مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لنتَّكل على كلمة يهوه
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • لنتَّكل على كلمة يهوه

      ‏«اتَّكلت على كلمتك».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٤٢‏.‏

      ١ ماذا يمكن القول عن هوية وموقف كاتب المزمور ١١٩‏؟‏

      كان كلام يهوه عزيزا على قلب كاتب المزمور ١١٩ الذي ربما كان حزقيا،‏ احد الامراء في يهوذا.‏ فالمشاعر المعبَّر عنها في هذه الترنيمة الموحى بها تنسجم مع موقف حزقيا الذي «التصق بيهوه» عندما كان ملكا على يهوذا.‏ (‏٢ ملوك ١٨:‏٣-‏٧‏)‏ لكنَّ الامر الاكيد هو ان المؤلف كان يدرك حاجته الروحية.‏ —‏ متى ٥:‏٣‏.‏

      ٢ ما هو محور المزمور ١١٩‏،‏ وبأية طريقة نُظِمت هذه الترنيمة؟‏

      ٢ يُبرِز المزمور ١١٩ نقطة مهمة:‏ قيمة كلام اللّٰه،‏ او رسالته.‏a ولتكون هذه الترنيمة سهلة التذكر،‏ نظمها المؤلف بترتيب ابجدي.‏ فهي تحتوي على ١٧٦ بيتا في ٢٢ مقطعا.‏ ويتضمن كل مقطع ٨ ابيات يبتدئ كلٌّ منها بالحرف الابجدي العبراني نفسه.‏ في هذا المزمور،‏ ترِد اشارات الى كلام اللّٰه،‏ شريعته،‏ مذكِّراته،‏ طرُقه،‏ اوامره،‏ فرائضه،‏ وصاياه،‏ احكامه،‏ اقواله،‏ وسُنَنه.‏ وفي هذه المقالة والمقالة التالية،‏ سنناقش المزمور ١١٩ على ضوء ترجمة دقيقة لنص الكتاب المقدس العبراني.‏ وإذ نتأمل في حوادث تشمل خداما ليهوه في الماضي والحاضر،‏ ينبغي ان يعمق فهمنا للترنيمة الموحى بها من اللّٰه ويزداد تقديرنا لكلمة اللّٰه المكتوبة،‏ الكتاب المقدس.‏

      الطاعة لكلام اللّٰه تجلب لنا السعادة

      ٣ ماذا يعني ان يكون المرء بلا عيب،‏ وأيّ مثال يوضح ذلك؟‏

      ٣ تأتي السعادة الحقيقية من السير في شريعة يهوه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١-‏٨‏)‏ فإذا فعلنا ذلك يعتبرنا يهوه ‹بلا عيب في طريقنا›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١‏)‏ وكوننا بلا عيب لا يعني اننا كاملون،‏ بل اننا نسعى جاهدين لفعل مشيئة يهوه.‏ مثلا،‏ كان نوح رجلا «لا عيب فيه بين معاصريه» وكان ‹يسير مع اللّٰه›.‏ وقد نجا هذا الاب الجليل الامين هو وعائلته من الطوفان لأن مسلك حياته كان منسجما مع مطالب يهوه.‏ (‏تكوين ٦:‏٩؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢٠‏)‏ على نحو مماثل،‏ تتوقف نجاتنا من نهاية هذا العالم على ‹حفْظ اوامر اللّٰه جيدا›،‏ اي فعل مشيئته.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٤‏.‏

      ٤ علامَ يتوقف نجاحنا وسعادتنا؟‏

      ٤ لن يتركنا يهوه ابدا اذا ‹حمدناه باستقامة قلب وحفظنا فرائضه›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٧،‏ ٨‏)‏ فهو لم يتخلَّ عن القائد الاسرائيلي يشوع الذي طبَّق المشورة ان ‹يقرأ في سفر الشريعة نهارا وليلا ليعمل بحسب كل ما هو مكتوب فيه›.‏ وهذا ما جعله ينجح ومكّنه من العمل بحكمة.‏ (‏يشوع ١:‏٨‏)‏ ففي اواخر حياته،‏ كان لا يزال يحمد اللّٰه واستطاع ان يذكِّر الاسرائيليين:‏ «انتم تعلمون بكل قلوبكم وبكل نفوسكم انه لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي كلمكم به يهوه الهكم».‏ (‏يشوع ٢٣:‏١٤‏)‏ ومثل يشوع وكاتب المزمور ١١٩‏،‏ نشعر بالسعادة اذا سبَّحنا يهوه واتّكلنا على كلمته.‏

      كلام يهوه يبقينا طاهرين

      ٥ (‏أ)‏ كيف يمكن للمرء ان يبقى طاهرا روحيا؟‏ (‏ب)‏ اية امور تساعد الحدث الذي ارتكب خطية خطيرة؟‏

      ٥ يمكننا ان نكون طاهرين روحيا اذا بقينا متيقظين حسب كلام اللّٰه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩-‏١٦‏)‏ وهذا امر ممكن حتى لو لم يرسم لنا والدونا مثالا حسنا.‏ فحزقيا ‹طهَّر طريقه›،‏ ربما من التأثيرات الوثنية،‏ رغم ان اباه كان عابد اصنام.‏ ولكن ماذا لو ارتكب احد خدام اللّٰه الاحداث خطية خطيرة؟‏ ان التوبة،‏ الصلاة،‏ المساعدة من والدَيه،‏ والعون الحبي الذي يقدّمه له الشيوخ المسيحيون هي امور تساعده ان يطهِّر طريقه ويبقى متيقظا على غرار حزقيا.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ٦ اية امرأتَين ‹طهَّرتا طريقهما وبقيتا متيقظتَين حسب كلام اللّٰه›؟‏

      ٦ عاشت راحاب وراعوث قبل كتابة المزمور ١١٩‏،‏ لكنهما هما ايضا ‹طهَّرتا طريقهما›.‏ فرغم ان راحاب كانت بغيًّا كنعانية،‏ فقد صارت عابدة ليهوه وعُرفت بإيمانها.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ كما ان راعوث الموآبية تركت آلهتها وصارت عابدة ليهوه تطيع شريعته لأمة اسرائيل.‏ (‏راعوث ١:‏١٤-‏١٧؛‏ ٤:‏٩-‏١٣‏)‏ وهاتان المرأتان غير الاسرائيليتَين كلتاهما ‹بقيتا متيقظتَين حسب كلام اللّٰه› ونالتا الامتياز الرائع ان يتحدر يسوع المسيح منهما.‏ —‏ متى ١:‏١،‏ ٤-‏٦‏.‏

      ٧ كيف رسم لنا دانيال والاحداث العبرانيون الثلاثة مثالا رائعا في المحافظة على الطهارة الروحية؟‏

      ٧ رغم ان «ميل قلب الانسان شرير منذ حداثته»،‏ بإمكان الاحداث ان يسلكوا بطهارة حتى في هذا العالم الفاسد الذي يسيطر عليه الشيطان.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ ودانيال ورفقاؤه العبرانيون الثلاثة الذين كانوا مسبيين في بابل هم خير مثال على ذلك.‏ فقد ‹بقوا متيقظين حسب كلام اللّٰه›،‏ اذ رفضوا ان يتنجسوا «بأطعمة الملك الفاخرة».‏ (‏دانيال ١:‏٦-‏١٠‏)‏ فالبابليون كانوا يأكلون حيوانات نجسة حرّمتها الشريعة الموسوية.‏ (‏لاويين ١١:‏١-‏٣١؛‏ ٢٠:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ ولم يكن من عادتهم استنزاف دم الحيوانات التي يقتلونها.‏ لكنَّ تناول اللحم الذي لم يُستنزَف دمه كان انتهاكا لشريعة اللّٰه المتعلقة بالدم.‏ (‏تكوين ٩:‏٣،‏ ٤‏)‏ فلا عجب اذًا ان يرفض العبرانيون الاربعة الاكل من اطعمة الملك الفاخرة!‏ وهكذا،‏ حافظ هؤلاء الاحداث الاتقياء على الطهارة الروحية.‏ وبفعلهم ذلك،‏ رسموا لنا مثالا رائعا لنقتدي به.‏

      كلام اللّٰه يساعدنا لنحافظ على الامانة

      ٨ ايّ موقف وأية معرفة لازمان لفهم وتطبيق شريعة اللّٰه؟‏

      ٨ ان احد العوامل المهمة للبقاء امناء ليهوه هو ان يكون لدينا شغف بكلمته.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٧-‏٢٤‏)‏ فإذا كنا مثل كاتب المزمور فسنتوق الى فهم «الامور العجيبة» من شريعة اللّٰه،‏ ‹نتشوق دائما الى احكام يهوه›،‏ وتكون ‹مذكِّراته هي شغفنا›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٨،‏ ٢٠،‏ ٢٤‏)‏ فهل ‹ننمّي شوقا الى حليب الكلمة غير المغشوش›،‏ حتى لو لم يمضِ على انتذارنا ليهوه سوى فترة قصيرة؟‏ (‏١ بطرس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فيلزم ان نفهم تعاليم الكتاب المقدس الاولية بغية فهم وتطبيق شريعة اللّٰه بشكل افضل.‏

      ٩ كيف ينبغي ان نتجاوب اذا تضاربت شريعة اللّٰه مع مطالب الناس؟‏

      ٩ ربما يكون لدينا شغف بمذكِّرات اللّٰه.‏ ولكن ماذا لو تكلَّم علينا «الرؤساء» لسبب ما؟‏ (‏مزمور ١١٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ كثيرا ما يحاول اشخاص في السلطة إجبارنا على وضع شرائع البشر فوق شريعة اللّٰه.‏ فماذا نفعل اذا تضاربت مطالب الناس مع مشيئة اللّٰه؟‏ ان شغفنا بكلمة اللّٰه سيساعدنا على البقاء امناء ليهوه.‏ فعلى غرار رسل يسوع المسيح المضطهَدين،‏ سوف نقول:‏ «ينبغي ان يُطاع اللّٰه حاكما لا الناس».‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

      ١٠،‏ ١١ كيف يمكننا المحافظة على الاستقامة امام يهوه حتى في احلك الظروف؟‏

      ١٠ يمكننا البقاء امناء ليهوه حتى في احلك الظروف.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٢٥-‏٣٢‏)‏ وإذا اردنا المحافظة على استقامتنا امام اللّٰه،‏ يجب ان نكون مستعدين للتعلّم وأن نصلي بإخلاص طلبا لإرشاده.‏ كما يجب ان نختار «طريق الامانة».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٢٦،‏ ٣٠‏.‏

      ١١ فحزقيا —‏ الذي ربما كتب المزمور ١١٩ —‏ اختار «طريق الامانة»،‏ رغم انه كان مُحاطا بعبدة الآلهة الباطلة وربما كان موضع سخرية اعضاء البلاط الملكي.‏ وبسبب هذه الظروف على الارجح،‏ ‹أرِقَت نفسه من الحزن›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٢٨‏)‏ لكنه اتّكل على اللّٰه،‏ كان ملكا صالحا،‏ و «فعل ما هو صائب في عيني يهوه».‏ (‏٢ ملوك ١٨:‏١-‏٥‏)‏ نحن ايضا،‏ يمكننا احتمال المحن والمحافظة على استقامتنا اذا اتّكلنا على اللّٰه.‏ —‏ يعقوب ١:‏٥-‏٨‏.‏

      كلام اللّٰه يمنحنا الشجاعة

      ١٢ كيف يمكننا ان نطبِّق المزمور ١١٩:‏٣٦،‏ ٣٧‏؟‏

      ١٢ ان اتِّباع إرشاد كلام اللّٰه يمنحنا الشجاعة لمواجهة مصاعب الحياة.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٣٣-‏٤٠‏)‏ ونحن نطلب بتواضع ان يرشدنا يهوه ويعلِّمنا لكي نتمكن من حفْظ شريعته ‹بكل قلبنا›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ فكصاحب المزمور،‏ نطلب من اللّٰه:‏ «أمِل قلبي الى مذكِّراتك،‏ لا الى المكاسب»،‏ اي الى مكاسب الظلم.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٣٦‏)‏ وكالرسول بولس،‏ نحن «نسلك حسنا في كل شيء».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٨‏)‏ مثلا،‏ اذا اراد صاحب العمل ان نقوم بعمل غير نزيه،‏ نستجمع الجرأة للالتصاق بإرشادات اللّٰه.‏ ولا شك ان يهوه سيباركنا دائما على مسلكنا هذا.‏ فهو يساعدنا ان نسيطر على كل الرغبات الخاطئة.‏ لذلك لنصلِّ:‏ «حوِّل عينَي عن النظر الى الباطل».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٣٧‏)‏ فنحن لا نريد مطلقا ان يكون ايّ شيء باطل يبغضه اللّٰه جذابا في نظرنا.‏ (‏مزمور ٩٧:‏١٠‏)‏ وهذا الموقف يدفعنا الى تجنب امور مثل الفن الاباحي والممارسات الارواحية.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ رؤيا ٢١:‏٨‏.‏

      ١٣ كيف نال تلاميذ يسوع المضطهَدون الشجاعة اللازمة للشهادة بجرأة؟‏

      ١٣ تمنحنا المعرفة الدقيقة لكلمة اللّٰه الثقة لنشهد بشجاعة.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤١-‏٤٨‏)‏ ونحن بحاجة الى الشجاعة ‹لنجيب معيِّرنا›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤٢‏)‏ فقد نكون احيانا كتلاميذ يسوع المضطهَدين الذين صلّوا:‏ «يا يهوه،‏ .‏ .‏ .‏ أعطِ عبيدك ان يواظبوا على التكلم بكلمتك بكل جرأة».‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ «امتلأوا جميعهم من الروح القدس،‏ وأخذوا يتكلمون بكلمة اللّٰه بجرأة».‏ ولا شك ان اللّٰه يعطينا نحن ايضا الشجاعة لنتكلم بكلمته بجرأة.‏ —‏ اعمال ٤:‏٢٤-‏٣١‏.‏

      ١٤ ماذا يساعدنا لنشهد بشجاعة كبولس؟‏

      ١٤ وإذا احببنا «كلمة الحق» و ‹حفظنا احكام اللّٰه دائما› ننال الشجاعة اللازمة للشهادة دون خوف او خجل.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤٣،‏ ٤٤‏)‏ فالدرس الدؤوب لكلمة اللّٰه المكتوبة يجهِّزنا ‹للتكلم بمذكِّراته امام ملوك›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤٦‏)‏ كما ان الصلاة وروح يهوه يساعداننا ان نقول الامور المناسبة بالطريقة المناسبة.‏ (‏متى ١٠:‏١٦-‏٢٠؛‏ كولوسي ٤:‏٦‏)‏ مثلا،‏ تحدّث بولس بشجاعة عن مذكِّرات اللّٰه امام حكام في القرن الاول.‏ فقد شهد للحاكم الروماني فيلكس،‏ الذي «سمع منه عن الايمان بالمسيح يسوع».‏ (‏اعمال ٢٤:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وشهد ايضا امام الحاكم فستوس والملك اغريباس.‏ (‏اعمال ٢٥:‏٢٢–‏٢٦:‏٣٢‏)‏ نحن ايضا،‏ يمكننا بمساعدة يهوه ان نكون شهودا شجعانا ‹لا نخجل بالبشارة› ابدا.‏ —‏ روما ١:‏١٦‏.‏

      كلمة اللّٰه تمنحنا التعزية

      ١٥ كيف تمنحنا كلمة اللّٰه التعزية عندما يهزأ بنا المجترئون؟‏

      ١٥ ان كلمة يهوه،‏ الكتاب المقدس،‏ هي مصدر لا ينضب للتعزية.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤٩-‏٥٦‏)‏ فقد نمرّ بأوقات نكون فيها بأمسّ الحاجة الى التعزية.‏ مثلا،‏ رغم اننا نتكلم بشجاعة كشهود ليهوه،‏ فإن ‹المجترئين› على اللّٰه ‹يهزأون بنا› احيانا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥١‏)‏ ولكن فيما نصلّي،‏ قد نتذكر امورا ايجابية مكتوبة في كلمة اللّٰه،‏ فننال ‹التعزية›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٢‏)‏ فخلال تضرعاتنا،‏ قد نتذكر شريعة او مبدأ من الاسفار المقدسة يمنحنا التعزية والشجاعة اللازمتين في ظرفنا العصيب.‏

      ١٦ ماذا رفض خدام اللّٰه فعله رغم الاضطهاد؟‏

      ١٦ كان المجترئون الذين هزئوا بصاحب المزمور اسرائيليين —‏ اعضاء في امة منتذرة للّٰه.‏ فكم كان ذلك مخزيا!‏ ولكن بعكسهم،‏ لنصمِّم ألا نحيد عن شريعة اللّٰه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥١‏)‏ فعلى مرّ السنين،‏ رفض آلاف من خدام اللّٰه ان يحيدوا عن الشرائع والمبادئ الموجودة في الكتاب المقدس رغم ان البعض منهم تعرّضوا للاضطهاد على ايدي النازيين او غيرهم.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٨-‏٢١‏)‏ ومع اننا نتعرض للاضطهاد،‏ لا تشكِّل إطاعة يهوه عبئا علينا لأن فرائضه هي لنا كترانيم معزية.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٥٤؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      لنُظهِر اننا شاكرون ليهوه على كلامه

      ١٧ إلامَ يدفعنا تقديرنا لكلام اللّٰه؟‏

      ١٧ لكي نُظهِر اننا شاكرون ليهوه على كلامه،‏ ينبغي ان نحفظه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٧-‏٦٤‏)‏ فصاحب المزمور ‹وعد ان يحفظ كلام يهوه›،‏ حتى انه ‹في منتصف الليل كان يقوم ليشكر اللّٰه على احكامه البارّة›.‏ نحن ايضا اذا استيقظنا خلال الليل،‏ فلننتهز هذه الفرصة الرائعة للتعبير عن شكرنا للّٰه في الصلاة.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٧،‏ ٦٢‏)‏ وتقديرنا لكلام اللّٰه يدفعنا ان نطلب منه تعليمنا،‏ كما انه يجعلنا ‹شركاء للذين يخافونه› خوفا توقيريا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٦٣،‏ ٦٤‏)‏ وهؤلاء الاشخاص هم افضل عشراء يمكننا ايجادهم على الارض.‏

      ١٨ كيف يستجيب يهوه صلواتنا عندما ‹تلتفّ علينا حبال الاشرار›؟‏

      ١٨ عندما نصلي الى يهوه من كل قلبنا ونطلب منه بتواضع ان يعلِّمنا،‏ ‹نستعطف وجهه› لكي يتحنن علينا ويمنحنا رضاه.‏ ويلزم ان نصلي بشكل خاص عندما ‹تلتفّ علينا حبال الاشرار›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٨،‏ ٦١‏)‏ فبإمكان يهوه ان يقطع الحبال التي يكبِّلنا بها الاعداء ويحرِّرنا للقيام بالكرازة بالبشارة وعمل التلمذة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وهذا ما تبرهن تكرارا في البلدان حيث يُفرَض الحظر على عملنا.‏

      لنمارس الايمان بكلمة اللّٰه

      ١٩،‏ ٢٠ كيف يمكن ان تكون ‹مكابدة المشقات حسنة لنا›؟‏

      ١٩ ان الايمان باللّٰه وكلمته يساعدنا ان نحتمل المشقات ونفعل مشيئته.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٦٥-‏٧٢‏)‏ فرغم ان المجترئين ‹شوَّهوا سمعة› صاحب المزمور «بالكذب»،‏ رنّم قائلا:‏ «حسن لي انني كابدت المشقات».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٦٦،‏ ٦٩،‏ ٧١‏)‏ فكيف يمكن ان تكون مكابدة المشقات حسنة لأيٍّ من خدام يهوه؟‏

      ٢٠ لا شك اننا نتضرع ليهوه من كل قلبنا عندما نكابد المشقات،‏ وهذا ما يقرِّبنا اكثر اليه.‏ وقد نقضي وقتا اكبر في درس كلمة اللّٰه المكتوبة ونبذل جهدا اكبر لتطبيقها،‏ وهذا ما يمنحنا سعادة اعظم في حياتنا.‏ ولكن ماذا لو كشفت المشقات ان لدينا صفات غير مرغوب فيها،‏ مثل قلة الصبر والتكبر؟‏ ان الصلاة النابعة من القلب والمساعدة من خلال الكتاب المقدس وروح اللّٰه تمكِّناننا من السيطرة على هذه النقائص و ‹لبس الشخصية الجديدة› بشكل اكمل.‏ (‏كولوسي ٣:‏٩-‏١٤‏)‏ كما ان احتمال الشدائد يقوّي ايماننا.‏ (‏١ بطرس ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ فقد استفاد بولس من الضيقات لأنها زادته اتّكالا على يهوه.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٨-‏١٠‏)‏ فهل نسمح نحن ايضا للضيقات بأن تجلب لنا الفوائد؟‏

      لنتَّكل على يهوه دائما

      ٢١ كيف يخزي يهوه المجترئين؟‏

      ٢١ تزوِّدنا كلمة اللّٰه بأساس سليم للاتكال على يهوه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٧٣-‏٨٠‏)‏ وإذا اتّكلنا على خالقنا،‏ فما من شيء يجعلنا نشعر بالخزي.‏ لكن في بعض الاحيان،‏ نحتاج الى التعزية بسبب ما يفعله الآخرون بنا.‏ لذلك قد نشعر برغبة في الصلاة الى يهوه،‏ قائلين:‏ «ليخزَ المجترئون».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٧٦-‏٧٨‏)‏ ويهوه يخزي هؤلاء المجترئين بفضح اساليبهم الشريرة وتقديس اسمه.‏ ويمكننا ان نكون على يقين ان مضطهِدي شعب اللّٰه لا يربحون شيئا.‏ فلم ولن يتمكنوا من إبادة شهود يهوه الذين يتّكلون على اللّٰه بكل قلبهم.‏ —‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٢٢ كيف كان صاحب المزمور «كزِقّ في الدخان»؟‏

      ٢٢ وكلمة اللّٰه تزيدنا اتّكالا عليه عندما نواجه الاضطهاد.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٨١-‏٨٨‏)‏ فصاحب المزمور شعر بأنه «كزِقّ في الدخان» بسبب اضطهاد المجترئين له.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٨٣،‏ ٨٦‏)‏ في ازمنة الكتاب المقدس،‏ كان الزِّق (‏وعاء مصنوع من جلد الحيوانات)‏ يُستخدَم لخزن الماء،‏ الخمر،‏ والسوائل الاخرى.‏ وكان هذا الزِّق ينكمش اذا عُلِّق قرب النار وتُرِك دون استعمال في غرفة لا يوجد فيها مدخنة.‏ فهل تشعر انك «كزِقّ في الدخان» من جراء المشقات او الاضطهاد؟‏ في هذه الحال،‏ اتّكل على يهوه وصلِّ كصاحب المزمور:‏ «حسب لطفك الحبي أحيِني،‏ فأحفظ تذكير فمك».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٨٨‏.‏

      ٢٣ اية معلومات ناقشناها في مراجعتنا لل‍مزمور ١١٩:‏١-‏٨٨‏،‏ وماذا ينبغي ان نسأل انفسنا قبل درس المزمور ١١٩:‏٨٩-‏١٧٦‏؟‏

      ٢٣ ان مناقشتنا للجزء الاول من المزمور ١١٩ تُظهِر ان يهوه يمارس اللطف الحبي نحو خدامه لأنهم يتَّكلون على كلامه ولأن لديهم شغفا بسُننه،‏ مذكِّراته،‏ وصاياه،‏ وشرائعه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦،‏ ٤٧،‏ ٦٤،‏ ٧٠،‏ ٧٧،‏ ٨٨‏)‏ ويسرّه ان يبقى المخلصون له متيقظين حسب كلامه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩،‏ ١٧،‏ ٤١،‏ ٤٢‏)‏ ولكن قبل ان تدرس ما تبقّى من هذا المزمور الرائع،‏ اسأل نفسك:‏ ‹هل ادع فعلا كلام يهوه ينير سبيلي؟‏›.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تشير عبارة ‹كلمة اللّٰه› وعبارة ‹كلام اللّٰه› في المزمور ١١٩ الى رسالة يهوه،‏ وليس الى كامل محتويات الكتاب المقدس الذي يُدعى عموما كلمة اللّٰه.‏

  • لندَع كلام اللّٰه ينير سبيلنا
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • لندَع كلام اللّٰه ينير سبيلنا

      ‏«كلامك .‏ .‏ .‏ نور لسبيلي».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٠٥‏.‏

      ١،‏ ٢ كيف نسمح لكلام اللّٰه بأن ينير سبيلنا؟‏

      ينير كلام اللّٰه سبيلنا اذا سمحنا له بذلك.‏ فلنيل هذا النور الروحي،‏ يجب ان نكون تلاميذ دؤوبين لكلمة اللّٰه المكتوبة ونطبِّق مشورتها.‏ وبفعلنا ذلك نشاطر صاحب المزمور مشاعره حين رنّم:‏ «سراج لرجلي كلامك،‏ ونور لسبيلي».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٠٥‏.‏

      ٢ لنناقش الآن المزمور ١١٩:‏٨٩-‏١٧٦‏.‏ فهذه الاعداد المقسّمة الى ١١ مقطعا تحتوي على وفرة من المعلومات.‏ وبإمكانها مساعدتنا على البقاء سائرين في الطريق الذي يؤدي الى الحياة الابدية.‏ —‏ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      لمَ يجب ان تكون كلمة اللّٰه شغفنا؟‏

      ٣ كيف يُظهِر المزمور ١١٩:‏٨٩،‏ ٩٠ انه بإمكاننا الاعتماد على كلمة اللّٰه؟‏

      ٣ ان الشغف بكلمة يهوه يُنتج الثبات والاستقرار الروحي.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٨٩-‏٩٦‏)‏ رنّم صاحب المزمور:‏ «الى الدهر يا يهوه،‏ كلمتك قائمة في السموات.‏ .‏ .‏ .‏ قد ثبّتَّ الارض لتبقى قائمة».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٨٩،‏ ٩٠‏)‏ فبكلمة اللّٰه —‏ «سُنَن السموات» التي وضعها —‏ تدور الاجرام السماوية بدقة في مدارها وتُثبَّت الارض الى الابد.‏ (‏ايوب ٣٨:‏٣١-‏٣٣؛‏ مزمور ١٠٤:‏٥‏)‏ فيمكننا الاعتماد على كل كلمة تخرج من فم يهوه،‏ لأن ما يقوله ‹سينجح› حتما،‏ إتماما لقصده.‏ —‏ اشعيا ٥٥:‏٨-‏١١‏.‏

      ٤ كيف يساعد الشغف بكلمة اللّٰه خدامه الذين يكابدون الشقاء؟‏

      ٤ كان صاحب المزمور ‹سيَهلك في شقائه لو لم تكن شريعة اللّٰه شغفه›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٢‏)‏ فلم يكابد الشقاء على ايدي الغرباء بل على ايدي منتهكي الشريعة الاسرائيليين الذين ابغضوه.‏ (‏لاويين ١٩:‏١٧‏)‏ لكنَّ ذلك لم يسحقه لأنه احب شريعة اللّٰه التي امدّته بالدعم.‏ على نحو مماثل،‏ مرّ الرسول بولس في كورنثوس «بأخطار بين إخوة دجالين».‏ وربما كان بينهم ‹فائقو الرسل› الذين سعوا الى ايجاد علّة فيه.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٥،‏ ١٢-‏١٤،‏ ٢٦‏)‏ لكنّ روحيات بولس لم تتأثر لأن كلمة اللّٰه كانت شغفه.‏ نحن ايضا لدينا شغف بكلمة يهوه المكتوبة ونطبِّق ما تقوله،‏ لذلك نحب اخوتنا.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٥‏)‏ حتى بغض العالم لنا لا يجعلنا ننسى ايّ ارشاد من ارشادات اللّٰه.‏ فنحن نستمر في فعل مشيئته بمحبة واتِّحاد بإخوتنا فيما نتطلع الى حياة ابدية مليئة بخدمة يهوه التي تجلب الفرح.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٩٣‏.‏

      ٥ كيف طلب الملك آسا يهوه؟‏

      ٥ للاعراب عن تعبّدنا ليهوه،‏ قد نصلّي:‏ «انا لك.‏ فخلِّصني،‏ لأني طلبت اوامرك».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٤‏)‏ في الماضي،‏ طلب الملك آسا اللّٰه واستأصل الارتداد من يهوذا.‏ وفي السنة الخامسة عشرة من ملكه (‏سنة ٩٦٣ ق‌م)‏،‏ اجتمع سكان يهوذا في محفل عظيم و «دخلوا في عهد ان يطلبوا يهوه».‏ وقد ‹وُجد لهم وأراحهم من حولهم›.‏ (‏٢ اخبار الايام ١٥:‏١٠-‏١٥‏)‏ ان هذا المثال يحثّ كل شخص انجرف وابتعد عن الجماعة المسيحية ان يطلب اللّٰه من جديد.‏ فاللّٰه سيبارك ويحمي الذين يستأنفون معاشرة شعبه.‏

      ٦ ايّ مسلك يحمينا من الاذى الروحي؟‏

      ٦ تمنحنا كلمة يهوه الحكمة التي تحمينا من الاذى الروحي.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٧-‏١٠٤‏)‏ فوصايا اللّٰه تجعلنا احكم من اعدائنا،‏ واتِّباع مذكِّراته يمنحنا البصيرة،‏ و ‹حفْظ اوامره يمكِّننا من التصرف بفهم اكثر من الشيوخ›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٨-‏١٠٠‏)‏ وإذا كانت اقوال يهوه ‹اعذب لحنكنا من العسل لفمنا›،‏ فسنبغض ونتجنب «كل سبيل كذب».‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠٣،‏ ١٠٤‏)‏ وهذا ما يحمينا من الاذى الروحي فيما نواجه الاشخاص المتكبرين والشرسين وغير الاتقياء في هذه الايام الاخيرة.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      سراج لرجلنا

      ٧،‏ ٨ ماذا يلزم ان نفعل اذا اردنا العمل بانسجام مع المزمور ١١٩:‏١٠٥‏؟‏

      ٧ ان كلام اللّٰه هو مصدر لا ينضب للنور الروحي.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠٥-‏١١٢‏)‏ فسواء كنا من المسيحيين الممسوحين او من عشرائهم ‹الخراف الاخر›،‏ فنحن كمجموعة نردِّد كلمات صاحب المزمور:‏ «سراج لرجلي كلامك،‏ ونور لسبيلي».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ مزمور ١١٩:‏١٠٥‏)‏ فكلام اللّٰه هو كسراج ينير طريقنا لئلا نتعثر ونسقط روحيا.‏ (‏امثال ٦:‏٢٣‏)‏ ولكن ماذا عن كل فرد منا؟‏ يجب ان يجعل كل منا كلام يهوه سراجا لرجله.‏

      ٨ ويجب ان نصمِّم،‏ كصاحب المزمور ١١٩‏،‏ ألّا نضلّ عن اوامر اللّٰه.‏ فقد قال:‏ «اقسمتُ وسأفي،‏ ان احفظ احكامك البارة».‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠٦‏)‏ فلنصمِّم نحن ايضا ألّا نستخف ابدا بقيمة درس الكتاب المقدس بانتظام والاشتراك في الاجتماعات المسيحية.‏

      ٩،‏ ١٠ كيف نعرف ان الاشخاص المنتذرين ليهوه يمكن ان ‹يضلّوا عن اوامره›،‏ ولكن كيف يمكن تجنب ذلك؟‏

      ٩ صحيح ان المرنم الملهم ‹لم يضلّ عن اوامر اللّٰه›،‏ لكنَّ هذا لا يعني ان الشخص المنتذر ليهوه لا يمكن ان يضلّ.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١١٠‏)‏ مثلا،‏ ضلّ الملك سليمان رغم انه كان ينتمي الى امة منتذرة ليهوه وقد عمل في بداية ملكه انسجاما مع الحكمة المعطاة من اللّٰه.‏ فحتى هو «جعلته الزوجات الغريبات يخطئ» باستمالته لعبادة الآلهة الباطلة.‏ —‏ نحميا ١٣:‏٢٦؛‏ ١ ملوك ١١:‏١-‏٦‏.‏

      ١٠ اليوم ايضا،‏ ينصب لنا «القنّاص»،‏ اي الشيطان،‏ الكثير من الفخاخ.‏ (‏مزمور ٩١:‏٣‏)‏ على سبيل المثال،‏ قد يحاول احد العبّاد السابقين ان يستميلنا لكي نضلّ ونحيد عن سبيل النور الروحي الى ظلمة الارتداد.‏ فبين المسيحيين في ثياتيرا،‏ كانت هنالك «المرأة ايزابل»،‏ التي هي على الارجح مجموعة من النساء كنّ يعلّمن الآخرين ممارسة الصنمية وارتكاب العهارة.‏ وبما ان يسوع لم يحتمل هذه الممارسات الشريرة،‏ فنحن ايضا لا يجب ان نحتملها.‏ (‏رؤيا ٢:‏١٨-‏٢٢؛‏ يهوذا ٣،‏ ٤‏)‏ لذلك لنصلِّ الى يهوه ليساعدنا ألا نضلّ عن اوامره،‏ بل ان نبقى في النور الالهي.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١١١،‏ ١١٢‏.‏

      كلام اللّٰه سند لنا

      ١١ كيف ينظر اللّٰه الى الاشرار كما يوضح المزمور ١١٩:‏١١٩‏؟‏

      ١١ اذا لم نحِد عن فرائض اللّٰه،‏ فسيكون سندا ودعما لنا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١١٣-‏١٢٠‏)‏ فنحن نرفض «ذوي القلوب المنقسمة» تماما كما يرفض يسوع المدّعين المسيحية ‹الفاترين› في ايامنا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١١٣؛‏ رؤيا ٣:‏١٦‏)‏ ولأننا نخدم يهوه بكل قلبنا،‏ يكون ‹سترا› ودعما لنا.‏ اما ‹كل الشاردين عن فرائضه› الذين يلجأون الى الاحتيال والكذب فسوف ‹ينبذهم›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١١٤،‏ ١١٧،‏ ١١٨؛‏ امثال ٣:‏٣٢‏)‏ فهو يعتبر هؤلاء الاشرار ‹كالخَبَث› —‏ الشوائب التي تُزال من المعادن النفيسة كالفضة والذهب.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١١٩؛‏ امثال ١٧:‏٣‏)‏ فلنُظهِر دائما المحبة لمذكِّرات اللّٰه،‏ لأننا حتما لا نريد ان نُحسَب بين الاشرار الذين سيُزالون كما تُزال الشوائب.‏

      ١٢ لماذا من المهم ان ننمي الخوف السليم من يهوه؟‏

      ١٢ قال المرنم الملهم:‏ «من رعبك اقشعر جسدي».‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٢٠‏)‏ فلكي يدعمنا اللّٰه كخدام له،‏ من المهم ان ننمي خوفا سليما منه.‏ ويمكننا الاعراب عن هذا الخوف بتجنب ما يرفضه يهوه.‏ فالخوف التوقيري دفع ايوب ان يكون بارّا في مسلك حياته.‏ (‏ايوب ١:‏١؛‏ ٢٣:‏١٥‏)‏ كذلك فإن خوف اللّٰه يمكِّننا من الاستمرار في اتِّباع مسلك يرضيه مهما واجهنا من ظروف.‏ ولكي نحتمل هذه الظروف يجب ان نصلي بإيمان.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٥‏.‏

      لنصلِّ بإيمان

      ١٣-‏١٥ (‏أ)‏ لماذا يمكننا الثقة ان صلواتنا ستُستجاب؟‏ (‏ب)‏ ماذا اذا لم نعرف ماذا نقول في الصلاة؟‏ (‏ج)‏ كيف يعبِّر المزمور ١١٩:‏١٢١-‏١٢٨ عن ‹انّاتنا التي لم يُنطَق بها› في الصلاة؟‏

      ١٣ يمكننا ان نصلّي الى اللّٰه بإيمان طلبا لمساعدته.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٢١-‏١٢٨‏)‏ وكصاحب المزمور،‏ نحن واثقون ان صلواتنا ستُستَجاب.‏ لماذا؟‏ لأننا نحب وصايا اللّٰه «اكثر من الذهب والابريز» و ‹نحسب كل اوامر اللّٰه في كل شيء قويمة›.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٢٧،‏ ١٢٨‏.‏

      ١٤ ويهوه يسمع توسلاتنا لأننا نصلي بإيمان ونطيع اوامره بدقة.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢‏)‏ ولكن ماذا لو واجهنا مشاكل عويصة بحيث لم نعرف ماذا نقول في الصلاة؟‏ ان «الروح نفسه يشفع لنا بأنّات لم يُنطَق بها».‏ (‏روما ٨:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ففي هذه الاوقات،‏ يقبل اللّٰه العبارات المأخوذة من الكتاب المقدس اذ يعتبرها صلوات تعبِّر عن حاجاتنا.‏

      ١٥ فالاسفار المقدسة زاخرة بالصلوات والافكار التي تعبِّر عن ‹انّاتنا التي لم يُنطق بها›.‏ لنأخذ على سبيل المثال المزمور ١١٩:‏١٢١-‏١٢٨‏.‏ فقد يتلاءم ما يرِد في هذه الاعداد مع ظروفنا.‏ مثلا،‏ اذا كنا نخشى ان ‹يغبننا› احد،‏ يمكننا استخدام كلمات صاحب المزمور في طلب مساعدة اللّٰه.‏ (‏الاعداد ١٢١-‏١٢٣‏)‏ او لنفرض ان علينا اتِّخاذ قرار صعب جدا.‏ في هذه الحال،‏ يمكن ان نصلي لكي يساعدنا روح يهوه على تذكّر وتطبيق مذكِّراته.‏ (‏العددان ١٢٤،‏ ١٢٥‏)‏ او رغم اننا ‹نبغض كل سبيل كذب›،‏ فقد نطلب من اللّٰه ان يساعدنا لئلا نستسلم للاغراء ونرفض شريعته.‏ (‏الاعداد ١٢٦-‏١٢٨‏)‏ فإذا كنا نقرأ الكتاب المقدس يوميا،‏ تخطر على بالنا ونحن نتضرع الى يهوه مقاطع مناسبة كهذه الاعداد.‏

      المساعدة التي ننالها من مذكِّرات يهوه

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ لماذا نحن بحاجة الى مذكِّرات اللّٰه،‏ وكيف ينبغي ان ننظر اليها؟‏ (‏ب)‏ كيف ينظر الينا البعض،‏ ولكن ماذا يهمّ فعلا؟‏

      ١٦ لكي تُستجاب صلواتنا ونتمتع بالرضى الالهي،‏ يجب ان نعمل بموجب مذكِّرات اللّٰه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٢٩-‏١٣٦‏)‏ وبما اننا ننسى كثيرا،‏ فنحن بحاجة الى مذكِّرات يهوه الرائعة التي تعيد الى ذهننا ارشاداته ووصاياه.‏ ولا شك اننا نقدِّر النور الروحي الذي يضيء لنا مع كل كشف جديد لكلام اللّٰه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٢٩،‏ ١٣٠‏)‏ كما اننا شاكرون لأن يهوه ‹يضيء بوجهه علينا› اذ يمنحنا رضاه،‏ رغم ان ‹جداول ماء قد تسيل من عيوننا› بسبب الذين ينتهكون شريعته.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٣٥،‏ ١٣٦؛‏ عدد ٦:‏٢٥‏.‏

      ١٧ ولا شك ان اللّٰه سيبقى راضيا علينا اذا عملنا بمقتضى مذكِّراته البارّة.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٣٧-‏١٤٤‏)‏ وكخدام ليهوه،‏ نعترف ان من حقه ان يلفت انتباهنا الى مذكِّراته البارّة وأن يتوقع منا إطاعة هذه الوصايا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٣٨‏)‏ ولكن لماذا قال صاحب المزمور:‏ «صغير انا ومُحتقَر» مع انه اطاع وصايا اللّٰه؟‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٤١‏)‏ كما يبدو،‏ كان يشير الى نظرة اعدائه اليه.‏ نحن ايضا،‏ قد يزدري بنا الآخرون اذا حافظنا على موقفنا الى جانب البر.‏ لكنَّ ما يهمّ فعلا هو اننا ننال رضى يهوه لأننا نعيش وفق مذكِّراته البارّة.‏

      الشعور بالامان والسلام الداخلي

      ١٨،‏ ١٩ ماذا ينتج عن حفظنا مذكِّرات اللّٰه؟‏

      ١٨ ان حفظ مذكِّرات اللّٰه يبقينا قريبين اليه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٤٥-‏١٥٢‏)‏ فلأننا نصغي الى مذكِّرات يهوه،‏ لا نتردد ان ندعوه بكل قلبنا ونتوقع ان يستجيب لنا.‏ وقد نستيقظ «باكرا عند الفجر» ونتوسل اليه ان يساعدنا.‏ فيا له من وقت ملائم للصلاة!‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٤٥-‏١٤٧‏)‏ واللّٰه قريب منا ايضا لأننا نتجنب الفجور ونعتبر ان كلمته هي الحق،‏ كما اعتبرها يسوع.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٥٠،‏ ١٥١؛‏ يوحنا ١٧:‏١٧‏)‏ وعلاقتنا بيهوه تدعمنا في هذا العالم المضطرب وستحفظنا لننجو من حربه العظيمة،‏ هرمجدون.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤؛‏ ١٦:‏١٣-‏١٦‏.‏

      ١٩ ولأننا نحترم كلمة اللّٰه احتراما عميقا،‏ نشعر بالامان الحقيقي.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٥٣-‏١٦٠‏)‏ فبعكس الاشرار،‏ نحن نحب اوامر يهوه و‹لا نحيد عن مذكِّراته›.‏ لذلك يغمرنا بلطفه الحبي،‏ مما يجعلنا نشعر بالامان.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٥٧-‏١٥٩‏)‏ ومذكِّرات يهوه تنشِّط عقلنا لنتذكر في حالات معيّنة ما يطلبه منا.‏ أما اوامره فهي ارشاداته لنا،‏ ولا شك ان الخالق يحق له ان يمنحنا الارشاد.‏ ونحن نقبل عن طيب خاطر هذا الارشاد الالهي لأننا ندرك ان ‹جوهر كلمة اللّٰه حق› وأنه لا يمكننا ان نوجِّه خطواتنا باستقلال عنه.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٦٠؛‏ ارميا ١٠:‏٢٣‏.‏

      ٢٠ لماذا لدينا «سلام وافر»؟‏

      ٢٠ ومحبتنا لشريعة يهوه تجلب لنا ‹سلاما وافرا›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦١-‏١٦٨‏)‏ فالاضطهاد لا يسلبنا «سلام اللّٰه» الذي لا مثيل له.‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ ونحن نقدِّر احكام يهوه كثيرا حتى اننا نسبِّحه عليها مرارا وتكرارا،‏ «سبع مرات .‏ .‏ .‏ في اليوم».‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦١-‏١٦٤‏)‏ رنّم صاحب المزمور:‏ «سلام وافر لمحبي شريعتك،‏ وليس لهم معثرة».‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦٥‏)‏ فإذا احببنا شريعة يهوه وحفظناها،‏ فلن نعثر روحيا بسبب ما يفعله شخص آخر او غير ذلك من الاسباب.‏

      ٢١ ايّ مثالين من الاسفار المقدسة يُظهِران انه لا يجب ان نعثر اذا نشأت المشاكل ضمن الجماعة؟‏

      ٢١ يذكر الكتاب المقدس اشخاصا كثيرين لم يدَعوا ايّ شيء يسبِّب لهم عثرة دائمة.‏ مثلا،‏ رغم تصرفات ديوتريفس الشريرة،‏ لم يعثر مسيحي اسمه غايس بل ‹تابع السير في الحق›.‏ (‏٣ يوحنا ١-‏٣،‏ ٩،‏ ١٠‏)‏ كما حضّ بولس المرأتين المسيحيتَين افودية وسنتيخي «ان يكون لهما الفكر نفسه في الرب»،‏ على الارجح لأن خلافات نشأت بينهما.‏ ومن الواضح انه جرت مساعدتهما على حل مشكلتهما وقد استمرتا في خدمة يهوه بأمانة.‏ (‏فيلبي ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ نحن ايضا لا يجب ان نعثر اذا نشأت بعض المشاكل ضمن الجماعة.‏ بل لنركِّز على حفظ اوامر يهوه،‏ متذكّرين ان ‹كل طرقنا امامه›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦٨؛‏ امثال ١٥:‏٣‏)‏ عندئذ،‏ لا شيء يمكنه ان يسلبنا بشكل دائم ‹السلام الوافر›.‏

      ٢٢ (‏أ)‏ ايّ امتياز سنحظى به اذا اطعنا اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان ننظر الى بعض الذين هاموا وابتعدوا عن الجماعة المسيحية؟‏

      ٢٢ اذا اطعنا يهوه دائما،‏ فسنحظى بامتياز تسبيحه باستمرار.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦٩-‏١٧٦‏)‏ فبالعيش بانسجام مع فرائض اللّٰه،‏ لا ننعم بالامان الروحي فحسب،‏ بل تظل ايضا ‹شفاهنا تفيض تسبيحا ليهوه›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦٩-‏١٧١،‏ ١٧٤‏)‏ وهذا اسمى امتياز يمكن ان نحظى به في هذه الايام الاخيرة.‏ رغم ان صاحب المزمور اراد ان يبقى حيّا ويسبِّح يهوه،‏ فقد ‹هام كخروف ضال› بطريقة لا يجري الكشف عنها في الكتاب المقدس.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٧٥،‏ ١٧٦‏)‏ في ايامنا ايضا،‏ هام البعض وابتعدوا عن الجماعة المسيحية رغم انهم لا يزالون يحبون اللّٰه ويريدون تسبيحه.‏ لذلك لنبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم لكي ينعموا مجددا بالامان الروحي ويشعروا بالفرح الناجم عن تسبيح يهوه مع شعبه.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٥؛‏ ١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

      نور دائم لسبيلنا

      ٢٣،‏ ٢٤ اية فوائد نجنيها من المزمور ١١٩‏؟‏

      ٢٣ يفيدنا المزمور ١١٩ بطرائق عديدة.‏ مثلا،‏ انه يزيدنا اتِّكالا على اللّٰه لأنه يُظهِر ان السعادة الحقيقية تنتج من ‹السير في شريعة يهوه›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١‏)‏ ويذكِّرنا كاتب هذا المزمور بأن ‹جوهر كلمة اللّٰه هو حق›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦٠‏)‏ ولا شك ان هذا يزيد تقديرنا لكلمة اللّٰه المكتوبة بأكملها.‏ والتأمل في المزمور ١١٩ ينبغي ان يدفعنا الى درس الاسفار المقدسة بدأب.‏ فالمرنم الملهم التمس تكرارا من اللّٰه:‏ «علِّمني فرائضك».‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٢،‏ ٦٨،‏ ١٣٥‏)‏ كما تضرع ايضا:‏ «صلاحا ورجاحة عقل ومعرفة علِّمني،‏ لأني مارست الايمان بوصاياك».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٦٦‏)‏ نحن ايضا ينبغي ان نتبنى هذا الموقف ونصلي بطريقة مماثلة.‏

      ٢٤ ان التعليم الالهي يمكِّننا من حيازة علاقة لصيقة بيهوه.‏ فصاحب المزمور يدعو نفسه تكرارا خادم اللّٰه ويوجِّه الى يهوه الكلمات التالية التي تمسّ القلب:‏ «انا لك».‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٧،‏ ٦٥،‏ ٩٤،‏ ١٢٢،‏ ١٢٥؛‏ روما ١٤:‏٨‏)‏ فما اعظم الامتياز ان يخدم المرء يهوه ويسبِّحه كواحد من شهوده!‏ (‏مزمور ١١٩:‏٧‏)‏ فهل تخدم انتَ ايضا اللّٰه بفرح كمنادٍ بالملكوت؟‏ في هذه الحال،‏ كن على يقين ان يهوه سيستمر في دعمك ومباركتك فيما تقوم بهذا العمل شرط ان تتّكل دائما على كلمته وتدعها تنير سبيلك.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة