-
بحث الناس عن الامناستيقظ! ٢٠٠٢ | كانون الثاني (يناير) ٢٢
-
-
بحث الناس عن الامن
«لم تجلب نهاية القرن العشرين نهاية لسفك الدم والاضطهاد اللذين يجبران الناس على الهروب للنجاة بحياتهم. فقد دخل عشرات الملايين الالفية الجديدة وهم في مخيَّمات اللاجئين وغيرها من الملاجئ المؤقتة، خائفين من ان يُقتلوا اذا ما عادوا الى موطنهم». —بيل فراليك، من اللجنة الاميركية لشؤون اللاجئين.
كانت لدى جايكوب امنية. لقد كان يتوق الى ايجاد مكان يعيش الناس فيه بسلام، حيث لا قنابل تقتل مَعز العائلة، وحيث يمكنه الذهاب الى المدرسة.
اخبره الناس في بلدته ان مثل هذا المكان موجود حقا لكنه بعيد جدا. وقال له ابوه ان الرحلة في غاية الخطورة، فالبعض ماتوا عطشا وجوعا في الطريق. لكن عندما باشرت احدى جاراتهم التي قُتل زوجها رحلتها مع ولديها، قرر جايكوب ان يقوم بالرحلة منفردا.
لم يحمل جايكوب معه طعاما او لباسا، وكل ما فعله في اليوم الاول هو الركض. فالطريق التي كانت ستوصله الى بر الامان كانت مليئة بالجثث. وفي اليوم التالي، التقى امرأة من بلدته دعته الى مرافقتها هي ورفقائها. فساروا طوال ايام، قاطعين قرى مهجورة. وفي احدى المرات، اضطروا الى اجتياز حقل ألغام، فقُتل احد رفقائهم. اما طعامهم فاقتصر على اوراق الشجر.
بعد عشرة ايام، صار الناس يموتون من الجوع والارهاق. ولم يمضِ وقت طويل حتى اغارت عليهم الطائرات وبدأت تقصفهم. وأخيرا، عبر جايكوب الحدود ووصل الى مخيَّم للاجئين. وهو اليوم يذهب الى المدرسة، ولم يعد صوت الطائرة يرعبه. فكل الطائرات التي يراها الآن تحمل الطعام بدل القنابل. لكنه مشتاق الى عائلته، ويود لو يعود الى بلده.
هنالك ملايين مثل جايكوب حول العالم. العديد منهم يتأذون من الحرب ويعانون الجوع والعطش. وقليلون فقط يعيشون حياة عائلية طبيعية، لكنّ كثيرين لن يعودوا الى ديارهم. وهؤلاء هم افقر فقراء العالم.
تقسم مفوَّضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين هؤلاء المرتحلين الفقراء الى فريقين. اللاجئون الذين يهربون من بلدهم بسبب خوف مبرَّر من الاضطهاد والعنف. والمهجَّرون الذين أُجبروا بشكل مماثل على ترك منزلهم بسبب الحرب او ما شابهها من مخاطر شديدة، لكنهم يبقون في بلدهم.a
لا احد يمكن ان يحدِّد تماما عدد اللاجئين والمهجَّرين الذين يتدبرون معيشتهم في مخيَّمات اللاجئين، او عدد الذين يتنقلون من مكان الى آخر بحثا عن الامن ولا معين لهم. لكن بحسب بعض المصادر، يمكن ان يكون العدد الاجمالي حوالي ٤٠ مليون شخص، نصفهم اولاد. فمن اين يأتي كل هؤلاء؟
مشكلة عصرية
لقد اتخذت مشكلة اللاجئين بُعدا جديدا في نهاية الحرب العالمية الاولى. فمباشرة بعد الحرب، تفككت الامبراطوريات واضطُهدت الاقليات العرقية. فحاول ملايين الاوروپيين اثر ذلك ايجاد ملجإ في بلد غير بلدهم. ثم اتت الحرب العالمية الثانية، وكانت اكثر تدميرا من سابقتها فأدت الى هرب ملايين اضافية من موطنهم. ومنذ سنة ١٩٤٥، صارت اغلبية الحروب تحدث على صعيد محلي، لكنها تضاهي الحروب الدولية من حيث تأثيرها على المدنيين الواقعين وسط تبادل النيران.
اوضح ڠيل لاشِر في كتابه الصادر سنة ١٩٩٣ بعنوان ابعد من الاحسان — التعاون الدولي وأزمة اللاجئين العالمية (بالانكليزية): «رغم ان الحرب تخلف دائما وراءها بعض اللاجئين، لم يحدث قبل القرن العشرين ان تأثرت شعوب بكاملها بالصراع الدولي». وأضاف: «ان عدم التمييز بين المقاتلين والمدنيين نجم عنه عدد كبير من اللاجئين الذين كانوا يتوقون الى الهروب من التأثيرات المدمرة لأعمال العنف العشوائية».
بالاضافة الى ذلك، فإن الكثير من النزاعات اليوم هو حروب اهلية يدفع ثمنها باهظا ليس فقط الرجال الذين هم في سن حمل السلاح، بل ايضا النساء والاولاد. ويبدو ان لا نهاية لبعض هذه النزاعات الذي تعززه الانقسامات الدينية والعرقية المتأصلة. ففي احد البلدان الافريقية، حيث استمرت المرحلة الحالية للحرب الاهلية ١٨ سنة، هنالك اربعة ملايين مهجَّر في البلد، فيما هرب مئات الآلاف الى الخارج.
كما هي الحال على الدوام، لا يجد المدنيون الذين ارهقت كاهلهم الحرب سبيلا للهروب من العنف إلّا بمغادرة موطنهم. يوضح كتاب وضع اللاجئين في العالم ١٩٩٧-١٩٩٨ (بالانكليزية): «يترك اللاجئون وطنهم الام ويسعون ان يُسمَح لهم بدخول بلد آخر ليس لأنهم يريدون ذلك او لأن ذلك يلائمهم شخصيا، بل بسبب الضرورة الملحة». اما اليوم، فقد لا يكون من السهل السماح للمرء بدخول بلد آخر.
خلال تسعينات الـ ١٩٠٠، هبط العدد الاجمالي للاجئين حول العالم من حوالي ١٧ مليون لاجئ الى ١٤ مليونا. لكنَّ هذا التحسن الظاهري مضلل. فخلال العقد نفسه، يُقدَّر ان عدد المهجَّرين داخل بلدهم بلغ ما يتراوح بين ٢٥ و ٣٠ مليون شخص. فما الذي يحدث؟
تزداد صعوبة حصول المرء على اعتراف رسمي كلاجئ لأسباب عديدة. فالبلدان تتردد في قبول اللاجئين، إما بسبب عجزها عن مواجهة تدفق اعدادهم الكبيرة او بسبب خوفها الكبير من ان تُحدث اعداد كبيرة منهم عدم استقرار اقتصادي وسياسي. لكن في بعض الاحيان، قد لا يملك المدنيون المرعوبون الطاقة، الطعام، او المال ليقوموا برحلة طويلة الى الحدود. فلا يبقى امامهم من خيار سوى الانتقال الى منطقة آمنة اكثر داخل بلدهم.
موجة اللاجئين الاقتصاديين المتزايدة
يشمل اللاجئون ايضا ملايين الناس الفقراء الذين يسعون الى تحسين نصيبهم في الحياة بأفضل طريقة يعرفونها — الانتقال الى بلد تكون ظروف الحياة فيه افضل.
في ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٠١، جنحت سفينة على الشاطئ الفرنسي. كانت حمولتها عبارة عن الف رجل وامرأة وولد تقريبا قضوا حوالي اسبوع في البحر دون طعام. وكان كل واحد منهم قد دفع ٠٠٠,٢ دولار اميركي مقابل القيام بهذه الرحلة الخطرة، ولم يعرفوا حتى الى اي بلد كانوا متجهين. وسرعان ما اختفى الربّان والطاقم بعدما جنحوا بالسفينة. لكن لحسن التوفيق، أُنقذ الركاب الخائفون، ووعدت الحكومة الفرنسية بالنظر في طلبهم للجوء. وكل سنة يُقدِم ملايين مثلهم على مثل هذه الرحلات الخطرة.
ان معظم هؤلاء اللاجئين الاقتصاديين يواجهون بملء ارادتهم المصاعب الجمة والمجهول. وهم يتوصلون بطريقة او بأخرى الى تجميع المال للقيام بالرحلة لأنهم يعانون في بلدهم الفقر، العنف، عدم المساواة، او ظلم الحكومات القمعية — وفي بعض الاحيان العوامل الاربعة مجتمعة — فتصبح حياتهم بلا امل.
والذين يهلكون اثناء محاولتهم ايجاد حياة افضل ليسوا بقليلين. فخلال العقد المنصرم، غرق او اختفى ٥٠٠,٣ مهاجر وهم يحاولون عبور مضيق جبل طارق من افريقيا الى اسپانيا. وفي سنة ٢٠٠٠، اختنق ثمانية وخمسون مهاجرا صينيا وهم مختبئون في شاحنة تقلهم من بلجيكا الى انكلترا. كذلك ايضا يموت عدد لا يحصى من المهاجرين في الصحراء الكبرى عندما تنقطع بهم الشاحنة المتداعية والمحملة بإفراط.
رغم المخاطر، تتزايد صفوف اللاجئين الاقتصاديين حول العالم بشكل لا يمكن ايقافه. فحوالي نصف مليون شخص يهربون الى اوروپا كل سنة و ٠٠٠,٣٠٠ آخرون الى الولايات المتحدة. وفي سنة ١٩٩٣، قدَّر صندوق الامم المتحدة للسكان ان عدد المهاجرين حول العالم يبلغ ١٠٠ مليون، استقر اكثر من ثلثهم في اوروپا والولايات المتحدة. ولا شك ان العدد ازداد كثيرا منذ ذلك الحين.
ان كثيرين من هؤلاء المهاجرين لا يجدون مطلقا الامن الذي يسعون وراءه. فلاجئون قليلون يجدون ملجأ آمنا ودائما. اما في اغلب الاحيان، فيتخلص هؤلاء المرتحلون على غير هدى من مشاكل ليقعوا في غيرها. والمقالة التالية ستلقي نظرة عن كثب على بعض هذه المشاكل وأسبابها الضمنية.
[الحاشية]
a في سلسلة المقالات هذه، عندما نشير الى المهجَّرين، لا نشمل الـ ٩٠ الى ١٠٠ مليون شخص الذين تهجَّروا قسرا بسبب مشاريع التنمية، مثل بناء السدود، استخراج المعادن، التحريج، او المشاريع الزراعية.
-
-
ايجاد مكان يعتبرونه موطنهماستيقظ! ٢٠٠٢ | كانون الثاني (يناير) ٢٢
-
-
ايجاد مكان يعتبرونه موطنهم
«لا مكان كالبيت مهما كان متواضعا». —جون هاوارد پَين.
اولا، اتت الحرب، حرب لم تنته قط. ثم اتى القحط، قحط لا يرحم. وسرعان ما كانت المجاعة ثالثتهما. فلم يكن امام الناس الا امر واحد ليقوموا به — هجر موطنهم بحثا عن الماء، الطعام، والعمل.
فوصلوا ألوفا الى الحدود. لكن في السنوات الاخيرة سُمح بدخول مليون لاجئ، ولم يكن البلد المجاور ليستقبل عددا اكبر. فعملت شرطة الحدود المزودة بالهراوي جاهدةً كي لا تدع احدا يتسلل عبر الحدود.
ووصف احد المسؤولين عن دائرة الهجرة في البلد بفظاظة الاسباب التي من اجلها يجري ايقاف موجة اللاجئين العارمة. «انهم لا يدفعون الضرائب. وهم يخربون الطرقات، يقطعون الاشجار، ويستنفدون الماء. كفى، نحن لا نريد المزيد منهم».a
مثل هذه المشاهد المأساوية تصبح شائعة جدا. فالذين تهجروا من موطنهم يصعب عليهم اكثر فأكثر ايجاد مكان يعتبرونه موطنهم. اوضح تقرير حديث لمنظمة العفو الدولية: «فيما يتزايد عدد الناس الذين يسعون وراء ايجاد الامن، يزداد ايضا تردد الدول في تزويد هذه الحماية».
ومَن يحالفهم التوفيق وينجحون في الوصول الى مخيَّم للاجئين قد يجدون نوعا من الامان، لكنه نادرا ما يجعلهم يشعرون انهم في وطنهم. والظروف في المخيَّم قد لا تكون مثالية على الاطلاق.
الحياة في مخيَّمات اللاجئين
تشكى احد اللاجئين الافريقيين: «قد تقتلكم رصاصة [في وطنكم]، لكن هنا [في مخيَّم اللاجئين] الجوع هو الذي يقتل اولادكم». فكما اكتشف هذا الاب اليائس، تعاني مخيَّمات كثيرة من نقص في الطعام والمياه، وكذلك تفتقر الى التدابير الصحية والسكن الملائم. والاسباب بسيطة. فالبلدان النامية التي تجد نفسها فجأة مغمورة بآلاف اللاجئين قد تكون هي ايضا في حالة كفاح لإعالة مواطنيها. وهي لا تستطيع ان تزود مساعدة كبيرة للجموع الغفيرة التي تظهر فجأة على عتبة بابها. والبلدان الاغنى، التي تواجه مشاكلها الخاصة، قد تتردد في تقديم الدعم للاجئين الكثيرين الموجودين في البلدان الاخرى.
عندما هرب اكثر من مليونَي شخص من احد البلدان الافريقية سنة ١٩٩٤، كان من المحال الّا تفتقر مخيَّمات اللاجئين المبنية بسرعة الى المياه والتدابير الصحية الملائمة. نتيجة ذلك، ادى تفشي الكوليرا الى وفاة آلاف الاشخاص قبل ان ضُبطت اخيرا. وما يزيد الطين بلة هو ان المقاتلين المسلحين اختلطوا باللاجئين المدنيين وسرعان ما وضعوا ايديهم على مؤن الاغاثة وتولَّوا توزيعها. ولم تكن هذه المشكلة فريدة من نوعها. يقول تقرير للامم المتحدة: «ان وجود عناصر مسلحة بين اللاجئين يعرّض المدنيين لمخاطر متزايدة. فصاروا عرضة للتخويف، المضايقة المستمرة، والتجنيد الاجباري».
وقد يعاني الناس المحليون ايضا من التدفق الهائل للاجئين الجياع. تذمر بعض الرسميين في منطقة البحيرات العظمى في افريقيا: «لقد قضى [اللاجئون] على مخزون الطعام، قضوا على حقولنا، مواشينا، ومحمياتنا، كما سببوا المجاعة وانتشار الاوبئة . . . وهم يستفيدون من المساعدة الغذائية في حين اننا لا نحصل على شيء».
لكن المشكلة الشائكة اكثر هي ان الكثير من مخيَّمات اللاجئين المؤقتة قد ينتهي بها المطاف كمستوطنات دائمة. مثلا، في احد بلدان الشرق الاوسط، حُشر حوالي ٠٠٠,٢٠٠ لاجئ في مخيَّم يتسع لربع هذا العدد. اوضح احدهم بمرارة: «ليس لدينا مكان نذهب اليه». وهؤلاء اللاجئون الذين يُقاسون كثيرا يواجهون قيودا صارمة في ما يتعلق بتوظيفهم في البلد المضيف، كما يُقدَّر ان عدد العاطلين عن العمل او الذين يفتقرون الى عمل ثابت يبلغ ٩٥ في المئة. اعترف مسؤول عن اللاجئين: «في الحقيقة لا اعرف كيف يتدبرون لقمة عيشهم».
لكن اذا بدت الاحوال سيئة في مخيَّمات اللاجئين، فقد تكون اسوأ بالنسبة الى المهجَّرين الذين لا يستطيعون ترك بلدهم.
بؤس المهجَّرين
تقول مفوَّضة الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين انه «بسبب حجم هذه المشكلة ومداها، والمعاناة الانسانية التي تشملها، بالاضافة الى تأثيرها على السلام والامن الدوليين، استحقت قضية المهجَّرين ان تكون قضية دولية ذات شأن خطير». فلأسباب عديدة، وضع هؤلاء المشردين هو عادة اسوأ من وضع اللاجئين.
فلا منظمة دولية تهتم بخير المهجَّرين، ولا يثير وضعهم الميؤوس منه غالبا سوى اهتمام ضئيل من قبل وسائل الاعلام. حتى حكوماتهم، المنغمسة في حرب من نوع او من آخر، قد لا تكون راغبة في حمايتهم او قادرة على ذلك. وغالبا ما يتشتت شمل العائلات خلال هربهم من المناطق الخطرة. حتى ان بعض المهجَّرين المجبرين على الارتحال سيرا على الاقدام يموتون قبل ان يكملوا مسيرتهم سعيا وراء المزيد من الامن.
يلجأ كثيرون من هؤلاء المهجَّرين الى المدن، حيث يعيشون حياة بائسة في مدن الاكواخ او في ابنية مهجورة. ويتجمع آخرون في مخيَّمات مؤقتة تتعرض احيانا لهجمات مسلحة. وتكون عادة نسبة الوفيات بينهم الاعلى في البلد.
حتى مجهود الاغاثة ذو المساعي النبيلة الذي يهدف الى تخفيف معاناة هؤلاء المهجَّرين يمكن ان تنعكس نتائجه سلبا. يوضح كتاب وضع اللاجئين في العالم ٢٠٠٠ (بالانكليزية): «خلال العقد الاخير من القرن العشرين، انقذت المنظمات الانسانية العاملة في البلدان التي تمزقها الحرب آلاف الاشخاص وقامت بالكثير لتخفف المعاناة البشرية. لكن من اهم الدروس التي تعلمناها في هذا العقد هو ان اعمال المنظمات الانسانية خلال النزاعات قد تتحكم فيها الاحزاب المتقاتلة، وقد تؤدي عن غير عمد الى تقوية مواقف السلطات المسؤولة عن انتهاك حقوق الانسان. كما ان مؤن الاغاثة التي تزودها المنظمات الانسانية يمكن ان تدعم اقتصاد الحرب، فتساهم في تعزيز وإطالة الحرب».
البحث عن نمط حياة افضل
الى جانب اللاجئين والمهجَّرين، هنالك موجة عارمة من اللاجئين الاقتصاديين. والأسباب عديدة. فالفجوة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة في العالم يزيد اتساعها، ويشاهد يوميا بعض الناس الافقر في العالم البرامج التلفزيونية التي تعرض انماط الحياة المترفة في بعض البلدان. وصار السفر حول العالم اسهل وكذلك عبور الحدود. كما ان الحروب الاهلية، بالاضافة الى التمييز الديني والعنصري، تعطي الناس ايضا حافزا قويا للانتقال الى بلدان اكثر ازدهارا.
لكن في حين ان بعض المهاجرين — وخصوصا مَن لديهم اقرباء في البلدان الصناعية — ينجحون في انتقالهم، ينتهي الامر بآخرين الى تدمير حياتهم. والذين يقعون في ايدي التجار المجرمين يواجهون خطرا غير اعتيادي. (انظروا الاطر المرافقة.) لذلك يحسن بالعائلة ان تتأمل بدقة في هذه المخاطر قبل ان تهاجر لأسباب اقتصادية.
في سنة ١٩٩٦، انقلبت سفينة قديمة في البحر المتوسط، وغرق ٢٨٠ شخصا. كان الضحايا مهاجرين من پاكستان، سري لانكا، والهند، دفعوا ما بين ٠٠٠,٦ و ٠٠٠,٨ دولار اميركي لينتقلوا الى اوروپا. وكانوا قد احتملوا قبل غرق السفينة اسابيع من الجوع، العطش، والاساءة الجسدية. فتحولت «رحلتهم نحو الازدهار» الى كابوس انتهى بمأساة.
تقريبا كل لاجئ، مهجَّر، او مهاجر غير شرعي لديه كابوس يرويه. ومهما كان سبب تهجُّر هؤلاء من بيوتهم — سواء أكان حربًا، ام اضطهادًا، ام فقرًا — فإن معاناتهم تثير سؤالين: هل ستُحل هذه المشكلة يوما؟ ام هل سيستمر تدفق اللاجئين بالازدياد؟
[الحاشية]
a ان الحالة الموصوفة آنفا حدثت في آذار (مارس) ٢٠٠١ في بلد آسيوي. لكن مشاكل مماثلة نشأت ايضا في بعض البلدان الافريقية.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٩]
مأزق المهاجرين غير الشرعيين
بالاضافة الى اللاجئين والمهجَّرين، هنالك حوالي ١٥ الى ٣٠ مليون «مهاجر غير شرعي» حول العالم. ومعظم هؤلاء الناس يأملون ان يهربوا من الفقر — وربما من التحامل والاضطهاد ايضا — باللجوء الى بلدان اغنى.
وبما ان امكانيات الهجرة القانونية خفت في السنوات الاخيرة، فقد ظهر الاتّجار غير الشرعي بالمهاجرين. وصار الاتّجار بالمهاجرين اليوم تجارة مربحة بالنسبة الى العصابات الاجرامية الدولية. فمكاسبها تساوي، بحسب بعض المحققين، ١٢ بليون دولار اميركي في السنة، دون ان يتعرض التجار الى خطر يُذكَر. وقد دعا پينو ارلاكي، وكيل الامين العام للامم المتحدة، هذه التجارة «السوق الاجرامية الاسرع نموا في العالم».
ان المهاجرين غير الشرعيين لا يحظون بحماية قانونية، كما يصادر التجار جوازات سفرهم. وقد يعمل مثل هؤلاء المهاجرين في المنازل، في الصيد، في الزراعة، او في مؤسسات تشغّل عمالها في ظروف سيئة. وينتهي المطاف ببعض النساء الى ممارسة البغاء. وإذا وقع هؤلاء المهاجرين في يد السلطات، فمن المرجح ان يعادوا الى وطنهم مفلسين. وإذا اعترضوا على ظروف عملهم القاسية، فقد يُضرَبون او يُساء اليهم جنسيا او تُهدَّد عائلاتهم في الموطن بأعمال عنف.
غالبا ما تغري العصابات الاجرامية مَن يرونهم مستعدين للهجرة، فيعدونهم بتأمين اعمال عالية الاجور. لذلك، قد ترهن عائلة فقيرة كل ممتلكاتها لمجرد ارسال احد افرادها الى اوروپا او الى الولايات المتحدة. وإذا عجز المهاجر عن دفع نفقات سفره يُتوقع منه ان يعمل ليسدد ديونه التي قد تصل قيمتها احيانا الى ٠٠٠,٤٠ دولار اميركي. فيتبيَّن له ان ‹الحياة الجديدة› التي وُعد بها ليست سوى عمل سخرة.
[الصورة]
لاجئون غير شرعيين في اسپانيا
[الاطار/الصورة في الصفحة ٨]
البراءة المحطَّمة
عاشت عائلة سيري في تلال جنوب شرق آسيا حيث كان والداها يعتنيان بحقول الارزّ التي يملكانها. وفي احد الايام اخبرت امرأة والدَي سيري انها تستطيع ان تؤمن لها عملا بأجر عالٍ في المدينة. وعرضت عليهما مبلغ ٠٠٠,٢ دولار اميركي — ثروة بالنسبة الى المزارعين — فكان من الصعب رفضه. لكن سرعان ما وجدت سيري نفسها مستعبدة في بيت للدعارة. وأخبرها المالكون ان عليها ان تعيد مبلغ ٠٠٠,٨ دولار اميركي لتكسب حريتها. كانت سيري آنذاك في الـ ١٥ من عمرها.
استحال على سيري ان تدفع هذا الدين. وقد أُكرهت على التعاون بالضرب والاساءة الجنسية. ولم يكن ليُطلق سراحها ما دامت تعود عليهم بالنفع. والواقع المرير هو ان العديد من مثل اولئك البغايا يُطلق سراحهن في نهاية المطاف — انما ليرجعن الى ضيعهن ويمتن من الأيدز.
وتزدهر تجارة مماثلة في انحاء اخرى من العالم. فقد قدَّر تقرير في سنة ١٩٩٩ بعنوان الاتّجار العالمي غير المشروع بالنساء الى الولايات المتحدة (بالانكليزية) انه يُتّجر كل سنة بـ ٠٠٠,٧٠٠ الى ٠٠٠,٠٠٠,٢ امرأة وولد، والعديد منهم لأهداف جنسية. فبعضهم قد يُخدَعون، وقد يُخطَف آخرون، لكن كلهم تقريبا يُرغَمون على العمل ضد ارادتهم. قالت مراهقة من اوروپا الشرقية أُنقذَت من عصابة للبغاء متحدثة عن معتقليها: «لم اعتقد قط ان ذلك ممكن. فهؤلاء الناس هم وحوش».
ان بعض الضحايا المساكين أُخذوا من مخيَّمات اللاجئين، حيث تكون الوعود بوظائف وأجور عالية في اوروپا او في الولايات المتحدة مغرية جدا. وبالنسبة الى عدد لا يحصى من النساء، ادى بهن بحثهن عن حياة افضل الى العبودية الجنسية.
[الاطار/الصور في الصفحة ١٠]
احسبوا النفقة قبل ان تهاجروا لأسباب اقتصادية
نظرا الى وجود العديد من العصابات الاجرامية المتورطة في الاتّجار بالمهاجرين وصعوبة الهجرة شرعيا الى بلدان العالم المتقدم، ينبغي للازواج والآباء ان يتأملوا بانتباه في الاسئلة التالية قبل اتخاذ اي قرار.
١- هل حالتنا الاقتصادية حقا ميؤوس منها الى حد انه لا مفر من انتقال فرد من العائلة او العائلة بأسرها الى بلد حيث الاجور اعلى؟
٢- ما هو الدَّين الذي قد ينتج لتمويل الرحلة، وكيف سيُسدَّد هذا الدَّين؟
٣- هل يستحق الامر تفريق شمل العائلة لفوائد اقتصادية قد يتبرهن انها غير واقعية؟ فالعديد من المهاجرين غير الشرعيين يجدون ان الحصول على وظيفة ثابتة في البلدان المتقدمة مستحيل تقريبا.
٤- هل من الحكمة ان اصدّق الروايات عن الاجور العالية والاعانات الاجتماعية؟ يقول الكتاب المقدس «الغبي يصدِّق كل كلمة والذكي ينتبه الى خطواته». — امثال ١٤:١٥.
٥- اية ضمانة لديّ اننا لن نكون ضحية عصابة اجرامية؟
٦- اذا نظمت مثل هذه المجموعة الاجرامية الرحلة، فهل ادرك ان زوجتي — او ابنتي — قد تجد نفسها مجبرة على العمل كبغي؟
٧- هل ادرك انني اذا دخلتُ بلدا ما كمهاجر غير شرعي، فقد لا اكون قادرا على الحصول على وظيفة ثابتة وقد أُعاد الى الوطن، وأخسر كل المال الذي استثمرته في الرحلة؟
٨- هل انوي ان اصير مهاجرا غير شرعي، او ان ألجأ الى اجراءات خادعة في سبيل الحصول على اذن بدخول بلد اكثر ثراء؟ — متى ٢٢:٢١؛ عبرانيين ١٣:١٨.
[الرسم/الخريطة في الصفحتين ٨ و ٩]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
تحرّك اللاجئين والعمال المهاجرين
مناطق وجود اكبر عدد من اللاجئين والمهجَّرين
التحرّكات الرئيسية للعمال المهاجرين
[مصدر الصور]
المصادر: وضع اللاجئين في العالم؛ ازمة الهجرة العالمية؛ واستطلاع وضع اللاجئين في العالم لسنة ١٩٩٩.
Mountain High Maps® Copyright © 1997 Digital Wisdom, Inc.
[الصورة في الصفحة ٧]
لاجئة تنتظر الاستقرار ثانية
[مصدر الصورة]
UN PHOTO 186226/M. Grafman
-
-
عالم يرحِّب بالجميعاستيقظ! ٢٠٠٢ | كانون الثاني (يناير) ٢٢
-
-
عالم يرحِّب بالجميع
«بما ان قضية اللاجئين هي مشكلة عالمية، ينبغي ان يُبحَث عن الحل على صعيد عالمي». —ڠيل لاشِر، پروفسور في العلاقات الدولية.
غادر الزوجان الشابان تحت جنح الليل. كان الزوج قلقا على سلامة العائلة، فلم يتوانَ في الرحيل رغم وجود طفل صغير. فقد سمع ان حاكم البلد العديم الرحمة يخطط ان يهاجم المدينة بهدف سفك الدماء. وبعد رحلة شاقة تعدّت مئة وخمسين كيلومترا، عبرت العائلة اخيرا الحدود الى بر الامان.
صارت هذه العائلة المتواضعة معروفة في كل اقطار العالم. فاسم الطفل يسوع، واسم ابويه مريم ويوسف. وهؤلاء اللاجئين لم يتركوا ارضهم سعيا وراء الغنى المادي، بل كانت القضية قضية حياة او موت. نعم، فقد كان طفلهما هدف الهجوم!
مثل العديد من اللاجئين الآخرين، عاد يوسف وعائلته في النهاية الى موطنهم عندما تحسن الوضع السياسي. لكنَّ هربهم في الوقت المناسب ساعد دون شك على انقاذ حياة طفلهما. (متى ٢:١٣-١٦) وكانت مصر، بلدهم المضيف، معتادة ان تستقبل اللاجئين السياسيين والاقتصاديين. فقبل ذلك بعدة قرون، لجأ اجداد يسوع الى مصر عندما اكتسحت مجاعة ارض كنعان. — تكوين ٤٥:٩-١١.
آمنون لكن غير مكتفين
ان الامثلة الموجودة في الكتاب المقدس وكذلك الامثلة العصرية تشهد ان الهروب الى بلد آخر يمكن ان يعني الخلاص. لكن ترك العائلة بيتها لَهو اختبار محزن. فمهما كان البيت متواضعا فهو على الارجح ثمرة سنوات من استثمار الوقت والمال. وقد يكون ايضا ارثا عائليا يربطهم بحضارتهم وأرضهم. بالاضافة الى ذلك، لا يمكن ان يأخذ اللاجئون معهم سوى القليل من المتاع، هذا اذا استطاعوا اخذ شيء. وهكذا، يغرق اللاجئون في دوامة من الفقر، بصرف النظر عن ظروفهم السابقة.
كما ان الشعور بالارتياح الذي يخالج المرء عندما يصل الى بر الامان يمكن ان يختفي بسرعة اذا كانت الحياة في مخيَّم اللاجئين هي كل ما يقدمه المستقبل. وكلما طالت حالة اللاجئ ازدادت وطأتها ثقلا عليه، وخصوصا اذا لم يندمج مع السكان المحليين. فاللاجئون، كسائر الناس، يريدون ان يشعروا بالانتماء الى مكان ما. ومخيَّم اللاجئين ليس المكان المثالي لتنشئة عائلة. فهل يأتي الوقت حين يكون لدى كل فرد مكان يعتبره موطنه؟
هل العودة الى الوطن هي الحل؟
خلال تسعينات الـ ١٩٠٠، عاد حوالي تسعة ملايين لاجئ اخيرا الى موطنهم. كانت مناسبة سعيدة للبعض، فباشروا بحماس شديد بناء حياتهم. اما البعض الآخر فقد طغى عليهم شعور الاستسلام للواقع. فهم لم يعودوا إلّا لأن حالتهم صارت لا تطاق في بلد الملجإ. وكانت المشاكل التي اختبروها بعيدا عن بلادهم خطيرة جدا بحيث قرروا انهم سيكونون افضل حالا في موطنهم، رغم عدم الامان الذي سيواجهونه دون شك.
حتى في افضل الظروف، تتخلل العودة الى الوطن الصعوبات لأنها تعني تخلي المرء مرة ثانية عن كل ما اسّسه. فكما يوضح وضع اللاجئين في العالم ١٩٩٧-١٩٩٨ (بالانكليزية)، ان «كل انتقال الى مكان آخر ترافقه خسارة وسائل المعيشة مثل الاراضي، الوظائف، البيوت، والمواشي. ويرافق كل انتقال صعوبة التأسيس من جديد». اخبرت احدى الدراسات عن اللاجئين العائدين الى موطنهم في وسط افريقيا انه «بالنسبة الى اللاجئين الذين حصلوا على مساعدة وهم متغربون عن وطنهم، يمكن ان تكون العودة اصعب من معاناة الاغتراب».
لكن المحزن اكثر هو حالة ملايين اللاجئين الذين أُرغِموا على العودة الى وطنهم الام. فما هي الظروف التي تنتظرهم؟ يذكر تقرير من الامم المتحدة: «قد يكون على العائدين ان يُجاهدوا للبقاء على قيد الحياة في مكان تكاد تختفي فيه سلطة القانون، حيث تنتشر اللصوصية والجرائم العنيفة، حيث يسطو الجنود المسرَّحون من الخدمة على المدنيين، وحيث تتوفر الاسلحة الخفيفة لمعظم الناس». فمن الواضح ان مثل هذه البيئات العدائية لا تفي حتى بالحاجات الامنية الاساسية لهؤلاء اللاجئين.
بناء عالم يعيش الجميع فيه بأمان
ان عودة اللاجئين الى وطنهم، بالقوة او على مضض، لن تحل ابدا مشكلتهم اذا لم تُعالَج الاسباب الاساسية. سنة ١٩٩٩، ذكرت السيدة ساداكو اوڠاتا، مفوَّضة الامم المتحدة السامية السابقة لشؤون اللاجئين: «ان احداث هذا العقد — وفي الواقع احداث السنة الماضية — تشير بوضوح كبير ان قضايا اللاجئين لا يمكن ان تُناقَش دون التطرق الى موضوع الامن».
فالافتقار الخطير الى الامن يؤثر في ملايين الناس حول العالم. يوضح كوفي انان، الامين العام للامم المتحدة: «في بعض اقطار العالم، انهارت البلدان نتيجة النزاعات الداخلية والطائفية، حارمة المدنيين من اية حماية فعالة. وفي بلدان اخرى، يتعرض امن الناس للخطر بسبب رفض الحكومات العمل من اجل المصلحة العامة، اضطهادها معارضيها، ومعاقبتها افراد الاقليات الابرياء».
ان الحروب، الاضطهاد، والعنف العرقي — الاسباب الاساسية لغياب الامن الذي تكلم عنه كوفي انان — تتأصل عادة في الحقد، التحامل، والظلم. وهذه الشرور لا يمكن استئصالها بسهولة. فهل يعني ذلك ان مشكلة اللاجئين ستسوء لا محالة؟
لو تُرك الامر بيد البشر لكان الوضع كذلك بلا شك. لكنّ اللّٰه يعد في الكتاب المقدس انه ‹سيسكِّن الحروب الى اقصى الارض›. (مزمور ٤٦:٩) كما يصف، بواسطة نبيِّه اشعيا، الوقت الذي فيه يبني الناس «بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون اثمارها. . . . لا يتعبون باطلا ولا يلدون للرعب لأنهم نسل مباركي الرب وذريتهم معهم». (اشعياء ٦٥:٢١-٢٣) عندئذ ستُحلّ مشكلة اللاجئين. فهل يمكن ان تتحقق هذه الاحوال؟
تقول ديباجة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو): «بما ان الحرب تبتدئ في عقول البشر، ففي عقول البشر يجب ان نشيِّد حصون السلام». يعرف خالقنا تماما ان المطلوب هو تغيير في التفكير. ويوضح النبي نفسه لماذا سيسكن كل شخص على الارض يوما ما بأمان: «لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر». — اشعياء ١١:٩.
لقد اكتشف شهود يهوه ان معرفة يهوه يمكن ان تغلب التحامل والبغض. وفي عملهم الكرازي العالمي، يسعون الى تعزيز القيم المؤسسة على الاسفار المقدسة التي تزرع المحبة عوض البغض، حتى في البلدان التي تمزقها الحرب. وهم يقدّمون للاجئين اية مساعدة ممكنة ضمن حدود قدرتهم.
من جهة اخرى، يدركون ان الحل النهائي لمشكلة اللاجئين هو في يدَي ملك اللّٰه الممسوح، يسوع المسيح. فهو يفهم بالتأكيد مدى سهولة تدمير البغض والعنف حياة الناس. يؤكد لنا الكتاب المقدس انه سيقضي بالبر للمساكين. (اشعياء ١١:١-٥) وفي ظل حكمه السماوي، ستتحقق مشيئة اللّٰه على الارض، كما في السماء. (متى ٦:٩، ١٠) وعندما يأتي ذلك اليوم، لن يضطر اي انسان ان يصير لاجئا. وسيكون لدى كل شخص مكان آمن يسكن فيه.
[الاطار في الصفحة ١٢]
ما يلزم لحل مشكلة اللاجئين؟
«ان سدّ حاجات الناس المهجَّرين في العالم — سواء كانوا لاجئين او مهجَّرين داخل بلدهم — هو امر معقد اكثر بكثير من مجرد توفير الامن والمساعدة المؤقتين. فهو يشمل الاهتمام بقضية الاضطهاد، العنف، والنزاع التي هي اساس التهجير. كما يعني الاعتراف بحقوق الانسان للرجال، النساء، والاولاد كافة لكي يتمتعوا بالسلام والامن والكرامة دون ان يضطروا الى الهروب من موطنهم». — وضع اللاجئين في العالم ٢٠٠٠.
[الاطار/الصور في الصفحة ١٣]
اي حل يعرضه ملكوت اللّٰه؟
«يُمارس البر والعدل في كل الارض. ويحل السلام والامن الى الابد لأن الجميع يفعلون ما هو صائب. يتحرر شعب اللّٰه من القلق، ويعم مساكنهم السلام والامان». — اشعياء ٣٢: ١٦-١٨، الترجمة الانكليزية الحديثة.
-