-
لنتَّكل على كلمة يهوهبرج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
لنتَّكل على كلمة يهوه
«اتَّكلت على كلمتك». — مزمور ١١٩:٤٢.
١ ماذا يمكن القول عن هوية وموقف كاتب المزمور ١١٩؟
كان كلام يهوه عزيزا على قلب كاتب المزمور ١١٩ الذي ربما كان حزقيا، احد الامراء في يهوذا. فالمشاعر المعبَّر عنها في هذه الترنيمة الموحى بها تنسجم مع موقف حزقيا الذي «التصق بيهوه» عندما كان ملكا على يهوذا. (٢ ملوك ١٨:٣-٧) لكنَّ الامر الاكيد هو ان المؤلف كان يدرك حاجته الروحية. — متى ٥:٣.
٢ ما هو محور المزمور ١١٩، وبأية طريقة نُظِمت هذه الترنيمة؟
٢ يُبرِز المزمور ١١٩ نقطة مهمة: قيمة كلام اللّٰه، او رسالته.a ولتكون هذه الترنيمة سهلة التذكر، نظمها المؤلف بترتيب ابجدي. فهي تحتوي على ١٧٦ بيتا في ٢٢ مقطعا. ويتضمن كل مقطع ٨ ابيات يبتدئ كلٌّ منها بالحرف الابجدي العبراني نفسه. في هذا المزمور، ترِد اشارات الى كلام اللّٰه، شريعته، مذكِّراته، طرُقه، اوامره، فرائضه، وصاياه، احكامه، اقواله، وسُنَنه. وفي هذه المقالة والمقالة التالية، سنناقش المزمور ١١٩ على ضوء ترجمة دقيقة لنص الكتاب المقدس العبراني. وإذ نتأمل في حوادث تشمل خداما ليهوه في الماضي والحاضر، ينبغي ان يعمق فهمنا للترنيمة الموحى بها من اللّٰه ويزداد تقديرنا لكلمة اللّٰه المكتوبة، الكتاب المقدس.
الطاعة لكلام اللّٰه تجلب لنا السعادة
٣ ماذا يعني ان يكون المرء بلا عيب، وأيّ مثال يوضح ذلك؟
٣ تأتي السعادة الحقيقية من السير في شريعة يهوه. (مزمور ١١٩:١-٨) فإذا فعلنا ذلك يعتبرنا يهوه ‹بلا عيب في طريقنا›. (مزمور ١١٩:١) وكوننا بلا عيب لا يعني اننا كاملون، بل اننا نسعى جاهدين لفعل مشيئة يهوه. مثلا، كان نوح رجلا «لا عيب فيه بين معاصريه» وكان ‹يسير مع اللّٰه›. وقد نجا هذا الاب الجليل الامين هو وعائلته من الطوفان لأن مسلك حياته كان منسجما مع مطالب يهوه. (تكوين ٦:٩؛ ١ بطرس ٣:٢٠) على نحو مماثل، تتوقف نجاتنا من نهاية هذا العالم على ‹حفْظ اوامر اللّٰه جيدا›، اي فعل مشيئته. — مزمور ١١٩:٤.
٤ علامَ يتوقف نجاحنا وسعادتنا؟
٤ لن يتركنا يهوه ابدا اذا ‹حمدناه باستقامة قلب وحفظنا فرائضه›. (مزمور ١١٩:٧، ٨) فهو لم يتخلَّ عن القائد الاسرائيلي يشوع الذي طبَّق المشورة ان ‹يقرأ في سفر الشريعة نهارا وليلا ليعمل بحسب كل ما هو مكتوب فيه›. وهذا ما جعله ينجح ومكّنه من العمل بحكمة. (يشوع ١:٨) ففي اواخر حياته، كان لا يزال يحمد اللّٰه واستطاع ان يذكِّر الاسرائيليين: «انتم تعلمون بكل قلوبكم وبكل نفوسكم انه لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي كلمكم به يهوه الهكم». (يشوع ٢٣:١٤) ومثل يشوع وكاتب المزمور ١١٩، نشعر بالسعادة اذا سبَّحنا يهوه واتّكلنا على كلمته.
كلام يهوه يبقينا طاهرين
٥ (أ) كيف يمكن للمرء ان يبقى طاهرا روحيا؟ (ب) اية امور تساعد الحدث الذي ارتكب خطية خطيرة؟
٥ يمكننا ان نكون طاهرين روحيا اذا بقينا متيقظين حسب كلام اللّٰه. (مزمور ١١٩:٩-١٦) وهذا امر ممكن حتى لو لم يرسم لنا والدونا مثالا حسنا. فحزقيا ‹طهَّر طريقه›، ربما من التأثيرات الوثنية، رغم ان اباه كان عابد اصنام. ولكن ماذا لو ارتكب احد خدام اللّٰه الاحداث خطية خطيرة؟ ان التوبة، الصلاة، المساعدة من والدَيه، والعون الحبي الذي يقدّمه له الشيوخ المسيحيون هي امور تساعده ان يطهِّر طريقه ويبقى متيقظا على غرار حزقيا. — يعقوب ٥:١٣-١٥.
٦ اية امرأتَين ‹طهَّرتا طريقهما وبقيتا متيقظتَين حسب كلام اللّٰه›؟
٦ عاشت راحاب وراعوث قبل كتابة المزمور ١١٩، لكنهما هما ايضا ‹طهَّرتا طريقهما›. فرغم ان راحاب كانت بغيًّا كنعانية، فقد صارت عابدة ليهوه وعُرفت بإيمانها. (عبرانيين ١١:٣٠، ٣١) كما ان راعوث الموآبية تركت آلهتها وصارت عابدة ليهوه تطيع شريعته لأمة اسرائيل. (راعوث ١:١٤-١٧؛ ٤:٩-١٣) وهاتان المرأتان غير الاسرائيليتَين كلتاهما ‹بقيتا متيقظتَين حسب كلام اللّٰه› ونالتا الامتياز الرائع ان يتحدر يسوع المسيح منهما. — متى ١:١، ٤-٦.
٧ كيف رسم لنا دانيال والاحداث العبرانيون الثلاثة مثالا رائعا في المحافظة على الطهارة الروحية؟
٧ رغم ان «ميل قلب الانسان شرير منذ حداثته»، بإمكان الاحداث ان يسلكوا بطهارة حتى في هذا العالم الفاسد الذي يسيطر عليه الشيطان. (تكوين ٨:٢١؛ ١ يوحنا ٥:١٩) ودانيال ورفقاؤه العبرانيون الثلاثة الذين كانوا مسبيين في بابل هم خير مثال على ذلك. فقد ‹بقوا متيقظين حسب كلام اللّٰه›، اذ رفضوا ان يتنجسوا «بأطعمة الملك الفاخرة». (دانيال ١:٦-١٠) فالبابليون كانوا يأكلون حيوانات نجسة حرّمتها الشريعة الموسوية. (لاويين ١١:١-٣١؛ ٢٠:٢٤-٢٦) ولم يكن من عادتهم استنزاف دم الحيوانات التي يقتلونها. لكنَّ تناول اللحم الذي لم يُستنزَف دمه كان انتهاكا لشريعة اللّٰه المتعلقة بالدم. (تكوين ٩:٣، ٤) فلا عجب اذًا ان يرفض العبرانيون الاربعة الاكل من اطعمة الملك الفاخرة! وهكذا، حافظ هؤلاء الاحداث الاتقياء على الطهارة الروحية. وبفعلهم ذلك، رسموا لنا مثالا رائعا لنقتدي به.
كلام اللّٰه يساعدنا لنحافظ على الامانة
٨ ايّ موقف وأية معرفة لازمان لفهم وتطبيق شريعة اللّٰه؟
٨ ان احد العوامل المهمة للبقاء امناء ليهوه هو ان يكون لدينا شغف بكلمته. (مزمور ١١٩:١٧-٢٤) فإذا كنا مثل كاتب المزمور فسنتوق الى فهم «الامور العجيبة» من شريعة اللّٰه، ‹نتشوق دائما الى احكام يهوه›، وتكون ‹مذكِّراته هي شغفنا›. (مزمور ١١٩:١٨، ٢٠، ٢٤) فهل ‹ننمّي شوقا الى حليب الكلمة غير المغشوش›، حتى لو لم يمضِ على انتذارنا ليهوه سوى فترة قصيرة؟ (١ بطرس ٢:١، ٢) فيلزم ان نفهم تعاليم الكتاب المقدس الاولية بغية فهم وتطبيق شريعة اللّٰه بشكل افضل.
٩ كيف ينبغي ان نتجاوب اذا تضاربت شريعة اللّٰه مع مطالب الناس؟
٩ ربما يكون لدينا شغف بمذكِّرات اللّٰه. ولكن ماذا لو تكلَّم علينا «الرؤساء» لسبب ما؟ (مزمور ١١٩:٢٣، ٢٤) كثيرا ما يحاول اشخاص في السلطة إجبارنا على وضع شرائع البشر فوق شريعة اللّٰه. فماذا نفعل اذا تضاربت مطالب الناس مع مشيئة اللّٰه؟ ان شغفنا بكلمة اللّٰه سيساعدنا على البقاء امناء ليهوه. فعلى غرار رسل يسوع المسيح المضطهَدين، سوف نقول: «ينبغي ان يُطاع اللّٰه حاكما لا الناس». — اعمال ٥:٢٩.
١٠، ١١ كيف يمكننا المحافظة على الاستقامة امام يهوه حتى في احلك الظروف؟
١٠ يمكننا البقاء امناء ليهوه حتى في احلك الظروف. (مزمور ١١٩:٢٥-٣٢) وإذا اردنا المحافظة على استقامتنا امام اللّٰه، يجب ان نكون مستعدين للتعلّم وأن نصلي بإخلاص طلبا لإرشاده. كما يجب ان نختار «طريق الامانة». — مزمور ١١٩:٢٦، ٣٠.
١١ فحزقيا — الذي ربما كتب المزمور ١١٩ — اختار «طريق الامانة»، رغم انه كان مُحاطا بعبدة الآلهة الباطلة وربما كان موضع سخرية اعضاء البلاط الملكي. وبسبب هذه الظروف على الارجح، ‹أرِقَت نفسه من الحزن›. (مزمور ١١٩:٢٨) لكنه اتّكل على اللّٰه، كان ملكا صالحا، و «فعل ما هو صائب في عيني يهوه». (٢ ملوك ١٨:١-٥) نحن ايضا، يمكننا احتمال المحن والمحافظة على استقامتنا اذا اتّكلنا على اللّٰه. — يعقوب ١:٥-٨.
كلام اللّٰه يمنحنا الشجاعة
١٢ كيف يمكننا ان نطبِّق المزمور ١١٩:٣٦، ٣٧؟
١٢ ان اتِّباع إرشاد كلام اللّٰه يمنحنا الشجاعة لمواجهة مصاعب الحياة. (مزمور ١١٩:٣٣-٤٠) ونحن نطلب بتواضع ان يرشدنا يهوه ويعلِّمنا لكي نتمكن من حفْظ شريعته ‹بكل قلبنا›. (مزمور ١١٩:٣٣، ٣٤) فكصاحب المزمور، نطلب من اللّٰه: «أمِل قلبي الى مذكِّراتك، لا الى المكاسب»، اي الى مكاسب الظلم. (مزمور ١١٩:٣٦) وكالرسول بولس، نحن «نسلك حسنا في كل شيء». (عبرانيين ١٣:١٨) مثلا، اذا اراد صاحب العمل ان نقوم بعمل غير نزيه، نستجمع الجرأة للالتصاق بإرشادات اللّٰه. ولا شك ان يهوه سيباركنا دائما على مسلكنا هذا. فهو يساعدنا ان نسيطر على كل الرغبات الخاطئة. لذلك لنصلِّ: «حوِّل عينَي عن النظر الى الباطل». (مزمور ١١٩:٣٧) فنحن لا نريد مطلقا ان يكون ايّ شيء باطل يبغضه اللّٰه جذابا في نظرنا. (مزمور ٩٧:١٠) وهذا الموقف يدفعنا الى تجنب امور مثل الفن الاباحي والممارسات الارواحية. — ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠؛ رؤيا ٢١:٨.
١٣ كيف نال تلاميذ يسوع المضطهَدون الشجاعة اللازمة للشهادة بجرأة؟
١٣ تمنحنا المعرفة الدقيقة لكلمة اللّٰه الثقة لنشهد بشجاعة. (مزمور ١١٩:٤١-٤٨) ونحن بحاجة الى الشجاعة ‹لنجيب معيِّرنا›. (مزمور ١١٩:٤٢) فقد نكون احيانا كتلاميذ يسوع المضطهَدين الذين صلّوا: «يا يهوه، . . . أعطِ عبيدك ان يواظبوا على التكلم بكلمتك بكل جرأة». وماذا كانت النتيجة؟ «امتلأوا جميعهم من الروح القدس، وأخذوا يتكلمون بكلمة اللّٰه بجرأة». ولا شك ان اللّٰه يعطينا نحن ايضا الشجاعة لنتكلم بكلمته بجرأة. — اعمال ٤:٢٤-٣١.
١٤ ماذا يساعدنا لنشهد بشجاعة كبولس؟
١٤ وإذا احببنا «كلمة الحق» و ‹حفظنا احكام اللّٰه دائما› ننال الشجاعة اللازمة للشهادة دون خوف او خجل. (مزمور ١١٩:٤٣، ٤٤) فالدرس الدؤوب لكلمة اللّٰه المكتوبة يجهِّزنا ‹للتكلم بمذكِّراته امام ملوك›. (مزمور ١١٩:٤٦) كما ان الصلاة وروح يهوه يساعداننا ان نقول الامور المناسبة بالطريقة المناسبة. (متى ١٠:١٦-٢٠؛ كولوسي ٤:٦) مثلا، تحدّث بولس بشجاعة عن مذكِّرات اللّٰه امام حكام في القرن الاول. فقد شهد للحاكم الروماني فيلكس، الذي «سمع منه عن الايمان بالمسيح يسوع». (اعمال ٢٤:٢٤، ٢٥) وشهد ايضا امام الحاكم فستوس والملك اغريباس. (اعمال ٢٥:٢٢–٢٦:٣٢) نحن ايضا، يمكننا بمساعدة يهوه ان نكون شهودا شجعانا ‹لا نخجل بالبشارة› ابدا. — روما ١:١٦.
كلمة اللّٰه تمنحنا التعزية
١٥ كيف تمنحنا كلمة اللّٰه التعزية عندما يهزأ بنا المجترئون؟
١٥ ان كلمة يهوه، الكتاب المقدس، هي مصدر لا ينضب للتعزية. (مزمور ١١٩:٤٩-٥٦) فقد نمرّ بأوقات نكون فيها بأمسّ الحاجة الى التعزية. مثلا، رغم اننا نتكلم بشجاعة كشهود ليهوه، فإن ‹المجترئين› على اللّٰه ‹يهزأون بنا› احيانا. (مزمور ١١٩:٥١) ولكن فيما نصلّي، قد نتذكر امورا ايجابية مكتوبة في كلمة اللّٰه، فننال ‹التعزية›. (مزمور ١١٩:٥٢) فخلال تضرعاتنا، قد نتذكر شريعة او مبدأ من الاسفار المقدسة يمنحنا التعزية والشجاعة اللازمتين في ظرفنا العصيب.
١٦ ماذا رفض خدام اللّٰه فعله رغم الاضطهاد؟
١٦ كان المجترئون الذين هزئوا بصاحب المزمور اسرائيليين — اعضاء في امة منتذرة للّٰه. فكم كان ذلك مخزيا! ولكن بعكسهم، لنصمِّم ألا نحيد عن شريعة اللّٰه. (مزمور ١١٩:٥١) فعلى مرّ السنين، رفض آلاف من خدام اللّٰه ان يحيدوا عن الشرائع والمبادئ الموجودة في الكتاب المقدس رغم ان البعض منهم تعرّضوا للاضطهاد على ايدي النازيين او غيرهم. (يوحنا ١٥:١٨-٢١) ومع اننا نتعرض للاضطهاد، لا تشكِّل إطاعة يهوه عبئا علينا لأن فرائضه هي لنا كترانيم معزية. — مزمور ١١٩:٥٤؛ ١ يوحنا ٥:٣.
لنُظهِر اننا شاكرون ليهوه على كلامه
١٧ إلامَ يدفعنا تقديرنا لكلام اللّٰه؟
١٧ لكي نُظهِر اننا شاكرون ليهوه على كلامه، ينبغي ان نحفظه. (مزمور ١١٩:٥٧-٦٤) فصاحب المزمور ‹وعد ان يحفظ كلام يهوه›، حتى انه ‹في منتصف الليل كان يقوم ليشكر اللّٰه على احكامه البارّة›. نحن ايضا اذا استيقظنا خلال الليل، فلننتهز هذه الفرصة الرائعة للتعبير عن شكرنا للّٰه في الصلاة. (مزمور ١١٩:٥٧، ٦٢) وتقديرنا لكلام اللّٰه يدفعنا ان نطلب منه تعليمنا، كما انه يجعلنا ‹شركاء للذين يخافونه› خوفا توقيريا. (مزمور ١١٩:٦٣، ٦٤) وهؤلاء الاشخاص هم افضل عشراء يمكننا ايجادهم على الارض.
١٨ كيف يستجيب يهوه صلواتنا عندما ‹تلتفّ علينا حبال الاشرار›؟
١٨ عندما نصلي الى يهوه من كل قلبنا ونطلب منه بتواضع ان يعلِّمنا، ‹نستعطف وجهه› لكي يتحنن علينا ويمنحنا رضاه. ويلزم ان نصلي بشكل خاص عندما ‹تلتفّ علينا حبال الاشرار›. (مزمور ١١٩:٥٨، ٦١) فبإمكان يهوه ان يقطع الحبال التي يكبِّلنا بها الاعداء ويحرِّرنا للقيام بالكرازة بالبشارة وعمل التلمذة. (متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) وهذا ما تبرهن تكرارا في البلدان حيث يُفرَض الحظر على عملنا.
لنمارس الايمان بكلمة اللّٰه
١٩، ٢٠ كيف يمكن ان تكون ‹مكابدة المشقات حسنة لنا›؟
١٩ ان الايمان باللّٰه وكلمته يساعدنا ان نحتمل المشقات ونفعل مشيئته. (مزمور ١١٩:٦٥-٧٢) فرغم ان المجترئين ‹شوَّهوا سمعة› صاحب المزمور «بالكذب»، رنّم قائلا: «حسن لي انني كابدت المشقات». (مزمور ١١٩:٦٦، ٦٩، ٧١) فكيف يمكن ان تكون مكابدة المشقات حسنة لأيٍّ من خدام يهوه؟
٢٠ لا شك اننا نتضرع ليهوه من كل قلبنا عندما نكابد المشقات، وهذا ما يقرِّبنا اكثر اليه. وقد نقضي وقتا اكبر في درس كلمة اللّٰه المكتوبة ونبذل جهدا اكبر لتطبيقها، وهذا ما يمنحنا سعادة اعظم في حياتنا. ولكن ماذا لو كشفت المشقات ان لدينا صفات غير مرغوب فيها، مثل قلة الصبر والتكبر؟ ان الصلاة النابعة من القلب والمساعدة من خلال الكتاب المقدس وروح اللّٰه تمكِّناننا من السيطرة على هذه النقائص و ‹لبس الشخصية الجديدة› بشكل اكمل. (كولوسي ٣:٩-١٤) كما ان احتمال الشدائد يقوّي ايماننا. (١ بطرس ١:٦، ٧) فقد استفاد بولس من الضيقات لأنها زادته اتّكالا على يهوه. (٢ كورنثوس ١:٨-١٠) فهل نسمح نحن ايضا للضيقات بأن تجلب لنا الفوائد؟
لنتَّكل على يهوه دائما
٢١ كيف يخزي يهوه المجترئين؟
٢١ تزوِّدنا كلمة اللّٰه بأساس سليم للاتكال على يهوه. (مزمور ١١٩:٧٣-٨٠) وإذا اتّكلنا على خالقنا، فما من شيء يجعلنا نشعر بالخزي. لكن في بعض الاحيان، نحتاج الى التعزية بسبب ما يفعله الآخرون بنا. لذلك قد نشعر برغبة في الصلاة الى يهوه، قائلين: «ليخزَ المجترئون». (مزمور ١١٩:٧٦-٧٨) ويهوه يخزي هؤلاء المجترئين بفضح اساليبهم الشريرة وتقديس اسمه. ويمكننا ان نكون على يقين ان مضطهِدي شعب اللّٰه لا يربحون شيئا. فلم ولن يتمكنوا من إبادة شهود يهوه الذين يتّكلون على اللّٰه بكل قلبهم. — امثال ٣:٥، ٦.
٢٢ كيف كان صاحب المزمور «كزِقّ في الدخان»؟
٢٢ وكلمة اللّٰه تزيدنا اتّكالا عليه عندما نواجه الاضطهاد. (مزمور ١١٩:٨١-٨٨) فصاحب المزمور شعر بأنه «كزِقّ في الدخان» بسبب اضطهاد المجترئين له. (مزمور ١١٩:٨٣، ٨٦) في ازمنة الكتاب المقدس، كان الزِّق (وعاء مصنوع من جلد الحيوانات) يُستخدَم لخزن الماء، الخمر، والسوائل الاخرى. وكان هذا الزِّق ينكمش اذا عُلِّق قرب النار وتُرِك دون استعمال في غرفة لا يوجد فيها مدخنة. فهل تشعر انك «كزِقّ في الدخان» من جراء المشقات او الاضطهاد؟ في هذه الحال، اتّكل على يهوه وصلِّ كصاحب المزمور: «حسب لطفك الحبي أحيِني، فأحفظ تذكير فمك». — مزمور ١١٩:٨٨.
٢٣ اية معلومات ناقشناها في مراجعتنا للمزمور ١١٩:١-٨٨، وماذا ينبغي ان نسأل انفسنا قبل درس المزمور ١١٩:٨٩-١٧٦؟
٢٣ ان مناقشتنا للجزء الاول من المزمور ١١٩ تُظهِر ان يهوه يمارس اللطف الحبي نحو خدامه لأنهم يتَّكلون على كلامه ولأن لديهم شغفا بسُننه، مذكِّراته، وصاياه، وشرائعه. (مزمور ١١٩:١٦، ٤٧، ٦٤، ٧٠، ٧٧، ٨٨) ويسرّه ان يبقى المخلصون له متيقظين حسب كلامه. (مزمور ١١٩:٩، ١٧، ٤١، ٤٢) ولكن قبل ان تدرس ما تبقّى من هذا المزمور الرائع، اسأل نفسك: ‹هل ادع فعلا كلام يهوه ينير سبيلي؟›.
[الحاشية]
a تشير عبارة ‹كلمة اللّٰه› وعبارة ‹كلام اللّٰه› في المزمور ١١٩ الى رسالة يهوه، وليس الى كامل محتويات الكتاب المقدس الذي يُدعى عموما كلمة اللّٰه.
-
-
لندَع كلام اللّٰه ينير سبيلنابرج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
لندَع كلام اللّٰه ينير سبيلنا
«كلامك . . . نور لسبيلي». — مزمور ١١٩:١٠٥.
١، ٢ كيف نسمح لكلام اللّٰه بأن ينير سبيلنا؟
ينير كلام اللّٰه سبيلنا اذا سمحنا له بذلك. فلنيل هذا النور الروحي، يجب ان نكون تلاميذ دؤوبين لكلمة اللّٰه المكتوبة ونطبِّق مشورتها. وبفعلنا ذلك نشاطر صاحب المزمور مشاعره حين رنّم: «سراج لرجلي كلامك، ونور لسبيلي». — مزمور ١١٩:١٠٥.
٢ لنناقش الآن المزمور ١١٩:٨٩-١٧٦. فهذه الاعداد المقسّمة الى ١١ مقطعا تحتوي على وفرة من المعلومات. وبإمكانها مساعدتنا على البقاء سائرين في الطريق الذي يؤدي الى الحياة الابدية. — متى ٧:١٣، ١٤.
لمَ يجب ان تكون كلمة اللّٰه شغفنا؟
٣ كيف يُظهِر المزمور ١١٩:٨٩، ٩٠ انه بإمكاننا الاعتماد على كلمة اللّٰه؟
٣ ان الشغف بكلمة يهوه يُنتج الثبات والاستقرار الروحي. (مزمور ١١٩:٨٩-٩٦) رنّم صاحب المزمور: «الى الدهر يا يهوه، كلمتك قائمة في السموات. . . . قد ثبّتَّ الارض لتبقى قائمة». (مزمور ١١٩:٨٩، ٩٠) فبكلمة اللّٰه — «سُنَن السموات» التي وضعها — تدور الاجرام السماوية بدقة في مدارها وتُثبَّت الارض الى الابد. (ايوب ٣٨:٣١-٣٣؛ مزمور ١٠٤:٥) فيمكننا الاعتماد على كل كلمة تخرج من فم يهوه، لأن ما يقوله ‹سينجح› حتما، إتماما لقصده. — اشعيا ٥٥:٨-١١.
٤ كيف يساعد الشغف بكلمة اللّٰه خدامه الذين يكابدون الشقاء؟
٤ كان صاحب المزمور ‹سيَهلك في شقائه لو لم تكن شريعة اللّٰه شغفه›. (مزمور ١١٩:٩٢) فلم يكابد الشقاء على ايدي الغرباء بل على ايدي منتهكي الشريعة الاسرائيليين الذين ابغضوه. (لاويين ١٩:١٧) لكنَّ ذلك لم يسحقه لأنه احب شريعة اللّٰه التي امدّته بالدعم. على نحو مماثل، مرّ الرسول بولس في كورنثوس «بأخطار بين إخوة دجالين». وربما كان بينهم ‹فائقو الرسل› الذين سعوا الى ايجاد علّة فيه. (٢ كورنثوس ١١:٥، ١٢-١٤، ٢٦) لكنّ روحيات بولس لم تتأثر لأن كلمة اللّٰه كانت شغفه. نحن ايضا لدينا شغف بكلمة يهوه المكتوبة ونطبِّق ما تقوله، لذلك نحب اخوتنا. (١ يوحنا ٣:١٥) حتى بغض العالم لنا لا يجعلنا ننسى ايّ ارشاد من ارشادات اللّٰه. فنحن نستمر في فعل مشيئته بمحبة واتِّحاد بإخوتنا فيما نتطلع الى حياة ابدية مليئة بخدمة يهوه التي تجلب الفرح. — مزمور ١١٩:٩٣.
٥ كيف طلب الملك آسا يهوه؟
٥ للاعراب عن تعبّدنا ليهوه، قد نصلّي: «انا لك. فخلِّصني، لأني طلبت اوامرك». (مزمور ١١٩:٩٤) في الماضي، طلب الملك آسا اللّٰه واستأصل الارتداد من يهوذا. وفي السنة الخامسة عشرة من ملكه (سنة ٩٦٣ قم)، اجتمع سكان يهوذا في محفل عظيم و «دخلوا في عهد ان يطلبوا يهوه». وقد ‹وُجد لهم وأراحهم من حولهم›. (٢ اخبار الايام ١٥:١٠-١٥) ان هذا المثال يحثّ كل شخص انجرف وابتعد عن الجماعة المسيحية ان يطلب اللّٰه من جديد. فاللّٰه سيبارك ويحمي الذين يستأنفون معاشرة شعبه.
٦ ايّ مسلك يحمينا من الاذى الروحي؟
٦ تمنحنا كلمة يهوه الحكمة التي تحمينا من الاذى الروحي. (مزمور ١١٩:٩٧-١٠٤) فوصايا اللّٰه تجعلنا احكم من اعدائنا، واتِّباع مذكِّراته يمنحنا البصيرة، و ‹حفْظ اوامره يمكِّننا من التصرف بفهم اكثر من الشيوخ›. (مزمور ١١٩:٩٨-١٠٠) وإذا كانت اقوال يهوه ‹اعذب لحنكنا من العسل لفمنا›، فسنبغض ونتجنب «كل سبيل كذب». (مزمور ١١٩:١٠٣، ١٠٤) وهذا ما يحمينا من الاذى الروحي فيما نواجه الاشخاص المتكبرين والشرسين وغير الاتقياء في هذه الايام الاخيرة. — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
سراج لرجلنا
٧، ٨ ماذا يلزم ان نفعل اذا اردنا العمل بانسجام مع المزمور ١١٩:١٠٥؟
٧ ان كلام اللّٰه هو مصدر لا ينضب للنور الروحي. (مزمور ١١٩:١٠٥-١١٢) فسواء كنا من المسيحيين الممسوحين او من عشرائهم ‹الخراف الاخر›، فنحن كمجموعة نردِّد كلمات صاحب المزمور: «سراج لرجلي كلامك، ونور لسبيلي». (يوحنا ١٠:١٦؛ مزمور ١١٩:١٠٥) فكلام اللّٰه هو كسراج ينير طريقنا لئلا نتعثر ونسقط روحيا. (امثال ٦:٢٣) ولكن ماذا عن كل فرد منا؟ يجب ان يجعل كل منا كلام يهوه سراجا لرجله.
٨ ويجب ان نصمِّم، كصاحب المزمور ١١٩، ألّا نضلّ عن اوامر اللّٰه. فقد قال: «اقسمتُ وسأفي، ان احفظ احكامك البارة». (مزمور ١١٩:١٠٦) فلنصمِّم نحن ايضا ألّا نستخف ابدا بقيمة درس الكتاب المقدس بانتظام والاشتراك في الاجتماعات المسيحية.
٩، ١٠ كيف نعرف ان الاشخاص المنتذرين ليهوه يمكن ان ‹يضلّوا عن اوامره›، ولكن كيف يمكن تجنب ذلك؟
٩ صحيح ان المرنم الملهم ‹لم يضلّ عن اوامر اللّٰه›، لكنَّ هذا لا يعني ان الشخص المنتذر ليهوه لا يمكن ان يضلّ. (مزمور ١١٩:١١٠) مثلا، ضلّ الملك سليمان رغم انه كان ينتمي الى امة منتذرة ليهوه وقد عمل في بداية ملكه انسجاما مع الحكمة المعطاة من اللّٰه. فحتى هو «جعلته الزوجات الغريبات يخطئ» باستمالته لعبادة الآلهة الباطلة. — نحميا ١٣:٢٦؛ ١ ملوك ١١:١-٦.
١٠ اليوم ايضا، ينصب لنا «القنّاص»، اي الشيطان، الكثير من الفخاخ. (مزمور ٩١:٣) على سبيل المثال، قد يحاول احد العبّاد السابقين ان يستميلنا لكي نضلّ ونحيد عن سبيل النور الروحي الى ظلمة الارتداد. فبين المسيحيين في ثياتيرا، كانت هنالك «المرأة ايزابل»، التي هي على الارجح مجموعة من النساء كنّ يعلّمن الآخرين ممارسة الصنمية وارتكاب العهارة. وبما ان يسوع لم يحتمل هذه الممارسات الشريرة، فنحن ايضا لا يجب ان نحتملها. (رؤيا ٢:١٨-٢٢؛ يهوذا ٣، ٤) لذلك لنصلِّ الى يهوه ليساعدنا ألا نضلّ عن اوامره، بل ان نبقى في النور الالهي. — مزمور ١١٩:١١١، ١١٢.
كلام اللّٰه سند لنا
١١ كيف ينظر اللّٰه الى الاشرار كما يوضح المزمور ١١٩:١١٩؟
١١ اذا لم نحِد عن فرائض اللّٰه، فسيكون سندا ودعما لنا. (مزمور ١١٩:١١٣-١٢٠) فنحن نرفض «ذوي القلوب المنقسمة» تماما كما يرفض يسوع المدّعين المسيحية ‹الفاترين› في ايامنا. (مزمور ١١٩:١١٣؛ رؤيا ٣:١٦) ولأننا نخدم يهوه بكل قلبنا، يكون ‹سترا› ودعما لنا. اما ‹كل الشاردين عن فرائضه› الذين يلجأون الى الاحتيال والكذب فسوف ‹ينبذهم›. (مزمور ١١٩:١١٤، ١١٧، ١١٨؛ امثال ٣:٣٢) فهو يعتبر هؤلاء الاشرار ‹كالخَبَث› — الشوائب التي تُزال من المعادن النفيسة كالفضة والذهب. (مزمور ١١٩:١١٩؛ امثال ١٧:٣) فلنُظهِر دائما المحبة لمذكِّرات اللّٰه، لأننا حتما لا نريد ان نُحسَب بين الاشرار الذين سيُزالون كما تُزال الشوائب.
١٢ لماذا من المهم ان ننمي الخوف السليم من يهوه؟
١٢ قال المرنم الملهم: «من رعبك اقشعر جسدي». (مزمور ١١٩:١٢٠) فلكي يدعمنا اللّٰه كخدام له، من المهم ان ننمي خوفا سليما منه. ويمكننا الاعراب عن هذا الخوف بتجنب ما يرفضه يهوه. فالخوف التوقيري دفع ايوب ان يكون بارّا في مسلك حياته. (ايوب ١:١؛ ٢٣:١٥) كذلك فإن خوف اللّٰه يمكِّننا من الاستمرار في اتِّباع مسلك يرضيه مهما واجهنا من ظروف. ولكي نحتمل هذه الظروف يجب ان نصلي بإيمان. — يعقوب ٥:١٥.
لنصلِّ بإيمان
١٣-١٥ (أ) لماذا يمكننا الثقة ان صلواتنا ستُستجاب؟ (ب) ماذا اذا لم نعرف ماذا نقول في الصلاة؟ (ج) كيف يعبِّر المزمور ١١٩:١٢١-١٢٨ عن ‹انّاتنا التي لم يُنطَق بها› في الصلاة؟
١٣ يمكننا ان نصلّي الى اللّٰه بإيمان طلبا لمساعدته. (مزمور ١١٩:١٢١-١٢٨) وكصاحب المزمور، نحن واثقون ان صلواتنا ستُستَجاب. لماذا؟ لأننا نحب وصايا اللّٰه «اكثر من الذهب والابريز» و ‹نحسب كل اوامر اللّٰه في كل شيء قويمة›. — مزمور ١١٩:١٢٧، ١٢٨.
١٤ ويهوه يسمع توسلاتنا لأننا نصلي بإيمان ونطيع اوامره بدقة. (مزمور ٦٥:٢) ولكن ماذا لو واجهنا مشاكل عويصة بحيث لم نعرف ماذا نقول في الصلاة؟ ان «الروح نفسه يشفع لنا بأنّات لم يُنطَق بها». (روما ٨:٢٦، ٢٧) ففي هذه الاوقات، يقبل اللّٰه العبارات المأخوذة من الكتاب المقدس اذ يعتبرها صلوات تعبِّر عن حاجاتنا.
١٥ فالاسفار المقدسة زاخرة بالصلوات والافكار التي تعبِّر عن ‹انّاتنا التي لم يُنطق بها›. لنأخذ على سبيل المثال المزمور ١١٩:١٢١-١٢٨. فقد يتلاءم ما يرِد في هذه الاعداد مع ظروفنا. مثلا، اذا كنا نخشى ان ‹يغبننا› احد، يمكننا استخدام كلمات صاحب المزمور في طلب مساعدة اللّٰه. (الاعداد ١٢١-١٢٣) او لنفرض ان علينا اتِّخاذ قرار صعب جدا. في هذه الحال، يمكن ان نصلي لكي يساعدنا روح يهوه على تذكّر وتطبيق مذكِّراته. (العددان ١٢٤، ١٢٥) او رغم اننا ‹نبغض كل سبيل كذب›، فقد نطلب من اللّٰه ان يساعدنا لئلا نستسلم للاغراء ونرفض شريعته. (الاعداد ١٢٦-١٢٨) فإذا كنا نقرأ الكتاب المقدس يوميا، تخطر على بالنا ونحن نتضرع الى يهوه مقاطع مناسبة كهذه الاعداد.
المساعدة التي ننالها من مذكِّرات يهوه
١٦، ١٧ (أ) لماذا نحن بحاجة الى مذكِّرات اللّٰه، وكيف ينبغي ان ننظر اليها؟ (ب) كيف ينظر الينا البعض، ولكن ماذا يهمّ فعلا؟
١٦ لكي تُستجاب صلواتنا ونتمتع بالرضى الالهي، يجب ان نعمل بموجب مذكِّرات اللّٰه. (مزمور ١١٩:١٢٩-١٣٦) وبما اننا ننسى كثيرا، فنحن بحاجة الى مذكِّرات يهوه الرائعة التي تعيد الى ذهننا ارشاداته ووصاياه. ولا شك اننا نقدِّر النور الروحي الذي يضيء لنا مع كل كشف جديد لكلام اللّٰه. (مزمور ١١٩:١٢٩، ١٣٠) كما اننا شاكرون لأن يهوه ‹يضيء بوجهه علينا› اذ يمنحنا رضاه، رغم ان ‹جداول ماء قد تسيل من عيوننا› بسبب الذين ينتهكون شريعته. — مزمور ١١٩:١٣٥، ١٣٦؛ عدد ٦:٢٥.
١٧ ولا شك ان اللّٰه سيبقى راضيا علينا اذا عملنا بمقتضى مذكِّراته البارّة. (مزمور ١١٩:١٣٧-١٤٤) وكخدام ليهوه، نعترف ان من حقه ان يلفت انتباهنا الى مذكِّراته البارّة وأن يتوقع منا إطاعة هذه الوصايا. (مزمور ١١٩:١٣٨) ولكن لماذا قال صاحب المزمور: «صغير انا ومُحتقَر» مع انه اطاع وصايا اللّٰه؟ (مزمور ١١٩:١٤١) كما يبدو، كان يشير الى نظرة اعدائه اليه. نحن ايضا، قد يزدري بنا الآخرون اذا حافظنا على موقفنا الى جانب البر. لكنَّ ما يهمّ فعلا هو اننا ننال رضى يهوه لأننا نعيش وفق مذكِّراته البارّة.
الشعور بالامان والسلام الداخلي
١٨، ١٩ ماذا ينتج عن حفظنا مذكِّرات اللّٰه؟
١٨ ان حفظ مذكِّرات اللّٰه يبقينا قريبين اليه. (مزمور ١١٩:١٤٥-١٥٢) فلأننا نصغي الى مذكِّرات يهوه، لا نتردد ان ندعوه بكل قلبنا ونتوقع ان يستجيب لنا. وقد نستيقظ «باكرا عند الفجر» ونتوسل اليه ان يساعدنا. فيا له من وقت ملائم للصلاة! (مزمور ١١٩:١٤٥-١٤٧) واللّٰه قريب منا ايضا لأننا نتجنب الفجور ونعتبر ان كلمته هي الحق، كما اعتبرها يسوع. (مزمور ١١٩:١٥٠، ١٥١؛ يوحنا ١٧:١٧) وعلاقتنا بيهوه تدعمنا في هذا العالم المضطرب وستحفظنا لننجو من حربه العظيمة، هرمجدون. — رؤيا ٧:٩، ١٤؛ ١٦:١٣-١٦.
١٩ ولأننا نحترم كلمة اللّٰه احتراما عميقا، نشعر بالامان الحقيقي. (مزمور ١١٩:١٥٣-١٦٠) فبعكس الاشرار، نحن نحب اوامر يهوه و‹لا نحيد عن مذكِّراته›. لذلك يغمرنا بلطفه الحبي، مما يجعلنا نشعر بالامان. (مزمور ١١٩:١٥٧-١٥٩) ومذكِّرات يهوه تنشِّط عقلنا لنتذكر في حالات معيّنة ما يطلبه منا. أما اوامره فهي ارشاداته لنا، ولا شك ان الخالق يحق له ان يمنحنا الارشاد. ونحن نقبل عن طيب خاطر هذا الارشاد الالهي لأننا ندرك ان ‹جوهر كلمة اللّٰه حق› وأنه لا يمكننا ان نوجِّه خطواتنا باستقلال عنه. — مزمور ١١٩:١٦٠؛ ارميا ١٠:٢٣.
٢٠ لماذا لدينا «سلام وافر»؟
٢٠ ومحبتنا لشريعة يهوه تجلب لنا ‹سلاما وافرا›. (مزمور ١١٩:١٦١-١٦٨) فالاضطهاد لا يسلبنا «سلام اللّٰه» الذي لا مثيل له. (فيلبي ٤:٦، ٧) ونحن نقدِّر احكام يهوه كثيرا حتى اننا نسبِّحه عليها مرارا وتكرارا، «سبع مرات . . . في اليوم». (مزمور ١١٩:١٦١-١٦٤) رنّم صاحب المزمور: «سلام وافر لمحبي شريعتك، وليس لهم معثرة». (مزمور ١١٩:١٦٥) فإذا احببنا شريعة يهوه وحفظناها، فلن نعثر روحيا بسبب ما يفعله شخص آخر او غير ذلك من الاسباب.
٢١ ايّ مثالين من الاسفار المقدسة يُظهِران انه لا يجب ان نعثر اذا نشأت المشاكل ضمن الجماعة؟
٢١ يذكر الكتاب المقدس اشخاصا كثيرين لم يدَعوا ايّ شيء يسبِّب لهم عثرة دائمة. مثلا، رغم تصرفات ديوتريفس الشريرة، لم يعثر مسيحي اسمه غايس بل ‹تابع السير في الحق›. (٣ يوحنا ١-٣، ٩، ١٠) كما حضّ بولس المرأتين المسيحيتَين افودية وسنتيخي «ان يكون لهما الفكر نفسه في الرب»، على الارجح لأن خلافات نشأت بينهما. ومن الواضح انه جرت مساعدتهما على حل مشكلتهما وقد استمرتا في خدمة يهوه بأمانة. (فيلبي ٤:٢، ٣) نحن ايضا لا يجب ان نعثر اذا نشأت بعض المشاكل ضمن الجماعة. بل لنركِّز على حفظ اوامر يهوه، متذكّرين ان ‹كل طرقنا امامه›. (مزمور ١١٩:١٦٨؛ امثال ١٥:٣) عندئذ، لا شيء يمكنه ان يسلبنا بشكل دائم ‹السلام الوافر›.
٢٢ (أ) ايّ امتياز سنحظى به اذا اطعنا اللّٰه؟ (ب) كيف ينبغي ان ننظر الى بعض الذين هاموا وابتعدوا عن الجماعة المسيحية؟
٢٢ اذا اطعنا يهوه دائما، فسنحظى بامتياز تسبيحه باستمرار. (مزمور ١١٩:١٦٩-١٧٦) فبالعيش بانسجام مع فرائض اللّٰه، لا ننعم بالامان الروحي فحسب، بل تظل ايضا ‹شفاهنا تفيض تسبيحا ليهوه›. (مزمور ١١٩:١٦٩-١٧١، ١٧٤) وهذا اسمى امتياز يمكن ان نحظى به في هذه الايام الاخيرة. رغم ان صاحب المزمور اراد ان يبقى حيّا ويسبِّح يهوه، فقد ‹هام كخروف ضال› بطريقة لا يجري الكشف عنها في الكتاب المقدس. (مزمور ١١٩:١٧٥، ١٧٦) في ايامنا ايضا، هام البعض وابتعدوا عن الجماعة المسيحية رغم انهم لا يزالون يحبون اللّٰه ويريدون تسبيحه. لذلك لنبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم لكي ينعموا مجددا بالامان الروحي ويشعروا بالفرح الناجم عن تسبيح يهوه مع شعبه. — عبرانيين ١٣:١٥؛ ١ بطرس ٥:٦، ٧.
نور دائم لسبيلنا
٢٣، ٢٤ اية فوائد نجنيها من المزمور ١١٩؟
٢٣ يفيدنا المزمور ١١٩ بطرائق عديدة. مثلا، انه يزيدنا اتِّكالا على اللّٰه لأنه يُظهِر ان السعادة الحقيقية تنتج من ‹السير في شريعة يهوه›. (مزمور ١١٩:١) ويذكِّرنا كاتب هذا المزمور بأن ‹جوهر كلمة اللّٰه هو حق›. (مزمور ١١٩:١٦٠) ولا شك ان هذا يزيد تقديرنا لكلمة اللّٰه المكتوبة بأكملها. والتأمل في المزمور ١١٩ ينبغي ان يدفعنا الى درس الاسفار المقدسة بدأب. فالمرنم الملهم التمس تكرارا من اللّٰه: «علِّمني فرائضك». (مزمور ١١٩:١٢، ٦٨، ١٣٥) كما تضرع ايضا: «صلاحا ورجاحة عقل ومعرفة علِّمني، لأني مارست الايمان بوصاياك». (مزمور ١١٩:٦٦) نحن ايضا ينبغي ان نتبنى هذا الموقف ونصلي بطريقة مماثلة.
٢٤ ان التعليم الالهي يمكِّننا من حيازة علاقة لصيقة بيهوه. فصاحب المزمور يدعو نفسه تكرارا خادم اللّٰه ويوجِّه الى يهوه الكلمات التالية التي تمسّ القلب: «انا لك». (مزمور ١١٩:١٧، ٦٥، ٩٤، ١٢٢، ١٢٥؛ روما ١٤:٨) فما اعظم الامتياز ان يخدم المرء يهوه ويسبِّحه كواحد من شهوده! (مزمور ١١٩:٧) فهل تخدم انتَ ايضا اللّٰه بفرح كمنادٍ بالملكوت؟ في هذه الحال، كن على يقين ان يهوه سيستمر في دعمك ومباركتك فيما تقوم بهذا العمل شرط ان تتّكل دائما على كلمته وتدعها تنير سبيلك.
-