مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«احترسوا من كل نوع من الطمع»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • ‏«اِحْتَرِسُوا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ»‏

      ‏«مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٥‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا تُلَاحِظُونَ بِشَأْنِ ٱهْتِمَامَاتِ ٱلنَّاسِ وَمَسَاعِيهِمْ فِي أَيَّامِنَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا هذِهِ ٱلْمَوَاقِفُ؟‏

      يَعْتَبِرُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ أَنَّ أُمُورًا كَٱلْمَالِ،‏ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ،‏ ٱلْمَرْكَزِ،‏ ٱلْوَظَائِفِ ذَاتِ ٱلرَّوَاتِبِ ٱلْعَالِيَةِ،‏ وَٱلْعَائِلَةِ هِيَ مِقْيَاسُ ٱلنَّجَاحِ أَوِ ٱلضَّمَانُ لِمُسْتَقْبَلٍ آمِنٍ.‏ فَفِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلْغَنِيَّةِ وَٱلْفَقِيرَةِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ،‏ تَتَرَكَّزُ ٱهْتِمَامَاتُ وَمَسَاعِي أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ عَلَى ٱلرِّبْحِ ٱلْمَادِّيِّ وَٱلنَّجَاحِ فِي حِينِ أَنَّ ٱهْتِمَامَهُمْ بِٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ ضَئِيلٌ،‏ لَا بَلْ مَعْدُومٌ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ.‏

      ٢ وَهذَا مَا أَنْبَأَ بِهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حِينَ قَالَ:‏ «فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ حَرِجَةٌ.‏ فَإِنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ مُحِبِّينَ لِلْمَالِ،‏ .‏ .‏ .‏ مُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ للّٰهِ،‏ لَهُمْ شَكْلُ ٱلتَّعَبُّدِ للّٰهِ وَلٰكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهُ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَحْتَكُّونَ يَوْمِيًّا بِأَشْخَاصٍ كَهؤُلَاءِ،‏ فَهُمْ يَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ مُسْتَمِرٍّ كَيْ يُشَاكِلُوا هذَا ٱلنَّمَطَ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ وَٱلْحَيَاةِ.‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُقَاوَمَةِ جُهُودِ ٱلْعَالَمِ ‹لِيَضْغَطَنَا فِي قَالَبِهِ›؟‏ —‏ روما ١٢:‏٢‏،‏ العهد الجديد بالانكليزية العصرية،‏ ترجمة ج.‏ ب.‏ فيلپس.‏

      ٣ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ سَنُنَاقِشُهَا ٱلْآنَ؟‏

      ٣ زَوَّدَنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ،‏ «ٱلْوَكِيلُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلُهُ»،‏ بِدُرُوسٍ قَيِّمَةٍ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَتَحَدَّثُ ذَاتَ مَرَّةٍ إِلَى ٱلْجُمُوعِ عَنْ مَسَائِلَ رُوحِيَّةٍ،‏ قَاطَعَ رَجُلٌ ٱلْحَدِيثَ قَائِلًا:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ قُلْ لِأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي ٱلْمِيرَاثَ».‏ فَقَدَّمَ يَسُوعُ فِي جَوَابِهِ لِهذَا ٱلرَّجُلِ وَلِكُلِّ ٱلْمُسْتَمِعِينَ مَشُورَةً بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ،‏ مُحَذِّرًا إِيَّاهُمْ بِشِدَّةٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ.‏ وَدَعَمَ هذَا ٱلتَّحْذِيرَ بِمَثَلٍ يَحُثُّ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ.‏ وَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُصْغِيَ لِمَا قَالَهُ يَسُوعُ آنَذَاكَ وَنَرَى كَيْفَ نَسْتَفِيدُ إِذَا طَبَّقْنَاهُ فِي حَيَاتِنَا.‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٣-‏٢١‏.‏

      طَلَبٌ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ

      ٤ لِمَاذَا كَانَتْ مُقَاطَعَةُ ٱلرَّجُلِ لِيَسُوعَ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا؟‏

      ٤ قَبْلَمَا قَاطَعَ ٱلرَّجُلُ ٱلْحَدِيثَ،‏ كَانَ يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ مَعَ تَلَامِيذِهِ وَأَشْخَاصٍ آخَرِينَ عَنِ ٱلِٱحْتِرَاسِ مِنَ ٱلرِّيَاءِ،‏ ٱمْتِلَاكِ ٱلْجُرْأَةِ لِلِٱعْتِرَافِ بِٱتِّحَادِهِمْ بِٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ وَنَيْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏لوقا ١٢:‏١-‏١٢‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هذِهِ مَوَاضِيعُ حَيَوِيَّةٌ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِيهَا ٱلتَّلَامِيذُ.‏ وَلكِنْ فِي خِضَمِّ هذِهِ ٱلْمُحَادَثَةِ ٱلَّتِي تَحُثُّ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ،‏ قَاطَعَهُ ٱلرَّجُلُ فَجْأَةً وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَحْكُمَ فِي نِزَاعٍ عَائِلِيٍّ حَوْلَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ كَانَتْ مَسْأَلَةً عَائِلِيَّةً،‏ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ دَرْسًا مُهِمًّا مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ.‏

      ٥ مَاذَا كَشَفَ طَلَبُ ٱلرَّجُلِ عَنْهُ؟‏

      ٥ يُقَالُ إِنَّ «ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يُفَكِّرُ فِيهَا ٱلْمَرْءُ وَهُوَ يَسْتَمِعُ إِلَى عِظَةٍ دِينِيَّةٍ غَالِبًا مَا تَكْشِفُ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ».‏ فَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ يَتَحَدَّثُ عَنْ أُمُورٍ رُوحِيَّةٍ مُهِمَّةٍ،‏ كَانَ ٱلرَّجُلُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يُفَكِّرُ فِي مَا يُمْكِنُهُ فِعْلُهُ لِتَحْسِينِ وَضْعِهِ ٱلْمَالِيِّ.‏ وَٱلرِّوَايَةُ لَا تَذْكُرُ هَلْ لَدَيْهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَعْتَبِرَ نَفْسَهُ مَغْبُونًا فِي قَضِيَّةِ ٱلْمِيرَاثِ.‏ وَلَرُبَّمَا كَانَ يُحَاوِلُ ٱلِٱسْتِفَادَةَ مِنْ سُلْطَةِ يَسُوعَ وَصِيتِهِ أَنَّهُ يَقْضِي بِأَحْكَامٍ سَلِيمَةٍ فِي شُؤُونِ ٱلنَّاسِ.‏ (‏اشعيا ١١:‏٣،‏ ٤؛‏ متى ٢٢:‏١٦‏)‏ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ،‏ كَشَفَ طَلَبُ هذَا ٱلرَّجُلِ أَنَّ لَدَيْهِ مُشْكِلَةً:‏ قِلَّةُ تَقْدِيرٍ فَاضِحَةٌ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ أَفَلَيْسَ هذَا سَبَبًا وَجِيهًا يَحُثُّنَا أَنْ نَمْتَحِنَ أَنْفُسَنَا؟‏ مَثَلًا،‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ نَدَعَ ٱنْتِبَاهَنَا يَتَشَتَّتُ أَوْ أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَا سَنَفْعَلُهُ لَاحِقًا.‏ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُصْغِيَ لِمَا يُقَالُ وَنُفَكِّرَ فِي طَرَائِقَ لِتَطْبِيقِ ٱلْمَعْلُومَاتِ بُغْيَةَ تَحْسِينِ عَلَاقَتِنَا بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ يَهْوَه ٱللّٰهِ وَرُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ —‏ مزمور ٢٢:‏٢٢؛‏ مرقس ٤:‏٢٤‏.‏

      ٦ لِمَاذَا لَمْ يُلَبِّ يَسُوعُ طَلَبَ ٱلرَّجُلِ؟‏

      ٦ وَمَهْمَا كَانَ ٱلسَّبَبُ ٱلَّذِي دَفَعَ ٱلرَّجُلَ إِلَى تَقْدِيمِ هذَا ٱلطَّلَبِ،‏ فَإِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُلَبِّ طَلَبَهُ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ قَالَ لَهُ:‏ «يَا إِنْسَانُ،‏ مَنْ عَيَّنَنِي عَلَيْكُمْ قَاضِيًا أَوْ مُقَسِّمًا؟‏».‏ (‏لوقا ١٢:‏١٤‏)‏ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ كَانَ يَسُوعُ يُشِيرُ إِلَى أَمْرٍ كَانَ ٱلنَّاسُ يَعْرِفُونَهُ.‏ فَقَدْ نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ أَنْ يُعَيَّنَ قُضَاةٌ فِي ٱلْمُدُنِ لِيَحْكُمُوا فِي مَسَائِلَ كَهذِهِ.‏ (‏تثنية ١٦:‏١٨-‏٢٠؛‏ ٢١:‏١٥-‏١٧؛‏ راعوث ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ أَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ ٱهْتِمَامُهُ مُرَكَّزًا عَلَى مَسَائِلَ أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً:‏ اَلشَّهَادَةُ لِحَقِّ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَعْلِيمُ ٱلنَّاسِ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ.‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٧‏)‏ اِقْتِدَاءً بِيَسُوعَ،‏ نَحْنُ لَا نَدَعُ ٱلْمَسَائِلَ ٱلدُّنْيَوِيَّةَ تُلْهِينَا،‏ بَلْ نُخَصِّصُ وَقْتَنَا وَنَبْذُلُ طَاقَتَنَا لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَ ‹تَلْمَذَةِ أُنَاسٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩‏.‏

      اَلِٱحْتِرَاسُ مِنَ ٱلطَّمَعِ

      ٧ أَيَّةُ كَلِمَاتٍ تَنِمُّ عَنْ بَصِيرَةٍ ثَاقِبَةٍ تَفَوَّهَ بِهَا يَسُوعُ؟‏

      ٧ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ قَادِرٌ عَلَى تَمْيِيزِ نِيَّاتِ ٱلْقَلْبِ،‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ أَمْرًا أَهَمَّ يَكْمُنُ وَرَاءَ طَلَبِ ٱلرَّجُلِ.‏ لِذلِكَ بَدَلًا مِنْ مُجَرَّدِ رَفْضِ تَلْبِيَةِ طَلَبِهِ،‏ بَلَغَ يَسُوعُ صَمِيمَ ٱلْمَسْأَلَةِ حِينَ قَالَ:‏ «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً وَٱحْتَرِسُوا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ،‏ لِأَنَّهُ مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٥‏.‏

      ٨ مَا هُوَ ٱلطَّمَعُ،‏ وَإِلَامَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ؟‏

      ٨ وَٱلطَّمَعُ لَيْسَ مُجَرَّدَ رَغْبَةٍ فِي ٱمْتِلَاكِ ٱلْمَالِ أَوْ غَيْرِ ذلِكَ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَهَا ٱسْتِخْدَامٌ أَوْ هَدَفٌ لَائِقٌ.‏ فَهُوَ رَغْبَةٌ جَامِحَةٌ فِي ٱلثَّرْوَةِ،‏ أَوِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ،‏ أَوْ حَتَّى مُمْتَلَكَاتِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَقَدْ يَشْمُلُ ٱلطَّمَعُ نَهَمًا لَا يَرْتَوِي لِٱمْتِلَاكِ أَشْيَاءَ رُبَّمَا تَكُونُ لِلْآخَرِينَ،‏ وَذلِكَ لِمُجَرَّدِ ٱمْتِلَاكِهَا،‏ دُونَ ٱلتَّفْكِيرِ هَلْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ فِعْلِيَّةٌ إِلَى هذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ أَوْ دُونَ ٱلْأَخْذِ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ تَأْثِيرَ هذَا ٱلْأَمْرِ فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ وَٱلشَّخْصُ ٱلطَّمَّاعُ يَسْمَحُ لِلشَّيْءِ ٱلَّذِي يَشْتَهِيهِ بِأَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَى تَفْكِيرِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ بِحَيْثُ يَصِيرُ إِلهًا لَهُ.‏ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْجَشِعَ هُوَ بِمَثَابَةِ عَابِدِ أَصْنَامٍ،‏ وَعَابِدُ ٱلْأَصْنَامِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ افسس ٥:‏٥؛‏ كولوسي ٣:‏٥‏.‏

      ٩ مَا هِيَ بَعْضُ أَشْكَالِ ٱلطَّمَعِ،‏ وَأَيَّةُ أَمْثِلَةٍ هُنَالِكَ لِأَفْرَادٍ أَعْرَبُوا عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ؟‏

      ٩ مِنَ ٱلْمُثِيرِ لِلِٱهْتِمَامِ أَنَّ يَسُوعَ حَذَّرَ مِنْ «كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ»،‏ مِمَّا يَدُلُّ أَنَّ لِلطَّمَعِ أَشْكَالًا مُخْتَلِفَةً.‏ وَٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأَخِيرَةُ مِنَ ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرِ عَدَّدَتْ بَعْضَ هذِهِ ٱلْأَشْكَالِ:‏ «لَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ.‏ وَلَا تَشْتَهِ زَوْجَةَ قَرِيبِكَ وَلَا عَبْدَهُ وَلَا أَمَتَهُ وَلَا ثَوْرَهُ وَلَا حِمَارَهُ وَلَا شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».‏ (‏خروج ٢٠:‏١٧‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ زَاخِرٌ بِأَمْثِلَةٍ عَنْ أَفْرَادٍ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً جَسِيمَةً بِسَبَبِ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلطَّمَعِ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ أَوَّلَ مَنِ ٱشْتَهَى مَا هُوَ لِسِوَاهُ:‏ اَلْمَجْدُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلسُّلْطَةُ ٱلَّتِي لَا تَحِقُّ إِلَّا لِيَهْوَه.‏ (‏رؤيا ٤:‏١١‏)‏ وَٱشْتَهَتْ حَوَّاءُ حَقَّ ٱلتَّقْرِيرِ لِنَفْسِهَا مَا هُوَ صَوَابٌ وَمَا هُوَ خَطَأٌ،‏ وَهذَا مَا أَدْخَلَ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ إِلَى حَيَاةِ كُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ (‏تكوين ٣:‏٤-‏٧‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَبَالِسَةَ كَانُوا مَلَائِكَةً لَمْ يَقْنَعُوا بِـ‍ «مَرْكَزِهِمِ ٱلْأَصْلِيِّ،‏ بَلْ تَخَلَّوْا عَنْ مَسْكِنِهِمِ ٱللَّائِقِ» لِلْحُصُولِ عَلَى مَا لَا يَحِقُّ لَهُمْ.‏ (‏يهوذا ٦؛‏ تكوين ٦:‏٢‏)‏ وَهُنَالِكَ أَيْضًا بَلْعَامُ،‏ عَخَانُ،‏ جِيحَزِي،‏ وَيَهُوذَا.‏ فَبَدَلَ أَنْ يَكُونُوا قَانِعِينَ بِنَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ سَمَحُوا لِلرَّغْبَةِ ٱلْجَامِحَةِ فِي ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ بِأَنْ تَجْعَلَهُمْ يَخُونُونَ ٱلثِّقَةَ،‏ مِمَّا أَغْرَقَهُمْ فِي ٱلْهَلَاكِ وَٱلدَّمَارِ.‏

      ١٠ اِنْسِجَامًا مَعَ حَضِّ يَسُوعَ،‏ بِأَيِّ هَدَفٍ يَنْبَغِي أَنْ ‹نُبْقِيَ عُيُونَنَا مَفْتُوحَةً›؟‏

      ١٠ وَكَمْ هُوَ مُلَائِمٌ أَنْ يَسْتَهِلَّ يَسُوعُ تَحْذِيرَهُ مِنَ ٱلطَّمَعِ بِعِبَارَةِ «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً»!‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا عَلَى ٱلْإِنْسَانِ أَنْ يَرَى أَنَّ شَخْصًا آخَرَ هُوَ جَشِعٌ أَوْ طَمَّاعٌ،‏ وَلكِنَّهُ نَادِرًا مَا يَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ يَمْتَلِكُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ.‏ وَقَدْ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ «مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلْأَذِيَّةِ».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَعْقُوبَ أَوْضَحَ أَنَّ ٱلرَّغْبَةَ ٱلْخَاطِئَةَ «مَتَى خَصِبَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً».‏ (‏يعقوب ١:‏١٥‏)‏ لِذلِكَ ٱنْسِجَامًا مَعَ حَضِّ يَسُوعَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ ‹نُبْقِيَ عُيُونَنَا مَفْتُوحَةً›،‏ لَا لِنُرَاقِبَ ٱلْآخَرِينَ وَنَرَى مَا إِذَا كَانُوا طَمَّاعِينَ،‏ بَلْ لِنَفْحَصَ أَنْفُسَنَا وَنَرَى إِلَامَ تَتُوقُ قُلُوبُنَا كَيْ ‹نَحْتَرِسَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ›.‏

      ‏«مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ»‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ أَيُّ تَحْذِيرٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ قَدَّمَهُ يَسُوعُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى تَحْذِيرِ يَسُوعَ؟‏

      ١١ هُنَالِكَ سَبَبٌ آخَرُ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلِٱحْتِرَاسِ مِنَ ٱلطَّمَعِ.‏ فَبَعْدَمَا قَدَّمَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ قَالَ:‏ «مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ (‏لوقا ١٢:‏١٥‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ أَمْرٌ جَدِيرٌ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي عَصْرِنَا ٱلْمَادِّيِّ هذَا ٱلَّذِي يَعْتَبِرُ ٱلنَّاسُ فِيهِ ٱلْبَحْبُوحَةَ وَٱلِٱزْدِهَارَ مُرَادِفَيْنِ لِلسَّعَادَةِ وَٱلنَّجَاحِ.‏ فَكَلِمَاتُ يَسُوعَ عَنَتْ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلَّتِي تَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ فِعْلًا لَا تَعْتَمِدُ عَلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ،‏ مَهْمَا كَانَتْ هذِهِ ٱلْمُمْتَلَكَاتُ كَثِيرَةً.‏

      ١٢ إِلَّا أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَا يُوَافِقُونَ عَلَى هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ.‏ فَقَدْ يَقُولُونَ إِنَّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ تَزِيدُ ٱلْحَيَاةَ رَاحَةً وَمُتْعَةً،‏ وَبِٱلتَّالِي تَجْعَلُهَا أَفْضَلَ.‏ لِذَا يُكَرِّسُونَ أَنْفُسَهُمْ لِأَعْمَالٍ تُتِيحُ لَهُمُ ٱقْتِنَاءَ كُلِّ مَا يَشْتَهُونَ مِنْ سِلَعٍ وَأَجْهِزَةٍ.‏ وَهذَا فِي رَأْيِهِمْ مَا يُؤَمِّنُ لَهُمْ حَيَاةً هَانِئَةً.‏ لكِنَّهُمْ بِتَفْكِيرِهِمْ هذَا يَغْفُلُونَ عَنِ ٱلنُّقْطَةِ ٱلَّتِي كَانَ يَرْمِي إِلَيْهَا يَسُوعُ.‏

      ١٣ مَا هِيَ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْمُتَّزِنَةُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ؟‏

      ١٣ بَدَلَ أَنْ يُرَكِّزَ يَسُوعُ هَلْ مِنَ ٱلصَّوَابِ أَوِ ٱلْخَطَإِ حِيَازَةُ مُمْتَلَكَاتٍ كَثِيرَةٍ،‏ شَدَّدَ أَنَّ حَيَاةَ ٱلْإِنْسَانِ لَيْسَتْ مِنْ «مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ فَمِنَ ٱلْمُسَلَّمِ بِهِ أَنَّ ٱلشَّخْصَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْكَثِيرِ لِيَبْقَى عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَلَا يَلْزَمُهُ سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَمَكَانٍ يَأْوِي إِلَيْهِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْغَنِيَّ لَدَيْهِ وَفْرَةٌ مِنْ هذِهِ ٱلْأُمُورِ وَٱلْفَقِيرَ يُجَاهِدُ لِتَأْمِينِ ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ،‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَغْنِيَاءَ وَٱلْفُقَرَاءَ كِلَيْهِمَا يَتَسَاوُونَ عِنْدَ ٱلْمَوْتِ.‏ (‏جامعة ٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ لِذلِكَ لِكَيْ يَكُونَ لِحَيَاةِ ٱلْمَرْءِ مَعْنًى وَقِيمَةٌ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ تَتَمَحْوَرَ فَقَطْ حَوْلَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَمْتَلِكَهَا ٱلشَّخْصُ.‏ وَهذَا مَا يَتَّضِحُ أَكْثَرَ عِنْدَمَا نَعْرِفُ مَا هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلَّتِي كَانَ يَسُوعُ يَتَحَدَّثُ عَنْهَا.‏

      ١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْمُسْتَخْدَمَةِ فِي رِوَايَةِ لُوقَا مُقَابِلَ كَلِمَةِ «حَيَاةٌ»؟‏

      ١٤ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ زوِه،‏ ٱلْمُسْتَخْدَمَةَ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا مُقَابِلَ كَلِمَةِ «حَيَاةٌ» فِي عِبَارَةِ يَسُوعَ «لَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ»،‏ لَا تُشِيرُ إِلَى طَرِيقَةِ أَوْ نَمَطِ ٱلْحَيَاةِ بَلْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ نَفْسِهَا،‏ ٱلْحَيَاةِ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ.‏a فَيَسُوعُ كَانَ يَقُولُ إِنَّهُ سَوَاءٌ كُنَّا أَغْنِيَاءَ أَوْ فُقَرَاءَ،‏ سَوَاءٌ كُنَّا نَعِيشُ حَيَاةَ رَفَاهِيَةٍ أَوْ بِٱلْكَادِ نَحْصُلُ عَلَى ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ،‏ فَنَحْنُ لَا نَتَحَكَّمُ فِي مَدَى حَيَاتِنَا أَوْ فِي مَا إِذَا كُنَّا سَنَعِيشُ حَتَّى ٱلْغَدِ.‏ قَالَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ:‏ «مَنْ مِنْكُمْ إِذَا حَمَلَ هَمًّا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عُمْرِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟‏».‏ (‏متى ٦:‏٢٧‏)‏ وَيُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ يَهْوَه وَحْدَهُ هُوَ «يَنْبُوعُ ٱلْحَيَاةِ»،‏ وَٱلَّذِي يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْنَحَ ٱلْأُمَنَاءَ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ» أَوِ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ» سَوَاءٌ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ مزمور ٣٦:‏٩؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٢،‏ ١٩‏.‏

      ١٥ لِمَاذَا يَضَعُ كَثِيرُونَ ثِقَتَهُمْ فِي ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

      ١٥ وَتُشِيرُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ كَمْ هُوَ سَهْلٌ أَنْ تَتَشَوَّهَ نَظْرَةُ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ فَٱلْأَغْنِيَاءُ وَٱلْفُقَرَاءُ عَلَى ٱلسَّوَاءِ هُمْ نَاقِصُونَ وَلِكِلَيْهِمَا ٱلْمَصِيرُ عَيْنُهُ.‏ ذَكَرَ مُوسَى:‏ «أَيَّامُ سِنِينَا سَبْعُونَ سَنَةً،‏ وَإِنْ كَانَتْ مَعَ ٱلْقُوَّةِ ثَمَانِينَ سَنَةً،‏ فَهِيَ مَلْآنَةٌ شَقَاءً وَأَذًى،‏ لِأَنَّهَا تَمُرُّ سَرِيعًا فَنَطِيرُ».‏ (‏مزمور ٩٠:‏١٠؛‏ ايوب ١٤:‏١،‏ ٢؛‏ ١ بطرس ١:‏٢٤‏)‏ لِذلِكَ غَالِبًا مَا يَتَبَنَّى ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ عَلَاقَةٌ جَيِّدَةٌ بِٱللّٰهِ ٱلْمَوْقِفَ ٱلَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ،‏ لِأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٢‏)‏ أَمَّا آخَرُونَ فَيَرَوْنَ كَمِ ٱلْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ وَمُتَقَلِّبَةٌ،‏ لِذلِكَ يَسْعَوْنَ إِلَى إِيجَادِ ٱلْأَمَانِ وَٱلِٱسْتِقْرَارِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ فَرُبَّمَا يَزِيدُ ٱمْتِلَاكُ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ مِنْ شُعُورِهِمْ بِٱلْأَمَانِ.‏ لِذَا يَكْدَحُونَ لَيْلَ نَهَارَ لِتَكْدِيسِ ٱلثَّرَوَاتِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ،‏ إِذْ يَعْتَبِرُونَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأُمُورَ تَمْنَحُهُمْ شُعُورًا بِٱلْأَمَانِ وَٱلسَّعَادَةِ.‏ —‏ مزمور ٤٩:‏٦،‏ ١١،‏ ١٢‏.‏

      مُسْتَقْبَلٌ مَضْمُونٌ

      ١٦ أَيُّ أَمْرٍ لَيْسَ لَهُ قِيمَةٌ حَقِيقِيَّةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏

      ١٦ لَا شَكَّ أَنَّ عَيْشَ ٱلْمَرْءِ حَيَاةً مُتْرَفَةً —‏ أَيِ ٱمْتِلَاكَهُ وَفْرَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَٱلْمَأْوَى وَغَيْرِهَا مِنْ وَسِائِلِ ٱلرَّاحَةِ —‏ يُسَاهِمُ فِي جَعْلِ حَيَاتِهِ مُرِيحَةً أَكْثَرَ أَوْ حَتَّى يُتِيحُ لَهُ ٱلْحُصُولَ عَلَى عِنَايَةٍ طِبِّيَّةٍ أَفْضَلَ.‏ وَهذَا مَا يَزِيدُ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ عَلَى عُمْرِهِ.‏ وَلكِنْ هَلْ حَيَاةٌ كَهذِهِ هِيَ ذَاتُ مَعْنًى أَوْ تَمْنَحُ شُعُورًا بِٱلْأَمْنِ؟‏ فِي ٱلْوَاقِعِ،‏ إِنَّ مَا لَهُ قِيمَةٌ حَقِيقِيَّةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ لَيْسَ عَدَدَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي يَعِيشُهَا ٱلْمَرْءُ أَوْ كَمِّيَّةَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلَّتِي يَمْتَلِكُهَا وَيَسْتَخْدِمُهَا.‏ فَقَدْ حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِنْ خَطَرِ ٱلثِّقَةِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِأُمُورٍ كَهذِهِ.‏ كَتَبَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ قَائِلًا:‏ «أَوْصِ ٱلْأَغْنِيَاءَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ أَلَّا يَكُونُوا مُتَشَامِخِي ٱلْفِكْرِ،‏ وَلَا يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ،‏ بَلْ عَلَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ أَيُّ مِثَالَيْنِ بَارِزَيْنِ فِي مَا يَخُصُّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ هُمَا جَدِيرَانِ بِٱلِٱقْتِدَاءِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَثَلٍ قَدَّمَهُ يَسُوعُ سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٧ إِنَّ إِلْقَاءَ ٱلْمَرْءِ رَجَاءَهُ عَلَى ٱلْغِنَى لَيْسَ بِٱلْمَسْلَكِ ٱلْحَكِيمِ لِأَنَّ ٱلْغِنَى ‹غَيْرُ ثَابِتٍ›.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ رَغْمَ أَنَّ ٱلْأَبَ ٱلْجَلِيلَ أَيُّوبَ كَانَ وَاسِعَ ٱلثَّرَاءِ،‏ فَغِنَاهُ لَمْ يُفِدْهُ بِشَيْءٍ عِنْدَمَا نَزَلَتْ بِهِ ٱلْكَارِثَةُ فَجْأَةً لِأَنَّهُ خَسِرَهُ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ فَإِنَّ عَلَاقَتَهُ ٱلْمَتِينَةَ بِٱللّٰهِ هِيَ مَا حَفِظَهُ عَبْرَ كُلِّ ٱلْمِحَنِ وَٱلضِّيقَاتِ.‏ (‏ايوب ١:‏١،‏ ٣،‏ ٢٠-‏٢٢‏)‏ هُنَالِكَ أَيْضًا مِثَالُ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي لَمْ يَسْمَحْ لِمُمْتَلَكَاتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ أَنْ تَمْنَعَهُ مِنْ قُبُولِ تَعْيِينٍ صَعْبٍ مِنْ يَهْوَه.‏ لِذلِكَ بَارَكَهُ يَهْوَه،‏ فَصَارَ «أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏تكوين ١٢:‏١،‏ ٤؛‏ ١٧:‏٤-‏٦‏)‏ إِنَّ أَيُّوبَ وَإِبْرَاهِيمَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ هُمْ أَمْثِلَةٌ جَدِيرَةٌ بِٱلِٱقْتِدَاءِ.‏ وَسَوَاءٌ كُنَّا صِغَارًا أَوْ كِبَارًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا لِنَرَى مَا هُوَ فِعْلًا أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِنَا وَعَلَامَ نُلْقِي رَجَاءَنَا.‏ —‏ افسس ٥:‏١٠؛‏ فيلبي ١:‏١٠‏.‏

      ١٨ حَقًّا،‏ إِنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْوَجِيزَةَ عَنِ ٱلطَّمَعِ وَٱلنَّظْرَةِ ٱلصَّائِبَةِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ مُهِمَّةٌ وَتَعْلِيمِيَّةٌ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ كَانَ يُفَكِّرُ فِي أَمْرٍ آخَرَ.‏ لِذلِكَ تَابَعَ حَدِيثَهُ وَأَعْطَى مَثَلًا يَحُثُّ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ عَنْ إِنْسَانٍ غَنِيٍّ عَدِيمِ ٱلتَّعَقُّلِ.‏ فَكَيْفَ يَنْطَبِقُ هذَا ٱلْمَثَلُ عَلَى حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمَ؟‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ؟‏ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a هُنَالِكَ كَلِمَةٌ يُونَانِيَّةٌ أُخْرَى تُتَرْجَمُ إِلَى «حَيَاةٌ» وَهِيَ بِيُوس،‏ ٱلَّتِي مِنْهَا تَأْتِي كَلِمَاتٌ مِثْلُ «بِيُوغْرَافْيَا» وَ «بِيُولُوجْيَا».‏ فَٱسْتِنَادًا إِلَى قَامُوسُ ڤَايْنَ ٱلتَّفْسِيرِيُّ لِكَلِمَاتِ ٱلْعَهْدَيْنِ ٱلْقَدِيمِ وَٱلْجَدِيدِ (‏بالانكليزية)‏ تُشِيرُ بِيُوس إِلَى «فَتْرَةِ أَوْ مَدَى ٱلْحَيَاةِ»،‏ «طَرِيقَةِ ٱلْحَيَاةِ»،‏ وَ «سُبُلِ ٱلْحَيَاةِ».‏

  • هل انت ‹غني للّٰه›؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • هَلْ أَنْتَ ‹غَنِيٌّ للّٰهِ›؟‏

      ‏«هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للّٰهِ».‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢١‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ فِي سَبِيلِ مَاذَا يَقُومُ ٱلنَّاسُ بِتَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةٍ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ أَمْرٍ صَعْبٍ وَيَنْطَوِي عَلَى مَخَاطِرَ لَا بُدَّ أَنْ يَقُومَ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟‏

      عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ،‏ بَذَلَ ٱلنَّاسُ فِي مُجْتَمَعَاتٍ كَثِيرَةٍ جُهُودًا حَثِيثَةً فِي سَعْيِهِمْ وَرَاءَ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيِّ.‏ مَثَلًا،‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ،‏ تَهَافَتَ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلذَّهَبِ فِي أُوسْتْرَالْيَا،‏ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا،‏ كَنَدَا،‏ وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏ فَقَدْ تَقَاطَرُوا مِنْ أَمَاكِنَ بَعِيدَةٍ وَكَانُوا مُسْتَعِدِّينَ لِتَرْكِ مَوْطِنِهِمْ وَأَحِبَّائِهِمْ بُغْيَةَ ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلثَّرَوَاتِ فِي بُلْدَانٍ غَرِيبَةٍ وَأَحْيَانًا فِي ظِلِّ ظُرُوفٍ بِيئِيَّةٍ صَعْبَةٍ.‏ نَعَمْ،‏ كَثِيرُونَ هُمُ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْمُسْتَعِدُّونَ لِلْمُخَاطَرَةِ وَٱلْقِيَامِ بِتَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةٍ فِي سَبِيلِ كَسْبِ ٱلثَّرْوَةِ ٱلَّتِي يَتَمَنَّوْنَهَا.‏

      ٢ رَغْمَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ لَا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ ٱلْكُنُوزِ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ مُضْطَرُّونَ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِكَدٍّ لِيُحَصِّلُوا مَعِيشَتَهُمْ.‏ وَهذَا أَمْرٌ صَعْبٌ،‏ لَا بَلْ شَاقٌّ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هذَا.‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يَنْشَغِلَ ٱلْمَرْءُ كَثِيرًا بِتَأْمِينِ ٱلْمَأْكَلِ وَٱلْمَلْبَسِ وَٱلْمَأْوَى بِحَيْثُ يُهْمِلُ،‏ أَوْ حَتَّى يَنْسَى،‏ ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً.‏ (‏روما ١٤:‏١٧‏)‏ وَقَدْ أَحْسَنَ يَسُوعُ وَصْفَ هذِهِ ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ فِي لُوقَا ١٢:‏١٦-‏٢١‏.‏

      ٣ مَا فَحْوَى ٱلْمَثَلِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ يَسُوعُ فِي لُوقَا ١٢:‏١٦-‏٢١‏؟‏

      ٣ كَمَا نَاقَشْنَا بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ ضَرُورَةِ ٱلِٱحْتِرَاسِ مِنَ ٱلطَّمَعِ.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ أَعْطَى مَثَلًا عَنْ إِنْسَانٍ غَنِيٍّ لَمْ يَكُنْ قَانِعًا بِمَخَازِنِهِ ٱلْمَلْآنَةِ بِٱلْخَيْرَاتِ،‏ فَهَدَمَهَا وَبَنَى أَكْبَرَ مِنْهَا لِيَدَّخِرَ خَيْرَاتٍ أَكْثَرَ.‏ وَلكِنْ حِينَ ظَنَّ أَنَّهُ سَيَرْتَاحُ وَيَعِيشُ حَيَاةً هَانِئَةً،‏ قَالَ لَهُ ٱللّٰهُ إِنَّهُ سَيَخْسَرُ حَيَاتَهُ وَإِنَّ كُلَّ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلَّتِي ٱدَّخَرَهَا سَيَأْخُذُهَا شَخْصٌ آخَرُ.‏ ثُمَّ ٱخْتَتَمَ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للّٰهِ».‏ (‏لوقا ١٢:‏٢١‏)‏ فَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ هذَا ٱلْمَثَلِ؟‏ وَكَيْفَ نَضَعُ هذَا ٱلدَّرْسَ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ؟‏

      رَجُلٌ وَاجَهَ مُشْكِلَةً

      ٤ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ عَنِ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ؟‏

      ٤ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ يَعْرِفُونَ ٱلْمَثَلَ ٱلْمَذْكُورَ آنِفًا.‏ وَلكِنْ لِنُنَاقِشْ فِي مَا يَلِي هذَا ٱلْمَثَلَ بِٱلتَّفْصِيلِ.‏ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَهَلَّ ٱلرِّوَايَةَ بِٱلْقَوْلِ:‏ «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ بِوَفْرَةٍ».‏ فَهُوَ لَمْ يَقُلْ إِنَّ ٱلرَّجُلَ صَارَ غَنِيًّا بِٱلِٱحْتِيَالِ أَوِ ٱلْوَسَائِلِ غَيْرِ ٱلْمَشْرُوعَةِ.‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ لَمْ يَكُنْ هذَا ٱلرَّجُلُ شِرِّيرًا.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ مِمَّا قَالَهُ يَسُوعُ فِي ٱلْمَثَلِ أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ بِكَدٍّ.‏ فَقَدْ خَطَّطَ وَٱدَّخَرَ لِلْمُسْتَقْبَلِ،‏ رُبَّمَا لِأَنَّهُ يُفَكِّرُ فِي خَيْرِ عَائِلَتِهِ.‏ وَهكَذَا،‏ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ كَانَ هذَا ٱلرَّجُلُ مُجْتَهِدًا يَحْمِلُ مَسْؤُولِيَّاتِهِ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ.‏

      ٥ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَهَا ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟‏

      ٥ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ،‏ وَصَفَ يَسُوعُ ٱلرَّجُلَ فِي مَثَلِهِ أَنَّهُ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ،‏ مِمَّا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَتْ لَدَيْهِ وَفْرَةٌ مِنَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ إِلَّا أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ ٱلْغَنِيَّ وَاجَهَ مُشْكِلَةً.‏ فَقَدْ أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ غِلَالًا تَفُوقُ تَوَقُّعَهُ وَحَاجَتَهُ،‏ غِلَالًا لَمْ يَكُنْ بِٱسْتِطَاعَتِهِ خَزْنُهَا كُلِّهَا.‏ فَمَاذَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ؟‏

      ٦ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ يُوَاجِهُهَا كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ٦ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَمُرُّ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَه بِحَالَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِحَالَةِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْعَوْنَ أَنْ يَكُونُوا نُزَهَاءَ وَمُجْتَهِدِينَ وَذَوِي ضَمِيرٍ حَيٍّ.‏ (‏كولوسي ٣:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ لِذلِكَ غَالِبًا مَا يَنْجَحُونَ،‏ أَوْ حَتَّى يَبْرَعُونَ،‏ فِي عَمَلِهِمْ سَوَاءٌ كَانُوا مُسْتَخْدَمِينَ أَوْ يَعْمَلُونَ لِحِسَابِهِمِ ٱلْخَاصِّ.‏ فَتُعْرَضُ عَلَيْهِمِ ٱلتَّرْقِيَاتُ أَوْ فُرَصُ عَمَلٍ جَدِيدَةٌ.‏ إِذَّاكَ،‏ يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمِ ٱتِّخَاذُ قَرَارٍ.‏ فَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَقْبَلُوا ٱلتَّرْقِيَةَ لِيَجْنُوا مَبْلَغًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلْمَالِ؟‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَتَفَوَّقُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱلْأَحْدَاثِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ لِذَا قَدْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمِ ٱلْمِنَحُ ٱلدِّرَاسِيَّةُ لِتَحْصِيلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي فِي مُؤَسَّسَاتٍ مُحْتَرَمَةٍ.‏ فَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَارُوا ٱلْآخَرِينَ وَيَقْبَلُوا هذَا ٱلْعَرْضَ؟‏

      ٧ كَيْفَ حَلَّ ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱلَّتِي وَاجَهَتْهُ؟‏

      ٧ لِنَعُدْ إِلَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ.‏ مَاذَا فَعَلَ عِنْدَمَا أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ بِوَفْرَةٍ بِحَيْثُ لَمْ يَعُدْ لَدَيْهِ مَوْضِعٌ يَجْمَعُ فِيهِ مَحَاصِيلَهُ؟‏ قَرَّرَ أَنْ يَهْدِمَ مَخَازِنَهُ وَيَبْنِيَ أَكْبَرَ مِنْهَا لِيَجْمَعَ كُلَّ ٱلْفَائِضِ مِنَ ٱلْحُبُوبِ وَٱلْخَيْرَاتِ.‏ وَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ مَنَحَتْهُ هذِهِ ٱلْخُطَّةُ شُعُورًا بِٱلْأَمْنِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ لِنَفْسِهِ:‏ «يَا نَفْسُ،‏ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُذَّخَرَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ.‏ فَٱسْتَرِيحِي وَكُلِي وَٱشْرَبِي وَتَمَتَّعِي».‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٩‏.‏

      لِمَاذَا كَانَ «عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ»؟‏

      ٨ أَيُّ عُنْصُرٍ مُهِمٍّ لَمْ يَأْخُذْهُ فِي ٱلْحُسْبَانِ ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟‏

      ٨ كَمَا أَوْضَحَ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ،‏ إِنَّ خُطَّةَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ لَمْ تَمْنَحْهُ سِوَى شُعُورٍ زَائِفٍ بِٱلْأَمْنِ.‏ فَمَعَ أَنَّهَا بَدَتْ عَمَلِيَّةً،‏ لكِنَّهَا لَمْ تَأْخُذْ فِي ٱلْحُسْبَانِ عُنْصُرًا مُهِمًّا:‏ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ.‏ فَهذَا ٱلرَّجُلُ لَمْ يُفَكِّرْ إِلَّا فِي نَفْسِهِ،‏ كَيْفَ يَسْتَرِيحُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَتَمَتَّعُ.‏ وَقَدْ ظَنَّ أَنَّ حِيَازَتَهُ «خَيْرَاتٍ كَثِيرَةً» سَتَجْعَلُهُ يَعِيشُ «سِنِينَ كَثِيرَةً».‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْأُمُورَ لَمْ تَجْرِ كَمَا تَمَنَّى.‏ فَكَمَا سَبَقَ يَسُوعُ فَقَالَ:‏ «مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ (‏لوقا ١٢:‏١٥‏)‏ فَفِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ عَيْنِهَا،‏ ٱنْتَهَى فَجْأَةً كُلُّ مَا عَمِلَ ٱلرَّجُلُ مِنْ أَجْلِهِ،‏ إِذْ إِنَّ ٱللّٰهَ قَالَ لَهُ:‏ «يَا عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ،‏ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ مِنْكَ.‏ فَلِمَنْ تَكُونُ هٰذِهِ ٱلَّتِي ٱدَّخَرْتَهَا؟‏».‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢٠‏.‏

      ٩ لِمَاذَا دُعِيَ ٱلرَّجُلُ فِي ٱلْمَثَلِ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ؟‏

      ٩ نَصِلُ ٱلْآنَ إِلَى نُقْطَةٍ حَاسِمَةٍ فِي مَثَلِ يَسُوعَ.‏ فَٱللّٰهُ دَعَا ٱلرَّجُلَ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ.‏ وَيُوضِحُ ٱلْقَامُوسُ ٱلتَّفْسِيرِيُّ لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ (‏بالانكليزية)‏ أَنَّ صِيَغَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمُسْتَخْدَمَةِ هُنَا «تُشِيرُ دَائِمًا إِلَى نَقْصٍ فِي ٱلْفَهْمِ».‏ وَيَذْكُرُ ٱلْمَرْجِعُ أَنَّ ٱللّٰهَ ٱسْتَخْدَمَ هذِهِ ٱلْكَلِمَةَ،‏ كَمَا جَاءَ فِي ٱلْمَثَلِ،‏ لِيُظْهِرَ «عَدَمَ جَدْوَى خُطَطِ ٱلْغَنِيِّ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ».‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْكَلِمَةَ لَا تُشِيرُ إِلَى شَخْصٍ عَدِيمِ ٱلذَّكَاءِ،‏ بَلْ إِلَى «شَخْصٍ يَرْفُضُ ٱلِٱعْتِرَافَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى ٱللّٰهِ».‏ وَوَصْفُ يَسُوعَ لِلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ يُذَكِّرُنَا بِمَا قَالَهُ لَاحِقًا لِمَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فِي جَمَاعَةِ لَاوُدِكِيَّةَ بِآ‌سِيَا ٱلصُّغْرَى:‏ «تَقُولُ:‏ ‹أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ ٱغْتَنَيْتُ وَلَا أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا›،‏ وَلٰكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ أَنَّكَ بَائِسٌ وَمُثِيرٌ لِلشَّفَقَةِ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ».‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٧‏.‏

      ١٠ لِمَاذَا ٱمْتِلَاكُ «خَيْرَاتٍ كَثِيرَةٍ» لَا يَضْمَنُ ٱلْعَيْشَ «سِنِينَ كَثِيرَةً»؟‏

      ١٠ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ مَلِيًّا فِي ٱلدَّرْسِ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ.‏ فَهَلْ نَعْمَلُ بِكَدٍّ كَذَاكَ ٱلرَّجُلِ لِكَيْ نَمْتَلِكَ «خَيْرَاتٍ كَثِيرَةً» فِي حِينِ أَنَّنَا نُهْمِلُ ٱلْقِيَامَ بِمَا هُوَ ضَرُورِيٌّ لِلْعَيْشِ «سِنِينَ كَثِيرَةً»؟‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٧:‏٣‏)‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «لَا تَنْفَعُ ٱلنَّفَائِسُ فِي يَوْمِ ٱلسُّخْطِ» وَ «مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى غِنَاهُ يَسْقُطُ».‏ (‏امثال ١١:‏٤،‏ ٢٨‏)‏ لِذلِكَ أَضَافَ يَسُوعُ إِلَى مَثَلِهِ هذَا ٱلْحَضَّ ٱلْخِتَامِيَّ:‏ «هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للّٰهِ».‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢١‏.‏

      ١١ لِمَاذَا لَا طَائِلَ مِنْ أَنْ يَبْنِيَ ٱلْمَرْءُ حَيَاتَهُ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

      ١١ عِنْدَمَا قَالَ يَسُوعُ «هٰذَا شَأْنُ»،‏ كَانَ يَقْصِدُ أَنَّ مَا حَدَثَ لِلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ فِي ٱلْمَثَلِ سَيَحْدُثُ أَيْضًا لِلَّذِينَ يَبْنُونَ حَيَاتَهُمْ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ فَقَطْ،‏ أَيْ أَنَّهُمْ يُعَلِّقُونَ أَمَلَهُمْ عَلَيْهَا وَيَظُنُّونَ أَنَّهَا تَمْنَحُهُمْ شُعُورًا بِٱلْأَمْنِ.‏ فَٱلْخَطَأُ لَيْسَ فِي أَنْ ‹يَكْنِزَ ٱلْمَرْءُ لِنَفْسِهِ›،‏ بَلْ فِي أَلَّا يَكُونَ «غَنِيًّا للّٰهِ».‏ وَقَدْ قَدَّمَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ تَحْذِيرًا مُمَاثِلًا حِينَ كَتَبَ:‏ «هَلُمَّ ٱلْآنَ،‏ أَيُّهَا ٱلْقَائِلُونَ:‏ ‹اَلْيَوْمَ أَوْ غَدًا نُسَافِرُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ وَنَقْضِي هُنَاكَ سَنَةً،‏ فَنُتَاجِرُ وَنُحَقِّقُ أَرْبَاحًا›،‏ فِي حِينِ أَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَا تَكُونُ حَيَاتُكُمْ غَدًا».‏ وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلُوا؟‏ يُتَابِعُ يَعْقُوبُ:‏ «عِوَضَ ذٰلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ تَقُولُوا:‏ ‹إِنْ شَاءَ يَهْوَهُ،‏ نَعِيشُ وَنَفْعَلُ هٰذَا أَوْ ذَاكَ›».‏ (‏يعقوب ٤:‏١٣-‏١٥‏)‏ فَمَهْمَا كَانَ ٱلشَّخْصُ غَنِيًّا أَوْ مَهْمَا كَانَ لَدَيْهِ مِنْ مُمْتَلَكَاتٍ،‏ فَلَا طَائِلَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ غَنِيًّا للّٰهِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ غَنِيًّا للّٰهِ؟‏

      مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟‏

      ١٢ مَاذَا يَجْعَلُنَا أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟‏

      ١٢ فِي ٱلْعِبَارَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ،‏ يَتَنَاقَضُ كَوْنُ ٱلْمَرْءِ غَنِيًّا للّٰهِ مَعَ ٱدِّخَارِ ٱلْكُنُوزِ،‏ أَيِ ٱلِٱغْتِنَاءِ مَادِّيًّا.‏ فَيَسُوعُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ ٱهْتِمَامَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ فِي ٱلْحَيَاةِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ تَكْدِيسَ ٱلثَّرَوَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوِ ٱلتَّنَعُّمَ بِمَا نَمْلِكُهُ.‏ بَلْ يَجِبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَارِدَنَا لِتَمْتِينِ عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ سَيَجْعَلُنَا أَغْنِيَاءَ للّٰهِ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ يُتِيحُ لَنَا نَيْلَ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ:‏ «بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي،‏ وَهُوَ لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً».‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢‏.‏

      ١٣ مَاذَا يَعْنِي أَنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه هِيَ «تُغْنِي»؟‏

      ١٣ عِنْدَمَا يُغْدِقُ يَهْوَه ٱلْبَرَكَاتِ عَلَى شَعْبِهِ،‏ يُعْطِيهِمْ دَائِمًا ٱلْأَفْضَلَ.‏ (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ مَثَلًا،‏ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ‹أَرْضًا تَفِيضُ حَلِيبًا وَعَسَلًا›.‏ وَرَغْمَ أَنَّ أَرْضَ مِصْرَ وُصِفَتْ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً مِنْ نَاحِيَةٍ مُهِمَّةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ فَقَدْ كَانَتْ ‹أَرْضًا يَعْتَنِي بِهَا يَهْوَهُ إِلٰهُكَ›،‏ كَمَا قَالَ لَهُمْ مُوسَى.‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ كَانَ سَبَبُ ٱلِٱزْدِهَارِ ٱهْتِمَامَ يَهْوَه بِهِمْ.‏ فَكَانُوا سَيُبَارَكُونَ بِسَخَاءٍ وَسَيَتَمَتَّعُونَ بِحَيَاةٍ أَفْضَلَ مِنْ حَيَاةِ كُلِّ ٱلْأُمَمِ حَوْلَهُمْ مَا دَامُوا أُمَنَاءَ لِيَهْوَه.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه هِيَ «تُغْنِي».‏ —‏ عدد ١٦:‏١٣؛‏ تثنية ٤:‏٥-‏٨؛‏ ١١:‏٨-‏١٥‏.‏

      ١٤ مَاذَا يَنَالُ ٱلْأَغْنِيَاءُ للّٰهِ؟‏

      ١٤ تَنْقُلُ بَعْضُ ٱلتَّرْجَمَاتِ عِبَارَةَ ‹غَنِيٌّ للّٰهِ› إِلَى ‹غَنِيٌّ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ› وَ ‹غَنِيٌّ عِنْدَ ٱللّٰهِ›.‏ فَٱلْأَغْنِيَاءُ مَادِّيًّا يَهْتَمُّونَ عُمُومًا بِنَظْرَةِ ٱلْآخَرِينَ إِلَيْهِمْ.‏ وَغَالِبًا مَا يَنْعَكِسُ ذلِكَ فِي طَرِيقَةِ حَيَاتِهِمْ.‏ فَهُمْ يُرِيدُونَ نَيْلَ إِعْجَابِ ٱلنَّاسِ بِمَا يَدْعُوهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «ٱلتَّبَاهِيَ بِٱلْمَعِيشَةِ».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٦‏)‏ أَمَّا ٱلْأَغْنِيَاءُ للّٰهِ فَيَنَالُونَ رِضَاهُ وَٱسْتِحْسَانَهُ وَنِعْمَتَهُ وَيَتَمَتَّعُونَ بَعَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ لَصِيقَةٍ بِهِ.‏ وَهذَا مَا يَمْنَحُهُمْ حَتْمًا ٱلشُّعُورَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلْأَمْنِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ غِنًى مَادِّيٍّ.‏ (‏اشعيا ٤٠:‏١١‏)‏ وَلكِنْ يَبْقَى سُؤَالٌ وَاحِدٌ:‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكُونَ أَغْنِيَاءَ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ؟‏

      أَغْنِيَاءُ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ

      ١٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟‏

      ١٥ لَقَدْ دُعِيَ ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ لِأَنَّهُ خَطَّطَ وَعَمِلَ بِكَدٍّ لِيَغْتَنِيَ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ فَقَطْ.‏ وَلكِنْ لِكَيْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ،‏ يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ بِكَدٍّ وَنُشَارِكَ كَامِلًا فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلَّتِي لَهَا قِيمَةٌ وَفَائِدَةٌ فِعْلِيَّةٌ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ.‏ وَأَحَدُ هذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ وَٱسْتِخْدَامُ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا وَمَوَاهِبِنَا لِلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ،‏ وَلَيْسَ لِتَحْسِينِ وَضْعِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ هُوَ أَشْبَهُ بِٱسْتِثْمَارِ ٱلْأَمْوَالِ.‏ فَٱلَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذلِكَ يَغْتَنُونَ رُوحِيًّا كَمَا يُظْهِرُ ٱلِٱخْتِبَارَانِ ٱلتَّالِيَانِ.‏ —‏ امثال ١٩:‏١٧‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ أَيُّ ٱخْتِبَارَيْنِ يُظْهِرَانِ مَا هِيَ طَرِيقَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي تَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ غَنِيًّا فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱخْتِبَارِ أَخٍ مَسِيحِيٍّ فِي أَحَدِ بُلْدَانِ ٱلْمَشْرِقِ.‏ كَانَ هذَا ٱلْأَخُ يَعْمَلُ كَخَبِيرٍ تِقْنِيٍّ فِي مَجَالِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ وَيَتَقَاضَى رَاتِبًا مُحْتَرَمًا.‏ غَيْرَ أَنَّ عَمَلَهُ شَغَلَ مُعْظَمَ وَقْتِهِ،‏ مِمَّا جَعَلَهُ يَشْعُرُ بِٱلضَّعْفِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ لِذلِكَ قَامَ بِتَغْيِيرٍ جَذْرِيٍّ فِي حَيَاتِهِ.‏ فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَسْعَى إِلَى ٱلتَّقَدُّمِ فِي عَمَلِهِ،‏ ٱسْتَقَالَ وَٱبْتَدَأَ يَعْمَلُ فِي صُنْعِ ٱلْمُثَلَّجَاتِ وَبَيْعِهَا فِي ٱلشَّارِعِ،‏ وَذلِكَ لِكَيْ يُخَصِّصَ وَقْتًا أَكْبَرَ لِحَاجَاتِهِ وَمَسْؤُولِيَّاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَقَدْ سَخِرَ مِنْهُ زُمَلَاؤُهُ ٱلسَّابِقُونَ بِسَبَبِ ٱتِّخَاذِهِ هذَا ٱلْإِجْرَاءَ.‏ وَلكِنْ مَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتَائِجُ؟‏ قَالَ:‏ «فِي ٱلْوَاقِعِ،‏ صَارَ وَضْعِي ٱلْمَالِيُّ أَفْضَلَ مِمَّا كَانَ عِنْدَمَا عَمِلْتُ فِي مَجَالِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ.‏ كَمَا أَنَّ ذلِكَ جَعَلَنِي أَسْعَدَ لِأَنَّنِي لَا أُعَانِي مِنَ ٱلْإِجْهَادِ وَٱلْهَمِّ ٱللَّذَيْنِ كُنْتُ أُعَانِي مِنْهُمَا فِي عَمَلِي ٱلسَّابِقِ.‏ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّنِي أَشْعُرُ ٱلْآنَ بِأَنَّنِي أَقْرَبُ إِلَى يَهْوَه».‏ وَقَدْ مَكَّنَهُ هذَا ٱلتَّغْيِيرُ مِنَ ٱلِٱنْخِرَاطِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَهُوَ ٱلْآنَ يَخْدُمُ فِي مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه فِي بَلَدِهِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه هِيَ «تُغْنِي».‏

      ١٧ وَٱلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ هُوَ ٱخْتِبَارُ ٱمْرَأَةٍ تَرَعْرَعَتْ فِي عَائِلَةٍ تُعَلِّقُ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً عَلَى ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي.‏ فَقَدِ ٱلْتَحَقَتْ بِجَامِعَاتٍ فِي فَرَنْسَا وَٱلْمَكْسِيكِ وَسْوِيسْرَا وَكَانَ أَمَامَهَا مُسْتَقْبَلٌ مِهْنِيٌّ وَاعِدٌ.‏ قَالَتْ:‏ «رَغْمَ أَنَّ ٱلنَّجَاحَ حَالَفَنِي وَكُنْتُ أَتَمَتَّعُ بِٱلنُّفُوذِ وَبِٱمْتِيَازَاتٍ خُصُوصِيَّةٍ،‏ فَقَدْ شَعَرْتُ فِي قَرَارَةِ نَفْسِي بِٱلْفَرَاغِ وَعَدَمِ ٱلِٱكْتِفَاءِ».‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ تَعَرَّفَتْ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ بِيَهْوَه.‏ عَبَّرَتْ قَائِلَةً:‏ «فِيمَا كُنْتُ أَتَقَدَّمُ رُوحِيًّا،‏ نَمَتْ رَغْبَتِي فِي أَنْ أُرْضِيَ يَهْوَه وَأَرُدَّ لَهُ جُزْءًا يَسِيرًا مِمَّا أَعْطَانِي.‏ وَهذَا مَا سَاعَدَنِي أَنْ أَرَى بِوُضُوحٍ ٱلْمَسْلَكَ ٱلَّذِي عَلَيَّ ٱخْتِيَارُهُ:‏ اَلْخِدْمَةُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ».‏ لِذلِكَ ٱسْتَقَالَتْ هذِهِ ٱلْأُخْتُ مِنْ وَظِيفَتِهَا وَسُرْعَانَ مَا ٱعْتَمَدَتْ.‏ وَطَوَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْعِشْرِينَ ٱلْمَاضِيَةِ،‏ تَخْدُمُ بِفَرَحٍ فِي صُفُوفِ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ تَقُولُ:‏ «يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّنِي ضَيَّعْتُ مَوَاهِبِي.‏ لكِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّنِي سَعِيدَةٌ،‏ وَهُمْ مُعْجَبُونَ بِٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي أَتَّبِعُهَا فِي حَيَاتِي.‏ وَأَنَا أُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ إِلَى يَهْوَه لِيُسَاعِدَنِي أَنْ أَكُونَ مُتَوَاضِعَةً كَيْ أَنَالَ رِضَاهُ».‏

      ١٨ عَلَى غِرَارِ بُولُسَ،‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟‏

      ١٨ كَانَ أَمَامَ شَاوُلَ،‏ ٱلَّذِي صَارَ يُعْرَفُ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ،‏ مُسْتَقْبَلٌ مِهْنِيٌّ وَاعِدٌ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «إِنِّي أَعْتَبِرُ أَيْضًا كُلَّ شَيْءٍ خَسَارَةً لِأَجْلِ ٱلْقِيمَةِ ٱلْفَائِقَةِ لِمَعْرِفَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي».‏ (‏فيلبي ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ،‏ كَانَ ٱلْغِنَى ٱلَّذِي نَالَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَسِيحِ يَفُوقُ كُلَّ مَا يُمْكِنُ لِلْعَالَمِ أَنْ يُقَدِّمَهُ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِذَا تَخَلَّيْنَا عَنْ أَيِّ طُمُوحٍ أَنَانِيٍّ وَٱتَّبَعْنَا حَيَاةَ ٱلتَّعَبُّدِ للّٰهِ،‏ يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ.‏ فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تُؤَكِّدُ لَنَا:‏ «عَاقِبَةُ ٱلتَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ يَهْوَهَ غِنًى وَمَجْدٌ وَحَيَاةٌ».‏ —‏ امثال ٢٢:‏٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة