مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يعرفكم اللّٰه حقا؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • هل يعرفكم اللّٰه حقا؟‏

      ‏«يا (‏يهوه)‏ .‏ .‏ .‏ كلَّ طرقي عرفتَ.‏» —‏ مزمور ١٣٩:‏١،‏ ٣‏.‏

      ١ الى اي حد واسع هو انتشار الشعور بأن ‹الآخرين لا يفهمون› الهموم،‏ المشاكل،‏ والضغوط التي نواجهها؟‏

      هل يفهم ايّ شخص حقا الهموم،‏ الضغوط،‏ والمشاكل التي تواجهونها؟‏ عالميا،‏ هنالك ملايين الناس،‏ صغار وكبار،‏ ليست لديهم عائلة او اقرباء يهتمون بما يحدث لهم.‏ وحتى ضمن العائلات،‏ هنالك زوجات كثيرات —‏ نعم،‏ وأزواج ايضا —‏ يشعرن بأن رفقاء زواجهن لا يفهمون في الواقع الضغوط التي ترهقهن.‏ وفي بعض الاحيان،‏ بتثبط،‏ يصرِّحن:‏ «لكنكم لا تفهمون!‏» ويستنتج احداث كثيرون انه لا احد يفهمهم ايضا.‏ ومع ذلك،‏ بين اولئك الذين تاقوا الى فهم اعظم من قِبل الآخرين هنالك بعض الذين اتَّخذت حياتهم لاحقا معنى غنيا.‏ فكيف يكون هذا ممكنا؟‏

      ٢ ماذا يمكِّن عبَّاد يهوه من العيش حياة تمنح الاكتفاء بغنى؟‏

      ٢ ذلك لأنهم واثقون،‏ بصرف النظر عما اذا فهم الرفقاء البشر كاملا مشاعرهم ام لا،‏ بأن اللّٰه يفهم ما يختبرونه وبأنهم،‏ كخدام له،‏ ليس عليهم ان يواجهوا مشاكلهم وحدهم.‏ (‏مزمور ٤٦:‏١‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ فإن كلمة اللّٰه مقترنة بمساعدة الشيوخ المسيحيين الفُطُن تمكِّنهم من رؤية ما وراء مشاكلهم الشخصية.‏ والاسفار المقدسة تساعدهم ليقدِّروا ان خدمتهم الامينة ثمينةٌ في عينَي اللّٰه وأن هنالك مستقبلا آمنا للذين يُلقون رجاءهم عليه وعلى التدابير التي صنعها بواسطة يسوع المسيح.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كيف يمكن ان يساعدنا تقدير الواقع ان «(‏يهوه)‏ هو اللّٰه» وأنه هو «صنعنا» لكي نجد الفرح في خدمته؟‏ (‏ب)‏ لماذا لدينا ثقة تامة بعناية يهوه الحبية؟‏

      ٣ قد تكونون مطَّلعين على المزمور ١٠٠:‏٢‏،‏ الذي يقول:‏ «(‏اخدموا يهوه)‏ بفرح.‏ ادخلوا الى حضرته بترنم.‏» فكم هو عدد الذين يقدِّمون حقا العبادة ليهوه بهذه الطريقة؟‏ والاسباب الوجيهة لفعل ذلك معطاة في العدد ٣‏،‏ الذي يذكِّرنا:‏ «اعلموا ان (‏يهوه)‏ هو اللّٰه.‏ هو صنعنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه.‏» وفي النص العبراني،‏ يُشار اليه هناك بصفته الوهيم،‏ مما يدل على عظمته في الجلال،‏ المجد،‏ والفضيلة.‏ انه الاله الحقيقي الوحيد.‏ (‏تثنية ٤:‏٣٩؛‏ ٧:‏٩؛‏ يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ ويأتي خدامه الى معرفة الوهيته،‏ لا كمجرد واقع جرى تعليمهم اياه بل كأمر يختبرونه ويعطون الدليل عليه بالطاعة،‏ الثقة،‏ والتعبد.‏ —‏ ١ أخبار الايام ٢٨:‏٩؛‏ رومية ١:‏٢٠‏.‏

      ٤ لأن يهوه هو الاله الحي،‏ القادر على رؤية قلبنا ايضا،‏ لا يخفى شيء عن عينَيه.‏ فهو يدرك كاملا ما يحدث في حياتنا.‏ ويفهم ماذا يسبب المشاكل التي نواجهها بالاضافة الى الاضطراب العقلي والعاطفي الذي يمكن ان ينتج منها.‏ وبصفته الخالق،‏ يعرفنا اكثر مما نعرف انفسنا.‏ ويعرف ايضا كيفية مساعدتنا على معالجة حالتنا وكيفية تزويد الراحة الدائمة.‏ وسيساعدنا بطريقة حبية —‏ كراعٍ يحمل حَمَلا في حضنه —‏ اذ نثق به بكل قلبنا.‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ اشعياء ٤٠:‏١٠،‏ ١١‏)‏ ويمكن لدرس المزمور ١٣٩ ان يفعل الكثير لتقوية هذه الثقة.‏

      الذي يرى كل طرقنا

      ٥ ماذا يعني ان ‹يختبرنا› يهوه،‏ ولماذا ذلك مرغوب فيه؟‏

      ٥ بتقدير عميق،‏ كتب المرنم الملهم داود:‏ ‏«يا (‏يهوه‏)‏ قد اختبرْتني وعرفْتني.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١‏)‏ لقد كان داود واثقا بأن معرفة يهوه اياه لم تكن سطحية.‏ فاللّٰه لم يرَ داود كما ربما رآه البشر،‏ ملاحظا فقط قامته الجسدية،‏ مقدرته الكلامية،‏ او مهارته في الضرب بالعود.‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏٧،‏ ١٨‏)‏ فكان يهوه قد «اختبر» ذات داود الاعمق وكان قد فعل ذلك باهتمام حبي بخيره الروحي.‏ واذا كنتم واحدا من خدام يهوه المنتذرين،‏ فهو يعرفكم تماما كما عرف داود.‏ أفلا يثير ذلك فيكم مشاعر الشكر والرهبة على السواء؟‏

      ٦ كيف يُظهر المزمور ١٣٩:‏٢،‏ ٣ ان يهوه يعرف كل ما نفعله،‏ وحتى افكارنا كلها؟‏

      ٦ كانت كل نشاطات داود مكشوفة لرؤية يهوه،‏ وكان داود مدركا ذلك.‏ ‏«انت عرفتَ جلوسي وقيامي،‏»‏ كتب المرنم الملهم.‏ ‏«فهمتَ فكري من بعيد مسلكي ومربضي (‏قِسْتَ‏)‏ وكلَّ طرقي عرفتَ.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏٢،‏ ٣‏)‏ وواقع ان يهوه موجود في السموات،‏ بعيدا جدا عن الارض،‏ لم يَحُلْ دون معرفته ما كان داود يفعله او يفكر فيه.‏ فكان ‹(‏يقيس)‏،‏› او يفحص باعتناء،‏ نشاطات داود،‏ نهارا وليلا على السواء،‏ لكي يعرف طبيعتها.‏

      ٧ (‏أ)‏ باستخدام حوادث من حياة داود كأساس،‏ علِّقوا على بعض الامور في حياتنا التي يدركها اللّٰه.‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان يؤثر فينا ادراك ذلك؟‏

      ٧ عندما اندفع داود الشاب،‏ بالمحبة للّٰه والثقة بقدرته على الانقاذ،‏ الى التطوع لمحاربة جليات الجبار الفلسطيني،‏ عرف يهوه ذلك.‏ (‏١ صموئيل ١٧:‏٣٢-‏٣٧،‏ ٤٥-‏٤٧‏)‏ ولاحقا،‏ عندما سبَّب عِداء الناس الالمَ المبرِّح لقلب داود،‏ عندما كان الضغط عظيما جدا حتى انه بكى ليلا،‏ تعزّى بالمعرفة ان يهوه يسمع تضرعه.‏ (‏مزمور ٦:‏٦،‏ ٩؛‏ ٥٥:‏٢-‏٥،‏ ٢٢‏)‏ وبطريقة مماثلة،‏ عندما جعل القلبُ الملآن شكرا داودَ يتأمل في يهوه في اثناء ليلة دون نوم،‏ كان يهوه مدركا تماما لذلك.‏ (‏مزمور ٦٣:‏٦‏؛‏ قارنوا فيلبي ٤:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ وذات ليلة عندما كان داود يراقب زوجة احد الجيران تستحم،‏ عرف يهوه ذلك ايضا،‏ ورأى ما حدث عندما سمح داود،‏ ولو لفترة وجيزة،‏ للرغبة الخاطئة بأن تُخرج اللّٰه من افكاره.‏ (‏٢ صموئيل ١١:‏٢-‏٤‏)‏ ولاحقا،‏ عندما أُرسل النبي ناثان ليواجه داود بخطورة خطئه،‏ لم يسمع يهوه فقط الكلمات التي خرجت من فم داود بل ميَّز ايضا القلب التائب الذي خرجت منه.‏ (‏٢ صموئيل ١٢:‏١-‏١٤؛‏ مزمور ٥١:‏١،‏ ١٧‏)‏ أفلا يجب ان يجعلنا ذلك نفكر جديا اين نذهب،‏ ماذا نفعل،‏ وما هو موجود في قلبنا؟‏

      ٨ (‏أ)‏ كيف تؤثر ‹الكلمات في لساننا› في موقفنا امام اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن التغلب على الضعفات في استخدام اللسان؟‏ (‏متى ١٥:‏١٨؛‏ لوقا ٦:‏٤٥‏)‏

      ٨ بما ان اللّٰه يعرف كل ما نفعله،‏ لا يجب ان يدهشنا انه يدرك كيف نستخدم عضوا في الجسم ولو كان صغيرا صِغَر اللسان.‏ لقد فهم الملك داود ذلك،‏ وكتب:‏ ‏«لأنه ليس كلمة في لساني إلا وأنت يا رب عرفتها كلها.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏٤‏)‏ عرف داود جيدا ان الذين سيُرحَّب بهم كضيوف في مسكن يهوه يكونون اشخاصا لا يفتَرون على الآخرين ويرفضون ان يستخدموا لسانهم لنشر انباء ثرثرة غير محتشمة قد تجلب التعيير على احد المعارف الأحمّاء.‏ والذين يفضِّلهم يهوه يكونون اشخاصا تكلموا بالصدق حتى في قلوبهم.‏ (‏مزمور ١٥:‏١-‏٣‏،‏ ع‌ج‏؛‏ امثال ٦:‏١٦-‏١٩‏)‏ ولا يستطيع ايّ منا ان يُبقي لسانه تحت السيطرة الكاملة،‏ لكنَّ داود لم يستنتج بضعف انه ليس هنالك شيء يمكن ان يفعله ليحسِّن حالته.‏ فقضى الكثير من الوقت في تأليف وترنيم مزامير لتسبيح يهوه.‏ واعترف جهارا بحاجته الى المساعدة وصلَّى الى اللّٰه من اجل ذلك.‏ (‏مزمور ١٩:‏١٢-‏١٤‏)‏ فهل يلزم الانتباه بروح الصلاة ايضا لاستخدامنا اللسان؟‏

      ٩ (‏أ)‏ إلامَ يشير الوصف في المزمور ١٣٩:‏٥ في ما يتعلق بكيفية معرفة اللّٰه حالتنا على نحو شامل؟‏ (‏ب)‏ بماذا يجعلنا ذلك واثقين؟‏

      ٩ لا يرانا يهوه او يرى حالتنا من مجرد منظور محدود.‏ فلديه الصورة الكاملة،‏ من كل جانب.‏ وإذ استخدم المدينة المحاصَرة كمثال،‏ كتب داود:‏ ‏«من خلف ومن قدَّام حاصَرْتَني.‏»‏ وفي حالة داود،‏ لم يكن اللّٰه عدوّا محاصِرا؛‏ لقد كان بالاحرى حارسا رقيبا.‏ ‏«جعلتَ عليَّ يدك،‏»‏ اضاف داود،‏ مشيرا بذلك الى سيطرة وحماية اللّٰه الممارستَين للفائدة الدائمة لاولئك الذين يحبونه.‏ ‏«عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا استطيعها،‏»‏ اعترف داود.‏ (‏مزمور ١٣٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ فتامة جدا،‏ شاملة جدا،‏ هي معرفة اللّٰه لخدامه حتى اننا لا نستطيع ان نفهمها كاملا.‏ ولكننا نعرف ما يكفي للوثوق بأن يهوه يفهمنا حقا وأن المساعدة التي يزوِّدها ستكون الافضل على الاطلاق.‏ —‏ اشعياء ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      اينما كنا،‏ يستطيع اللّٰه ان يساعدنا

      ١٠ اية حقيقة مشجِّعة ينقلها الوصف الحي في المزمور ١٣٩:‏٧-‏١٢‏؟‏

      ١٠ اذ ينظر الى عناية يهوه الحبية من وجهة نظر اخرى،‏ يتابع المرنم الملهم:‏ ‏«اين اذهب من روحك ومن وجهك اين اهرب.‏»‏ لم تكن لديه الرغبة في محاولة الهرب من يهوه؛‏ لقد عرف بالاحرى انه اينما كان يعرف يهوه ويستطيع،‏ بالروح القدس،‏ ان يساعده.‏ ‏«إن صعدتُ الى السموات،‏»‏ تابع،‏ ‏«فأنت هناك.‏ وإن فرشتُ في الهاوية فها انت.‏ إن اخذتُ جناحَي الصبح وسكنتُ في اقاصي البحر فهناك ايضا تهديني يدك وتمسكني يمينك.‏ فقلت انما الظلمة تغشاني.‏ فالليل يضيء حولي.‏ الظلمة ايضا لا تظلم لديك والليل مثل النهار يضيء.‏ كالظلمة هكذا النور.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏٧-‏١٢‏)‏ فما من مكان يمكن ان نذهب اليه،‏ وما من ظرف يمكن ان نواجهه،‏ يجعلنا فوق رؤية يهوه او فوق متناول روحه لمساعدتنا.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ مع انها غابت عن بال يونان لمدة من الوقت،‏ كيف تبرهنت قدرة يهوه على الرؤية والمساعدة في حالة يونان؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان يفيدنا اختبار يونان؟‏

      ١١ في احدى المراحل،‏ غاب ذلك عن بال النبي يونان.‏ فكان يهوه قد عيَّنه ليكرز للناس في نينوى.‏ ولسبب ما،‏ شعر بأنه لا يستطيع ان يعالج هذا التعيين.‏ فربما بسبب صيت الاشوريين الرديء،‏ كانت فكرة الخدمة في نينوى تفزع يونان.‏ ولذلك حاول ان يختبئ.‏ وفي ميناء يافا،‏ حصل على حق السفر على متن سفينة متجهة نحو ترشيش (‏المقترنة عموما بإسپانيا،‏ على بُعد اكثر من ٢٠٠‏,٢ ميل [٥٠٠‏,٣ كلم] غربي نينوى)‏.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ رآه يهوه يركب السفينة وينزل لينام في العنبر.‏ وعرف اللّٰه ايضا اين كان يونان عندما طُرح لاحقا من على ظهر السفينة،‏ وسمع يهوه يونان عندما وعد من جوف السمكة الكبيرة بأنه سيفي نذوره.‏ وإذ اوصله ثانية الى اليابسة،‏ أُعطي يونان ثانيةً فرصةً ليتمِّم تعيينه.‏ —‏ يونان ١:‏٣،‏ ١٧؛‏ ٢:‏١–‏٣:‏٤‏.‏

      ١٢ وكم كان الامر سيصير افضل بكثير لو اتَّكل يونان من البداية على روح يهوه ليساعده على اتمام تعيينه!‏ ومع ذلك،‏ لاحقا،‏ سجَّل يونان اختباره بتواضع،‏ وهذا السجل ساعد كثيرين منذ ذلك الحين ليظهروا الثقة بيهوه التي بدا ان اكتسابها كان صعبا جدا على يونان.‏ —‏ رومية ١٥:‏٤‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ اي تعيينَين كان ايليا قد تمَّمهما بأمانة قبل ان يهرب من الملكة إيزابل؟‏ (‏ب)‏ كيف ساعد يهوه ايليا حتى عندما حاول الاختباء خارج مقاطعة اسرائيل؟‏

      ١٣ وكان اختبار ايليا مختلفا الى حد ما.‏ فكان قد سلَّم بأمانة قرارَ يهوه أن تعاني اسرائيل الجفاف كعقاب على خطاياها.‏ (‏١ ملوك ١٦:‏٣٠-‏٣٣؛‏ ١٧:‏١‏)‏ وكان قد أيَّد بجرأة العبادة الحقة في الصراع بين يهوه والبعل في جبل الكرمل.‏ وكان قد اتمَّ ذلك بإعدام ٤٥٠ نبيا للبعل عند نهر قيشون.‏ ولكن عندما اقسمت الملكة إيزابل بغضب أن تقتل ايليا،‏ هرب ايليا من البلد.‏ (‏١ ملوك ١٨:‏١٨-‏٤٠؛‏ ١٩:‏١-‏٤‏)‏ فهل كان يهوه هناك لمساعدته في ذلك الوقت العصيب؟‏ في الواقع،‏ نعم.‏ فلو صعد ايليا الى جبل عالٍ،‏ كما لو كان الى السماء؛‏ لو اختبأ في كهف عميقا في الارض،‏ كما لو كان في الهاوية؛‏ لو هرب الى جزيرة قاصية بسرعة كتلك التي لنور الصبح الذي ينتشر في الارض —‏ لكانت يد يهوه هناك لتقوّيه وتهديه.‏ (‏قارنوا رومية ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏)‏ لقد قوّى يهوه بالفعل ايليا لا بالطعام من اجل رحلته فحسب،‏ بل ايضا بإظهارات رائعة لقوته الفعَّالة.‏ واذ تشجع،‏ باشر ايليا تعيينه النبوي التالي.‏ —‏ ١ ملوك ١٩:‏٥-‏١٨‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ لماذا من الخطإ الاستنتاج ان اللّٰه كلي الوجود؟‏ (‏ب)‏ في اية ظروف دعم يهوه حبيا خدامه في الازمنة العصرية؟‏ (‏ج)‏ حتى لو كنا في الهاوية،‏ كيف يكون اللّٰه هناك؟‏

      ١٤ لا تعني الكلمات النبوية في المزمور ١٣٩:‏٧-‏١٢ ان اللّٰه كلي الوجود،‏ انه موجود شخصيا في كل الاماكن في كل الاوقات.‏ فالاسفار المقدسة تُظهر بوضوح عكس ذلك.‏ (‏تثنية ٢٦:‏١٥؛‏ عبرانيين ٩:‏٢٤‏)‏ ومع ذلك،‏ ليس خدامه ابدا فوق متناوله.‏ ويصحّ ذلك في اولئك الذين اخذتهم تعييناتهم الثيوقراطية الى اماكن بعيدة.‏ وقد صحّ ذلك في الشهود الاولياء في معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية،‏ وصحّ ذلك في المرسلين المحتجزين في السجن الانفرادي في الصين في اواخر خمسينات الـ‍ ١٩٠٠ وأوائل ستينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وصحّ ذلك في اخوتنا وأخواتنا الاعزاء في بلد في افريقيا الوسطى الذين كان عليهم ان يهربوا تكرارا من قراهم،‏ وحتى من البلد.‏ وإذا دعت الحاجة،‏ يمكن ان يصل يهوه الى الهاوية،‏ المدفن العام،‏ ويعيد الامناء بالقيامة.‏ —‏ ايوب ١٤:‏١٣-‏١٥؛‏ لوقا ٢٠:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      الذي يفهمنا حقا

      ١٥ (‏أ)‏ من اي وقت باكر يقدر يهوه على ملاحظة نمونا؟‏ (‏ب)‏ كيف تكون اشارة المرنم الملهم الى الكُليتَين دليلا على مدى معرفة اللّٰه ايانا؟‏

      ١٥ تحت الوحي،‏ يلفت المرنم الملهم الانتباه الى واقع ان معرفة اللّٰه ايانا تسبق ايضا وقت ولادتنا،‏ قائلا:‏ ‏«لأنك انت اقتنيت كُليتيَّ.‏ نسجتني في بطن امي.‏ احمدك من اجل أني قد امتزت عجبا.‏ عجيبة هي اعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ان اتِّحاد المورثات من ابينا وأمنا في وقت الحبل يُنتج نموذجا يؤثر عميقا في امكانيتنا الجسدية والعقلية.‏ واللّٰه يفهم هذه الامكانية.‏ وفي هذا المزمور،‏ تُذكَر بشكل خصوصي الكُليتان،‏ اللتان غالبا ما تُستعملان في الاسفار المقدسة لترمزا الى الاوجه الاعمق للشخصية.‏a (‏مزمور ٧:‏٩؛‏ ارميا ١٧:‏١٠‏)‏ يعرف يهوه هذه التفاصيل عنا من قبل ولادتنا.‏ فهو الذي صمَّم باهتمام حبي الجسم البشري لكي تُنتج الخلية الملقَّحة داخل رحم الام مأوى واقيا ‹لنسج› الجنين وحمايته وهو ينمو.‏

      ١٦ (‏أ)‏ بأية طريقة يُبرِز المزمور ١٣٩:‏١٥،‏ ١٦ القدرة النافذة لرؤية اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان يكون ذلك مشجعا لنا؟‏

      ١٦ ثم،‏ اذ يشدِّد على القدرة النافذة لرؤية اللّٰه،‏ يضيف المرنم الملهم:‏ ‏«لم تختفِ عنك عظامي حينما صُنعتُ في الخفاء ورُقِمتُ في اعماق الارض [من الواضح انها اشارة شعرية الى رحم امه ولكن بتلميح الى خلق آدم من التراب].‏ رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كتبَتْ يوم تصوَّرَتْ [اعضاء الجسد] اذ لم يكن واحد [عضو جسم مميَّز] منها.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ لا شك في ذلك —‏ سواء فَهِمَنا الرفقاء البشر او لا،‏ فإن يهوه يفهمنا.‏ فكيف يجب ان يؤثر ذلك فينا؟‏

      ١٧ عندما نرى ان اعمال اللّٰه عجيبة،‏ ماذا يدفعنا ذلك الى فعله؟‏

      ١٧ اعترف كاتب المزمور ١٣٩ بأن اعمال اللّٰه التي كان يكتب عنها عجيبة.‏ فهل تشعرون بهذه الطريقة ايضا؟‏ ان الشيء العجيب يجعل الشخص يفكر بعمق او يُبدي انتباها شديدا.‏ ومن المرجح انكم تتجاوبون بهذه الطريقة مع اعمال يهوه للخلق المادي.‏ (‏قارنوا مزمور ٨:‏٣،‏ ٤،‏ ٩‏.‏)‏ فهل تمنحون ايضا هذا النوع من التفكير لما فعله في تأسيس الملكوت المسيَّاني،‏ لما يفعله في جعل البشارة يكرز بها في كل الارض،‏ وللطريقة التي بها تحوِّل كلمته الشخصيات البشرية؟‏ —‏ قارنوا ١ بطرس ١:‏١٠-‏١٢‏.‏

      ١٨ اذا وجدنا ان عمل اللّٰه يوحي بالخوف،‏ فكيف سيؤثر ذلك فينا؟‏

      ١٨ وعلى نحو مماثل،‏ هل اختبرتم ان التأمل في عمل اللّٰه يوحي بالخوف،‏ انه ينتج فيكم خوفا سليما،‏ خوفا يدفع بقوة،‏ خوفا له تأثير عميق في شخصيتكم وفي الطريقة التي تستخدمون بها حياتكم؟‏ (‏قارنوا مزمور ٦٦:‏٥‏.‏)‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فسيدفعكم قلبكم الى تمجيد يهوه،‏ تسبيحه،‏ وإيجاد الفرص لإخبار الآخرين عن قصده والامور الرائعة التي يخبئها للذين يحبونه.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١-‏٣‏.‏

  • ‏«اختبرني يا اللّٰه»‏
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ‏«اختبرني يا اللّٰه»‏

      ‏«اختبرني يا اللّٰه واعرف قلبي.‏ .‏ .‏ .‏ اهدني طريقا ابديا.‏» —‏ مزمور ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ١ كيف يتعامل يهوه مع خدامه؟‏

      نرغب جميعا في التعامل مع شخص متفهم،‏ شخص يأخذ بعين الاعتبار ظروفنا،‏ شخص يساعد عندما نرتكب خطأ،‏ شخص لا يتطلب منا اكثر مما نستطيع ان نقوم به.‏ ويهوه اللّٰه يتعامل مع خدامه بهذه الطريقة.‏ يقول المزمور ١٠٣:‏١٤‏:‏ «يعرف جبلتنا.‏ يذكر اننا تراب نحن.‏» ويسوع المسيح،‏ الذي يعكس على نحو كامل اباه،‏ يقدِّم الدعوة الحارة:‏ «تعالَوْا اليَّ يا جميع المتعَبين والثقيلي الاحمال وأنا اريحكم.‏ احملوا نيري عليكم [او،‏ «اخضعوا لنيري معي،‏» الحاشية،‏ ع‌ج‏] وتعلَّموا مني.‏ لأني وديع ومتواضع القلب.‏ فتجدوا راحة لنفوسكم.‏ لأن نيري هيِّن وحملي خفيف.‏» —‏ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

      ٢ قارنوا نظرة يهوه بتلك التي للبشر في ما يتعلق بـ‍ (‏أ)‏ يسوع المسيح و(‏ب)‏ أتباع المسيح.‏

      ٢ غالبا ما تكون نظرة يهوه الى خدامه مختلفة جدا عن تلك التي للبشر.‏ فهو ينظر الى الامور من وجهة نظر مختلفة ويأخذ بعين الاعتبار اوجها قد لا يعرف الآخرون عنها شيئا.‏ فعندما مشى يسوع المسيح على الارض،‏ كان ‹محتقرا ومخذولا من الناس.‏› وأولئك الذين لم يؤمنوا به بصفته المسيَّا ‹لم يعتدّوا به.‏› (‏اشعياء ٥٣:‏٣؛‏ لوقا ٢٣:‏١٨-‏٢١‏)‏ ولكنه كان في عينَي اللّٰه «ابن [اللّٰه] الحبيب،‏» الذي قال الآب عنه:‏ «بكَ سُررت.‏» (‏لوقا ٣:‏٢٢؛‏ ١ بطرس ٢:‏٤‏)‏ وبين أتباع يسوع المسيح،‏ هنالك اشخاص يُزدرى بهم لأنهم فقراء ماديا ويحتملون الكثير من الضيق.‏ ولكن،‏ في عينَي يهوه وابنه،‏ يمكن ان يكون اشخاص كهؤلاء اغنياء.‏ (‏رومية ٨:‏٣٥-‏٣٩؛‏ رؤيا ٢:‏٩‏)‏ فلماذا الاختلاف في وجهة النظر؟‏

      ٣ (‏أ)‏ لماذا غالبا ما تكون نظرة يهوه الى الناس مختلفة جدا عن تلك التي للبشر؟‏ (‏ب)‏ لماذا من المهم على نحو حيوي ان نفحص نوع الشخص الذي نحن عليه في الداخل؟‏

      ٣ تجيب ارميا ١١:‏٢٠‏:‏ «(‏يهوه)‏ .‏ .‏ .‏ فاحص الكُلى والقلب.‏» فهو يرى ما نحن عليه في الداخل،‏ حتى تلك الاوجه من شخصيتنا،‏ المخفية عن أعيُن الآخرين.‏ وهو يشدِّد في فحصه بشكل رئيسي على الصفات والظروف الحيوية لأجل علاقة جيدة به،‏ التي هي نافعة لنا بشكل دائم الى ابعد حد.‏ ومعرفتنا ذلك مُطَمئِنة؛‏ وهي مهمة ايضا.‏ وبما ان يهوه ينتبه لما نحن عليه في الداخل،‏ فمن المهم ان نفحص ما نحن عليه في الداخل اذا كنا سنُثبت اننا نوع الاشخاص الذين يريدهم في عالمه الجديد.‏ وتساعدنا كلمته على القيام بفحص كهذا.‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ما اثمن افكار اللّٰه!‏

      ٤ (‏أ)‏ ماذا دفع المرنم الملهم الى ان يعلن ان افكار اللّٰه ثمينة عنده؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان تكون ثمينة عندنا؟‏

      ٤ بعد ان تأمل في سعة وعمق معرفة اللّٰه لخدامه،‏ بالاضافة الى مقدرة اللّٰه الاستثنائية على تزويد اية مساعدة قد يحتاجون اليها،‏ كتب المرنم الملهم داود:‏ ‏«ما (‏اثمن‏)‏ افكارك .‏ .‏ .‏ عندي.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٧أ‏)‏ وهذه الافكار،‏ المعلَنة في كلمته المكتوبة،‏ تسمو فوق كل ما هو من البشر،‏ مهما بدت افكارهم ممتازة.‏ (‏اشعياء ٥٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ وتساعدنا افكار اللّٰه لنوجِّه انتباهنا الى الامور المهمة فعلا في الحياة ولنكون غيورين في خدمته.‏ (‏فيلبي ١:‏٩-‏١١‏)‏ انها تُظهر لنا كيفية النظر الى الامور كما ينظر اليها اللّٰه.‏ وتساعدنا لنكون صادقين مع انفسنا،‏ لنواجه نوع الشخص الذي نحن عليه حقا في الصميم.‏ فهل انتم مستعدون لفعل ذلك؟‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا تحثنا كلمة اللّٰه على حفظه «فوق كل تحفظ»؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان ينفعنا سجل الكتاب المقدس في ما يتعلق بقايين؟‏ (‏ج)‏ على الرغم من اننا لسنا تحت الناموس الموسوي،‏ كيف يساعدنا على فهم ما يرضي يهوه؟‏

      ٥ يميل البشر الى التشديد بإفراط على المظاهر،‏ لكنَّ الاسفار المقدسة تنصحنا:‏ «فوق كل تحفظ احفظ قلبك.‏» (‏امثال ٤:‏٢٣‏)‏ وبواسطة المبادئ والامثلة على السواء،‏ يساعدنا الكتاب المقدس على فعل ذلك.‏ فيخبرنا بأن قايين قدَّم شكليًّا ذبائح للّٰه فيما كان في قلبه يجيش بالاستياء،‏ ثم البغض،‏ نحو اخيه هابيل.‏ ويحثنا على عدم الصيرورة مثله.‏ ‏(‏تكوين ٤:‏٣-‏٥؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١١،‏ ١٢‏)‏ ويسجِّل مطلبَ الناموس الموسوي للطاعة.‏ لكنه يشدِّد ايضا ان المطلب الرئيسي للناموس هو ان الذين يعبدون يهوه يجب ان يحبوه من كل قلبهم،‏ فكرهم،‏ نفسهم،‏ وقدرتهم؛‏ ويذكر ان ما يلي من حيث الاهمية هو الوصية بأن يحبوا قريبهم كنفسهم.‏ —‏ تثنية ٥:‏٣٢،‏ ٣٣؛‏ مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣١‏.‏

      ٦ في تطبيق الامثال ٣:‏١‏،‏ اي سؤالَين يجب ان نطرحهما على انفسنا؟‏

      ٦ في الامثال ٣:‏١‏،‏ لا يجري حثنا ان نحفظ وصايا اللّٰه فحسب بل ان نكون على يقين من ان الطاعة هي تعبير عما هو حقا في قلبنا.‏ وافراديا،‏ يلزم ان نسأل انفسنا،‏ ‹هل يصحّ ذلك في طاعتي لمطالب اللّٰه؟‏› وإذا ادركنا ان دافعنا او تفكيرنا في بعض القضايا فيه خلل —‏ ولا يمكن لأيّ منا القول اننا بلا عيب —‏ فعندئذ يلزم ان نسأل،‏ ‹ماذا افعل لتحسين الحالة؟‏› —‏ امثال ٢٠:‏٩؛‏ ١ يوحنا ١:‏٨‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ كيف يساعدنا تشهير يسوع للفريسيين في متى ١٥:‏٣-‏٩ على حفظ قلبنا؟‏ (‏ب)‏ اية حالات قد تتطلب منا ان نتَّخذ اجراءات شديدة لتأديب ذهننا وقلبنا؟‏

      ٧ عندما ادَّعى الفريسيون اليهود اكرام اللّٰه فيما كانوا يروِّجون بمكر ممارسة تدفعها المصلحة الشخصية،‏ شهَّرهم يسوع كمرائين وأظهر ان عبادتهم كانت باطلة.‏ (‏متى ١٥:‏٣-‏٩‏)‏ وحذَّر يسوع ايضا انه لارضاء اللّٰه،‏ الذي يرى القلب،‏ لا يكفي ان نعيش حياة ادبية في الظاهر فيما،‏ بقصد اختبار اللذة الشهوانية،‏ ننغمس ايضا بإصرار في الافكار الفاسدة ادبيا.‏ وقد نحتاج الى اتخاذ اجراءات بالغة الاثر لتأديب ذهننا وقلبنا.‏ (‏امثال ٢٣:‏١٢؛‏ متى ٥:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ ويلزم تأديب كهذا ايضا اذا كنا،‏ نتيجة عملنا الدنيوي،‏ اهدافنا في الثقافة،‏ او اختيارنا للتسلية،‏ نصير متمثلين بالعالم،‏ سامحين له بأن يكيِّفنا وفقا لمقاييسه.‏ فلا ننسَ ابدا ان التلميذ يعقوب يخاطب ‹كزناة› اولئك الذين يدَّعون انهم للّٰه ولكنهم يريدون ان يكونوا اصدقاء للعالم.‏ ولماذا؟‏ لأن «العالم كله قد وُضع في الشرير.‏» —‏ يعقوب ٤:‏٤؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٥:‏١٩‏.‏

      ٨ للاستفادة كاملا من افكار اللّٰه الثمينة،‏ ماذا يلزم ان نفعل؟‏

      ٨ ولنستفيد كاملا من افكار اللّٰه في هذه القضايا وغيرها،‏ يلزم ان نخصِّص الوقت لقراءتها او لسماعها.‏ وأكثر من ذلك،‏ يلزم ان ندرسها،‏ نتحدث عنها،‏ ونتأمل فيها.‏ وهنالك قراء كثيرون لـ‍ برج المراقبة يحضرون قانونيا الاجتماعات الجماعية لشهود يهوه،‏ حيث يناقَش الكتاب المقدس.‏ وهم يفتدون الوقت من مساعٍ اخرى ليفعلوا ذلك.‏ (‏افسس ٥:‏١٥-‏١٧‏)‏ وما ينالونه بالمقابل له قيمة اكبر بكثير من الغنى المادي.‏ أليس ذلك ما تشعرون به؟‏

      ٩ لماذا يتقدَّم بعض الذين يحضرون الاجتماعات المسيحية اسرع من الآخرين؟‏

      ٩ لكنَّ بعض الذين يحضرون هذه الاجتماعات يحرزون تقدما روحيا اسرع من الآخرين.‏ ويطبقون الحق بشكل أكمل في حياتهم.‏ فما هو سبب ذلك؟‏ كثيرا ما يكون اجتهادهم في الدرس الشخصي عاملا رئيسيا.‏ فهم يقدِّرون اننا ليس بالخبز وحده نحيا؛‏ فالطعام الروحي يوميا مهم تماما كأكل الطعام الجسدي قانونيا.‏ (‏متى ٤:‏٤؛‏ عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ ولذلك يحاولون ان يصرفوا على الاقل بعض الوقت يوميا قارئين الكتاب المقدس او المطبوعات التي توضحه.‏ وهم يستعدون للاجتماعات الجماعية،‏ دارسين الدروس مسبقا وباحثين عن الآيات.‏ انهم يفعلون اكثر من قراءة المواد؛‏ فهم يتأملون فيها.‏ ويشمل نموذج درسهم التفكير بجِدِّية في التأثير الذي يجب ان يكون لِما يتعلمونه في حياتهم.‏ وفيما تنمو روحياتهم،‏ يشعرون كما شعر المرنم الملهم الذي كتب:‏ «كم احببت شريعتك.‏ .‏ .‏ .‏ عجيبة هي شهاداتك.‏» —‏ مزمور ١:‏١-‏٣؛‏ ١١٩:‏٩٧،‏ ١٢٩‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ لكم من الوقت يفيد الاستمرار في درس كلمة اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف تُظهر الاسفار المقدسة ذلك؟‏

      ١٠ سواء كنا ندرس كلمة اللّٰه طوال سنة،‏ ٥ سنوات،‏ او ٥٠ سنة،‏ لن يصير ذلك ابدا تكرارا مملا —‏ اذا كانت افكار اللّٰه ثمينة عندنا.‏ ومهما تعلَّم ايّ منا من الاسفار المقدسة،‏ فهنالك المزيد مما لا نعرفه.‏ ‏«يا اللّٰه .‏ .‏ .‏ ما اكثر جملتها،‏»‏ قال داود.‏ ‏«إن أُحصِها فهي اكثر من الرمل.‏»‏ ان افكار اللّٰه تتجاوز مقدرتنا على الاحصاء.‏ فلو عددنا افكار اللّٰه طوال اليوم كله ونمنا فاعلين ذلك،‏ لكانت هنالك بعدُ عندما نستيقظ في الصباح امور اكثر بكثير للتفكير فيها.‏ ولذلك كتب داود:‏ ‏«استيقظتُ وأنا بعدُ معك.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وطوال الابدية،‏ سيكون هنالك المزيد لنتعلمه عن يهوه وطرقه.‏ ولن نصل ابدا الى حد معرفة كل شيء.‏ —‏ رومية ١١:‏٣٣‏.‏

      بغض ما يبغضه يهوه

      ١١ لماذا من المهم ليس فقط معرفة افكار اللّٰه بل الاشتراك في مشاعره؟‏

      ١١ ليس القصد من درسنا كلمة اللّٰه مجرد ملء رأسنا بالحقائق.‏ فإذ ندعها تدخل قلبنا،‏ نبدأ ايضا بالاشتراك في مشاعر اللّٰه.‏ وكم ذلك مهم!‏ وإذا كنا لا نطوِّر مشاعر كهذه،‏ فماذا يمكن ان ينتج؟‏ مع اننا قد نكون قادرين على تكرار ما يقوله الكتاب المقدس،‏ فقد نعتبر،‏ مع ذلك،‏ ما هو محرَّم امرا مرغوبا فيه،‏ او قد نشعر بأن ما هو مطلوب عبء.‏ صحيح انه حتى اذا كنا نبغض ما هو خطأ،‏ فقد يكون لدينا جهاد بسبب النقص البشري.‏ (‏رومية ٧:‏١٥‏)‏ ولكن اذا كنا لا نبذل جهدا مخلصا لنجعل ما نحن عليه في الداخل منسجما مع ما هو صواب،‏ فهل يمكننا ان نتوقع ارضاء يهوه،‏ «ممتحن القلوب»؟‏ —‏ امثال ١٧:‏٣‏.‏

      ١٢ الى ايّ حد مهمان هما المحبة النابعة من التقوى والبغض النابع من التقوى؟‏

      ١٢ ان البغض النابع من التقوى حماية قوية من ارتكاب الخطإ،‏ تماما كما تجعل المحبة النابعة من التقوى فعل ما هو صواب مسرَّة.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ وتكرارا تحثنا الاسفار المقدسة على تنمية المحبة والبغض على السواء.‏ «يا محبي (‏يهوه)‏ أَبغضوا الشر.‏» (‏مزمور ٩٧:‏١٠‏)‏ «كونوا كارهين الشر.‏ ملتصقين بالخير.‏» (‏رومية ١٢:‏٩‏)‏ فهل نفعل ذلك؟‏

      ١٣ (‏أ)‏ مع اية صلاة لداود تتعلق بإهلاك الاشرار نحن على وفاق تام؟‏ (‏ب)‏ كما يظهر في صلاة داود،‏ مَن هم الاشرار الذين صلَّى ان يهلكهم اللّٰه؟‏

      ١٣ ذكر يهوه بوضوح قصده ان يستأصل الاشرار من الارض ويُدخل ارضا جديدة يسكن فيها البر.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ ويتوق محبو البر الى اتيان هذا الوقت.‏ وهم على وفاق تام مع المرنم الملهم داود،‏ الذي صلَّى:‏ ‏«ليتك تقتل الاشرار يا اللّٰه.‏ فيا رجال الدماء ابعُدوا عني.‏ الذين (‏يقولون عنك امورا بحسب رأيهم؛‏ لقد اتخذوا اسمك باطلا‏)‏ هم اعداؤك.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لم يتُق داود شخصيا الى قتل اشرار كهؤلاء.‏ فقد صلَّى ان يأتي الجزاء على يد يهوه.‏ (‏تثنية ٣٢:‏٣٥؛‏ عبرانيين ١٠:‏٣٠‏)‏ وهؤلاء لم يكونوا مجرد اشخاص ضايقوا داود بطريقة ما شخصيا.‏ فقد اساءوا تمثيل اللّٰه،‏ متَّخذين اسمه باطلا.‏ (‏خروج ٢٠:‏٧‏)‏ وبعدم استقامة ادَّعوا انهم يخدمونه،‏ لكنهم كانوا يستخدمون اسمه لترويج خططهم الخاصة.‏ ولم تكن لدى داود اية محبة للذين اختاروا ان يكونوا اعداء اللّٰه.‏

      ١٤ هل هنالك اشرار يمكن مساعدتهم؟‏ وإذا كان الامر كذلك،‏ فكيف؟‏

      ١٤ هنالك بلايين الاشخاص الذين لا يعرفون يهوه.‏ وكثيرون منهم يمارسون بجهل امورا تظهر كلمة اللّٰه انها شريرة.‏ وإذا استمروا في هذا المسلك،‏ فسيكونون بين الذين يهلكون في اثناء الضيق العظيم.‏ ولكنَّ يهوه لا يُسرّ بموت الاشرار،‏ ولا يجب ان نُسرّ نحن ايضا.‏ (‏حزقيال ٣٣:‏١١‏)‏ فنحن نسعى،‏ ما دام الوقت يسمح،‏ الى مساعدة اشخاص كهؤلاء على تعلُّم وتطبيق طرق يهوه.‏ ولكن ماذا اذا اظهر بعض الناس بغضا شديدا ليهوه؟‏

      ١٥ (‏أ)‏ مَن هم الاشخاص الذين اعتبرهم المرنم الملهم «اعداء (‏حقيقيين)‏»؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا اليوم ان نُظهر اننا ‹نبغض› الذين يتمرَّدون على يهوه؟‏

      ١٥ قال عنهم المرنم الملهم:‏ ‏«ألا أُبغض (‏الذين يبغضونك بشدة يا يهوه‏)‏ وأمقت (‏الذين يتمرَّدون عليك‏)‏‏.‏ بغضا تاما ابغضتهم.‏ صاروا لي اعداء (‏حقيقيين‏)‏‏.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ لقد كان بسبب بغضهم يهوه بشدة أنَّ داود نظر اليهم بكراهية.‏ والمرتدّون مشمولون بين اولئك الذين يظهرون بغضهم ليهوه بالتمرُّد عليه.‏ والارتداد هو،‏ في الواقع،‏ عصيان على يهوه.‏ يدَّعي بعض المرتدّين انهم يعرفون ويخدمون اللّٰه،‏ ولكنهم يرفضون التعاليم او المتطلبات المرسومة في كلمته.‏ ويزعم آخرون انهم يؤمنون بالكتاب المقدس،‏ ولكنهم يرفضون هيئة يهوه ويحاولون بنشاط ان يعوقوا عملها.‏ فعندما يختارون عمدا شرا كهذا بعد معرفة ما هو صواب،‏ وعندما يصير الشر راسخا جدا بحيث يصير جزءا لا يتجزَّأ من كيانهم،‏ عندئذ يجب على المسيحي ان يبغض (‏بمعنى الكلمة المؤسس على الكتاب المقدس)‏ اولئك الذين يلتصقون على نحو لا ينفصل بالشر.‏ ويشترك المسيحيون الحقيقيون في مشاعر يهوه نحو مرتدّين كهؤلاء؛‏ فهم ليسوا فضوليين في ما يتعلق بأفكار المرتدّين.‏ انهم على العكس،‏ ‹يمقتون› اولئك الذين جعلوا انفسهم اعداء اللّٰه،‏ ولكنهم يتركون ليهوه امر تنفيذ النقمة.‏ —‏ ايوب ١٣:‏١٦‏،‏ ع‌ج‏؛‏ رومية ١٢:‏١٩؛‏ ٢ يوحنا ٩،‏ ١٠‏.‏

      عندما يختبرنا اللّٰه

      ١٦ (‏أ)‏ لماذا رغب داود ان يختبره يهوه؟‏ (‏ب)‏ ماذا هنالك عن قلبنا مما يجب ان نطلب من اللّٰه ان يساعدنا على تمييزه؟‏

      ١٦ لم يرِد داود ان يكون مثل الاشرار بأية طريقة.‏ وهنالك اناس كثيرون يحاولون ان يخفوا ما هم عليه في الداخل،‏ لكنَّ داود صلَّى بتواضع:‏ ‏«اختبرني يا اللّٰه واعرف قلبي امتحني واعرف افكاري (‏المزعِجة‏)‏‏.‏ وانظر إن كان فيَّ طريق باطل واهدني طريقا ابديا.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ عند الاشارة الى قلبه،‏ لم يعنِ داود العضو الجسدي.‏ فقد اشار،‏ انسجاما مع المعنى المجازي لهذه الكلمة،‏ الى ما هو عليه في الدخل،‏ الانسان الداخلي.‏ ونحن ايضا يجب ان نرغب في ان يختبر اللّٰه قلبنا ويميِّز ما اذا كانت لدينا رغبات،‏ ميول،‏ مشاعر،‏ مقاصد،‏ افكار،‏ او دوافع غير لائقة.‏ (‏مزمور ٢٦:‏٢‏)‏ يدعونا يهوه:‏ «يا ابني أَعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي.‏» —‏ امثال ٢٣:‏٢٦‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ عوضا عن اخفاء الافكار المزعِجة،‏ ماذا يجب ان نفعل؟‏ (‏ب)‏ هل يجب ان يدهشنا ايجاد ميول خاطئة في قلبنا،‏ وماذا يجب ان نفعل بشأنها؟‏

      ١٧ اذا كانت هنالك مخفية فينا اية افكار باطلة ومزعِجة بسبب رغبات خاطئة او دوافع خاطئة او بسبب سلوك خاطئ من جهتنا،‏ فعندئذ سنرغب بالتأكيد ان يساعدنا يهوه على تقويم المسألة.‏ وعوضا عن الكلمتين «طريق باطل،‏» تستخدم ترجمة موفات التعبير «مسلك خاطئ»؛‏ ويقول الكتاب المقدس الانكليزي الجديد:‏ «ايّ سبيل يحزنك [اي،‏ اللّٰه].‏» قد لا نفهم نحن انفسنا بوضوح افكارنا المزعِجة،‏ ولذلك لا نعرف كيفية التعبير عن مشكلتنا للّٰه،‏ لكنه يفهم حالتنا.‏ (‏رومية ٨:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ولا يجب ان يدهشنا وجود ميول خاطئة في قلبنا؛‏ ومع ذلك،‏ لا يجب ان نبرِّرها.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١‏)‏ يجب ان نطلب مساعدة اللّٰه لنستأصلها.‏ وإذا كنا حقا نحب يهوه وطرقه،‏ يمكننا ان نقترب اليه طلبا لمساعدة كهذه واثقين بأن «اللّٰه اعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء.‏» —‏ ١ يوحنا ٣:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ كيف يهدينا يهوه طريقا ابديا؟‏ (‏ب)‏ اذا استمررنا في اتِّباع توجيه يهوه،‏ فأيّ مدح حار يمكننا ان نتوقع نيله؟‏

      ١٨ انسجاما مع صلاة المرنم الملهم ان يهديه يهوه طريقا ابديا،‏ يقود يهوه في الواقع خدامه المتواضعين والطائعين.‏ وهو يقودهم ليس فقط في السبيل الذي يمكن ان يعني الحياة الطويلة لانهم لم يُقطَعوا قبل الاوان بسبب فعلهم الشر،‏ بل ايضا في الطريق الذي يقود الى الحياة الابدية.‏ وهو يطبع في ذهننا حاجتنا الى قيمة ذبيحة يسوع التي تكفِّر عن الخطايا.‏ وبواسطة كلمته وهيئته،‏ يزوِّدنا بالارشاد الحيوي لكي نتمكن من فعل مشيئته.‏ ويشدِّد لنا على اهمية التجاوب مع مساعدته لكي نصير داخليا نوع الشخص الذي ندَّعي أننا عليه خارجيا.‏ (‏مزمور ٨٦:‏١١‏)‏ ويشجعنا بتوقُّع الصحة الكاملة في عالم جديد بار بالاضافة الى ابدية الحياة لنستخدمها في خدمته،‏ هو الاله الحقيقي الوحيد.‏ وإذا استمررنا في التجاوب بولاء مع توجيهه،‏ فسيقول لنا،‏ بالتأكيد،‏ كما قال لابنه:‏ «بكَ سُررت.‏» —‏ لوقا ٣:‏٢٢؛‏ يوحنا ٦:‏٢٧؛‏ يعقوب ١:‏١٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة