-
السعي وراء هدف يجلب الاكتفاء في الحياةبرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
٢ (أ) مَاذَا يَعْنِي ٱمْتِلَاكُ هَدَفٍ فِي ٱلْحَيَاةِ؟ (ب) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْخَالِقَ لَدَيْهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِوَضْعِنَا عَلَى هذِهِ ٱلْأَرْضِ؟
٢ إِنَّ ٱمْتِلَاكَ هَدَفٍ حَقِيقِيٍّ فِي ٱلْحَيَاةِ يَعْنِي ٱمْتِلَاكَ سَبَبٍ لِنَحْيَا مِنْ أَجْلِهِ، قَصْدٍ وَاضِحٍ، وَغَايَةٍ تَنْصَبُّ عَلَيْهَا جُهُودُنَا. فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَمْتَلِكَ ٱلْبَشَرُ فِعْلًا هَدَفًا كَهذَا؟ نَعَمْ. فَوَاقِعُ أَنَّنَا وُهِبْنَا ٱلذَّكَاءَ، ٱلضَّمِيرَ، وَٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلتَّحْلِيلِ يَدُلُّ أَنَّ ٱلْخَالِقَ لَدَيْهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِوَضْعِنَا عَلَى هذِهِ ٱلْأَرْضِ. لِذلِكَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا إِيجَادُ وَبُلُوغُ هَدَفٍ حَقِيقِيٍّ فِي حَيَاتِنَا مَا لَمْ نَعِشْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِ خَالِقِنَا.
٣ مَاذَا يَشْمُلُ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْبَشَرِ؟
٣ يَكْشِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ قَصْدَ ٱللّٰهِ لَنَا يَشْمُلُ أُمُورًا كَثِيرَةً. مَثَلًا، إِنَّ صُنْعَنَا بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ هُوَ تَعْبِيرٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ مِنْ جِهَةِ ٱللّٰهِ. (مزمور ٤٠:٥؛ ١٣٩:١٤) لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْعَيْشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ يَعْنِي أَنْ نُحِبَّ ٱلْآخَرِينَ مَحَبَّةً غَيْرَ أَنَانِيَّةٍ ٱقْتِدَاءً بِهِ. (١ يوحنا ٤:٧-١١) كَمَا أَنَّهُ يَعْنِي حِفْظَ إِرْشَادَاتِهِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْعَيْشِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ ٱلْحُبِّيِّ. — جامعة ١٢:١٣؛ ١ يوحنا ٥:٣.
٤ (أ) مَاذَا يَلْزَمُنَا لِٱمْتِلَاكِ هَدَفٍ حَقِيقِيٍّ فِي ٱلْحَيَاةِ؟ (ب) مَا هُوَ أَسْمَى هَدَفٍ يُمْكِنُ أَنْ يَسْعَى إِلَيْهِ ٱلْمَرْءُ؟
٤ قَصَدَ ٱللّٰهُ أَيْضًا أَنْ يَعِيشَ ٱلْبَشَرُ بِسَعَادَةٍ وَسَلَامٍ وَاحِدُهُمْ مَعَ ٱلْآخَرِ وَمَعَ بَاقِي ٱلْخَلِيقَةِ. (تكوين ١:٢٦؛ ٢:١٥) فَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلْأَمَانِ وَٱلسَّلَامِ؟ تَمَامًا كَمَا أَنَّ ٱلْوَلَدَ يَحْتَاجُ إِلَى وُجُودِ وَالِدَيْهِ بِجَانِبِهِ لِيَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلْأَمَانِ، نَحْتَاجُ نَحْنُ إِلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ لِنَجِدَ مَعْنًى وَهَدَفًا لِحَيَاتِنَا. (عبرانيين ١٢:٩) وَٱللّٰهُ يُمَكِّنُنَا مِنِ ٱمْتِلَاكِ عَلَاقَةٍ كَهذِهِ مَعَهُ بِٱلسَّمَاحِ لَنَا أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَيْهِ وَبِسَمَاعِ صَلَوَاتِنَا. (يعقوب ٤:٨؛ ١ يوحنا ٥:١٤، ١٥) وَإِذَا ‹سِرْنَا مَعَ ٱللّٰهِ› بِإِيمَانٍ وَصِرْنَا أَصْدِقَاءَ لَهُ، نَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ وَٱلتَّسْبِيحَ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. (تكوين ٦:٩؛ امثال ٢٣:١٥، ١٦؛ يعقوب ٢:٢٣) وَهذَا هُوَ أَسْمَى هَدَفٍ يُمْكِنُ أَنْ يَسْعَى إِلَيْهِ ٱلْمَرْءُ. كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ: «كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحْ يَاهَ». — مزمور ١٥٠:٦.
مَا هُوَ هَدَفُكَ فِي ٱلْحَيَاةِ؟
٥ لِمَاذَا وَضْعُ ٱلْمَصَالِحِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوَّلًا لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلصَّائِبِ؟
٥ يَشْمُلُ أَيْضًا قَصْدُ ٱللّٰهِ لَنَا ٱلِٱهْتِمَامَ بِأَنْفُسِنَا وَعَائِلَاتِنَا، بِمَا فِي ذلِكَ ٱلِٱهْتِمَامُ بِٱلْحَاجَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ. إِلَّا أَنَّ ٱلِٱتِّزَانَ لَازِمٌ لِئَلَّا تَطْغَى ٱلْمَسَاعِي وَٱلِٱهْتِمَامَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ عَلَى ٱلْمَسَاعِي وَٱلِٱهْتِمَامَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً. (متى ٤:٤؛ ٦:٣٣) وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ حَيَاةَ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ تَتَمَحْوَرُ فَقَطْ حَوْلَ تَجْمِيعِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ. لكِنَّ مُحَاوَلَةَ سَدِّ كُلِّ حَاجَاتِنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ فَقَطْ لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلصَّائِبِ. فَثَمَّةَ ٱسْتِطْلَاعٌ أُجْرِيَ مُؤَخَّرًا مَعَ أَصْحَابِ مَلَايِينَ فِي آسِيَا يَكْشِفُ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ «يَشْعُرُونَ بِٱلْقَلَقِ وَعَدَمِ ٱلِٱسْتِقْرَارِ، رَغْمَ أَنَّ ٱلْمَالَ يُؤَمِّنُ لَهُمُ ٱلْمَكَانَةَ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةَ ٱلرَّفِيعَةَ وَشُعُورًا بِٱلْإِنْجَازِ». — جامعة ٥:١١.
٦ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ عَنِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْغِنَى؟
٦ تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ «قُوَّةِ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةِ». (مرقس ٤:١٩) فَكَيْفَ يَكُونُ ٱلْغِنَى خَادِعًا؟ إِنَّهُ يَجْعَلُ ٱلنَّاسَ ظَاهِرِيًّا سُعَدَاءَ، لكِنَّ ٱلْعَكْسَ صَحِيحٌ. كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ ٱلْحَكِيمُ: «مَنْ يُحِبُّ ٱلثَّرْوَةَ لَا يَشْبَعُ مِنْ دَخْلٍ». (جامعة ٥:١٠) وَلكِنْ هَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَسْعَى ٱلْمَرْءُ وَرَاءَ أَهْدَافٍ مَادِّيَّةٍ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ أَنْ يَخْدُمَ ٱللّٰهَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ؟ كَلَّا. أَوْضَحَ يَسُوعُ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ، أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ. لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا للّٰهِ وَٱلْمَالِ». وَقَدْ حَثَّ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَلَّا يَدَّخِرُوا كُنُوزًا عَلَى ٱلْأَرْضِ بَلْ «كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ»، أَيْ أَنْ يَصْنَعُوا لِأَنْفُسِهِمْ صِيتًا حَسَنًا لَدَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي ‹يَعْلَمُ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلُوهُ›. — متى ٦:٨، ١٩-٢٥.
٧ كَيْفَ ‹نَتَمَسَّكُ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ›؟
٧ وَقَدَّمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا مَشُورَةً قَوِيَّةً فِي هذَا ٱلصَّدَدِ عِنْدَمَا كَتَبَ إِلَى رَفِيقِهِ ٱلْعَامِلِ مَعَهُ تِيمُوثَاوُسَ. فَقَدْ قَالَ لَهُ: «أَوْصِ ٱلْأَغْنِيَاءَ . . . أَلَّا . . . يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ، بَلْ عَلَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا، وَأَنْ . . . يَكُونُوا . . . أَسْخِيَاءَ، مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُشَارَكَةِ، كَانِزِينَ لِأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبَلِ، لِكَيْ يَتَمَسَّكُوا بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ». — ١ تيموثاوس ٦:١٧-١٩.
مَا هِيَ «ٱلْحَيَاةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ»؟
٨ (أ) لِمَاذَا يَسْعَى كَثِيرُونَ وَرَاءَ ٱلْغِنَى وَٱلْمَكَانَةِ ٱلْمَرْمُوقَةِ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ لَا يُدْرِكُهُ أَمْثَالُ هؤُلَاءِ؟
٨ عِنْدَمَا يَسْمَعُ كَثِيرُونَ عِبَارَةَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»، يَتَخَيَّلُونَ حَيَاةَ رَفَاهِيَةٍ وَلَهْوٍ. تَقُولُ إِحْدَى ٱلْمَجَلَّاتِ ٱلْآسْيَوِيَّةِ: «يَتَعَلَّمُ ٱلَّذِينَ يُشَاهِدُونَ ٱلْأَفْلَامَ ٱلسِّينَمَائِيَّةَ أَوِ ٱلْبَرَامِجَ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةَ أَنْ يَشْتَهُوا مَا يَرَوْنَهُ، أَنْ يَحْلُمُوا بِمَا يُمْكِنُهُمُ ٱلْحُصُولُ عَلَيْهِ». وَكَثِيرُونَ يَجْعَلُونَ هَدَفَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ جَمْعَ ٱلثَّرَوَاتِ وَٱلْوُصُولَ إِلَى مَكَانَةٍ مَرْمُوقَةٍ. كَمَا يُضَحِّي كَثِيرُونَ بِشَبَابِهِمْ، صِحَّتِهِمْ، حَيَاتِهِمِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، وَقِيَمِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةِ فِي سَبِيلِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ هذِهِ ٱلْأُمُورِ. وَقِلَّةٌ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتَوَقَّفُونَ لِيُفَكِّرُوا أَنَّ هذَا ٱلْمَفْهُومَ ٱلَّذِي تُصَوِّرُهُ وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ لَيْسَ سِوَى ٱنْعِكَاسٍ ‹لِرُوحِ ٱلْعَالَمِ›، نَمَطِ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلشَّائِعِ ٱلَّذِي يُؤَثِّرُ فِي غَالِبِيَّةِ سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ وَيَدْفَعُهُمْ إِلَى ٱلْقِيَامِ بِتَصَرُّفَاتٍ تَتَعَارَضُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ لَنَا. (١ كورنثوس ٢:١٢؛ افسس ٢:٢) فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ هُمْ تُعَسَاءُ! — امثال ١٨:١١؛ ٢٣:٤، ٥.
٩ أَيُّ أَمْرٍ لَنْ يَتَمَكَّنَ ٱلْبَشَرُ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ مِنْ تَحْقِيقِهِ، وَلِمَاذَا؟
٩ وَلكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱلَّذِينَ يَكْدَحُونَ فِي سَبِيلِ ٱلْآخَرِينَ، مُنَاضِلِينَ لِٱسْتِئْصَالِ ٱلْجُوعِ وَٱلْمَرَضِ وَٱلظُّلْمِ؟ إِنَّ تَضْحِيَاتِهِمِ ٱلنَّبِيلَةَ تُفِيدُ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ. لكِنَّ كُلَّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي يَبْذُلُونَهَا لَنْ تُحَوِّلَ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا إِلَى نِظَامٍ عَادِلٍ وَبَارٍّ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ ‹ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ›، ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي لَا يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّرَ شَيْءٌ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ. — ١ يوحنا ٥:١٩.
١٠ مَتَى سَيَتَمَتَّعُ ٱلْأُمَنَاءُ «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»؟
١٠ مَا أَشْقَى ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي لَا رَجَاءَ لَهُ سِوَى فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْحَاضِرِ! كَتَبَ بُولُسُ: «إِنْ كَانَ لَنَا رَجَاءٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فِي هٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ فَقَطْ، فَنَحْنُ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ إِثَارَةً لِلشَّفَقَةِ». وَلِسَانُ حَالِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ هذِهِ ٱلنَّظْرَةُ هُوَ: «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ، لِأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ». (١ كورنثوس ١٥:١٩، ٣٢) لكِنَّ ذلِكَ لَيْسَ صَحِيحًا! فَهُنَالِكَ مُسْتَقْبَلٌ مُشْرِقٌ أَمَامَنَا، إِذْ إِنَّنَا «نَنْتَظِرُ بِحَسَبِ وَعْدِ [ٱللّٰهِ] سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فِيهَا يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ». (٢ بطرس ٣:١٣) وَآنَذَاكَ فَقَطْ يُمْكِنُ لِلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَمَتَّعُوا «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»، أَيِ ٱلْعَيْشِ «حَيَاةً أَبَدِيَّةً» فِي كَمَالٍ إِمَّا فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ فِي ظِلِّ ٱلْحُكْمِ ٱلْحُبِّيِّ لِحُكُومَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. — ١ تيموثاوس ٦:١٢.
١١ لِمَاذَا ٱلْعَمَلُ عَلَى تَرْوِيجِ مَصَالِحِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ هُوَ أَهَمُّ مَسْعًى هَادِفٍ؟
١١ فَمَلَكُوتُ ٱللّٰهِ وَحْدَهُ هُوَ ٱلَّذِي سَيَنْجَحُ كَامِلًا فِي حَلِّ مَشَاكِلِ ٱلْبَشَرِ. لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْعَمَلَ عَلَى تَرْوِيجِ مَصَالِحِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ هُوَ أَهَمُّ مَسْعًى هَادِفٍ يُمْكِنُ أَنْ يَقُومَ بِهِ ٱلْمَرْءُ. (يوحنا ٤:٣٤) وَحِينَمَا نَشْتَرِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ، نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ ثَمِينَةٍ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ فِي ٱلْخِدْمَةِ إِلَى جَانِبِ مَلَايِينِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَمْلِكُونَ ٱلْهَدَفَ نَفْسَهُ فِي ٱلْحَيَاةِ.
اَلْقِيَامُ بِٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ
١٢ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلنِّظَامِ ٱلْحَاضِرِ وَبَيْنَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»؟
١٢ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْعَالَمَ ٱلْحَاضِرَ «يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتُهُ». وَمَا مِنْ جُزْءٍ مِنْ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، بِمَا فِي ذلِكَ ٱلشُّهْرَةُ وَٱلثَّرَوَاتُ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا، سَيَكُونُ مُسْتَثْنًى. «أَمَّا ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ». (١ يوحنا ٢:١٥-١٧) وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ وَٱلْمَجْدِ ٱلزَّائِلِ وَٱللَّذَّاتِ ٱلْفَارِغَةِ لِلنِّظَامِ ٱلْحَاضِرِ، فَإِنَّ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ» — «ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ» فِي ظِلِّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ — هِيَ حَيَاةٌ دَائِمَةٌ وَجَدِيرَةٌ بِٱلتَّضْحِيَاتِ، ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ.
١٣ كَيْفَ قَامَ زَوْجَانِ بِٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ؟
١٣ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ هَنْرِي وَسُوزَان. فَهذَانِ ٱلزَّوْجَانِ لَدَيْهِمَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ بِوَعْدِ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَاعِدَ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَضَعُونَ مَلَكُوتَهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمْ. (متى ٦:٣٣) لِذلِكَ قَرَّرَا أَلَّا يَسْكُنَا فِي بَيْتٍ بَاهِظِ ٱلثَّمَنِ لِكَيْ يُخَصِّصَا هُمَا وَٱبْنَتَاهُمَا وَقْتًا أَكْبَرَ لِلْمَسَاعِي ٱلرُّوحِيَّةِ، بَدَلًا مِنْ أَنْ يُضْطَرَّا كِلَاهُمَا إِلَى ٱلْعَمَلِ. (عبرانيين ١٣:١٥، ١٦) غَيْرَ أَنَّ صَدِيقَةً لَهُمَا حَسَنَةَ ٱلنِّيَّةِ لَمْ تَسْتَطِعْ تَفَهُّمَ قَرَارِهِمَا. فَقَالَتْ لِسُوزَان: «يَا عَزِيزَتِي، لَا بُدَّ لَكِ مِنَ ٱلتَّضْحِيَةِ إِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَسْكُنِي فِي بَيْتٍ أَفْضَلَ». لكِنَّ هَنْرِي وَسُوزَان عَرَفَا أَنَّ وَضْعَ يَهْوَه أَوَّلًا «فِيهِ وَعْدُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَاضِرَةِ وَٱلْآتِيَةِ». (١ تيموثاوس ٤:٨؛ تيطس ٢:١٢) وَقَدْ كَبِرَتِ ٱبْنَتَاهُمَا وَصَارَتَا مُبَشِّرَتَيْنِ غَيُورَتَيْنِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَكَعَائِلَةٍ، يَشْعُرُونَ أَنَّهُ لَمْ يَفُتْهُمْ أَيُّ شَيْءٍ. عَلَى ٱلْعَكْسِ، فَقَدِ ٱسْتَفَادُوا كَثِيرًا مِنْ جَعْلِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ» هَدَفًا لَهُمْ. — فيلبي ٣:٨؛ ١ تيموثاوس ٦:٦-٨.
لَا ‹تَسْتَعْمِلِ ٱلْعَالَمَ كَامِلًا›
١٤ أَيَّةُ كَارِثَةٍ قَدْ تَنْجُمُ إِذَا غَابَ هَدَفُنَا ٱلْحَقِيقِيُّ عَنْ بَالِنَا؟
١٤ إِذَا غَابَ هَدَفُنَا ٱلْحَقِيقِيُّ عَنْ بَالِنَا وَتَخَلَّيْنَا عَنْ تَمَسُّكِنَا «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»، نَتَعَرَّضُ لِخَطَرٍ كَبِيرٍ. فَيُمْكِنُ ‹أَنْ تَجْرُفَنَا هُمُومُ وَغِنَى وَلَذَّاتُ ٱلْحَيَاةِ›. (لوقا ٨:١٤) فَٱلشَّهْوَةُ غَيْرُ ٱلْمَضْبُوطَةِ لِلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَ «هُمُومُ ٱلْحَيَاةِ» قَدْ تُؤَدِّي إِلَى ٱنْغِمَاسِنَا فِي شُؤُونِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا. (لوقا ٢١:٣٤) وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ صَارُوا مُنْهَمِكِينَ فِي ٱلسَّعْيِ ٱلْمَحْمُومِ إِلَى ٱلْغِنَى بِحَيْثُ «ضَلُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ طَعْنًا بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ»، حَتَّى إِنَّهُمْ خَسِرُوا عَلَاقَتَهُمُ ٱلثَّمِينَةَ بِيَهْوَه. فَمَا أَبْهَظَ ٱلثَّمَنَ ٱلَّذِي يُدْفَعُ جَرَّاءَ عَدَمِ ‹ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ›! — ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠، ١٢؛ امثال ٢٨:٢٠.
١٥ كَيْفَ ٱسْتَفَادَتْ إِحْدَى ٱلْعَائِلَاتِ مِنْ ‹عَدَمِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْعَالَمِ كَامِلًا›؟
١٥ نَصَحَ بُولُسُ «ٱلَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ ٱلْعَالَمَ [أَنْ يَكُونُوا] كَمَنْ لَا يَسْتَعْمِلُونَهُ كَامِلًا». (١ كورنثوس ٧:٣١) وَهذَا مَا فَعَلَهُ كِيث وَبُونِي. يَرْوِي كِيث: «صِرْتُ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِ يَهْوَه حِينَ كُنْتُ أُنْهِي دِرَاسَةَ طِبِّ ٱلْأَسْنَانِ». وَيَمْضِي قَائِلًا: «كَانَ عَلَيَّ ٱتِّخَاذُ قَرَارٍ. فَكَانَ يُمْكِنُنِي أَنْ أُعَالِجَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَرْضَى وَأَجْنِيَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَالِ. لكِنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ كَانَ سَيَحُدُّ مِنْ نَشَاطَاتِي ٱلرُّوحِيَّةِ. لِذلِكَ ٱخْتَرْتُ أَنْ أُعَالِجَ مَرْضَى قَلِيلِينَ كَيْ يَتَسَنَّى لِي ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِلِٱهْتِمَامِ بِٱلْحَاجَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْعَاطِفِيَّةِ لِعَائِلَتِي، ٱلَّتِي صَارَتْ لَاحِقًا تَشْمُلُ خَمْسَ بَنَاتٍ. وَرَغْمَ أَنَّهُ نَادِرًا مَا كَانَ لَدَيْنَا مَالٌ فَائِضٌ، فَقَدْ تَعَلَّمْنَا ٱلتَّوْفِيرَ وَكُنَّا دَائِمًا نَحْصُلُ عَلَى مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ. كَانَتْ عَائِلَتُنَا تَنْعَمُ بِجَوٍّ حَمِيمٍ وَدَافِئٍ وَسَعِيدٍ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، ٱنْخَرَطْنَا جَمِيعًا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَٱلْآنَ جَمِيعُ بَنَاتِنَا مُتَزَوِّجَاتٌ، وَثَلَاثٌ مِنْهُنَّ لَدَيْهِنَّ أَوْلَادٌ. وَهُنَّ يَعِشْنَ مَعَ عَائِلَاتِهِنَّ حَيَاةً سَعِيدَةً لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا يَسْتَمِرُّونَ فِي وَضْعِ قَصْدِ يَهْوَه أَوَّلًا».
وَضْعُ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ
١٦، ١٧ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تَرِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ أَشْخَاصٍ لَدَيْهِمْ مَهَارَاتٌ أَوْ مَرَاكِزُ، وَمَا أَوَّلُ مَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا عَنْهُمْ؟
١٦ تَرِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَمْثِلَةٌ لِأَشْخَاصٍ وَضَعُوا قَصْدَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمْ وَأَشْخَاصٍ لَمْ يَفْعَلُوا ذلِكَ. وَٱلدُّرُوسُ ٱلْمُسْتَخْلَصَةُ مِنْ أَمْثِلَةٍ كَهذِهِ تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلنَّاسِ مِنْ كُلِّ ٱلْأَعْمَارِ وَٱلْخَلْفِيَّاتِ وَٱلْأَوْضَاعِ. (روما ١٥:٤؛ ١ كورنثوس ١٠:٦، ١١) وَأَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلرَّدِيئَةِ هُوَ مِثَالُ نِمْرُودَ ٱلَّذِي بَنَى مُدُنًا عَظِيمَةً، لكِنَّهُ كَانَ مُقَاوِمًا لِيَهْوَه. (تكوين ١٠:٨-١٢) بِٱلتَّبَايُنِ كَانَ هُنَالِكَ كَثِيرُونَ آخَرُونَ رَسَمُوا مِثَالًا جَيِّدًا. مَثَلًا، لَمْ يَجْعَلْ مُوسَى هَدَفَهُ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى مَرْكَزِهِ كَأَحَدِ نُبَلَاءِ مِصْرَ. بَلِ ٱعْتَبَرَ ٱمْتِيَازَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةَ «غِنًى أَعْظَمَ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ». (عبرانيين ١١:٢٦) وَٱلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ هُوَ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا. فَصَحِيحٌ أَنَّهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ سَاعَدَ بُولُسَ وَآخَرِينَ عَلَى ٱلشِّفَاءِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ، لكِنَّ أَفْضَلَ مُسَاعَدَةٍ قَدَّمَهَا هُوَ أَنَّهُ كَانَ مُبَشِّرًا وَأَحَدَ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَمَا أَنَّ بُولُسَ لَيْسَ مَعْرُوفًا بِكَوْنِهِ خَبِيرًا بِٱلشَّرِيعَةِ بَلْ بِأَنَّهُ مُرْسَلٌ، «رَسُولٌ لِلْأُمَمِ». — روما ١١:١٣.
١٧ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي دَاوُدَ؟ لَيْسَ أَوَّلُ مَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا عَنْهُ هُوَ أَنَّهُ قَائِدٌ عَسْكَرِيٌّ أَوْ مُوسِيقِيٌّ أَوْ مُؤَلِّفٌ، بَلْ أَنَّهُ ‹رَجُلٌ يُوَافِقُ قَلْبَ› ٱللّٰهِ. (١ صموئيل ١٣:١٤) وَنَحْنُ لَا نَذْكُرُ دَانِيَالَ بِسَبَبِ عَمَلِهِ كَرَسْمِيٍّ حُكُومِيٍّ فِي بَابِلَ، بَلْ بِسَبَبِ خِدْمَتِهِ كَنَبِيٍّ وَلِيٍّ لِيَهْوَه. وَلَا يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا عِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي أَسْتِيرَ أَنَّهَا مَلِكَةٌ لِفَارِسَ، بَلْ أَنَّهَا مِثَالٌ لِلشَّجَاعَةِ وَٱلْإِيمَانِ؛ كَمَا أَنَّنَا لَا نَذْكُرُ بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا كَصَيَّادِينَ نَاجِحِينَ، بَلْ كَرُسُلٍ لِيَسُوعَ. وَخَيْرُ مِثَالٍ هُوَ يَسُوعُ نَفْسُهُ ٱلَّذِي لَيْسَ فِي نَظَرِنَا «ٱلنَّجَّارَ»، بَلِ «ٱلْمَسِيحُ». (مرقس ٦:٣؛ متى ١٦:١٦) فَكُلُّ هؤُلَاءِ أَدْرَكُوا جَيِّدًا أَنَّهُ مَهْمَا كَانَتْ مَهَارَاتُهُمْ أَوْ مُقْتَنَيَاتُهُمْ أَوْ مَرَاكِزُهُمْ، فَإِنَّ حَيَاتَهُمْ يَجِبُ أَنْ تَتَمَحْوَرَ حَوْلَ خِدْمَتِهِمْ للّٰهِ وَلَيْسَ حَوْلَ مِهْنَتِهِمِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ. كَمَا عَرَفُوا أَنَّ ٱلْهَدَفَ ٱلْأَسْمَى وَٱلْأَكْثَرَ مَنْحًا لِلِٱكْتِفَاءِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَدَيْهِمْ هُوَ ٱلسَّعْيُ أَنْ يَكُونُوا أَشْخَاصًا أَتْقِيَاءَ.
١٨ كَيْفَ قَرَّرَ شَابٌّ مَسِيحِيٌّ أَنْ يَسْتَخْدِمَ حَيَاتَهُ، وَأَيُّ أَمْرٍ صَارَ يُدْرِكُهُ؟
١٨ هذَا مَا صَارَ يُدْرِكُهُ أَيْضًا سَنْڠْ جِين ٱلْمَذْكُورُ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ. يُوضِحُ قَائِلًا: «بَدَلًا مِنِ ٱسْتِنْزَافِ طَاقَاتِي فِي ٱلطِّبِّ أَوِ ٱلْفَنِّ أَوِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ، صَمَّمْتُ أَنْ أَسْتَخْدِمَ حَيَاتِي بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱنْتِذَارِي للّٰهِ. فَأَنَا ٱلْآنَ أَخْدُمُ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى مُعَلِّمِينَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، مُسَاعِدًا ٱلنَّاسَ أَنْ يَسِيرُوا فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. كُنْتُ أَظُنُّ فِي مَا مَضَى أَنَّ ٱلْخِدْمَةَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ لَيْسَتْ مُمْتِعَةً. لكِنَّ ٱلْوَاقِعَ هُوَ أَنَّ حَيَاتِي ٱلْآنَ مُمْتِعَةٌ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ. فَأَنَا أُحَاوِلُ أَنْ أُحَسِّنَ شَخْصِيَّتِي وَقُدْرَتِي عَلَى تَعْلِيمِ أَشْخَاصٍ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ. وَأَعْتَقِدُ أَنَّ جَعْلَ قَصْدِ يَهْوَه هَدَفَنَا هُوَ طَرِيقَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي تَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ».
١٩ كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِيجَادُ هَدَفٍ حَقِيقِيٍّ فِي ٱلْحَيَاةِ؟
١٩ لَقَدْ مُنِحْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَعْرِفَةً مُنْقِذَةً لِلْحَيَاةِ وَرَجَاءً بِٱلْخَلَاصِ. (يوحنا ١٧:٣) لِذلِكَ دَعُونَا ‹لَا نَقْبَلُ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ وَنُخْطِئُ ٱلْقَصْدَ مِنْهَا›. (٢ كورنثوس ٦:١) بَلْ لِنَسْتَخْدِمْ أَيَّامَ وَسِنِي حَيَاتِنَا لِتَسْبِيحِ يَهْوَه. وَلْنَنْشُرِ ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلَّتِي تَجْلُبُ سَعَادَةً حَقِيقِيَّةً ٱلْآنَ وَتُؤَدِّي إِلَى نَيْلِ حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَإِذَا فَعَلْنَا ذلِكَ، فَسَنَلْمُسُ صِحَّةَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ». (اعمال ٢٠:٣٥) وَهكَذَا، نَكُونُ قَدْ وَجَدْنَا هَدَفًا حَقِيقِيًّا فِي ٱلْحَيَاةِ.
-
-
السعي الآن وراء هدف ينسجم مع قصد اللّٰهبرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
اَلسَّعْيُ ٱلْآنَ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ
«[اَلْمَسِيحُ] مَاتَ عَنِ ٱلْجَمِيعِ لِكَيْلَا يَحْيَا ٱلْأَحْيَاءُ فِي مَا بَعْدُ لِأَنْفُسِهِمْ». — ٢ كورنثوس ٥:١٥.
١ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ حَصَلَ مَعَ أَحَدِ ٱلْمُرْسَلِينَ فِي تَعْيِينِهِ؟
يَرْوِي مُرْسَلٌ ٱسْمُهُ آرُونُ،a مُسْتَرْجِعًا الذِّكْرَيَاتِ: «كَانَتْ سَيَّارَتُنَا أَوَّلَ سَيَّارَةٍ مَدَنِيَّةٍ تَدْخُلُ ٱلْقَرْيَةَ ٱلْإفْرِيقِيَّةَ ٱلنَّائِيَةَ بَعْدَ نِهَايَةِ ٱلْحَرْبِ ٱلْأَهْلِيَّةِ». وَيُتَابِعُ قَائِلًا: «كَانَ ٱلِٱتِّصَالُ قَدِ ٱنْقَطَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلصَّغِيرَةِ هُنَاكَ، لِذَا وَجَبَ عَلَيْنَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِحَاجَاتِهِمْ. فَجَلَبْنَا لَهُمُ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَلَابِسَ وَمَطْبُوعَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، إِضَافَةً إِلَى نُسْخَةٍ مِنْ فِيلْمِ ٱلْفِيدْيُو شُهُودُ يَهْوَه — اَلْهَيْئَةُ وَرَاءَ ٱلِٱسْمِ.b وَقَدْ تَقَاطَرَتْ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلْمُهْتَمِّينَ لِمُشَاهَدَتِهِ فِي ‹مَسْرَحِ› ٱلْقَرْيَةِ — كُوخٌ كَبِيرٌ مَصْنُوعٌ مِنَ ٱلْأَعْشَابِ يَحْتَوِي عَلَى جِهَازِ فِيدْيُو وَتِلِفِزْيُونٍ — بِحَيْثُ ٱضْطُرِرْنَا إِلَى عَرْضِهِ مَرَّتَيْنِ. وَنَتَجَتْ عَنْ كُلٍّ مِنْ هذَيْنِ ٱلْعَرْضَيْنِ دُرُوسٌ عَدِيدَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. حَقًّا، كَانَتْ جُهُودُنَا جَدِيرَةً بِٱلْعَنَاءِ».
٢ (أ) لِمَاذَا يُصَمِّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَسْتَخْدِمُوا حَيَاتَهُمْ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي مَا يَلِي؟
٢ وَلِمَاذَا أَخَذَ آرُونُ وَرُفَقَاؤُهُ عَلَى عَاتِقِهِمِ ٱلْقِيَامَ بِهذِهِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلصَّعْبَةِ؟ لِأَنَّهُمْ، بِدَافِعِ ٱلتَّقْدِيرِ لِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، نَذَرُوا حَيَاتَهُمْ للّٰهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَسْتَخْدِمُوهَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ. وَعَلَى غِرَارِهِمْ، يُصَمِّمُ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ أَلَّا ‹يَحْيَوْا فِي مَا بَعْدُ لِأَنْفُسِهِمْ›، بَلْ لِفِعْلِ كُلِّ مَا فِي وِسْعِهِمْ «لِأَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ». (٢ كورنثوس ٥:١٥؛ ١ كورنثوس ٩:٢٣) وَهُمْ يُدْرِكُونَ أَنَّهُ عِنْدَمَا يَنْتَهِي نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا، سَتَصِيرُ كُلُّ ٱلْأَمْوَالِ وَٱلْمَرَاكِزِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ بِلَا جَدْوَى. لِذلِكَ بِمَا أَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ ٱلْآنَ وَيَتَمَتَّعُونَ بِمِقْدَارٍ مِنَ ٱلصِّحَّةِ، فَهُمْ يُرِيدُونَ ٱسْتِخْدَامَ حَيَاتِهِمْ وَصِحَّتِهِمْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ. (جامعة ١٢:١) فَكَيْفَ نَفْعَلُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ذلِكَ؟ مِنْ أَيْنَ لَنَا ٱلْجُرْأَةُ وَٱلْقُوَّةُ ٱللَّازِمَتَانِ لِفِعْلِ ذلِكَ؟ وَأَيَّةُ فُرَصٍ لِلْخِدْمَةِ مُتَاحَةٌ لَنَا؟
اِتِّخَاذُ خُطُوَاتٍ تَقَدُّمِيَّةٍ وَعَمَلِيَّةٍ
٣ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ أَسَاسِيَّةٍ يَشْمُلُهَا فِعْلُ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ؟
٣ يَعْتَبِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِعْلَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ ٱلْتِزَامًا يَدُومُ مَدَى ٱلْحَيَاةِ. وَيَبْتَدِئُ هذَا ٱلِٱلْتِزَامُ عَادَةً بِخُطُوَاتٍ أَسَاسِيَّةٍ كَٱلِٱنْخِرَاطِ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا، ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، وَٱلتَّقَدُّمِ نَحْوَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ. وَفِيمَا نُحْرِزُ ٱلتَّقَدُّمَ، نُبْقِي فِي بَالِنَا كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ: «تَمَعَّنْ فِي هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ وَٱنْهَمِكْ فِيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا لِلْجَمِيعِ». (١ تيموثاوس ٤:١٥) وَهذَا ٱلتَّقَدُّمُ لَيْسَ تَرْفِيعًا لِلذَّاتِ، بَلِ ٱنْعِكَاسٌ لِتَصْمِيمِنَا أَنْ نَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ دُونَ أَنَانِيَّةٍ. فَهذَا ٱلْمَسْلَكُ يُظْهِرُ أَنَّنَا نَسْمَحُ للّٰهِ بِأَنْ يُوَجِّهَ خُطُوَاتِنَا فِي كُلِّ شُؤُونِ ٱلْحَيَاةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ يُوَجِّهُنَا أَفْضَلَ بِكَثِيرٍ مِمَّا يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَنْ نُوَجِّهَ أَنْفُسَنَا. — مزمور ٣٢:٨.
٤ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلتَّخَلُّصُ مِنْ مَخَاوِفِنَا ٱلَّتِي لَا مُبَرِّرَ لَهَا؟
٤ لكِنَّ ٱلتَّرَدُّدَ أَوِ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلْمُفْرِطَ بِٱلنَّفْسِ يُمْكِنُ أَنْ يُعِيقَانَا عَنِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ. (جامعة ١١:٤) لِذلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَمَكَّنَ مِنْ إِيجَادِ ٱلْفَرَحِ ٱلْحَقِيقِيِّ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ وَٱلْآخَرِينَ، يَجِبُ أَوَّلًا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى مَخَاوِفِنَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، كَانَ إِرِيكُ يُفَكِّرُ أَنْ يَخْدُمَ فِي جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ. لكِنَّ ٱلْقَلَقَ ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ. فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ: ‹هَلْ تَتَقَبَّلُنِي ٱلْجَمَاعَةُ؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ أُحِبَّ ٱلْإِخْوَةَ؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُحِبُّونِي؟›. يَرْوِي: «أَدْرَكْتُ أَخِيرًا أَنَّهُ يَلْزَمُ أَنْ أَهْتَمَّ بِإِخْوَتِي أَكْثَرَ مِنِ ٱهْتِمَامِي بِنَفْسِي. وَصَمَّمْتُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْ قَلَقِي وَأَنْ أُرَكِّزَ عَلَى ٱلْعَطَاءِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيِّ لِلْآخَرِينَ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ. فَصَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَشَرَعْتُ أَقُومُ بِمَا عَزَمْتُ عَلَيْهِ. وَٱلْآنَ أَنَا أَتَمَتَّعُ كَثِيرًا بِخِدْمَتِي هُنَاكَ». (روما ٤:٢٠) نَعَمْ، كُلَّمَا خَدَمْنَا ٱللّٰهَ وَٱلْآخَرِينَ دُونَ أَنَانِيَّةٍ، شَعَرْنَا أَكْثَرَ بِٱلْفَرَحِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ.
٥ لِمَاذَا يَلْزَمُ دَرْسُ خُطُوَاتِنَا بِٱعْتِنَاءٍ فِي سَعْيِنَا وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ، وَأَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟
٥ يَتَطَلَّبُ ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَمْرًا آخَرَ: دَرْسَ خُطُوَاتِنَا بِٱعْتِنَاءٍ. فَنَحْنُ نَتَجَنَّبُ بِحِكْمَةٍ ٱلرُّزُوحَ تَحْتَ دُيُونٍ تَجْعَلُنَا عَبِيدًا لِهذَا ٱلنِّظَامِ وَتَحُدُّ مِمَّا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ. يُذَكِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْمُقْتَرِضُ خَادِمٌ لِلْمُقْرِضِ». (امثال ٢٢:٧) وَٱلثِّقَةُ بِيَهْوَه وَوَضْعُ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَوَّلًا يُسَاعِدَانِنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُرَكِّزِينَ. مَثَلًا، يَعِيشُ ڠُووْمِينْڠُ وَأُخْتَاهُ مَعَ أُمِّهِمْ فِي مِنْطَقَةٍ حَيْثُ نَفَقَاتُ ٱلسَّكَنِ كَبِيرَةٌ وَمِنَ ٱلصَّعْبِ إِيجَادُ وَظِيفَةٍ ثَابِتَةٍ. وَلكِنْ بِٱسْتِخْدَامِ أَمْوَالِهِمْ بِحِكْمَةٍ وَٱلْمُشَارَكَةِ فِي دَفْعِ ٱلْمَصَارِيفِ، يَتَمَكَّنُونَ مِنَ ٱلْحُصُولِ عَلَى ضَرُورَاتِ ٱلْحَيَاةِ حَتَّى حِينَ لَا يَكُونُونَ جَمِيعُهُمْ مُوَظَّفِينَ. يَقُولُ ڠُووْمِينْڠُ: «أَحْيَانًا، قَدْ لَا نَعْمَلُ جَمِيعُنَا وَنَتَقَاضَى ٱلرَّوَاتِبَ. رَغْمَ ذلِكَ، يُمْكِنُنَا ٱلِٱسْتِمْرَارُ فِي خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ وَٱلِٱعْتِنَاءُ بِأُمِّنَا كَمَا يَجِبُ. وَكَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِأُمِّنَا لِأَنَّهَا لَا تُرِيدُ أَنْ نَتَخَلَّى عَنْ مَسَاعِينَا ٱلرُّوحِيَّةِ كَيْ نُؤَمِّنَ لَهَا حَيَاةَ تَرَفٍ!». — ٢ كورنثوس ١٢:١٤؛ عبرانيين ١٣:٥.
٦ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا تَغْيِيرَ حَيَاتِنَا لِتَنْسَجِمَ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟
٦ إِذَا كُنْتَ مُنْهَمِكًا فِي ٱلْمَسَاعِي ٱلدُّنْيَوِيَّةِ، مِنْ أَيِّ نَوْعٍ كَانَتْ، فَقَدْ يَتَطَلَّبُ وَضْعُ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَوَّلًا أَنْ تَقُومَ بِتَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةٍ. وَعَادَةً، لَا يُمْكِنُ ٱلْقِيَامُ بِتَغْيِيرَاتٍ كَهذِهِ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا. لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلنَّكَسَاتِ ٱلَّتِي تُصَابُ بِهَا فِيمَا تَقُومُ بِٱلْمُحَاوَلَاتِ ٱلْأُولَى لَا يَنْبَغِي ٱعْتِبَارُهَا فَشَلًا. تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ كْوِيتْشِي ٱلَّذِي كَانَتْ لَدَيْهِ مُشْكِلَةُ صَرْفِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلتَّسْلِيَةِ. فَقَدْ دَرَسَ كْوِيتْشِي ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ عِنْدَمَا كَانَ مُرَاهِقًا. وَلكِنْ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ ٱللَّعِبُ بِأَلْعَابِ ٱلْفِيدْيُو. وَذَاتَ يَوْمٍ، قَالَ فِي نَفْسِهِ: ‹مَاذَا أَفْعَلُ؟ أَنَا فِي ثَلَاثِينَاتِي وَلَا هَدَفَ لِي فِي حَيَاتِي أَسْعَى إِلَيْهِ›. وَهذَا مَا دَفَعَهُ إِلَى ٱسْتِئْنَافِ دَرْسِهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَقَبُولِ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ. وَرَغْمَ أَنَّ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِهِ تَطَلَّبَتِ ٱلْوَقْتَ، لَمْ يَجْعَلْهُ ذلِكَ يَسْتَسْلِمُ. وَبِفَضْلِ مُدَاوَمَتِهِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ وَٱلدَّعْمِ ٱلْحُبِّيِّ ٱلَّذِي نَالَهُ مِنَ ٱلْآخَرِينَ، أَقْلَعَ عَنْ هذِهِ ٱلْعَادَةِ ٱلرَّدِيئَةِ. (لوقا ١١:٩) وَٱلْآنَ، يَخْدُمُ كْوِيتْشِي بِفَرَحٍ كَخَادِمٍ مُسَاعِدٍ.
تَعَلَّمْ أَنْ تَكُونَ مُتَّزِنًا
٧ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُتَّزِنِينَ عِنْدَ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱللّٰهِ؟
٧ إِنَّ ٱلسَّعْيَ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ هُوَ أَمْرٌ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ. فَلَا يَنْبَغِي أَبَدًا أَنْ نَكُونَ مُتَرَاخِينَ أَوْ كَسَالَى. (عبرانيين ٦:١١، ١٢) بِٱلْمُقَابِلِ، لَا يُرِيدُ يَهْوَه أَنْ نُرْهِقَ أَنْفُسَنَا جَسَدِيًّا أَوْ عَقْلِيًّا أَوْ عَاطِفِيًّا. فَٱلِٱعْتِرَافُ بِٱحْتِشَامٍ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا ٱلْقِيَامُ بِعَمَلِ ٱللّٰهِ بِقُدْرَتِنَا ٱلْخَاصَّةِ يُمَجِّدُهُ وَيُظْهِرُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُتَّزِنُونَ. (١ بطرس ٤:١١) وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه يَعِدُنَا بِمَنْحِنَا ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ، لَا يَجِبُ أَنْ نُحَمِّلَ أَنْفُسَنَا فَوْقَ طَاقَتِنَا، مُحَاوِلِينَ فِعْلَ أُمُورٍ لَا يَتَوَقَّعُهَا مِنَّا. (٢ كورنثوس ٤:٧) فَلِكَيْ نَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ دُونَ إِجْهَادِ أَنْفُسِنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ طَاقَاتِنَا بِحِكْمَةٍ.
٨ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَتْهَا إِحْدَى ٱلشَّابَّاتِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ، وَأَيُّ تَعْدِيلٍ أَجْرَتْهُ فِي حَيَاتِهَا؟
٨ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ جِي هِيه ٱلَّتِي تَعِيشُ فِي شَرْقِ آسِيَا. فَقَدْ عَمِلَتْ طَوَالَ سَنَتَيْنِ فِي وَظِيفَةٍ مُرْهِقَةٍ فِيمَا كَانَتْ تَخْدُمُ كَفَاتِحَةٍ. تَرْوِي: «حَاوَلْتُ أَنْ أُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا لَدَيَّ لِيَهْوَه وَلِلْعَالَمِ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ. لِذلِكَ لَمْ يَتَسَنَّ لِي أَنْ أَنَامَ سِوَى خَمْسِ سَاعَاتٍ فَقَطْ. فَٱسْتُنْزِفَتْ طَاقَتِي ٱلذِّهْنِيَّةُ ٱللَّازِمَةُ لِلْقِيَامِ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ، وَخَسِرْتُ فَرَحِي فِي خِدْمَتِي لِيَهْوَه». وَلِكَيْ تَتَمَكَّنَ جِي هِيه مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه ‹بِكُلِّ قَلْبِهَا وَنَفْسِهَا وَعَقْلِهَا وَقُوَّتِهَا›، بَحَثَتْ عَنْ وَظِيفَةٍ تَتَطَلَّبُ جُهْدًا أَقَلَّ. (مرقس ١٢:٣٠) تَقُولُ: «رَغْمَ ٱلضَّغْطِ مِنْ عَائِلَتِي لِأَسْعَى وَرَاءَ ٱلنَّجَاحِ ٱلْمَادِّيِّ، حَاوَلْتُ أَنْ أَضَعَ قَصْدَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا». وَتُتَابِعُ: «مَا زِلْتُ أَجْنِي مَالًا يَكْفِينِي لِلْحُصُولِ عَلَى ٱلضَّرُورِيَّاتِ، مِثْلِ ٱلْمَلَابِسِ ٱلْمُرَتَّبَةِ. وَأَنَا أَتَمَتَّعُ بِصِحَّةٍ أَفْضَلَ لِأَنَّنِي أَحْصُلُ عَلَى قِسْطٍ أَكْبَرَ مِنَ ٱلنَّوْمِ. كَمَا أَنَّنِي أَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ فِي خِدْمَتِي، وَأَنَا ٱلْآنَ أَقْوَى رُوحِيًّا. وَذلِكَ لِأَنَّنِي لَمْ أَعُدْ مُعَرَّضَةً لِإِغْرَاءَاتِ وَتَلْهِيَاتِ ٱلْعَالَمِ». — جامعة ٤:٦؛ متى ٦:٢٤، ٢٨-٣٠.
٩ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ جُهُودُنَا فِي ٱلنَّاسِ فِي ٱلْحَقْلِ؟
٩ لَيْسَ فِي مَقْدُورِ ٱلْجَمِيعِ أَنْ يَخْدُمُوا ٱللّٰهَ كَمُبَشِّرِينَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. فَإِذَا كُنْتَ تُصَارِعُ ٱلشَّيْخُوخَةَ أَوْ تَدَهْوُرَ ٱلصِّحَّةِ أَوْ أَيَّةَ مُشْكِلَةٍ أُخْرَى، فَتَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ أَمَانَتَكَ وَأَيَّةَ خِدْمَةٍ تُقَدِّمُهَا لَهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. (لوقا ٢١:٢، ٣) لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي لِأَيٍّ مِنَّا أَنْ يُقَلِّلَ مِنْ شَأْنِ ٱلتَّأْثِيرِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ تَتْرُكَهُ جُهُودُهُ فِي ٱلْآخَرِينَ، مَهْمَا كَانَتْ هذِهِ ٱلْجُهُودُ مُتَوَاضِعَةً. مَثَلًا، لِنَفْرِضْ أَنَّنَا زُرْنَا عِدَّةَ بُيُوتٍ وَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا مُهْتَمًّا بِرِسَالَتِنَا. وَلكِنْ بَعْدَ مُغَادَرَتِنَا، قَدْ تَكُونُ زِيَارَتُنَا هذِهِ مِحْوَرَ حَدِيثِ أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ طَوَالَ سَاعَاتٍ أَوْ أَيَّامٍ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَفْتَحُوا لَنَا ٱلْبَابَ. وَيَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّعَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ، وَلَيْسَ ٱلْجَمِيعَ، سَيَتَجَاوَبُونَ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ. (متى ١٣:١٩-٢٣) وَقَدْ يَتَجَاوَبُ آخَرُونَ لَاحِقًا عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ٱلْأَحْوَالُ فِي ٱلْعَالَمِ أَوْ ظُرُوفُهُمُ ٱلشَّخْصِيَّةُ. وَلكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ، فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّنَا نَقُومُ بِعَمَلِ ٱللّٰهِ عِنْدَمَا نَبْذُلُ جُهْدَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ. فَنَحْنُ ‹عَامِلُونَ مَعَ ٱللّٰهِ›. — ١ كورنثوس ٣:٩.
١٠ أَيَّةُ فُرَصٍ مُتَاحَةٌ لِكُلِّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٠ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نُسَاعِدَ أَفْرَادَ عَائِلَتِنَا وَإِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ. (غلاطية ٦:١٠) وَتَأْثِيرُنَا ٱلْجَيِّدُ فِي ٱلْآخَرِينَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ عَمِيقًا وَدَائِمًا. (جامعة ١١:١، ٦) فَعِنْدَمَا يَقُومُ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ بِمُهِمَّاتِهِمْ بِٱجْتِهَادٍ، يُحَافِظُونَ عَلَى رُوحِيَّاتِ ٱلْجَمَاعَةِ وَٱسْتِقْرَارِهَا، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى زِيَادَةِ ٱلنَّشَاطِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ عِنْدَمَا نَكُونُ «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ»، لَا يَكُونُ كَدُّنَا «عَبَثًا». — ١ كورنثوس ١٥:٥٨.
اِمْتِهَانُ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ
١١ أَيَّةُ فُرَصٍ قَدْ تُتَاحُ لَنَا إِلَى جَانِبِ ٱلْعَمَلِ مَعَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ؟
١١ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَتَمَتَّعُ بِٱلْحَيَاةِ وَنَرْغَبُ أَنْ نُمَجِّدَ ٱللّٰهَ فِي كُلِّ شَيْءٍ نَفْعَلُهُ. (١ كورنثوس ١٠:٣١) وَعِنْدَمَا نُكَثِّفُ جُهُودَنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ، تُتَاحُ أَمَامَنَا فُرَصٌ كَثِيرَةٌ رَائِعَةٌ لِنَخْدُمَ ٱللّٰهَ. (متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) فَإِلَى جَانِبِ ٱلْعَمَلِ مَعَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ، قَدْ تُتَاحُ لَنَا فُرَصٌ لِلْخِدْمَةِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ، سَوَاءٌ كَانَ ذلِكَ فِي مُقَاطَعَةٍ أُخْرَى أَوْ بَلَدٍ آخَرَ أَوْ بِلُغَةٍ أُخْرَى. وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ ٱلْعُزَّابُ وَٱلْأَكْفَاءُ قَدْ يُدْعَوْنَ إِلَى حُضُورِ مَدْرَسَةِ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ، ثُمَّ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ فِي جَمَاعَاتٍ دَاخِلَ بَلَدِهِمْ أَوْ خَارِجَهُ حَيْثُ تُوجَدُ حَاجَةٌ إِلَى مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ. وَٱلْمُتَزَوِّجُونَ ٱلْمُنْخَرِطُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ قَدْ يَتَأَهَّلُونَ لِنَيْلِ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلْإِرْسَالِيِّ فِي مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ وَٱلْخِدْمَةِ فِي تَعْيِينٍ أَجْنَبِيٍّ. كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ حَاجَةً مُسْتَمِرَّةً إِلَى مُتَطَوِّعِينَ لِلْقِيَامِ بِشَتَّى ٱلْأَعْمَالِ فِي بَيْتَ إِيلَ وَفِي بِنَاءِ وَصِيَانَةِ أَمَاكِنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَمَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ.
١٢، ١٣ (أ) كَيْفَ تُقَرِّرُونَ شَخْصِيًّا أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ يَلْزَمُ أَنْ تَخْتَارُوا؟ (ب) أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْخِبْرَةَ ٱلَّتِي يَكْتَسِبُهَا ٱلْمَرْءُ فِي أَحَدِ ٱلتَّعْيِينَاتِ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ نَافِعَةً فِي تَعْيِينَاتٍ أُخْرَى؟
١٢ فَأَيُّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ يَلْزَمُ أَنْ تَخْتَارَ؟ بِمَا أَنَّكَ خَادِمٌ مُنْتَذِرٌ لِيَهْوَه، يَجِبُ أَنْ تَلْجَأَ دَائِمًا إِلَيْهِ وَإِلَى هَيْئَتِهِ لِنَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ. ‹فَرُوحُهُ ٱلصَّالِحُ› سَيُسَاعِدُكَ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ. (نحميا ٩:٢٠) وَفِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ، يَفْسَحُ أَحَدُ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلْمَجَالَ لِتَعْيِينٍ آخَرَ. كَمَا أَنَّ ٱلْخِبْرَةَ وَٱلْمَهَارَةَ ٱلْمُكْتَسَبَتَيْنِ فِي أَحَدِ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ قَدْ تَكُونَانِ نَافِعَتَيْنِ فِي تَعْيِينٍ آخَرَ لَاحِقًا.
١٣ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَعْمَلُ دَنِيسُ وَزَوْجَتُهُ جِينِي بِٱسْتِمْرَارٍ فِي مَشَارِيعِ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. لِذلِكَ تَطَوَّعَا فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ بَعْدَمَا ضَرَبَ إِعْصَارُ كَاتْرِينَا جَنُوبِيَّ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. يَذْكُرُ دَنِيسُ: «شَعَرْنَا بِفَرَحٍ غَامِرٍ حِينَ ٱسْتَخْدَمْنَا مَهَارَاتِنَا ٱلَّتِي ٱكْتَسَبْنَاهَا فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ لِنُسَاعِدَ إِخْوَتَنَا. وَقَدْ مَسَّ قَلْبَنَا فِعْلًا ٱلتَّقْدِيرُ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ لَنَا ٱلَّذِينَ سَاعَدْنَاهُمْ. فَمُعْظَمُ فِرَقِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْأُخْرَى لَاقَتْ نَجَاحًا مَحْدُودًا فِي عَمَلِيَّاتِ إِعَادَةِ ٱلْبِنَاءِ. أَمَّا شُهُودُ يَهْوَه فَقَدْ نَجَحُوا حَتَّى ٱلْآنَ فِي تَرْمِيمِ أَوْ إِعَادَةِ بِنَاءِ مَا يَزِيدُ عَلَى ٣٠٠,٥ بَيْتٍ وَعَدَدٍ مِنْ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَٱلنَّاسُ يُلَاحِظُونَ مَا نَقُومُ بِهِ وَيُظْهِرُونَ ٱلْآنَ ٱهْتِمَامًا أَكْبَرَ بِرِسَالَتِنَا».
١٤ مَاذَا يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَفْعَلُوا إِذَا كُنْتُمْ تَرْغَبُونَ فِي ٱمْتِهَانِ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟
١٤ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَسْعَى وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ بِٱمْتِهَانِ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَحْصُدُ بَرَكَاتٍ عَدِيدَةً. وَإِذَا كَانَتْ ظُرُوفُكَ ٱلْحَالِيَّةُ لَا تَسْمَحُ لَكَ بِذلِكَ، فَرُبَّمَا يُمْكِنُكَ ٱلْقِيَامُ بِبَعْضِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ. صَلِّ كَمَا فَعَلَ نَحَمْيَا عِنْدَمَا كَانَ يَتُوقُ أَنْ يَأْخُذَ عَلَى عَاتِقِهِ تَعْيِينًا مُهِمًّا. فَقَدْ صَلَّى: «آهِ يَا يَهْوَهُ، . . . هَبْ خَادِمَكَ . . . ٱلنَّجَاحَ». (نحميا ١:١١) ثُمَّ، بِثِقَةٍ تَامَّةٍ ‹بِسَامِعِ ٱلصَّلَاةِ›، ٱعْمَلِ ٱنْسِجَامًا مَعَ صَلَاتِكَ. (مزمور ٦٥:٢) فَلِكَيْ تَحْظَى بِبَرَكَةِ يَهْوَه عَلَى جُهُودِكَ فِي خِدْمَتِهِ، يَجِبُ أَنْ تَقُومَ أَوَّلًا بِهذِهِ ٱلْجُهُودِ. وَعِنْدَمَا تَتَّخِذُ قَرَارَكَ بِٱلِٱنْخِرَاطِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، ٱلْتَصِقْ بِهذَا ٱلْقَرَارِ. وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، سَتَزْدَادُ خِبْرَتُكَ، وَسَيَزْدَادُ أَيْضًا فَرَحُكَ.
حَيَاةٌ تَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ
١٥ (أ) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ خُدَّامٍ للّٰهِ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ وَقِرَاءَةِ قِصَصِ حَيَاتِهِمْ؟ (ب) أَيَّةُ قِصَّةِ حَيَاةٍ شَجَّعَتْكُمْ أَنْتُمْ شَخْصِيًّا؟
١٥ أَيَّةُ نَتَائِجَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَوَقَّعَهَا مِنَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟ إِذَا تَحَدَّثْتَ مَعَ أَشْخَاصٍ يَخْدُمُونَ يَهْوَه مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ، وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ أَمْضَوْا سَنَوَاتٍ كَثِيرَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، فَسَيُخْبِرُونَكَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ حَيَاةً ذَاتَ قَصْدٍ وَتَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ. (امثال ١٠:٢٢) وَسَيُخْبِرُونَكَ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَه لَمْ يَبْخَلْ عَلَيْهِمْ قَطُّ بِٱلْمُسَاعَدَةِ، حَتَّى فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ، إِذْ إِنَّهُمْ لَمْ يَحْصُلُوا عَلَى حَاجَاتِهِمْ فَحَسْبُ، بَلْ عَلَى أُمُورٍ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ أَيْضًا. (فيلبي ٤:١١-١٣) وَقَدْ نَشَرَتْ مَجَلَّةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ مِنْ سَنَةِ ١٩٥٥ إِلَى ١٩٦١ سِلْسِلَةَ مَقَالَاتٍ بِعُنْوَانِ «اَلسَّعْيُ وَرَاءَ هَدَفِي فِي ٱلْحَيَاةِ» تَرْوِي قِصَصَ حَيَاةِ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ. وَمُذَّاكَ، تُنْشَرُ مِئَاتُ قِصَصِ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي يَتَحَدَّثُ كُلٌّ مِنْهَا عَنْ رُوحِ ٱلْغَيْرَةِ وَٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي يُذَكِّرُنَا بِرِوَايَاتِ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ. وَقِرَاءَةُ رِوَايَاتٍ شَيِّقَةٍ كَهذِهِ سَتَدْفَعُكَ إِلَى ٱلْقَوْلِ: ‹هذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلَّتِي أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَهَا›.
١٦ مَاذَا يَجْعَلُ حَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيِّ سَعِيدَةً وَذَاتَ قَصْدٍ؟
١٦ يَتَذَكَّرُ آرُونُ، ٱلْمَذْكُورُ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ: «فِي إِفْرِيقْيَا، كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَلْتَقِي شُبَّانًا يَجُوبُونَ ٱلْبَلَدَ بَحْثًا عَنْ هَدَفٍ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَمُعْظَمُهُمْ لَمْ يَجِدُوا هذَا ٱلْهَدَفَ قَطُّ. أَمَّا نَحْنُ فَكُنَّا نَسْعَى وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ بِٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، مِمَّا جَعَلَ حَيَاتَنَا مُمْتِعَةً وَتَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ. وَقَدْ لَمَسْنَا لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ». — اعمال ٢٠:٣٥.
١٧ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى ٱلْآنَ وَرَاءَ هَدَفٍ يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟
١٧ مَا ٱلْقَوْلُ فِيكَ؟ أَيُّ هَدَفٍ تَسْعَى وَرَاءَهُ؟ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ هَدَفٌ رُوحِيٌّ وَاضِحٌ، فَسُرْعَانَ مَا تَشْغَلُ ٱلْمَسَاعِي ٱلْأُخْرَى وَقْتَكَ وَتَسْتَنْزِفُ طَاقَتَكَ. فَلِمَ تُبَدِّدُ حَيَاتَكَ ٱلثَّمِينَةَ عَلَى ٱلْأَوْهَامِ ٱلَّتِي يُرَوِّجُهَا نِظَامُ ٱلشَّيْطَانِ؟ فَعِنْدَمَا يَنْدَلِعُ «ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ» عَمَّا قَرِيبٍ، سَيَكُونُ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيُّ وَٱلْمَرَاكِزُ ٱلْمَرْمُوقَةُ فِي ٱلْعَالَمِ بِلَا جَدْوَى. لكِنَّ ٱلْأَمْرَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي سَيَكُونُ مُهِمًّا هُوَ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَه. عِنْدَئِذٍ، كَمْ سَنَكُونُ فَرِحِينَ لِأَنَّنَا خَدَمْنَا ٱللّٰهَ وَٱلْآخَرِينَ وَسَعَيْنَا كَامِلًا وَرَاءَ هَدَفٍ فِي حَيَاتِنَا يَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ! — متى ٢٤:٢١؛ رؤيا ٧:١٤، ١٥.
-