-
تفسير ظواهر التقمُّصاستيقظ! ١٩٩٤ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
تفسير ظواهر التقمُّص
ان احد الاعتراضات على نظرية التقمُّص هو ان الاغلبية الساحقة من الناس على الارض لا يتذكرون ابدا انهم عاشوا قبلا، حتى انهم لا يعتقدون ان عيشهم حيوات سابقة امر ممكن.
صحيح اننا احيانا نشعر شعورا غريبا بأننا نعرف شخصا ما نلتقيه للمرة الاولى. وقد يبدو بيت معين، بلدة معينة، او منطقة معينة ذات مناظر خلابة مألوفة لدينا، مع اننا نعرف اننا نزور هذا المكان للمرة الاولى. لكنَّ هذه الامور يمكن تفسيرها دون اللجوء الى نظرية التقمُّص.
مثلا، قد تكون بعض الاماكن في مناطق متباعدة جدا متشابهة نوعا ما، حتى اننا قد نشعر، عندما نزور مكانا جديدا، بأننا كنا هناك قبلا، مع اننا لم نكن. وهنالك بيوت كثيرة، مكاتب، متاجر، بلدات، ومناطق ذات مناظر خلابة في بعض انحاء العالم تشابه الى حد ما نظيراتها في اماكن اخرى. وإذا بدت متشابهة مع ما رأيناه قبلا فذلك لا يبرهن اننا كنا في تلك الاماكن في حياة سابقة. انها فقط شبيهة بالاماكن المألوفة لدينا.
ويصح ذلك ايضا في الناس. فالبعض يشبهون اشخاصا آخرين في الشكل الى حد بعيد، حتى انه هنالك مَن نعتبره «صورة طبق الاصل» عن شخص آخر. وقد يكون لدى شخص اسلوب خاص يذكِّركم بشخص آخر لا يزال حيا او حتى بشخص مات. لكننا نعرف هؤلاء الاشخاص في حياتنا الحاضرة، لا في وجود سابق. ولا يعني التشابه في الهيئة او الشخصية اننا عرفنا هؤلاء الاشخاص في حياة سابقة. ولا شك اننا جميعا في وقت من الاوقات حسبنا امرأً شخصا آخر. لكنَّ كلا الشخصين كانا حيَّين مثلكم في الفترة الزمنية نفسها، لا في حياة سابقة. فلا علاقة لذلك بالتقمُّص.
تأثير التنويم المغنطيسي
وحتى الاختبارات المرويَّة تحت تأثير التنويم المغنطيسي يمكن ان تُفسَّر دون اللجوء الى نظرية التقمُّص. فعقلنا الباطن يؤلف مخزنا من المعلومات يجمع امورا اكثر بكثير مما يمكن ان نتصور. وتبلغ المعلومات هذا المخزن عن طريق الكتب، المجلات، التلفزيون، الراديو، وبواسطة اختبارات وملاحظات اخرى.
ويُخزن الكثير من هذه المعلومات في زاوية مخفية من عقلنا الباطن لأننا لا نستعملها بشكل مباشر او فوري. فعقلنا الباطن هو تقريبا مثل كتب في مكتبة عامة لا يوجد عليها طلب في الوقت الحاضر ولذلك توضع على رف جانبي.
ولكن، تحت تأثير التنويم المغنطيسي، يتغير الوعي لدى الشخص فيصير من الممكن للذكريات المنسية ان تظهر على السطح. ويفسرها بعض الاشخاص بأنها ذكريات من حياة سابقة، لكنها ليست اكثر من ذكريات من الحياة الحاضرة انما نُسيت وقتيا.
ولكن، هنالك حالات قليلة يصعب اكثر تفسيرها بشكل طبيعي. والمثال على ذلك هو عندما يبتدئ شخص يتكلم «لغة» اخرى تحت تأثير التنويم المغنطيسي. احيانا تكون اللغة مفهومة، ولكن غالبا ما لا تكون كذلك. وقد يقول المؤمنون بالتقمُّص انها اللغة التي كان ينطق بها الشخص في حياة سابقة.
ومع ذلك، من المعروف ان التكلم بما يُزعم انه ألسنة يحدث ايضا عندما يكون الناس في حالة من النشوة الصوفية او الدينية. والذين تحصل معهم اختبارات كهذه مقتنعون بأن ذلك لا علاقة له بحياة سابقة انما هم تحت تأثير قوة غير منظورة في الحياة الحاضرة.
تختلف الآراء بشأن طبيعة هذه القوة. وفي بيان مشترك من «فاونْتن تراست» والمجمع الانجيلي لكنيسة انكلترا، ذُكر بشأن التكلم بألسنة: «نحن ندرك ايضا ان ظاهرة مماثلة يمكن ان تحدث تحت التأثير السحري/الابليسي.» لذلك فإن الافتراض ان ظواهر كهذه هي برهان على اننا عشنا حياة سابقة هو استنتاج خاطئ ومتسرِّع.
اختبارات الاقتراب من الموت
وماذا عن اختبارات الاقتراب من الموت التي يقول بعض الاشخاص انها حصلت معهم؟ لقد فسرها البعض بأنها برهان على ان الشخص يملك نفسا تبقى حية بعد موت الجسد. لكنَّ اختبارات كهذه تُفسَّر افضل بكثير بعدة طرائق طبيعية.
ففي عدد آذار ١٩٩١ من المجلة العلمية الفرنسية العلم والحياة Science & Vie، تدعى المراحل المختلفة لاختبارات الاقتراب من الموت «نموذجا عالميا للهلوسة» معروفا منذ زمن طويل. فالاختبارات المشابهة لا تقتصر على الذين عرفوا حالات الاقتراب من الموت. فيمكن ان يرتبط حدوثها ايضا بـ «التعب، الحمى، نوبات الصرع، تعاطي المخدِّرات.»
وأحد روّاد الجراحة العصبية، وايلْدر پنْفيلْد، الذي اجرى عمليات جراحية لأشخاص مصابين بالصرع فيما هم مبنَّجون موضعيا، اكتشف امرا مثيرا للاهتمام. فبتنبيه اجزاء مختلفة من الدماغ بواسطة مَسْرى كهربائي (الكترود)، وجد انه بإمكانه جعل المريض يشعر بأنه خارج جسمه، يسافر عبر نفق، ويلتقي اقرباء راحلين.
وثمة نقطة مثيرة للاهتمام في هذا الخصوص، وهي ان الاولاد الذين تحصل معهم اختبارات الاقتراب من الموت لا يلتقون اقرباءهم الراحلين بل رفقاء المدرسة والمعلمين — الذين لا يزالون احياء. ويشير ذلك الى ان اختبارات كهذه لها ارتباط ثقافي معين. فما يُختبر يرتبط بالحياة الحاضرة، لا بما بعد الموت.
يكتب الدكتور ريتشارد بلاخر في مجلة الجمعية الطبية الاميركية: «الاحتضار، او معاناة وضع جسدي خطر، هو عملية؛ والموت هو حالة.» وكمثال على ذلك، يتكلم بلاخر عن شخص طار للمرة الاولى من الولايات المتحدة الى اوروپا. يكتب: «التحليق بالطائرة ليس هو نفسه [كوجوده في] اوروپا.» فالسائح الذي يسافر قاصدا اوروپا، لكنَّ طائرته تدور وتعود ادراجها بعد دقائق من الاقلاع، لا يمكنه ان يخبر الناس عن اوروپا تماما كما لا يمكن لأيّ شخص عائد من غيبوبة ان يخبر احدا عن الموت.
وبكلمات اخرى، ان الذين كانوا قريبين من الموت لم يكونوا في الواقع امواتا على الاطلاق. لقد اختبروا شيئا وهم لا يزالون احياء. والشخص يبقى على قيد الحياة حتى قبل ثوان من موته. لقد كانوا قريبين من الموت ولكنهم لم يكونوا قد صاروا امواتا بعد.
حتى الذين توقف قلبهم لوقت قصير ثم أُنعشوا لا يمكنهم في الواقع تذكُّر ايّ شيء من لحظات فقدان الوعي تلك التي ربما اعتُبر خلالها هؤلاء الاشخاص «امواتا.» فما يتذكرونه، هذا اذا تذكروا شيئا، يكون ما حدث في وقت اقترابهم من ذلك التوقف القصير، لا خلاله.
ان اختبارات الاقتراب من الموت المنشورة توصَف دائما تقريبا بأنها ايجابية، مع انه من المعروف ان الاختبارات السلبية تحدث ايضا. وتوضح المحلِّلة النفسية الفرنسية كاترين لومير ذلك بهذه الطريقة: «ان الذين لم يختبروا [اقترابا من الموت] يتناسب مع النموذج الذي وضعته IANDS [الجمعية الدولية لدراسات الاقتراب من الموت] لا منفعة لهم من سرد قصتهم.»
لا تذكُّر
الواقع هو اننا لا نملك اختبارا عن اية حياة غير الحياة التي نعيشها الآن، لا عن حياة سابقة ولا عن الحياة ما بعد الموت. لهذا السبب نحن لا نملك ذكريات حقيقية عن اي شيء سوى الحياة التي نعيشها.
يقول المؤمنون بالتقمُّص ان القصد من الولادة المتكررة هو الحصول على فرصة جديدة لتحسين وضعنا. فلو عشنا حقا حيوات سابقة، ومع ذلك نسيناها، فسيشكل هذا الفقدان للذاكرة عائقا كبيرا. فبتذكُّر اخطائنا نتمكن من الاستفادة منها.
كذلك الذين يؤيدون ما يسمى بالمعالجة التقمُّصية يشعرون انه بإمكانكم التعامل مع المشاكل الحاضرة بشكل افضل اذا تمكنتم، بواسطة التنويم المغنطيسي، من تذكُّر الحيوات السابقة. وتقول النظرية اننا ولدنا من جديد لكي نحسِّن شيئا ما، لكننا نسينا ما هو هذا الشيء.
ان فقدان الذاكرة في الحياة الحاضرة يُعتبر عائقا. ولا بد انه كذلك في هذه الحالة. والاعتراض القائل ان نسيانا كهذا ليس مهما، اذ ان الاشخاص الصالحين وحدهم يولدون من جديد كبشر، ليس حجة سليمة في هذا العصر الذي فيه يسيطر الشر على المسرح العالمي اكثر من اي وقت مضى. فلو كان البشر الصالحون وحدهم يولدون من جديد كبشر، فمن اين اتى كل الاشرار؟ أفلا يجب ان يستمر عدد الاشرار بالتناقص؟ ان الحقيقة هي: لا احد، صالحا كان ام طالحا، تقمَّص ليبدأ حياة اخرى كإنسان او حتى كأيّ شيء آخر.
لكن قد يقول البعض: ‹أليس التقمُّص من تعاليم الكتاب المقدس؟› دعونا نتأمل في هذا السؤال في المقالة التالية.
[النبذة في الصفحة ٦]
عقلنا الباطن هو اشبه بمكتبة من المعلومات المخزونة التي يمكن مع ذلك تذكُّرها لاحقا
[النبذة في الصفحة ٧]
«الموت هو حالة،» لا عملية. — الدكتور ريتشارد بلاخر في مجلة الجمعية الطبية الاميركية
-
-
هل تعلِّم كلمة اللّٰه التقمُّص؟استيقظ! ١٩٩٤ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
هل تعلِّم كلمة اللّٰه التقمُّص؟
كل مَن يتفحص الكتاب المقدس على امل ايجاد دعم لعقيدة التقمُّص سيخيب امله بالتأكيد. فلن تجدوا ايّ مكان يُذكر فيه ان البشر يعيشون حيوات سابقة. وعلاوة على ذلك، لن تجدوا تعابير مثل «التقمُّص» «التناسخ» او «النفس الخالدة» في الكتاب المقدس.
لكنَّ بعض المؤمنين بالتقمُّص يحاولون تفسير عدم دعم الكتاب المقدس له بالقول ان فكرة التقمُّص كانت شائعة جدا في الازمنة القديمة حتى ان ذكْر ايّ توضيح لم يُعتبر ضروريا. صحيح ان عقيدة التقمُّص قديمة جدا، لكن بصرف النظر عن مدى قدمها او مدى شيوعها او عدم شيوعها، يبقى السؤال المطروح: هل يعلِّمها الكتاب المقدس؟
في ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧، كتب الرسول بولس: «ان الكتاب بكل ما فيه، قد اوحى به اللّٰه؛ وهو مفيد للتعليم والتوبيخ والتقويم وتهذيب الانسان في البر، لكي يجعل انسانَ اللّٰه مؤهلا تأهيلا كاملا، ومجهَّزا لكل عمل صالح.» (ترجمة تفسيرية) نعم، الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه الموحى بها، وسيلة اتصاله بالعائلة البشرية. وكما كتب بولس، يمكِّن الكتابُ الباحثَ المخلص من ان يكون «مؤهلا تأهيلا كاملا، ومجهَّزا» للاجابة عن كل الاسئلة المهمة المتعلقة بالحياة، بما فيها الاسئلة المتعلقة بالماضي، الحاضر، والمستقبل.
ذكر بولس ايضا: «[عندما] تسلمتم منا كلمة خبر من اللّٰه قبلتموها لا ككلمة اناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة اللّٰه.» (١ تسالونيكي ٢:١٣) وبما ان الكتاب المقدس يحتوي على افكار اللّٰه، لا افكار الانسان الناقص، لا يدهشنا ان نجد ان الكتاب المقدس يختلف تكرارا عن افكار الانسان حتى ولو كانت رائجة لسنين طويلة. لكن قد تقولون: ‹الا يلمِّح الكتاب المقدس تلميحا على الاقل الى التقمُّص في بعض المواضع؟›
آيات يُساء فهمها
يقول المؤمنون بالتقمُّص ان الكتاب المقدس يُلمع الى الموضوع في متى ١٧:١١-١٣، حيث يربط يسوع يوحنا المعمدان بالنبي القديم ايليا. تقول هذه الآيات: «ان ايليا يأتي اولا ويرد كل شيء. ولكني اقول لكم ان ايليا قد جاء . . . حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان.»
عندما قال يسوع ذلك، هل كان يقصد ان يوحنا المعمدان هو ايليا النبي متقمِّصا؟ عرف يوحنا نفسُه انه لم يكن كذلك. فعندما سُئل في احدى المناسبات: «ايليا انتَ» اجاب يوحنا بوضوح: «لستُ انا.» (يوحنا ١:٢١) لكنه أُنبئ بأن يوحنا سيسبق المسيَّا «بروح ايليا وقوته.» (لوقا ١:١٧؛ ملاخي ٤:٥، ٦) وبكلمات اخرى، كان يوحنا المعمدان هو «ايليا» بمعنى انه انجز عملا مماثلا لعمل ايليا.
في يوحنا ٩:١، ٢ نقرأ: «وفيما هو [يسوع] مجتاز رأى انسانا اعمى منذ ولادته. فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من اخطأ هذا ام ابواه حتى وُلد اعمى.» ويقترح بعض الذين يؤمنون بالتقمُّص انه بما ان هذا الانسان وُلد اعمى، فلا بد ان خطيته حصلت في حياة سابقة.
ولكن مهما كان سبب طرح التلاميذ السؤال، فلا بد ان يكون جواب يسوع هو العامل المقرِّر. فقد قال: «لا هذا اخطأ ولا ابواه.» (يوحنا ٩:٣) ويناقض ذلك التقمُّصَ الذي يشير ضمنا الى اعتبار حالات العجز مرتبطة بخطايا من حياة سابقة. والفكرة القائلة انه لا يمكن لأحد ان يخطئ قبل ولادته ابرزها بولس ايضا عندما كتب عن عيسو ويعقوب انهما «لم يولدا بعد ولا فعلا خيرا او شرا.» — رومية ٩:١١.
القيامة لا التقمُّص
ومع ان الكتاب المقدس لا يدعم عقيدة التقمُّص، لا يلزم ان يشعر احد بالخيبة. فرسالة الكتاب المقدس تقدم شيئا معزِّيا اكثر بكثير مما تقدمه فكرة الولادة من جديد في عالم ملآن ظلما، حزنا، وجعا، وموتا. وما يقدمه الكتاب المقدس ليس معزِّيا فحسب بل هو الحق، كلمة اللّٰه.
عبَّر بولس عن هذه العقيدة المشجِّعة بهذه الطريقة: «لي رجاء باللّٰه . . . انه سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثمة.» وتظهر كلمة «قيامة،» او بعض صيغها، اكثر من ٥٠ مرة في الاسفار اليونانية المسيحية، وتحدث بولس عنها بصفتها عقيدة ابتدائية في الدين المسيحي. — اعمال ٢٤:١٥؛ عبرانيين ٦:١، ٢، عج.
من الواضح ان القيامة من الموت تعني ان الموت موجود. ولن تجدوا في ايّ مكان في الكتاب المقدس تلميحا الى ان الانسان يملك نفسا خالدة. ولو كان الانسان يملك نفسا خالدة تنفصل عن الجسد عند الموت وتمضي الى مصير ابدي في السماء او في الجحيم او تتقمَّص، لَما كانت هنالك حاجة الى قيامة. ومن ناحية اخرى، تُظهر نحو مئة آية في الكتاب المقدس ان النفس البشرية ليست خالدة، بل فانية وهالكة. ويتكلم الكتاب المقدس دائما عن الموت كنقيض للحياة، اي عدم الوجود بتباين مع الوجود.
كان الموت، او عدم الوجود، العقاب على خطية آدم وحواء الى اللّٰه. لقد كان عقابا، لا مدخلا الى حياة خالدة في مكان آخر. وقد ذكر اللّٰه بوضوح انهما كانا سيعودان الى المكان الذي اتيا منه — تراب الارض: «تعود الى الارض التي أُخذت منها. لأنك تراب وإلى تراب تعود.» (تكوين ٣:١٩) فهما لم يملكا نفسا خالدة لا قبل ان يخلقهما اللّٰه ويضعهما على الارض، في جنة عدن، ولا بعد موتهما.
تُشبَّه القيامة من الموت بالايقاظ من النوم، او القيام من استراحة. مثلا، قال يسوع عن لعازر الذي كان سيقيمه: «لعازر . . . قد نام. لكني اذهب لأوقظه.» (يوحنا ١١:١١) وبشأن النبي دانيال نقرأ: «تستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الايام.» — دانيال ١٢:١٣.
الحياة الابدية على الارض
وماذا سيكون نصيب المقامين من الموت؟ يتكلم الكتاب المقدس عن قيامتين — قيامة سماوية وقيامة ارضية. وستكون القيامة الارضية نصيب الاغلبية الساحقة من الذين عاشوا وماتوا. ويختبر قليلون جدا قيامةً سماوية، وذلك لكي يحكموا مع المسيح في ملكوت اللّٰه السماوي. (رؤيا ١٤:١-٣؛ ٢٠:٤) ومتى ستبدأ القيامة الارضية؟ ستبدأ بعد ان يدمر اللّٰه هذا النظام الشرير الحاضر وتتحقق ‹الارض الجديدة،› المجتمع البشري البار الجديد. — ٢ بطرس ٣:١٣؛ امثال ٢:٢١، ٢٢؛ دانيال ٢:٤٤.
وفي ‹الارض الجديدة،› لن يكون هنالك مرض او الم في ما بعد. حتى الموت لن يوجد في ما بعد، بل سيحل محله توقع العيش الى الابد. «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الامور الاولى قد مضت.» (رؤيا ٢١:٤) وأنبأ صاحب المزمور مسبقا ايضا: «الصديقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.» (مزمور ٣٧:٢٩) وبشكل مشابه، قال يسوع: «طوبى للودعاء. لأنهم يرثون الارض.» — متى ٥:٥.
قارنوا وعود اللّٰه الرائعة هذه بعقيدة التقمُّص. فاستنادا الى هذه الفكرة، يُفترض ان تعودوا مرة بعد اخرى للعيش في نظام الاشياء القديم الفاسد هذا عينه. ويعني ذلك انكم ستبقون محاطين بالشر، الالم، المرض، والموت في دورة لا تنتهي تقريبا. فيا له من مستقبل بائس لنترقَّبه!
وهكذا يجيب الكتاب المقدس عن السؤالين، هل عشتم حياة سابقة؟ وهل ستعيشون حياة اخرى؟ بهذه الطريقة: لا، لم تعيشوا اية حياة غير الحياة الحاضرة. ولكن بإمكانكم ان تجعلوا حياتكم حياة دائمة، نعم، حياة ابدية. فاليوم، في «الايام الاخيرة» لهذا النظام الحاضر، بإمكانكم ان ترجوا النجاة من نهاية هذا العالم ودخول عالم اللّٰه الجديد دون ان تموتوا. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥؛ رؤيا ٧:٩-١٥) او اذا متُّم قبل ان يأتي عالم اللّٰه الجديد، يمكنكم ان ترجوا القيامة الى حياة ابدية على ارض فردوسية. — لوقا ٢٣:٤٣.
وإذا مارستم الايمان بيسوع مهما حدث، تنطبق عليكم ايضا كلمات يسوع لمرثا عندما مات اخوها لعازر: «انا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت الى الابد.» — يوحنا ١١:٢٥، ٢٦.
[النبذة في الصفحة ٨]
لم يملك آدم نفسا خالدة بل عاد الى التراب عندما مات
[الصورة في الصفحة ٩]
تعلِّم كلمة اللّٰه القيامة، لا التقمُّص
-