مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه،‏ صانع العجائب
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • يهوه،‏ صانع العجائب

      ‏«عظيم انت وصانعٌ عجائب.‏ انت اللّٰه وحدك.‏» —‏ مزمور ٨٦:‏١٠‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف اثَّرت اختراعات الانسان في العالم؟‏ (‏ب)‏ اين يمكن ان نجد الرجاء بأمور افضل؟‏

      قد يتباهى الانسان العصري بأن اختراعاته عجيبة —‏ الادوات الكهربائية،‏ الاتصالات من بُعد،‏ الڤيديو،‏ السيارة،‏ السفر بالطائرة النفاثة،‏ والتكنولوجيا التي يضبطها الكمپيوتر.‏ وهذه حوَّلت العالم الى منطقة واحدة.‏ ولكن يا لها من منطقة!‏ فبدلا من السلام،‏ الازدهار،‏ والوفرة للجميع،‏ يُبتلى الجنس البشري بالحروب الفتَّاكة،‏ الجريمة،‏ الارهاب،‏ التلوُّث،‏ الامراض،‏ والفقر.‏ والاسلحة النووية المنتشرة حول العالم،‏ على الرغم من تخفيض عددها،‏ لا تزال قادرة على افناء العرق البشري.‏ وتجار الموت،‏ اصحاب مصانع الاسلحة،‏ يستمرون في ادارة اكبر تجارة على الارض.‏ ويزداد الاغنياء غنى،‏ والفقراء فقرا.‏ فهل يستطيع ايّ شخص ان يجد مخرجا؟‏

      ٢ نعم!‏ لأنه يوجد مَن يضمن الانقاذ،‏ «(‏مَن هو اعلى من)‏ العالي،‏» يهوه اللّٰه.‏ (‏جامعة ٥:‏٨‏)‏ وقد اوحى بكتابة المزامير،‏ التي تزوِّد الكثير من التعزية والمشورة الحكيمة لأوقات الضيق.‏ وبينها المزمور ٨٦‏،‏ الذي يحمل العنوان البسيط:‏ «صلاة لداود.‏» انها صلاة يمكنكم ان تجعلوها خاصتكم.‏

      بائس ولكنه وليّ

      ٣ في هذه الأزمنة،‏ ايّ مثال مشجِّع يزوِّدنا اياه داود؟‏

      ٣ كتب داود هذا المزمور عندما كان في بؤس.‏ واليوم،‏ نحن العائشين خلال «الايام الاخيرة» لنظام الشيطان،‏ هذه ‹الأزمنة الصعبة،‏› نواجه مِحَنا مماثلة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏؛‏ انظروا ايضا متى ٢٤:‏٩-‏١٣‏.‏)‏ ومثلنا،‏ قاسى داود الهموم والكآ‌بة بسبب المشاكل التي اثَّرت فيه.‏ ولكنه لم يسمح قط لهذه المِحَن بأن تضعف اتكاله المتَّسم بالولاء على خالقه.‏ لقد صرخ:‏ ‏«أَمِل يا (‏يهوه‏)‏ اذنك.‏ استجب لي.‏ لأني مسكين وبائس انا.‏ احفظ نفسي لأني (‏وليّ‏)‏‏.‏ يا الهي خلِّص انت عبدك المتَّكل عليك.‏» —‏ مزمور ٨٦:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٤ كيف يجب ان نُظهر ثقتنا؟‏

      ٤ يمكننا ان نكون واثقين،‏ كما كان داود،‏ بأن «اله كل تعزية،‏» يهوه،‏ سيحوِّل اذنه الى هذه الارض ويصغي الى صلواتنا المتواضعة.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وإذ نتَّكل على نحو مطلق على الهنا،‏ يمكننا ان نتَّبع نصيحة داود:‏ «ألقِ على الرب همَّك فهو يعولك.‏ لا يدَع الصدِّيق يتزعزع الى الابد.‏» —‏ مزمور ٥٥:‏٢٢‏.‏

      العلاقة الحميمة بيهوه

      ٥ (‏أ)‏ كيف نقضت بعض الترجمات الدقيقة اخطاء الكتبة اليهود؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة يعظِّم المزموران الـ‍ ٨٥ والـ‍ ٨٦ يهوه؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

      ٥ في المزمور ال‍ ٨٦‏،‏ يستعمل داود التعبير «يا (‏يهوه)‏» ١١ مرة.‏ فما احرَّ صلاة داود وما اوثق علاقته الحميمة بيهوه!‏ وفي ما بعد،‏ صار هذا الاستعمال لاسم اللّٰه الذي ينمّ عن علاقة حميمة مكروها عند الكتبة اليهود،‏ وخصوصا السُفَريم.‏ فقد عزَّزوا خوفا خرافيا من اساءة استعمال الاسم.‏ وإذ تجاهلوا الواقع ان الانسان خُلق على صورة اللّٰه،‏ رفضوا ان ينسبوا الى اللّٰه ميزات يُعرب عنها البشر ايضا.‏ لذلك في ٧ من الـ‍ ١١ ورودا للاسم الالهي في النص العبراني لهذا المزمور الواحد،‏ استبدلوا الاسم ي ه‍ و ه‍ (‏يهوه)‏ باللقب أَذوناي (‏رب)‏.‏ ويمكننا ان نكون شاكرين على ان ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة،‏ بالاضافة الى عدد من الترجمات الدقيقة الاخرى،‏ ردَّت الاسم الالهي الى مكانه الصحيح في كلمة اللّٰه.‏ ونتيجة لذلك،‏ يجري التشديد على علاقتنا بيهوه كما ينبغي.‏a

      ٦ بأية طرائق يمكن ان نُظهر ان اسم يهوه عزيز علينا؟‏

      ٦ تتابع صلاة داود:‏ ‏«ارحمني يا (‏يهوه‏)‏ لأنني اليك اصرخ اليوم كله.‏ فرِّح نفس عبدك لأنني اليك يا (‏يهوه‏)‏ أَرفع نفسي.‏»‏ (‏مزمور ٨٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ لاحظوا ان داود صرخ الى يهوه «اليوم كله.‏» وفي الواقع،‏ صلَّى في احيان كثيرة خلال الليل،‏ كما عندما كان هاربا في البرية.‏ (‏مزمور ٦٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ عندما هُدِّدت بعض الشاهدات بالاغتصاب او اعتداء اجرامي آخر صرخن بصوت عالٍ الى يهوه.‏ وفي بعض الاحيان فوجئن بالنتيجة السعيدة.‏b فاسم يهوه عزيز علينا،‏ تماما كما كان على «يسوع المسيح ابن داود،‏» عندما كان على الارض.‏ لقد علَّم يسوع تلاميذه ان يصلّوا من اجل تقديس اسم يهوه وعرَّفهم ما يمثِّله الاسم.‏ —‏ متى ١:‏١؛‏ ٦:‏٩؛‏ يوحنا ١٧:‏٦،‏ ٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      ٧ اية امثلة لدينا لرفع يهوه نفس خدامه،‏ وكيف يجب ان نتجاوب؟‏

      ٧ لقد رفع داود نفسه،‏ ذاته كلها،‏ الى يهوه.‏ وهو يشجِّعنا على فعل الامر نفسه،‏ قائلا في المزمور ٣٧:‏٥‏:‏ «سلِّم للرب طريقك واتَّكل عليه وهو يُجري.‏» وهكذا فإن التماسنا من يهوه ان يجعل هو نفسنا تفرح لن يمضي دون استجابة.‏ وكثيرون من خدام يهوه المحافظين على الاستقامة يستمرون في ايجاد فرح عظيم في خدمته —‏ على الرغم من المشقات،‏ الاضطهادات،‏ والأمراض.‏ وإخوتنا في المناطق التي تمزِّقها الحروب في افريقيا،‏ مثل آنڠولا،‏ زائير،‏ لَيبيريا،‏ وموزَمبيق،‏ يستمرون في وضع خدمة يهوه اولا في حياتهم.‏c وقد جعلهم حقا يفرحون بحصاد روحي وافر.‏ وكما احتملوا،‏ كذلك يجب ان نحتمل.‏ (‏رومية ٥:‏٣-‏٥‏)‏ وفيما نحتمل،‏ يجري التأكيد لنا:‏ «الرؤيا بعد الى الميعاد و(‏هي تستمر في التقدم بشوق الى النهاية)‏ .‏ .‏ .‏ ولا تتأخر.‏» (‏حبقوق ٢:‏٣‏)‏ فبثقة تامة بيهوه واتكال عليه،‏ لنستمر نحن ايضا في «(‏التقدم بشوق الى النهاية)‏.‏»‏

      صلاح يهوه

      ٨ اية علاقة حميمة يمكن ان تكون لنا بيهوه،‏ وكيف يعرب عن صلاحه؟‏

      ٨ يصنع داود الالتماس الحار الاضافي:‏ ‏«انت يا (‏يهوه‏)‏ صالح وغفور وكثير (‏اللطف الحبي‏)‏ لكل الداعين اليك.‏ اصغ يا (‏يهوه‏)‏ الى صلاتي وأَنصت الى صوت تضرعاتي.‏ في يوم ضيقي ادعوك لأنك تستجيب لي.‏»‏ (‏مزمور ٨٦:‏٥‏-‏٧‏)‏ «يا (‏يهوه)‏» —‏ مرة بعد اخرى تثيرنا العلاقة الحميمة التي يدلّ عليها هذا التعبير!‏ انها علاقة حميمة يمكن ان تُنمَّى باستمرار بواسطة الصلاة.‏ وقد صلَّى داود في مناسبة اخرى:‏ «لا تذكر خطايا صباي ولا معاصيَّ.‏ ك‍ (‏لطفك الحبي)‏ اذكرني انت من اجل (‏صلاحك يا يهوه)‏.‏» (‏مزمور ٢٥:‏٧‏)‏ فيهوه هو المجسَّم عينه للصلاح —‏ في تزويد فدية يسوع،‏ في اظهار الرحمة للخطاة التائبين،‏ وفي اغداق اللطف الحبي على شهوده الاولياء وذوي التقدير.‏ —‏ مزمور ١٠٠:‏٣-‏٥؛‏ ملاخي ٣:‏١٠‏.‏

      ٩ ايّ تأكيد يجب ان يتأمل فيه بجدية الخطاة التائبون؟‏

      ٩ هل يجب ان تقلقنا الاخطاء السابقة؟‏ اذا كنا الآن نقوِّم سبل اقدامنا،‏ ننتعش عندما نتذكَّر تأكيد الرسول بطرس للاشخاص التائبين ان «اوقات الفرج» ستأتي من يهوه.‏ (‏اعمال ٣:‏١٩‏)‏ فلنبقَ قريبين من يهوه بالصلاة بواسطة فادينا،‏ يسوع،‏ الذي قال بمحبة:‏ «تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم.‏ احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني.‏ لأني وديع ومتواضع القلب.‏ فتجدوا راحة لنفوسكم.‏» وإذ يصلِّي الشهود الاولياء الى يهوه اليوم بالاسم العزيز ليسوع،‏ يجدون الراحة فعلا.‏ —‏ متى ١١:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ يوحنا ١٥:‏١٦‏.‏

      ١٠ اية اهمية يمنحها سفر المزامير للطف يهوه الحبي؟‏

      ١٠ يشير سفر المزامير الى «(‏اللطف الحبي)‏» الذي ليهوه اكثر من مئة مرة.‏ ومثل هذا اللطف الحبي وافر بالتأكيد!‏ ففي اعداده الاربعة الاولى،‏ يناشد المزمور ال‍ ١١٨ خدام اللّٰه ان يشكروا يهوه،‏ مكرِّرا اربع مرات «انَّ الى الابد (‏لطفه الحبي)‏.‏» ويشدِّد المزمور ال‍ ١٣٦ على الصفة المحرِّكة للشعور التي لـ‍ «(‏لطفه الحبي)‏» ٢٦ مرة.‏ فأيًّا كانت الطرائق التي نخطئ بها —‏ وكما تقول يعقوب ٣:‏٢‏،‏ «في اشياء كثيرة نعثر جميعنا» —‏ لنكن مستعدين لطلب غفران يهوه،‏ واثقين برحمته ولطفه الحبي.‏ فلطفه الحبي هو تعبير عن محبة الولاء التي له نحونا.‏ واذا استمررنا بولاء في فعل مشيئة اللّٰه،‏ فسيُظهر محبة الولاء التي له في تقويتنا لكي نتغلب على كل تجربة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

      ١١ كيف يمكن ان يساعد العمل من قِبل الشيوخ على ازالة مشاعر الذنب؟‏

      ١١ قد تكون هنالك مناسبات يخطئ فيها الآخرون الينا.‏ والاساءة العاطفية او الجسدية خلال الطفولة تترك البعض بمشاعر الذنب او عدم الجدارة الكلية.‏ وضحية كهذه يمكن ان تصرخ الى يهوه،‏ واثقة بأنه سيستجيب.‏ (‏مزمور ٥٥:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ ويمكن لشيخ لطيف ان يهتم بمساعدة مثل هذا الشخص على قبول الواقع انها لم تكن غلطة الضحية.‏ وبعد ذلك،‏ يمكن ان يساعد اتصال هاتفي ودّي دوري بواسطة الشيخ ذلك الشخص الى ان يكون (‏او تكون)‏ قادرا في النهاية على ‹حمل الثقل.‏› —‏ غلاطية ٦:‏٢،‏ ٥‏.‏

      ١٢ كيف تتضاعف الضيقات،‏ ولكن كيف يمكننا ان نتغلب عليها بنجاح؟‏

      ١٢ وهنالك الكثير من الظروف المضايِقة الاخرى التي يجب على شعب يهوه ان يتحمَّلوها اليوم.‏ فابتداء من الحرب العالمية الاولى في سنة ١٩١٤،‏ بدأت الكوارث الكبرى تصيب هذه الارض.‏ وكما انبأ يسوع مسبقا،‏ كانت «مبتدأ الاوجاع.‏» فالضيقات تتضاعف فيما نتقدَّم اكثر في «(‏اختتام نظام الاشياء)‏.‏» (‏متى ٢٤:‏٣،‏ ٨‏)‏ و‹الزمان القليل› لابليس يتناقص نحو نهايته البالغة الذروة.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ و «كأسد زائر» بحثا عن فريسة،‏ يستعمل هذا الخصم الكبير كل حيلة متوفِّرة ليفصلنا عن رعية اللّٰه ويهلكنا.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ ولكنه لن ينجح!‏ لأننا،‏ مثل داود،‏ نرسي اتكالنا كاملا في الهنا الواحد،‏ يهوه.‏

      ١٣ كيف يمكن ان يستفيد الوالدون وأولادهم من صلاح يهوه؟‏

      ١٣ دون شك،‏ غرس داود في قلب ابنه سليمان الحاجة الى الاعتماد على صلاح يهوه.‏ ولهذا السبب،‏ كان بامكان سليمان ان يرشد ابنه:‏ «توكَّل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.‏ في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سبلك.‏ لا تكن حكيما في عيني نفسك.‏ اتَّقِ الرب وابعد عن الشر.‏» (‏امثال ٣:‏٥-‏٧‏)‏ والوالدون اليوم على نحو مماثل يجب ان يعلِّموا صغارهم كيف يصلُّون بثقة الى يهوه وكيف يتغلَّبون على هجمات عالم قاسٍ —‏ كضغط النظير في المدرسة والاغراءات بارتكاب الفساد الادبي.‏ والعيش بمقتضى الحق مع اولادكم كل يوم يمكن ان يطبع على قلوبهم الصغيرة المحبة الحقيقية ليهوه والاعتماد بروح الصلاة عليه.‏ —‏ تثنية ٦:‏٤-‏٩؛‏ ١١:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      اعمال يهوه المنقطعة النظير

      ١٤،‏ ١٥ ما هي بعض اعمال يهوه المنقطعة النظير؟‏

      ١٤ باقتناع عميق يقول داود:‏ ‏«لا مثل لك بين الآلهة يا (‏يهوه)‏ ولا مثل اعمالك.‏»‏ (‏مزمور ٨٦:‏٨‏)‏ ان اعمال يهوه عظيمة،‏ سامية،‏ مهيبة،‏ اكثر مما يستطيع ايّ انسان ان يتصوَّر ايضا.‏ وكما يلمِّح العلم العصري،‏ تبيَّن ان الكون المخلوق —‏ ضخامته،‏ انسجامه،‏ روعته —‏ مذهل اكثر بكثير من ايّ شيء رآه داود.‏ ومع ذلك،‏ اندفع هو ايضا الى القول:‏ «السموات تحدِّث بمجد اللّٰه.‏ والفلك يُخبر بعمل يديه.‏» —‏ مزمور ١٩:‏١‏.‏

      ١٥ ويجري ايضا تصوير اعمال يهوه على نحو عجيب،‏ في الطريقة التي بها وضع الارض في موقعها الملائم وهيَّأها،‏ مزوِّدا النهار والليل،‏ المواسم،‏ وقت البذر والحصاد،‏ ووفرة من الامور المبهجة من اجل تمتع البشر المستقبلي.‏ ويا للطريقة العجيبة التي بها نحن مصنوعون ومجهَّزون،‏ بحيث يمكننا التمتع بأعمال يهوه التي تحيط بنا!‏ —‏ تكوين ٢:‏٧-‏٩؛‏ ٨:‏٢٢؛‏ مزمور ١٣٩:‏١٤‏.‏

      ١٦ ما هو التعبير الاعظم عن صلاح يهوه،‏ مما يقود الى اية اعمال اضافية منقطعة النظير؟‏

      ١٦ بعد ان عصى ابوانا الأولان على اللّٰه،‏ محدثَين الضيقات التي تصيب الارض الى هذا اليوم،‏ انجز يهوه بدافع محبته عملا عجيبا في ارسال ابنه الى الارض لينادي بملكوت اللّٰه وليموت فدية لاجل الجنس البشري.‏ وعجيبة العجائب!‏ أقام يهوه بعدئذ المسيح ليصير ملكه المختار المعاون.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ اعمال ٢:‏٣٢،‏ ٣٤‏)‏ ومن البشر الاولياء اختار اللّٰه ايضا «خليقة جديدة» ستحكم مع المسيح بصفتها «سماء جديدة» خيِّرة على مجتمع ‹ارض جديدة› سيشمل بلايين البشر المقامين.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٧؛‏ رؤيا ٢١:‏١،‏ ٥-‏٧؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٢-‏٢٦‏)‏ وستتواصل اعمال يهوه على هذا النحو الى ذروة مجيدة!‏ حقا،‏ يمكننا ان نهتف:‏ «يا (‏يهوه)‏ .‏ .‏ .‏ ما اعظم (‏صلاحك)‏ الذي ذخرته لخائفيك.‏» —‏ مزمور ٣١:‏١٧-‏١٩‏.‏

      ١٧ في ما يتعلق بأعمال يهوه،‏ كيف يتمّ الآن المزمور ٨٦:‏٩‏؟‏

      ١٧ وتشمل اعمال يهوه الحالية ما يصفه داود في المزمور ٨٦:‏٩‏:‏ «كل الامم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون امامك يا (‏يهوه‏)‏ ويمجِّدون اسمك.‏»‏ فبعد ان دعا من بين الجنس البشري بقية خليقته الجديدة،‏ «القطيع الصغير» لِورثة الملكوت،‏ شرع يهوه يجمع من بين «كل الامم» ‹جمعا كثيرا› من ‹الخراف الاخر،‏› ملايين يمارسون ايضا الايمان بدم يسوع المسفوك.‏ وقد بنى هؤلاء في هيئة دينامية،‏ المجتمع العالمي الوحيد لمحبِّي السلام على الارض اليوم.‏ وإذ تراقب ذلك،‏ تسجد الحشود السماوية امام يهوه،‏ معلنة:‏ «البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لالهنا الى ابد الآبدين.‏» والجمع الكثير يمجِّدون ايضا اسم يهوه،‏ خادمينه «نهارا وليلا،‏» برجاء النجاة من نهاية هذا العالم والعيش الى الابد على ارض فردوسية.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ رؤيا ٧:‏٩-‏١٧؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      عظمة يهوه

      ١٨ كيف اظهر يهوه انه ‹اللّٰه وحده›؟‏

      ١٨ يلفت داود بعد ذلك الانتباه الى الوهية يهوه،‏ قائلا:‏ ‏«عظيم انت وصانعٌ عجائب.‏ انت اللّٰه وحدك.‏»‏ (‏مزمور ٨٦:‏١٠‏)‏ فمن القِدَم كان يهوه يُظهر انه،‏ في الواقع،‏ ‹اللّٰه وحده.‏› لقد كان فرعونا مستبدا لمصر ذاك الذي تحدَّى موسى باحتقار:‏ «مَن هو (‏يهوه)‏ حتى اسمع لقوله فأطلق اسرائيل.‏ لا اعرف (‏يهوه)‏.‏» ولكنه سريعا صار يعرف عظمة يهوه!‏ فقد اذلَّ اللّٰه الكلي القدرة آلهة مصر وكهنتها الممارسين السحر بإرسال ضربات فاجعة،‏ قتل ابناء مصر الابكار،‏ وإهلاك فرعون وخيرة جيشه في البحر الاحمر.‏ حقا،‏ لا مثيل ليهوه بين الآلهة!‏ —‏ خروج ٥:‏٢؛‏ ١٥:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ متى سيكون لترنيمة الرؤيا ١٥:‏٣،‏ ٤ تعبيرها الاعظم؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا الآن ايضا ان نشترك في عمل يهوه؟‏

      ١٩ وبصفته اللّٰه وحده،‏ يشرع يهوه في صنع امور عجيبة استعدادا لانقاذ عبَّاده الطائعين من مصر العصرية —‏ عالم الشيطان.‏ لقد جعل احكامه الالهية تُعلَن في كل الارض كشهادة بواسطة الحملة الكرازية الاكثر شمولا في كل التاريخ،‏ متمِّما بالتالي نبوة يسوع في متى ٢٤:‏١٤‏.‏ وقريبا،‏ يجب ان يأتي «المنتهى،‏» حين يعرب يهوه عن عظمته على نطاق لم يسبق له مثيل بإزالة كل الشر على الارض.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٢٠‏)‏ عندئذ ستبلغ ترنيمة موسى وترنيمة الخروف الذروة:‏ «عظيمة وعجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله القادر على كل شيء عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين.‏ مَن لا يخافك يا رب ويمجِّد اسمك لأنك وحدك قدوس.‏» —‏ رؤيا ١٥:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٢٠ فلنكن نحن من جهتنا غيورين في التكلم الى الآخرين عن مقاصد اللّٰه الرائعة هذه.‏ (‏قارنوا اعمال ٢:‏١١‏.‏)‏ وسيستمر يهوه في صنع امور عظيمة وعجيبة في يومنا وفي المستقبل ايضا،‏ كما ستصف مقالتنا التالية.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a يقتبس تعليق على الكتاب المقدس لسنة ١٨٧٤ من أندرو أ.‏ بانَر قوله:‏ «كُشف الكثير،‏ الكثير جدا،‏ من صفات اللّٰه المميِّزة،‏ اسمه المجيد،‏ في نهاية المزمور الاخير [الـ‍  ٨٥‏].‏ وقد يفسِّر ذلك كون مزمور آخر يتبعه،‏ ‏‹صلاة لداود،‏›‏ ملآن على نحو مساوٍ تقريبا من صفات يهوه.‏ وفكرة هذا المزمور [الـ‍ ٨٦‏] الاساسية هي اسم يهوه.‏»‏

      b انظروا الصفحة ٢٨ من عدد ٢٢ حزيران ١٩٨٤ من استيقظ!‏ بالانكليزية،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

      c من اجل التفاصيل،‏ انظروا الجدول «تقرير سنة الخدمة ١٩٩٢ لشهود يهوه حول العالم،‏» الذي سيظهر في عدد ١ كانون الثاني ١٩٩٣ من برج المراقبة.‏

  • السلوك بقلب موحَّد
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • السلوك بقلب موحَّد

      ‏«علِّمني يا (‏يهوه)‏ .‏ .‏ .‏ وحِّد قلبي لخوف اسمك.‏» —‏ مزمور ٨٦:‏١١‏.‏

      ١ كيف يكافئ يهوه اولياءه؟‏

      ‏‹يا (‏يهوه)‏ انت اللّٰه وحدك.‏› (‏مزمور ٨٦:‏٨،‏ ١٠‏)‏ لقد سبَّح داود اللّٰه من قلب يفيض بالتقدير.‏ وحتى قبل ان يصير داود ملكا على كل اسرائيل،‏ خلَّصه يهوه من شاول ومن الفلسطينيين.‏ ولذلك استطاع ان يرنِّم:‏ «الرب صخرتي وحصني ومنقذي.‏ مع (‏الولي)‏ تكون (‏وليا)‏.‏» (‏٢ صموئيل ٢٢:‏٢،‏ ٢٦‏)‏ لقد حفظ يهوه خادمه الولي خلال مِحَن كثيرة.‏ فكان باستطاعة داود ان يتَّكل على الهه الولي ويثق به،‏ ولكنه احتاج الى توجيه مستمر.‏ فتوسَّل داود الآن الى اللّٰه:‏ ‏«علِّمني يا (‏يهوه‏)‏ طريقك.‏» —‏ مزمور ٨٦:‏١١‏.‏

      ٢ كيف صنع يهوه تدبيرا لكي نتعلَّم منه؟‏

      ٢ لم يرِد داود ان تكون له علاقة بالافكار او الفلسفات العالمية.‏ لقد اراد ان يكون ‹متعلِّما من يهوه،‏› كما عبَّر عن ذلك لاحقا نبي اللّٰه.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكان بامكان داود ان يتأمل على الارجح في تسعة اسفار فقط من الكتاب المقدس متوفِّرة في زمانه.‏ ومع ذلك،‏ كان هذا الارشاد من يهوه عزيزا عليه!‏ وإذ نتعلَّم،‏ نستطيع اليوم ان نتمتَّع بأسفار الكتاب المقدس الـ‍ ٦٦ كلها،‏ وأيضا بوفرة من مطبوعات الملكوت التي تزوَّد بواسطة «العبد الامين الحكيم.‏» (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ فمثل داود،‏ لنسأل يهوه ان يساعدنا روحه على فحص «ما اعدَّه اللّٰه للذين يحبونه .‏ .‏ .‏ حتى اعماق اللّٰه.‏» —‏ ١ كورنثوس ٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ٣ بأية طرائق يمكن لارشاد الكتاب المقدس ان يفيدنا؟‏

      ٣ يملك الكتاب المقدس الجواب لكل سؤال ومشكلة يمكن ان ينشأا في حياتنا.‏ «لأن كل ما سبق فكُتب كُتب لأجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء.‏» (‏رومية ١٥:‏٤‏)‏ وتشرُّب الارشاد من يهوه سيقوِّينا لنتحمَّل المشقات،‏ يعزِّينا في اوقات الكآ‌بة،‏ ويُبقي رجاء الملكوت متَّقدا على نحو مشرق في قلوبنا.‏ فلنجد السرور في قراءة كلمة اللّٰه وفي التأمل فيها «نهارا وليلا،‏» لأن الحكمة المؤسسة على الكتاب المقدس تصير «شجرة حياة لممسكيها والمتمسِّك بها مغبوط.‏» —‏ مزمور ١:‏١-‏٣؛‏ امثال ٣:‏١٣-‏١٨‏؛‏ انظروا ايضا يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ٤ في ما يتعلق بتصرفاتنا،‏ ايّ مثال رسمه يسوع لنا؟‏

      ٤ لقد اعتمد ابن اللّٰه،‏ يسوع،‏ المدعو ايضا «ابن داود،‏» على يهوه دائما من اجل الارشاد.‏ (‏متى ٩:‏٢٧‏)‏a قال:‏ «لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الَّا ما ينظر الآب يعمل.‏ لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك.‏» «لست افعل شيئا من نفسي بل اتكلَّم بهذا كما علَّمني ابي.‏» (‏يوحنا ٥:‏١٩؛‏ ٨:‏٢٨‏)‏ وقد ترك لنا يسوع مثالا ‹لكي نتَّبع خطواته.‏› (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ تصوَّروا فقط‍!‏ اذا درسنا كما فعل يسوع بالتأكيد،‏ فسنكون قادرين على التصرف في ايّ وضع كما يريد يهوه ان نتصرف.‏ وطريق يهوه هو دائما الطريق الصحيح.‏

      ٥ ما هو «الحق»؟‏

      ٥ يعلن داود بعد ذلك:‏ ‏«أَسلك في حقك.‏»‏ (‏مزمور ٨٦:‏١١‏)‏ وبعد ألف سنة،‏ اذ كان بيلاطس يخاطب ابن داود،‏ يسوع،‏ سأل:‏ «ما هو الحق.‏» لكنَّ يسوع كان قد اجاب قبل قليل عن هذا السؤال،‏ قائلا لبيلاطس:‏ «مملكتي ليست (‏جزءًا)‏ من هذا العالم،‏» مضيفا:‏ «انت تقول اني ملك.‏ لهذا قد وُلدت انا ولهذا قد اتيت الى العالم لأشهد للحق.‏» (‏يوحنا ١٨:‏٣٣-‏٣٨‏)‏ وهكذا اعلن يسوع ان الحق يركِّز على الملكوت المسيّاني.‏ وفي الواقع،‏ ان كامل محور الكتاب المقدس هو تقديس اسم يهوه بواسطة هذا الملكوت.‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏٢٣؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ رؤيا ١١:‏١٥‏.‏

      ٦ في السلوك في الحق،‏ من ايّ شيء يجب ان نكون حذرين؟‏

      ٦ وماذا يعني السلوك في الحق؟‏ انه يعني جعل رجاء الملكوت اهتمام حياتنا الرئيسي.‏ فيجب ان نحيا وفق حق الملكوت.‏ ويجب ان نكون غير منقسمين في وضع مصالح الملكوت اولا،‏ غيورين وفقا لفرصنا في الشهادة لحق الملكوت،‏ تبعا لمثال يسوع.‏ (‏متى ٦:‏٣٣؛‏ يوحنا ١٨:‏٣٧‏)‏ فلا يمكننا ان نسلك بعض الوقت في الحق،‏ مقدِّمين خدمة شكلية فقط ولكن بعدئذ مرضين انفسنا بالانحراف كي ننغمس في الاستجمام المفرط او نشرع في مهنة مستهلكة للوقت او ‹نخدم.‏ .‏ .‏ المال.‏› (‏متى ٦:‏٢٤‏)‏ فيمكن ان نتيه في احد هذه الطرق الفرعية،‏ دون ان نجد ابدا طريق العودة الى ‹الطريق الكرْب الذي يؤدي الى الحياة.‏› فلا نحدْ عن هذا الطريق!‏ (‏متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ومعلِّمنا العظيم،‏ يهوه،‏ بواسطة كلمته وهيئته،‏ ينير الطريق،‏ قائلا:‏ «هذه هي الطريق اسلكوا فيها حينما تميلون الى اليمين وحينما تميلون الى اليسار.‏» —‏ اشعياء ٣٠:‏٢١‏.‏

      خوف لائق

      ٧ كيف يمكننا ان ‹نوحِّد› قلوبنا؟‏

      ٧ تتابع صلاة داود في العدد ١١‏:‏ ‏«وحِّد قلبي لخوف اسمك.‏»‏ وكداود،‏ يجب ان نرغب في ان تكون قلوبنا غير منقسمة،‏ كاملة،‏ في فعل مشيئة اللّٰه.‏ وهذا انسجاما مع مشورة موسى:‏ «فالآن يا اسرائيل ماذا يطلب منك الرب الهك الَّا ان تتَّقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك وتحفظ وصايا الرب وفرائضه التي انا اوصيك بها اليوم لخيرك.‏» (‏تثنية ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ انه،‏ في الواقع،‏ لخيرنا ان نسكب قلبنا ونفسنا في خدمة يهوه.‏ وبهذه الطريقة نُظهر خوفا لائقا لاسمه المجيد.‏ واسم يهوه يعني حرفيا «يسبِّب ان يصير،‏» وخصوصا في ما يتعلق باتمام مقاصده العظيمة.‏ انه يمثِّل ايضا سلطته الاسمى على كل الكون.‏ وإذ نخدم في خشية من جلال اللّٰه،‏ لن يجعلنا خوف الانسان الفاني ننحرف عن الطريق.‏ ولن تكون قلوبنا منقسمة.‏ بل سنخاف من صنع ايّ شيء يُسخط يهوه،‏ القاضي الاسمى والرب المتسلط،‏ الذي يُمسك حياتنا عينها في يده.‏ —‏ اشعياء ١٢:‏٢؛‏ ٣٣:‏٢٢‏.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ ماذا يعني ان لا نكون ‹(‏جزءا)‏ من العالم›؟‏ (‏ب)‏ اية خطوات يجب ان نتَّخذها لاننا «منظر»؟‏

      ٨ وحتى في وجه التعيير والاضطهاد،‏ سنتبع مثال يسوع الجريء بأن لا نكون جزءا من العالم الشرير حولنا.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٧-‏٢١‏)‏ وهذا لا يعني ان تلاميذ يسوع يجب ان يعيشوا كنسَّاك او ان يختبئوا في دير.‏ قال يسوع في الصلاة الى ابيه:‏ «لست اسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير.‏ ليسوا (‏جزءا)‏ من العالم كما اني انا لست (‏جزءا)‏ من العالم.‏ قدِّسهم في حقك.‏ كلامك هو حق.‏ كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٥-‏١٨‏)‏ فكيسوع،‏ نحن مرسَلون لننادي بحق الملكوت.‏ وقد كان الاقتراب الى يسوع سهلا.‏ وكان الناس ينتعشون بتعليمه.‏ (‏قارنوا متى ٧:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١١:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ يوحنا ٧:‏٤٦‏.‏)‏ وهكذا يجب ان تكون الحال معنا.‏

      ٩ ان صداقتنا الودية،‏ هندامنا ومظهرنا اللذين ينمّان عن حسن ذوق،‏ محادثتنا اللطيفة والمهذَّبة،‏ يجب ان تجعلنا ورسالتنا مقبولين عند الاشخاص المستقيمي القلوب.‏ فيجب ان نتجنَّب عدم الترتيب،‏ اللباس غير المحتشم،‏ المعاشرات التي يمكن ان تقود الى تورطات عالمية،‏ وطريقة الحياة الخليعة المجرَّدة من المبادئ التي نراها في العالم حولنا.‏ وإذ «صرنا منظرا للعالم للملائكة والناس،‏» فإن دوام عملنا هو ٢٤ ساعة كل يوم للخدمة والعيش كمسيحيين مثاليين.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏٩؛‏ افسس ٥:‏١-‏٤؛‏ فيلبي ٤:‏٨،‏ ٩؛‏ كولوسي ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ فقلبنا يجب ان يكون موحَّدا لهذه الغاية.‏

      ١٠ كيف يتذكَّر يهوه اولئك الذين يوحِّدون قلوبهم في الخدمة المقدسة؟‏

      ١٠ ونحن الذين نوحِّد قلوبنا في خوف اسم يهوه،‏ اذ نتأمل في مقاصده العظيمة ونملأ حياتنا بالخدمة المقدسة،‏ سيتذكَّرنا يهوه.‏ ‹عينا الرب تجولان في كل الارض ليتشدَّد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه.‏› (‏٢ أخبار الايام ١٦:‏٩‏)‏ وإذ تشير نبويا الى يومنا،‏ تذكر ملاخي ٣:‏١٦‏:‏ «حينئذ كلَّم (‏خائفو)‏ الرب كل واحد قريبه والرب اصغى وسمع وكُتب امامه سفر تذكرة للذين (‏خافوا)‏ الرب وللمفكِّرين في اسمه.‏» فلتكن قلوبنا موحَّدة في هذا الخوف السليم من يهوه!‏

      لطف يهوه الحبي

      ١١ كيف سيجري التعبير عن لطف يهوه الحبي تجاه الاولياء؟‏

      ١١ ما احرَّ صلاة داود!‏ انه يتابع:‏ ‏«احمدك يا (‏يهوه‏)‏ الهي من كل قلبي وأمجِّد اسمك الى الدهر.‏ لأن (‏لطفك الحبي عظيم‏)‏ نحوي وقد نجَّيت نفسي من الهاوية السفلى.‏»‏ (‏مزمور ٨٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ للمرة الثانية في هذا المزمور،‏ يسبِّح داود يهوه لاجل لطفه الحبي —‏ محبة الولاء التي له.‏ وعظيمة جدا هي هذه المحبة بحيث يمكن ان تخلِّص في الحالات التي تبدو مستحيلة.‏ فعندما كان شاول يطارده في البرية،‏ ربما رغب داود في ان يزحف الى زاوية ليموت.‏ لقد كان ذلك كما لو انه يواجه الهاوية السفلى —‏ اعماق المدفن.‏ لكنَّ يهوه نجَّاه!‏ وبطريقة مماثلة،‏ جلب يهوه الراحة في احيان كثيرة لخدامه العصريين بطرائق مدهشة،‏ ودعم ايضا المحافظين على الاستقامة الذين احتملوا بأمانة حتى الموت.‏ وجميع الاولياء سينالون مكافأتهم،‏ حتى بقيامة ان كان ذلك ضروريا.‏ —‏ قارنوا ايوب ١:‏٦-‏١٢؛‏ ٢:‏١-‏٦،‏ ٩،‏ ١٠؛‏ ٢٧:‏٥؛‏ ٤٢:‏١٠؛‏ امثال ٢٧:‏١١؛‏ متى ٢٤:‏٩،‏ ١٣؛‏ رؤيا ٢:‏١٠‏.‏b

      ١٢ كيف كان رجال الدين مجترئين وعتاة،‏ وماذا ستكون مجازاتهم؟‏

      ١٢ وبخصوص المضطهِدين يصرخ داود:‏ ‏«اللّهم (‏المجترئون‏)‏ قد قاموا عليَّ وجماعة العتاة طلبوا نفسي ولم يجعلوك امامهم.‏»‏ (‏مزمور ٨٦:‏١٤‏)‏ واليوم،‏ يشمل المضطهِدون رجال دين العالم المسيحي.‏ فهؤلاء يزعمون انهم يعبدون اللّٰه ولكنهم يستبدلون اسمه المقدس باللقب «رب» ويقدِّمونه بصفته ثالوثا غامضا لا يُذكر في الواقع في ايّ مكان في الكتاب المقدس.‏ فيا لهم من مجترئين!‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ انهم يحاولون اقناع السلطات السياسية بحظر عمل شهود يهوه وسجنهم،‏ كما يُفعل ايضا في عدد كبيرٍ من البلدان حول الارض على نحو مدهش.‏ وهؤلاء المجدِّفون على اسم اللّٰه اللابسون جُببا سيحصدون مجازاتهم،‏ مع كل الأجزاء المشبَّهة بزانية لبابل العظيمة.‏ —‏ رؤيا ١٧:‏١،‏ ٢،‏ ١٥-‏١٨؛‏ ١٩:‏١-‏٣‏.‏

      ١٣ اية صفات يُظهرها يهوه في جعل صلاحه معروفا؟‏

      ١٣ وبتباين مفرح تتابع صلاة داود:‏ ‏«أما انت يا (‏يهوه‏)‏ فإله رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير (‏اللطف الحبي‏)‏ والحق.‏»‏ (‏مزمور ٨٦:‏١٥‏)‏ فائقة حقا هي هذه الصفات لالهنا.‏ وهذه الكلمات تُعيدنا الى جبل سيناء عندما طلب موسى ان يرى مجد يهوه.‏ اجاب يهوه:‏ «أُجيز كل (‏صلاحي)‏ قدامك.‏ وأنادي باسم (‏يهوه)‏ قدامك.‏» ولكنه حذَّر موسى:‏ «لا تقدر ان ترى وجهي.‏ لأن الانسان لا يراني ويعيش.‏» بعد ذلك،‏ نزل يهوه في السحاب،‏ مناديا:‏ «(‏يهوه،‏ يهوه،‏)‏ اله رحيم ورؤوف بطئ الغضب وكثير (‏اللطف الحبي)‏ والوفاء.‏» (‏خروج ٣٣:‏١٨-‏٢٠؛‏ ٣٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ وقد اقتبس داود هذه الكلمات في صلاته.‏ ان صفات يهوه هذه تعني بالنسبة الينا اكثر بكثير من ايّ ظهور مادي!‏ فمن اختبارنا الخاص،‏ ألا نقدِّر صلاح يهوه كما يجري تمثيله في هذه الميزات الرائعة؟‏

      ‏«آية للصلاح»‏

      ١٤،‏ ١٥ كيف يصنع يهوه لخدامه «آية لـ‍ (‏الصلاح)‏»؟‏

      ١٤ يلتمس داود مرة ثانية بركة يهوه،‏ قائلا:‏ ‏«التفت اليَّ وٱرحمني.‏ أَعطِ عبدك قوتك وخلِّص ابن أمتك.‏ اصنع معي آية لـ‍ (‏الصلاح‏)‏ فيرى ذلك مبغضيَّ فيخزوا لأنك انت يا (‏يهوه‏)‏ اعنتني وعزَّيتني.‏»‏ (‏مزمور ٨٦:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ يعترف داود انه بصفته ‹ابن أمة يهوه،‏› يجب ان ينتمي هو ايضا الى يهوه.‏ والامر هو نفسه معنا جميعا اليوم نحن الذين نذرنا حياتنا ليهوه والذين نكدح في خدمته.‏ فنحن نحتاج الى قوة يهوه المخلِّصة بواسطة روحه القدوس.‏ ولذلك نطلب من الهنا ان يصنع معنا «آية لـ‍ (‏الصلاح)‏.‏» وصلاح يهوه يشمل الصفات الرائعة التي ناقشناها قبل قليل.‏ وعلى هذا الاساس،‏ اية آية او علامة يمكن ان نتوقَّع ان يعطينا اياها يهوه؟‏

      ١٥ يهوه هو معطي «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة» وهو سخي،‏ كما يؤكد لنا يسوع،‏ في اعطاء «الروح القدس للذين يسألونه.‏» (‏يعقوب ١:‏١٧؛‏ لوقا ١١:‏١٣‏)‏ الروح القدس —‏ يا له من عطية من يهوه لا تقدَّر بثمن!‏ وبواسطة الروح القدس،‏ يزوِّد يهوه فرح القلب،‏ حتى في وقت الاضطهاد.‏ لهذا السبب،‏ كان بإمكان رسل يسوع،‏ عندما كانوا يحاكَمون،‏ ان يعلنوا بفرح ان اللّٰه يعطي الروح القدس للذين يطيعونه كحاكم.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٧-‏٣٢‏)‏ لقد صنع فرح الروح القدس معهم باستمرار «آية لـ‍ (‏الصلاح)‏.‏» —‏ رومية ١٤:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اية آية لصلاحه اعطاها يهوه لبولس وبرنابا؟‏ (‏ب)‏ اية آية أُعطيت للتسالونيكيين المضطهَدين؟‏

      ١٦ في مجرى رحلتهما الارسالية عبر آسيا الصغرى،‏ لاقى بولس وبرنابا المشقات،‏ وحتى الاضطهاد العنيف.‏ وعندما كرزا في انطاكية بيسيدية،‏ رفض اليهود رسالتهما.‏ ولذلك توجَّها الى الناس من الامم.‏ وماذا نتج؟‏ «فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون ويمجِّدون كلمة الرب.‏ وآمن جميع الذين كانوا (‏ميَّالين على نحو صائب الى)‏ الحياة الابدية.‏» لكنَّ اليهود احدثوا اضطرابا،‏ حتى ان ذينك المرسلَين طُردا من البلد.‏ فهل كانا هما والمؤمنون الجُدد يائسين ازاء ذلك؟‏ كلا على الاطلاق!‏ وبالاحرى،‏ فإن «التلاميذ .‏ .‏ .‏ كانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس.‏» (‏اعمال ١٣:‏٤٨،‏ ٥٢‏)‏ لقد اعطاهم يهوه تلك الآية لصلاحه.‏

      ١٧ ولاحقا،‏ تعرَّضت الجماعة الجديدة في تسالونيكي للاضطهاد.‏ وقد قاد ذلك الرسول بولس الى كتابة رسالة تعزية،‏ مادحا احتمالهم في الضيق.‏ فهم كانوا قد ‹قبلوا الكلمة في ضيق كثير بفرح الروح القدس.‏› (‏١ تسالونيكي ١:‏٦‏)‏ واستمر «فرح الروح القدس» في تقويتهم كآ‌ية واضحة من اللّٰه الذي هو رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير اللطف الحبي والحق.‏

      ١٨ كيف يُظهر اخوتنا في اوروپا الشرقية التقدير لصلاح يهوه؟‏

      ١٨ وفي الاوقات الاخيرة،‏ عبَّر يهوه عن صلاحه تجاه اخوتنا الأمناء في اوروپا الشرقية،‏ مخزيا اولئك الذين ابغضوهم —‏ مضطهِديهم السابقين.‏ وعلى الرغم من انهم استراحوا مؤخرا من عقود الظلم،‏ لا يزال على هؤلاء الأخوة الاعزاء ان يحتملوا،‏ لأن كثيرين يواجهون مشقات اقتصادية صعبة.‏ ومع ذلك،‏ فإن «فرح الروح القدس» الذي لهم يعزِّيهم.‏ وأيّ فرح يمكن ان يحصلوا عليه اعظم من استعمال حرياتهم التي وُجدت حديثا في توسيع الشهادة؟‏ اناس كثيرون يصغون اليهم،‏ كما تكشف التقارير عن المحافل والمعموديات.‏ —‏ قارنوا اعمال ٩:‏٣١‏.‏

      ١٩ كيف يمكننا ان نجعل كلمات المزمور ٨٦:‏١١ خاصتنا؟‏

      ١٩ ان كل ما نوقش في هذه المقالة وفي المقالة السابقة يردِّد صلاة داود الحارة ليهوه:‏ «علِّمني يا (‏يهوه)‏ .‏ .‏ .‏ وحِّد قلبي لخوف اسمك.‏» (‏مزمور ٨٦:‏١١‏)‏ فلنجعل كلمات آيتنا السنوية هذه لعام ١٩٩٣ خاصتنا اذ نعمل من القلب في دعم مصالح الملكوت وفي تقدير الصلاح الذي لا ينضب لالهنا الواحد،‏ الرب المتسلط يهوه.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a بصفته ‹النسل› المنبأ به مسبقا،‏ كان يسوع وريث الملكوت الداودي وبالتالي كان «ابن داود» بمعنى حرفي وروحي على السواء.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥؛‏ مزمور ٨٩:‏٢٩،‏ ٣٤-‏٣٧‏.‏

      b من اجل امثلة عصرية،‏ انظروا الكتاب السنوي لشهود يهوه،‏ طبعات سنة ١٩٧٤،‏ الصفحات ١١٣-‏٢١٢؛‏ سنة ١٩٨٥،‏ الصفحات ١٩٤-‏١٩٧؛‏ سنة ١٩٨٦،‏ الصفحتين ٢٣٧-‏٢٣٨؛‏ سنة ١٩٨٨،‏ الصفحات ١٨٢-‏١٨٥؛‏ سنة ١٩٩٠،‏ الصفحتين ١٧١-‏١٧٢؛‏ سنة ١٩٩٢،‏ الصفحات ١٧٤-‏١٨١.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة