشُورَتُهُ قُلُوبَهُمْ فَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلرَّائِعَةِ:‏ «حَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى يَهْوَهَ بِأَنْ أَكُفَّ عَنِ ٱلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِكُمْ،‏ بَلْ أُعَلِّمُكُمُ ٱلطَّرِيقَ ٱلصَّالِحَ وَٱلصَّائِبَ».‏ —‏ ١ صم ١٢:‏​٢١-‏٢٤‏.‏

      يُذَكِّرُنَا مِثَالُ صَمُوئِيلَ أَلَّا نَدَعَ مَشَاعِرَ ٱلْحَسَدِ أَوِ ٱلْمَرَارَةِ تَتَأَصَّلُ فِي قُلُوبِنَا

      ٢١ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ مِثَالُ صَمُوئِيلَ إِذَا شَعَرْتَ يَوْمًا بِٱلْخَيْبَةِ لِأَنَّ أَحَدًا غَيْرَكَ حَظِيَ بِٱمْتِيَازٍ أَوْ مَسْؤُولِيَّةٍ؟‏

      ٢١ هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا بِٱلْخَيْبَةِ لِأَنَّ أَحَدًا غَيْرَكَ حَظِيَ بِٱمْتِيَازٍ أَوْ مَسْؤُولِيَّةٍ؟‏ كَمْ هُوَ مُفِيدٌ أَنْ تَتَذَكَّرَ مِثَالَ صَمُوئِيلَ فَلَا تَدَعَ مَشَاعِرَ ٱلْحَسَدِ أَوِ ٱلْأَسَى تَتَأَصَّلُ فِي قَلْبِكَ!‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١٤:‏٣٠‏.‏‏)‏ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ لَدَى يَهْوَهَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْمُفْرِحَةِ وَٱلْمَانِحَةِ لِلِٱكْتِفَاءِ لِكُلٍّ مِنْ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏

      ‏«إِلَى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ؟‏»‏

      ٢٢ لِمَ أَصَابَ صَمُوئِيلُ حِينَ رَأَى ٱلصَّلَاحَ فِي شَاوُلَ؟‏

      ٢٢ أَصَابَ صَمُوئِيلُ حِينَ رَأَى ٱلصَّلَاحَ فِي شَاوُلَ ٱلَّذِي كَانَ رَجُلًا مُمَيَّزًا.‏ فَفَضْلًا عَنْ وَسَامَتِهِ وَطُولِ قَامَتَهِ وَشَجَاعَتِهِ وَحَذَاقَتِهِ،‏ كَانَ أَيْضًا فِي ٱلْبِدَايَةِ مُحْتَشِمًا وَمُتَحَفِّظًا فِي تَقْدِيرِ نَفْسِهِ.‏ (‏١ صم ١٠:‏​٢٢،‏ ٢٣،‏ ٢٧‏)‏ كَمَا ٱمْتَلَكَ هِبَةً ثَمِينَةً هِيَ ٱلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ،‏ أَيِ ٱلْقُدْرَةُ عَلَى ٱخْتِيَارِ مَسْلَكِ حَيَاتِهِ وَٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِهِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ (‏تث ٣٠:‏١٩‏)‏ فَهَلْ أَحْسَنَ ٱسْتِخْدَامَ هٰذِهِ ٱلْهِبَةِ؟‏

      ٢٣ أَيُّ صِفَةٍ ثَمِينَةٍ خَسِرَهَا شَاوُلُ أَوَّلًا،‏ وَكَيْفَ ٱنْكَشَفَتْ كِبْرِيَاؤُهُ ٱلْمُتَزَايِدَةُ؟‏

      ٢٣ حِينَ يَذُوقُ ٱلْإِنْسَانُ طَعْمَ ٱلسُّلْطَةِ وَٱلنُّفُوذِ،‏ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ أُولَى ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يَخْسَرُهَا عَادَةً هِيَ ٱلِٱحْتِشَامُ.‏ وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ شَاوُلَ.‏ فَسُرْعَانَ مَا وَجَدَتِ ٱلْكِبْرِيَاءُ سَبِيلًا إِلَى قَلْبِهِ،‏ وَٱخْتَارَ أَنْ يَعْصِيَ أَوَامِرَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي نَقَلَهَا إِلَيْهِ صَمُوئِيلُ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ فَقَدَ صَبْرَهُ وَقَرَّبَ ذَبِيحَةً كَانَ يَنْوِي صَمُوئِيلُ تَقْرِيبَهَا.‏ لِذَا،‏ وَبَّخَهُ ٱلنَّبِيُّ تَوْبِيخًا صَارِمًا وَأَنْبَأَ أَنَّ ٱلْمُلْكَ لَنْ يَبْقَى ضِمْنَ عَائِلَتِهِ.‏ وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يَتَّعِظَ شَاوُلُ بِٱلتَّأْدِيبِ،‏ تَمَادَى فِي ٱرْتِكَابِ أَعْمَالِ ٱلْعِصْيَانِ.‏ —‏ ١ صم ١٣:‏​٨،‏ ٩،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٢٤ (‏أ)‏ كَيْفَ عَصَى شَاوُلُ أَوَامِرَ يَهْوَهَ فِي حَرْبِهِ ضِدَّ عَمَالِيقَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ شَاوُلَ حِيَالَ ٱلتَّقْوِيمِ،‏ وَمَاذَا كَانَ قَرَارُ يَهْوَهَ؟‏

      ٢٤ فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ أَمَرَهُ يَهْوَهُ بِفَمِ صَمُوئِيلَ أَنْ يَشُنَّ حَرْبًا عَلَى عَمَالِيقَ.‏ وَتَضَمَّنَتْ إِرْشَادَاتُهُ قَتْلَ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَجَاجَ.‏ غَيْرَ أَنَّ شَاوُلَ ٱسْتَحْيَاهُ وَعَفَا عَنْ خِيَارِ ٱلْغَنِيمَةِ ٱلَّتِي وَجَبَ أَنْ تُحَرَّمَ لِلْهَلَاكِ.‏ وَعِنْدَمَا جَاءَ صَمُوئِيلُ لِيُقَوِّمَهُ،‏ تَبَيَّنَ كَمْ تَغَيَّرَ قَلْبُهُ.‏ فَعِوَضَ أَنْ يَقْبَلَ ٱلتَّقْوِيمَ بِٱحْتِشَامٍ،‏ ٱلْتَمَسَ ٱلْأَعْذَارَ لِنَفْسِهِ وَبَرَّرَ تَصَرُّفَهُ وَتَنَصَّلَ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ،‏ مُحَاوِلًا إِلْقَاءَ ٱللَّوْمِ عَلَى ٱلشَّعْبِ.‏ وَحِينَ حَاوَلَ ٱلْإِفْلَاتَ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ بِٱدِّعَائِهِ أَنَّ جُزْءًا مِنَ ٱلْغَنِيمَةِ كَانَ سَيُقَرَّبُ ذَبَائِحَ لِيَهْوَهَ،‏ تَلَفَّظَ صَمُوئِيلُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلشَّهِيرَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «هَا إِنَّ ٱلطَّاعَةَ أَفْضَلُ مِنَ ٱلذَّبِيحَةِ».‏ ثُمَّ أَنَّبَهُ بِشَجَاعَةٍ وَأَوْضَحَ لَهُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُمَزِّقُ مُلْكَهُ وَيُعْطِيهِ لِرَجُلٍ أَفْضَلَ مِنْهُ.‏a —‏ ١ صم ١٥:‏​١-‏٣٣‏.‏

      ٢٥،‏ ٢٦ (‏أ)‏ لِمَ نَاحَ صَمُوئِيلُ عَلَى شَاوُلَ،‏ وَكَيْفَ قَوَّمَ يَهْوَهُ نَبِيَّهُ بِرِقَّةٍ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ دَرْسٍ تَعَلَّمَهُ صَمُوئِيلُ حِينَ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِ يَسَّى؟‏

      ٢٥ تَأَلَّمَ صَمُوئِيلُ كَثِيرًا مِنْ أَخْطَاءِ شَاوُلَ،‏ وَأَمْضَى ٱللَّيْلَ بِطُولِهِ يَصْرُخُ إِلَى يَهْوَهَ بِشَأْنِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ وَوَصَلَ بِهِ ٱلْأَمْرُ إِلَى ٱلنَّوْحِ عَلَى هٰذَا ٱلْمَلِكِ.‏ فَكُلُّ ٱلْآمَالِ ٱلَّتِي عَلَّقَهَا عَلَيْهِ وَٱلصَّلَاحُ ٱلَّذِي تَوَسَّمَهُ فِيهِ تَلَاشَى ٱلْآنَ.‏ فَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي كَانَ يَعْرِفُهُ تَغَيَّرَ جِدًّا؛‏ لَقَدْ خَسِرَ أَفْضَلَ صِفَاتِهِ وَتَمَرَّدَ عَلَى يَهْوَهَ.‏ لِذٰلِكَ أَبَى أَنْ يَرَاهُ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ.‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ قَوَّمَ يَهْوَهُ صَمُوئِيلَ بِرِقَّةٍ قَائِلًا:‏ «إِلَى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ،‏ وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ؟‏ اِمْلَأْ قَرْنَكَ زَيْتًا وَٱذْهَبْ.‏ فَإِنِّي أُرْسِلُكَ إِلَى يَسَّى ٱلْبَيْتَلَحْمِيِّ،‏ لِأَنِّي وَجَدْتُ لِي مِنْ بَنِيهِ مَلِكًا».‏ —‏ ١ صم ١٥:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١٦:‏١‏.‏

      ٢٦ إِنَّ قَصْدَ ٱللّٰهِ لَا يَعْتَمِدُ عَلَى بَشَرٍ نَاقِصِينَ يَتَأَرْجَحُونَ فِي وَلَائِهِمْ.‏ فَمَتَى تَخَلَّى أَحَدُهُمْ عَنْ أَمَانَتِهِ،‏ وَجَدَ يَهْوَهُ آخَرَ يُنَفِّذُ مَشِيئَتَهُ.‏ وَهٰكَذَا،‏ كَفَّ صَمُوئِيلُ ٱلْمُسِنُّ عَنِ ٱلْحُزْنِ عَلَى شَاوُلَ.‏ وَبِتَوْجِيهٍ مِنْ يَهْوَهَ،‏ ذَهَبَ إِلَى مَنْزِلِ يَسَّى فِي بَيْتَ لَحْمَ،‏ حَيْثُ ٱلْتَقَى عَدَدًا مِنْ أَبْنَائِهِ ٱلْجَمِيلِي ٱلْهَيْئَةِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ ذَكَّرَهُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنْ يَتَطَلَّعَ إِلَى مَا وَرَاءَ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ.‏ ‏(‏اقرأ ١ صموئيل ١٦:‏٧‏.‏‏)‏ وَأَخِيرًا،‏ قَابَلَ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ ٱلِٱخْتِيَارُ:‏ اَلِٱبْنَ ٱلْأَصْغَرَ دَاوُدَ.‏

      لَمَسَ صَمُوئِيلُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنْ مَا مِنْ خَيْبَةِ أَمَلٍ إِلَّا وَيُبَلْسِمُ يَهْوَهُ ٱلْجِرَاحَ ٱلَّتِي تُخَلِّفُهَا،‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُحَوِّلُ أَيَّ ظَرْفٍ عَصِيبٍ إِلَى بَرَكَةٍ

      ٢٧ (‏أ)‏ كَيْفَ ٱزْدَادَ إِيمَانُ صَمُوئِيلَ قُوَّةً؟‏ (‏ب)‏ مَا رَأْيُكَ فِي ٱلْمِثَالِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ صَمُوئِيلُ؟‏

      ٢٧ بَانَ جَلِيًّا لِصَمُوئِيلَ فِي آخِرِ سِنِي حَيَاتِهِ كَمْ كَانَ قَرَارُ يَهْوَهَ صَائِبًا أَنْ يَحِلَّ دَاوُدُ مَحَلَّ شَاوُلَ.‏ فَهٰذَا ٱلْمَلِكُ ٱسْتَسْلَمَ لِغَيْرَةٍ مُرَّةٍ حَرَّضَتْهُ عَلَى ٱلْقَتْلِ وَٱرْتَدَّ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ أَمَّا دَاوُدُ فَأَعْرَبَ عَنْ صِفَاتٍ رَائِعَةٍ مِثْلِ ٱلشَّجَاعَةِ،‏ ٱلِٱسْتِقَامَةِ،‏ ٱلْإِيمَانِ،‏ وَٱلْوَلَاءِ.‏ وَفِيمَا أَشْرَفَتْ حَيَاةُ صَمُوئِيلَ عَلَى نِهَايَتِهَا،‏ قَوِيَ إِيمَانُهُ أَكْثَرَ.‏ فَقَدْ لَمَسَ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنْ مَا مِنْ مُشْكِلَةٍ إِلَّا وَيَحُلُّهَا يَهْوَهُ وَمَا مِنْ خَيْبَةِ أَمَلٍ إِلَّا وَيُبَلْسِمُ ٱلْجِرَاحَ ٱلَّتِي تُخَلِّفُهَا،‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُحَوِّلُ أَيَّ ظَرْفٍ عَصِيبٍ إِلَى بَرَكَةٍ.‏ وَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ،‏ مَاتَ صَمُوئِيلُ تَارِكًا وَرَاءَهُ سِجِلًا رَائِعًا لِحَيَاةٍ دَامَتْ نَحْوَ قَرْنٍ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ نَاحَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ عَلَى هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ!‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ حَرِيٌّ بِكُلٍّ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أَقْتَدِي بِإِيمَانِ صَمُوئِيلَ؟‏›.‏

      a قُتِلَ أَجَاجُ عَلَى يَدِ صَمُوئِيلَ نَفْسِهِ.‏ فَلَا هٰذَا ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ وَلَا عَائِلَتُهُ كَانُوا يَسْتَحِقُّونَ ٱلرَّحْمَةَ.‏ وَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ إِنَّ «هَامَانَ ٱلْأَجَاجِيَّ» فِي سِفْرِ أَسْتِيرَ ٱلَّذِي حَاوَلَ أَنْ يَمْحُوَ شَعْبَ ٱللّٰهِ عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهِمْ كَانَ مُتَحَدِّرًا مِنْ أَجَاجَ.‏ —‏ اس ٨:‏٣‏؛‏ اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَيْنِ ١٥ وَ ١٦ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة