الاستعمال الفعَّال للمساعِدات البصرية

ما اهمية استعمال المساعِدات البصرية في تعليمكم؟‏ انها تجعل اسلوبكم التعليمي فعَّالا اكثر.‏ وقد استخدم يهوه اللّٰه ويسوع المسيح مساعِدات بصرية،‏ ويمكننا التعلم منهما.‏ عندما تُستعمل المساعِدات البصرية مع الكلام،‏ يتلقى الحضور المعلومات عن طريق حاستَين.‏ ويمكن ان يساهم ذلك في شد انتباههم وترك انطباع اقوى.‏ فكيف تستخدمون المساعِدات البصرية في عروض البشارة التي تقدمونها؟‏ وكيف تتيقنون انكم تستعملونها بفعَّالية؟‏

كيف استعمل اعظم معلمَين المساعِدات البصرية.‏ استخدم يهوه مساعِدات بصرية لا تُنسى لتعليم دروس مهمة.‏ ففي احدى الليالي اخذ ابراهيم الى خارج وقال:‏ «انظر الى السماء وعدَّ النجوم إن استطعت ان تعدَّها.‏ .‏ .‏ .‏ هكذا يكون نسلك».‏ (‏تكوين ١٥:‏٥‏)‏ ومع ان ما وُعد به بدا مستحيلا من وجهة نظر بشرية،‏ تأثر ابراهيم بعمق وآمن بيهوه.‏ وفي مناسبة اخرى،‏ ارسل يهوه ارميا الى بيتِ فخاري وجعله يدخل مشغل الفخاري ليراقبه وهو يشتغل بالطين.‏ ويا له من درس لا يُنسى في سلطة الخالق على البشر!‏ (‏ارميا ١٨:‏​١-‏٦‏)‏ وكيف يمكن ان ينسى يونان درس الرحمة الذي علّمه اياه يهوه من خلال يقطينة؟‏!‏ (‏يونان ٤:‏​٦-‏١١‏)‏ حتى ان يهوه امر انبياءه بأن يمثّلوا رسائل نبوية مستعينين بأشياء مناسبة.‏ (‏١ ملوك ١١:‏​٢٩-‏٣٢؛‏ ارميا ٢٧:‏​١-‏٨؛‏ حزقيال ٤:‏​١-‏١٧‏)‏ وكانت اوجه المسكن والهيكل بحد ذاتها صورا تساعدنا على فهم الحقائق السماوية.‏ (‏عبرانيين ٩:‏​٩،‏ ٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وكثيرا ما استخدم اللّٰه الرؤى ايضا لينقل معلومات مهمة.‏ —‏ حزقيال ١:‏​٤-‏٢٨؛‏ ٨:‏​٢-‏١٨؛‏ اعمال ١٠:‏​٩-‏١٦؛‏ ١٦:‏​٩،‏ ١٠؛‏ كشف ١:‏١‏.‏

وكيف استخدم يسوع المساعِدات البصرية؟‏ عندما حاول الفريسيون وأعضاء حزب هيرودس ان يوقعوا يسوع بكلامه،‏ طلب دينارا ولفت نظرهم الى صورة قيصر على القطعة النقدية.‏ ثم اوضح انه ينبغي ان يوفى ما لقيصر لقيصر،‏ ولكن ينبغي ان يوفى ما للّٰه للّٰه.‏ (‏متى ٢٢:‏​١٩-‏٢١‏)‏ ولكي يعلّم يسوع درسا في إكرام اللّٰه بكل ما نملك،‏ لفت الانتباه الى ارملة فقيرة في الهيكل كان تبرعها —‏ البالغ مجرد فلسين —‏ كل المعيشة التي لها.‏ (‏لوقا ٢١:‏​١-‏٤‏)‏ وفي مناسبة اخرى استخدم ولدا صغيرا كمثال في التواضع وعدم السعي وراء البروز.‏ (‏متى ١٨:‏​٢-‏٦‏)‏ كما اظهر هو بنفسه معنى التواضع حين غسل اقدام تلاميذه.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١٤‏.‏

استعمال المساعِدات البصرية لمجموعات اكبر.‏ عندما تُعَدّ المساعِدات البصرية بإتقان وتُعرَض ببراعة،‏ يمكن ان تُستعمل بفعَّالية في تعليم مجموعات اكبر.‏ ويزوّد صف العبد الامين الفطين هذه المساعِدات البصرية بمختلف الاشكال.‏

تتضمن عادةً مواد الدرس في برج المراقبة مساعِدات بصرية في شكل صور او رسوم يمكن ان يستعملها المدير ليشدد على النقاط المهمة.‏ وينطبق الامر نفسه على المطبوعات التي تُستعمل في درس الكتاب الجَماعي.‏

قد يبدو احيانا استعمال المساعِدات البصرية في بعض الخطابات العامة مناسبا لتوضيح النقاط.‏ ولكن تأتي الفائدة الكبرى عادةً من تركيز الانتباه على ما يوجد في الكتاب المقدس،‏ اذ ان معظم الحاضرين يحملونه في ايديهم.‏ أما اذا لزم احيانا إبراز صورة او مجمل مختصر للنقاط الرئيسية للتعبير عن نقطة او اكثر من النقاط الرئيسية في الخطاب،‏ فتأكدوا مسبقا هل بإمكان الجالسين في المقاعد الخلفية رؤيته (‏او قراءته)‏ بوضوح.‏ ولا ينبغي ان تُستعمل هذه الوسائل كثيرا.‏

ليس هدفنا من استخدام مساعِدات بصرية في الخطابة والتعليم تسلية الحضور.‏ وعندما تُستعمل مساعِدات بصرية تنم عن وقار،‏ ينبغي ان تزود دعما بصريا للافكار التي تستأهل تشديدا خصوصيا.‏ وتحقق هذه المساعِدات هدفا مفيدا عندما تساعد على توضيح الكلام،‏ تسهيل الفهم،‏ او تزويد دليل قاطع على صحة ما يقال.‏ والمساعِدات البصرية المناسبة،‏ اذا أُحسن استعمالها،‏ قد تترك انطباعا عميقا بحيث يصعب نسيانها هي والنقطة الارشادية طوال سنوات.‏

ان حاستي السمع والبصر تلعبان دورا هاما في التعليم.‏ تذكروا كيف استعان المعلمان العظيمان بهاتين الحاستين،‏ واسعوا الى التمثل بهما حين تحاولون بلوغ الآخرين.‏