مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيف تنظرون الى الناس من عرق آخر؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • كيف تنظرون الى الناس من عرق آخر؟‏

      ‏«محلوقو الرأس الاميركيون،‏ كمحلوقي الرأس الديناميين في اوروپا،‏ هم شبان آريون من طبقة العمال.‏ اننا نقاوم حثالة الناس الرأسماليين والشيوعيين الذين يدمّرون عرقنا الآري.‏ .‏ .‏ .‏ والعرق اليهودي الطفيلي هو في صميم مشكلتنا.‏»‏

      هكذا تذكر نشرة من عصابة لمحلوقي الرأس مركزها شيكاڠو.‏ هؤلاء هم احداث يحلقون رؤوسهم،‏ يرتدون زيا مميَّزا لأشخاص مشاكسين مطرَّزا بصلبان معقوفة،‏ يمجِّدون العنف،‏ يستمعون الى موسيقى ‹القوة البيضاء،‏› ويحتقرون اليهود،‏ السود،‏ والاقليات الاخرى.‏

      وأخبر قائد عصابة تدعى ‹العنف الرومانسي› تجمُّعا لقادة متعصبين للعرق الابيض بأن فريقه «يؤيد الحرب» وأضاف:‏ «انا انسان عنيف.‏ احب العرق الابيض،‏ واذا كان المرء يحبّ شيئا فهو اشرّ شخص على الارض.‏»‏

      وكما هي الحال مع الحركات،‏ فإن محلوقي الرأس قليلو العدد.‏ وآراؤهم متطرفة.‏ ان عددا قليلا نسبيا من الناس اليوم متعصِّبون وعدائيون علنا بهذه الطريقة في وجهة نظرهم.‏ ومع ذلك يُضمر الكثيرون سرا الحقد نحو الناس من عرق آخر ويرتابون فيهم.‏ وفي كل العالم،‏ يُحكَم على الناس حسب مَيَلان عيونهم او تفاوت لون بشرتهم.‏ فهل هنالك ايّ اساس لذلك؟‏ وهل هنالك فوارق عقلية او مزاجية فطرية بين العروق؟‏ للاجابة عن هذين السؤالين،‏ يجب ان نفحص اولا كيف تطوَّرت الآراء المختلفة في العرق على مر القرون.‏

  • ما نعرفه عن العرق
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • ما نعرفه عن العرق

      عندما ابحر الاوروپيون لاستكشاف الارض قبل نحو ٥٠٠ سنة،‏ تساءلوا ايّ نوع من الناس سيُلاقون.‏ فقد كانت هنالك اساطير عن عمالقة يقدرون ان يخوضوا المحيط ويحطِّموا سفينة بيد واحدة.‏ وكانت هنالك حكايات عن رجال برأس كلب ينفثون اللهب.‏ فهل كانوا سيُلاقون «غير الاجتماعيين» الخرافيين الذين يأكلون اللحم النيء والذين تظللهم شفتهم الكبيرة الناتئة من الشمس؟‏ او هل كانوا سيرون رجالا بلا افواه،‏ يعيشون بشم التفاح؟‏ وماذا عن ذوي الآذان الكبيرة كفاية لتخدم كأجنحة او اولئك الذين يقال انهم يستلقون على ظهورهم في ظل قدمهم الواحدة،‏ الكبيرة؟‏

      لقد قطع الرجال البحار،‏ تسلَّقوا الجبال،‏ شقّوا طريقهم عبر الادغال،‏ مشوا مجهَدين عبر الصحاري،‏ ولكنهم لم يجدوا في ايّ مكان مخلوقات غريبة كهذه.‏ وعوضا عن ذلك تعجَّب المستكشفون لاكتشاف اناس يشبهونهم كثيرا.‏ كتب كريستوفر كولومبس:‏ «في هذه الجزر [جزر الهند الغربية] لم اجد حتى الآن اية مسوخ بشرية،‏ كما توقع كثيرون،‏ وبعكس ذلك فالجمال يجري تقديره بين كل تلك الشعوب.‏ .‏ .‏ .‏ وبالتالي لم اجد لا مسوخا ولا ايّ تقرير عن ايّ واحد،‏ ما عدا .‏ .‏ .‏ شعبا .‏ .‏ .‏ يأكل اللحم البشري .‏ .‏ .‏ وهم كالآخرين غير مشوَّهين.‏»‏

      تصنيف الجنس البشري

      وهكذا،‏ مع استكشاف الارض،‏ أُزيل التنوع البشري من حيز الحكاية الخرافية والاسطورة.‏ وكان يمكن ملاحظة الشعوب ودراستهم.‏ وبمرور الوقت حاول العلماء تصنيفهم.‏

      في سنة ١٧٣٥ نشر عالم النبات السويدي كارولوس لينّايوس عمله نظام الطبيعة Systema Naturae.‏ وفيه سُمّي الانسان هومو ساپيَنْز Homo sapiens التي تعني «الانسان الحكيم،‏» عبارة قال عنها احد الكتبة انها ربما كانت التعريف الاكثر تكبرا على نحو ساذج الذي أُعطي على الاطلاق لأي نوع!‏ وقسَّم لينّايوس الجنس البشري الى خمس مجموعات،‏ وصفها كما يلي:‏

      الافريقي:‏ اسود،‏ رابط الجأش،‏ مرسَل على سجيَّته.‏ الشعر اسود،‏ جَعد؛‏ البشرة ناعمة؛‏ الانف مسطَّح؛‏ الشفتان منتفختان؛‏ داهية،‏ كسلان،‏ مهمِل؛‏ يدهن نفسه بالدهن؛‏ تتحكم فيه النزوة.‏

      الاميركي:‏ نحاسي اللون،‏ حاد الطبع،‏ يقظ؛‏ الشعر اسود،‏ مسترسِل،‏ كثيف؛‏ المنخران واسعان؛‏ الوجه قاسٍ؛‏ اللحية خفيفة؛‏ عنيد،‏ عديم الاكتفاء؛‏ يطلي نفسه بخطوط حمراء رفيعة،‏ تضبطه العادات.‏

      الآسيوي:‏ كئيب،‏ صارم؛‏ الشعر اسود؛‏ العينان دكناوان؛‏ قاسٍ،‏ متغطرس،‏ طمَّاع؛‏ مُكتسٍ بثياب فضفاضة؛‏ تتحكم فيه الظنون.‏

      الاوروپي:‏ اشقر،‏ متورِّد الوجنتين،‏ مفتول العضلات؛‏ الشعر اصفر،‏ بني،‏ منسدِل؛‏ العينان زرقاوان؛‏ لطيف،‏ حاذق،‏ مبدِع؛‏ مُكتَسٍ بألبسة ضيقة؛‏ تتحكم فيه القوانين.‏

      الانسان الوحشي:‏ ذو اربع اقدام،‏ اخرس،‏ شَعِر.‏

      لاحظوا انه في حين قسَّم لينّايوس الجنس البشري بحسب سمات مكتسبة وراثيا (‏لون البشرة،‏ ملمس الشعر،‏ وهلم جرا)‏،‏ قام ايضا بتقييمات متحيزة للشخصية.‏ فقد اكَّد لينّايوس ان الاوروپيين هم ‹لطفاء،‏ حاذقون،‏ مبدِعون.‏› في حين وصف الآسيويين بأنهم ‹قساة،‏ متغطرسون،‏ طمّاعون› والافريقيين بأنهم ‹دواهٍ،‏ كسالى،‏ مهمِلون›!‏

      لكنّ لينّايوس كان مخطئا.‏ فهذه السمات للشخصية لا مكان لها في تصنيفات العرق العصرية،‏ اذ ان البحث العلمي اظهر انه داخل كل جماعة بشرية،‏ هنالك التنوّع نفسه من الطباع اضافة الى مدى مماثل لتفاوت الذكاء.‏ وبكلمات اخرى،‏ نجد الصفات الايجابية والسلبية نفسها في كل عرق من الناس.‏

      غالبا ما تصنِّف الانظمة العصرية البشر في ثلاث مجموعات مؤسسة تماما على الفوارق الجسدية:‏ (‏١)‏ القوقازيون،‏ ذوو بشرة شقراء وشعر مسترسِل او متموِّج؛‏ (‏٢)‏ المغوليون،‏ ذوو بشرة ضاربة الى الصفرة وثنايا موقيَّة حول العينَين؛‏ و (‏٣)‏ الزنوج،‏ ذوو بشرة دكناء وشعر صوفي.‏ ولكن لا يقع كل شخص بدقة في واحدة من هذه الفئات.‏

      مثلا،‏ السان والكويكوي لجنوبي افريقيا لديهم بشرة نحاسية،‏ شعر صوفي،‏ وملامح وجه مغولية.‏ وبعض الشعوب الهندية لديها بشرة دكناء ولكن ملامح وجه قوقازية.‏ والاوستراليون الاصليون لديهم بشرة دكناء،‏ ولكنّ شعرهم الصوفي هو غالبا اشقر.‏ وبعض المغوليين لديهم عيون قوقازية.‏ فلا يوجد خط فاصل واضح.‏

      لقد جعلت هذه المشاكل الكثير من العلماء المتخصصين بعلم الانسان يتخلَّون عن المحاولات لتصنيف الجنس البشري،‏ مؤكدين ان التعبير «عرق» ليس له معنى علمي او قيمة علمية.‏

      بيانات اليونيسكو

      لعل البيانات العلمية الاكثر جدارة بالثقة عن العرق وضعها فريق من الخبراء جمعتهم معا اليونيسكو (‏منظمة التربية والعلم والثقافة التابعة لهيئة الامم المتحدة)‏.‏ عُقدت الاجتماعات في السنوات ١٩٥٠،‏ ١٩٥١،‏ ١٩٦٤ و ١٩٦٧ وفيها قامت هيئة مستشارين اممية من علماء متخصصين بعلم الانسان،‏ علماء متخصصين بعلم الحيوان،‏ اطباء،‏ علماء تشريح وآخرين معا باصدار اربعة تصاريح عن العرق.‏ وشدَّد التصريح الاخير على النقاط الثلاث التالية:‏

      أ ‏«كل الناس العائشين اليوم ينتمون الى النوع نفسه ويتحدَّرون من الاصل نفسه.‏»‏ ويؤكد هذه النقطةَ ايضا مرجع ابرز.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «[اللّٰه] صنع من انسان واحد [آدم] كل امة من الناس،‏ ليسكنوا على كل وجه الارض.‏» —‏ اعمال ١٧:‏٢٦‏،‏ ع‌ج.‏

      ويتابع تصريح اليونيسكو:‏

      ب ‏«ان تقسيم النوع البشري الى ‹عروق› هو تقليدي بعض الشيء واعتباطي بعض الشيء ولا يدلّ ضمنا على ايّ تسلسل هرمي مهما كان.‏ .‏ .‏ .‏

      ج ‏«ان المعرفة البيولوجية الحالية لا تسمح لنا بنسب الانجازات الثقافية الى الاختلافات في الامكانية الوراثية.‏ فالاختلافات في انجازات الشعوب المختلفة يجب عزوها فقط الى تاريخهم الثقافي.‏ ويبدو ان شعوب العالم اليوم يملكون امكانيات بيولوجية متساوية لتحقيق ايّ مستوى من الحضارة.‏»‏

      بلوى العرقية

      اذًا لا يوجد اساس للاعتقاد ان ايّ عرق هو اسمى فطريا من عرق آخر او له الحق في السيطرة عليه.‏ ولكن لم يتصرف الناس دائما بانسجام مع الوقائع.‏ تأملوا،‏ مثلا،‏ في تجارة الرقيق الافريقية.‏

      عندما بدأت الامم الاوروپية ببناء امبراطوريات استعمارية،‏ كان مربحا لها اقتصاديا ان تستغل سكان البلاد الاصليين.‏ ولكن هنا كان التناقض.‏ فملايين من الافريقيين كان يجري جرّهم من بيوتهم،‏ انتزاعهم من احبائهم،‏ تكبيلهم،‏ جلدهم،‏ وسمهم بعلامة تجارية،‏ بيعهم كالحيوانات،‏ واجبارهم على العمل دون اجر الى اليوم الذي يموتون فيه.‏ فكيف يمكن تبرير ذلك ادبيا من قِبل امم تدّعي المسيحية وكان من المفروض ان تحب قريبها كنفسها؟‏ —‏ لوقا ١٠:‏٢٧‏.‏

      والحل الذي اختاروه كان تجريد ضحاياهم من الصفات الانسانية.‏ وهذا كان تفكير احد العلماء المتخصصين بعلم الانسان في اربعينات الـ‍ ١٨٠٠:‏

      ‏«ان لم يكن الزنوج والاوستراليون مخلوقات مماثلة لنا ومن عائلة واحدة معنا وانما كانوا كائنات من رتبة ادنى،‏ وان لم يجرِ التأمل في واجباتنا نحوهم .‏ .‏ .‏ في اية من الوصايا الايجابية التي تتأسس عليها آداب سلوك العالم المسيحي،‏ فإن علاقاتنا بهذه القبائل ستبدو غير مختلفة كثيرا عن تلك التي يمكن تخيّل وجودها بيننا وبين عرق للسِّعلَيات orangutans.‏»‏

      واولئك الذين يبحثون عن دعم للفكرة ان الشعب غير الابيض هو دون البشر استغلوا نظرية التطور الداروينية.‏ وزعموا ان شعوب المستعمرات هم في السلّم التطوري على درجة ادنى من البيض.‏ وادّعى آخرون ان غير البيض هم نتاج عملية تطورية مختلفة وليسوا كليا بشرا.‏ واقتبس آخرون من الكتاب المقدس،‏ محرِّفين الآيات لدعم آرائهم العرقية.‏

      طبعا،‏ لم يتقبَّل اناس كثيرون بسذاجةٍ هذا التفكير.‏ وأُبطل الرِّقّ في معظم امم العالم.‏ ولكنّ التمييز،‏ التحامل،‏ والعرقية ما زالت موجودة وتجاوزت الى الفِرق السلالية التي كانت عروقا فقط في خيال الناس.‏ قال پروفسور في علم الحيوان:‏ «بما انه يبدو ان ايّ شخص هو اهل لابتداع عروق لارضاء هواه،‏ فإن سياسيين،‏ قادة خصوصيين،‏ ومغامرين عاديين شاركوا في تصنيف العروق.‏ وابتكروا ألقابا عرقية خدَّاعة ليُضفوا على نظرياتهم المفضَّلة وتحاملاتهم هالة من الوقار ‹العلمي›.‏»‏

      والسياسات العرقية لالمانيا النازية تظل قائمة كمثال رئيسي.‏ ومع ان ادولف هتلر عظَّم العرق الآري،‏ فمن الناحية البيولوجية لا يوجد شيء كهذا.‏ ولم يوجد قط.‏ فهنالك يهود شُقْر،‏ زُرْق العيون في السويد،‏ يهود سود في اثيوپيا،‏ ويهود مغوليون في الصين.‏ ومع ذلك،‏ كان اليهود وغيرهم ضحايا سياسة عرقية.‏ وتلك السياسة ادَّت الى معسكرات الاعتقال،‏ غرف الغاز،‏ وقتل ستة ملايين يهودي،‏ وآخرين كثيرين،‏ كالشعوب السلاڤية من پولندا والاتحاد السوڤياتي.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      البحث العلمي اظهر انه داخل كل جماعة بشرية،‏ هنالك التنوّع نفسه في الذكاء

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏‹سياسيون،‏ قادة خصوصيون،‏ مغامرون عاديون ابتكروا ألقابا عرقية خدَّاعة ليُضفوا على نظرياتهم المفضَّلة وتحاملاتهم هالة من الوقار «العلمي»›‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٧]‏

      كما تُظهر هذه الملاحظات،‏ كان يجري الاعلان عن الافريقيين وبيعهم كما لو انهم ماشية

  • الاخوَّة العالمية اكيدة!‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • الاخوَّة العالمية اكيدة!‏

      لم يكن قد مضى على وجود المرسَل في غربي افريقيا وقت طويل حين حضر محفلا دينيا في منطقة نائية.‏ واذ اقترب من عائلة محلية،‏ بدأ صبي يبلغ سنتين من العمر،‏ بدون ايّ سبب ظاهر،‏ بالبكاء.‏

      حاول المرسَل مؤاساة الولد،‏ ولكنّ بكاء الصبي تحوَّل عندئذ الى صراخ.‏ «هل من سوء؟‏» سأل المرسَل الام.‏ اجابت ببعض الاحراج:‏ «أعتقد انه انت.‏ انه خائف من لونك.‏ فهو لم يرَ قط رجلا ابيض من قبل.‏»‏

      من الطفولة قد نصبح مدركين للفوارق الجسدية بين الشعوب.‏ والتحاملات تتطوَّر لاحقا.‏ وتُصاغ آراء الاولاد فيما يراقبون مواقف وتصرف الاشخاص الاكبر سنا كوالديهم.‏ وفي المدرسة يتأثَّرون ايضا بمعلّميهم،‏ اصدقائهم،‏ ورفقاء صفهم.‏

      واستنادا الى دراسة طويلة الامد في الولايات المتحدة،‏ بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الاولاد ١٢ سنة من العمر،‏ يكونون قد طوَّروا وجهات نظر ومواقف مبتذلة مستوحاة من النمط العام عن الفِرق السلالية،‏ العرقية،‏ والدينية حولهم.‏ وبحلول سن البلوغ،‏ تكون هذه الآراء ثابتة عميقا.‏

      شهود يهوه مختلفون

      في عالم يكثر فيه التحامل،‏ يبرز شهود يهوه كأشخاص مختلفين جدا.‏ انهم معروفون امميا بانسجامهم العرقي.‏ وهذا ما يلاحظه غالبا المراقبون في محافلهم السنوية الكبيرة.‏

      مثلا،‏ ذكرت الصحيفة سْتايْتس أيْتِم هذا عن محفل كبير للشهود في جنوبي الولايات المتحدة:‏ «شعور بالاخوَّة ملأ قبة لويزيانا الكبيرة فيما كان شهود يهوه صغارا وكبارا،‏ سودا وبيضا يجلسون في اماكنهم لبدء .‏ .‏ .‏ التعلُّم والمشاركة في الاختبار.‏ .‏ .‏ .‏ ان التمييز العنصري .‏ .‏ .‏ ليس مشكلة للشهود.‏»‏

      وفي محفل للشهود،‏ في جنوب افريقيا،‏ لاحظت امرأة من شعب الكوزا:‏ «من المدهش انه هنا في جنوب افريقيا يمكن للناس من كل العروق ان يكونوا متحدين هكذا.‏ وذلك مختلف جدا عما اعتدْته في الكنائس.‏»‏

      وعندما حضر زوّار من اميركا الشمالية والجنوبية وكذلك من اوروپا محافل كبيرة للشهود في الشرق الاقصى وجنوبي المحيط الهادئ،‏ «لم يكن هنالك،‏» استنادا الى احد التقارير،‏ «حتى اثر للعرقية من جهتهم،‏ ولا من جهة مضيفيهم.‏»‏

      وهكذا فإن الامر المختلف جدا بشأن ملايين شهود يهوه في كل الارض هو وحدتهم الأصلية وانسجامهم العرقي.‏ انهم مرتبطون معا بالمحبة المسيحية الحقيقية.‏ وهذا تماما كما قال يسوع انه سيكون:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض.‏» —‏ يوحنا ١٣:‏٣٥‏.‏

      وهكذا فإن شهود يهوه لديهم الآن اخوَّة اممية حقيقية دائمة!‏ انهم يفكِّرون جديا في ما قاله يسوع في متى ٢٣:‏٨‏:‏ «انتم جميعا اخوة.‏» وهذا في الوقت نفسه الذي فيه تمزِّق الانقسامات العرقية والسلالية والبغض بنية الامم.‏ —‏ انظروا ايضا ١ كورنثوس ١:‏١٠؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٠-‏١٢؛‏ ٤:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ٥:‏٢،‏ ٣‏.‏

      كيفية تحقيق الوحدة

      والشيء الاساسي بالنسبة الى هذه الوحدة هو التعليم المؤسس على الكتاب المقدس الذي يناله شهود يهوه في قاعات ملكوتهم وبدرسهم الشخصي للكتاب المقدس.‏ انهم كالمسيحيين في تسالونيكي،‏ الذين قال عنهم الرسول بولس:‏ «اذ تسلَّمتم منا كلمة خبر من اللّٰه قبلتموها لا ككلمة اناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة اللّٰه التي تعمل ايضا فيكم انتم المؤمنين.‏» —‏ ١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏.‏

      لذلك يؤمن الشهود بما يقوله الكتاب المقدس،‏ ويحاولون باخلاص ان يتمثلوا بطريقة تفكير اللّٰه.‏ انهم يفكِّرون جديا في ما قاله الرسول المسيحي بطرس بالوحي:‏ «بالحق انا اجد ان اللّٰه لا يقبل الوجوه.‏ بل في كل امة الذي يتَّقيه ويصنع البر مقبول عنده.‏» —‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      وانسجاما مع ذلك،‏ علَّم يسوع أتباعه ان يتلمذوا اناسا من «جميع الامم.‏» (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ ولذلك يبحث شهود يهوه بنشاط عن محبي البر في كل الفِرق العرقية والسلالية،‏ دون استثناء.‏ وعندما يتَّحد اولئك الذين هم من خلفيات وعروق مختلفة للعبادة،‏ العمل،‏ والمعاشرة معا،‏ يجري التغلب على التفكير المبتذل المستوحى من النمط العام.‏ ويتعلمون ان يقدِّروا واحدهم الآخر،‏ ان يحبوا واحدهم الآخر.‏

      حقا،‏ ان الشخص الذي امتلك لزمن طويل تحاملا عرقيا ربما لا يغيِّر فورا آراءه.‏ ولكن عندما يصبح شاهدا يبدأ ‹بلبس (‏الشخصية)‏ الجديدة› للمسيحي الحقيقي،‏ ويعمل جاهدا للتغلب على آرائه المقبولة سابقا.‏ (‏افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ ولا يحاول ان يبرِّر تحاملاته بالقول،‏ ‹هذه هي الطريقة التي تربَّيت بها.‏› كلا،‏ انه يجاهد لإعادة تشكيل ذهنه و ‹ليحب (‏كامل معشر)‏ الاخوة.‏› —‏ ١ بطرس ٢:‏١٧‏.‏

      نبوات الكتاب المقدس تتم

      ان ما يحدث بين شهود يهوه اليوم ذو اهمية كبيرة.‏ وفي الواقع،‏ جرى التنبؤ عنه في الكتاب المقدس.‏

      لاحظوا ما انبأت اشعياء ٢:‏٢-‏٤ بأنه سيحدث «في (‏الجزء الاخير من)‏ الايام،‏» في هذه «الايام الاخيرة» لنظام الاشياء الشرير هذا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣‏)‏ فقد ذكرت نبوة اشعياء هذه ان عبادة يهوه الحقيقية ستكون ثابتة في هذا الجيل،‏ ‹ويجري اليها اناس من كل الامم.‏ وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلُمّ نصعد الى جبل عبادة يهوه الحقيقية.‏ فيعلّمنا من طرقه ونسلك في سبله.‏›‏

      وذكرت نبوة اشعياء ايضا النتيجة غير المألوفة التالية،‏ التي تُرى على نطاق اممي بين شهود يهوه طوال هذا القرن بكامله:‏ «فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.‏ لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد.‏»‏

      وأيضا،‏ انبأ سفر الرؤيا للكتاب المقدس،‏ متحدثا عن زمننا،‏ بأن جمعا كثيرا من الناس «من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة» سيجتمعون معا في اخوَّة حقيقية ليخدموا اللّٰه باتحاد.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٥‏.‏

      وهذا ليس تفكيرا مبنيا على الرغبة.‏ فالجمع الكثير من كل الامم،‏ من كل الفِرق العرقية والسلالية،‏ يتشكَّل الآن.‏ والاخوَّة العالمية الحقيقية والدائمة تُبنى الآن!‏ انها الاساس لمجتمع عالمي جديد كليا من شعب متحدٍ سعيد سيحل محل هذا المجتمع الفاسد الحالي الذي سيدمره اللّٰه قريبا.‏ وهذا المجتمع المتحد،‏ كما قال يسوع،‏ ‹سيرث الارض،‏› وسيعيش عليها الى الابد تحت حكم ملكوت اللّٰه.‏ —‏ متى ٥:‏٥؛‏ ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٨،‏ ٢٩،‏ ٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      فلماذا لا تتحققون من ذلك لنفسكم؟‏ اهلا بكم لزيارة اية قاعة ملكوت لشهود يهوه واختبار انسجامهم العرقي.‏ او في المرة التالية التي يزوركم فيها الشهود،‏ ادعوهم الى الداخل واطلبوا منهم ان يُظهروا لكم من الكتاب المقدس ما هو الاساس لانسجامهم العرقي.‏ دعوهم يظهرون لكم رجاءهم المؤسس على الكتاب المقدس لعالم جديد حيث ستوجد الاخوَّة الحقيقية في كل الارض.‏

      والاله الكلي القدرة،‏ يهوه،‏ يضمن اتمام قصده ان يؤسس اخوَّة من كل الجنس البشري.‏ فهو يذكر:‏ «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي.‏ لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له.‏» —‏ اشعياء ٥٥:‏١١‏.‏

      نحن ندعوكم الى فحص الدليل من نبوات الكتاب المقدس ومن اتمام هذه النبوات.‏ واذا فعلتم ذلك فسترون ان الانسجام العرقي ليس ممكنا فحسب ولكنه محتوم!‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٩]‏

      ما يحدث بين شهود يهوه اليوم جرى التنبؤ عنه في الكتاب المقدس

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      شهود يهوه فريدون في حيازة انسجام عرقي حقيقي في ما بينهم

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة