مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • السعي وراء هدف يجلب الاكتفاء في الحياة
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • اَلسَّعْيُ وَرَاءَ هَدَفٍ يَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ فِي ٱلْحَيَاةِ

      ‏«كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحْ يَاهَ».‏ —‏ مزمور ١٥٠:‏٦‏.‏

      ١ مَاذَا فَعَلَ أَحَدُ ٱلشُّبَّانِ بَحْثًا عَنْ هَدَفٍ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏

      قَالَ سَنْڠْ جِينa ٱلَّذِي تَرَبَّى فِي كُوريَا،‏ مُسْتَرْجِعًا ٱلْمَاضِي:‏ «دَرَسْتُ ٱلطِّبَّ لِأَنَّنِي أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَخْدِمَ حَيَاتِي لِمُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ.‏ كَمَا شَعَرْتُ بِأَنَّ ٱلْمَكَانَةَ ٱلْمَرْمُوقَةَ وَٱلرِّبْحَ ٱلْمَادِّيَّ ٱللَّذَيْنِ سَيُؤَمِّنُهُمَا لِي عَمَلِي كَطَبِيبٍ سَيَجْعَلَانِنِي سَعِيدًا».‏ وَتَابَعَ قَائِلًا:‏ «لكِنَّ أَمَلِي خَابَ حِينَ أَدْرَكْتُ أَنَّ ٱلطَّبِيبَ قَلَّمَا يَسَعُهُ فِعْلُ شَيْءٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ.‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ ٱبْتَدَأْتُ أَدْرُسُ ٱلْفَنَّ.‏ غَيْرَ أَنَّ إِبْدَاعَاتِي ٱلْفَنِّيَّةَ لَمْ تَنْفَعِ ٱلْآخَرِينَ،‏ مَا جَعَلَنِي أُحِسُّ أَنِّي أَنَانِيٌّ.‏ إِذَّاكَ،‏ ٱنْصَرَفْتُ إِلَى ٱلتَّعْلِيمِ،‏ وَلكِنْ سُرْعَانَ مَا ٱكْتَشَفْتُ أَنَّ جُلَّ مَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ هُوَ نَقْلُ ٱلْوَقَائِعِ،‏ وَلَيْسَ مَنْحُ ٱلْإِرْشَادِ ٱلَّذِي يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ».‏ كَانَ سَنْڠْ جِين،‏ كَكَثِيرِينَ غَيْرِهِ،‏ يَبْحَثُ عَنْ هَدَفٍ يَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏

      ٢ (‏أ)‏ مَاذَا يَعْنِي ٱمْتِلَاكُ هَدَفٍ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْخَالِقَ لَدَيْهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِوَضْعِنَا عَلَى هذِهِ ٱلْأَرْضِ؟‏

      ٢ إِنَّ ٱمْتِلَاكَ هَدَفٍ حَقِيقِيٍّ فِي ٱلْحَيَاةِ يَعْنِي ٱمْتِلَاكَ سَبَبٍ لِنَحْيَا مِنْ أَجْلِهِ،‏ قَصْدٍ وَاضِحٍ،‏ وَغَايَةٍ تَنْصَبُّ عَلَيْهَا جُهُودُنَا.‏ فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَمْتَلِكَ ٱلْبَشَرُ فِعْلًا هَدَفًا كَهذَا؟‏ نَعَمْ.‏ فَوَاقِعُ أَنَّنَا وُهِبْنَا ٱلذَّكَاءَ،‏ ٱلضَّمِيرَ،‏ وَٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلتَّحْلِيلِ يَدُلُّ أَنَّ ٱلْخَالِقَ لَدَيْهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِوَضْعِنَا عَلَى هذِهِ ٱلْأَرْضِ.‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا إِيجَادُ وَبُلُوغُ هَدَفٍ حَقِيقِيٍّ فِي حَيَاتِنَا مَا لَمْ نَعِشْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِ خَالِقِنَا.‏

      ٣ مَاذَا يَشْمُلُ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْبَشَرِ؟‏

      ٣ يَكْشِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ قَصْدَ ٱللّٰهِ لَنَا يَشْمُلُ أُمُورًا كَثِيرَةً.‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ صُنْعَنَا بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ هُوَ تَعْبِيرٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ مِنْ جِهَةِ ٱللّٰهِ.‏ (‏مزمور ٤٠:‏٥؛‏ ١٣٩:‏١٤‏)‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْعَيْشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ يَعْنِي أَنْ نُحِبَّ ٱلْآخَرِينَ مَحَبَّةً غَيْرَ أَنَانِيَّةٍ ٱقْتِدَاءً بِهِ.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٧-‏١١‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يَعْنِي حِفْظَ إِرْشَادَاتِهِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْعَيْشِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ ٱلْحُبِّيِّ.‏ —‏ جامعة ١٢:‏١٣؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ مَاذَا يَلْزَمُنَا لِٱمْتِلَاكِ هَدَفٍ حَقِيقِيٍّ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ أَسْمَى هَدَفٍ يُمْكِنُ أَنْ يَسْعَى إِلَيْهِ ٱلْمَرْءُ؟‏

      ٤ قَصَدَ ٱللّٰهُ أَيْضًا أَنْ يَعِيشَ ٱلْبَشَرُ بِسَعَادَةٍ وَسَلَامٍ وَاحِدُهُمْ مَعَ ٱلْآخَرِ وَمَعَ بَاقِي ٱلْخَلِيقَةِ.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦؛‏ ٢:‏١٥‏)‏ فَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلْأَمَانِ وَٱلسَّلَامِ؟‏ تَمَامًا كَمَا أَنَّ ٱلْوَلَدَ يَحْتَاجُ إِلَى وُجُودِ وَالِدَيْهِ بِجَانِبِهِ لِيَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلْأَمَانِ،‏ نَحْتَاجُ نَحْنُ إِلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ لِنَجِدَ مَعْنًى وَهَدَفًا لِحَيَاتِنَا.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٩‏)‏ وَٱللّٰهُ يُمَكِّنُنَا مِنِ ٱمْتِلَاكِ عَلَاقَةٍ كَهذِهِ مَعَهُ بِٱلسَّمَاحِ لَنَا أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَيْهِ وَبِسَمَاعِ صَلَوَاتِنَا.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَإِذَا ‹سِرْنَا مَعَ ٱللّٰهِ› بِإِيمَانٍ وَصِرْنَا أَصْدِقَاءَ لَهُ،‏ نَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ وَٱلتَّسْبِيحَ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ (‏تكوين ٦:‏٩؛‏ امثال ٢٣:‏١٥،‏ ١٦؛‏ يعقوب ٢:‏٢٣‏)‏ وَهذَا هُوَ أَسْمَى هَدَفٍ يُمْكِنُ أَنْ يَسْعَى إِلَيْهِ ٱلْمَرْءُ.‏ كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ:‏ «كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحْ يَاهَ».‏ —‏ مزمور ١٥٠:‏٦‏.‏

      مَا هُوَ هَدَفُكَ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏

      ٥ لِمَاذَا وَضْعُ ٱلْمَصَالِحِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوَّلًا لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلصَّائِبِ؟‏

      ٥ يَشْمُلُ أَيْضًا قَصْدُ ٱللّٰهِ لَنَا ٱلِٱهْتِمَامَ بِأَنْفُسِنَا وَعَائِلَاتِنَا،‏ بِمَا فِي ذلِكَ ٱلِٱهْتِمَامُ بِٱلْحَاجَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلِٱتِّزَانَ لَازِمٌ لِئَلَّا تَطْغَى ٱلْمَسَاعِي وَٱلِٱهْتِمَامَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ عَلَى ٱلْمَسَاعِي وَٱلِٱهْتِمَامَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً.‏ (‏متى ٤:‏٤؛‏ ٦:‏٣٣‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ حَيَاةَ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ تَتَمَحْوَرُ فَقَطْ حَوْلَ تَجْمِيعِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ لكِنَّ مُحَاوَلَةَ سَدِّ كُلِّ حَاجَاتِنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ فَقَطْ لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلصَّائِبِ.‏ فَثَمَّةَ ٱسْتِطْلَاعٌ أُجْرِيَ مُؤَخَّرًا مَعَ أَصْحَابِ مَلَايِينَ فِي آسِيَا يَكْشِفُ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ «يَشْعُرُونَ بِٱلْقَلَقِ وَعَدَمِ ٱلِٱسْتِقْرَارِ،‏ رَغْمَ أَنَّ ٱلْمَالَ يُؤَمِّنُ لَهُمُ ٱلْمَكَانَةَ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةَ ٱلرَّفِيعَةَ وَشُعُورًا بِٱلْإِنْجَازِ».‏ —‏ جامعة ٥:‏١١‏.‏

