مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تفسير ظواهر التقمُّص
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • تفسير ظواهر التقمُّص

      ان احد الاعتراضات على نظرية التقمُّص هو ان الاغلبية الساحقة من الناس على الارض لا يتذكرون ابدا انهم عاشوا قبلا،‏ حتى انهم لا يعتقدون ان عيشهم حيوات سابقة امر ممكن.‏

      صحيح اننا احيانا نشعر شعورا غريبا بأننا نعرف شخصا ما نلتقيه للمرة الاولى.‏ وقد يبدو بيت معين،‏ بلدة معينة،‏ او منطقة معينة ذات مناظر خلابة مألوفة لدينا،‏ مع اننا نعرف اننا نزور هذا المكان للمرة الاولى.‏ لكنَّ هذه الامور يمكن تفسيرها دون اللجوء الى نظرية التقمُّص.‏

      مثلا،‏ قد تكون بعض الاماكن في مناطق متباعدة جدا متشابهة نوعا ما،‏ حتى اننا قد نشعر،‏ عندما نزور مكانا جديدا،‏ بأننا كنا هناك قبلا،‏ مع اننا لم نكن.‏ وهنالك بيوت كثيرة،‏ مكاتب،‏ متاجر،‏ بلدات،‏ ومناطق ذات مناظر خلابة في بعض انحاء العالم تشابه الى حد ما نظيراتها في اماكن اخرى.‏ وإذا بدت متشابهة مع ما رأيناه قبلا فذلك لا يبرهن اننا كنا في تلك الاماكن في حياة سابقة.‏ انها فقط شبيهة بالاماكن المألوفة لدينا.‏

      ويصح ذلك ايضا في الناس.‏ فالبعض يشبهون اشخاصا آخرين في الشكل الى حد بعيد،‏ حتى انه هنالك مَن نعتبره «صورة طبق الاصل» عن شخص آخر.‏ وقد يكون لدى شخص اسلوب خاص يذكِّركم بشخص آخر لا يزال حيا او حتى بشخص مات.‏ لكننا نعرف هؤلاء الاشخاص في حياتنا الحاضرة،‏ لا في وجود سابق.‏ ولا يعني التشابه في الهيئة او الشخصية اننا عرفنا هؤلاء الاشخاص في حياة سابقة.‏ ولا شك اننا جميعا في وقت من الاوقات حسبنا امرأً شخصا آخر.‏ لكنَّ كلا الشخصين كانا حيَّين مثلكم في الفترة الزمنية نفسها،‏ لا في حياة سابقة.‏ فلا علاقة لذلك بالتقمُّص.‏

      تأثير التنويم المغنطيسي

      وحتى الاختبارات المرويَّة تحت تأثير التنويم المغنطيسي يمكن ان تُفسَّر دون اللجوء الى نظرية التقمُّص.‏ فعقلنا الباطن يؤلف مخزنا من المعلومات يجمع امورا اكثر بكثير مما يمكن ان نتصور.‏ وتبلغ المعلومات هذا المخزن عن طريق الكتب،‏ المجلات،‏ التلفزيون،‏ الراديو،‏ وبواسطة اختبارات وملاحظات اخرى.‏

      ويُخزن الكثير من هذه المعلومات في زاوية مخفية من عقلنا الباطن لأننا لا نستعملها بشكل مباشر او فوري.‏ فعقلنا الباطن هو تقريبا مثل كتب في مكتبة عامة لا يوجد عليها طلب في الوقت الحاضر ولذلك توضع على رف جانبي.‏

      ولكن،‏ تحت تأثير التنويم المغنطيسي،‏ يتغير الوعي لدى الشخص فيصير من الممكن للذكريات المنسية ان تظهر على السطح.‏ ويفسرها بعض الاشخاص بأنها ذكريات من حياة سابقة،‏ لكنها ليست اكثر من ذكريات من الحياة الحاضرة انما نُسيت وقتيا.‏

      ولكن،‏ هنالك حالات قليلة يصعب اكثر تفسيرها بشكل طبيعي.‏ والمثال على ذلك هو عندما يبتدئ شخص يتكلم «لغة» اخرى تحت تأثير التنويم المغنطيسي.‏ احيانا تكون اللغة مفهومة،‏ ولكن غالبا ما لا تكون كذلك.‏ وقد يقول المؤمنون بالتقمُّص انها اللغة التي كان ينطق بها الشخص في حياة سابقة.‏

      ومع ذلك،‏ من المعروف ان التكلم بما يُزعم انه ألسنة يحدث ايضا عندما يكون الناس في حالة من النشوة الصوفية او الدينية.‏ والذين تحصل معهم اختبارات كهذه مقتنعون بأن ذلك لا علاقة له بحياة سابقة انما هم تحت تأثير قوة غير منظورة في الحياة الحاضرة.‏

      تختلف الآراء بشأن طبيعة هذه القوة.‏ وفي بيان مشترك من «فاونْتن تراست» والمجمع الانجيلي لكنيسة انكلترا،‏ ذُكر بشأن التكلم بألسنة:‏ «نحن ندرك ايضا ان ظاهرة مماثلة يمكن ان تحدث تحت التأثير السحري/‏الابليسي.‏» لذلك فإن الافتراض ان ظواهر كهذه هي برهان على اننا عشنا حياة سابقة هو استنتاج خاطئ ومتسرِّع.‏

      اختبارات الاقتراب من الموت

      وماذا عن اختبارات الاقتراب من الموت التي يقول بعض الاشخاص انها حصلت معهم؟‏ لقد فسرها البعض بأنها برهان على ان الشخص يملك نفسا تبقى حية بعد موت الجسد.‏ لكنَّ اختبارات كهذه تُفسَّر افضل بكثير بعدة طرائق طبيعية.‏

      ففي عدد آذار ١٩٩١ من المجلة العلمية الفرنسية العلم والحياة Science & Vie،‏ تدعى المراحل المختلفة لاختبارات الاقتراب من الموت «نموذجا عالميا للهلوسة» معروفا منذ زمن طويل.‏ فالاختبارات المشابهة لا تقتصر على الذين عرفوا حالات الاقتراب من الموت.‏ فيمكن ان يرتبط حدوثها ايضا بـ‍ «التعب،‏ الحمى،‏ نوبات الصرع،‏ تعاطي المخدِّرات.‏»‏

      وأحد روّاد الجراحة العصبية،‏ وايلْدر پنْفيلْد،‏ الذي اجرى عمليات جراحية لأشخاص مصابين بالصرع فيما هم مبنَّجون موضعيا،‏ اكتشف امرا مثيرا للاهتمام.‏ فبتنبيه اجزاء مختلفة من الدماغ بواسطة مَسْرى كهربائي (‏الكترود)‏،‏ وجد انه بإمكانه جعل المريض يشعر بأنه خارج جسمه،‏ يسافر عبر نفق،‏ ويلتقي اقرباء راحلين.‏

      وثمة نقطة مثيرة للاهتمام في هذا الخصوص،‏ وهي ان الاولاد الذين تحصل معهم اختبارات الاقتراب من الموت لا يلتقون اقرباءهم الراحلين بل رفقاء المدرسة والمعلمين —‏ الذين لا يزالون احياء.‏ ويشير ذلك الى ان اختبارات كهذه لها ارتباط ثقافي معين.‏ فما يُختبر يرتبط بالحياة الحاضرة،‏ لا بما بعد الموت.‏

      يكتب الدكتور ريتشارد بلاخر في مجلة الجمعية الطبية الاميركية:‏ «الاحتضار،‏ او معاناة وضع جسدي خطر،‏ هو عملية؛‏ والموت هو حالة.‏» وكمثال على ذلك،‏ يتكلم بلاخر عن شخص طار للمرة الاولى من الولايات المتحدة الى اوروپا.‏ يكتب:‏ «التحليق بالطائرة ليس هو نفسه [كوجوده في] اوروپا.‏» فالسائح الذي يسافر قاصدا اوروپا،‏ لكنَّ طائرته تدور وتعود ادراجها بعد دقائق من الاقلاع،‏ لا يمكنه ان يخبر الناس عن اوروپا تماما كما لا يمكن لأيّ شخص عائد من غيبوبة ان يخبر احدا عن الموت.‏

      وبكلمات اخرى،‏ ان الذين كانوا قريبين من الموت لم يكونوا في الواقع امواتا على الاطلاق.‏ لقد اختبروا شيئا وهم لا يزالون احياء.‏ والشخص يبقى على قيد الحياة حتى قبل ثوان من موته.‏ لقد كانوا قريبين من الموت ولكنهم لم يكونوا قد صاروا امواتا بعد.‏

      حتى الذين توقف قلبهم لوقت قصير ثم أُنعشوا لا يمكنهم في الواقع تذكُّر ايّ شيء من لحظات فقدان الوعي تلك التي ربما اعتُبر خلالها هؤلاء الاشخاص «امواتا.‏» فما يتذكرونه،‏ هذا اذا تذكروا شيئا،‏ يكون ما حدث في وقت اقترابهم من ذلك التوقف القصير،‏ لا خلاله.‏

      ان اختبارات الاقتراب من الموت المنشورة توصَف دائما تقريبا بأنها ايجابية،‏ مع انه من المعروف ان الاختبارات السلبية تحدث ايضا.‏ وتوضح المحلِّلة النفسية الفرنسية كاترين لومير ذلك بهذه الطريقة:‏ «ان الذين لم يختبروا [اقترابا من الموت] يتناسب مع النموذج الذي وضعته IANDS [الجمعية الدولية لدراسات الاقتراب من الموت] لا منفعة لهم من سرد قصتهم.‏»‏

      لا تذكُّر

      الواقع هو اننا لا نملك اختبارا عن اية حياة غير الحياة التي نعيشها الآن،‏ لا عن حياة سابقة ولا عن الحياة ما بعد الموت.‏ لهذا السبب نحن لا نملك ذكريات حقيقية عن اي شيء سوى الحياة التي نعيشها.‏

      يقول المؤمنون بالتقمُّص ان القصد من الولادة المتكررة هو الحصول على فرصة جديدة لتحسين وضعنا.‏ فلو عشنا حقا حيوات سابقة،‏ ومع ذلك نسيناها،‏ فسيشكل هذا الفقدان للذاكرة عائقا كبيرا.‏ فبتذكُّر اخطائنا نتمكن من الاستفادة منها.‏

      كذلك الذين يؤيدون ما يسمى بالمعالجة التقمُّصية يشعرون انه بإمكانكم التعامل مع المشاكل الحاضرة بشكل افضل اذا تمكنتم،‏ بواسطة التنويم المغنطيسي،‏ من تذكُّر الحيوات السابقة.‏ وتقول النظرية اننا ولدنا من جديد لكي نحسِّن شيئا ما،‏ لكننا نسينا ما هو هذا الشيء.‏

      ان فقدان الذاكرة في الحياة الحاضرة يُعتبر عائقا.‏ ولا بد انه كذلك في هذه الحالة.‏ والاعتراض القائل ان نسيانا كهذا ليس مهما،‏ اذ ان الاشخاص الصالحين وحدهم يولدون من جديد كبشر،‏ ليس حجة سليمة في هذا العصر الذي فيه يسيطر الشر على المسرح العالمي اكثر من اي وقت مضى.‏ فلو كان البشر الصالحون وحدهم يولدون من جديد كبشر،‏ فمن اين اتى كل الاشرار؟‏ أفلا يجب ان يستمر عدد الاشرار بالتناقص؟‏ ان الحقيقة هي:‏ لا احد،‏ صالحا كان ام طالحا،‏ تقمَّص ليبدأ حياة اخرى كإنسان او حتى كأيّ شيء آخر.‏

      لكن قد يقول البعض:‏ ‹أليس التقمُّص من تعاليم الكتاب المقدس؟‏› دعونا نتأمل في هذا السؤال في المقالة التالية.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      عقلنا الباطن هو اشبه بمكتبة من المعلومات المخزونة التي يمكن مع ذلك تذكُّرها لاحقا

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      ‏«الموت هو حالة،‏» لا عملية.‏ —‏ الدكتور ريتشارد بلاخر في مجلة الجمعية الطبية الاميركية

  • هل تعلِّم كلمة اللّٰه التقمُّص؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • هل تعلِّم كلمة اللّٰه التقمُّص؟‏

      كل مَن يتفحص الكتاب المقدس على امل ايجاد دعم لعقيدة التقمُّص سيخيب امله بالتأكيد.‏ فلن تجدوا ايّ مكان يُذكر فيه ان البشر يعيشون حيوات سابقة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ لن تجدوا تعابير مثل «التقمُّص» «التناسخ» او «النفس الخالدة» في الكتاب المقدس.‏

      لكنَّ بعض المؤمنين بالتقمُّص يحاولون تفسير عدم دعم الكتاب المقدس له بالقول ان فكرة التقمُّص كانت شائعة جدا في الازمنة القديمة حتى ان ذكْر ايّ توضيح لم يُعتبر ضروريا.‏ صحيح ان عقيدة التقمُّص قديمة جدا،‏ لكن بصرف النظر عن مدى قدمها او مدى شيوعها او عدم شيوعها،‏ يبقى السؤال المطروح:‏ هل يعلِّمها الكتاب المقدس؟‏

      في ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏،‏ كتب الرسول بولس:‏ «ان الكتاب بكل ما فيه،‏ قد اوحى به اللّٰه؛‏ وهو مفيد للتعليم والتوبيخ والتقويم وتهذيب الانسان في البر،‏ لكي يجعل انسانَ اللّٰه مؤهلا تأهيلا كاملا،‏ ومجهَّزا لكل عمل صالح.‏» (‏ترجمة تفسيرية‏)‏ نعم،‏ الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه الموحى بها،‏ وسيلة اتصاله بالعائلة البشرية.‏ وكما كتب بولس،‏ يمكِّن الكتابُ الباحثَ المخلص من ان يكون «مؤهلا تأهيلا كاملا،‏ ومجهَّزا» للاجابة عن كل الاسئلة المهمة المتعلقة بالحياة،‏ بما فيها الاسئلة المتعلقة بالماضي،‏ الحاضر،‏ والمستقبل.‏

      ذكر بولس ايضا:‏ «[عندما] تسلمتم منا كلمة خبر من اللّٰه قبلتموها لا ككلمة اناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة اللّٰه.‏» (‏١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏)‏ وبما ان الكتاب المقدس يحتوي على افكار اللّٰه،‏ لا افكار الانسان الناقص،‏ لا يدهشنا ان نجد ان الكتاب المقدس يختلف تكرارا عن افكار الانسان حتى ولو كانت رائجة لسنين طويلة.‏ لكن قد تقولون:‏ ‹الا يلمِّح الكتاب المقدس تلميحا على الاقل الى التقمُّص في بعض المواضع؟‏›‏

      آيات يُساء فهمها

      يقول المؤمنون بالتقمُّص ان الكتاب المقدس يُلمع الى الموضوع في متى ١٧:‏١١-‏١٣‏،‏ حيث يربط يسوع يوحنا المعمدان بالنبي القديم ايليا.‏ تقول هذه الآيات:‏ «ان ايليا يأتي اولا ويرد كل شيء.‏ ولكني اقول لكم ان ايليا قد جاء .‏ .‏ .‏ حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان.‏»‏

      عندما قال يسوع ذلك،‏ هل كان يقصد ان يوحنا المعمدان هو ايليا النبي متقمِّصا؟‏ عرف يوحنا نفسُه انه لم يكن كذلك.‏ فعندما سُئل في احدى المناسبات:‏ «ايليا انتَ» اجاب يوحنا بوضوح:‏ «لستُ انا.‏» (‏يوحنا ١:‏٢١‏)‏ لكنه أُنبئ بأن يوحنا سيسبق المسيَّا «بروح ايليا وقوته.‏» (‏لوقا ١:‏١٧؛‏ ملاخي ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ وبكلمات اخرى،‏ كان يوحنا المعمدان هو «ايليا» بمعنى انه انجز عملا مماثلا لعمل ايليا.‏

      في يوحنا ٩:‏١،‏ ٢ نقرأ:‏ «وفيما هو [يسوع] مجتاز رأى انسانا اعمى منذ ولادته.‏ فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من اخطأ هذا ام ابواه حتى وُلد اعمى.‏» ويقترح بعض الذين يؤمنون بالتقمُّص انه بما ان هذا الانسان وُلد اعمى،‏ فلا بد ان خطيته حصلت في حياة سابقة.‏

      ولكن مهما كان سبب طرح التلاميذ السؤال،‏ فلا بد ان يكون جواب يسوع هو العامل المقرِّر.‏ فقد قال:‏ «لا هذا اخطأ ولا ابواه.‏» (‏يوحنا ٩:‏٣‏)‏ ويناقض ذلك التقمُّصَ الذي يشير ضمنا الى اعتبار حالات العجز مرتبطة بخطايا من حياة سابقة.‏ والفكرة القائلة انه لا يمكن لأحد ان يخطئ قبل ولادته ابرزها بولس ايضا عندما كتب عن عيسو ويعقوب انهما «لم يولدا بعد ولا فعلا خيرا او شرا.‏» —‏ رومية ٩:‏١١‏.‏

      القيامة لا التقمُّص

      ومع ان الكتاب المقدس لا يدعم عقيدة التقمُّص،‏ لا يلزم ان يشعر احد بالخيبة.‏ فرسالة الكتاب المقدس تقدم شيئا معزِّيا اكثر بكثير مما تقدمه فكرة الولادة من جديد في عالم ملآن ظلما،‏ حزنا،‏ وجعا،‏ وموتا.‏ وما يقدمه الكتاب المقدس ليس معزِّيا فحسب بل هو الحق،‏ كلمة اللّٰه.‏

      عبَّر بولس عن هذه العقيدة المشجِّعة بهذه الطريقة:‏ «لي رجاء باللّٰه .‏ .‏ .‏ انه سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثمة.‏» وتظهر كلمة «قيامة،‏» او بعض صيغها،‏ اكثر من ٥٠ مرة في الاسفار اليونانية المسيحية،‏ وتحدث بولس عنها بصفتها عقيدة ابتدائية في الدين المسيحي.‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٥؛‏ عبرانيين ٦:‏١،‏ ٢‏،‏ ع‌ج‏.‏

      من الواضح ان القيامة من الموت تعني ان الموت موجود.‏ ولن تجدوا في ايّ مكان في الكتاب المقدس تلميحا الى ان الانسان يملك نفسا خالدة.‏ ولو كان الانسان يملك نفسا خالدة تنفصل عن الجسد عند الموت وتمضي الى مصير ابدي في السماء او في الجحيم او تتقمَّص،‏ لَما كانت هنالك حاجة الى قيامة.‏ ومن ناحية اخرى،‏ تُظهر نحو مئة آية في الكتاب المقدس ان النفس البشرية ليست خالدة،‏ بل فانية وهالكة.‏ ويتكلم الكتاب المقدس دائما عن الموت كنقيض للحياة،‏ اي عدم الوجود بتباين مع الوجود.‏

      كان الموت،‏ او عدم الوجود،‏ العقاب على خطية آدم وحواء الى اللّٰه.‏ لقد كان عقابا،‏ لا مدخلا الى حياة خالدة في مكان آخر.‏ وقد ذكر اللّٰه بوضوح انهما كانا سيعودان الى المكان الذي اتيا منه —‏ تراب الارض:‏ «تعود الى الارض التي أُخذت منها.‏ لأنك تراب وإلى تراب تعود.‏» (‏تكوين ٣:‏١٩‏)‏ فهما لم يملكا نفسا خالدة لا قبل ان يخلقهما اللّٰه ويضعهما على الارض،‏ في جنة عدن،‏ ولا بعد موتهما.‏

      تُشبَّه القيامة من الموت بالايقاظ من النوم،‏ او القيام من استراحة.‏ مثلا،‏ قال يسوع عن لعازر الذي كان سيقيمه:‏ «لعازر .‏ .‏ .‏ قد نام.‏ لكني اذهب لأوقظه.‏» (‏يوحنا ١١:‏١١‏)‏ وبشأن النبي دانيال نقرأ:‏ «تستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الايام.‏» —‏ دانيال ١٢:‏١٣‏.‏

      الحياة الابدية على الارض

      وماذا سيكون نصيب المقامين من الموت؟‏ يتكلم الكتاب المقدس عن قيامتين —‏ قيامة سماوية وقيامة ارضية.‏ وستكون القيامة الارضية نصيب الاغلبية الساحقة من الذين عاشوا وماتوا.‏ ويختبر قليلون جدا قيامةً سماوية،‏ وذلك لكي يحكموا مع المسيح في ملكوت اللّٰه السماوي.‏ (‏رؤيا ١٤:‏١-‏٣؛‏ ٢٠:‏٤‏)‏ ومتى ستبدأ القيامة الارضية؟‏ ستبدأ بعد ان يدمر اللّٰه هذا النظام الشرير الحاضر وتتحقق ‹الارض الجديدة،‏› المجتمع البشري البار الجديد.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ امثال ٢:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏

      وفي ‹الارض الجديدة،‏› لن يكون هنالك مرض او الم في ما بعد.‏ حتى الموت لن يوجد في ما بعد،‏ بل سيحل محله توقع العيش الى الابد.‏ «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الامور الاولى قد مضت.‏» (‏رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ وأنبأ صاحب المزمور مسبقا ايضا:‏ «الصديقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.‏» (‏مزمور ٣٧:‏٢٩‏)‏ وبشكل مشابه،‏ قال يسوع:‏ «طوبى للودعاء.‏ لأنهم يرثون الارض.‏» —‏ متى ٥:‏٥‏.‏

      قارنوا وعود اللّٰه الرائعة هذه بعقيدة التقمُّص.‏ فاستنادا الى هذه الفكرة،‏ يُفترض ان تعودوا مرة بعد اخرى للعيش في نظام الاشياء القديم الفاسد هذا عينه.‏ ويعني ذلك انكم ستبقون محاطين بالشر،‏ الالم،‏ المرض،‏ والموت في دورة لا تنتهي تقريبا.‏ فيا له من مستقبل بائس لنترقَّبه!‏

      وهكذا يجيب الكتاب المقدس عن السؤالين،‏ هل عشتم حياة سابقة؟‏ وهل ستعيشون حياة اخرى؟‏ بهذه الطريقة:‏ لا،‏ لم تعيشوا اية حياة غير الحياة الحاضرة.‏ ولكن بإمكانكم ان تجعلوا حياتكم حياة دائمة،‏ نعم،‏ حياة ابدية.‏ فاليوم،‏ في «الايام الاخيرة» لهذا النظام الحاضر،‏ بإمكانكم ان ترجوا النجاة من نهاية هذا العالم ودخول عالم اللّٰه الجديد دون ان تموتوا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥؛‏ رؤيا ٧:‏٩-‏١٥‏)‏ او اذا متُّم قبل ان يأتي عالم اللّٰه الجديد،‏ يمكنكم ان ترجوا القيامة الى حياة ابدية على ارض فردوسية.‏ —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      وإذا مارستم الايمان بيسوع مهما حدث،‏ تنطبق عليكم ايضا كلمات يسوع لمرثا عندما مات اخوها لعازر:‏ «انا هو القيامة والحياة.‏ من آمن بي ولو مات فسيحيا.‏ وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت الى الابد.‏» —‏ يوحنا ١١:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      لم يملك آدم نفسا خالدة بل عاد الى التراب عندما مات

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      تعلِّم كلمة اللّٰه القيامة،‏ لا التقمُّص

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة