مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • واقع الاغتصاب
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • واقع الاغتصاب

      حالما تصلون في القراءة الى نهاية هذه الصفحة،‏ تكون قد اغتُصبت امرأة في مكان ما في الولايات المتحدة.‏ ستكون وحدها وشخص ما ربما تعرفه سيُرهبها بعمل عنف واذلال.‏ قد تُضرب.‏ وقد تقاوِم.‏ ودون شك ستخاف على حياتها.‏

      ان الاغتصاب هو جريمة العنف الاسرع ازديادا في الولايات المتحدة،‏ التي لديها الآن احد المعدلات الاعلى للاغتصاب في العالم.‏ فبحسب تقارير الشرطة،‏ تجري ١٦ محاولة اغتصاب،‏ وتُغتصب ١٠ نساء كل ساعة.‏ أضيفوا الى ذلك واقع ان حوادث الاغتصاب غير المُخبر بها يمكن ان تكون اعلى بعشر مرات!‏

      والولايات المتحدة ليست الوحيدة التي لديها هذه الاحصاءات المروِّعة.‏ ففي فرنسا ارتفع عدد الضحايا اللواتي أُخبر بأنهنَّ اغتُصبن الى ٦٢ في المئة بين ١٩٨٥ و ١٩٩٠.‏ وبحلول سنة ١٩٩٠،‏ رأت كندا ان تقارير الاعتداءات الجنسية تضاعفت الى ٠٠٠‏,٢٧ في ست سنوات فقط.‏ وأخبرت ألمانيا باعتداء جنسي واحد على النساء كل سبع دقائق.‏

      والاغتصاب يؤذي الرجال الابرياء ايضا.‏a فالرجال «يتألمون من العيش في مجتمع حيث نصف السكان لديهم سبب ليكونوا مستائين،‏ مرتابين،‏ وخائفين،‏» قالت العالمة النفسانية اليزابيث پاوَل.‏ وقد يكونون ضحية ايضا بسبب اضطرارهم الى العيش في خوف على زوجاتهم،‏ امهاتهم،‏ اخواتهم،‏ بناتهم،‏ وصديقاتهم،‏ او يجب ان يتغلبوا على مشاعر الذنب والالم عندما يصير شخص ما يحبونه ضحية الاغتصاب.‏

      لماذا الازدياد؟‏

      يزدهر الاغتصاب في المجتمعات التي تتغاضى عن العنف والتسلُّط الجنسي على النساء.‏ ففي عدد من البلدان،‏ تنهال من الطفولة على الرجال والنساء رسائل هدَّامة ومعلومات خاطئة عن الجنس،‏ من خلال وسائل الاعلام،‏ العائلة،‏ ونظرائهم.‏ انهم يتعلَّمون المفاهيم المفسِدة ان الجنس والعنف مرتبطان احدهما بالآخر وأن النساء موجودات لتزويد الاكتفاء الجنسي للرجال،‏ بصرف النظر عن رغبات النساء.‏

      لاحظوا موقف جاي،‏ موظف كتابي بعمر ٢٣ سنة.‏ فقد قال:‏ «يقول المجتمع انه يلزم ان تكون لك علاقات جنسية كثيرة مع نساء مختلفات كثيرات لكي تكون رجلا حقيقيا.‏» وأضاف:‏ «ماذا يحدث إن لم تفعل ذلك؟‏ عندئذ ماذا تكون؟‏» بسبب هذا الضغط،‏ اذا اغضبته امرأة او خيَّبته،‏ يمكن ان يغتصبها.‏

      ان مثل هذه المواقف العنيفة والعدوانية من النساء شائعة في المجتمعات الميَّالة الى الاغتصاب،‏ تعتقد الباحثة ليندا لِدراي.‏ قالت:‏ «في الغالب يعبِّر المغتصب فقط عما في نص المجتمع الاوسع.‏» والافلام السينمائية والتلفزيون تساهم في هذا النص المدمِّر للمجتمع.‏ فالاغتصاب محور شائع في الفن الاباحي،‏ لكنَّ الفن الاباحي ليس المجرم الوحيد.‏ فالدراسات اظهرت ان افلام العنف التي ليس لها محتوى جنسي تؤدي الى مواقف عدوانية من النساء اكثر من الافلام التي تُظهر الجنس الصريح دون العنف.‏ وقالت پاوَل ان التلفزيون متورِّط ايضا عندما «يصوِّر بعض العلاقات الجنسية الاكثر تسلُّطا التي توجد في ايّ مكان.‏» والرسالة من وسائل الاعلام؟‏ «عندما تكون غضبانا،‏ قم بأذية احد.‏»‏

      ان هذه الرسالة تُترجَم في العلاقات اليومية،‏ بنتائج مأساوية.‏ ففي عالم متساهل على نحو متزايد،‏ غالبا ما يشعر الرجال بأن النساء مدينات لهم بالجنس،‏ وخصوصا اذا كان الرجل يصرف مالا على المرأة او بدت في بادئ الامر متقبِّلة لعروضه.‏

      قال الصحفي روبن وارشو:‏ «عندما يتعلق الامر بالعلاقات الجنسية،‏ فإن قول كلمة ‹لا› غالبا ما يكون فارغا عندما تنطق الانثى بالكلمات.‏» وفي اغلب الاحيان يكون الاغتصاب النتيجة.‏

      ‏«الاغتصاب الثاني»‏

      كانت كاثي بعمر ١٥ سنة عندما اغتصبها ثلاثة اعضاء من فريق مدرستها الثانوية للهوكي.‏ وعندما رفعت عائلتها دعوى في المحكمة،‏ نبذها وضايقها الاصدقاء،‏ الجيران،‏ والغرباء.‏ وقيل للعائلة:‏ «الولدُ ولدٌ.‏» وكانت تُطلق على كاثي في المدرسة اسماء فاحشة،‏ وتُترك على خزانتها رسائل تهديد.‏ وقد عوقب مغتصبوها بحكم مع وقف التنفيذ والمراقبة والقيام بخدمات اجتماعية وانتهى بهم الامر الى الصيرورة ابطالا رياضيين للمدرسة.‏ وعوقبت كاثي بأشهر من المضايقة.‏ وأخيرا انتحرت.‏

      ان قضية كاثي مثال مأساوي للطريقة التي بها غالبا ما يُعتدى على ضحايا الاغتصاب اولا جسديا من قبل المغتصب،‏ ثم عاطفيا من قبل الآخرين.‏ ونساء كثيرات يجدن ان المواقف والمفاهيم الخاطئة عن الاغتصاب تؤدي الى لوم الضحية على الجريمة.‏ فالاصدقاء،‏ العائلة،‏ الشرطة،‏ الاطباء،‏ القضاة،‏ وهيئة المحلَّفين —‏ اولئك الذين يجب ان يساعدوا الضحية —‏ يمكن ان يشتركوا في هذه المفاهيم الخاطئة ويؤذوا الضحية الى حد بعيد تقريبا كما فعل المغتصب.‏ ومشكلة اللوم خطيرة جدا بحيث دعاها البعض «الاغتصاب الثاني.‏»‏

      والاعتقادات الشائعة بشأن الاغتصاب تخلق احساسا خاطئا بالامن.‏ وبكلمات اخرى،‏ اذا استطعتنَّ ايجاد بعض الخطإ في تصرف الضحية —‏ كانت ترتدي ثيابا ضيِّقة او تخرج وحدها في الليل او تريد حقا ان تكون لها علاقات جنسية —‏ فستكنَّ انتنَّ او من تحببن آمنات اذا جرى تجنب هذا السلوك؛‏ لذلك لن تُغتصبن ابدا.‏ والبديل،‏ ان الاغتصاب عمل عنف عديم الحس يمكن ان يحدث لاية امرأة مهما كانت الطريقة التي بها تلبس،‏ هو شيء مروِّع اكثر من ان يجري قبوله.‏

      ثمة امرأة،‏ اغتصبها شخص كانت تعتقد انه «لطيف وجدير بالاحترام،‏» تجيب:‏ «ان اسوأ شيء محتمل يمكن ان تفعلنه هو ان تعتقدن ان ذلك لن يحدث لكنَّ.‏»‏

      الاعتقادات الخاطئة والوقائع عن الاغتصاب

      ان ما يلي بعض المفاهيم الخاطئة عن الاغتصاب المتمسَّك بها لزمن طويل والتي تعمل على لوم الضحية وعلى إدامة المواقف التي تشجِّع مرتكبي الجرم:‏

      الاعتقاد الخاطئ:‏ يحدث الاغتصاب فقط عندما يهاجم المرأة شخص غريب.‏

      الحقيقة:‏ اغلبية النساء اللواتي يُغتصبن يعتدي عليهنَّ شخص يعرفنه وكنَّ يثقن به.‏ وجدت احدى الدراسات ان ٨٤ في المئة من الضحايا كنَّ يعرفن مهاجميهنَّ وأن ٥٧ في المئة من حوادث الاغتصاب جرت في اوقات المواعدة.‏ وواحدة من ٧ نساء متزوجات يغتصبها زوجها.‏b والاغتصاب عنيف،‏ وجارح عاطفيا،‏ سواء كان المهاجم غريبا،‏ زوجا،‏ او مواعِدا.‏

      الاعتقاد الخاطئ:‏ يكون اغتصابا فقط اذا اظهرت المرأة في ما بعد دليلا على المقاومة،‏ كالكدوم.‏

      الحقيقة:‏ سواء قاومن جسديا او لا،‏ تُظهر قليلات من النساء دليلا منظورا،‏ كالكدوم او الجروح.‏

      الاعتقاد الخاطئ:‏ تتحمل ضحية الاغتصاب جزءا من اللوم إلا اذا قاومت عمليا.‏

      الحقيقة:‏ يحدث الاغتصاب بحسب تعريفه عندما يجري استخدام القوة او التهديد بالقوة لنيل النفوذ الجنسي،‏ ايًّا كان نوعه،‏ ضد رغبة الشخص.‏ فاستخدام المغتصِب القوة ضد ضحية غير راغبة هو ما يجعله مغتصِبا.‏ وهكذا،‏ ليست ضحية الاغتصاب مذنبة بالعهارة.‏ وكضحية سفاح القربى،‏ يمكن ان تُكره على الخضوع لامر لا تريده بسبب القوة الملاحظَة التي يستخدمها الشخص الآخر كتهديد لها.‏ وعندما تُكره امرأة على الخضوع لمغتصب بدافع الخوف او الارتباك،‏ لا يعني ذلك انها موافقة على العمل.‏ فالموافقة مؤسسة على الاختيار من دون تهديد وهي ايجابية،‏ لا سلبية.‏

      الاعتقاد الخاطئ:‏ الاغتصاب هو عمل شهوة.‏

      الحقيقة:‏ الاغتصاب هو عمل عنف.‏ فالرجال يغتصبون ليس فقط من اجل الجنس بل ليشعروا بالسلطة على شخص آخر.‏c

      الاعتقاد الخاطئ:‏ المرأة يمكن ان تزعج الرجل بإثارته او تقوده الى حد لا يعود عنده يتمكن من ضبط دوافعه الجنسية.‏

      الحقيقة:‏ ليس لدى الرجال الذين يغتصبون دافع جنسي اقوى مما لدى الرجال الآخرين.‏ وبالاحرى،‏ ان ثلث كل المغتصبين كانوا غير قادرين على اكمال العمل الجنسي.‏ وفي معظم الحالات يكون الاغتصاب عملا مخطَّطا له،‏ لا اثارة تلقائية.‏ فالمغتصبون الغرباء والمعارف على السواء يرسمون عادةً خطة لضحاياهم —‏ الغريب بمطاردة الضحية خلسة الى ان تصير وحدها،‏ وأحد المعارف بتدبير وضع تكون فيه منفردة.‏

      الاعتقاد الخاطئ:‏ لا تقول النساء الحقيقة عن الاغتصاب لينتقمن من الرجل او لانهنَّ يشعرن بالذنب بشأن ممارسة الجنس.‏

      الحقيقة:‏ ان التقارير الخاطئة عن الاغتصاب توجد بالنسبة نفسها التي لأية جريمة عنف اخرى:‏ ٢ في المئة.‏ ومن ناحية اخرى،‏ يوافق الباحثون ان تقارير الاغتصاب التي تُقدَّم هي اقل من الواقع الى حد كبير.‏

      الاعتقاد الخاطئ:‏ يمكن ان «تطلب» المرأة الاغتصاب بارتداء ثياب مثيرة،‏ شرب الكحول،‏ السماح لرجل بأن ينفق عليها في المواعدة،‏ او الذهاب الى بيته.‏

      الحقيقة:‏ ان استعمال تفكير غير سليم،‏ لكونها ساذجة او جاهلة،‏ لا يعني ان المرأة تستحق الاغتصاب.‏ فالمغتصِبون يتحملون المسؤولية الوحيدة عن الاغتصاب.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a نحو ١ من ١٠ ضحايا اغتصاب هو ذكر.‏

      b يحدث الاغتصاب الزوجي عندما يُخضع الزوج زوجته ويفرض نفسه عليها جنسيا.‏ وقد يعتقد بعض الازواج ان ‹التسلُّط› الذي يقول الرسول بولس انه للرجل على جسد زوجته هو مطلقٌ.‏ لكنَّ بولس ذكر ايضا انه «يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كأجسادهم.‏» ويذكر الرسول بطرس ان الازواج يجب ان يعطوا الزوجات ‹كرامة كما لاناء اضعف،‏ الاناء النسائي.‏› وذلك لا يترك مجالا للعنف او الجنس الالزامي.‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣-‏٥؛‏ افسس ٥:‏٢٥،‏ ٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١ بطرس ٣:‏٧‏،‏ ع‌ج‏؛‏ كولوسي ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٧‏.‏

      c ‏«ليست الجريمة في العمل ‹الجنسي› بل بالاحرى،‏ ان العمل الجنسي هو الوسيلة التي يستخدمها مرتكب الجرم لاقتراف جريمة عنف.‏» —‏ واندا كِيِس-‏روبنسون،‏ رئيسة قسم وحدة الاساءة الجنسية،‏ مدينة بلتيمور،‏ ماريلند.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣]‏

      في الولايات المتحدة،‏ يمكن ان تكون امرأة من كل ٤ ضحية الاغتصاب او محاولة الاغتصاب

      ‏[النبذة في الصفحة ٤]‏

      يزدهر الاغتصاب في المجتمعات التي تتغاضى عن العنف والتسلُّط الجنسي على النساء

  • كيفية اتِّقاء الاغتصاب
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • كيفية اتِّقاء الاغتصاب

      كان إريك طويلا ووسيما ومن عائلة ثرية.‏ وكانت لوري بعمر ١٩ سنة وقد دُعيت الى موعد ثنائي يشملها هي وإريك ورفيق غرفته وصديقته.‏ وصلتْ الى حفلة الشواء في بيت إريك،‏ ولكن دون ان تعلم،‏ قرَّر الرفيقان الآخران ان لا يأتيا.‏ وحالا،‏ ابتدأ سائر الضيوف بمغادرة الحفلة.‏

      قالت:‏ «بدأت افكر،‏ ‹هنالك امر ما خاطئ،‏ شيء ما يجري،‏› لكنني تجاهلت ذلك.‏»‏

      وحالما انفرد إريك بـ‍ لوري،‏ اغتصبها.‏ لم تخبر لوري الشرطة قط عن الاغتصاب،‏ ولاحقا انتقلت الى منزل آخر يبعد ١٥٠ ميلا (‏٢٤٠ كلم)‏ لتتجنب رؤية إريك مرة اخرى.‏ وبعد سنة،‏ كانت لا تزال تخاف من المواعدة.‏

      ان الاغتصاب تهديد متزايد،‏ ودفاع المرأة الافضل هو ان تكون مدركة ومستعدة له.‏ لا يمكن توقُّع كل حالة اغتصاب،‏ لكنَّ معرفة الطريقة التي بها يفكر المغتصِبون ويخططون لهجومهم يمكن ان تساعدكِ على ادراك علامات التحذير.‏a يذكر مثل قديم:‏ «الذكي يُبصر الشر فيتوارى.‏ الاغبياء يعبرون فيُعاقبون.‏» —‏ امثال ٢٧:‏١٢‏.‏

      والطريقة الفضلى لتجنب حالة اغتصاب هي تجنُّب المغتصِبين.‏ ويجب ان تكوني مدركة لنمط التصرف عند الرجل —‏ حتى الذي تعرفينه جيدا —‏ النمط الذي يمكن ان يحدِّد هويته كمغتصِب محتمَل.‏ (‏انظري الاطار،‏ الصفحة ٧.‏)‏ وبعض الرجال يستخدم طراز لباس المرأة او رغبتها في ان تكون وحدها معه كعذر لاغتصابها.‏ وبينما لا تكون المرأة مسؤولة اذا كانت لدى الرجل آراء منحرفة كهذه،‏ من الحكمة ان تدرك مثل هذه المواقف.‏

      لا تسمحي لنفسك بأن تكوني على انفراد مع رجل لا تعرفينه جيدا.‏ (‏حتى مع رجل تعرفينه جيدا،‏ استعملي التمييز.‏)‏ فالمغتصِب الغريب يمكن ان يأتي الى بيتك متظاهرا بأنه رجل التصليحات.‏ تحقَّقي من اوراق اعتماده.‏ والمغتصِب من احد المعارف غالبا ما يجعل الضحايا وحدهنَّ بابتكار مهمات تستلزم زيارة الى بيته او بالقول كذبا ان هنالك فريقا من الاشخاص في مكان اللقاء.‏ فلا تنخدعي.‏

      ولتجنُّب المشاكل في حالات المواعدة،‏ واعدي في فِرَق او مع مرافق.‏ اعرفي مُواعِدَك جيدا،‏ وارسمي حدودا ثابتة لمقدار المودَّة الجسدية الذي ستسمحين به،‏ هذا اذا سمحت به.‏ كوني حَذِرة بشأن شرب ايّ كحول!‏ فلا يمكن ان تكوني متيقظة للخطر اذا كان تفكيرك مضعَفا.‏ (‏قارني امثال ٢٣:‏٢٩-‏٣٥‏.‏)‏ ثقي بغرائزك.‏ فإذا شعرت بعدم الارتياح نحو شخص ما،‏ فلا تفترضي انه بريء من الاهداف الرديئة.‏ انصرفي.‏

      ووالدو المراهقات يلزمهم بشكل خاص ان يناقشوا مع اولادهم اتِّقاء الاغتصاب،‏ محدِّدين الحالات الخَطِرة لأن اغلب المغتصِبين وضحايا الاغتصاب هم احداث.‏

      اعملي بسرعة

      لا يمكن توقُّع كل حالات الاغتصاب.‏ ودون ان تدري يمكن ان تجدي نفسك وحيدة تواجهين رجلا اقوى منك وعازما على اجبارك على اقامة علاقة جنسية.‏ فماذا عندئذ؟‏

      اعملي بسرعة،‏ وتذكَّري غايتك:‏ الهرب.‏ فالمغتصِب غالبا ما يمتحن ضحيته قبل ان يقرِّر الهجوم،‏ ولذلك من المهم احباط خططه بالسرعة الممكنة قبل ان ينال ثقة كافية ليتصرف.‏ ويقدِّم خبراء الاغتصاب طريقتين للعمل:‏ المقاومة السلبية او المقاومة الايجابية.‏ ويمكنك ان تجرِّبي المقاومة السلبية اولا،‏ واذا فشلت فانتقلي الى المقاومة الايجابية.‏

      يمكن ان تشمل المقاومة السلبية كل شيء من تأخير الوقت بالتكلم مع المغتصِب الى التظاهر بأن لديك مرضا ينتقل جنسيا الى التقيُّؤ على المعتدي.‏ (‏قارني ١ صموئيل ٢١:‏١٢،‏ ١٣‏.‏)‏ «يقتصر التكتيك فقط على مخيِّلة الفرد،‏» كتب جِرارد هْويتْمور في كتابه حكمة الشوارع للنساء:‏ كتيِّب من اجل النجاة في المدينة.‏

      والتكتيك السلبي —‏ الذي يشمل كل شيء سوى مقاتلة المغتصِب جسديا —‏ يتطلب تفكيرا رزينا ويجب ان يهدف الى تلهية او تهدئة المهاجم.‏ واذا كانت مقاومتك تجعل مهاجمك اكثر غضبا وعنفا،‏ فجرِّبي امرا آخر.‏ ولكن،‏ لا تسمحي لنفسك بأن تُجبَري على الصيرورة في مكان منعزل اكثر فيما تفكرين.‏ وتذكَّري احد الاشكال الاكثر فعالية للمقاومة السلبية —‏ الصراخ.‏ —‏ قارني تثنية ٢٢:‏٢٣-‏٢٧‏.‏

      والخيار الآخر هو ان تتجاوبي بالرفض وبقوة.‏ أخبري مهاجمك بتعابير غير مشكوك فيها انك لن تخضعي لرغباته.‏ وفي حالة الاغتصاب من قبل رفيق المواعدة،‏ يمكن ان تجرِّبي تكتيك المصادمة لتسمية الهجوم بما هو عليه.‏ والصياح،‏ «ان هذا اغتصاب!‏ سأستدعي الشرطة!‏» قد يجعل الراغب في الاغتصاب يفكر مليًّا بشأن التمادي اكثر.‏

      ردِّي الهجوم

      إن لم ينجح التكلم،‏ فلا تخافي ان تنتقلي الى المقاومة الايجابية.‏ ولا يعني ذلك انك على الارجح ستتأذَّين او تُقتلين،‏ والاستسلام لا يضمن سلامتك.‏ ولذلك ينصح معظم خبراء الاغتصاب بأن تقاومي ايجابيا.‏

      يمكن ان يكون ردّ الهجوم صعبا على المرأة لانها مصوغة منذ الولادة لتكون لطيفة،‏ وديعة،‏ وخاضعة حتى عندما تُهدَّد بالقوة الجسدية.‏ ولذلك يلزم ان تقرِّري مسبقا انك ستقاومين لئلا تبدِّدي وقتا ثمينا بالتردُّد خلال الهجوم.‏

      يلزم ان تشعري بالسخط لأن شخصا ما هدَّدك او ضغط عليك.‏ ويلزم ان تدركي ان هذا الهجموم متعمَّد،‏ وأن المغتصِب يعتمد عليك لتخضعي.‏ فاغضبي،‏ ولا تخافي.‏ «ان خوفك هو السلاح الاقوى للمهاجم،‏» قالت الباحثة ليندا لِدراي.‏ لا تقلقي بشأن ردّ فعلك المفرط او انك ربما تبدين بلهاء.‏ وكما عبَّرت خبيرة عن ذلك:‏ «ان تكوني فظَّة افضل من ان تُغتصبي.‏» فالنساء اللواتي قاومن المغتصِبين بنجاح فعلن ذلك عادة ايجابيا وجرَّبن اكثر من تكتيك واحد،‏ بما في ذلك العضّ،‏ الركل،‏ والصراخ.‏

      واذا كنت غير قادرة على حماية نفسك من الاغتصاب،‏ فركِّزي على تمكُّنك لاحقا من تحديد هوية المعتدي عليك.‏ واذا كان ممكنا،‏ فإن خَدْشه او تمزيق ثيابه سيترك معك دليل الدم والقماش.‏ ولكن عند هذه المرحلة،‏ ربما لا تكونين قادرة بعد على المقاومة فترة اطول.‏ في هذه الحالة،‏ «لا توبخي نفسك انك ‹تركته› يغتصبك،‏» قال روبن وارشو في لم ادعُ ذلك قط اغتصابا.‏ «فلا يلزم ان تكابدي الاذى او الموت ‹لتبرهني› انك اغتُصبت.‏»‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لا توجد حالتان متماثلتان،‏ ولا توجد نصيحة للاتِّقاء مضمونة.‏ وحتى خبراء الاغتصاب لا يتفقون على مقدار ونوع المقاومة التي يجب ان تُبديها الضحية خلال الهجوم.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      وصف لمغتصِب محتمَل

      ◻ يسيئ اليك عاطفيا بإهانتك،‏ تجاهل آرائك،‏ او الصيرورة غضبانا او منزعجا عندما تقدمين اقتراحا.‏

      ◻ يحاول التحكُّم في امور اساسية في حياتك،‏ ككيفية ارتدائك ومَن يكونون اصدقاءك.‏ ويريد ان يتخذ كل القرارات في الموعد،‏ كالمكان الذي ستتناولان فيه الطعام او ايّ فيلم سينمائي ستشاهدان.‏

      ◻ يصير غيورا دون ايّ سبب.‏

      ◻ يستخف بالنساء عموما.‏

      ◻ يسكر او يصير «مخبولا» ويحاول ان يحملك على الامر نفسه.‏

      ◻ يضغط عليك لتكوني وحدك معه او لتكون لك علاقة جنسية معه.‏

      ◻ لا يدعك تشاركينه في النفقات عند المواعدة ويغضب اذا عرضت ان تدفعي.‏

      ◻ عنيف جسديا حتى في الطرائق الرقيقة،‏ كالامساك بك او دفعك.‏

      ◻ يُرهبك بالجلوس قريبا جدا منك،‏ سدّ طريقك،‏ او لمسك عندما تقولين ان لا يفعل ذلك،‏ او التكلم كما لو انه يعرفك بشكل افضل مما يفعل في الواقع.‏

      ◻ لا يمكنه ان يعالج الخيبة دون ان يغضب.‏

      ◻ لا يعتبرك مساوية له.‏

      ◻ يتمتع بالاسلحة ويحبّ ان يكون متوحشا نحو الحيوانات،‏ الاولاد،‏ او الناس الذين يستطيع ان يستبد بهم.‏

      by Robin Warshaw.‎ I Never Called It Rape,‎ From

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      النساء اللواتي قاومن المغتصِبين بنجاح فعلن ذلك عادة ايجابيا وجرَّبن اكثر من تكتيك واحد

  • كيفية معالجة الاغتصاب
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • كيفية معالجة الاغتصاب

      قبل ثلاث وثلاثين سنة اغتُصبت ماري تحت التهديد بسكين.‏ واليوم،‏ يخفق قلب ماري بقوة وتعرق راحتا يديها عندما تحاول وصف ذلك.‏ «انه الامر الاكثر اهانة الذي يمكن ان تختبره المرأة،‏» تقول،‏ باكية تقريبا.‏ «انه امر قبيح ومروِّع.‏»‏

      يمكن ان يكون الاغتصاب احد الحوادث العاطفية الاكثر تدميرا في حياة المرأة،‏ ويمكن ان تدوم التأثيرات مدى الحياة.‏ ففي احدى الدراسات،‏ كان نحو ثلث اللواتي نجَوْن من الاغتصاب اللواتي أُجريت معهنَّ مقابلة قد فكَّرن مليًّا في الانتحار،‏ والغالبية الساحقة قُلْن ان الاختبار غيَّرهنَّ بشكل دائم.‏

      ويمكن ان تكون التأثيرات جارحة وخصوصا اذا كانت المرأة تعرف مهاجمها.‏ فضحية الاغتصاب من احد المعارف من المرجح اقل ان تنال الدعم من الآخرين إما لأنها لا تُخبر احدا بما حدث او لانها تُخبر ولا احد يصدِّق انه كان اغتصابا.‏ ونظرا الى انها تأذّت من شخص وثقت به،‏ فمن المرجح اكثر ايضا ان تلوم نفسها وتشكّ في مقدرتها على تمييز الآخرين.‏

      اقبلي المساعدة

      ان كثيرات من اللواتي ينجون من الاغتصاب يكون ردّ فعلهنَّ الاوَّلي الصدمة والانكار.‏ ثمة امرأة اغتُصبت قبيل امتحان مهم في الكلية.‏ فوضعت الاغتصاب جانبا في ذهنها حتى انهائها الامتحان.‏ وقالت ناجية اخرى من الاغتصاب:‏ «لا يمكنني ان اسمح لنفسي بتذكُّر ايّ شيء من ذلك لأن احد معارفي الموثوق به صار مهاجمي امام عينيَّ.‏ لم اكن اعرف انه يمكن ان يغتصبكِ شخص تعرفينه.‏ قد يبدو ذلك سخيفا،‏ لكنَّ هذا الاعتقاد تركني دون امل.‏ وشعرت بأنني في وحدة شديدة.‏»‏

      يستمر بعض النساء في انكار ما حدث بعدم إخبار ايّ شخص عن اغتصابهنَّ.‏ فيكبتن الهجوم لسنوات،‏ الامر الذي يؤخر عملية الشفاء ويسبب مشاكل عاطفية اخرى ربما لا تدرك الناجية انها ناتجة من الاغتصاب.‏

      فالشفاء عادة لا يبدأ حتى تتكلمي الى الآخرين.‏ ويمكن لصديق موثوق به ان يساعدك على الرؤية ان ما حدث لك هو في الواقع اغتصاب وأنه ليس غلطتك.‏ يذكر مثل قديم:‏ «الصِّدِّيق يحبّ في كل وقت.‏ أما الاخ فللشِّدة يولد.‏» (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ والرعاة الروحيون ايضا يمكن ان يكونوا «كمخبإ من الريح وستارة من السيل.‏» (‏اشعياء ٣٢:‏٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ وبالنسبة الى بعض الضحايا،‏ فإن الاتصال بمركز يعالج ضحايا الاغتصاب او بمشير اختصاصي قد يكون لازما لمساعدتهنَّ على معالجة وفهم مشاعرهنَّ.‏

      واللواتي ينجون غالبا ما يخَفْن من التكلم عن اغتصابهنَّ بسبب مشاعر الذنب،‏ وخصوصا اذا أُثِرن جنسيا خلال الهجوم.‏ فقد يشعرن بالقذارة وعدم النفع ويَلُمْن انفسهنَّ على الاغتصاب —‏ على الرغم من ان لا احد يستحق اللوم سوى المغتصِب.‏

      ‏«ان حيازة صديقة جيدة للتكلم اليها صنع فرقا،‏» قالت ماري التي وثقت برفيقة مسيحية.‏ «استطعت التكلم اليها دون ان اشعر بقذارة وعار انني اغتُصبت.‏»‏

      قدِّموا لها الدعم

      من ناحية اخرى،‏ لا يكون لائقا وحبيا ان يكوِّن اصدقاء الضحية رأيا مختلفا فيها او يقبلوا تحمُّل مسؤولية تقرير ما اذا «كانت حقا قد اغتُصبت.‏» لا تقترحوا ابدا انها تمتعت بذلك او انها كانت فاسدة ادبيا.‏ والامر الأهم الذي يمكن ان يفعله الصديق عندما تُطلب منه المساعدة هو ان يصدِّقها.‏ أَعيدوا اليها الطمأنينة.‏ كونوا هناك لتصغوا اليها عندما تريد ان تتكلم،‏ ولكن لا تضغطوا عليها من اجل التفاصيل.‏

      اذا حدث الاغتصاب مؤخرا،‏ يمكن ان يساعد الاصدقاءُ الضحيةَ على نيل المساعدة الطبِّية ويمكن ان يقدِّموا مكانا آمنا للمكوث.‏ شجعوها ان تبلِّغ بأمر الاغتصاب،‏ ولكن دعوها تتخذ القرارات.‏ انها خارجة من حالة جُرِّدت فيها من كل تحكُّم.‏ فاسمحوا لها ان تستعيد بعضا من هذا التحكُّم بتركها تختار ما ستفعله لاحقا.‏

      وعائلات ضحايا الاغتصاب يجب ان يقاوموا الدافع الى التجاوب عاطفيا مع الوضع.‏ فربما يريدون ان يبحثوا عن احد للومه على الاغتصاب او يطلبون الانتقام من المغتصِب،‏ الامران اللذان لا يساعد ايّ منهما الضحية.‏ (‏رومية ١٢:‏١٩‏)‏ ولوم ايّ فرد عدا المغتصِب على ما حدث عديم النفع،‏ وطلب الانتقام خَطِر.‏ فذلك سيسبِّب ان تقلق الناجية على أمن احبَّائها بدلا من التركيز على شفائها.‏

      والعائلات يجب ايضا ان تدرك ان كثيرات من اللواتي نجَوْن ينظرن الى العلاقات الجنسية بشكل مختلف بعد الاغتصاب.‏ ففي عقولهنَّ،‏ صار الجنس سلاحا،‏ وقد يجدن صعوبة في العلاقات الجنسية لفترة من الوقت،‏ حتى مع شخص يحببنه ويثقن به.‏ لهذا السبب،‏ لا يجب ان يدفع الزوج زوجته الى استئناف النشاط الجنسي حتى تصير مستعدة.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ والعائلات يمكن ان تساعد ببناء اعتبار الشابة لذاتها والاظهار لها انها لا تزال محبوبة ومحترمة بصرف النظر عما حدث لها.‏ والدعم المستمر سيكون لازما اذ تمر الناجية بما هو احيانا خطوات طويلة الى الشفاء العاطفي.‏

      معالجة الخوف والاكتئاب

      تقول النساء اللواتي اغتُصبن ان ردّ فعلهنَّ الغامر اكثر هو الخوف.‏ ومعظم ضحايا الاغتصاب لم يتوقعن النجاة من الهجوم.‏ ولاحقا قد يخَفْن ان يُغتصبن مرة اخرى او قد يخَفْن ايضا من رؤية المغتصب صدفةً.‏

      ويمكن ايقاظ الخوف الذي جرى الشعور به خلال الاغتصاب بأصوات،‏ روائح،‏ وأمكنة مماثلة.‏ فإذا اغتُصبت امرأة في زقاق،‏ يمكن ان تخاف الدخول الى زقاق.‏ واذا اغتُصبت في البيت،‏ يمكن ان لا تشعر ابدا بالأمن هناك مرة اخرى ويمكن ان تضطر الى الانتقال.‏ وحتى شمّ رائحة عطر مماثلة لرائحة العطر الذي كان يضعه المغتصِب يمكن ان يثير ذكريات كريهة.‏

      وبينما تؤدي حالات اغتصاب قليلة الى الحَبَل،‏ تخاف ضحايا كثيرات من هذا الاحتمال.‏ وكثيرات ايضا يقلقن على نحو يمكن تبريره بشأن ما إذا التقطن مرضا ينتقل جنسيا.‏ ونحو نصف ضحايا الاغتصاب يختبرن مشاعر الكآ‌بة،‏ اليأس،‏ وعدم القيمة التي يمكن ان تدوم من عدة اسابيع الى عدة اشهر.‏ ويمكن ايضا ان يتصارعن مع القلق،‏ الرُّهاب،‏ ونوبات الهَلَع.‏

      ومع ان النساء ربما لا يكنَّ قادرات على منع حالة اغتصاب،‏ فمع الوقت يمكنهنَّ التحكُّم في افكارهنَّ،‏ مشاعرهنَّ،‏ وردود فعلهنَّ تجاه الهجوم.‏ ويمكنهنَّ ان يتعلَّمن استبدال الافكار السلبية بالنظرة الايجابية الى انفسهنَّ.‏

      ‏«بدل ان تقولي لنفسك كم انت ضعيفة،‏ غير نافعة،‏ او عاجزة،‏ تعلَّمي ان تقولي لنفسك كم تجيدين فعل الامور والى ايّ حد تحسَّن حالك منذ الاضطراب الذي تلا الاعتداء مباشرة،‏» قالت ليندا لِدراي في الشفاء من الاغتصاب.‏ «وكل يوم تشعرين فيه بأنك مغمورة اقل بالافكار والمشاعر السلبية،‏ قولي لنفسك،‏ ‹انني اتعلَّم استعادة التحكُّم.‏›»‏

      والخوف ايضا يمكن ان يُعالج بتعلُّم تحديد هوية ما يسبِّبه بالضبط‍.‏ وعندما تحدِّد الضحية الامر الذي يثير الخوف،‏ يمكن ان تسأل نفسها،‏ الى ايّ حد هو واقعي هذا الخوف؟‏ على سبيل المثال،‏ اذا رأت احدا يشبه المغتصِب،‏ يمكن ان تذكِّر نفسها انه ليس المغتصِب وأنه لن يؤذيها.‏

      والطريقة الاخرى الموصى بها لمعالجة الخوف هي ازالة الاحساس المنتظمة desensitization systematic.‏ فتصنع المرأة قائمة بالنشاطات او الحالات التي تخاف منها،‏ مصنِّفة اياها من الاقل إخافة الى الاكثر إخافة.‏ ثم تتخيَّل نفسها في الحالة الاقل اجهادا حتى لا تعود الحالة تبدو مخيفة.‏ وتتخيَّل على التوالي كل حالة في القائمة حتى تشعر بالارتياح عندما تفكر في كل الحالات.‏

      وبمساعدة صديق،‏ يمكنها عندئذ ان تتقدم الى انجاز النشاطات في الحياة الحقيقية،‏ كالخروج من البيت في الليل او الانفراد.‏ وأخيرا يمكنها ان تسيطر على خوفها بحيث لا يعود يؤثر في روتينها اليومي.‏ ومع ذلك،‏ فإن الخوف من بعض النشاطات —‏ كالسير في زقاق مظلم في الليل —‏ هو امر طبيعي،‏ ولا معنى لمحاولة التغلب على الانزعاج في هذه الحالات.‏

      تغيير اتجاه الغضب

      ان اللواتي نجَوْن من الاغتصاب يختبرن ايضا مشاعر الغضب،‏ التي قد تكون في بادئ الامر موجَّهة نحو كل الرجال،‏ ولكن اذ يمرّ الوقت،‏ تتركَّز عادةً على المغتصِب.‏ والناس الغضاب غالبا ما يوجِّهون غضبهم بطريقة عمياء.‏ وقد يتجاوب آخرون بدفن مشاعرهم.‏ ولكن يمكن توجيه الغضب بطريقة بنَّاءة،‏ والطريقة التي بها تعالج المرأة غضبها يمكن ان تساعد على شفائها.‏ تقول الاسفار المقدسة:‏ «اغضبوا ولا تخطئوا.‏» —‏ افسس ٤:‏٢٦‏.‏

      اولا،‏ لا يلزم ان تخاف اللواتي نجَوْن من التعبير عن غضبهنَّ.‏ فيمكنهنَّ ان يتكلَّمن عن ذلك الى الآخرين.‏ واستخدام الاجراءات القانونية او الاحتفاظ بسجل يمكن ان يكون مُتَنفَّسا.‏ ويمكنهنَّ ايضا ان يتخلَّصن من غضبهنَّ بالنشاطات الجسدية،‏ ككرة المضرب،‏ الراكتبول،‏ كرة اليد،‏ المشي،‏ العدو الوئيد،‏ ركوب الدراجة،‏ او السباحة،‏ التي لها فائدة اضافية في المساعدة على محاربة الاكتئاب.‏

      يمكنكنَّ ان تستعِدْن التحكُّم في حياتكنَّ.‏

      ماذا سيوقف الاغتصاب؟‏

      ان ايقاف الاغتصاب هو اكثر من مسألة اختباء النساء من المغتصِبين او مقاومتهم.‏ «ان الرجال هم الذين يغتصبون والرجال بالاجماع لديهم السلطة على انهاء الاغتصاب،‏» قال المؤلِّف تيموثي بِنِكي في كتابه رجال يغتصبون.‏

      لا ينتهي الاغتصاب الى ان يتوقف الرجال عن معاملة النساء كمجرد ادوات للرغبة الجنسية ويتعلَّموا ان العلاقات الناجحة لا تعتمد على التسلُّط العنيف.‏ وعلى المستوى الفردي،‏ يمكن ان يعبِّر الرجال الناضجون عن رأيهم ويؤثروا في الرجال الآخرين.‏ والرجال والنساء على السواء يمكن ان يرفضوا الموافقة على نكات المتعصبين على الجنس الآخر،‏ مشاهدة الافلام السينمائية التي تُظهر العداء الجنسي،‏ او دعم المُعلنين الذين يستغلُّون الجنس لبيع السلع.‏ ينصح الكتاب المقدس:‏ «وأما (‏العهارة)‏ وكل نجاسة او طمع فلا يُسمَّ بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التي لا تليق بل بالحري الشكر.‏» —‏ افسس ٥:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ويمكن ان يعلِّم الوالدون الاحترام للنساء بمثالهم.‏ ويمكن ان يعلِّموا ابناءهم ان ينظروا الى النساء كما ينظر يهوه اللّٰه.‏ واللّٰه ليس محابيا.‏ (‏اعمال ١٠:‏٣٤‏)‏ ويمكن ان يعلِّم الوالدون ابناءهم ان يكونوا اصدقاء مع النساء ويشعروا بالطمأنينة بالقرب منهنَّ،‏ كما فعل يسوع.‏ ويمكن ان يعلِّموا ابناءهم ان الاتصال الجنسي هو عمل محبة متَّسم بالرقة محفوظ لرفيق الزواج فقط.‏ ويمكن ان يشير الوالدون بوضوح الى ان العنف لن يجري التغاضي عنه،‏ والتسلُّط على الآخرين لن تكون له قيمة.‏ (‏مزمور ١١:‏٥‏)‏ ويمكن ان يشجعوا اولادهم على مناقشة المسائل الجنسية معهم بصراحة وعلى مقاومة الضغط الجنسي.‏

      مشكلة ستنتهي قريبا

      ومع ذلك،‏ فإن الاغتصاب لن ينتهي دون تغييرات جذرية في المجتمع العالمي.‏ قالت الباحثة ليندا لِدراي:‏ «ليس الاغتصاب مشكلة فردية فحسب [بل] ايضا مشكلة عائلية،‏ مشكلة اجتماعية،‏ ومشكلة قومية.‏»‏

      يعد الكتاب المقدس بمجتمع عالمي خالٍ من العنف،‏ فيه لن «يتسلَّط انسان على انسان لضرر نفسه» في ما بعد.‏ (‏جامعة ٨:‏٩؛‏ اشعياء ٦٠:‏١٨‏)‏ وقريبا سيأتي الوقت الذي فيه لن يحتمل يهوه اللّٰه المزيد من اساءة السلطة،‏ بما في ذلك الاغتصاب.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٩،‏ ٢٠‏.‏

      وفي ذلك المجتمع العالمي الجديد،‏ سيتعلَّم كل الاشخاص ان يكونوا مسالمين وسيحبون واحدهم الآخر بصرف النظر عن الجنس،‏ العرق،‏ او القومية.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ وفي ذلك الوقت،‏ سيعيش الودعاء دون خوف من الاصدقاء او الغرباء و «يتلذَّذون في كثرة السلامة.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏١١‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      اذا اغتُصبتِ

      ◻ اطلبي عناية طبِّية.‏

      ◻ اذا اردتِ،‏ فاطلبي ان يرافقك مشير لضحايا الاغتصاب خلال الاجراءات الطبِّية والقانونية اذا كان متوافرا.‏

      ◻ اتصلي بالشرطة بأسرع وقت تتمكنين فيه من ذلك.‏ يوصي المشيرون بإبلاغ الشرطة من اجل أمنك وأمن النساء الاخريات.‏ وإبلاغ الشرطة ليس مماثلا لرفع دعوى،‏ ولكن اذا اخترت ان ترفعي دعوى لاحقا،‏ فإن قضيتك سيُضعفها التقرير المتأخِّر.‏

      ◻ احتفظي بدليل.‏ لا تستحمِّي حالا،‏ تبدِّلي ثيابك،‏ تغسلي او تسرِّحي شعرك،‏ او تفسدي بصمات الاصابع او آثار الاقدام.‏

      ◻ ستجمع الهيئة الطبِّية الدليل وستُجري فحصا من اجل الامراض المنتقلة جنسيا والحَبَل.‏ فإذا قدَّمتْ عقاقير لمنع الحَبَل،‏ يجب ان تكون المسيحيات منتبهات ان مثل هذه العقاقير يمكن ان تسبِّب ان يجهض الجسم بيضة ملقَّحة.‏

      ◻ افعلي ما يلزم لكي تشعري بالأمن —‏ غيِّري الاقفال،‏ ابقي مع صديقة،‏ سدِّي بابك بإحكام —‏ سواء بدا ردّ فعلك مفرطا او لا.‏

      ◻ قبل كل شيء،‏ تطلَّعي الى الاسفار المقدسة من اجل التعزية،‏ مصلِّية الى يهوه،‏ وحتى منادية باسمه بصوت عال خلال وبعد الاعتداء.‏ اعتمدي على الشيوخ والعشراء الاحمَّاء الآخرين في الجماعة من اجل الدعم.‏ احضري الاجتماعات كلها اذا كان ذلك ممكنا بأية حال،‏ واطلبي رفقة الرفقاء المسيحيين في الخدمة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة