-
لنحيِّ المسيح، الملك المجيدبرج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
لِنُحَيِّ ٱلْمَسِيحَ، ٱلْمَلِكَ ٱلْمَجِيدَ
«بِبَهَائِكَ ٱنْجَحْ». — مز ٤٥:٤.
١، ٢ لِمَ يَجِبُ أَنْ يَهُمَّنَا ٱلْمَزْمُور ٤٥؟
مَلِكٌ مَجِيدٌ يَرْكَبُ فَرَسَهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْحَقِّ وَٱلْبِرِّ وَيَمْضِي لِيَقْهَرَ أَعْدَاءَهُ. وَبَعْدَ أَنْ يَنْتَصِرَ عَلَيْهِمْ بِشَكْلٍ نِهَائِيٍّ، يَتَزَوَّجُ عَرُوسًا حَسْنَاءَ. وَيُذْكَرُ ٱسْمُهُ وَتَحْمَدُهُ ٱلشُّعُوبُ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. هٰذَا هُوَ فَحْوَى ٱلْمَزْمُور ٤٥.
٢ عَلَى أَنَّ هٰذَا ٱلْمَزْمُورَ لَا يَرْوِي مُجَرَّدَ قِصَّةٍ جَمِيلَةٍ ذَاتِ نِهَايَةٍ سَعِيدَةٍ. فَٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِيهِ تَهُمُّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا. فَهِيَ تُؤَثِّرُ فِي حَيَاتِنَا ٱلْحَاضِرَةِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. لِذَا، لِنَتَفَحَّصْ بِٱنْتِبَاهٍ شَدِيدٍ هٰذَا ٱلْمَزْمُورَ.
«جَاشَ قَلْبِي بِكَلَامٍ طَيِّبٍ»
٣، ٤ (أ) أَيُّ «كَلَامٍ طَيِّبٍ» يَهُمُّنَا، وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ فِي قُلُوبِنَا؟ (ب) كَيْفَ تَتَعَلَّقُ تَرْنِيمَتُنَا ‹بِمَلِكٍ›، وَكَيْفَ يُصْبِحُ لِسَانُنَا مِثْلَ قَلَمٍ؟
٣ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١. إِنَّ ‹ٱلْكَلَامَ ٱلطَّيِّبَ› ٱلَّذِي يَمَسُّ قَلْبَ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ وَيَدْفَعُهُ أَنْ يَجِيشَ بِهِ يَتَعَلَّقُ بِمَلِكٍ. وَٱلْفِعْلُ «جَاشَ» يَعْنِي غَلَى أَوْ بَقْبَقَ. فَهٰذَا ٱلْكَلَامُ جَعَلَ قَلْبَ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ يَغْلِي حَمَاسَةً وَجَعَلَ لِسَانَهُ يُصْبِحُ مِثْلَ «قَلَمِ نَاسِخٍ مَاهِرٍ».
٤ وَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟ إِنَّ ٱلْبِشَارَةَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ هِيَ خَبَرٌ طَيِّبٌ يَمَسُّ قَلْبَنَا. وَقَدْ صَارَتْ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ ‹طَيِّبَةً› بِشَكْلٍ خَاصٍّ سَنَةَ ١٩١٤. فَمُنْذُ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، لَمْ تَعُدِ ٱلرِّسَالَةُ مَنُوطَةً بِمَلَكُوتٍ مُسْتَقْبَلِيٍّ، بَلْ بِحُكُومَةٍ حَقِيقِيَّةٍ تُمَارِسُ سُلْطَتَهَا ٱلْآنَ فِي ٱلسَّمَاءِ. هٰذِهِ هِيَ «بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ» ٱلَّتِي نُنَادِي بِهَا «فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:١٤) فَهَلْ ‹تَجِيشُ› قُلُوبُنَا بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ وَهَلْ نَكْرِزُ بِهَا بِغَيْرَةٍ؟ فَعَلَى غِرَارِ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ، تَرْنِيمَتُنَا تَتَعَلَّقُ ‹بِمَلِكٍ›، مَلِكِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَنَحْنُ نُعْلِنُهُ ٱلْمَلِكَ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْمُتَوَّجَ لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. كَمَا أَنَّنَا نَدْعُو ٱلْجَمِيعَ — اَلْحُكَّامَ وَٱلْمَحْكُومِينَ — أَنْ يَخْضَعُوا لِمُلْكِهِ. (مز ٢:١، ٢، ٤-١٢) وَيُصْبِحُ لِسَانُنَا مِثْلَ «قَلَمِ نَاسِخٍ مَاهِرٍ» حِينَ نُكْثِرُ مِنِ ٱسْتِخْدَامِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ فِي عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ.
نَحْنُ نُعْلِنُ بِفَرَحٍ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ مَلِكِنَا، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ
كَلَامٌ مُسِرٌّ ‹يَنْسَكِبُ عَلَى شَفَتَيِ ٱلْمَلِكِ›
٥ (أ) بِأَيِّ مَعْنًى كَانَ يَسُوعُ ‹جَمِيلًا›؟ (ب) كَيْفَ كَانَ ٱلْكَلَامُ ٱلْمُسِرُّ ‹يَنْسَكِبُ عَلَى شَفَتَيِ› ٱلْمَلِكِ، وَكَيْفَ نَسْعَى إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِهِ؟
٥ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٢. لَا تُزَوِّدُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنْ مَظْهَرِ يَسُوعَ ٱلْخَارِجِيِّ. لٰكِنْ بِمَا أَنَّهُ كَانَ إِنْسَانًا كَامِلًا، فَلَا بُدَّ أَنَّهُ كَانَ ‹جَمِيلًا›. وَمَا زَادَهُ جَمَالًا هُوَ ٱسْتِقَامَتُهُ وَأَمَانَتُهُ لِيَهْوَهَ. كَمَا أَنَّهُ كَرَزَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ نَاطِقًا بِكَلَامٍ مُسِرٍّ. (لو ٤:٢٢؛ يو ٧:٤٦) فَهَلْ نَسْعَى شَخْصِيًّا إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِهِ فِي عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ وَٱلتَّفَوُّهِ بِكَلِمَاتٍ تَمَسُّ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ؟ — كو ٤:٦.
٦ كَيْفَ بَارَكَ ٱللّٰهُ يَسُوعَ «إِلَى ٱلدَّهْرِ»؟
٦ لَقَدْ بَارَكَ يَهْوَهُ يَسُوعَ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ وَكَافَأَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ٱلْفِدَائِيِّ لِأَنَّهُ أَعْرَبَ عَنْ تَعَبُّدٍ مُطْلَقٍ لِأَبِيهِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «إِذْ وَجَدَ نَفْسَهُ فِي ٱلْهَيْئَةِ إِنْسَانًا، وَضَعَ نَفْسَهُ وَصَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ، ٱلْمَوْتِ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ. مِنْ أَجْلِ هٰذَا أَيْضًا رَفَّعَهُ ٱللّٰهُ إِلَى مَرْكَزٍ أَعْلَى وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِٱلِٱسْمِ ٱلَّذِي يَعْلُو كُلَّ ٱسْمٍ آخَرَ، لِكَيْ تَنْحَنِيَ بِٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ ٱلْأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ جَهْرًا كُلُّ لِسَانٍ بِأَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلْآبِ». (في ٢:٨-١١) نَعَمْ، بَارَكَ يَهْوَهُ يَسُوعَ «إِلَى ٱلدَّهْرِ» بِإِقَامَتِهِ إِلَى حَيَاةٍ خَالِدَةٍ. — رو ٦:٩.
اَلْمَلِكُ يُرَفَّعُ ‹أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِهِ›
٧ بِأَيِّ مَعْنًى مَسَحَ ٱللّٰهُ يَسُوعَ ‹أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِهِ›؟
٧ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٦، ٧. نَتِيجَةَ مَحَبَّةِ يَسُوعَ ٱلْعَمِيقَةِ لِلْبِرِّ وَبُغْضِهِ لِأَيِّ شَيْءٍ يَجْلُبُ ٱلتَّعْيِيرَ عَلَى أَبِيهِ، عَيَّنَهُ يَهْوَهُ مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. وَقَدْ مُسِحَ يَسُوعُ «بِزَيْتِ ٱلِٱبْتِهَاجِ» أَكْثَرَ مِنْ ‹شُرَكَائِهِ›، أَيْ مُلُوكِ يَهُوذَا ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ دَاوُدَ. بِأَيِّ مَعْنًى؟ أَوَّلًا، نَالَ تَعْيِينَهُ مِنْ يَهْوَهَ مُبَاشَرَةً. ثَانِيًا، عُيِّنَ مَلِكًا وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ فِي ٱلْآنِ نَفْسِهِ. (مز ٢:٢؛ عب ٥:٥، ٦) ثَالِثًا، لَمْ يُمْسَحْ بِزَيْتٍ حَرْفِيٍّ، بَلْ بِرُوحٍ قُدُسٍ. وَرَابِعًا، مُلْكُهُ لَيْسَ أَرْضِيًّا بَلْ سَمَاوِيٌّ.
٨ بِأَيِّ مَعْنًى يَكُونُ ‹ٱللّٰهُ عَرْشَ يَسُوعَ›، وَلِمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ مُلْكَهُ بَارٌّ؟
٨ نَصَّبَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ مَلِكًا مَسِيَّانِيًّا فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤. وَبِمَا أَنَّ ‹صَوْلَجَانَ مُلْكِهِ صَوْلَجَانُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ›، فَٱلْبِرُّ وَٱلْعَدْلُ أَمْرَانِ مَضْمُونَانِ فِي حُكْمِهِ. كَمَا أَنَّ سُلْطَتَهُ شَرْعِيَّةٌ لِأَنَّ ‹ٱللّٰهَ عَرْشُهُ›، أَيْ أَسَاسُ مُلْكِهِ. هٰذَا بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَنَّ عَرْشَ يَسُوعَ سَيَبْقَى «إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ». أَفَلَسْتَ فَخُورًا بِأَنَّكَ تَخْدُمُ يَهْوَهَ تَحْتَ رِعَايَةِ مَلِكٍ قَدِيرٍ كَهٰذَا؟
اَلْمَلِكُ ‹يَتَقَلَّدُ سَيْفَهُ›
٩، ١٠ (أ) مَتَى تَقَلَّدَ ٱلْمَسِيحُ سَيْفَهُ، وَكَيْفَ بَدَأَ ٱسْتِخْدَامَهُ؟ (ب) كَيْفَ سَيَسْتَخْدِمُ ٱلْمَسِيحُ سَيْفَهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
٩ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٣. يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنْ مَلِكِهِ أَنْ ‹يَتَقَلَّدَ سَيْفَهُ›. وَبِذٰلِكَ يُفَوِّضُ إِلَيْهِ أَنْ يَشُنَّ حَرْبًا عَلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ يُقَاوِمُونَ سُلْطَانَ ٱللّٰهِ وَيُنَفِّذَ فِيهِمِ ٱلدَّيْنُونَةَ. (مز ١١٠:٢) وَلِكَوْنِ ٱلْمَسِيحِ مَلِكًا مُحَارِبًا لَا يُقْهَرُ، يُشَارُ إِلَيْهِ بِـ «ٱلْجَبَّارِ». وَقَدْ تَقَلَّدَ سَيْفَهُ سَنَةَ ١٩١٤ وَٱنْتَصَرَ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ، طَارِحًا إِيَّاهُمْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى مُحِيطِ ٱلْأَرْضِ. — رؤ ١٢:٧-٩.
١٠ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَمْ يَكُنْ سِوَى بِدَايَةِ رُكُوبِ ٱلْمَلِكِ ٱلظَّافِرِ. فَمَا زَالَ عَلَيْهِ أَنْ «يُتِمَّ غَلَبَتَهُ». (رؤ ٦:٢) فَيَجِبُ أَنْ تُنَفَّذَ أَحْكَامُ يَهْوَهَ فِي كُلِّ عَنَاصِرِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُبْطَلَ تَأْثِيرُ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ. وَسَتَكُونُ بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، أَوَّلَ مَنْ سَيَنَالُ نَصِيبَهُ مِنْ تَنْفِيذِ أَحْكَامِ يَهْوَهَ. فَسَيَسْتَخْدِمُ ٱللّٰهُ ٱلْحُكَّامَ ٱلسِّيَاسِيِّينَ كَيْ يُتَمِّمُوا قَصْدَهُ بِأَنْ يُدَمِّرُوا هٰذِهِ «ٱلْعَاهِرَةَ» ٱلشِّرِّيرَةَ. (رؤ ١٧:١٦، ١٧) بَعْدَ ذٰلِكَ، سَيَنْتَقِلُ ٱلْمَلِكُ ٱلْمُحَارِبُ إِلَى مَحْوِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلسِّيَاسِيِّ عَنِ ٱلْوُجُودِ. ثُمَّ سَيُتِمُّ ٱلْمَسِيحُ، ٱلْمَدْعُوُّ أَيْضًا «مَلَاكَ ٱلْمَهْوَاةِ»، غَلَبَتَهُ بِطَرْحِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ فِي ٱلْمَهْوَاةِ. (رؤ ٩:١، ١١؛ ٢٠:١-٣) فَلْنَرَ كَيْفَ أَنْبَأَ ٱلْمَزْمُور ٤٥ بِهٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْهَامَّةِ.
اَلْمَلِكُ يَرْكَبُ «مِنْ أَجْلِ ٱلْحَقِّ»
١١ كَيْفَ يَرْكَبُ ٱلْمَسِيحُ «مِنْ أَجْلِ ٱلْحَقِّ»؟
١١ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٤. لَا يَشُنُّ ٱلْمَلِكُ ٱلْمُحَارِبُ حَرْبًا بِهَدَفِ ٱلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى مَنَاطِقَ وَإِخْضَاعِ شُعُوبٍ. بَلْ يَشُنُّ حَرْبًا بَارَّةً ذَاتَ أَهْدَافٍ نَبِيلَةٍ. فَهُوَ يَرْكَبُ «مِنْ أَجْلِ ٱلْحَقِّ وَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْبِرِّ». وَأَعْظَمُ حَقِيقَةٍ يَجِبُ أَنْ يُدَافِعَ عَنْهَا هِيَ قَضِيَّةُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيِّ. فَٱلشَّيْطَانُ شَكَّكَ فِي شَرْعِيَّةِ حُكْمِ يَهْوَهَ حِينَ تَمَرَّدَ عَلَيْهِ. مُذَّاكَ، يَرْفُضُ ٱلشَّيَاطِينُ وَٱلْبَشَرُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ. لٰكِنَّ ٱلْوَقْتَ قَدْ حَانَ ٱلْآنَ لِمَلِكِ يَهْوَهَ ٱلْمُعَيَّنِ أَنْ يَمْضِيَ قُدُمًا لِيُبَرْهِنَ مَرَّةً وَعَلَى ٱلدَّوَامِ أَنَّ لِيَهْوَهَ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْحُكْمِ.
١٢ كَيْفَ يَرْكَبُ ٱلْمَلِكُ ‹مِنْ أَجْلِ ٱلتَّوَاضُعِ›؟
١٢ وَيَرْكَبُ ٱلْمَلِكُ أَيْضًا ‹مِنْ أَجْلِ ٱلتَّوَاضُعِ›. فَبِصِفَتِهِ ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدَ، رَسَمَ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْخُضُوعِ بِوَلَاءٍ لِسُلْطَانِ أَبِيهِ. (اش ٥٠:٤، ٥؛ يو ٥:١٩) وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ رَعَايَا ٱلْمَلِكِ ٱلْأَوْلِيَاءِ أَنْ يَتْبَعُوا مِثَالَهُ وَيَخْضَعُوا بِتَوَاضُعٍ لِسُلْطَانِ يَهْوَهَ فِي كُلِّ ٱلْمَجَالَاتِ. فَلَنْ يُسْمَحَ إِلَّا لِأَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ أَنْ يَعِيشُوا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ. — زك ١٤:١٦، ١٧.
١٣ كَيْفَ يَرْكَبُ ٱلْمَسِيحُ ‹مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ›؟
١٣ هٰذَا وَإِنَّ ٱلْمَسِيحَ يَرْكَبُ أَيْضًا ‹مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ›. وَٱلْبِرُّ ٱلَّذِي يُحَامِي عَنْهُ ٱلْمَلِكُ هُوَ «بِرُّ ٱللّٰهِ»، أَيْ مَقَايِيسُ يَهْوَهَ لِمَا هُوَ صَوَابٌ وَمَا هُوَ خَطَأٌ. (رو ٣:٢١؛ تث ٣٢:٤) تَنَبَّأَ إِشَعْيَا عَنِ ٱلْمَلِكِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، قَائِلًا: «بِٱلْبِرِّ يَمْلِكُ مَلِكٌ». (اش ٣٢:١) فَمُلْكُ يَسُوعَ سَيَجْلُبُ «سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً» حَيْثُ «يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ». (٢ بط ٣:١٣) فَسَيَكُونُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَعْمَلَ كُلُّ سَاكِنٍ فِي ذَاكَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ. — اش ١١:١-٥.
اَلْمَلِكُ يُنْجِزُ «مَخَاوِفَ»
١٤ كَيْفَ سَتُنْجِزُ يَدُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيُمْنَى «مَخَاوِفَ»؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٤ تَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّ ٱلْمَلِكَ يَتَقَلَّدُ سَيْفًا عَلَى فَخِذِهِ فِيمَا يَمْضِي قُدُمًا. (مز ٤٥:٣) لٰكِنَّ ٱلْوَقْتَ يَحِينُ لِيَسْتَلَّ سَيْفَهُ بِيَدِهِ ٱلْيُمْنَى وَيُنْجِزَ «مَخَاوِفَ» بِحَقِّ أَعْدَائِهِ. (مز ٤٥:٤) وَهٰذَا سَيَحْصُلُ حِينَمَا يَرْكَبُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ فَرَسَهُ وَيَشْرَعُ فِي تَنْفِيذِ أَحْكَامِ يَهْوَهَ فِي هَرْمَجِدُّونَ. صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ أَيَّةَ وَسِيلَةٍ سَيَسْتَخْدِمُهَا لِتَدْمِيرِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ، لٰكِنَّ مَا سَيَفْعَلُهُ سَيُوقِعُ ٱلرُّعْبَ فِي قُلُوبِ سَاكِنِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُصْغُوا إِلَى ٱلتَّحْذِيرِ ٱلْإِلٰهِيِّ أَنْ يَخْضَعُوا لِحُكْمِ ٱلْمَلِكِ. (اقرإ المزمور ٢:١١، ١٢.) قَالَ يَسُوعُ فِي نُبُوَّتِهِ عَنْ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ إِنَّ «ٱلنَّاسَ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَتَرَقُّبِ مَا يَأْتِي عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ، لِأَنَّ قُوَّاتِ ٱلسَّمٰوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. ثُمَّ يَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ». — لو ٢١:٢٦، ٢٧.
١٥، ١٦ مَنْ سَيُؤَلِّفُونَ «ٱلْجُيُوشَ» ٱلَّتِي تَتْبَعُ ٱلْمَسِيحَ إِلَى ٱلْمَعْرَكَةِ؟
١٥ يَذْكُرُ سِفْرُ ٱلرُّؤْيَا عَنْ إِتْيَانِ ٱلْمَلِكِ «بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ» لِتَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ: «رَأَيْتُ ٱلسَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ. وَٱلْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى ٱلْأَمِينَ وَٱلْحَقَّ، وَبِٱلْبِرِّ يَدِينُ وَيَخُوضُ حَرْبًا. وَكَانَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلَّتِي فِي ٱلسَّمَاءِ تَتْبَعُهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ، لَابِسِينَ كَتَّانًا جَيِّدًا أَبْيَضَ نَقِيًّا. وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ طَوِيلٌ مَاضٍ، لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ ٱلْأُمَمَ، وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَيَدُوسُ أَيْضًا مِعْصَرَةَ خَمْرِ غَضَبِ سُخْطِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». — رؤ ١٩:١١، ١٤، ١٥.
١٦ وَمَنْ سَيَكُونُ رُفَقَاءُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمُحَارِبُونَ ٱلَّذِينَ يُؤَلِّفُونَ «ٱلْجُيُوشَ» ٱلسَّمَاوِيَّةَ وَيَتْبَعُونَهُ إِلَى ٱلْمَعْرَكَةِ؟ عِنْدَمَا تَقَلَّدَ يَسُوعُ سَيْفَهُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ كَيْ يَطْرُدَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، كَانَ «مَلَائِكَتُهُ» بِصُحْبَتِهِ. (رؤ ١٢:٧-٩) لِذَا، مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّهُ فِي حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ، سَتَضُمُّ جُيُوشُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْقُدُّوسِينَ. وَهَلْ تَشْمُلُ جُيُوشُهُ أَفْرَادًا آخَرِينَ؟ وَعَدَ يَسُوعُ إِخْوَتَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ: «مَنْ يَغْلِبْ وَيَحْفَظْ أَعْمَالِي حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأُمَمِ كَمَا نِلْتُ أَنَا مِنْ أَبِي، فَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ فَيَتَكَسَّرُونَ كَآنِيَةٍ خَزَفِيَّةٍ». (رؤ ٢:٢٦، ٢٧) وَعَلَيْهِ، تَشْمُلُ جُيُوشُ ٱلْمَسِيحِ ٱلسَّمَاوِيَّةُ إِخْوَتَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ سَيَكُونُونَ آنَذَاكَ قَدْ نَالُوا مُكَافَأَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ. فَمُعَاوِنُوهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ سَيَقِفُونَ إِلَى جَانِبِهِ وَهُوَ يُنْجِزُ «مَخَاوِفَ» فِيمَا يَرْعَى ٱلْأُمَمَ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ.
اَلْمَلِكُ يُتِمُّ غَلَبَتَهُ
١٧ (أ) إِلَامَ يَرْمُزُ ٱلْفَرَسُ ٱلْأَبْيَضُ ٱلَّذِي يَمْتَطِيهِ ٱلْمَسِيحُ؟ (ب) إِلَامَ يَرْمُزُ ٱلسَّيْفُ وَٱلْقَوْسُ؟
١٧ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٥. يَمْتَطِي ٱلْمَلِكُ فَرَسًا أَبْيَضَ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْحَرْبِ ٱلطَّاهِرَةِ وَٱلْبَارَّةِ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ. (رؤ ٦:٢؛ ١٩:١١) وَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَنَّهُ يَتَقَلَّدُ سَيْفًا، يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ أَنَّهُ يَحْمِلُ قَوْسًا. نَقْرَأُ: «نَظَرْتُ وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ، وَٱلْجَالِسُ عَلَيْهِ مَعَهُ قَوْسٌ، وَأُعْطِيَ تَاجًا، وَخَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ». وَيَرْمُزُ ٱلسَّيْفُ وَٱلْقَوْسُ كِلَاهُمَا إِلَى ٱلْوَسِيلَةِ ٱلَّتِي سَيَسْتَخْدِمُهَا ٱلْمَسِيحُ لِتَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ فِي أَعْدَائِهِ.
سَتُدْعَى ٱلطُّيُورُ إِلَى تَطْهِيرِ ٱلْأَرْضِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٨.)
١٨ بِأَيِّ مَعْنًى سَتَكُونُ «سِهَامُ» ٱلْمَسِيحِ «مَسْنُونَةً»؟
١٨ يُنْبِئُ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ بِلُغَةٍ شَاعِرِيَّةٍ أَنَّ ‹سِهَامَ ٱلْمَلِكِ مَسْنُونَةٌ›. فَهِيَ تَخْرُقُ ‹قَلْبَ أَعْدَائِهِ› وَتَجْعَلُ ٱلشُّعُوبَ يَسْقُطُونَ تَحْتَهُ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، تَنْتَشِرُ أَشْلَاءُ ٱلْقَتْلَى فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. تُنْبِئُ نُبُوَّةُ إِرْمِيَا: «يَكُونُ قَتْلَى يَهْوَهَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (ار ٢٥:٣٣) وَتَذْكُرُ نُبُوَّةٌ مُشَابِهَةٌ: «رَأَيْتُ أَيْضًا مَلَاكًا وَاقِفًا فِي ٱلشَّمْسِ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَالٍ وَقَالَ لِجَمِيعِ ٱلطُّيُورِ ٱلطَّائِرَةِ فِي وَسَطِ ٱلسَّمَاءِ: ‹تَعَالَيِ ٱجْتَمِعِي إِلَى مَأْدَبَةِ عَشَاءِ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَةِ، لِتَأْكُلِي لُحُومَ مُلُوكٍ وَلُحُومَ قُوَّادِ جُنْدٍ وَلُحُومَ أَقْوِيَاءَ وَلُحُومَ خَيْلٍ وَٱلْجَالِسِينَ عَلَيْهَا، وَلُحُومَ ٱلْكُلِّ، أَحْرَارٍ وَعَبِيدٍ وَصِغَارٍ وَكِبَارٍ›». — رؤ ١٩:١٧، ١٨.
١٩ كَيْفَ ‹سَيَنْجَحُ ٱلْمَسِيحُ بِبَهَائِهِ›؟
١٩ وَمَاذَا سَيَحْدُثُ بَعْدَئِذٍ؟ تَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ قَائِلَةً: «بِبَهَائِكَ ٱنْجَحْ». (مز ٤٥:٤) فَبَعْدَ تَدْمِيرِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَيُتِمُّ ٱلْمَسِيحُ غَلَبَتَهُ بِطَرْحِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ فِي ٱلْمَهْوَاةِ كَامِلَ فَتْرَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ. (رؤ ٢٠:٢، ٣) وَإِذْ يَكُونُ إِبْلِيسُ وَمَلَائِكَتُهُ فِي حَالَةِ خُمُولٍ شَبِيهَةٍ بِٱلْمَوْتِ، يُصْبِحُ سُكَّانُ ٱلْأَرْضِ أَحْرَارًا مِنَ ٱلتَّأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِيِّ، فَيَتَمَكَّنُونَ مِنَ ٱلْعَيْشِ بِخُضُوعٍ تَامٍّ لِمَلِكِهِمِ ٱلظَّافِرِ ٱلْمَجِيدِ. وَلٰكِنْ، قَبْلَ أَنْ يَرَوُا ٱلْأَرْضَ تَتَحَوَّلُ تَدْرِيجِيًّا إِلَى فِرْدَوْسٍ عَالَمِيٍّ، سَيَكُونُ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ آخَرُ لِيَفْرَحُوا مَعَ مَلِكِهِمْ وَمُعَاوِنِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّينَ. وَسَنَتَفَحَّصُ هٰذَا ٱلْحَدَثَ ٱلْمُفْرِحَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
لنفرح بعرس الحملبرج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
لِنَفْرَحْ بِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ
«لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ . . . لِأَنَّ عُرْسَ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ». — رؤ ١٩:٧.
١، ٢ (أ) أَيُّ زِفَافٍ سَيَكُونُ سَبَبَ بَهْجَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
يَتَطَلَّبُ ٱلتَّحْضِيرُ لِلزِّفَافِ وَقْتًا طَوِيلًا. وَسَنُرَكِّزُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَلَى زِفَافٍ مُمَيَّزٍ جِدًّا، زِفَافٍ مَلَكِيٍّ يُعَدُّ لَهُ مُنْذُ نَحْوِ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ. وَٱلْآنَ، يَقْتَرِبُ بِسُرْعَةٍ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي سَيَتَّحِدُ فِيهِ ٱلْعَرِيسُ بِعَرُوسِهِ. وَقَرِيبًا، سَتَمْلَأُ أَصْوَاتُ ٱلْمُوسِيقَى ٱلْفَرِحَةِ أَرْجَاءَ قَصْرِ ٱلْمَلِكِ، وَسَتُرَنِّمُ ٱلْحُشُودُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ قَائِلَةً: «سَبِّحُوا يَاهَ، لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَنَا، ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، قَدِ ٱبْتَدَأَ يَمْلِكُ. فَلْنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ، وَلْنُعْطِهِ ٱلْمَجْدَ، لِأَنَّ عُرْسَ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ وَعَرُوسَهُ قَدْ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا». — رؤ ١٩:٦، ٧.
٢ لَيْسَ «ٱلْحَمَلُ» ٱلَّذِي سَيَكُونُ زِفَافُهُ سَبَبَ بَهْجَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ إِلَّا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. (يو ١:٢٩) فَمَاذَا سَيَرْتَدِي فِي يَوْمِ زِفَافِهِ؟ مَنْ هِيَ عَرُوسُهُ؟ كَيْفَ تُهَيَّأُ لِلزَّوَاجِ؟ مَتَى يَحِينُ وَقْتُ ٱلزِّفَافِ؟ وَبِمَا أَنَّ هٰذَا ٱلزَّوَاجَ سَيَكُونُ سَبَبَ بَهْجَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ، فَهَلْ يَفْرَحُ بِهِ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ سَنُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ فِيمَا نُتَابِعُ فَحْصَنَا لِلْمَزْمُور ٤٥.
ثِيَابُهُ مُعَطَّرَةٌ
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يَصِفُ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ ثِيَابَ زِفَافِ ٱلْعَرِيسِ، وَمَاذَا يَزِيدُ مِنْ فَرَحِهِ؟ (ب) مَنْ هُنَّ ‹بَنَاتُ ٱلْمُلُوكِ› وَ «قَرِينَةُ ٱلْمَلِكِ» ٱللَّوَاتِي يُشَارِكْنَ فَرَحَ ٱلْعَرِيسِ؟
٣ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٨، ٩. يَرْتَدِي ٱلْعَرِيسُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ثِيَابَ زِفَافِهِ ٱلْمَلَكِيَّةَ ٱلْفَاخِرَةَ ٱلَّتِي تَفُوحُ مِنْهَا رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ مِثْلُ رَائِحَةِ «أَفْخَرِ ٱلْعُطُورِ»، كَٱلْمُرِّ وَٱلسَّلِيخَةِ ٱللَّذَيْنِ كَانَا مِنْ مُكَوِّنَاتِ زَيْتِ ٱلْمَسْحِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي إِسْرَائِيلَ. — خر ٣٠:٢٣-٢٥.
٤ وَٱلْمُوسِيقَى ٱلسَّمَاوِيَّةُ ٱلَّتِي تَمْلَأُ ٱلْقَصْرَ تَزِيدُ مِنَ ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي يَشْعُرُ بِهِ ٱلْعَرِيسُ مَعَ ٱقْتِرَابِ زِفَافِهِ. وَتُشَارِكُهُ هٰذِهِ ٱلْفَرْحَةَ «قَرِينَةُ ٱلْمَلِكِ»، ٱلْجُزْءُ ٱلسَّمَاوِيُّ مِنْ هَيْئَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَضُمُّ ‹بَنَاتِ ٱلْمُلُوكِ›، أَيِ ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْقُدُّوسِينَ. وَكَمْ هُوَ مُثِيرٌ سَمَاعُ ٱلْأَصْوَاتِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ تُعْلِنُ: «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ . . . لِأَنَّ عُرْسَ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ»!
اَلْعَرُوسُ تُهَيَّأُ لِزِفَافِهَا
٥ مَنْ هِيَ «ٱمْرَأَةُ ٱلْحَمَلِ»؟
٥ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٠، ١١. بَعْدَ أَنْ عَرَفْنَا مَنْ هُوَ ٱلْعَرِيسُ، يَبْقَى عَلَيْنَا أَنْ نُحَدِّدَ هُوِيَّةَ ٱلْعَرُوسِ. فَمَنْ هِيَ يَا تُرَى؟ إِنَّهَا عَرُوسٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ جَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّتِي يَرْأَسُهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. (اقرأ افسس ٥:٢٣، ٢٤.) فَهُمْ سَيَصِيرُونَ جُزْءًا مِنْ مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (لو ١٢:٣٢) وَهٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْبَالِغُ عَدَدُهُمْ ٠٠٠,١٤٤ «يَتْبَعُونَ ٱلْحَمَلَ حَيْثُمَا يَذْهَبُ». (رؤ ١٤:١-٤) فَهُمْ يُصْبِحُونَ «ٱمْرَأَةَ ٱلْحَمَلِ» وَيَسْكُنُونَ مَعَهُ فِي مَنْزِلِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. — رؤ ٢١:٩؛ يو ١٤:٢، ٣.
٦ لِمَ يُشَارُ إِلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ بِـ «بِنْتِ ٱلْمَلِكِ»، وَلِمَ يُوصَوْنَ أَنْ ‹يَنْسَوْا شَعْبَهُمْ›؟
٦ لَاحِظْ أَنَّهُ لَا يُشَارُ إِلَى ٱلْعَرُوسِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ بِـ ‹ٱلْبِنْتِ› فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا بِـ «بِنْتِ ٱلْمَلِكِ». (مز ٤٥:١٣) فَمَنْ هُوَ هٰذَا «ٱلْمَلِكُ»؟ إِنَّهُ يَهْوَهُ ٱلَّذِي تَبَنَّى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ‹كَأَوْلَادٍ› لَهُ. (رو ٨:١٥-١٧) وَبِمَا أَنَّهُمْ سَيَصِيرُونَ زَوْجَةً سَمَاوِيَّةً، فَقَدْ أُوصُوا أَنْ ‹يَنْسَوْا شَعْبَهُمْ وَبَيْتَ أَبِيهِمْ›. فَعَلَيْهِمْ أَنْ يُبْقُوا عُقُولَهُمْ «مُرَكَّزَةً فِي مَا هُوَ فَوْقُ، لَا فِي مَا هُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». — كو ٣:١-٤.
٧ (أ) كَيْفَ يُهَيِّئُ ٱلْمَسِيحُ زَوْجَتَهُ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةَ مُنْذُ قُرُونٍ؟ (ب) كَيْفَ تَنْظُرُ ٱلْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ؟
٧ مُنْذُ قُرُونٍ وَٱلْمَسِيحُ يُهَيِّئُ زَوْجَتَهُ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةَ لِلزِّفَافِ ٱلسَّمَاوِيِّ. فَقَدْ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ «أَحَبَّ . . . ٱلْجَمَاعَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغُسْلِ ٱلْمَاءِ بِوَاسِطَةِ ٱلْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ جَمَاعَةً بَهِيَّةً، لَا وَصْمَةَ فِيهَا وَلَا غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِثْلُ ذٰلِكَ، بَلْ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً وَبِلَا شَائِبَةٍ». (اف ٥:٢٥-٢٧) كَمَا قَالَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي كُورِنْثُوسَ: «أَنَا أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ ٱللّٰهِ، لِأَنِّي شَخْصِيًّا خَطَبْتُكُمْ لِزَوْجٍ وَاحِدٍ لِأُحْضِرَكُمْ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً إِلَى ٱلْمَسِيحِ». (٢ كو ١١:٢) وَبِسَبَبِ طَهَارَةِ ٱلْعَرُوسِ ٱلرُّوحِيَّةِ، يَعْتَبِرُهَا ٱلْمَلِكُ ٱلْعَرِيسُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، فِي غَايَةِ ‹ٱلْحُسْنِ›. وَهِيَ بِدَوْرِهَا تَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ ‹سَيِّدُهَا› وَ ‹تَسْجُدُ لَهُ› بِصِفَتِهِ زَوْجَهَا ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّ.
اَلْعَرُوسُ «تُحْضَرُ إِلَى ٱلْمَلِكِ»
٨ لِمَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَقُولَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ إِنَّ ٱلْعَرُوسَ «كُلُّهَا مَجْدٌ»؟
٨ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٣، ١٤أ. يَقُولُ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ إِنَّ ٱلْعَرُوسَ «كُلُّهَا مَجْدٌ». كَيْفَ ذٰلِكَ؟ فِي ٱلرُّؤْيَا ٢١:٢، تُشَبَّهُ ٱلْعَرُوسُ بِمَدِينَةٍ، أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةِ، وَيُقَالُ إِنَّهَا «مُزَيَّنَةٌ لِعَرِيسِهَا». وَهٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ «لَهَا مَجْدُ ٱللّٰهِ» وَسَنَاؤُهَا «مِثْلُ حَجَرٍ كَرِيمٍ جِدًّا، كَحَجَرِ يَشْبٍ يَلْمَعُ صَافِيًا كَبَلُّورٍ». (رؤ ٢١:١٠، ١١) وَفِي ٱلْإِصْحَاحِ عَيْنِهِ، نَجِدُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَصْفِ ٱلرَّائِعِ لِتَأَلُّقِ أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةِ. (رؤ ٢١:١٨-٢١) حَقًّا، إِنَّهَا عَرُوسٌ «كُلُّهَا مَجْدٌ». وَهٰذَا أَقَلُّ مَا يُقَالُ عَنْ عَرُوسٍ يَجْرِي زِفَافُهَا ٱلْمَلَكِيُّ فِي ٱلسَّمَاءِ.
٩ مَنْ هُوَ «ٱلْمَلِكُ» ٱلَّذِي تُحْضَرُ ٱلْعَرُوسُ إِلَيْهِ، وَمَاذَا تَرْتَدِي؟
٩ وَٱلْمَلِكُ ٱلَّذِي تُحْضَرُ إِلَيْهِ ٱلْعَرُوسُ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ. فَبَعْدَ أَنْ هَيَّأَهَا، «مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغُسْلِ ٱلْمَاءِ بِوَاسِطَةِ ٱلْكَلِمَةِ»، أَصْبَحَتِ ٱلْآنَ «مُقَدَّسَةً وَبِلَا شَائِبَةٍ». (اف ٥:٢٦، ٢٧) وَبِٱلطَّبْعِ، عَلَى ٱلْعَرُوسِ أَنْ تَرْتَدِيَ ثِيَابًا تَلِيقُ بِٱلْمُنَاسَبَةِ. وَهٰذَا مَا تَفْعَلُهُ. فَعِنْدَمَا تُحْضَرُ إِلَى ٱلْمَلِكِ، يَكُونُ لِبَاسُهَا ‹مُطَرَّزًا بِٱلذَّهَبِ› وَ ‹ثَوْبُهَا مُوَشًّى›. فَهِيَ قَدْ «أُعْطِيَتْ أَنْ تَتَسَرْبَلَ بِكَتَّانٍ جَيِّدٍ مُتَأَلِّقٍ نَقِيٍّ، لِأَنَّ ٱلْكَتَّانَ ٱلْجَيِّدَ يُمَثِّلُ أَعْمَالَ ٱلْقِدِّيسِينَ ٱلْبَارَّةَ». — رؤ ١٩:٨.
«عُرْسُ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ»
١٠ مَتَى يَحْدُثُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ؟
١٠ اِقْرَإِ ٱلرُّؤْيَا ١٩:٧. مَعَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ تَقُولُ إِنَّ «عَرُوسَ [ٱلْحَمَلِ] قَدْ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا» لِلزِّفَافِ، فَإِنَّ ٱلْآيَاتِ ٱللَّاحِقَةَ لَا تَأْتِي عَلَى وَصْفِ ٱلزِّفَافِ، بَلْ تُعْطِي وَصْفًا حَيًّا لِلْمَرْحَلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. (رؤ ١٩:١١-٢١) فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْعُرْسَ سَيَحْدُثُ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّ ٱلْمَلِكُ ٱلْعَرِيسُ غَلَبَتَهُ؟ كَلَّا. فَٱلْأَحْدَاثُ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا لَيْسَتْ مُدَوَّنَةً بِٱلتَّرْتِيبِ ٱلزَّمَنِيِّ. فَكَيْفَ نَعْرِفُ إِذًا مَتَى يَكُونُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ؟ يُوضِحُ ٱلْمَزْمُورُ ٱلْـ ٤٥ أَنَّ ٱلْعُرْسَ ٱلْمَلَكِيَّ سَيَكُونُ بَعْدَ أَنْ يَتَقَلَّدَ ٱلْمَلِكُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ سَيْفَهُ وَيَنْتَصِرَ عَلَى أَعْدَائِهِ. — مز ٤٥:٣، ٤.
١١ مَا ٱلتَّرْتِيبُ ٱلَّذِي سَيَتْبَعُهُ ٱلْمَسِيحُ كَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ؟
١١ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ سَيْرَ ٱلْأَحْدَاثِ سَيَكُونُ بِٱلتَّرْتِيبِ ٱلتَّالِي: فِي ٱلْبِدَايَةِ، سَتُنَفَّذُ ٱلدَّيْنُونَةُ فِي «ٱلْعَاهِرَةِ ٱلْعَظِيمَةِ»، بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. (رؤ ١٧:١، ٥، ١٦، ١٧؛ ١٩:١، ٢) بَعْدَ ذٰلِكَ، سَيَمْضِي ٱلْمَسِيحُ قُدُمًا لِيُنَفِّذَ أَحْكَامَ ٱللّٰهِ فِي بَاقِي نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ بِإِهْلَاكِهِ فِي هَرْمَجِدُّونَ، «حَرْبِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ، يَوْمِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». (رؤ ١٦:١٤-١٦؛ ١٩:١٩-٢١) وَأَخِيرًا، سَيُتِمُّ ٱلْمَلِكُ ٱلْمُحَارِبُ غَلَبَتَهُ بِطَرْحِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ فِي ٱلْمَهْوَاةِ، أَيْ وَضْعِهِمْ فِي حَالَةِ خُمُولٍ شَبِيهَةٍ بِٱلْمَوْتِ. — رؤ ٢٠:١-٣.
١٢، ١٣ (أ) مَتَى يَحْدُثُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ؟ (ب) مَنْ سَيَفْرَحُ بِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ فِي ٱلسَّمَاءِ؟
١٢ عِنْدَمَا يُنْهِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَسْلَكَهُمُ ٱلْأَرْضِيَّ خِلَالَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ، يُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. وَفِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ دَمَارِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، سَيَجْمَعُ يَسُوعُ كُلَّ ٱلْأَفْرَادِ ٱلْبَاقِينَ مِنْ صَفِّ ٱلْعَرُوسِ. (١ تس ٤:١٦، ١٧) لِذٰلِكَ، سَيَكُونُ كُلُّ أَفْرَادِ «ٱلْعَرُوسِ» فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ. وَبَعْدَ هٰذِهِ ٱلْحَرْبِ، يَحْدُثُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ ٱلَّذِي سَيَكُونُ حَتْمًا مُنَاسَبَةً مُفْرِحَةً. تَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ١٩:٩: «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمَدْعُوُّونَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ ٱلْحَمَلِ». حَقًّا، يَا لَلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي سَيَشْعُرُ بِهَا أَعْضَاءُ صَفِّ ٱلْعَرُوسِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤! وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلْعَرِيسَ سَيَفْرَحُ أَنْ يَجْتَمِعَ كَامِلُ مُعَاوِنِيهِ فِي ٱلْحُكْمِ ‹لِيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِهِ فِي مَلَكُوتِهِ›. (لو ٢٢:١٨، ٢٨-٣٠) غَيْرَ أَنَّ ٱلْفَرَحَ بِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْعَرِيسِ وَٱلْعَرُوسِ.
١٣ فَكَمَا قَرَأْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ، سَتُرَنِّمُ ٱلْحُشُودُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ بِٱتِّحَادٍ، قَائِلَةً: «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ، وَلْنُعْطِهِ ٱلْمَجْدَ، لِأَنَّ عُرْسَ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ وَعَرُوسَهُ قَدْ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا». (رؤ ١٩:٦، ٧) وَلٰكِنْ، مَاذَا عَنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأَرْضِيِّينَ؟ هَلْ يَفْرَحُونَ هُمْ أَيْضًا؟
«يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ»
١٤ مَنْ هُنَّ «ٱلْعَذَارَى صَاحِبَاتُ» ٱلْعَرُوسِ ٱلْمَذْكُورَاتُ فِي ٱلْمَزْمُور ٤٥؟
١٤ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٢، ١٤ب، ١٥. أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ زَكَرِيَّا أَنَّهُ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، سَيَخْدُمُ أُنَاسٌ مِنَ ٱلْأُمَمِ إِلَى جَانِبِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ مِنْ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ. كَتَبَ قَائِلًا: «فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ يَتَمَسَّكُ عَشَرَةُ رِجَالٍ مِنْ جَمِيعِ لُغَاتِ ٱلْأُمَمِ بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ: ‹نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ›». (زك ٨:٢٣) وَفِي ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٢، يُشَارُ إِلَى «ٱلْعَشَرَةِ رِجَالٍ» ٱلرَّمْزِيِّينَ بِـ «بِنْتِ صُورَ» وَ «أَغْنِيَاءِ ٱلشَّعْبِ» ٱلَّذِينَ يَأْتُونَ إِلَى ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ بِهَدَايَا، سَائِلِينَ رِضَاهُمْ وَعَوْنَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ. وَهٰذَا مَا يَحْدُثُ مُنْذُ سَنَةِ ١٩٣٥. فَمُذَّاكَ، يَسْمَحُ ٱلْمَلَايِينُ لِلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ أَنْ ‹يَرُدُّوهُمْ إِلَى ٱلْبِرِّ›. (دا ١٢:٣) فَرُفَقَاءُ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأَوْلِيَاءُ هٰؤُلَاءِ يُطَهِّرُونَ حَيَاتَهُمْ، صَائِرِينَ عَذَارَى بِمَعْنًى رُوحِيٍّ. لِذَا فَهُمْ يُدْعَوْنَ «ٱلْعَذَارَى صَاحِبَاتِهَا»، أَيْ صَاحِبَاتِ ٱلْعَرُوسِ. وَهُمْ يَنْذُرُونَ حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ وَيُبَرْهِنُونَ أَنَّهُمْ رَعَايَا أَوْلِيَاءُ لِلْمَلِكِ ٱلْعَرِيسِ.
١٥ كَيْفَ تَعْمَلُ «ٱلْعَذَارَى» مَعَ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ مِنْ صَفِّ ٱلْعَرُوسِ؟
١٥ طَبْعًا، إِنَّ ٱلْبَقِيَّةَ ٱلْمَمْسُوحَةَ لِصَفِّ ٱلْعَرُوسِ شَاكِرَةٌ لِـ «ٱلْعَذَارَى صَاحِبَاتِهَا» عَلَى مُسَاعَدَتِهِمِ ٱلْغَيُورَةِ فِي نَشْرِ «بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ» لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ. (مت ٢٤:١٤) فَلَيْسَ فَقَطِ «ٱلرُّوحُ وَٱلْعَرُوسُ يَقُولَانِ: ‹تَعَالَ!›»، بَلْ مَنْ يَسْمَعُ أَيْضًا يَقُولُ: «تَعَالَ!». (رؤ ٢٢:١٧) ‹فَٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› سَمِعُوا أَعْضَاءَ صَفِّ ٱلْعَرُوسِ يَقُولُونَ: «تَعَالَ!»، وَقَدْ لَبَّوُا ٱلنِّدَاءَ وَٱنْضَمُّوا إِلَى ٱلْعَرُوسِ فِي ٱلْمُنَادَاةِ: «تَعَالَ!». — يو ١٠:١٦.
١٦ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ مَنَحَهُ يَهْوَهُ لِلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ؟
١٦ تُحِبُّ ٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ صَاحِبَاتِهَا وَتَفْرَحُ بِأَنَّ أَبَا ٱلْعَرِيسِ، يَهْوَهَ، مَنَحَ هٰؤُلَاءِ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱمْتِيَازَ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي فَرَحِ عُرْسِ ٱلْحَمَلِ. فَقَدْ أُنْبِئَ أَنَّ أُولٰئِكَ ‹ٱلْعَذَارَى يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ وَٱبْتِهَاجٍ›. نَعَمْ، سَيَشْتَرِكُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ٱلْفَرَحِ ٱلْكَوْنِيِّ حِينَ يَحْدُثُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَمِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يُصَوِّرَ سِفْرُ ٱلرُّؤْيَا أَفْرَادَ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلْعَرْشِ وَأَمَامَ ٱلْحَمَلِ›. فَهُمْ يُؤَدُّونَ لِيَهْوَهَ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً فِي ٱلدَّارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ. — رؤ ٧:٩، ١٥.
يَجْلُبُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ ٱلْفَرَحَ لِـ «ٱلْعَذَارَى صَاحِبَاتِ» ٱلْعَرُوسِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.)
«عِوَضًا عَنْ آبَائِكَ يَكُونُ بَنُوكَ»
١٧، ١٨ أَيُّ سَبَبٍ إِضَافِيٍّ لِلْفَرَحِ سَيَكُونُ لِـ «ٱلْعَذَارَى» فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، وَلِمَنْ سَيُصْبِحُ ٱلْمَسِيحُ أَبًا خِلَالَ حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ؟
١٧ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٦. سَيَكُونُ لِـ «ٱلْعَذَارَى» سَبَبٌ إِضَافِيٌّ لِلْفَرَحِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. فَسَيُحَوِّلُ ٱلْمَلِكُ ٱلْعَرِيسُ ٱنْتِبَاهَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَيُقِيمُ مِنَ ٱلْمَوْتِ ‹آبَاءَهُ› ٱلْأَرْضِيِّينَ، ٱلَّذِينَ سَيُصْبِحُونَ ‹بَنِيهِ› ٱلْأَرْضِيِّينَ. (يو ٥:٢٥-٢٩؛ عب ١١:٣٥) وَمِنْ بَيْنِهِمْ، سَيُقِيمُ «رُؤَسَاءَ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ». وَلَا رَيْبَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيُعَيِّنُ آخَرِينَ مِنْ بَيْنِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْيَوْمَ كَيْ يَأْخُذُوا ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. — اش ٣٢:١.
١٨ وَخِلَالَ حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَيَصِيرُ أَبًا لآِخَرِينَ أَيْضًا. فَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، سَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ٣:١٦) وَهٰكَذَا، يُصْبِحُ ٱلْمَسِيحُ «أَبًا أَبَدِيًّا» لَهُمْ. — اش ٩:٦، ٧.
لِنَنْدَفِعْ إِلَى ‹ذِكْرِ ٱسْمِهِ›
١٩، ٢٠ كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْمَزْمُور ٤٥ فِي جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟
١٩ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١، ١٧. فِعْلًا، إِنَّ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٱلْـ ٤٥ تَهُمُّ جَمِيعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ تَفْرَحُ بِرَجَائِهَا أَنْ تَتَّحِدَ قَرِيبًا فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ إِخْوَتِهَا وَمَعَ ٱلْعَرِيسِ. كَمَا أَنَّ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ يَنْدَفِعُونَ إِلَى ٱلْخُضُوعِ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ لِمَلِكِهِمِ ٱلْمَجِيدِ، وَيَشْكُرُونَ ٱللّٰهَ عَلَى ٱمْتِيَازِ خِدْمَتِهِ إِلَى جَانِبِ أَعْضَاءِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَبَعْدَ ٱلزِّفَافِ، سَيُغْدِقُ ٱلْمَسِيحُ وَمُعَاوِنُوهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَزِيلَةَ عَلَى سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ. — رؤ ٧:١٧؛ ٢١:١-٤.
٢٠ وَفِيمَا نَتَطَلَّعُ إِلَى إِتْمَامِ ‹ٱلْكَلَامِ ٱلطَّيِّبِ› ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ، أَلَا نَنْدَفِعُ إِلَى ‹ذِكْرِ ٱسْمِهِ›؟ فَلْنَكُنْ بَيْنَ ٱلَّذِينَ ‹يَحْمَدُونَ ٱلْمَلِكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ›.
-