-
لنرفع اسم يهوه معابرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ آذار (مارس)
-
-
لِنَرْفَعِ ٱسْمَ يَهْوَه مَعًا
«عَظِّمُوا يَهْوَهَ مَعِي، وَلْنَرْفَعِ ٱسْمَهُ مَعًا». — مزمور ٣٤:٣.
١ أَيُّ مِثَالٍ رَائِعٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ؟
فِي لَيْلَةِ ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ بم، رَنَّمَ يَسُوعُ وَرُسُلُهُ تَسَابِيحَ لِيَهْوَه فِي عُلِّيَّةِ بَيْتٍ فِي أُورُشَلِيمَ. (متى ٢٦:٣٠) وَكَانَتْ تِلْكَ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأَخِيرَةَ ٱلَّتِي يُرَنِّمُ فِيهَا يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ. وَكَانَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَخْتَتِمَ ٱجْتِمَاعَهُ مَعَهُمْ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. فَمِنْ بِدَايَةِ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ حَتَّى نِهَايَتِهَا، سَبَّحَ يَسُوعُ أَبَاهُ وَعَرَّفَ بِٱسْمِهِ بِغَيْرَةٍ. (متى ٤:١٠؛ ٦:٩؛ ٢٢:٣٧، ٣٨؛ يوحنا ١٢:٢٨؛ ١٧:٦) وَقَدْ كَانَ لِسَانُ حَالِهِ تَمَامًا كَلِسَانِ حَالِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٱلَّذِي وَجَّهَ ٱلدَّعْوَةَ ٱلْحُبِّيَّةَ قَائِلًا: «عَظِّمُوا يَهْوَهَ مَعِي، وَلْنَرْفَعِ ٱسْمَهُ مَعًا». (مزمور ٣٤:٣) فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ رَائِعٍ لِلِٱقْتِدَاءِ بِهِ!
٢، ٣ (أ) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمَزْمُورَ ٣٤ لَهُ مَغْزًى نَبَوِيٌّ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢ بَعْدَ سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ مِنَ ٱلتَّرْنِيمِ مَعَ يَسُوعَ، شَهِدَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا حَدَثًا مِنْ نَوْعٍ آخَرَ. فَقَدْ رَأَى بِأُمِّ عَيْنِهِ تَعْلِيقَ سَيِّدِهِ وَرَجُلَيْنِ آخَرَيْنِ كَانَا مُجْرِمَيْنِ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ. وَيُخْبِرُ يُوحَنَّا فِي إِنْجِيلِهِ أَنَّ ٱلْجُنُودَ ٱلرُّومَانَ كَسَرُوا سَاقَيِ ٱلْمُجْرِمَيْنِ لِتَسْرِيعِ مَوْتِهِمَا، فِي حِينِ أَنَّهُمْ لَمْ يَكْسِرُوا ساقَيْ يَسُوعَ لِأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَجِيئُوا إِلَيْهِ. وَهُوَ يُوضِحُ أَنَّ هذَا كَانَ إِتْمَامًا لِجُزْءٍ آخَرَ مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْمٌ». — يوحنا ١٩:٣٢-٣٦؛ مزمور ٣٤:٢٠.
٣ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى هذَا ٱلْجُزْءِ، يَحْتَوِي ٱلْمَزْمُورُ ٣٤ عَلَى نِقَاطٍ كَثِيرَةٍ أُخْرَى تَهُمُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. لِذلِكَ سَنَتَحَدَّثُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ عَنِ ٱلظُّرُوفِ ٱلَّتِي دَفَعَتْ دَاوُدَ إِلَى نَظْمِ هذَا ٱلْمَزْمُورِ، ثُمَّ سَنَسْتَعْرِضُ مُحْتَوَيَاتِهِ ٱلْمُشَجِّعَةَ.
هَرَبُ دَاوُدَ مِنْ شَاوُلَ
٤ (أ) لِمَاذَا مُسِحَ دَاوُدُ مَلِكًا مُقْبِلًا عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ (ب) لِمَاذَا صَارَ شَاوُلُ ‹يُحِبُّ دَاوُدَ كَثِيرًا›؟
٤ حِينَ كَانَ دَاوُدُ فَتًى صَغِيرًا، كَانَ شَاوُلُ يَتَوَلَّى زِمَامَ ٱلْمُلْكِ فِي إِسْرَائِيلَ. إِلَّا أَنَّ شَاوُلَ عَصَى يَهْوَه وَخَسِرَ رِضَاهُ. لِذلِكَ قَالَ لَهُ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ: «قَدْ مَزَّقَ يَهْوَهُ مُلْكَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ ٱلْيَوْمَ، وَسَيُعْطِيهِ لِقَرِيبِكَ ٱلَّذِي هُوَ أَفْضَلُ مِنْكَ». (١ صموئيل ١٥:٢٨) وَلَاحِقًا، أَمَرَ يَهْوَه صَمُوئِيلَ أَنْ يَمْسَحَ دَاوُدَ، أَصْغَرَ أَبْنَاءِ يَسَّى، مَلِكًا مُقْبِلًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، كَانَ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ يُعَانِي أَحْيَانًا مِنْ مِزَاجٍ سَوْدَاوِيٍّ لِأَنَّ ٱللّٰهَ نَزَعَ رُوحَهُ مِنْهُ. وَبِمَا أَنَّ دَاوُدَ كَانَ مُوسِيقِيًّا بَارِعًا، فَقَدْ أُحْضِرَ إِلَى جِبْعَةَ لِيَخْدُمَ ٱلْمَلِكَ وَيَعْزِفَ لَهُ. فَجَلَبَتْ مُوسِيقَاهُ ٱلرَّاحَةَ لِشَاوُلَ، لِذلِكَ صَارَ ‹يُحِبُّهُ كَثِيرًا›. — ١ صموئيل ١٦:١١، ١٣، ٢١، ٢٣.
٥ لِمَاذَا تَغَيَّرَ مَوْقِفُ شَاوُلَ مِنْ دَاوُدَ، وَمَاذَا ٱضْطُرَّ دَاوُدُ أَنْ يَفْعَلَ؟
٥ أَظْهَرَتِ ٱلْحَوَادِثُ ٱللَّاحِقَةُ أَنَّ يَهْوَه كَانَ مَعَ دَاوُدَ. فَقَدْ سَاعَدَهُ لِيَهْزِمَ ٱلْعِمْلَاقَ ٱلْفِلِسْطِيَّ جُلْيَاتَ وَكَانَ إِلَى جَانِبِهِ. فَٱشْتَهَرَ بِبَرَاعَتِهِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ، حَتَّى إِنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَشَادُوا بِقُدُرَاتِهِ وَٱحْتَفَوْا بِهِ. لكِنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه عَلَى دَاوُدَ أَثَارَتْ غَيْرَةَ شَاوُلَ، فَأَضْمَرَ لَهُ ٱلْبُغْضَ وَرَمَاهُ بِٱلرُّمْحِ مَرَّتَيْنِ فِيمَا كَانَ يَعْزِفُ أَمَامَهُ عَلَى ٱلْقِيثَارَةِ. وَفِي ٱلْمَرَّتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، تَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنْ تَفَادِي ٱلرُّمْحِ. إِلَّا أَنَّ شَاوُلَ حَاوَلَ قَتْلَهُ مَرَّةً ثَالِثَةً. عِنْدَئِذٍ، أَدْرَكَ دَاوُدُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُقْبِلُ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلْهَرَبَ. وَبِسَبَبِ مُحَاوَلَاتِ شَاوُلَ ٱلْمُسْتَمِرَّةِ لِلْقَبْضِ عَلَيْهِ وَقَتْلِهِ، صَمَّمَ أَنْ يَخْتَبِئَ فِي مَكَانٍ مَا خَارِجَ أَرَاضِي إِسْرَائِيلَ. — ١ صموئيل ١٨:١١؛ ١٩:٩، ١٠.
٦ لِمَاذَا أَمَرَ شَاوُلُ بِقَتْلِ سُكَّانِ نُوبَ؟
٦ تَوَقَّفَ دَاوُدُ وَهُوَ مُتَّجِهٌ إِلَى حُدُودِ إِسْرَائِيلَ فِي مَدِينَةِ نُوبَ، حَيْثُ كَانَ مَوْقِعُ ٱلْمَسْكَنِ. وَكَمَا يَبْدُو، كَانَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ ٱلْفِتْيَانِ تُرَافِقُهُ. لِذلِكَ كَانَ عَلَيْهِ تَأْمِينُ ٱلطَّعَامِ لَهُمْ وَلِنَفْسِهِ. وَقَدْ أَعْطَى رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ بَعْضَ ٱلطَّعَامِ، بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلسَّيْفِ ٱلَّذِي كَانَ دَاوُدُ قَدْ أَخَذَهُ مِنْ جُلْيَاتَ بَعْدَمَا قَتَلَهُ. وَعِنْدَمَا عَلِمَ شَاوُلُ بِذلِكَ، تَمَلَّكَهُ ٱلْغَضَبُ وَأَمَرَ بِقَتْلِ كُلِّ سُكَّانِ نُوبَ، بِمَنْ فِيهِمْ ٨٥ كَاهِنًا. — ١ صموئيل ٢١:١، ٢؛ ٢٢:١٢، ١٣، ١٨، ١٩؛ متى ١٢:٣، ٤.
اَلنَّجَاةُ مَرَّةً أُخْرَى مِنَ ٱلْمَوْتِ
٧ لِمَاذَا لَمْ تَكُنْ جَتُّ مَكَانًا آمِنًا لِيَخْتَبِئَ فِيهِ دَاوُدُ؟
٧ بَعْدَمَا غَادَرَ دَاوُدُ نُوبَ، ٱتَّجَهَ إِلَى ٱلْأَرَاضِي ٱلْفِلِسْطِيَّةِ. فَقَطَعَ حَوَالَيْ ٤٠ كِيلُومِتْرًا نَحْوَ ٱلْغَرْبِ وَلَجَأَ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ، مَدِينَةِ جُلْيَاتَ. وَلَرُبَّمَا ٱسْتَبْعَدَ دَاوُدُ أَنْ يَبْحَثَ عَنْهُ شَاوُلُ فِي هذِهِ ٱلْمَدِينَةِ. وَلكِنْ سُرْعَانَ مَا عَرَفَهُ خُدَّامُ ٱلْمَلِكِ. وَعِنْدَمَا عَلِمَ دَاوُدُ بِذلِكَ، «خَافَ جِدًّا مِنْ أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ». — ١ صموئيل ٢١:١٠-١٢.
٨ (أ) مَاذَا يُخْبِرُنَا ٱلْمَزْمُورُ ٥٦ عَمَّا حَصَلَ لِدَاوُدَ فِي جَتَّ؟ (ب) كَيْفَ نَجَا دَاوُدُ مِنَ ٱلْمَوْتِ بِشِقِّ ٱلنَّفْسِ؟
٨ بَعْدَ ذلِكَ، قَبَضَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ عَلَى دَاوُدَ. وَلَرُبَّمَا كَانَ فِي هذَا ٱلْوَقْتِ أَنَّ دَاوُدَ نَظَمَ ٱلْمَزْمُورَ ٱلَّذِي عَبَّرَ فِيهِ لِيَهْوَه عَنْ مَشَاعِرِهِ مُتَوَسِّلًا إِلَيْهِ: «اِجْعَلْ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ». (مزمور ٥٦:٨ والعنوان) وَبِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، أَعْرَبَ دَاوُدُ عَنْ ثِقَتِهِ بِأَنَّ يَهْوَه لَنْ يَتَغَاضَى عَنْ حُزْنِهِ بَلْ سَيَعْتَنِي بِهِ وَيَحْمِيهِ. لكِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَكْتُوفَ ٱلْيَدَيْنِ، بَلْ فَكَّرَ فِي حِيلَةٍ تُنْقِذُهُ مِنْ يَدِ ٱلْمَلِكِ ٱلْفِلِسْطِيِّ أَخِيشَ. فَتَظَاهَرَ بِٱلْجُنُونِ أَمَامَهُ. إِذَّاكَ، وَبَّخَ ٱلْمَلِكُ خُدَّامَهُ لِأَنَّهُمْ جَاءُوا إِلَيْهِ بِرَجُلٍ ‹مَجْنُونٍ›. وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَه بَارَكَ خُطَّةَ دَاوُدَ إِذْ إِنَّهُ أُخْرِجَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ. وَهكَذَا، نَجَا مَرَّةً أُخْرَى بِشِقِّ ٱلنَّفْسِ. — ١ صموئيل ٢١:١٣-١٥.
٩، ١٠ مَاذَا دَفَعَ دَاوُدَ إِلَى نَظْمِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤، وَفِي مَنْ رُبَّمَا كَانَ يُفَكِّرُ حِينَ أَلَّفَهُ؟
٩ لَا يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَلْ هَرَبَ مُنَاصِرُو دَاوُدَ مَعَهُ إِلَى جَتَّ أَمْ إِنَّهُمْ بَقُوا فِي قُرَى إِسْرَائِيلَ ٱلْمُجَاوِرَةِ مُتَأَهِّبِينَ لِلدِّفَاعِ عَنْهُ. عَلَى أَيَّةِ حَالٍ، لَا بُدَّ أَنَّ شَمْلَهُمُ ٱجْتَمَعَ مِنْ جَدِيدٍ وَأَنَّهُمْ فَرِحُوا حِينَ أَخْبَرَهُمْ دَاوُدُ كَيْفَ أَنْقَذَهُ يَهْوَه مَرَّةً أُخْرَى. وَهذِهِ هِيَ ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي دَفَعَتْ دَاوُدَ إِلَى نَظْمِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤، كَمَا يُظْهِرُ عُنْوَانُهُ. وَفِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلسَّبْعَةِ ٱلْأُولَى، يُسَبِّحُ دَاوُدُ ٱللّٰهَ عَلَى إِنْقَاذِهِ وَيَدْعُو مُنَاصِرِيهِ إِلَى ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَيْهِ فِي تَرْفِيعِ يَهْوَه بِصِفَتِهِ ٱلْمُنْقِذَ ٱلْعَظِيمَ ٱلَّذِي يُنَجِّي شَعْبَهُ. — مزمور ٣٤:٣، ٤، ٧.
١٠ بَعْدَ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ، ٱلْتَجَأَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى مَغَارَةِ عَدُلَّامَ فِي جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، مَنْطِقَةٌ تَقَعُ عَلَى بُعْدِ نَحْوِ ١٥ كِيلُومِتْرًا شَرْقِيَّ جَتَّ. فَٱبْتَدَأَ يَنْضَمُّ إِلَيْهِمِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْمُسْتَاؤُونَ مِنَ ٱلْأَحْوَالِ ٱلسَّائِدَةِ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ. (١ صموئيل ٢٢:١، ٢) وَرُبَّمَا كَانَ دَاوُدُ يُفَكِّرُ فِي هؤُلَاءِ حِينَ كَتَبَ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤:٨-٢٢. لكِنَّ ٱلْمُذَكِّرَاتِ ٱلْوَارِدَةَ فِي هذِهِ ٱلْأَعْدَادِ مُهِمَّةٌ لَنَا نَحْنُ أَيْضًا. وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلْمُنَاقَشَةِ ٱلْمُفَصَّلَةِ ٱلتَّالِيَةِ لِهذَا ٱلْمَزْمُورِ ٱلرَّائِعِ.
هَلْ تُشَاطِرُ دَاوُدَ ٱهْتِمَامَهُ ٱلرَّئِيسِيَّ؟
١١، ١٢ مَاذَا يَدْفَعُنَا إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَه بِٱسْتِمْرَارٍ؟
١١ «أُبَارِكُ يَهْوَهَ فِي كُلِّ حِينٍ، تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي عَلَى ٱلدَّوَامِ». (مزمور ٣٤:١) بِمَا أَنَّ دَاوُدَ كَانَ هَارِبًا، فَلَا بُدَّ أَنَّهُ قَلِقَ بِشَأْنِ تَأْمِينِ حَاجَاتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ. لكِنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تُظْهِرُ أَنَّ هُمُومَهُ لَمْ تَطْغَ عَلَى تَصْمِيمِهِ أَنْ يُسَبِّحَ يَهْوَه. فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ رَائِعٍ لَنَا حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْمَشَقَّاتِ! فَسَوَاءٌ كُنَّا فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْخِدْمَةِ أَوْ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ تَسْبِيحُ يَهْوَه ٱهْتِمَامَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ. وَمَا أَكْثَرَ ٱلْأَسْبَابَ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى تَسْبِيحِهِ! مَثَلًا، إِنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ نَكْتَشِفَهَا وَنَتَمَتَّعَ بِهَا فِي عَجَائِبِ خَلِيقَةِ يَهْوَه لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. فَكِّرْ أَيْضًا فِي مَا يُنْجِزُهُ يَهْوَه بِوَاسِطَةِ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَتِهِ. فَفِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ، يَسْتَخْدِمُ يَهْوَه بَشَرًا أُمَنَاءَ لِيَقُومُوا رَغْمَ نَقْصِهِمْ بِدَوْرٍ بَارِزٍ فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ. وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ أَعْمَالِ ٱللّٰهِ وَأَعْمَالِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يُؤَلِّهُهُمْ هذَا ٱلْعَالَمُ! فَقَدْ رَنَّمَ دَاوُدُ: «لَا مَثِيلَ لَكَ بَيْنَ ٱلْآلِهَةِ يَا يَهْوَهُ، وَلَا مَثِيلَ لِأَعْمَالِكَ». أَفَلَا تُوَافِقُهُ عَلَى قَوْلِهِ؟ — مزمور ٨٦:٨.
١٢ عَلَى غِرَارِ دَاوُدَ، تَدْفَعُنَا أَعْمَالُ يَهْوَه ٱلَّتِي لَا تُضَاهَى إِلَى تَسْبِيحِهِ بِٱسْتِمْرَارٍ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، نَحْنُ فَرِحُونَ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْآنَ بَيْنَ يَدَيْ وَرِيثِ دَاوُدَ ٱلدَّائِمِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (رؤيا ١١:١٥) وَهذَا يَعْنِي أَنَّ نِهَايَةَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا وَشِيكَةٌ وَأَنَّ ٱلْمُسْتَقْبَلَ ٱلْأَبَدِيَّ لِأَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ بَلَايِينِ شَخْصٍ هُوَ فِي خَطَرٍ. فَلَمْ يَسْبِقْ أَنْ كَانَتْ هُنَالِكَ ضَرُورَةٌ مُلِحَّةٌ كَهذِهِ إِلَى إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَمَا سَيُنْجِزُهُ قَرِيبًا لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ وَإِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى تَسْبِيحِ يَهْوَه مَعَنَا. إِذًا، يَنْبَغِي حَتْمًا أَنْ تَكُونَ أَوْلَوِيَّتُنَا فِي ٱلْحَيَاةِ أَنْ نَنْتَهِزَ كُلَّ فُرْصَةٍ لِتَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى قَبُولِ هذِهِ ‹ٱلْبِشَارَةِ› قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأَوَانِ. — متى ٢٤:١٤.
١٣ (أ) بِمَنِ ٱفْتَخَرَ دَاوُدُ، وَأَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱجْتُذِبَ مِنْ جَرَّاءِ ذلِكَ؟ (ب) كَيْفَ يَنْجَذِبُ ٱلْحُلَمَاءُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْيَوْمَ؟
١٣ «بِيَهْوَهَ تَفْتَخِرُ نَفْسِي، فَيَسْمَعُ ٱلْحُلَمَاءُ وَيَفْرَحُونَ». (مزمور ٣٤:٢) لَمْ يَفْتَخِرْ دَاوُدُ هُنَا بِإِنْجَازَاتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. فَهُوَ لَمْ يَتَبَاهَ بِأَنَّهُ أَنْقَذَ نَفْسَهُ بِٱلْحِيلَةِ مِنْ مَلِكِ جَتَّ. بَلْ أَدْرَكَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي حَمَاهُ آنَذَاكَ وَأَنَّهُ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلْإِفْلَاتِ بِمُسَاعَدَتِهِ. (امثال ٢١:١) لِذلِكَ ٱفْتَخَرَ دَاوُدُ بِيَهْوَه وَلَيْسَ بِنَفْسِهِ، مِمَّا جَذَبَ ٱلْحُلَمَاءَ إِلَى يَهْوَه. وَيَسُوعُ أَيْضًا كَانَ يُسَبِّحُ ٱسْمَ يَهْوَه، مِمَّا جَعَلَ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ وَالرَّاغِبِينَ فِي ٱلتَّعَلُّمِ يَنْجَذِبُونَ إِلَى يَهْوَه. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ، يَنْجَذِبُ ٱلْحُلَمَاءُ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ إِلَى جَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَمِيَّةِ ٱلَّتِي رَأْسُهَا هُوَ يَسُوعُ. (كولوسي ١:١٨) فَهؤُلَاءِ ٱلْحُلَمَاءُ يَنْدَفِعُونَ إِلَى ٱلْعَمَلِ حِينَ يَسْمَعُونَ خُدَّامَ ٱللّٰهِ يُمَجِّدُونَ ٱسْمَهُ، وَحِينَ يُصْغُونَ إِلَى رِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي يَتَمَكَّنُونَ مِنْ فَهْمِهَا بِمُسَاعَدَةِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ. — يوحنا ٦:٤٤؛ اعمال ١٦:١٤.
أَلِٱجْتِمَاعَاتُ تُقَوِّي إِيمَانَنَا
١٤ (أ) هَلِ ٱكْتَفَى دَاوُدُ بِتَسْبِيحِ يَهْوَه عَلَى ٱنْفِرَادٍ؟ (ب) أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا لِعِبَادَةِ يَهْوَه؟
١٤ «عَظِّمُوا يَهْوَهَ مَعِي، وَلْنَرْفَعِ ٱسْمَهُ مَعًا». (مزمور ٣٤:٣) لَمْ يَكْتَفِ دَاوُدُ بِتَسْبِيحِ يَهْوَه عَلَى ٱنْفِرَادٍ. فَقَدْ دَعَا أَصْحَابَهُ بِحَرَارَةٍ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَيْهِ فِي تَرْفِيعِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، سُرَّ دَاوُدُ ٱلْأَعْظَمُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِأَنْ يُسَبِّحَ يَهْوَه عَلَانِيَةً: فِي ٱلْمَجْمَعِ ٱلْمَحَلِّيِّ، أَثْنَاءَ ٱلْأَعْيَادِ فِي هَيْكَلِ ٱللّٰهِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَبِرِفْقَةِ أَتْبَاعِهِ. (لوقا ٢:٤٩؛ ٤:١٦-١٩؛ ١٠:٢١؛ يوحنا ١٨:٢٠) وَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ مُفْرِحٍ أَنْ نَقْتَدِيَ بِمِثَالِ يَسُوعَ فِي تَسْبِيحِ يَهْوَه مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ كُلَّمَا أَمْكَنَ، وَخُصُوصًا ٱلْآنَ حِينَ ‹نَرَى ٱلْيَوْمَ يَقْتَرِبُ›! — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
١٥ (أ) مَا ٱلْأَثَرُ ٱلَّذِي تَرَكَهُ ٱخْتِبَارُ دَاوُدَ فِي رِجَالِهِ؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ حُضُورِ ٱجْتِمَاعَاتِنَا؟
١٥ «سَأَلْتُ يَهْوَهَ فَٱسْتَجَابَنِي، وَمِنْ كُلِّ أَهْوَالِي أَنْقَذَنِي». (مزمور ٣٤:٤) كَانَ إِنْقَاذُ دَاوُدَ ٱخْتِبَارًا مُهِمًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ. وَقَدْ مَضَى قَائِلًا: «هٰذَا ٱلْبَائِسُ دَعَا، وَيَهْوَهُ سَمِعَ. وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِ خَلَّصَهُ». (مزمور ٣٤:٦) نَحْنُ أَيْضًا، تَسْنَحُ لَنَا فُرَصٌ كَثِيرَةٌ أَنْ نَرْوِيَ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ حِينَ نُعَاشِرُهُمُ ٱخْتِبَارَاتٍ بَنَّاءَةً نُخْبِرُهُمْ فِيهَا كَيْفَ سَاعَدَنَا يَهْوَه عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ. وَهذَا مَا يُقَوِّي إِيمَانَهُمْ، تَمَامًا كَمَا قَوَّتْ تَعَابِيرُ دَاوُدَ إِيمَانَ مُنَاصِرِيهِ. فَمُرَافِقُوهُ «نَظَرُوا إِلَى [يَهْوَه] وَتَهَلَّلُوا، وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْزَ». (مزمور ٣٤:٥) فَهُمْ لَمْ يَشْعُرُوا بِٱلْخِزْيِ رَغْمَ أَنَّهُمْ كَانُوا هَارِبِينَ مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ. بَلْ كَانُوا وَاثِقِينَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَدْعَمُ دَاوُدَ، لِذلِكَ تَهَلَّلَتْ وُجُوهُهُمْ فَرَحًا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ، يَتَطَلَّعُ ٱلْمُهْتَمُّونَ ٱلْجُدُدُ وَكَذلِكَ ٱلَّذِينَ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ إِلَى يَهْوَه مِنْ أَجْلِ ٱلدَّعْمِ. وَلِأَنَّهُمْ يَلْمُسُونَ مُسَاعَدَتَهُ لَمْسَ ٱلْيَدِ، تَتَهَلَّلُ وُجُوهُهُمْ فَرَحًا عَاكِسَةً تَصْمِيمَهُمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أُمَنَاءَ لَهُ.
كُنْ شَاكِرًا عَلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْمَلَائِكِيَّةِ
١٦ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَه مَلَائِكَتَهُ لِإِنْقَاذِنَا؟
١٦ «مَلَاكُ يَهْوَهَ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ». (مزمور ٣٤:٧) لَمْ يَعْتَبِرْ دَاوُدُ إِنْقَاذَ يَهْوَه أَمْرًا مَقْصُورًا عَلَيْهِ وَحْدَهُ. فَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ مَسِيحَ يَهْوَه، مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُقْبِلَ، عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه يَسْتَخْدِمُ مَلَائِكَتَهُ لِيَحْرُسَ كُلَّ عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ، سَوَاءٌ كَانُوا أَشْخَاصًا بَارِزِينَ أَوْ عَادِيِّينَ. وَفِي أَيَّامِنَا أَيْضًا، يَلْمُسُ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْحِمَايَةَ ٱلَّتِي يُزَوِّدُهَا يَهْوَه. مَثَلًا، شَنَّتِ ٱلسُّلُطَاتُ فِي أَلْمَانْيَا ٱلنَّازِيَّةِ، أَنْغُولَا، مَلَاوِي، مُوزَمْبِيقَ، وَبُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ أُخْرَى حَمَلَاتٍ لِمَحْوِ شُهُودِ يَهْوَه. لكِنَّ جُهُودَهُمْ ذَهَبَتْ هَبَاءً. فَشَعْبُ يَهْوَه فِي تِلْكَ ٱلْبُلْدَانِ يَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلنُّمُوِّ فِيمَا يَرْفَعُونَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ مَعًا. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّ يَهْوَه يَسْتَخْدِمُ مَلَائِكَتَهُ ٱلْقُدُّوسِينَ لِحِمَايَةِ شَعْبِهِ وَإِرْشَادِهِمْ. — عبرانيين ١:١٤.
١٧ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مَلَائِكَةُ ٱللّٰهِ؟
١٧ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، بِإِمْكَانِ مَلَائِكَةِ يَهْوَه تَسْيِيرُ ٱلْأُمُورِ بِحَيْثُ يُطْرَدُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِ يَهْوَه أَيُّ شَخْصٍ يُسَبِّبُ ٱلْعَثَرَةَ لِلْآخَرِينَ. (متى ١٣:٤١؛ ١٨:٦، ١٠) كَمَا أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ تُزِيلُ أَيَّةَ عَقَبَاتٍ قَدْ تَعْتَرِضُ سَبِيلَنَا فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ وَتَحْمِينَا مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُعَرِّضَ عَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ لِلْخَطَرِ، رَغْمَ أَنَّنَا رُبَّمَا لَا نَشْعُرُ آنَذَاكَ بِهذَا ٱلتَّدَخُّلِ. وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ تُرْشِدُنَا فِي عَمَلِ ٱلْمُنَادَاةِ ‹بِٱلْبِشَارَةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ› لِكُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ، بِمَنْ فِي ذلِكَ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي بُلْدَانٍ حَيْثُ يَجْرِي ٱلْعَمَلُ ٱلْكِرَازِيُّ فِي أَوْضَاعٍ خَطِرَةٍ. (رؤيا ١٤:٦) وَكَثِيرًا مَا تَرْوِي مَطْبُوعَاتُ شُهُودِ يَهْوَه ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱخْتِبَارَاتٍ تُعْطِي أَدِلَّةً عَلَى ٱلدَّعْمِ ٱلْمَلَائِكِيِّ.a وَلَا يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُ هذِهِ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ مُجَرَّدَ صُدْفَةٍ نَظَرًا إِلَى عَدَدِهَا ٱلْكَبِيرِ.
١٨ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْمَلَائِكِيَّةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ لِلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ ٱلْإِرْشَادِ وَٱلْحِمَايَةِ ٱلْمَلَائِكِيَّيْنِ، يَجِبُ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى تَرْفِيعِ ٱسْمِ يَهْوَه رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ. وَيَنْبَغِي أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ مَلَاكَ ٱللّٰهِ يَحُلُّ فَقَطْ «حَوْلَ خَائِفِيهِ». فَمَاذَا يَعْنِي ذلِكَ؟ مَا هُوَ خَوْفُ ٱللّٰهِ؟ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُنَمِّيَهُ؟ وَلِمَاذَا يُرِيدُ مِنَّا إِلهٌ مُحِبٌّ أَنْ نَخَافَهُ؟ سَنُنَاقِشُ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
[الحاشية]
-
-
تمتع بالحياة في خوف يهوهبرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ آذار (مارس)
-
-
تَمَتَّعْ بِٱلْحَيَاةِ فِي خَوْفِ يَهْوَه
«خَافُوا يَهْوَهَ يَا قِدِّيسِيهِ، لِأَنَّهُ لَا عَوَزَ لِخَائِفِيهِ». — مزمور ٣٤:٩.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ نَظْرَتَيْنِ مُتَنَاقِضَتَيْنِ يُعَلِّمُهُمَا ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
يُعَلِّمُ رِجَالُ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلنَّاسَ أَنْ يَخَافُوا ٱللّٰهَ. لكِنَّ هذَا ٱلتَّعْلِيمَ يَرْتَكِزُ فِي ٱلْغَالِبِ عَلَى عَقِيدَةٍ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَهِيَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُعَاقِبُ ٱلْخُطَاةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي نَارِ ٱلْهَاوِيَةِ. فَهذِهِ ٱلْعَقِيدَةُ تَتَنَاقَضُ مَعَ تَعْلِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ يَهْوَه إِلهُ مَحَبَّةٍ وَعَدْلٍ. (تكوين ٣:١٩؛ تثنية ٣٢:٤؛ روما ٦:٢٣؛ ١ يوحنا ٤:٨) وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يُعَلِّمُ بَعْضُهُمْ نَقِيضَ ذلِكَ. فَهُمْ لَا يَأْتُونَ أَبَدًا عَلَى ذِكْرِ خَوْفِ ٱللّٰهِ، بَلْ يُعَلِّمُونَ أَنَّهُ مُتَسَاهِلٌ وَيَقْبَلُ ٱلْجَمِيعَ كَيْفَمَا كَانَ نَمَطُ حَيَاتِهِمْ. وَهذِهِ ٱلْفِكْرَةُ أَيْضًا لَا تَنْسَجِمُ مَعَ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. — غلاطية ٥:١٩-٢١.
٢ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَجِّعُنَا أَنْ نَخَافَ ٱللّٰهَ. (رؤيا ١٤:٧) لِذلِكَ قَدْ نَتَسَاءَلُ: ‹لِمَاذَا يَتَطَلَّبُ مِنَّا إِلهٌ مُحِبٌّ أَنْ نَخَافَهُ؟ مَا هُوَ ٱلْخَوْفُ ٱلَّذِي يَطْلُبُ مِنَّا ٱللّٰهُ ٱلْإِعْرَابَ عَنْهُ؟ وَمَا هِيَ ٱلْفَوَائِدُ ٱلَّتِي نَحْصُدُهَا مِنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ؟›. فِي مَا يَلِي، سَنُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِيمَا نُتَابِعُ مُنَاقَشَتَنَا لِلْمَزْمُورِ ٣٤.
لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَخَافَ ٱللّٰهَ؟
٣ (أ) كَيْفَ تَشْعُرُونَ بِشَأْنِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلَّتِي تَأْمُرُنَا أَنْ نَخَافَ ٱللّٰهَ؟ (ب) لِمَاذَا ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ يَهْوَه هُمْ أَشْخَاصٌ سُعَدَاءُ؟
٣ يَسْتَحِقُّ يَهْوَه أَنْ نَخَافَهُ لِأَنَّهُ ٱلْخَالِقُ وَٱلْحَاكِمُ ٱلْمُتَسَلِّطُ عَلَى ٱلْكَوْنِ بِأَسْرِهِ. (١ بطرس ٢:١٧) لكِنَّ هذَا ٱلْخَوْفَ لَيْسَ رُعْبًا شَدِيدًا مِنْ إِلهٍ عَدِيمِ ٱلرَّحْمَةِ. إِنَّهُ رَهْبَةٌ تَوْقِيرِيَّةٌ نَشْعُرُ بِهَا مِنْ جَرَّاءِ مَعْرِفَتِنَا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَه، وَهُوَ أَيْضًا خَوْفٌ مِنْ عَدَمِ إِرْضَائِهِ. كَمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ هُوَ شُعُورٌ سَامٍ وَبَنَّاءٌ، وَلَا يُسَبِّبُ ٱلْكَآبَةَ أَوِ ٱلذُّعْرَ. فَيَهْوَه، «ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ»، يُرِيدُ أَنْ تَتَمَتَّعَ خَلَائِقُهُ ٱلْبَشَرِيَّةُ بِٱلْحَيَاةِ. (١ تيموثاوس ١:١١) وَلكِنْ بُغْيَةَ ٱلتَّمَتُّعِ بِحَيَاتِنَا، عَلَيْنَا أَنْ نَعِيشَ بِمُقْتَضَى مَطَالِبِ ٱللّٰهِ. وَهذَا يَعْنِي لِأَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ إِجْرَاءَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي نَمَطِ حَيَاتِهِمْ. وَكُلُّ مَنْ يَقُومُ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ يَلْمُسُ صِحَّةَ كَلِمَاتِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدَ: «ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ. سَعِيدٌ هُوَ ٱلرَّجُلُ ٱلْمُحْتَمِي بِهِ. خَافُوا يَهْوَهَ يَا قِدِّيسِيهِ، لِأَنَّهُ لَا عَوَزَ لِخَائِفِيهِ». (مزمور ٣٤:٨، ٩) فَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ يَهْوَه لَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ ذُو قِيمَةٍ دَائِمَةٍ لِأَنَّهُمْ يَتَمَتَّعُونَ بِعَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِهِ.
٤ أَيُّ تَأْكِيدٍ أَعْطَاهُ دَاوُدُ وَيَسُوعُ عَلَى ٱلسَّوَاءِ؟
٤ لَاحِظْ أَنَّ دَاوُدَ أَكْرَمَ رِجَالَهُ بِدَعْوَتِهِمْ ‹قِدِّيسِينَ›، وَذلِكَ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمَعْرُوفِ فِي أَيَّامِهِ. فَقَدْ كَانَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ أَعْضَاءً فِي أُمَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَيُعَرِّضُونَ حَيَاتَهُمْ لِلْخَطَرِ لِيَتْبَعُوا دَاوُدَ. وَرَغْمَ أَنَّهُمْ كَانُوا هَارِبِينَ مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ، كَانَ دَاوُدُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَه سَيَسْتَمِرُّ فِي تَزْوِيدِهِمْ بِحَاجَاتِهِمِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ. فَقَدْ كَتَبَ: «اَلْأَشْبَالُ ٱحْتَاجَتْ وَجَاعَتْ، أَمَّا طَالِبُو يَهْوَهَ فَلَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ ٱلْخَيْرِ». (مزمور ٣٤:١٠) وَلَاحِقًا، أَعْطَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ تَأْكِيدًا مُمَاثِلًا. — متى ٦:٣٣.
٥ (أ) مِنْ أَيَّةِ طَبَقَةٍ كَانَ كَثِيرُونَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ؟ (ب) أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْخَوْفِ؟
٥ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ أَصْغَوْا إِلَى يَسُوعَ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلْفُقَرَاءِ وَٱلْمَسَاكِينِ. لِذلِكَ «أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». (متى ٩:٣٦) وَهَلْ تَحَلَّى هؤُلَاءِ ٱلْمَسَاكِينُ بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَتْبَعُوا يَسُوعَ؟ كَانَ ٱتِّبَاعُ يَسُوعَ يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَلِكُوا خَوْفَ يَهْوَه، لَا خَوْفَ ٱلنَّاسِ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «لَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَرَ. بَلْ أُبَيِّنُ لَكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَةٌ بَعْدَ ٱلْقَتْلِ أَنْ يُلْقِيَ فِي وَادِي هِنُّومَ. أَقُولُ لَكُمْ: نَعَمْ، مِنْ هٰذَا خَافُوا. أَلَا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ بِقِرْشَيْنِ؟ وَمَعَ هٰذَا، فَلَا يُنْسَى وَاحِدٌ مِنْهَا أَمَامَ ٱللّٰهِ. بَلْ حَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ كُلُّهَا مَعْدُودَةٌ. فَلَا تَخَافُوا، أَنْتُمْ أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ». — لوقا ١٢:٤-٧.
٦ (أ) أَيَّةُ كَلِمَاتٍ قَالَهَا يَسُوعُ تُقَوِّي ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟ (ب) لِمَاذَا يَسُوعُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْوَى؟
٦ عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُ خَائِفُو يَهْوَه لِلضَّغْطِ كَيْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ خِدْمَةِ ٱللّٰهِ، يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرُوا مَشُورَةَ يَسُوعَ: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِٱتِّحَادِهِ بِي أَمَامَ ٱلنَّاسِ، يَعْتَرِفُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ أَيْضًا بِٱتِّحَادِهِ بِهِ أَمَامَ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ. وَمَنْ أَنْكَرَنِي أَمَامَ ٱلنَّاسِ، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ». (لوقا ١٢:٨، ٩) وَهذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُقَوِّي ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَخُصُوصًا فِي ٱلْبُلْدَانِ حَيْثُ يُفْرَضُ ٱلْحَظْرُ عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَرَغْمَ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ يُمَارِسُونَ ٱلْحَذَرَ، فَهُمْ يَسْتَمِرُّونَ فِي تَسْبِيحِ يَهْوَه فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَامَّةِ. (اعمال ٥:٢٩) وَيَسُوعُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ‹ٱلتَّقْوَى›، أَيْ مَخَافَةِ ٱللّٰهِ. (عبرانيين ٥:٧) فَٱلنُّبُوَّةُ تَقُولُ عَنْهُ: «يَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ يَهْوَهَ، رُوحُ . . . مَخَافَةِ يَهْوَهَ، وَتَكُونُ مُتْعَتُهُ فِي مَخَافَةِ يَهْوَهَ». (اشعيا ١١:٢، ٣) لِذلِكَ فَهُوَ ٱلْأَكْثَرُ أَهْلِيَّةً لِتَعْلِيمِنَا عَنْ فَوَائِدِ ٱلتَّقْوَى.
٧ (أ) كَيْفَ يَتَجَاوَبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَعَ دَعْوَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا دَاوُدُ؟ (ب) كَيْفَ يَقْتَدِي ٱلْوَالِدُونَ بِمِثَالِ دَاوُدَ ٱلْجَيِّدِ؟
٧ إِنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِمِثَالِ يَسُوعَ وَيُطَبِّقُونَ تَعَالِيمَهُ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ دَعْوَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا دَاوُدُ: «تَعَالَوْا أَيُّهَا ٱلْبَنُونَ ٱسْتَمِعُوا إِلَيَّ، فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ يَهْوَهَ». (مزمور ٣٤:١١) مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ يَدْعُوَ دَاوُدُ رِجَالَهُ ‹بَنِينَ› لِأَنَّهُمُ ٱعْتَبَرُوهُ قَائِدًا لَهُمْ. وَقَدْ قَدَّمَ دَاوُدُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِأَتْبَاعِهِ لِيَكُونُوا مُتَّحِدِينَ وَيَنَالُوا رِضَى ٱللّٰهِ. فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ جَيِّدٍ لِلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ! فَقَدْ مَنَحَهُمْ يَهْوَه ٱلسُّلْطَةَ عَلَى أَبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ ‹لِيُرَبُّوهُمْ دَائِمًا فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ›. (افسس ٦:٤) لِذلِكَ حِينَ يُنَاقِشُ ٱلْوَالِدُونَ يَوْمِيًّا ٱلْمَسَائِلَ ٱلرُّوحِيَّةَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ بِعَقْدِ دَرْسٍ مُنْتَظِمٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يُسَاعِدُونَهُمْ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِٱلْحَيَاةِ فِي خَوْفِ يَهْوَه. — تثنية ٦:٦، ٧.
اَلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلتَّقْوَى عَمَلِيًّا
٨، ٩ (أ) مَاذَا يَنْجُمُ عَنْ حَيَاةِ ٱلتَّقْوَى؟ (ب) مَاذَا يَشْمُلُ صَوْنُ لِسَانِنَا؟
٨ كَمَا ذَكَرْنَا سَابِقًا، يَهْوَه لَا يَحْرِمُنَا مِنَ ٱلْفَرَحِ. سَأَلَ دَاوُدُ: «مَنْ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يُسَرُّ بِٱلْحَيَاةِ، وَيُحِبُّ وَفْرَةَ ٱلْأَيَّامِ لِيَرَى ٱلْخَيْرَ؟». (مزمور ٣٤:١٢) مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ خَوْفَ يَهْوَه هُوَ مِفْتَاحُ ٱلتَّمَتُّعِ بِحَيَاةٍ مَدِيدَةٍ وَ ‹رُؤْيَةِ ٱلْخَيْرِ›. وَلكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنَ ٱلْقَوْلِ إِنَّنَا نُحِبُّ ٱللّٰهَ وَٱلْبُرْهَانِ عَلَى ذلِكَ بِٱلْعَمَلِ! فَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّقْوَى عَمَلِيًّا؟ هذَا مَا يُظْهِرُهُ لَنَا دَاوُدُ فِي ٱلْعَدَدَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤.
٩ فَهُوَ يَقُولُ: «صُنْ لِسَانَكَ عَمَّا هُوَ رَدِيءٌ، وَشَفَتَيْكَ عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْخِدَاعِ». (مزمور ٣٤:١٣) لَقَدْ أُوحِيَ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ أَنْ يَقْتَبِسَ هذَا ٱلْجُزْءَ مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤ بَعْدَمَا نَصَحَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُعَامِلُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِمَوَدَّةٍ أَخَوِيَّةٍ. (١ بطرس ٣:٨-١٢) وَصَوْنُ لِسَانِنَا عَمَّا هُوَ رَدِيءٌ يَعْنِي أَنَّ عَلَيْنَا تَجَنُّبَ نَشْرِ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. بِٱلْمُقَابِلِ، يَجِبُ أَنْ نُحَاوِلَ دَائِمًا أَنْ نَكُونَ بَنَّائِينَ عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ وَشُجْعَانًا عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْحَقِّ. — افسس ٤:٢٥، ٢٩، ٣١؛ يعقوب ٥:١٦.
١٠ (أ) مَاذَا يَعْنِي ٱلْإِعْرَاضُ عَمَّا هُوَ رَدِيءٌ؟ (ب) مَاذَا يَشْمُلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ؟
١٠ قَالَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ أَيْضًا: «أَعْرِضْ عَمَّا هُوَ رَدِيءٌ وَٱفْعَلِ ٱلصَّلَاحَ. اُطْلُبِ ٱلسَّلَامَ وَٱسْعَ فِي أَثَرِهِ». (مزمور ٣٤:١٤) فَنَحْنُ نَتَجَنَّبُ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يَدِينُهَا ٱللّٰهُ كَٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ، ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ، ٱلسَّرِقَةِ، ٱلْأَرْوَاحِيَّةِ، ٱلْعُنْفِ، ٱلسُّكْرِ، وَتَعَاطِي ٱلْمُخَدِّرَاتِ. كَمَا أَنَّنَا لَا نُوَافِقُ عَلَى ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي تُرَوِّجُ أُمُورًا رَجِسَةً. (افسس ٥:١٠-١٢) وَبِٱلْأَحْرَى، نَحْنُ نَسْتَخْدِمُ وَقْتَنَا فِي فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ. وَأَعْظَمُ صَلَاحٍ يُمْكِنُنَا ٱلْقِيَامُ بِهِ هُوَ ٱلِٱشْتِرَاكُ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ بُغْيَةَ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى نَيْلِ ٱلْخَلَاصِ. (متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) وَيَشْمُلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ أَيْضًا ٱلِٱسْتِعْدَادَ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَحُضُورَهَا، دَعْمَ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ مَادِّيًّا، ٱلِٱهْتِمَامَ بِقَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَمُسَاعَدَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُعْوِزِينَ.
١١ (أ) كَيْفَ وَضَعَ دَاوُدُ أَقْوَالَهُ عَنِ ٱلسَّلَامِ مَوْضِعَ ٱلتَّطْبِيقِ؟ (ب) كَيْفَ ‹نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ›؟
١١ رَسَمَ دَاوُدُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ. فَقَدْ تَسَنَّى لَهُ قَتْلُ شَاوُلَ مَرَّتَيْنِ. وَفِي ٱلْمَرَّتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، ٱمْتَنَعَ عَنْ إِلْحَاقِ ٱلْأَذَى بِٱلْمَلِكِ ثُمَّ تَكَلَّمَ مَعَهُ بِٱحْتِرَامٍ، آمِلًا أَنْ يُعِيدَ ٱلسَّلَامَ بَيْنَهُمَا. (١ صموئيل ٢٤:٨-١١؛ ٢٦:١٧-٢٠) فَمَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ ٱلْيَوْمَ إِذَا نَشَأَتْ حَالَةٌ قَدْ تُعَكِّرُ سَلَامَ ٱلْجَمَاعَةِ؟ يَنْبَغِي أَنْ ‹نَطْلُبَ ٱلسَّلَامَ وَنَسْعَى فِي أَثَرِهِ›. فَإِذَا شَعَرْنَا أَنَّ عَلَاقَتَنَا بِأَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ مُتَوَتِّرَةٌ، يَجِبُ أَنْ نُطِيعَ مَشُورَةَ يَسُوعَ: «اِذْهَبْ صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا». وَبَعْدَئِذٍ، يُمْكِنُنَا مُتَابَعَةُ نَشَاطَاتِنَا ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. — متى ٥:٢٣، ٢٤؛ افسس ٤:٢٦.
خَوْفُ ٱللّٰهِ يَجْلُبُ مُكَافَآتٍ سَخِيَّةً
١٢، ١٣ (أ) مَا هِيَ ٱلْفَوَائِدُ ٱلْحَاضِرَةُ ٱلَّتِي يَجْنِيهَا خَائِفُو ٱللّٰهِ؟ (ب) مَا هِيَ ٱلْمُكَافَأَةُ ٱلرَّائِعَةُ ٱلَّتِي سَيَنَالُهَا ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عَمَّا قَرِيبٍ؟
١٢ «عَيْنَا يَهْوَهَ نَحْوَ ٱلْأَبْرَارِ، وَأُذُنَاهُ إِلَى ٱسْتِغَاثَتِهِمْ». (مزمور ٣٤:١٥) يُثْبِتُ سِجِلُّ تَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ دَاوُدَ صِحَّةَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، نَحْنُ نَشْعُرُ بِفَرَحٍ عَمِيقٍ وَسَلَامٍ دَاخِلِيٍّ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَحْرُسُنَا. كَمَا أَنَّنَا نَثِقُ أَنَّهُ سَيَمْنَحُنَا دَائِمًا مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نَكُونُ تَحْتَ ضَغْطٍ شَدِيدٍ. وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ سَيَتَعَرَّضُونَ عَمَّا قَرِيبٍ لِهُجُومِ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ ٱلْمُنْبَإِ بِهِ، ثُمَّ سَيُوَاجِهُونَ «يَوْمَ يَهْوَهَ . . . ٱلْمَخُوفَ». (يوئيل ٢:١١، ٣١؛ حزقيال ٣٨:١٤-١٨، ٢١-٢٣) وَلكِنْ مَهْمَا تَكُنِ ٱلْحَالَةُ ٱلَّتِي سَنُوَاجِهُهَا فِي ذلِكَ ٱلْحِينِ، فَسَتَصِحُّ كَلِمَاتُ دَاوُدَ فِي حَالَتِنَا: «صَرَخُوا، وَيَهْوَهُ سَمِعَ، وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ». — مزمور ٣٤:١٧.
١٣ وَكَمْ سَنَبْتَهِجُ حِينَ يُمَجِّدُ يَهْوَه ٱسْمَهُ ٱلْعَظِيمَ! فَقُلُوبُنَا سَتَمْتَلِئُ رَهْبَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى فِيمَا يَحُلُّ ٱلْهَلَاكُ بِكُلِّ ٱلْمُقَاوِمِينَ. يَقُولُ دَاوُدُ: «وَجْهُ يَهْوَهَ ضِدُّ فَاعِلِي ٱلشَّرِّ، لِيَقْطَعَ مِنَ ٱلْأَرْضِ ذِكْرَهُمْ». (مزمور ٣٤:١٦) فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمُكَافَأَةَ ٱلَّتِي سَنَنَالُهَا إِذْ نَخْتَبِرُ ٱلْإِنْقَاذَ ٱلْعَظِيمَ وَنَدْخُلُ إِلَى عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ!
وُعُودٌ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ
١٤ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ رَغْمَ ٱلْبَلَايَا؟
١٤ حَتَّى مَجِيءِ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ بُغْيَةَ ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي إِطَاعَةِ يَهْوَه فِي عَالَمٍ فَاسِدٍ وَعِدَائِيٍّ. وَٱلتَّقْوَى هِيَ خَيْرُ مُسَاعِدٍ لَنَا عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلطَّاعَةِ. فَبِسَبَبِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا، يُعَانِي بَعْضُ خُدَّامِ يَهْوَه صُعُوبَاتٍ شَدِيدَةً تَكْسِرُ قَلْبَهُمْ وَتَسْحَقُ رُوحَهُمْ. وَهؤُلَاءِ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَه سَيُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ إِذَا ٱلْتَجَأُوا إِلَيْهِ. وَكَمْ مُعَزِّيَةٌ هِيَ كَلِمَاتُ دَاوُدَ! فَقَدْ قَالَ: «يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ». (مزمور ٣٤:١٨) ثُمَّ تَابَعَ: «كَثِيرَةٌ هِيَ بَلَايَا ٱلْبَارِّ، وَلٰكِنْ مِنْ جَمِيعِهَا يُنْقِذُهُ يَهْوَهُ». (مزمور ٣٤:١٩) فَمَهْمَا حَلَّ بِنَا مِنْ بَلَايَا، فَإِنَّ يَهْوَه قَادِرٌ عَلَى إِنْقَاذِنَا.
١٥، ١٦ (أ) أَيَّةُ بَلِيَّةٍ عَلِمَ دَاوُدُ بِحُدُوثِهَا بُعَيْدَ نَظْمِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ؟
١٥ بُعَيْدَ نَظْمِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤، عَلِمَ دَاوُدُ بِٱلْبَلِيَّةِ ٱلَّتِي حَلَّتْ بِسُكَّانِ نُوبَ. فَقَدْ ذَبَحَهُمْ شَاوُلُ جَمِيعَهُمْ وَقَتَلَ مُعْظَمَ ٱلْكَهَنَةِ. وَكَمْ حَزِنَ دَاوُدُ مِنْ جَرَّاءِ ذلِكَ! فَزِيَارَتُهُ لِنُوبَ هِيَ ٱلَّتِي أَثَارَتْ سُخْطَ شَاوُلَ. (١ صموئيل ٢٢:١٣، ١٨-٢١) وَلَا شَكَّ أَنَّهُ ٱلْتَجَأَ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ، وَتَعَزَّى حَتْمًا بِرَجَاءِ قِيَامَةِ «ٱلْأَبْرَارِ» فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. — اعمال ٢٤:١٥.
١٦ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، نَحْنُ نَتَقَوَّى بِرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ. فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ يَفْعَلُهُ أَعْدَاؤُنَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَسَبَّبَ لَنَا بِأَذًى دَائِمٍ. (متى ١٠:٢٨) وَقَدْ عَبَّرَ دَاوُدُ عَنِ ٱقْتِنَاعٍ مُمَاثِلٍ حِينَ قَالَ: «يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِ [ٱلْبَارِّ]، وَاحِدٌ مِنْهَا لَا يَنْكَسِرُ». (مزمور ٣٤:٢٠) لَقَدْ تَمَّ هذَا ٱلْعَدَدُ إِتْمَامًا حَرْفِيًّا فِي حَالَةِ يَسُوعَ. فَرَغْمَ أَنَّهُ مَاتَ مِيتَةً وَحْشِيَّةً، لَمْ «يُكْسَرْ» عَظْمٌ مِنْ عِظَامِهِ. (يوحنا ١٩:٣٦) لكِنَّ ٱلْمَزْمُورَ ٣٤:٢٠ يَنْطَبِقُ بِشَكْلٍ مُوَسَّعٍ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَعُشَرَائِهِمِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. فَلَنْ يُكْسَرَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِهِمْ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ أَذًى دَائِمٌ مَهْمَا وَاجَهُوا مِنْ مِحَنٍ. — يوحنا ١٠:١٦.
١٧ أَيَّةُ بَلِيَّةٍ تَنْتَظِرُ مُبْغِضِي شَعْبِ يَهْوَه غَيْرَ ٱلتَّائِبِينَ؟
١٧ لكِنَّ مَصِيرَ ٱلْأَشْرَارِ مُخْتَلِفٌ كُلِّيًّا، لِأَنَّهُمْ سُرْعَانَ مَا يَحْصُدُونَ عَوَاقِبَ ٱلشَّرِّ ٱلَّذِي زَرَعُوهُ. قَالَ دَاوُدُ: «اَلشِّرِّيرُ تُمِيتُهُ ٱلْبَلِيَّةُ، وَمُبْغِضُو ٱلْبَارِّ يُسْتَذْنَبُونَ». (مزمور ٣٤:٢١) فَكُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي مُقَاوَمَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ يُوَاجِهُونَ أَسْوَأَ بَلِيَّةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَسَوْفَ «يُكَابِدُونَ دَيْنُونَةَ ٱلْهَلَاكِ ٱلْأَبَدِيِّ» عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. — ٢ تسالونيكي ١:٩.
١٨ بِأَيِّ مَعْنًى سَبَقَ أَنِ ٱفْتُدِيَ ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ›، وَمَاذَا سَيَجْلُبُ لَهُمُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ؟
١٨ يُخْتَتَمُ مَزْمُورُ دَاوُدَ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُطَمْئِنَةِ: «يَهْوَهُ فَادِي نُفُوسِ خُدَّامِهِ، وَكُلُّ ٱلْمُحْتَمِينَ بِهِ لَا يُسْتَذْنَبُونَ». (مزمور ٣٤:٢٢) وَقَدْ قَالَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ فِي أَوَاخِرِ حُكْمِهِ ٱلَّذِي دَامَ ٤٠ سَنَةً إِنَّ ٱللّٰهَ ‹فَدَى نَفْسَهُ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ›. (١ ملوك ١:٢٩) وَتَمَامًا كَدَاوُدَ، سَيَتَمَكَّنُ خَائِفُو يَهْوَه عَمَّا قَرِيبٍ مِنِ ٱسْتِرْجَاعِ ٱلْمَاضِي بِفَرَحٍ، لِأَنَّهُمْ أُنْقِذُوا مِنْ كُلِّ ٱلْمِحَنِ وَنَالُوا ٱلْفِدَاءَ إِذْ غُفِرَ ذَنْبُهُمُ ٱلنَّاجِمُ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ قَدْ نَالُوا مُكَافَأَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ. وَ ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ› مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ يَنْضَمُّونَ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْبَاقِينَ مِنْ إِخْوَةِ يَسُوعَ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ. وَهُمْ يَتَمَتَّعُونَ بِمَوْقِفٍ طَاهِرٍ أَمَامَهُ لِأَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْقُدْرَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ لِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ. وَخِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ ٱلْقَادِمِ، سَتُطَبَّقُ كَامِلًا فَوَائِدُ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ عَلَيْهِمْ، مِمَّا سَيُوصِلُهُمْ إِلَى ٱلْكَمَالِ ٱلْبَشَرِيِّ. — رؤيا ٧:٩، ١٤، ١٧؛ ٢١:٣-٥.
١٩ عَلَامَ يُصَمِّمُ أَفْرَادُ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ›؟
١٩ وَلِمَاذَا سَيَنَالُ ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ› مِنْ عُبَّادِ ٱللّٰهِ كُلَّ هذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ؟ لِأَنَّهُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ سَائِرِينَ فِي خَوْفِ يَهْوَه، إِذْ يَخْدُمُونَهُ بِطَاعَةٍ وَرَهْبَةٍ تَوْقِيرِيَّةٍ. حَقًّا، إِنَّ خَوْفَ يَهْوَه يَجْعَلُ ٱلْحَيَاةَ مُمْتِعَةً ٱلْآنَ وَيُسَاعِدُنَا عَلَى ‹ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ›، ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ. — ١ تيموثاوس ٦:١٢، ١٨، ١٩؛ رؤيا ١٥:٣، ٤.
-