      ٦ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ عَنِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْغِنَى؟‏

      ٦ تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ «قُوَّةِ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةِ».‏ (‏مرقس ٤:‏١٩‏)‏ فَكَيْفَ يَكُونُ ٱلْغِنَى خَادِعًا؟‏ إِنَّهُ يَجْعَلُ ٱلنَّاسَ ظَاهِرِيًّا سُعَدَاءَ،‏ لكِنَّ ٱلْعَكْسَ صَحِيحٌ.‏ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ ٱلْحَكِيمُ:‏ «مَنْ يُحِبُّ ٱلثَّرْوَةَ لَا يَشْبَعُ مِنْ دَخْلٍ».‏ (‏جامعة ٥:‏١٠‏)‏ وَلكِنْ هَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَسْعَى ٱلْمَرْءُ وَرَاءَ أَهْدَافٍ مَادِّيَّةٍ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ أَنْ يَخْدُمَ ٱللّٰهَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ؟‏ كَلَّا.‏ أَوْضَحَ يَسُوعُ:‏ «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ،‏ لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ،‏ أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ.‏ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا للّٰهِ وَٱلْمَالِ».‏ وَقَدْ حَثَّ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَلَّا يَدَّخِرُوا كُنُوزًا عَلَى ٱلْأَرْضِ بَلْ «كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ»،‏ أَيْ أَنْ يَصْنَعُوا لِأَنْفُسِهِمْ صِيتًا حَسَنًا لَدَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي ‹يَعْلَمُ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلُوهُ›.‏ —‏ متى ٦:‏٨،‏ ١٩-‏٢٥‏.‏

      ٧ كَيْفَ ‹نَتَمَسَّكُ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ›؟‏

      ٧ وَقَدَّمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا مَشُورَةً قَوِيَّةً فِي هذَا ٱلصَّدَدِ عِنْدَمَا كَتَبَ إِلَى رَفِيقِهِ ٱلْعَامِلِ مَعَهُ تِيمُوثَاوُسَ.‏ فَقَدْ قَالَ لَهُ:‏ «أَوْصِ ٱلْأَغْنِيَاءَ .‏ .‏ .‏ أَلَّا .‏ .‏ .‏ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ،‏ بَلْ عَلَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا،‏ وَأَنْ .‏ .‏ .‏ يَكُونُوا .‏ .‏ .‏ أَسْخِيَاءَ،‏ مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُشَارَكَةِ،‏ كَانِزِينَ لِأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبَلِ،‏ لِكَيْ يَتَمَسَّكُوا بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧-‏١٩‏.‏

      مَا هِيَ «ٱلْحَيَاةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ»؟‏

      ٨ (‏أ)‏ لِمَاذَا يَسْعَى كَثِيرُونَ وَرَاءَ ٱلْغِنَى وَٱلْمَكَانَةِ ٱلْمَرْمُوقَةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ أَمْرٍ لَا يُدْرِكُهُ أَمْثَالُ هؤُلَاءِ؟‏

      ٨ عِنْدَمَا يَسْمَعُ كَثِيرُونَ عِبَارَةَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»،‏ يَتَخَيَّلُونَ حَيَاةَ رَفَاهِيَةٍ وَلَهْوٍ.‏ تَقُولُ إِحْدَى ٱلْمَجَلَّاتِ ٱلْآسْيَوِيَّةِ:‏ «يَتَعَلَّمُ ٱلَّذِينَ يُشَاهِدُونَ ٱلْأَفْلَامَ ٱلسِّينَمَائِيَّةَ أَوِ ٱلْبَرَامِجَ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةَ أَنْ يَشْتَهُوا مَا يَرَوْنَهُ،‏ أَنْ يَحْلُمُوا بِمَا يُمْكِنُهُمُ ٱلْحُصُولُ عَلَيْهِ».‏ وَكَثِيرُونَ يَجْعَلُونَ هَدَفَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ جَمْعَ ٱلثَّرَوَاتِ وَٱلْوُصُولَ إِلَى مَكَانَةٍ مَرْمُوقَةٍ.‏ كَمَا يُضَحِّي كَثِيرُونَ بِشَبَابِهِمْ،‏ صِحَّتِهِمْ،‏ حَيَاتِهِمِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ وَقِيَمِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةِ فِي سَبِيلِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ هذِهِ ٱلْأُمُورِ.‏ وَقِلَّةٌ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتَوَقَّفُونَ لِيُفَكِّرُوا أَنَّ هذَا ٱلْمَفْهُومَ ٱلَّذِي تُصَوِّرُهُ وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ لَيْسَ سِوَى ٱنْعِكَاسٍ ‹لِرُوحِ ٱلْعَالَمِ›،‏ نَمَطِ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلشَّائِعِ ٱلَّذِي يُؤَثِّرُ فِي غَالِبِيَّةِ سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ وَيَدْفَعُهُمْ إِلَى ٱلْقِيَامِ بِتَصَرُّفَاتٍ تَتَعَارَضُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ لَنَا.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٢؛‏ افسس ٢:‏٢‏)‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ هُمْ تُعَسَاءُ!‏ —‏ امثال ١٨:‏١١؛‏ ٢٣:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ٩ أَيُّ أَمْرٍ لَنْ يَتَمَكَّنَ ٱلْبَشَرُ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ مِنْ تَحْقِيقِهِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٩ وَلكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱلَّذِينَ يَكْدَحُونَ فِي سَبِيلِ ٱلْآخَرِينَ،‏ مُنَاضِلِينَ لِٱسْتِئْصَالِ ٱلْجُوعِ وَٱلْمَرَضِ وَٱلظُّلْمِ؟‏ إِنَّ تَضْحِيَاتِهِمِ ٱلنَّبِيلَةَ تُفِيدُ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ.‏ لكِنَّ كُلَّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي يَبْذُلُونَهَا لَنْ تُحَوِّلَ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا إِلَى نِظَامٍ عَادِلٍ وَبَارٍّ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ ‹ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ›،‏ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي لَا يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّرَ شَيْءٌ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      ١٠ مَتَى سَيَتَمَتَّعُ ٱلْأُمَنَاءُ «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»؟‏

      ١٠ مَا أَشْقَى ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي لَا رَجَاءَ لَهُ سِوَى فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْحَاضِرِ!‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «إِنْ كَانَ لَنَا رَجَاءٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فِي هٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ فَقَطْ،‏ فَنَحْنُ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ إِثَارَةً لِلشَّفَقَةِ».‏ وَلِسَانُ حَالِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ هذِهِ ٱلنَّظْرَةُ هُوَ:‏ «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ،‏ لِأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١٩،‏ ٣٢‏)‏ لكِنَّ ذلِكَ لَيْسَ صَحِيحًا!‏ فَهُنَالِكَ مُسْتَقْبَلٌ مُشْرِقٌ أَمَامَنَا،‏ إِذْ إِنَّنَا «نَنْتَظِرُ بِحَسَبِ وَعْدِ [ٱللّٰهِ] سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً،‏ فِيهَا يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وَآنَذَاكَ فَقَطْ يُمْكِنُ لِلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَمَتَّعُوا «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»،‏ أَيِ ٱلْعَيْشِ «حَيَاةً أَبَدِيَّةً» فِي كَمَالٍ إِمَّا فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ فِي ظِلِّ ٱلْحُكْمِ ٱلْحُبِّيِّ لِحُكُومَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٢‏.‏

      ١١ لِمَاذَا ٱلْعَمَلُ عَلَى تَرْوِيجِ مَصَالِحِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ هُوَ أَهَمُّ مَسْعًى هَادِفٍ؟‏

      ١١ فَمَلَكُوتُ ٱللّٰهِ وَحْدَهُ هُوَ ٱلَّذِي سَيَنْجَحُ كَامِلًا فِي حَلِّ مَشَاكِلِ ٱلْبَشَرِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْعَمَلَ عَلَى تَرْوِيجِ مَصَالِحِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ هُوَ أَهَمُّ مَسْعًى هَادِفٍ يُمْكِنُ أَنْ يَقُومَ بِهِ ٱلْمَرْءُ.‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤‏)‏ وَحِينَمَا نَشْتَرِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ،‏ نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ ثَمِينَةٍ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ فِي ٱلْخِدْمَةِ إِلَى جَانِبِ مَلَايِينِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَمْلِكُونَ ٱلْهَدَفَ نَفْسَهُ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏

      اَلْقِيَامُ بِٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ

      ١٢ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلنِّظَامِ ٱلْحَاضِرِ وَبَيْنَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»؟‏

      ١٢ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْعَالَمَ ٱلْحَاضِرَ «يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتُهُ».‏ وَمَا مِنْ جُزْءٍ مِنْ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ بِمَا فِي ذلِكَ ٱلشُّهْرَةُ وَٱلثَّرَوَاتُ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا،‏ سَيَكُونُ مُسْتَثْنًى.‏ «أَمَّا ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ وَٱلْمَجْدِ ٱلزَّائِلِ وَٱللَّذَّاتِ ٱلْفَارِغَةِ لِلنِّظَامِ ٱلْحَاضِرِ،‏ فَإِنَّ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ» —‏ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ» فِي ظِلِّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ —‏ هِيَ حَيَاةٌ دَائِمَةٌ وَجَدِيرَةٌ بِٱلتَّضْحِيَاتِ،‏ ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ.‏

      ١٣ كَيْفَ قَامَ زَوْجَانِ بِٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ؟‏

      ١٣ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ هَنْرِي وَسُوزَان.‏ فَهذَانِ ٱلزَّوْجَانِ لَدَيْهِمَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ بِوَعْدِ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَاعِدَ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَضَعُونَ مَلَكُوتَهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمْ.‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ لِذلِكَ قَرَّرَا أَلَّا يَسْكُنَا فِي بَيْتٍ بَاهِظِ ٱلثَّمَنِ لِكَيْ يُخَصِّصَا هُمَا وَٱبْنَتَاهُمَا وَقْتًا أَكْبَرَ لِلْمَسَاعِي ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ بَدَلًا مِنْ أَنْ يُضْطَرَّا كِلَاهُمَا إِلَى ٱلْعَمَلِ.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ غَيْرَ أَنَّ صَدِيقَةً لَهُمَا حَسَنَةَ ٱلنِّيَّةِ لَمْ تَسْتَطِعْ تَفَهُّمَ قَرَارِهِمَا.‏ فَقَالَتْ لِسُوزَان:‏ «يَا عَزِيزَتِي،‏ لَا بُدَّ لَكِ مِنَ ٱلتَّضْحِيَةِ إِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَسْكُنِي فِي بَيْتٍ أَفْضَلَ».‏ لكِنَّ هَنْرِي وَسُوزَان عَرَفَا أَنَّ وَضْعَ يَهْوَه أَوَّلًا «فِيهِ وَعْدُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَاضِرَةِ وَٱلْآتِيَةِ».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏٨؛‏ تيطس ٢:‏١٢‏)‏ وَقَدْ كَبِرَتِ ٱبْنَتَاهُمَا وَصَارَتَا مُبَشِّرَتَيْنِ غَيُورَتَيْنِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَكَعَائِلَةٍ،‏ يَشْعُرُونَ أَنَّهُ لَمْ يَفُتْهُمْ أَيُّ شَيْءٍ.‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ فَقَدِ ٱسْتَفَادُوا كَثِيرًا مِنْ جَعْلِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ» هَدَفًا لَهُمْ.‏ —‏ فيلبي ٣:‏٨؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٦-‏٨‏.‏

      لَا ‹تَسْتَعْمِلِ ٱلْعَالَمَ كَامِلًا›‏

      ١٤ أَيَّةُ كَارِثَةٍ قَدْ تَنْجُمُ إِذَا غَابَ هَدَفُنَا ٱلْحَقِيقِيُّ عَنْ بَالِنَا؟‏

      ١٤ إِذَا غَابَ هَدَفُنَا ٱلْحَقِيقِيُّ عَنْ بَالِنَا وَتَخَلَّيْنَا عَنْ تَمَسُّكِنَا «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»،‏ نَتَعَرَّضُ لِخَطَرٍ كَبِيرٍ.‏ فَيُمْكِنُ ‹أَنْ تَجْرُفَنَا هُمُومُ وَغِنَى وَلَذَّاتُ ٱلْحَيَاةِ›.‏ (‏لوقا ٨:‏١٤‏)‏ فَٱلشَّهْوَةُ غَيْرُ ٱلْمَضْبُوطَةِ لِلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَ «هُمُومُ ٱلْحَيَاةِ» قَدْ تُؤَدِّي إِلَى ٱنْغِمَاسِنَا فِي شُؤُونِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا.‏ (‏لوقا ٢١:‏٣٤‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ صَارُوا مُنْهَمِكِينَ فِي ٱلسَّعْيِ ٱلْمَحْمُومِ إِلَى ٱلْغِنَى بِحَيْثُ «ضَلُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ طَعْنًا بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ»،‏ حَتَّى إِنَّهُمْ خَسِرُوا عَلَاقَتَهُمُ ٱلثَّمِينَةَ بِيَهْوَه.‏ فَمَا أَبْهَظَ ٱلثَّمَنَ ٱلَّذِي يُدْفَعُ جَرَّاءَ عَدَمِ ‹ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ›!‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٢؛‏ امثال ٢٨:‏٢٠‏.‏

      ١٥ كَيْفَ ٱسْتَفَادَتْ إِحْدَى ٱلْعَائِلَاتِ مِنْ ‹عَدَمِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْعَالَمِ كَامِلًا›؟‏

      ١٥ نَصَحَ بُولُسُ «ٱلَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ ٱلْعَالَمَ [أَنْ يَكُونُوا] كَمَنْ لَا يَسْتَعْمِلُونَهُ كَامِلًا».‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣١‏)‏ وَهذَا مَا فَعَلَهُ كِيث وَبُونِي.‏ يَرْوِي كِيث:‏ «صِرْتُ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِ يَهْوَه حِينَ كُنْتُ أُنْهِي دِرَاسَةَ طِبِّ ٱلْأَسْنَانِ».‏ وَيَمْضِي قَائِلًا:‏ «كَانَ عَلَيَّ ٱتِّخَاذُ قَرَارٍ.‏ فَكَانَ يُمْكِنُنِي أَنْ أُعَالِجَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَرْضَى وَأَجْنِيَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَالِ.‏ لكِنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ كَانَ سَيَحُدُّ مِنْ نَشَاطَاتِي ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ لِذلِكَ ٱخْتَرْتُ أَنْ أُعَالِجَ مَرْضَى قَلِيلِينَ كَيْ يَتَسَنَّى لِي ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِلِٱهْتِمَامِ بِٱلْحَاجَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْعَاطِفِيَّةِ لِعَائِلَتِي،‏ ٱلَّتِي صَارَتْ لَاحِقًا تَشْمُلُ خَمْسَ بَنَاتٍ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ نَادِرًا مَا كَانَ لَدَيْنَا مَالٌ فَائِضٌ،‏ فَقَدْ تَعَلَّمْنَا ٱلتَّوْفِيرَ وَكُنَّا دَائِمًا نَحْصُلُ عَلَى مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ.‏ كَانَتْ عَائِلَتُنَا تَنْعَمُ بِجَوٍّ حَمِيمٍ وَدَافِئٍ وَسَعِيدٍ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ ٱنْخَرَطْنَا جَمِيعًا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَٱلْآنَ جَمِيعُ بَنَاتِنَا مُتَزَوِّجَاتٌ،‏ وَثَلَاثٌ مِنْهُنَّ لَدَيْهِنَّ أَوْلَادٌ.‏ وَهُنَّ يَعِشْنَ مَعَ عَائِلَاتِهِنَّ حَيَاةً سَعِيدَةً لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا يَسْتَمِرُّونَ فِي وَضْعِ قَصْدِ يَهْوَه أَوَّلًا».‏

      وَضْعُ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ

      ١٦،‏ ١٧ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تَرِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ أَشْخَاصٍ لَدَيْهِمْ مَهَارَاتٌ أَوْ مَرَاكِزُ،‏ وَمَا أَوَّلُ مَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا عَنْهُمْ؟‏

      ١٦ تَرِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَمْثِلَةٌ لِأَشْخَاصٍ وَضَعُوا قَصْدَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمْ وَأَشْخَاصٍ لَمْ يَفْعَلُوا ذلِكَ.‏ وَٱلدُّرُوسُ ٱلْمُسْتَخْلَصَةُ مِنْ أَمْثِلَةٍ كَهذِهِ تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلنَّاسِ مِنْ كُلِّ ٱلْأَعْمَارِ وَٱلْخَلْفِيَّاتِ وَٱلْأَوْضَاعِ.‏ (‏روما ١٥:‏٤؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٦،‏ ١١‏)‏ وَأَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلرَّدِيئَةِ هُوَ مِثَالُ نِمْرُودَ ٱلَّذِي بَنَى مُدُنًا عَظِيمَةً،‏ لكِنَّهُ كَانَ مُقَاوِمًا لِيَهْوَه.‏ (‏تكوين ١٠:‏٨-‏١٢‏)‏ بِٱلتَّبَايُنِ كَانَ هُنَالِكَ كَثِيرُونَ آخَرُونَ رَسَمُوا مِثَالًا جَيِّدًا.‏ مَثَلًا،‏ لَمْ يَجْعَلْ مُوسَى هَدَفَهُ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى مَرْكَزِهِ كَأَحَدِ نُبَلَاءِ مِصْرَ.‏ بَلِ ٱعْتَبَرَ ٱمْتِيَازَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةَ «غِنًى أَعْظَمَ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٦‏)‏ وَٱلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ هُوَ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا.‏ فَصَحِيحٌ أَنَّهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ سَاعَدَ بُولُسَ وَآخَرِينَ عَلَى ٱلشِّفَاءِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ،‏ لكِنَّ أَفْضَلَ مُسَاعَدَةٍ قَدَّمَهَا هُوَ أَنَّهُ كَانَ مُبَشِّرًا وَأَحَدَ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ كَمَا أَنَّ بُولُسَ لَيْسَ مَعْرُوفًا بِكَوْنِهِ خَبِيرًا بِٱلشَّرِيعَةِ بَلْ بِأَنَّهُ مُرْسَلٌ،‏ «رَسُولٌ لِلْأُمَمِ».‏ —‏ روما ١١:‏١٣‏.‏

      ١٧ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي دَاوُدَ؟‏ لَيْسَ أَوَّلُ مَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا عَنْهُ هُوَ أَنَّهُ قَائِدٌ عَسْكَرِيٌّ أَوْ مُوسِيقِيٌّ أَوْ مُؤَلِّفٌ،‏ بَلْ أَنَّهُ ‹رَجُلٌ يُوَافِقُ قَلْبَ› ٱللّٰهِ.‏ (‏١ صموئيل ١٣:‏١٤‏)‏ وَنَحْنُ لَا نَذْكُرُ دَانِيَالَ بِسَبَبِ عَمَلِهِ كَرَسْمِيٍّ حُكُومِيٍّ فِي بَابِلَ،‏ بَلْ بِسَبَبِ خِدْمَتِهِ كَنَبِيٍّ وَلِيٍّ لِيَهْوَه.‏ وَلَا يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا عِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي أَسْتِيرَ أَنَّهَا مَلِكَةٌ لِفَارِسَ،‏ بَلْ أَنَّهَا مِثَالٌ لِلشَّجَاعَةِ وَٱلْإِيمَانِ؛‏ كَمَا أَنَّنَا لَا نَذْكُرُ بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا كَصَيَّادِينَ نَاجِحِينَ،‏ بَلْ كَرُسُلٍ لِيَسُوعَ.‏ وَخَيْرُ مِثَالٍ هُوَ يَسُوعُ نَفْسُهُ ٱلَّذِي لَيْسَ فِي نَظَرِنَا «ٱلنَّجَّارَ»،‏ بَلِ «ٱلْمَسِيحُ».‏ (‏مرقس ٦:‏٣؛‏ متى ١٦:‏١٦‏)‏ فَكُلُّ هؤُلَاءِ أَدْرَكُوا جَيِّدًا أَنَّهُ مَهْمَا كَانَتْ مَهَارَاتُهُمْ أَوْ مُقْتَنَيَاتُهُمْ أَوْ مَرَاكِزُهُمْ،‏ فَإِنَّ حَيَاتَهُمْ يَجِبُ أَنْ تَتَمَحْوَرَ حَوْلَ خِدْمَتِهِمْ للّٰهِ وَلَيْسَ حَوْلَ مِهْنَتِهِمِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ.‏ كَمَا عَرَفُوا أَنَّ ٱلْهَدَفَ ٱلْأَسْمَى وَٱلْأَكْثَرَ مَنْحًا لِلِٱكْتِفَاءِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَدَيْهِمْ هُوَ ٱلسَّعْيُ أَنْ يَكُونُوا أَشْخَاصًا أَتْقِيَاءَ.‏

      ١٨ كَيْفَ قَرَّرَ شَابٌّ مَسِيحِيٌّ أَنْ يَسْتَخْدِمَ حَيَاتَهُ،‏ وَأَيُّ أَمْرٍ صَارَ يُدْرِكُهُ؟‏

      ١٨ هذَا مَا صَارَ يُدْرِكُهُ أَيْضًا سَنْڠْ جِين ٱلْمَذْكُورُ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏ يُوضِحُ قَائِلًا:‏ «بَدَلًا مِنِ ٱسْتِنْزَافِ طَاقَاتِي فِي ٱلطِّبِّ أَوِ ٱلْفَنِّ أَوِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ،‏ صَمَّمْتُ أَنْ أَسْتَخْدِمَ حَيَاتِي بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱنْتِذَارِي للّٰهِ.‏ فَأَنَا ٱلْآنَ أَخْدُمُ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى مُعَلِّمِينَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ مُسَاعِدًا ٱلنَّاسَ أَنْ يَسِيرُوا فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ كُنْتُ أَظُنُّ فِي مَا مَضَى أَنَّ ٱلْخِدْمَةَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ لَيْسَتْ مُمْتِعَةً.‏ لكِنَّ ٱلْوَاقِعَ هُوَ أَنَّ حَيَاتِي ٱلْآنَ مُمْتِعَةٌ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ.‏ فَأَنَا أُحَاوِلُ أَنْ أُحَسِّنَ شَخْصِيَّتِي وَقُدْرَتِي عَلَى تَعْلِيمِ أَشْخَاصٍ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ.‏ وَأَعْتَقِدُ أَنَّ جَعْلَ قَصْدِ يَهْوَه هَدَفَنَا هُوَ طَرِيقَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي تَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ».‏

      ١٩ كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِيجَادُ هَدَفٍ حَقِيقِيٍّ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏

      ١٩ لَقَدْ مُنِحْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَعْرِفَةً مُنْقِذَةً لِلْحَيَاةِ وَرَجَاءً بِٱلْخَلَاصِ.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ لِذلِكَ دَعُونَا ‹لَا نَقْبَلُ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ وَنُخْطِئُ ٱلْقَصْدَ مِنْهَا›.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١‏)‏ بَلْ لِنَسْتَخْدِمْ أَيَّامَ وَسِنِي حَيَاتِنَا لِتَسْبِيحِ يَهْوَه.‏ وَلْنَنْشُرِ ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلَّتِي تَجْلُبُ سَعَادَةً حَقِيقِيَّةً ٱلْآنَ وَتُؤَدِّي إِلَى نَيْلِ حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَإِذَا فَعَلْنَا ذلِكَ،‏ فَسَنَلْمُسُ صِحَّةَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ وَهكَذَا،‏ نَكُونُ قَدْ وَجَدْنَا هَدَفًا حَقِيقِيًّا فِي ٱلْحَيَاةِ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a جَرَى تَغْيِيرُ بَعْضِ ٱلْأَسْمَاءِ.‏

  • السعي الآن وراء هدف ينسجم مع قصد اللّٰه
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • اَلسَّعْيُ ٱلْآنَ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ

      ‏«[اَلْمَسِيحُ] مَاتَ عَنِ ٱلْجَمِيعِ لِكَيْلَا يَحْيَا ٱلْأَحْيَاءُ فِي مَا بَعْدُ لِأَنْفُسِهِمْ».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٥‏.‏

      ١ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ حَصَلَ مَعَ أَحَدِ ٱلْمُرْسَلِينَ فِي تَعْيِينِهِ؟‏

      يَرْوِي مُرْسَلٌ ٱسْمُهُ آرُونُ،‏a مُسْتَرْجِعًا الذِّكْرَيَاتِ:‏ «كَانَتْ سَيَّارَتُنَا أَوَّلَ سَيَّارَةٍ مَدَنِيَّةٍ تَدْخُلُ ٱلْقَرْيَةَ ٱلْإفْرِيقِيَّةَ ٱلنَّائِيَةَ بَعْدَ نِهَايَةِ ٱلْحَرْبِ ٱلْأَهْلِيَّةِ».‏ وَيُتَابِعُ قَائِلًا:‏ «كَانَ ٱلِٱتِّصَالُ قَدِ ٱنْقَطَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلصَّغِيرَةِ هُنَاكَ،‏ لِذَا وَجَبَ عَلَيْنَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِحَاجَاتِهِمْ.‏ فَجَلَبْنَا لَهُمُ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَلَابِسَ وَمَطْبُوعَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ إِضَافَةً إِلَى نُسْخَةٍ مِنْ فِيلْمِ ٱلْفِيدْيُو شُهُودُ يَهْوَه —‏ اَلْهَيْئَةُ وَرَاءَ ٱلِٱسْمِ.‏b وَقَدْ تَقَاطَرَتْ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلْمُهْتَمِّينَ لِمُشَاهَدَتِهِ فِي ‹مَسْرَحِ› ٱلْقَرْيَةِ —‏ كُوخٌ كَبِيرٌ مَصْنُوعٌ مِنَ ٱلْأَعْشَابِ يَحْتَوِي عَلَى جِهَازِ فِيدْيُو وَتِلِفِزْيُونٍ —‏ بِحَيْثُ ٱضْطُرِرْنَا إِلَى عَرْضِهِ مَرَّتَيْنِ.‏ وَنَتَجَتْ عَنْ كُلٍّ مِنْ هذَيْنِ ٱلْعَرْضَيْنِ دُرُوسٌ عَدِيدَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ حَقًّا،‏ كَانَتْ جُهُودُنَا جَدِيرَةً بِٱلْعَنَاءِ».‏

      ٢ (‏أ)‏ لِمَاذَا يُصَمِّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَسْتَخْدِمُوا حَيَاتَهُمْ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي مَا يَلِي؟‏

      ٢ وَلِمَاذَا أَخَذَ آرُونُ وَرُفَقَاؤُهُ عَلَى عَاتِقِهِمِ ٱلْقِيَامَ بِهذِهِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلصَّعْبَةِ؟‏ لِأَنَّهُمْ،‏ بِدَافِعِ ٱلتَّقْدِيرِ لِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ،‏ نَذَرُوا حَيَاتَهُمْ للّٰهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَسْتَخْدِمُوهَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ.‏ وَعَلَى غِرَارِهِمْ،‏ يُصَمِّمُ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ أَلَّا ‹يَحْيَوْا فِي مَا بَعْدُ لِأَنْفُسِهِمْ›،‏ بَلْ لِفِعْلِ كُلِّ مَا فِي وِسْعِهِمْ «لِأَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ».‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٥؛‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٣‏)‏ وَهُمْ يُدْرِكُونَ أَنَّهُ عِنْدَمَا يَنْتَهِي نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا،‏ سَتَصِيرُ كُلُّ ٱلْأَمْوَالِ وَٱلْمَرَاكِزِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ بِلَا جَدْوَى.‏ لِذلِكَ بِمَا أَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ ٱلْآنَ وَيَتَمَتَّعُونَ بِمِقْدَارٍ مِنَ ٱلصِّحَّةِ،‏ فَهُمْ يُرِيدُونَ ٱسْتِخْدَامَ حَيَاتِهِمْ وَصِحَّتِهِمْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ.‏ (‏جامعة ١٢:‏١‏)‏ فَكَيْفَ نَفْعَلُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ذلِكَ؟‏ مِنْ أَيْنَ لَنَا ٱلْجُرْأَةُ وَٱلْقُوَّةُ ٱللَّازِمَتَانِ لِفِعْلِ ذلِكَ؟‏ وَأَيَّةُ فُرَصٍ لِلْخِدْمَةِ مُتَاحَةٌ لَنَا؟‏

      اِتِّخَاذُ خُطُوَاتٍ تَقَدُّمِيَّةٍ وَعَمَلِيَّةٍ

      ٣ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ أَسَاسِيَّةٍ يَشْمُلُهَا فِعْلُ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٣ يَعْتَبِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِعْلَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ ٱلْتِزَامًا يَدُومُ مَدَى ٱلْحَيَاةِ.‏ وَيَبْتَدِئُ هذَا ٱلِٱلْتِزَامُ عَادَةً بِخُطُوَاتٍ أَسَاسِيَّةٍ كَٱلِٱنْخِرَاطِ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ،‏ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا،‏ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ وَٱلتَّقَدُّمِ نَحْوَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ وَفِيمَا نُحْرِزُ ٱلتَّقَدُّمَ،‏ نُبْقِي فِي بَالِنَا كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ:‏ «تَمَعَّنْ فِي هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ وَٱنْهَمِكْ فِيهَا،‏ لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا لِلْجَمِيعِ».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٥‏)‏ وَهذَا ٱلتَّقَدُّمُ لَيْسَ تَرْفِيعًا لِلذَّاتِ،‏ بَلِ ٱنْعِكَاسٌ لِتَصْمِيمِنَا أَنْ نَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ دُونَ أَنَانِيَّةٍ.‏ فَهذَا ٱلْمَسْلَكُ يُظْهِرُ أَنَّنَا نَسْمَحُ للّٰهِ بِأَنْ يُوَجِّهَ خُطُوَاتِنَا فِي كُلِّ شُؤُونِ ٱلْحَيَاةِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ يُوَجِّهُنَا أَفْضَلَ بِكَثِيرٍ مِمَّا يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَنْ نُوَجِّهَ أَنْفُسَنَا.‏ —‏ مزمور ٣٢:‏٨‏.‏

      ٤ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلتَّخَلُّصُ مِنْ مَخَاوِفِنَا ٱلَّتِي لَا مُبَرِّرَ لَهَا؟‏

      ٤ لكِنَّ ٱلتَّرَدُّدَ أَوِ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلْمُفْرِطَ بِٱلنَّفْسِ يُمْكِنُ أَنْ يُعِيقَانَا عَنِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ.‏ (‏جامعة ١١:‏٤‏)‏ لِذلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَمَكَّنَ مِنْ إِيجَادِ ٱلْفَرَحِ ٱلْحَقِيقِيِّ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ وَٱلْآخَرِينَ،‏ يَجِبُ أَوَّلًا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى مَخَاوِفِنَا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَانَ إِرِيكُ يُفَكِّرُ أَنْ يَخْدُمَ فِي جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ.‏ لكِنَّ ٱلْقَلَقَ ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ.‏ فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ:‏ ‹هَلْ تَتَقَبَّلُنِي ٱلْجَمَاعَةُ؟‏ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ أُحِبَّ ٱلْإِخْوَةَ؟‏ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُحِبُّونِي؟‏›.‏ يَرْوِي:‏ «أَدْرَكْتُ أَخِيرًا أَنَّهُ يَلْزَمُ أَنْ أَهْتَمَّ بِإِخْوَتِي أَكْثَرَ مِنِ ٱهْتِمَامِي بِنَفْسِي.‏ وَصَمَّمْتُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْ قَلَقِي وَأَنْ أُرَكِّزَ عَلَى ٱلْعَطَاءِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيِّ لِلْآخَرِينَ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ.‏ فَصَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَشَرَعْتُ أَقُومُ بِمَا عَزَمْتُ عَلَيْهِ.‏ وَٱلْآنَ أَنَا أَتَمَتَّعُ كَثِيرًا بِخِدْمَتِي هُنَاكَ».‏ (‏روما ٤:‏٢٠‏)‏ نَعَمْ،‏ كُلَّمَا خَدَمْنَا ٱللّٰهَ وَٱلْآخَرِينَ دُونَ أَنَانِيَّةٍ،‏ شَعَرْنَا أَكْثَرَ بِٱلْفَرَحِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ.‏

      ٥ لِمَاذَا يَلْزَمُ دَرْسُ خُطُوَاتِنَا بِٱعْتِنَاءٍ فِي سَعْيِنَا وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ،‏ وَأَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟‏

      ٥ يَتَطَلَّبُ ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَمْرًا آخَرَ:‏ دَرْسَ خُطُوَاتِنَا بِٱعْتِنَاءٍ.‏ فَنَحْنُ نَتَجَنَّبُ بِحِكْمَةٍ ٱلرُّزُوحَ تَحْتَ دُيُونٍ تَجْعَلُنَا عَبِيدًا لِهذَا ٱلنِّظَامِ وَتَحُدُّ مِمَّا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ.‏ يُذَكِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلْمُقْتَرِضُ خَادِمٌ لِلْمُقْرِضِ».‏ (‏امثال ٢٢:‏٧‏)‏ وَٱلثِّقَةُ بِيَهْوَه وَوَضْعُ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَوَّلًا يُسَاعِدَانِنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُرَكِّزِينَ.‏ مَثَلًا،‏ يَعِيشُ ڠُووْمِينْڠُ وَأُخْتَاهُ مَعَ أُمِّهِمْ فِي مِنْطَقَةٍ حَيْثُ نَفَقَاتُ ٱلسَّكَنِ كَبِيرَةٌ وَمِنَ ٱلصَّعْبِ إِيجَادُ وَظِيفَةٍ ثَابِتَةٍ.‏ وَلكِنْ بِٱسْتِخْدَامِ أَمْوَالِهِمْ بِحِكْمَةٍ وَٱلْمُشَارَكَةِ فِي دَفْعِ ٱلْمَصَارِيفِ،‏ يَتَمَكَّنُونَ مِنَ ٱلْحُصُولِ عَلَى ضَرُورَاتِ ٱلْحَيَاةِ حَتَّى حِينَ لَا يَكُونُونَ جَمِيعُهُمْ مُوَظَّفِينَ.‏ يَقُولُ ڠُووْمِينْڠُ:‏ «أَحْيَانًا،‏ قَدْ لَا نَعْمَلُ جَمِيعُنَا وَنَتَقَاضَى ٱلرَّوَاتِبَ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا ٱلِٱسْتِمْرَارُ فِي خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ وَٱلِٱعْتِنَاءُ بِأُمِّنَا كَمَا يَجِبُ.‏ وَكَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِأُمِّنَا لِأَنَّهَا لَا تُرِيدُ أَنْ نَتَخَلَّى عَنْ مَسَاعِينَا ٱلرُّوحِيَّةِ كَيْ نُؤَمِّنَ لَهَا حَيَاةَ تَرَفٍ!‏».‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏١٤؛‏ عبرانيين ١٣:‏٥‏.‏

      ٦ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا تَغْيِيرَ حَيَاتِنَا لِتَنْسَجِمَ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٦ إِذَا كُنْتَ مُنْهَمِكًا فِي ٱلْمَسَاعِي ٱلدُّنْيَوِيَّةِ،‏ مِنْ أَيِّ نَوْعٍ كَانَتْ،‏ فَقَدْ يَتَطَلَّبُ وَضْعُ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَوَّلًا أَنْ تَقُومَ بِتَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةٍ.‏ وَعَادَةً،‏ لَا يُمْكِنُ ٱلْقِيَامُ بِتَغْيِيرَاتٍ كَهذِهِ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلنَّكَسَاتِ ٱلَّتِي تُصَابُ بِهَا فِيمَا تَقُومُ بِٱلْمُحَاوَلَاتِ ٱلْأُولَى لَا يَنْبَغِي ٱعْتِبَارُهَا فَشَلًا.‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ كْوِيتْشِي ٱلَّذِي كَانَتْ لَدَيْهِ مُشْكِلَةُ صَرْفِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلتَّسْلِيَةِ.‏ فَقَدْ دَرَسَ كْوِيتْشِي ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ عِنْدَمَا كَانَ مُرَاهِقًا.‏ وَلكِنْ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ،‏ ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ ٱللَّعِبُ بِأَلْعَابِ ٱلْفِيدْيُو.‏ وَذَاتَ يَوْمٍ،‏ قَالَ فِي نَفْسِهِ:‏ ‹مَاذَا أَفْعَلُ؟‏ أَنَا فِي ثَلَاثِينَاتِي وَلَا هَدَفَ لِي فِي حَيَاتِي أَسْعَى إِلَيْهِ›.‏ وَهذَا مَا دَفَعَهُ إِلَى ٱسْتِئْنَافِ دَرْسِهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَقَبُولِ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِهِ تَطَلَّبَتِ ٱلْوَقْتَ،‏ لَمْ يَجْعَلْهُ ذلِكَ يَسْتَسْلِمُ.‏ وَبِفَضْلِ مُدَاوَمَتِهِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ وَٱلدَّعْمِ ٱلْحُبِّيِّ ٱلَّذِي نَالَهُ مِنَ ٱلْآخَرِينَ،‏ أَقْلَعَ عَنْ هذِهِ ٱلْعَادَةِ ٱلرَّدِيئَةِ.‏ (‏لوقا ١١:‏٩‏)‏ وَٱلْآنَ،‏ يَخْدُمُ كْوِيتْشِي بِفَرَحٍ كَخَادِمٍ مُسَاعِدٍ.‏

      تَعَلَّمْ أَنْ تَكُونَ مُتَّزِنًا

      ٧ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُتَّزِنِينَ عِنْدَ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٧ إِنَّ ٱلسَّعْيَ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ هُوَ أَمْرٌ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ.‏ فَلَا يَنْبَغِي أَبَدًا أَنْ نَكُونَ مُتَرَاخِينَ أَوْ كَسَالَى.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١١،‏ ١٢‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ لَا يُرِيدُ يَهْوَه أَنْ نُرْهِقَ أَنْفُسَنَا جَسَدِيًّا أَوْ عَقْلِيًّا أَوْ عَاطِفِيًّا.‏ فَٱلِٱعْتِرَافُ بِٱحْتِشَامٍ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا ٱلْقِيَامُ بِعَمَلِ ٱللّٰهِ بِقُدْرَتِنَا ٱلْخَاصَّةِ يُمَجِّدُهُ وَيُظْهِرُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُتَّزِنُونَ.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١١‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه يَعِدُنَا بِمَنْحِنَا ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نُحَمِّلَ أَنْفُسَنَا فَوْقَ طَاقَتِنَا،‏ مُحَاوِلِينَ فِعْلَ أُمُورٍ لَا يَتَوَقَّعُهَا مِنَّا.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ فَلِكَيْ نَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ دُونَ إِجْهَادِ أَنْفُسِنَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ طَاقَاتِنَا بِحِكْمَةٍ.‏

      ٨ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَتْهَا إِحْدَى ٱلشَّابَّاتِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ،‏ وَأَيُّ تَعْدِيلٍ أَجْرَتْهُ فِي حَيَاتِهَا؟‏

      ٨ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ جِي هِيه ٱلَّتِي تَعِيشُ فِي شَرْقِ آسِيَا.‏ فَقَدْ عَمِلَتْ طَوَالَ سَنَتَيْنِ فِي وَظِيفَةٍ مُرْهِقَةٍ فِيمَا كَانَتْ تَخْدُمُ كَفَاتِحَةٍ.‏ تَرْوِي:‏ «حَاوَلْتُ أَنْ أُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا لَدَيَّ لِيَهْوَه وَلِلْعَالَمِ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ.‏ لِذلِكَ لَمْ يَتَسَنَّ لِي أَنْ أَنَامَ سِوَى خَمْسِ سَاعَاتٍ فَقَطْ.‏ فَٱسْتُنْزِفَتْ طَاقَتِي ٱلذِّهْنِيَّةُ ٱللَّازِمَةُ لِلْقِيَامِ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ وَخَسِرْتُ فَرَحِي فِي خِدْمَتِي لِيَهْوَه».‏ وَلِكَيْ تَتَمَكَّنَ جِي هِيه مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه ‹بِكُلِّ قَلْبِهَا وَنَفْسِهَا وَعَقْلِهَا وَقُوَّتِهَا›،‏ بَحَثَتْ عَنْ وَظِيفَةٍ تَتَطَلَّبُ جُهْدًا أَقَلَّ.‏ (‏مرقس ١٢:‏٣٠‏)‏ تَقُولُ:‏ «رَغْمَ ٱلضَّغْطِ مِنْ عَائِلَتِي لِأَسْعَى وَرَاءَ ٱلنَّجَاحِ ٱلْمَادِّيِّ،‏ حَاوَلْتُ أَنْ أَضَعَ قَصْدَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا».‏ وَتُتَابِعُ:‏ «مَا زِلْتُ أَجْنِي مَالًا يَكْفِينِي لِلْحُصُولِ عَلَى ٱلضَّرُورِيَّاتِ،‏ مِثْلِ ٱلْمَلَابِسِ ٱلْمُرَتَّبَةِ.‏ وَأَنَا أَتَمَتَّعُ بِصِحَّةٍ أَفْضَلَ لِأَنَّنِي أَحْصُلُ عَلَى قِسْطٍ أَكْبَرَ مِنَ ٱلنَّوْمِ.‏ كَمَا أَنَّنِي أَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ فِي خِدْمَتِي،‏ وَأَنَا ٱلْآنَ أَقْوَى رُوحِيًّا.‏ وَذلِكَ لِأَنَّنِي لَمْ أَعُدْ مُعَرَّضَةً لِإِغْرَاءَاتِ وَتَلْهِيَاتِ ٱلْعَالَمِ».‏ —‏ جامعة ٤:‏٦؛‏ متى ٦:‏٢٤،‏ ٢٨-‏٣٠‏.‏

      ٩ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ جُهُودُنَا فِي ٱلنَّاسِ فِي ٱلْحَقْلِ؟‏

      ٩ لَيْسَ فِي مَقْدُورِ ٱلْجَمِيعِ أَنْ يَخْدُمُوا ٱللّٰهَ كَمُبَشِّرِينَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ فَإِذَا كُنْتَ تُصَارِعُ ٱلشَّيْخُوخَةَ أَوْ تَدَهْوُرَ ٱلصِّحَّةِ أَوْ أَيَّةَ مُشْكِلَةٍ أُخْرَى،‏ فَتَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ أَمَانَتَكَ وَأَيَّةَ خِدْمَةٍ تُقَدِّمُهَا لَهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢،‏ ٣‏)‏ لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي لِأَيٍّ مِنَّا أَنْ يُقَلِّلَ مِنْ شَأْنِ ٱلتَّأْثِيرِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ تَتْرُكَهُ جُهُودُهُ فِي ٱلْآخَرِينَ،‏ مَهْمَا كَانَتْ هذِهِ ٱلْجُهُودُ مُتَوَاضِعَةً.‏ مَثَلًا،‏ لِنَفْرِضْ أَنَّنَا زُرْنَا عِدَّةَ بُيُوتٍ وَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا مُهْتَمًّا بِرِسَالَتِنَا.‏ وَلكِنْ بَعْدَ مُغَادَرَتِنَا،‏ قَدْ تَكُونُ زِيَارَتُنَا هذِهِ مِحْوَرَ حَدِيثِ أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ طَوَالَ سَاعَاتٍ أَوْ أَيَّامٍ،‏ حَتَّى لَوْ لَمْ يَفْتَحُوا لَنَا ٱلْبَابَ.‏ وَيَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّعَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ،‏ وَلَيْسَ ٱلْجَمِيعَ،‏ سَيَتَجَاوَبُونَ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ.‏ (‏متى ١٣:‏١٩-‏٢٣‏)‏ وَقَدْ يَتَجَاوَبُ آخَرُونَ لَاحِقًا عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ٱلْأَحْوَالُ فِي ٱلْعَالَمِ أَوْ ظُرُوفُهُمُ ٱلشَّخْصِيَّةُ.‏ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ،‏ فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّنَا نَقُومُ بِعَمَلِ ٱللّٰهِ عِنْدَمَا نَبْذُلُ جُهْدَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ.‏ فَنَحْنُ ‹عَامِلُونَ مَعَ ٱللّٰهِ›.‏ —‏ ١ كورنثوس ٣:‏٩‏.‏

      ١٠ أَيَّةُ فُرَصٍ مُتَاحَةٌ لِكُلِّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ١٠ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نُسَاعِدَ أَفْرَادَ عَائِلَتِنَا وَإِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ وَتَأْثِيرُنَا ٱلْجَيِّدُ فِي ٱلْآخَرِينَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ عَمِيقًا وَدَائِمًا.‏ (‏جامعة ١١:‏١،‏ ٦‏)‏ فَعِنْدَمَا يَقُومُ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ بِمُهِمَّاتِهِمْ بِٱجْتِهَادٍ،‏ يُحَافِظُونَ عَلَى رُوحِيَّاتِ ٱلْجَمَاعَةِ وَٱسْتِقْرَارِهَا،‏ مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى زِيَادَةِ ٱلنَّشَاطِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ عِنْدَمَا نَكُونُ ‏«مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ»،‏ لَا يَكُونُ كَدُّنَا «عَبَثًا».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏

      اِمْتِهَانُ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ

      ١١ أَيَّةُ فُرَصٍ قَدْ تُتَاحُ لَنَا إِلَى جَانِبِ ٱلْعَمَلِ مَعَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ؟‏

      ١١ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَتَمَتَّعُ بِٱلْحَيَاةِ وَنَرْغَبُ أَنْ نُمَجِّدَ ٱللّٰهَ فِي كُلِّ شَيْءٍ نَفْعَلُهُ.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏٣١‏)‏ وَعِنْدَمَا نُكَثِّفُ جُهُودَنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ،‏ تُتَاحُ أَمَامَنَا فُرَصٌ كَثِيرَةٌ رَائِعَةٌ لِنَخْدُمَ ٱللّٰهَ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَإِلَى جَانِبِ ٱلْعَمَلِ مَعَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ،‏ قَدْ تُتَاحُ لَنَا فُرَصٌ لِلْخِدْمَةِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ،‏ سَوَاءٌ كَانَ ذلِكَ فِي مُقَاطَعَةٍ أُخْرَى أَوْ بَلَدٍ آخَرَ أَوْ بِلُغَةٍ أُخْرَى.‏ وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ ٱلْعُزَّابُ وَٱلْأَكْفَاءُ قَدْ يُدْعَوْنَ إِلَى حُضُورِ مَدْرَسَةِ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ،‏ ثُمَّ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ فِي جَمَاعَاتٍ دَاخِلَ بَلَدِهِمْ أَوْ خَارِجَهُ حَيْثُ تُوجَدُ حَاجَةٌ إِلَى مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ.‏ وَٱلْمُتَزَوِّجُونَ ٱلْمُنْخَرِطُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ قَدْ يَتَأَهَّلُونَ لِنَيْلِ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلْإِرْسَالِيِّ فِي مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ وَٱلْخِدْمَةِ فِي تَعْيِينٍ أَجْنَبِيٍّ.‏ كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ حَاجَةً مُسْتَمِرَّةً إِلَى مُتَطَوِّعِينَ لِلْقِيَامِ بِشَتَّى ٱلْأَعْمَالِ فِي بَيْتَ إِيلَ وَفِي بِنَاءِ وَصِيَانَةِ أَمَاكِنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَمَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ تُقَرِّرُونَ شَخْصِيًّا أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ يَلْزَمُ أَنْ تَخْتَارُوا؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْخِبْرَةَ ٱلَّتِي يَكْتَسِبُهَا ٱلْمَرْءُ فِي أَحَدِ ٱلتَّعْيِينَاتِ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ نَافِعَةً فِي تَعْيِينَاتٍ أُخْرَى؟‏

      ١٢ فَأَيُّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ يَلْزَمُ أَنْ تَخْتَارَ؟‏ بِمَا أَنَّكَ خَادِمٌ مُنْتَذِرٌ لِيَهْوَه،‏ يَجِبُ أَنْ تَلْجَأَ دَائِمًا إِلَيْهِ وَإِلَى هَيْئَتِهِ لِنَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ.‏ ‹فَرُوحُهُ ٱلصَّالِحُ› سَيُسَاعِدُكَ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ.‏ (‏نحميا ٩:‏٢٠‏)‏ وَفِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَفْسَحُ أَحَدُ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلْمَجَالَ لِتَعْيِينٍ آخَرَ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْخِبْرَةَ وَٱلْمَهَارَةَ ٱلْمُكْتَسَبَتَيْنِ فِي أَحَدِ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ قَدْ تَكُونَانِ نَافِعَتَيْنِ فِي تَعْيِينٍ آخَرَ لَاحِقًا.‏

      ١٣ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يَعْمَلُ دَنِيسُ وَزَوْجَتُهُ جِينِي بِٱسْتِمْرَارٍ فِي مَشَارِيعِ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ لِذلِكَ تَطَوَّعَا فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ بَعْدَمَا ضَرَبَ إِعْصَارُ كَاتْرِينَا جَنُوبِيَّ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏ يَذْكُرُ دَنِيسُ:‏ «شَعَرْنَا بِفَرَحٍ غَامِرٍ حِينَ ٱسْتَخْدَمْنَا مَهَارَاتِنَا ٱلَّتِي ٱكْتَسَبْنَاهَا فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ لِنُسَاعِدَ إِخْوَتَنَا.‏ وَقَدْ مَسَّ قَلْبَنَا فِعْلًا ٱلتَّقْدِيرُ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ لَنَا ٱلَّذِينَ سَاعَدْنَاهُمْ.‏ فَمُعْظَمُ فِرَقِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْأُخْرَى لَاقَتْ نَجَاحًا مَحْدُودًا فِي عَمَلِيَّاتِ إِعَادَةِ ٱلْبِنَاءِ.‏ أَمَّا شُهُودُ يَهْوَه فَقَدْ نَجَحُوا حَتَّى ٱلْآنَ فِي تَرْمِيمِ أَوْ إِعَادَةِ بِنَاءِ مَا يَزِيدُ عَلَى ٣٠٠‏,٥ بَيْتٍ وَعَدَدٍ مِنْ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَٱلنَّاسُ يُلَاحِظُونَ مَا نَقُومُ بِهِ وَيُظْهِرُونَ ٱلْآنَ ٱهْتِمَامًا أَكْبَرَ بِرِسَالَتِنَا».‏

      ١٤ مَاذَا يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَفْعَلُوا إِذَا كُنْتُمْ تَرْغَبُونَ فِي ٱمْتِهَانِ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟‏

      ١٤ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَسْعَى وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ بِٱمْتِهَانِ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَحْصُدُ بَرَكَاتٍ عَدِيدَةً.‏ وَإِذَا كَانَتْ ظُرُوفُكَ ٱلْحَالِيَّةُ لَا تَسْمَحُ لَكَ بِذلِكَ،‏ فَرُبَّمَا يُمْكِنُكَ ٱلْقِيَامُ بِبَعْضِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ.‏ صَلِّ كَمَا فَعَلَ نَحَمْيَا عِنْدَمَا كَانَ يَتُوقُ أَنْ يَأْخُذَ عَلَى عَاتِقِهِ تَعْيِينًا مُهِمًّا.‏ فَقَدْ صَلَّى:‏ «آهِ يَا يَهْوَهُ،‏ .‏ .‏ .‏ هَبْ خَادِمَكَ .‏ .‏ .‏ ٱلنَّجَاحَ».‏ (‏نحميا ١:‏١١‏)‏ ثُمَّ،‏ بِثِقَةٍ تَامَّةٍ ‹بِسَامِعِ ٱلصَّلَاةِ›،‏ ٱعْمَلِ ٱنْسِجَامًا مَعَ صَلَاتِكَ.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢‏)‏ فَلِكَيْ تَحْظَى بِبَرَكَةِ يَهْوَه عَلَى جُهُودِكَ فِي خِدْمَتِهِ،‏ يَجِبُ أَنْ تَقُومَ أَوَّلًا بِهذِهِ ٱلْجُهُودِ.‏ وَعِنْدَمَا تَتَّخِذُ قَرَارَكَ بِٱلِٱنْخِرَاطِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ،‏ ٱلْتَصِقْ بِهذَا ٱلْقَرَارِ.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ سَتَزْدَادُ خِبْرَتُكَ،‏ وَسَيَزْدَادُ أَيْضًا فَرَحُكَ.‏

      حَيَاةٌ تَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ

      ١٥ (‏أ)‏ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ خُدَّامٍ للّٰهِ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ وَقِرَاءَةِ قِصَصِ حَيَاتِهِمْ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ قِصَّةِ حَيَاةٍ شَجَّعَتْكُمْ أَنْتُمْ شَخْصِيًّا؟‏

      ١٥ أَيَّةُ نَتَائِجَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَوَقَّعَهَا مِنَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟‏ إِذَا تَحَدَّثْتَ مَعَ أَشْخَاصٍ يَخْدُمُونَ يَهْوَه مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ،‏ وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ أَمْضَوْا سَنَوَاتٍ كَثِيرَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ،‏ فَسَيُخْبِرُونَكَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ حَيَاةً ذَاتَ قَصْدٍ وَتَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ.‏ (‏امثال ١٠:‏٢٢‏)‏ وَسَيُخْبِرُونَكَ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَه لَمْ يَبْخَلْ عَلَيْهِمْ قَطُّ بِٱلْمُسَاعَدَةِ،‏ حَتَّى فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ،‏ إِذْ إِنَّهُمْ لَمْ يَحْصُلُوا عَلَى حَاجَاتِهِمْ فَحَسْبُ،‏ بَلْ عَلَى أُمُورٍ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ أَيْضًا.‏ (‏فيلبي ٤:‏١١-‏١٣‏)‏ وَقَدْ نَشَرَتْ مَجَلَّةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ مِنْ سَنَةِ ١٩٥٥ إِلَى ١٩٦١ سِلْسِلَةَ مَقَالَاتٍ بِعُنْوَانِ «اَلسَّعْيُ وَرَاءَ هَدَفِي فِي ٱلْحَيَاةِ» تَرْوِي قِصَصَ حَيَاةِ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ.‏ وَمُذَّاكَ،‏ تُنْشَرُ مِئَاتُ قِصَصِ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي يَتَحَدَّثُ كُلٌّ مِنْهَا عَنْ رُوحِ ٱلْغَيْرَةِ وَٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي يُذَكِّرُنَا بِرِوَايَاتِ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ.‏ وَقِرَاءَةُ رِوَايَاتٍ شَيِّقَةٍ كَهذِهِ سَتَدْفَعُكَ إِلَى ٱلْقَوْلِ:‏ ‹هذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلَّتِي أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَهَا›.‏

      ١٦ مَاذَا يَجْعَلُ حَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيِّ سَعِيدَةً وَذَاتَ قَصْدٍ؟‏

      ١٦ يَتَذَكَّرُ آرُونُ،‏ ٱلْمَذْكُورُ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ:‏ «فِي إِفْرِيقْيَا،‏ كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَلْتَقِي شُبَّانًا يَجُوبُونَ ٱلْبَلَدَ بَحْثًا عَنْ هَدَفٍ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ وَمُعْظَمُهُمْ لَمْ يَجِدُوا هذَا ٱلْهَدَفَ قَطُّ.‏ أَمَّا نَحْنُ فَكُنَّا نَسْعَى وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ بِٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ مِمَّا جَعَلَ حَيَاتَنَا مُمْتِعَةً وَتَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ.‏ وَقَدْ لَمَسْنَا لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ».‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      ١٧ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى ٱلْآنَ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٧ مَا ٱلْقَوْلُ فِيكَ؟‏ أَيُّ هَدَفٍ تَسْعَى وَرَاءَهُ؟‏ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ هَدَفٌ رُوحِيٌّ وَاضِحٌ،‏ فَسُرْعَانَ مَا تَشْغَلُ ٱلْمَسَاعِي ٱلْأُخْرَى وَقْتَكَ وَتَسْتَنْزِفُ طَاقَتَكَ.‏ فَلِمَ تُبَدِّدُ حَيَاتَكَ ٱلثَّمِينَةَ عَلَى ٱلْأَوْهَامِ ٱلَّتِي يُرَوِّجُهَا نِظَامُ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ فَعِنْدَمَا يَنْدَلِعُ «ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ» عَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيَكُونُ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيُّ وَٱلْمَرَاكِزُ ٱلْمَرْمُوقَةُ فِي ٱلْعَالَمِ بِلَا جَدْوَى.‏ لكِنَّ ٱلْأَمْرَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي سَيَكُونُ مُهِمًّا هُوَ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَه.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ كَمْ سَنَكُونُ فَرِحِينَ لِأَنَّنَا خَدَمْنَا ٱللّٰهَ وَٱلْآخَرِينَ وَسَعَيْنَا كَامِلًا وَرَاءَ هَدَفٍ فِي حَيَاتِنَا يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ!‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١؛‏ رؤيا ٧:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a جرى تغيير بعض الاسماء.‏

      b اصدار شهود يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة