مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ثقوا بيهوه!‏
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • ثقوا بيهوه!‏

      ‏«ثق بيهوه بكل قلبك.‏» —‏ امثال ٣:‏٥‏،‏ ع‌ج.‏

      ١ كيف اثَّرت الامثال ٣:‏٥ في شاب،‏ وبأية نتيجة طويلة الامد؟‏

      مرسل لزمن طويل،‏ يكتب:‏ «‹ثق بالرب بكل قلبك؛‏ وعلى فهمك لا تعتمد.‏› هذه الكلمات من الكتاب المقدس،‏ الموضوعة في اطار والمعلَّقة على حائط في بيت كنت ازوره،‏ جذبت انتباهي.‏ وطوال بقية ذلك اليوم فكرت فيها مليا.‏ فتساءلت،‏ هل يمكنني ان اثق باللّٰه بكل قلبي؟‏» كان هذا الشخص آنذاك بعمر ٢١ سنة.‏ وبعمر ٩٠ سنة،‏ اذ لا يزال يخدم بأمانة كشيخ في پيرث،‏ اوستراليا،‏ يمكنه ان ينظر الى الوراء الى حياة اغنتها ثمرة الثقة بيهوه من كل القلب،‏ بما فيها ٢٦ سنة شاقة في استكشاف حقول ارسالية جديدة في سيلان (‏الآن سْري لانكا)‏،‏ بورما (‏الآن ميانمار)‏،‏ مالايو،‏ تايلند،‏ الهند،‏ وپاكستان.‏a

      ٢ اية ثقة يجب ان تبني فينا الامثال ٣:‏٥‏؟‏

      ٢ «ثق بيهوه بكل قلبك» —‏ هذه الكلمات في الامثال ٣:‏٥‏،‏ كما تنقلها ترجمة العالم الجديد،‏ يجب ان تدفعنا جميعا الى الاستمرار في وقف حياتنا من كل القلب ليهوه،‏ واثقين بأنه يستطيع ان يقوِّي ايماننا،‏ حتى الى حد التغلُّب على العقبات الشبيهة بالجبال.‏ (‏متى ١٧:‏٢٠‏)‏ فلنفحص الآن الامثال ٣:‏٥ في قرينتها.‏

      ارشاد ابوي

      ٣ (‏أ)‏ ايّ تشجيع هنالك في الاصحاحات التسعة الاولى للامثال‏؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان نمنح انتباها دقيقا للامثال ٣:‏١،‏ ٢‏؟‏

      ٣ ان الاصحاحات التسعة الافتتاحية لسفر الامثال من الكتاب المقدس تزخر بالارشاد الابوي والمشورة الحكيمة من يهوه لجميع الذين يتطلعون الى التمتع بالبنوَّة في السموات او «حرية مجد اولاد اللّٰه» على ارض فردوسية.‏ (‏رومية ٨:‏١٨-‏٢١،‏ ٢٣‏)‏ هنا توجد مشورة حكيمة يمكن ان يستعملها الوالدون في تربية الابناء والبنات.‏ وبارزة هي نصيحة الامثال الاصحاح ٣‏،‏ التي تبدأ بالتحذير:‏ «يا ابني لا تنسَ شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي.‏» وإذ تتقدم الايام الاخيرة لعالم الشيطان الشرير نحو نهايتها،‏ لننتبه بدقة اكثر من ايّ وقت مضى لمذكِّرات يهوه.‏ وربما بدا الطريق طويلا،‏ لكنَّ الوعد لكل الذين يحتملون هو انها «تزيدك طول ايام وسني حياة وسلامة» —‏ حياة ابدية في نظام يهوه الجديد.‏ —‏ امثال ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ اية علاقة سعيدة توصف في يوحنا ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏؟‏ (‏ب)‏ كيف تنطبق المشورة في التثنية ١١:‏١٨-‏٢١ حتى يومنا؟‏

      ٤ ان العلاقة السعيدة بين الاب والابن يمكن ان تكون ثمينة جدا.‏ فخالقنا،‏ يهوه اللّٰه،‏ رتَّب ان يكون الامر هكذا.‏ والمسيح يسوع قال عن علاقته الحميمة الخاصة بيهوه:‏ «لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل.‏ لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.‏ لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله.‏» (‏يوحنا ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وقد قصد يهوه ان توجد علاقة حميمة مماثلة بينه وبين كل افراد عائلته على الارض،‏ وأيضا بين الآباء البشر وأولادهم.‏

      ٥ جرى التشجيع على العلاقة العائلية المتسمة بالثقة في اسرائيل القديمة.‏ فهناك نصح يهوه الآباء:‏ «ضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم واربطوها علامة على ايديكم ولتكن عصائب بين عيونكم.‏ وعلِّموها اولادكم متكلِّمين بها حين تجلسون في بيوتكم وحين تمشون في الطريق وحين تنامون وحين تقومون.‏ واكتبها على قوائم ابواب بيتك وعلى ابوابك.‏ لكي تكثُر ايامك وأيام اولادك على الارض التي اقسم الرب لآبائك ان يعطيهم اياها كأيام السماء على الارض.‏» (‏تثنية ١١:‏١٨-‏٢١‏)‏ والكلمة الموحى بها لمعلِّمنا العظيم،‏ يهوه اللّٰه،‏ يمكن ان تخدم حقا لتجعله على علاقة حميمة بالوالدين وأولادهم،‏ بالاضافة الى كل الآخرين الذين يخدمونه في الجماعة المسيحية.‏ —‏ اشعياء ٣٠:‏٢٠،‏ ٢١‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ٦ كيف يمكننا ان نجد نعمة عند اللّٰه والناس؟‏

      ٦ والنصيحة الابوية الحكيمة لشعب اللّٰه،‏ كبارا وصغارا،‏ تستمر في العددين ٣ و ٤ من الامثال الاصحاح ٣‏:‏ «لا تدع (‏اللطف الحبي)‏ والحق يتركانك.‏ تقلَّدهما على عنقك.‏ اكتبهما على لوح قلبك فتجد نعمة وفطنة صالحة في اعين اللّٰه والناس.‏» يتفوَّق يهوه اللّٰه نفسه في اظهار اللطف الحبي والحق.‏ وكما يذكر المزمور ٢٥:‏١٠‏،‏ «كل سبل (‏يهوه لطف حبي)‏ وحق.‏» وتمثلا بيهوه،‏ يجب ان نعزّ هاتين الصفتين وقوَّتهما الواقية،‏ اذ نقيِّمهما كما نقيِّم قلادة لا تقدَّر بثمن وننقشهما على نحو ثابت على قلبنا.‏ حينئذ يمكننا ان نصلّي بحرارة:‏ يا (‏يهوه)‏ .‏ .‏ .‏ ينصرني (‏لطفك الحبي)‏ وحقك دائما.‏ —‏ مزمور ٤٠:‏١١‏.‏

      ثقة دائمة

      ٧ بأية طرائق اظهر يهوه جدارته بالثقة؟‏

      ٧ يعرِّف قاموس وبستر الجامعي الجديد التاسع الثقة بأنها «الاتكال الاكيد على شخصية،‏ قدرة،‏ قوة،‏ او حقيقة شخصٍ ما او شيءٍ ما.‏» وترسو شخصية يهوه بثبات في لطفه الحبي.‏ ويمكننا ان نملك الثقة التامة بقدرته على الوفاء بما وعد،‏ لأن اسمه عينه،‏ يهوه،‏ يحدِّد هويته بصفته القاصد العظيم.‏ (‏خروج ٣:‏١٤؛‏ ٦:‏٢-‏٨‏)‏ وبصفته الخالق،‏ هو ينبوع القوة والطاقة الدينامية.‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٦،‏ ٢٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهو مجسَّم الصدق،‏ لأنه «لا يمكن ان اللّٰه يكذب.‏» (‏عبرانيين ٦:‏١٨‏)‏ ولذلك يجري تشجيعنا على وضع الثقة التامة بيهوه،‏ الهنا،‏ المصدر العظيم لكل صدق،‏ الذي له القدرة الكلية على حماية الواثقين به والاتيان بكل مقاصده العظيمة الى نجاح مجيد.‏ —‏ مزمور ٩١:‏١،‏ ٢؛‏ اشعياء ٥٥:‏٨-‏١١‏.‏

      ٨،‏ ٩ لماذا من المؤسف ان تكون الثقة مفقودة في العالم،‏ وكيف يزوِّد شعب يهوه التباين؟‏

      ٨ في العالم المنحط حولنا،‏ من المؤسف ان تكون الثقة مفقودة.‏ وعوضا عن ذلك،‏ نجد الجشع والفساد في كل مكان.‏ والغلاف الخارجي لعدد ايار ١٩٩٣ من مجلة وورلد پرِس ريڤيو حمل الرسالة:‏ «اتِّساع الفساد —‏ المال المكتسب بطرائق غير شريفة في النظام العالمي الجديد.‏ وصناعة الفساد تمتد من البرازيل الى المانيا،‏ من الولايات المتحدة الى الارجنتين،‏ من اسپانيا الى الپيرو،‏ من ايطاليا الى المكسيك،‏ من الڤاتيكان الى روسيا.‏» وإذ يتأسس كما هي الحال على البغض،‏ الجشع،‏ وعدم الثقة،‏ فإن ما يدعى بالنظام العالمي الجديد للانسان لا يحصد سوى الشقاوة المتزايدة للجنس البشري.‏

      ٩ وبالتباين مع الامم السياسية،‏ يُسعِد شهود يهوه ان يكونوا «الامة التي (‏يهوه)‏ الهها.‏» فيمكنهم وحدهم ان يقولوا بصدق،‏ «باللّٰه نثق.‏» ويمكن لكل واحد منهم ان يصرخ بفرح:‏ «اللّٰه أفتخر بكلامه .‏ .‏ .‏ (‏في اللّٰه وضعت ثقتي)‏ فلا اخاف.‏» —‏ مزمور ٣٣:‏١٢؛‏ ٥٦:‏٤،‏ ١١‏.‏

      ١٠ ماذا قوَّى احداثا مسيحيين كثيرين للمحافظة على الاستقامة؟‏

      ١٠ في بلد آسيوي حيث عانى آلاف الشهود الاحداث الضرب القاسي والسجن،‏ مكَّنت الثقة بيهوه الاغلبية العظمى من الاحتمال.‏ وذات ليلة في السجن،‏ شعر شاهد حدث كان قد قاسى عذابات رهيبة بأنه لم يعد يحتمل اكثر.‏ لكنَّ حدثا آخر اتى اليه خلسة متستِّرا بالظلام.‏ وهمس:‏ «لا تستسلم؛‏ لقد سايرتُ ولم أنَل ايّ سلام للعقل منذ ذلك الحين.‏» فجدَّد الحدث الاول تصميمه على الوقوف ثابتا.‏ ويمكننا ان نملك ثقة تامة بيهوه انه سيساعدنا على التغلب على ايّ جهد وكلّ جهد من الشيطان لتفتيت استقامتنا.‏ —‏ ارميا ٧:‏٣-‏٧؛‏ ١٧:‏١-‏٨؛‏ ٣٨:‏٦-‏١٣،‏ ١٥-‏١٧‏.‏

      ١١ كيف نتنبَّه للثقة بيهوه؟‏

      ١١ تقول الوصية الاولى جزئيا:‏ «تحب الرب الهك من كل قلبك.‏» (‏مرقس ١٢:‏٣٠‏)‏ وإذ نتأمل في كلمة اللّٰه،‏ تنغرس الحقائق العظيمة التي نتعلَّمها عميقا في قلوبنا بحيث نندفع الى بذل كل ما لدينا في خدمة الهنا العظيم،‏ يهوه الرب المتسلط.‏ وبقلب يفيض بالتقدير له —‏ لكل ما علَّمنا اياه،‏ فعله لأجلنا،‏ وسيفعله لأجلنا بعدُ —‏ نتنبَّه للثقة دون شك بخلاصه.‏ —‏ اشعياء ١٢:‏٢‏.‏

      ١٢ على مر السنين،‏ كيف اظهر مسيحيون كثيرون ثقتهم بيهوه؟‏

      ١٢ يمكن ان تنمو هذه الثقة على مر السنين.‏ كتب احد شهود يهوه المتواضعين الذي خدم بأمانة لأكثر من ٥٠ سنة في المركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة في بروكلين،‏ اذ بدأ في نيسان ١٩٢٧:‏ «عند نهاية هذا الشهر تسلَّمت بدل نفقة من ٥ دولارات اميركية في ظرف مع بطاقة جميلة تبرز آية من الكتاب المقدس في الامثال ٣:‏٥،‏ ٦ .‏ .‏ .‏ كان هنالك كل سبب للثقة بيهوه،‏ لأنني سرعان ما صرت اقدِّر في المركز الرئيسي ان ليهوه ‹عبدا امينا حكيما› يعتني بأمانة بكل مصالح الملكوت هنا على الارض.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏»‏b لقد صمَّم هذا المسيحي،‏ لا على محبة المال،‏ بل على ربح ‹كنز لا ينفد في السموات.‏› وبشكل مماثل اليوم،‏ ان الآلاف الذين يخدمون في بيوت ايل جمعية برج المراقبة حول الارض يفعلون ذلك بمقتضى نوع من نذر الفقر الشرعي.‏ وهم يثقون بيهوه لتزويد حاجاتهم اليومية.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢٩-‏٣١،‏ ٣٣،‏ ٣٤‏.‏

      اعتمدوا على يهوه

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ اين فقط يمكن ايجاد نصيحة ناضجة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب تجنبه للنجاة من الاضطهاد؟‏

      ١٣ يحذِّرنا ابونا السماوي:‏ «على فهمك لا تعتمد.‏» (‏امثال ٣:‏٥‏)‏ لا يمكن للمشيرين العالميين وعلماء النفس ان يرجوا الاقتراب من الحكمة والفهم اللذين يظهرهما يهوه.‏ «لفهمه لا احصاء.‏» (‏مزمور ١٤٧:‏٥‏)‏ وبدلا من الاعتماد على حكمة رجال العالم البارزين او على مشاعرنا المفتقرة الى العِلم،‏ لنتطلَّع الى يهوه،‏ كلمته،‏ والشيوخ في الجماعة المسيحية من اجل نصيحة ناضجة.‏ —‏ مزمور ٥٥:‏٢٢؛‏ ١ كورنثوس ٢:‏٥‏.‏

      ١٤ لا تفيدنا الحكمة البشرية او المركز البارز في يوم المحنة القاسية السريع الاقتراب.‏ (‏اشعياء ٢٩:‏١٤؛‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٤‏)‏ ففي اليابان خلال الحرب العالمية الثانية،‏ اختار راعٍ لشعب اللّٰه مقتدر ولكن مفتخر ان يعتمد على فهمه.‏ فصار،‏ تحت الضغط،‏ مرتدّا،‏ ومعظم الرعية ايضا توقفوا عن النشاط تحت الاضطهاد.‏ وعلَّقت اخت يابانية وليَّة،‏ نجت بشجاعة من المعاملة الرهيبة في زنزانات السجون القذرة:‏ «لم يملك اولئك الذين بقوا امناء اية قدرات خصوصية ولم يكونوا بارزين.‏ فمن المؤكد انه يجب علينا جميعا ان نثق دائما بيهوه بكل قلبنا.‏»‏c

      ١٥ اية صفة الهية ضروريةٌ اذا كنا سنرضي يهوه؟‏

      ١٥ الثقة بيهوه،‏ بدلا من فهمنا الخاص،‏ تشمل التواضع.‏ وكم هي مهمة هذه الصفة لكل مَن يريدون ارضاء يهوه!‏ وإلهنا ايضا،‏ رغم انه الرب المتسلط على كل الكون،‏ يظهر التواضع في تعاملاته مع كل خليقته الذكية.‏ ويمكننا ان نكون شاكرين على ذلك.‏ «الناظر الاسافل في السموات وفي الارض المقيم المسكين من التراب.‏» (‏مزمور ١١٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ وبدافع رحمته العظيمة،‏ يسامحنا بزلاتنا على اساس اعظم هبة للجنس البشري،‏ الذبيحة الفدائية الثمينة لابنه الحبيب،‏ المسيح يسوع.‏ فكم يجب ان نكون شاكرين على هذا اللطف غير المستحق!‏

      ١٦ كيف يمكن ان يبتغي الاخوة الامتيازات في الجماعة؟‏

      ١٦ يذكِّرنا يسوع نفسه:‏ «مَن يرفع نفسه يتَّضع ومَن يضع نفسه يرتفع.‏» (‏متى ٢٣:‏١٢‏)‏ فبتواضع،‏ يجب ان يبتغي الاخوة المعتمدون المسؤوليات في الجماعة المسيحية.‏ لكنَّ النظار يجب ان ينظروا الى تعيينهم،‏ لا كرمز الى مركز،‏ بل كفرصة لإنجاز عمل،‏ بتواضع،‏ بتقدير،‏ بشوق،‏ كما فعل يسوع،‏ الذي قال:‏ «ابي يعمل حتى الآن وأنا اعمل.‏» —‏ يوحنا ٥:‏١٧؛‏ ١ بطرس ٥:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ١٧ ماذا يجب ان نقدِّر جميعا،‏ مما يؤدي الى ايّ نشاط؟‏

      ١٧ فلنقدِّر دائما بتواضع وبإخلاص اننا لسنا اكثر من غبار في نظر يهوه.‏ اذًا،‏ كم يمكننا ان نكون مسرورين بأن «(‏لطف يهوه الحبي)‏ .‏ .‏ .‏ الى الدهر والابد على خائفيه و(‏بره)‏ على بني البنين»!‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٤،‏ ١٧‏)‏ لذلك يجب علينا جميعا ان نكون تلاميذ مهتمين جدا بكلمة اللّٰه.‏ والوقت المصروف في الدرس الشخصي والعائلي،‏ وفي الاجتماعات الجماعية،‏ يجب ان يكون بين اثمن الساعات كل اسبوع.‏ وبهذه الطريقة نبني «معرفة القدوس.‏» وهذا «فهم.‏» —‏ امثال ٩:‏١٠‏.‏

      ‏«في كل طرقك .‏ .‏ .‏»‏

      ١٨،‏ ١٩ كيف يمكن ان نطبق الامثال ٣:‏٦ في حياتنا،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٨ اذ تُوجِّهُنا الى يهوه،‏ المصدر الالهي للفهم،‏ تذكر الامثال ٣:‏٦ بعد ذلك:‏ «في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سبلك.‏» وتشمل معرفة يهوه ان نبقى قريبين اليه في الصلاة.‏ فحيثما كنا ومهما كانت الحالة التي قد تنشأ،‏ لدينا وسيلة اقتراب مباشرة اليه في الصلاة.‏ واذ نبدأ اعمالنا اليومية،‏ اذ نستعد لخدمة الحقل،‏ اذ نذهب من بيت الى بيت منادين بملكوته،‏ يمكن ان تكون صلاتنا المستمرة ان يبارك نشاطنا.‏ وهكذا يمكن ان يكون لدينا الامتياز الذي لا يقدَّر بثمن والفرح في ‹السلوك مع اللّٰه،‏› واثقين بأنه ‹سيقوِّم سبلنا،‏› كما فعل مع الخائفين اللّٰه اخنوخ،‏ نوح،‏ والاسرائيليين الامناء،‏ كيشوع ودانيال.‏ —‏ تكوين ٥:‏٢٢؛‏ ٦:‏٩؛‏ تثنية ٨:‏٦؛‏ يشوع ٢٢:‏٥؛‏ دانيال ٦:‏٢٣‏؛‏ انظروا ايضا يعقوب ٤:‏٨،‏ ١٠‏.‏

      ١٩ عندما نجعل التماساتنا معروفة عند يهوه،‏ يمكننا ان نكون واثقين بأن ‹سلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبنا وأفكارنا في المسيح يسوع.‏› (‏فيلبي ٤:‏٧‏)‏ وسلام اللّٰه هذا،‏ المنعكس على ملامح فرِحة،‏ يمكن ان يجعل رسالتنا مقبولة عند اصحاب البيوت الذين نلتقيهم خلال عملنا الكرازي.‏ (‏كولوسي ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ ويمكن ان يشجِّع ايضا اولئك الذين ربما اصابتهم الشدائد او المظالم الشائعة جدا في عالم اليوم،‏ كما تظهر الرواية التالية.‏d

      ٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ خلال الارهاب النازي،‏ كيف شجَّعت استقامة شهود يهوه الآخرين؟‏ (‏ب)‏ ايّ تصميم يجب ان يوقظه فينا صوت يهوه؟‏

      ٢٠ ماكس ليبستر،‏ يهودي طبيعي نجا من محرقة بما بدا عجيبة،‏ وصف رحلته الى احد معسكرات الابادة النازية بهذه الكلمات:‏ «أُغلق علينا في مركبات جرى تحويلها الى غرف صغيرة عديدة لشخصين.‏ وإذ دُفِعتُ الى احداها واجهت سجينا عكست عيناه الهدوء.‏ فقد كان هناك لسبب احترامه شريعة اللّٰه،‏ مختارا السجن والموت المحتمل عوض سفك دم الآخرين.‏ كان واحدا من شهود يهوه.‏ وكان قد أُخذ منه اولاده،‏ وقُتلت زوجته.‏ وكان ينتظر الاشتراك في مصيرها.‏ والرحلة التي دامت ١٤ يوما حقَّقت استجابة صلواتي،‏ لأنه خلال هذه الرحلة عينها الى الموت وجدت رجاء الحياة الابدية.‏»‏

      ٢١ بعد اختباره اوشڤيتس «عرين الاسود،‏» كما سمّاه هو،‏ واعتماده،‏ تزوَّج هذا الاخ بشاهدة ليهوه كانت قد سُجنت وكان ابوها قد تألم في معسكر الاعتقال في داخاو.‏ وفيما كان ابوها هناك،‏ سمع ان زوجته وابنته الشابة اوقفتا ايضا.‏ فوصف ردّ فعله:‏ «قلقت بعمق.‏ ثم ذات يوم،‏ فيما كنت انتظر في الصف للاستحمام،‏ سمعت صوتا يقتبس الامثال ٣:‏٥،‏ ٦ .‏ .‏ .‏ بدا ذلك كصوت نازل من السموات.‏ وكان تماما ما كنت احتاج اليه لاسترداد اتزاني.‏» وفي الواقع،‏ كان الصوت لسجين آخر اقتبس هذه الآية،‏ لكنَّ الحادثة تشدِّد على فعَّالية كلمة اللّٰه فينا.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ فليتكلَّم صوت يهوه الينا بفعَّالية اليوم بواسطة كلمات آيتنا السنوية لعام ١٩٩٤:‏ «ثق بيهوه بكل قلبك»!‏

      ‏[الحواشي]‏

      a انظروا المقالة «الثقة بيهوه بكل قلبي،‏» كما رواها كلود س.‏ ڠودمان،‏ برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول ١٩٧٣،‏ الصفحات ٧٦٠-‏٧٦٥،‏ بالانكليزية.‏

      b انظروا المقالة «مصمِّم على تسبيح يهوه،‏» كما رواها هاري پيترسون،‏ برج المراقبة،‏ عدد ١٥ تموز ١٩٦٨،‏ الصفحات ٤٣٧-‏٤٤٠،‏ بالانكليزية.‏

      c انظروا المقالة «يهوه لا ينسى خدامه،‏» كما روتها ماتسو ايشي،‏ برج المراقبة،‏ عدد ١ ايار ١٩٨٨،‏ الصفحات ٢١-‏٢٥،‏ بالانكليزية.‏

      d انظروا ايضا المقالة «الانقاذ!‏ مبرهنين اننا شاكرون،‏» كما رواه ماكس ليبستر،‏ برج المراقبة،‏ ١٥/‏٥/‏٧٩.‏

  • تنمية الخوف التقوي
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • تنمية الخوف التقوي

      ‏«اتَّقِ الرب وابعد عن الشر.‏» —‏ امثال ٣:‏٧‏.‏

      ١ لمَن كُتب سفر الامثال؟‏

      يحتوي سفر الامثال في الكتاب المقدس على وفرة من المشورة الروحية.‏ لقد زوَّد يهوه هذا الدليل اولا ليعلِّم امّته النموذجية اسرائيل.‏ واليوم،‏ يزوِّد السفر اقوالا حكيمة لامّته المسيحية المقدسة،‏ ‹التي انتهت اليها اواخر الدهور.‏› —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١١؛‏ امثال ١:‏١-‏٥؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏.‏

      ٢ لماذا التحذير في الامثال ٣:‏٧ هو في حينه اليوم؟‏

      ٢ اذ نقلب الى الامثال ٣:‏٧‏،‏ نقرأ:‏ «لا تكن حكيما في عينَي نفسك.‏ اتَّقِ الرب وابعد عن الشر.‏» ومنذ زمن ابوينا الاوَّلين،‏ عندما اغوت الحيَّة حواء بالوعد انهما سوف ‹يعرفان الخير والشر،‏› تفشل مجرد الحكمة البشرية في اشباع حاجات الجنس البشري.‏ (‏تكوين ٣:‏٤،‏ ٥؛‏ ١ كورنثوس ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ولم يكن ذلك ظاهرا في اية فترة من التاريخ اكثر منه في هذا القرن الـ‍ ٢٠ —‏ هذه «الايام الاخيرة» حيث الجنس البشري،‏ الذي يحصد ثمار التفكير الالحادي والتطوري،‏ يُبتلى بالعنصرية،‏ العنف،‏ وكل نوع من انواع الفساد الادبي.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ انه ‹عدم نظام عالمي جديد› لا تستطيع ان تحلّه الامم المتحدة ولا اديان العالم المتناقضة.‏

      ٣ اية تطورات أُنبئ بها ليومنا؟‏

      ٣ تخبرنا كلمة اللّٰه النبوية ان القوى الابليسية تخرج على «ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء .‏ .‏ .‏ الى الموضع الذي يُدعى بالعبرانية هرمجدون.‏» (‏رؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ وقريبا ستسود رهبة من يهوه هؤلاء الملوك او الحكَّام.‏ وسيكون ذلك كالرعب الذي وقع على الكنعانيين عندما اتى يشوع والاسرائيليون لتنفيذ الدينونة فيهم.‏ (‏يشوع ٢:‏٩-‏١١‏)‏ أما اليوم فإن الشخص المرموز اليه بيشوع،‏ المسيح يسوع —‏ «ملك الملوك ورب الارباب» —‏ هو الذي ‹سيضرب الامم ويرعاهم بعصًا من حديد› تعبيرا عن «سخط وغضب اللّٰه القادر على كل شيء.‏» —‏ رؤيا ١٩:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ٤،‏ ٥ مَن سيخلصون،‏ ولماذا؟‏

      ٤ فمَن سيخلصون في ذلك الوقت؟‏ لن يكون الناجون اولئك الذين استحوذ عليهم الرعب،‏ بل كل الذين نمَّوا خوفا توقيريا ليهوه.‏ وبدلا من ان يكونوا حكماء في اعين انفسهم،‏ ‹يبعد هؤلاء عن الشر.‏› وبتواضع،‏ يغذُّون عقولهم بما هو صالح،‏ لئلا يكون هنالك مكان للشر في تفكيرهم.‏ وهم يكنّون احتراما سليما للرب المتسلط يهوه،‏ «ديَّان كل الارض،‏» الذي يوشك ان ينفِّذ الحكم في كل مَن يلتصق بالشر،‏ تماما كما اباد السدوميين الفاسدين.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢٥‏)‏ حقا،‏ بالنسبة الى شعب اللّٰه الخاص،‏ «مخافة الرب ينبوع حياة للحيدان عن اشراك الموت.‏» —‏ امثال ١٤:‏٢٧‏.‏

      ٥ وكل الذين يقفون انفسهم كاملا ليهوه خوفا من عدم ارضائه في وقت من الاوقات سيدركون،‏ في يوم الدينونة الالهية هذا،‏ الحقيقةَ المذكورة مجازيا في الامثال ٣:‏٨‏:‏ «فيكون [خوف يهوه] شفاء لسُرَّتك وسَقاء لعظامك.‏»‏

      إكرام يهوه

      ٦ ماذا يجب ان يدفعنا الى الالتفات الى الامثال ٣:‏٩‏؟‏

      ٦ ان خوفنا المتَّصف بالتقدير ليهوه،‏ بالاضافة الى المحبة الشديدة له،‏ يجب ان يدفعنا الى الالتفات الى الامثال ٣:‏٩‏:‏ «أَكرم (‏يهوه بأشيائك الثمينة)‏ ومن كل باكورات غلتك.‏» ولسنا مكرهين على إكرام يهوه بتقدماتنا.‏ فيجب ان تكون هذه طوعية،‏ كما هو مشار اليه نحو ١٢ مرة من خروج ٣٥:‏٢٩ الى تثنية ٢٣:‏٢٣ في ما يتعلق بالذبائح في اسرائيل القديمة.‏ ويجب ان تكون هذه الباكورات ليهوه افضل العطايا التي يمكن ان نقدِّمها،‏ تقديرا للصلاح واللطف الحبي اللذين نتمتع بهما منه.‏ (‏مزمور ٢٣:‏٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ ويجب ان تعكس تصميمنا على ‹ان نطلب اولا ملكوت اللّٰه وبره.‏› (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ وماذا ينتج من إكرام يهوه بأشيائنا الثمينة؟‏ «تمتلئ خزائنك شبعا وتفيض معاصرك مسطارا.‏» —‏ امثال ٣:‏١٠‏.‏

      ٧ اية باكورات يجب ان نقدِّمها ليهوه،‏ وماذا ستكون النتيجة؟‏

      ٧ ان طريقة يهوه الرئيسية لمباركتنا هي روحية.‏ (‏ملاخي ٣:‏١٠‏)‏ ولذلك يجب ان تكون الباكورات التي نقدِّمها له روحية بشكل رئيسي.‏ فيجب ان نستخدم وقتنا،‏ طاقتنا،‏ وقوتنا الحيوية في فعل مشيئته.‏ وهذا بدوره سينعشنا،‏ تماما كما صار نشاط كهذا ‹طعاما› مقويا ليسوع.‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤‏)‏ وخزائننا الروحية ستمتلئ،‏ وفرحنا المرموز اليه بالمسطار سيفيض.‏ وإضافة الى ذلك،‏ اذ نصلّي بثقة من اجل كفاية من الطعام المادي لكل يوم،‏ يمكننا على الدوام ان نتبرع بسخاء من مواردنا المالية دعما لعمل الملكوت العالمي.‏ (‏متى ٦:‏١١‏)‏ فكل ما نملكه،‏ بما في ذلك المقتنيات المادية،‏ يأتينا من ابينا السماوي المحب.‏ وهو سيسكب بركات اضافية،‏ بقدر ما نستعمل هذه الاشياء الثمينة تسبيحا له.‏ —‏ امثال ١١:‏٤؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏٧‏.‏

      توبيخات المحبة

      ٨،‏ ٩ كيف يجب ان ننظر الى التوبيخ والتأديب؟‏

      ٨ في العددين ١١ و ١٢،‏ يتحدث سفر الامثال الاصحاح ٣ مجدَّدا عن العلاقة السعيدة بين الاب والابن التي توجد في العائلات التقية،‏ وأيضا بين يهوه وأولاده الروحيين الاحباء على الارض.‏ نقرأ:‏ «يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تَكْرَه توبيخه.‏ لأن الذي يحبه الرب يؤدِّبه وكأب بابن يسرُّ به.‏» يكره اهل العالم التوبيخ.‏ أما شعب يهوه فيجب ان يقبلوه بسرور.‏ واقتبس الرسول بولس هذه الكلمات من الامثال،‏ قائلا:‏ «يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تَخُر اذا وبَّخك.‏ لأن الذي يحبه الرب يؤدِّبه .‏ .‏ .‏ ولكنَّ كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن.‏ وأما اخيرا فيعطي الذين يتدرَّبون به ثمر برٍّ للسلام.‏» —‏ عبرانيين ١٢:‏٥،‏ ٦،‏ ١١‏.‏

      ٩ نعم،‏ التوبيخ والتأديب هما جزء ضروري من تدريب كلٍّ منا،‏ سواء نلناه من الوالدين،‏ بواسطة الجماعة المسيحية،‏ او فيما نتأمل في الاسفار المقدسة خلال درسنا الشخصي.‏ وانتباهنا للتأديب هو مسألة حياة وموت،‏ كما تذكر ايضا الامثال ٤:‏١،‏ ١٣‏:‏ «اسمعوا ايها البنون تأديب الاب واصغوا لأجل معرفة الفهم.‏ تمسَّك بالادب لا تَرخِه.‏ احفظه فإنه هو حياتك.‏»‏

      السعادة العظمى

      ١٠،‏ ١١ ما هي بعض اوجه الكلمات المُسرَّة في الامثال ٣:‏١٣-‏١٨‏؟‏

      ١٠ يا للتعابير الجميلة التي تتبع الآن،‏ ‹كلمات الحق المُسرَّة والصحيحة› فعلا!‏ (‏جامعة ١٢:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكلمات سليمان الموحى بها هذه تصف السعادة الحقيقية.‏ انها كلمات يجب ان نكتبها في قلوبنا.‏ نقرأ:‏

      ١١ «طوبى للانسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم.‏ لأن تجارتها خير من تجارة الفضة وربحها خير من الذهب الخالص.‏ هي أثمن من اللآلئ وكل جواهرك لا تساويها.‏ في يمينها طول ايام وفي يسارها الغنى والمجد.‏ طرقها طرق نِعَم وكل مسالكها سلام.‏ هي شجرة حياة لممسكيها والمتمسِّك بها مغبوط.‏» —‏ امثال ٣:‏١٣-‏١٨‏.‏

      ١٢ كيف يجب ان تفيدنا الحكمة والفهم؟‏

      ١٢ الحكمة —‏ ما اكثر ذكرها في سفر الامثال،‏ ٤٦ مرة في المجموع!‏ «بدء الحكمة مخافة الرب.‏» هذه هي الحكمة الالهية التقوية والعملية المؤسسة على معرفة كلمة اللّٰه التي تمكِّن شعبه من اتِّخاذ مسلك آمن عبر العواصف الخطِرة التي يثيرها عالم الشيطان.‏ (‏امثال ٩:‏١٠‏)‏ والفهم،‏ المشار اليه ١٩ مرة في الامثال،‏ هو وصيف الحكمة،‏ اذ يساعدنا على مقاومة مكايد الشيطان.‏ وفي ارتكاب اعماله الماكرة،‏ خلَّف الخصم الكبير آلاف السنين من الخبرة.‏ ولكن لدينا شيء قيِّم اكثر بكثير من الخبرة كمعلِّم —‏ الفهم الالهي،‏ القدرة على التمييز بين الصواب والخطإ وعلى اختيار الطريق الصحيح للسلوك فيه.‏ هذا ما يعلِّمنا اياه يهوه بواسطة كلمته.‏ —‏ امثال ٢:‏١٠-‏١٣؛‏ افسس ٦:‏١١‏.‏

      ١٣ ماذا يمكن ان يحمينا خلال الازمنة الاقتصادية الصعبة،‏ وكيف؟‏

      ١٣ والفوضى الاقتصادية في عالم اليوم هي نذير بإتمام النبوة في حزقيال ٧:‏١٩‏:‏ «يلقون فضَّتهم في الشوارع وذهبهم يكون لنجاسة.‏ لا تستطيع فضَّتهم وذهبهم انقاذهم في يوم غضب الرب.‏» فكل الغنى المادي على الارض لا يُقارَن بالقوة المنقذة للحكمة والفهم.‏ ذكر الملك الحكيم سليمان في مناسبة اخرى:‏ «لأن الحكمة للحماية كما ان المال للحماية؛‏ ولكنَّ افضلية المعرفة هي ان الحكمة عينها تحفظ اصحابها احياء.‏» (‏جامعة ٧:‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ فسعداء حقا هم كل الذين يسلكون اليوم في طرق نِعَم يهوه والذين يختارون بحكمة ‹طول الايام،‏› الحياة الابدية التي هي هبة اللّٰه لكل مَن يؤمن بذبيحة يسوع الفدائية!‏ —‏ امثال ٣:‏١٦؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٧:‏٣‏.‏

      تنمية الحكمة الحقيقية

      ١٤ بأية طرائق اظهر يهوه حكمته النموذجية؟‏

      ١٤ من اللائق ان نجاهد نحن البشر المخلوقين على صورة اللّٰه لتنمية الحكمة والفهم،‏ الصفتين اللتين اظهرهما يهوه نفسه في انجاز اعماله الخلقية الرائعة.‏ «الرب بالحكمة اسَّس الارض.‏ اثبت السموات بالفهم.‏» (‏امثال ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لقد شرع في خلق الخلائق الحيَّة،‏ لا بعملية تطور غامضة يتعذر تفسيرها،‏ بل بأعمال الخلق المباشرة،‏ كلها «كأجناسها» ولقصد حكيم.‏ (‏تكوين ١:‏٢٥‏)‏ وعندما خلق الانسان اخيرا بذكاء ومقدرات اسمى بكثير من تلك التي للحيوانات،‏ لا بد انه تردَّد صدى هتاف ابناء اللّٰه الملائكيين مرارا وتكرارا عبر السموات.‏ (‏قارنوا ايوب ٣٨:‏١،‏ ٤،‏ ٧‏.‏)‏ وبصيرة يهوه المميِّزة،‏ حكمته،‏ ومحبته تُرى بوضوح في كل غناه على الارض.‏ —‏ مزمور ١٠٤:‏٢٤‏.‏

      ١٥ (‏أ)‏ لماذا لا يكفي مجرد تنمية الحكمة؟‏ (‏ب)‏ اية ثقة يجب ان تثير فينا الامثال ٣:‏٢٥،‏ ٢٦‏؟‏

      ١٥ لا يلزم فقط ان ننمي صفتَي الحكمة والفهم اللتين ليهوه بل ايضا ان نتمسَّك بهما،‏ غير متوانين ابدا في درسنا كلمته.‏ فهو يحثنا:‏ «يا ابني لا تبرح هذه من عينَيْك.‏ احفظ (‏الحكمة العملية والمقدرة التفكيرية)‏ فيكونا حياة لنفسك ونعمة لعنقك.‏» (‏امثال ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وهكذا يمكننا ان نسلك بأمن وسلام عقل،‏ حتى خلال الاقتراب المشبَّه بلص ليوم ‹الهلاك بغتة› الذي سيأتي على عالم الشيطان.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏ وخلال الضيق العظيم نفسه،‏ «لا تخشى من خوف باغت ولا من خراب الاشرار اذا جاء.‏ لأن (‏يهوه)‏ يكون (‏ثقتك)‏ ويصون رجلك من ان تؤخذ.‏» —‏ امثال ٣:‏٢٣-‏٢٦‏.‏

      المحبة لفعل الصلاح

      ١٦ ايّ عمل مطلوب من المسيحيين بالاضافة الى الغيرة في الخدمة؟‏

      ١٦ الآن هو الوقت لإظهار الغيرة في الكرازة ببشارة الملكوت هذه شهادة لجميع الامم.‏ لكنَّ عمل الشهادة هذا يجب ان يدعمه نشاط مسيحي آخر،‏ كما هو موصوف في الامثال ٣:‏٢٧،‏ ٢٨‏:‏ «لا تمنع الخير عن اهله حين يكون في طاقة يدك ان تفعله.‏ لا تقل لصاحبك اذهب وعُد فأعطيك غدا وموجود عندك.‏» (‏قارنوا يعقوب ٢:‏١٤-‏١٧‏.‏)‏ وبوقوع كثيرين في العالم في قبضة الفقر والمجاعة،‏ كانت هنالك نداءات ملحة لنساعد رفيقنا الانسان،‏ وخصوصا اخوتنا الروحيين.‏ فكيف تجاوب شهود يهوه؟‏

      ١٧-‏١٩ (‏أ)‏ اية حاجة ملحَّة جرى سدُّها خلال السنة ١٩٩٣،‏ وبأيّ تجاوب؟‏ (‏ب)‏ ماذا يظهر ان اخوتنا المتضايقين ‹يعظم انتصارهم›؟‏

      ١٧ خذوا مثالا واحدا:‏ خلال السنة الماضية،‏ وصل نداء ملحّ للمساعدة من يوڠوسلاڤيا السابقة.‏ فتجاوب الاخوة في البلدان المجاورة بشكل رائع.‏ وخلال اشهر الشتاء الاخير القارسة،‏ تمكَّنت عدة قوافل اغاثة من اختراق منطقة الحرب،‏ ناقلةً المطبوعات الاخيرة،‏ الثياب الشتوية،‏ المواد الغذائية،‏ والأدوية للشهود المعوزين.‏ وفي احدى المناسبات،‏ قدَّم الاخوة طلبا لإدخال ١٥ طنا من مواد الاغاثة،‏ ولكن عندما تسلَّموا الإذن،‏ كان ذلك لـ‍ ٣٠ طنا!‏ فسارع شهود يهوه في النمسا الى إرسال ثلاث شاحنات اضافية.‏ وجملةً،‏ وصل ٢٥ طنا الى مكانها المقصود.‏ وكم ابتهج اخوتنا بتسلُّم هذه التدابير الروحية والمادية الوافرة!‏

      ١٨ وكيف تجاوب اولئك المتسلِّمون؟‏ في وقت ابكر من هذه السنة،‏ كتب شيخ:‏ «الاخوة والاخوات في ساراييڤو احياء معافون،‏ والامر الاهم هو اننا لا نزال اقوياء روحيا على احتمال هذه الحرب المسعورة.‏ لقد كانت الحالة صعبة جدا في ما يتعلق بالمواد الغذائية.‏ فليبارككم يهوه وليكافئكم على الجهود التي بذلتموها لأجلنا.‏ والسلطات تكنّ احتراما خصوصيا لشهود يهوه بسبب طريقة حياتهم المثالية وبسبب احترامهم للسلطات.‏ ونحن شاكرون ايضا على الطعام الروحي الذي سلَّمتموه الينا.‏» —‏ قارنوا مزمور ١٤٥:‏١٨‏.‏

      ١٩ وهؤلاء الاخوة المعرَّضون للخطر اظهروا التقدير ايضا بخدمة حقلهم الغيورة.‏ فقد اتى اليهم جيران كثيرون يطلبون درسا بيتيا في الكتاب المقدس.‏ وفي مدينة توزلا،‏ حيث جرى تسليم خمسة اطنان من طعام الاغاثة،‏ قدَّم كل من الـ‍ ٤٠ ناشرا ٢٥ ساعة في الخدمة كمعدل للشهر،‏ بدعم رائع للفاتحين التسعة في الجماعة.‏ وكان لديهم حضور لافت للنظر من ٢٤٣ شخصا في ذِكرى موت يسوع.‏ حقا،‏ ان هؤلاء الاخوة الاعزاء ‹يعظم انتصارهم بالذي احبنا.‏› —‏ رومية ٨:‏٣٧‏.‏

      ٢٠ اية «مساواة» حدثت في الاتحاد السوڤياتي السابق؟‏

      ٢٠ والسخاء المعرَب عنه في القوافل الكبيرة لطعام الاغاثة والثياب الشتوية التي شُحنت الى الاتحاد السوڤياتي السابق ماثلته ايضا غيرة الاخوة هناك.‏ مثلا،‏ كان حضور الذِّكرى في موسكو هذه السنة ٥٤٩‏,٧،‏ بالمقارنة مع ٥٠٠‏,٣ في السنة السابقة.‏ وخلال الفترة عينها،‏ ازدادت الجماعات في هذه المدينة من ١٢ الى ١٦.‏ وفي كل الاتحاد السوڤياتي السابق (‏عدا دول البلطيق)‏،‏ بلغت الزيادة في الجماعات ١٤ في المئة،‏ وفي ناشري الملكوت ٢٥ في المئة،‏ وفي الفاتحين ٧٤ في المئة.‏ فيا لروح الغيرة والتضحية بالذات!‏ ويُعيدنا ذلك بالذاكرة الى القرن الاول حين وُجدت «مساواة.‏» فالمسيحيون الذين كانت لديهم مقتنيات روحية ومادية قدَّموا تبرعات سخية لاولئك الموجودين في الاماكن الاقل حظوة،‏ في حين جلبت غيرة اولئك المتضايقين الفرح والتشجيع للمتبرعين.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٨:‏١٤‏.‏

      ابغضوا الشر!‏

      ٢١ كيف يتباين الحكماء والحمقى في الكلمات الختامية للامثال الاصحاح ٣‏؟‏

      ٢١ ثم يقدِّم الاصحاح الثالث من الامثال سلسلة من التباينات،‏ مختتما بهذا النصح:‏ «لا تحسد الظالم ولا تختر شيئا من طرقه.‏ لأن الملتوي رجس عند الرب.‏ أما سرّه فعند المستقيمين.‏ لعنة الرب في بيت الشرير لكنه يبارك مسكن الصديقين.‏ كما أنه يستهزئ بالمستهزئين هكذا يعطي نعمة للمتواضعين.‏ الحكماء يرثون مجدا والحمقى يحملون هوانا.‏» —‏ امثال ٣:‏٢٩-‏٣٥‏.‏

      ٢٢ (‏أ)‏ كيف يمكننا ان نتجنب مصير الحمقى؟‏ (‏ب)‏ ماذا يبغض الحكماء وماذا ينمّون،‏ وبأية مكافأة؟‏

      ٢٢ وكيف يمكننا ان نتجنب الصيرورة في عِداد الحمقى؟‏ يجب ان نتعلَّم بغض الشر،‏ نعم،‏ كره ما يكرهه يهوه —‏ كل الطرائق الماكرة لهذا العالم العنيف المذنب بسفك الدم.‏ (‏انظروا ايضا الامثال ٦:‏١٦-‏١٩‏.‏)‏ وبالتباين،‏ يجب ان ننمي ما هو صالح —‏ الاستقامة،‏ البر،‏ والوداعة —‏ لكي ننال،‏ بالتواضع وخوف يهوه،‏ «غنى وكرامة وحياة.‏» (‏امثال ٢٢:‏٤‏)‏ وسيكون ذلك مكافأة لنا جميعا نحن الذين نطبِّق بولاء النصح:‏ «ثق بيهوه بكل قلبك.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة