مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«انتم اصدقائي»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ‏«أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي»‏

      ‏«أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ».‏ —‏ يو ١٥:‏١٤‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مِنْ أَيَّةِ خَلْفِيَّاتٍ كَانَ أَصْدِقَاءُ يَسُوعَ؟‏ (‏ب)‏ مَا أَهَمِّيَّةُ صَدَاقَةِ يَسُوعَ؟‏

      كَانَ ٱلرِّجَالُ ٱلْجَالِسُونَ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْعُلِّيَّةِ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ.‏ فَٱلْأَخَوَانِ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ سَبَقَ أَنْ زَاوَلَا صَيْدَ ٱلسَّمَكِ،‏ فِيمَا عَمِلَ مَتَّى فِي ٱلْمَاضِي جَابِيَ ضَرَائِبَ،‏ وَهِيَ مِهْنَةٌ ٱحْتَقَرَهَا ٱلْيَهُودُ.‏ وَبَعْضُهُمْ،‏ مِثْلُ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا،‏ عَرَفَ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أَيَّامِ ٱلصِّبَا.‏ أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ،‏ كَنَثَنَائِيلَ،‏ فَرُبَّمَا تَعَرَّفُوا بِهِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ قَلِيلَةٍ فَقَطْ.‏ (‏يو ١:‏٤٣-‏٥٠‏)‏ لكِنَّ جَمِيعَ ٱلْحَاضِرِينَ مَعَ يَسُوعَ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ،‏ لَيْلَةِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلفِصْحِ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ كَانُوا مُقْتَنِعِينَ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودُ بِهِ،‏ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ.‏ (‏يو ٦:‏٦٨،‏ ٦٩‏)‏ وَلَا رَيْبَ أَنَّ كَلِمَاتِهِ أَثْلَجَتْ صَدْرَهُمْ إِذْ سَمِعُوهُ يَقُولُ لَهُمْ:‏ «دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ،‏ لِأَنِّي عَرَّفْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي».‏ —‏ يو ١٥:‏١٥‏.‏

      ٢ إِنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ لِرُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ تَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْيَوْمَ،‏ وَتَوَسُّعًا عَلَى جَمِيعِ رُفَقَائِهِمِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ فَمَهْمَا كَانَتْ خَلْفِيَّتُنَا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْظَى بِشَرَفِ مُصَادَقَةِ يَسُوعَ.‏ وَصَدَاقَتُنَا مَعَهُ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لِأَنَّهَا تَجْعَلُنَا أَيْضًا أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَه.‏ حَتَّى إِنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ أَبَدًا ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَى يَهْوَه مَا لَمْ نَقْتَرِبْ أَوَّلًا إِلَى ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ١٤:‏٦،‏ ٢١‏.‏‏)‏ فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكْسِبَ صَدَاقَةَ يَسُوعَ وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا؟‏ قَبْلَ أَنْ نَتَنَاوَلَ هذَا ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُهِمَّ،‏ لِنُنَاقِشِ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي مَجَالِ ٱلصَّدَاقَةِ وَنَتَأَمَّلْ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ تَجَاوُبِ تَلَامِيذِهِ مَعَهُ.‏

      مِثَالُ يَسُوعَ فِي ٱلصَّدَاقَةِ

      ٣ بِمَ كَانَ يَسُوعُ مَعْرُوفًا؟‏

      ٣ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ:‏ «أَصْدِقَاءُ ٱلْغَنِيِّ كَثِيرُونَ».‏ (‏ام ١٤:‏٢٠‏)‏ يُلَخِّصُ هذَا ٱلْقَوْلُ مَيْلَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ إِلَى بِنَاءِ ٱلصَّدَاقَاتِ عَلَى أَسَاسِ مَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْهُ لَا مَا يَسْتَطِيعُونَ إِعْطَاءَهُ.‏ أَمَّا يَسُوعُ فَمَا كَانَ عِنْدَهُ هذَا ٱلْعَيْبُ.‏ فَلَمْ يَتَأَثَّرْ بِوَضْعِ ٱلشَّخْصِ ٱلْمَادِّيِّ أَوْ مَنْزِلَتِهِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ شَعَرَ ذَاتَ مَرَّةٍ بِمَحَبَّةٍ نَحْوَ رَئِيسٍ شَابٍّ غَنِيٍّ وَدَعَاهُ أَنْ يَتْبَعَهُ،‏ لكِنَّهُ أَوْصَاهُ أَنْ يَبِيعَ مَا عِنْدَهُ وَيُعْطِيَ ٱلْفُقَرَاءَ.‏ (‏مر ١٠:‏١٧-‏٢٢؛‏ لو ١٨:‏١٨،‏ ٢٣‏)‏ فَلَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا بِٱلصِّلَاتِ ٱلَّتِي تَرْبِطُهُ بِٱلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْوُجَهَاءِ،‏ بَلْ بِمُصَادَقَةِ ٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْمُحْتَقَرِينَ.‏ —‏ مت ١١:‏١٩‏.‏

      ٤ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ أَصْدِقَاءَ يَسُوعَ كَانُوا أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ عُيُوبٌ؟‏

      ٤ طَبْعًا،‏ كَانَ أَصْدِقَاءُ يَسُوعَ أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ عُيُوبٌ.‏ فَبُطْرُسُ أَحْيَانًا لَمْ يَنْظُرْ إِلَى ٱلْأُمُورِ بِمِنْظَارٍ رُوحِيٍّ.‏ (‏مت ١٦:‏٢١-‏٢٣‏)‏ كَمَا أَعْرَبَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا عَنْ طُمُوحٍ أَنَانِيٍّ حِينَ طَلَبَا مِنْ يَسُوعَ مَرْكَزَيْنِ بَارِزَيْنِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ،‏ فَأَثَارَا بِمَوْقِفِهِمَا حَفِيظَةَ ٱلرُّسُلِ ٱلْبَاقِينَ.‏ وَقَدْ كَانَتْ مَسْأَلَةُ ٱلْبُرُوزِ مَثَارَ جَدَلٍ دَائِمٍ بَيْنَهُمْ.‏ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ سَرِيعَ ٱلْغَضَبِ عَلَى أَصْدِقَائِهِ،‏ بَلْ حَاوَلَ بِصَبْرٍ أَنْ يُقَوِّمَ تَفْكِيرَهُمْ.‏ —‏ مت ٢٠:‏٢٠-‏٢٨‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ لِمَ حَافَظَ يَسُوعُ عَلَى صَدَاقَتِهِ مَعَ مُعْظَمِ ٱلرُّسُلِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ أَنْهَى يَسُوعُ صَدَاقَتَهُ مَعَ يَهُوذَا؟‏

      ٥ لَمْ يُحَافِظْ يَسُوعُ عَلَى صَدَاقَتِهِ مَعَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلنَّاقِصِينَ لِأَنَّهُ تَعَامَى عَنْ نَقَائِصِهِمْ أَوْ كَانَ مُتَسَامِحًا بِإِفْرَاطٍ،‏ بَلْ لِأَنَّهُ رَكَّزَ عَلَى نَوَايَاهُمُ ٱلطَّيِّبَةِ وَصِفَاتِهِمِ ٱلْجَيِّدَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ خَابَ أَمَلُهُ طَبْعًا فِي بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا عِنْدَمَا ٱسْتَغْرَقُوا فِي ٱلنَّوْمِ عِوَضَ ٱلْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِهِ فِي أَحْلَكِ لَحَظَاتِ حَيَاتِهِ.‏ لكِنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ دَوَافِعَهُمْ جَيِّدَةٌ،‏ فَقَالَ:‏ «إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ،‏ أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».‏ —‏ مت ٢٦:‏٤١‏.‏

      ٦ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ أَنْهَى يَسُوعُ صَدَاقَتَهُ مَعَ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ.‏ فَمَعَ أَنَّ يَهُوذَا حَافَظَ شَكْلِيًّا عَلَى مَظَاهِرِ ٱلصَّدَاقَةِ،‏ ٱكْتَشَفَ يَسُوعُ أَنَّ رَفِيقَهُ هذَا ٱلَّذِي كَانَتْ تَرْبِطُهُ بِهِ عَلَاقَةٌ حَمِيمَةٌ سَمَحَ لِلْفَسَادِ بِٱلتَّغَلْغُلِ فِي قَلْبِهِ.‏ فَقَدْ صَارَ يَهُوذَا صَدِيقًا لِلْعَالَمِ،‏ فَجَعَلَ نَفْسَهُ عَدُوًّا لِلّٰهِ.‏ (‏يع ٤:‏٤‏)‏ لِذلِكَ صَرَفَهُ يَسُوعُ قَبْلَ أَنْ يُؤَكِّدَ صَدَاقَتَهُ لِلرُّسُلِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلـ‍ ١١ ٱلْبَاقِينَ.‏ —‏ يو ١٣:‏٢١-‏٣٥‏.‏

      ٧،‏ ٨ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِأَصْدِقَائِهِ؟‏

      ٧ تَغَاضَى يَسُوعُ عَنْ عُيُوبِ أَصْدِقَائِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ وَٱهْتَمَّ بِخَيْرِهِمْ.‏ فَقَدْ صَلَّى مَثَلًا إِلَى أَبِيهِ أَنْ يَحْمِيَهُمْ فِي مِحَنِهِمْ.‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ١٧:‏١١‏.‏‏)‏ كَمَا رَاعَى قُدُرَاتِهِمِ ٱلْجَسَدِيَّةَ ٱلْمَحْدُودَةَ.‏ (‏مر ٦:‏٣٠-‏٣٢‏)‏ وَلَمْ يَكُنْ يَهُمُّهُ أَنْ يُدْلِيَ لَهُمْ بِرَأْيِهِ هُوَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَنْ يَسْمَعَ وَيَتَفَهَّمَ رَأْيَهُمْ وَمَشَاعِرَهُمْ هُمْ أَيْضًا.‏ —‏ مت ١٦:‏١٣-‏١٦؛‏ ١٧:‏٢٤-‏٢٦‏.‏

      ٨ لَقَدْ عَاشَ يَسُوعُ وَمَاتَ مِنْ أَجْلِ أَصْدِقَائِهِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ بِأَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ تَطَلَّبَتْ مَوْتَهُ بُغْيَةَ إِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ وَفْقَ مِقْيَاسِ أَبِيهِ،‏ لكِنَّ ٱلْمَسْأَلَةَ شَمَلَتْ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ.‏ (‏مت ٢٦:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ عب ٩:‏٢٢،‏ ٢٨‏)‏ فَقَدْ بَذَلَ حَيَاتَهُ تَعْبِيرًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ لِأَنَّهُ قَالَ:‏ «لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ:‏ أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ».‏ —‏ يو ١٥:‏١٣‏.‏

      كَيْفَ تَجَاوَبَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ مَعَ صَدَاقَتِهِ؟‏

      ٩،‏ ١٠ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلنَّاسُ مَعَ سَخَاءِ يَسُوعَ؟‏

      ٩ كَانَ يَسُوعُ سَخِيًّا،‏ وَلَمْ يَبْخَلْ عَلَى ٱلنَّاسِ بِوَقْتِهِ وَعَاطِفَتِهِ وَمَوَارِدِهِ.‏ فَٱنْجَذَبُوا إِلَيْهِ وَبَادَلُوهُ ٱلْعَطَاءَ بِسُرُورٍ.‏ (‏لو ٨:‏١-‏٣‏)‏ لِذلِكَ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ عَنْ خِبْرَةٍ:‏ «مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا.‏ فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا.‏ فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ».‏ —‏ لو ٦:‏٣٨‏.‏

      ١٠ طَبْعًا،‏ حَاوَلَ ٱلْبَعْضُ مُرَافَقَتَهُ طَمَعًا بِمَا يُمْكِنُهُمُ ٱلْحُصُولُ عَلَيْهِ لَا غَيْرَ.‏ لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلزَّائِفِينَ تَخَلَّوْا عَنْهُ عِنْدَمَا أَسَاءُوا فَهْمَ أَحَدِ أَقْوَالِهِ.‏ فَعِوَضَ ٱلْتِمَاسِ عُذْرٍ لِيَسُوعَ فِي مَسْأَلَةٍ لَمْ يَفْهَمُوهَا،‏ تَسَرَّعُوا فِي ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ خَاطِئَةٍ وَأَدَارُوا لَهُ ظُهُورَهُمْ.‏ أَمَّا ٱلرُّسُلُ فَكَانُوا أَوْلِيَاءَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ صَدَاقَتَهُمْ لِيَسُوعَ ٱمْتُحِنَتْ مِرَارًا،‏ بَذَلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِيَقِفُوا إِلَى جَانِبِهِ فِي ٱلسَّرَّاءِ وَٱلضَّرَّاءِ.‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ٦:‏٢٦،‏ ٥٦،‏ ٦٠،‏ ٦٦-‏٦٨‏.‏‏)‏ لِذلِكَ عَبَّرَ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ عَنْ تَقْدِيرِهِ لَهُمْ،‏ قَائِلًا:‏ «أَنْتُمْ مَنِ ٱلْتَصَقَ بِي فِي مِحَنِي».‏ —‏ لو ٢٢:‏٢٨‏.‏

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ طَمْأَنَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ،‏ وَكَيْفَ تَجَاوَبُوا؟‏

      ١١ بُعَيْدَ مَدْحِ يَسُوعَ تَلَامِيذَهُ عَلَى وَلَائِهِمْ،‏ تَخَلَّوْا عَنْهُ هُمْ أَنْفُسُهُمْ.‏ فَسَمَحُوا مُؤَقَّتًا لِلْخَوْفِ مِنَ ٱلْبَشَرِ بِأَنْ يَطْغَى عَلَى مَحَبَّتِهِمْ لِلْمَسِيحِ.‏ لكِنَّهُ سَامَحَهُمْ مُجَدَّدًا،‏ فَتَرَاءَى لَهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ وَطَمْأَنَهُمْ بِأَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ أَصْدِقَاءَهُ.‏ كَمَا عَهِدَ إِلَيْهِمْ بِمُهِمَّةٍ مُقَدَّسَةٍ:‏ أَنْ يُتَلْمِذُوا «أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ» وَيَكُونُوا لَهُ شُهُودًا «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏مت ٢٨:‏١٩؛‏ اع ١:‏٨‏)‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبُوا؟‏

      ١٢ لَقَدْ تَفَانَى ٱلتَّلَامِيذُ فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَسُرْعَانَ مَا مَلَأُوا أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِهِمْ بِدَعْمِ رُوحِ يَهْوَه ٱلْقُدُسِ.‏ (‏اع ٥:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ وَلَمْ يَثْنِهِمْ حَتَّى ٱلتَّهْدِيدُ بِٱلْمَوْتِ عَنْ إِطَاعَةِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ بِٱلتَّلْمَذَةِ.‏ وَبَعْدَ مُرُورِ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ،‏ ٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَكْتُبَ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ كُرِزَ بِهَا «فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ».‏ (‏كو ١:‏٢٣‏)‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ أَظْهَرُوا مَدَى تَقْدِيرِهِمْ لِلصَّدَاقَةِ ٱلَّتِي تَرْبِطُهُمْ بِيَسُوعَ.‏

      ١٣ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ سَمَحَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ لِتَعَالِيمِهِ بِأَنْ تُؤَثِّرَ فِيهِمْ؟‏

      ١٣ سَمَحَ ٱلَّذِينَ صَارُوا مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ لِتَعَالِيمِهِ بِأَنْ تُؤَثِّرَ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ وَعَنَى ذلِكَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى كَثِيرِينَ إِجْرَاءَ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةٍ فِي مَسْلَكِهِمْ وَشَخْصِيَّتِهِمْ.‏ فَبَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْجُدُدِ كَانُوا فِي مَا مَضَى مُضَاجِعِي نَظِيرٍ وَزُنَاةً وَسِكِّيرِينَ وَسَارِقِينَ.‏ (‏١ كو ٦:‏٩-‏١١‏)‏ وَكَانَ عَلَى ٱلْبَعْضِ أَيْضًا أَنْ يُغَيِّرُوا نَظْرَتَهُمْ إِلَى ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ جِنْسٍ آخَرَ.‏ (‏اع ١٠:‏٢٥-‏٢٨‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ أَطَاعُوا يَسُوعَ،‏ فَطَرَحُوا عَنْهُمُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ وَلَبِسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ.‏ (‏اف ٤:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ لَقَدْ عَرَفُوا «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ»،‏ أَيْ فَهِمُوا طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ وَسِيرَتَهُ وَٱقْتَدَوْا بِهِمَا.‏ —‏ ١ كو ٢:‏١٦‏.‏

      صَدَاقَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ

      ١٤ بِمَاذَا وَعَدَ يَسُوعُ أَثْنَاءَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»؟‏

      ١٤ كَانَ كَثِيرُونَ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ قَدْ تَعَرَّفُوا بِيَسُوعَ شَخْصِيًّا أَوْ رَأَوْهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ.‏ أَمَّا نَحْنُ فَلَمْ نَحْظَ بِهذِهِ ٱلْفُرْصَةِ.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ ٱلْمَسِيحِ؟‏ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ إِطَاعَةُ إِرْشَادِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ ٱلْمُؤَلَّفِ مِنْ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ بِأَنْ يُقِيمَ هذَا ٱلْعَبْدَ «عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ» أَثْنَاءَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٣،‏ ٤٥-‏٤٧‏)‏ وَٱلْغَالِبِيَّةُ ٱلْعُظْمَى مِنَ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَ صَدَاقَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ لَيْسُوا مِنْ هذَا ٱلصَّفِّ.‏ فَكَيْفَ يُؤَثِّرُ تَجَاوُبُهُمْ مَعَ إِرْشَادِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ فِي صَدَاقَتِهِمْ مَعَ ٱلْمَسِيحِ؟‏

      ١٥ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يُحْسَبُ ٱلْمَرْءُ خَرُوفًا أَوْ جَدْيًا؟‏

      ١٥ اِقْرَأْ متى ٢٥:‏٣١-‏٤٠‏.‏ دَعَا يَسُوعُ أَعْضَاءَ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ إِخْوَتَهُ.‏ وَفِي مَثَلِهِ عَنْ فَرْزِ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ،‏ ذَكَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّ مُعَامَلَتَنَا لِإِخْوَتِهِ تُوَازِي تَمَامًا مُعَامَلَتَنَا لَهُ شَخْصِيًّا.‏ وَقَدْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ ٱلْعَامِلَ ٱلْحَاسِمَ ٱلَّذِي يُمَيِّزُ ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ هُوَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي يُعَامِلُونَ بِهَا حَتَّى «ٱلْأَصَاغِرَ مِنْ [إِخْوَتِهِ]».‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ دَعْمَ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ هُوَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي يُظْهِرُ بِهَا ذَوُو ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ رَغْبَتَهُمْ أَنْ يَكُونُوا أَصْدِقَاءَ ٱلْمَسِيحِ.‏

      ١٦،‏ ١٧ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَصْدِقَاءُ لِإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

      ١٦ فَكَيْفَ تُظْهِرُ أَنَّكَ صَدِيقٌ لِإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ إِذَا كُنْتَ تَرْجُو ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ظِلِّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثِ طَرَائِقَ،‏ أَوَّلُهَا ٱلْمُشَارَكَةُ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَقَدْ أَمَرَ ٱلْمَسِيحُ إِخْوَتَهُ أَنْ يَكْرِزُوا بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ لكِنَّ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ لَا يَسَعُهُمْ أَنْ يَتَوَلَّوْا هذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ وَحْدَهُمْ دُونَ مُسَاعَدَةٍ مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ.‏ وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ،‏ كُلَّمَا ٱنْهَمَكَ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ سَاعَدُوا إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ عَلَى إِتْمَامِ مُهِمَّتِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَصَفُّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ يُقَدِّرُ كَثِيرًا بَادِرَةَ ٱلصَّدَاقَةِ هذِهِ،‏ مِثْلَمَا يُقَدِّرُهَا ٱلْمَسِيحُ.‏

      ١٧ وَيُسَاعِدُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ بِطَرِيقَةٍ ثَانِيَةٍ هِيَ دَعْمُ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ مَادِّيًّا.‏ فَقَدْ شَجَّعَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَصْنَعُوا لَهُمْ أَصْدِقَاءَ «بِٱلْمَالِ ٱلْأَثِيمِ».‏ (‏لو ١٦:‏٩‏)‏ لَا يَعْنِي ذلِكَ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ شِرَاءَ صَدَاقَةِ يَسُوعَ أَوْ يَهْوَه،‏ بَلْ يَعْنِي بِٱلْأَحْرَى أَنَّنَا بِتَسْخِيرِ مُقْتَنَيَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ فِي خِدْمَةِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ نُعْرِبُ عَنْ صَدَاقَتِنَا وَمَحَبَّتِنَا «بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ»،‏ لَا بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ.‏ (‏١ يو ٣:‏١٦-‏١٨‏)‏ وَيَتَمَثَّلُ هذَا ٱلدَّعْمُ ٱلْمَادِّيُّ فِي ٱلْمَوَارِدِ ٱلَّتِي نُنْفِقُهَا أَوْ نَسْتَهْلِكُهَا أَثْنَاءَ قِيَامِنَا بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ ٱلْمَالِ ٱلَّذِي نَتَبَرَّعُ بِهِ لِبِنَاءِ وَصِيَانَةِ أَمَاكِنِ عِبَادَتِنَا،‏ وَٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلَّتِي نُسَاهِمُ بِهَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه وَيَسُوعَ يُقَدِّرَانِ كِلَاهُمَا مَا نُعْطِيهِ بِسُرُورٍ،‏ قَلِيلًا كَانَ أَمْ كَثِيرًا.‏ —‏ ٢ كو ٩:‏٧‏.‏

      ١٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُطِيعَ إِرْشَادَ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ١٨ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي نُظْهِرُ بِهَا جَمِيعًا أَنَّنَا أَصْدِقَاءُ ٱلْمَسِيحِ هِيَ قُبُولُ إِرْشَادِ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُعَيَّنِينَ تَحْتَ تَوْجِيهِهِ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏اف ٥:‏٢٣‏)‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «أَطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَكُمْ وَكُونُوا مُذْعِنِينَ».‏ (‏عب ١٣:‏١٧‏)‏ قَدْ نَسْتَصْعِبُ أَحْيَانًا إِطَاعَةَ تَوْجِيهِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ لِأَنَّنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ نَعْرِفُ نَقَائِصَهُمُ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُشَوِّهَ نَظْرَتَنَا إِلَى مَشُورَتِهِمْ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يُسَرُّ ٱلْمَسِيحُ،‏ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ بِٱسْتِخْدَامِ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ تَجَاوُبَنَا مَعَ سُلْطَتِهِمْ لَهُ تَأْثِيرٌ مُبَاشِرٌ فِي صَدَاقَتِنَا مَعَهُ.‏ فَنَحْنُ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لَهُ عِنْدَمَا نَتَغَاضَى عَنْ عُيُوبِهِمْ وَنَتْبَعُ إِرْشَادَهُمْ بِفَرَحٍ.‏

      أَيْنَ نَجِدُ أَصْدِقَاءَ مُخْلِصِينَ؟‏

      ١٩،‏ ٢٠ مَاذَا نَجِدُ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَمَا مَوْضُوعُ مَقَالَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٩ يَسْتَمِرُّ يَسُوعُ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِنَا لَيْسَ فَقَطْ عَنْ طَرِيقِ إِشْرَافِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُحِبِّينَ،‏ بَلْ أَيْضًا بِوَاسِطَةِ ٱلْأُمَّهَاتِ وَٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ نَجِدُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏‏)‏ هَلْ تَذْكُرُ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَقْرِبَائِكَ عِنْدَمَا بَدَأْتَ بِمُعَاشَرَةِ هَيْئَةِ يَهْوَه؟‏ إِذَا كَانُوا قَدْ دَعَمُوا ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلْتَهَا فِي سَبِيلِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ،‏ فَهذَا رَائِعٌ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ حَذَّرَ قَائِلًا إِنَّ «أَعْدَاءَ ٱلْإِنْسَانِ» يَكُونُونَ أَحْيَانًا «مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ».‏ (‏مت ١٠:‏٣٦‏)‏ فَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَعْرِفُ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَجِدَ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَصْدِقَاءَ يَلْتَصِقُونَ بِنَا أَكْثَرَ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ لَحْمِنَا وَدَمِنَا!‏ —‏ ام ١٨:‏٢٤‏.‏

      ٢٠ تُظْهِرُ ٱلسَّلَامَاتُ ٱلْإِفْرَادِيَّةُ ٱلَّتِي خَتَمَ بِهَا بُولُسُ رِسَالَتَهُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي رُومَا أَنَّهُ كَانَ لَدَيْهِ أَصْدِقَاءُ أَحِمَّاءُ كَثِيرُونَ.‏ (‏رو ١٦:‏٨-‏١٦‏)‏ كَمَا خَتَمَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا رِسَالَتَهُ ٱلثَّالِثَةَ بِٱلْكَلِمَاتِ:‏ «سَلِّمْ عَلَى ٱلْأَصْدِقَاءِ بِأَسْمَائِهِمْ».‏ (‏٣ يو ١٤‏)‏ وَيَدُلُّ ذلِكَ أَنَّهُ أَنْشَأَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمَتِينَةِ.‏ فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ وَٱلتَّلَامِيذِ ٱلْأَوَّلِينَ فِي إِقَامَةِ صَدَاقَاتٍ بَنَّاءَةٍ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏ إِنَّ هذَا ٱلسُّؤَالَ هُوَ مَوْضُوعُ مَقَالَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ.‏

  • المحافظة على اواصر الصداقة في عالم خالٍ من المحبة
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى أَوَاصِرِ ٱلصَّدَاقَةِ فِي عَالَمٍ خَالٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ

      ‏«بِهٰذَا أُوصِيكُمْ:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا».‏ —‏ يو ١٥:‏١٧‏.‏

      ١ لِمَاذَا كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بِحَاجَةٍ إِلَى إِبْقَاءِ عُرَى ٱلصَّدَاقَةِ وَثِيقَةً بَيْنَهُمْ؟‏

      شَجَّعَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَوَاصِرِ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَهُمْ.‏ وَكَانَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ مِنْ تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ قَدْ قَالَ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ٱلسِّمَةُ ٱلَّتِي تُثْبِتُ أَنَّهُمْ أَتْبَاعُهُ.‏ (‏يو ١٣:‏٣٥‏)‏ فَكَانَ ٱلرُّسُلُ بِحَاجَةٍ إِلَى إِبْقَاءِ عُرَى ٱلصَّدَاقَةِ وَثِيقَةً بَيْنَهُمْ لِكَيْ يَحْتَمِلُوا ٱلْمِحَنَ ٱلْمُقْبِلَةَ وَيُتَمِّمُوا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي سَيُوكِلُهُ إِلَيْهِمْ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ وَقَدْ أَصْبَحَ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بِٱلْفِعْلِ مَعْرُوفِينَ بِإِخْلَاصِهِمِ ٱلشَّدِيدِ لِلّٰهِ وَبَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ.‏

      ٢ (‏أ)‏ عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُعَالِجُهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٢ كَمْ نَحْنُ مَسْرُورُونَ ٱلْيَوْمَ بِٱنْتِمَائِنَا إِلَى هَيْئَةٍ عَالَمِيَّةٍ يَقْتَدِي أَعْضَاؤُهَا بِٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ!‏ وَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ عَلَى إِطَاعَةِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ بِمَحَبَّةِ بَعْضِنَا بَعْضًا مَحَبَّةً أَصِيلَةً.‏ لكِنَّ ٱلنَّاسَ فِي هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ هُمْ عُمُومًا غَيْرُ أَوْلِيَاءَ وَبِلَا حُنُوٍّ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١-‏٣‏)‏ وَغَالِبًا مَا تَكُونُ صَدَاقَاتُهُمْ سَطْحِيَّةً وَتَخْدُمُ مَصَالِحَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ.‏ وَلَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَتَسَامَى عَنْ مِثْلِ هذِهِ ٱلْمَوَاقِفِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى هُوِيَّتِنَا كَمَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ.‏ لِذلِكَ سَنُعَالِجُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ مَا أَسَاسُ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمَتِينَةِ؟‏ كَيْفَ نَكْسِبُ أَصْدِقَاءَ أَحِمَّاءَ؟‏ مَتَى يَلْزَمُ أَنْ نُنْهِيَ صَدَاقَتَنَا مَعَ أَحَدِ ٱلْأَشْخَاصِ؟‏ وَكَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ وَبَنَّاءَةٍ؟‏

      مَا أَسَاسُ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمَتِينَةِ؟‏

      ٣،‏ ٤ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُبْنَى أَمْتَنُ ٱلصَّدَاقَاتِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٣ تُبْنَى أَمْتَنُ ٱلصَّدَاقَاتِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَه.‏ فَقَدْ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ:‏ «إِنْ قَوِيَ أَحَدٌ عَلَى ٱلْوَاحِدِ،‏ فَٱثْنَانِ قَادِرَانِ عَلَى ٱلْوُقُوفِ فِي وَجْهِهِ.‏ وَٱلْحَبْلُ ٱلْمَثْلُوثُ لَا يَنْقَطِعُ سَرِيعًا».‏ (‏جا ٤:‏١٢‏)‏ فَإِذَا كَانَ يَهْوَه ثَالِثَ طَاقٍ فِي حَبْلِ ٱلصَّدَاقَةِ،‏ تَكُونُ ٱلصَّدَاقَةُ مَتِينَةً.‏

      ٤ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُحِبُّونَ يَهْوَه يَتَمَتَّعُونَ هُمْ أَيْضًا بِصَدَاقَاتٍ سَعِيدَةٍ،‏ لكِنَّ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلَّذِينَ تَجْمَعُهُمُ ٱلْمَحَبَّةُ لِلّٰهِ يَتَمَتَّعُونَ بِصَدَاقَاتٍ ثَابِتَةٍ لَا تَتَزَعْزَعُ.‏ فَإِذَا نَشَأَ سُوءُ فَهْمٍ بَيْنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ،‏ يَتَعَامَلُونَ مَعًا بِطَرِيقَةٍ تُرْضِي يَهْوَه.‏ وَإِذَا حَاوَلَ أَعْدَاؤُهُمْ بَذْرَ ٱلشِّقَاقِ بَيْنَهُمْ،‏ يَكْتَشِفُ مُقَاوِمُو ٱللّٰهِ هؤُلَاءِ أَنَّ أَوَاصِرَ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لَا تَنْثَلِمُ.‏ فَعَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ،‏ أَثْبَتَ خُدَّامُ يَهْوَه أَنَّهُمْ يُفَضِّلُونَ ٱلْمَوْتَ عَلَى خِيَانَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٥ لِمَاذَا كَانَتْ صَدَاقَةُ رَاعُوثَ وَنُعْمِي مَتِينَةً جِدًّا؟‏

      ٥ لَا شَكَّ أَنَّ أَبْهَجَ ٱلصَّدَاقَاتِ هِيَ ٱلَّتِي تَرْبِطُنَا بِمُحِبِّي يَهْوَه.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ رَاعُوثَ وَنُعْمِيَ.‏ فَهَاتَانِ ٱلْمَرْأَتَانِ تَمَتَّعَتَا بِإِحْدَى أَرْوَعِ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَلِمَاذَا كَانَتْ صَدَاقَتُهُمَا مَتِينَةً جِدًّا؟‏ لَقَدْ كَشَفَتْ رَاعُوثُ عَنِ ٱلسَّبَبِ حِينَ قَالَتْ لِنُعْمِي:‏ «شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلٰهُكِ هُوَ إِلٰهِي.‏ .‏ .‏ .‏ لِيَفْعَلْ يَهْوَهُ بِي هٰكَذَا وَلْيَزِدْ إِنْ فَصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ غَيْرُ ٱلْمَوْتِ».‏ (‏را ١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ رَاعُوثَ وَنُعْمِيَ جَمَعَتْهُمَا مَحَبَّةٌ عَمِيقَةٌ لِلّٰهِ،‏ وَقَدْ سَمَحَتَا لَهَا بِٱلتَّأْثِيرِ فِي طَرِيقَةِ تَعَامُلِهِمَا مَعًا،‏ فَنَالَتَا بَرَكَةَ يَهْوَه.‏

      كَيْفَ نَكْسِبُ أَصْدِقَاءَ أَحِمَّاءَ؟‏

      ٦-‏٨ (‏أ)‏ مَاذَا تَسْتَلْزِمُ ٱلصَّدَاقَاتُ ٱلْمَتِينَةُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَخْذُ ٱلْمُبَادَرَةِ فِي تَنْمِيَةِ ٱلصَّدَاقَاتِ؟‏

      ٦ يُظْهِرُ مِثَالُ رَاعُوثَ وَنُعْمِي أَنَّ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْحَمِيمَةَ لَا تَنْشَأُ بِٱلصُّدْفَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه ٱلْمُشْتَرَكَةَ بَيْنَ ٱلطَّرَفَيْنِ هِيَ ٱلْأَسَاسُ،‏ لكِنَّ ٱلصَّدَاقَةَ ٱلْمَتِينَةَ تَسْتَلْزِمُ ٱلْجُهْدَ وَٱلتَّضْحِيَةَ.‏ حَتَّى ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلْجَسَدِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَه ضِمْنَ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ يَلْزَمُهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا عَلَى تَوْطِيدِ أَوَاصِرِ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَهُمْ.‏ فَمَا ٱلسَّبِيلُ،‏ إِذًا،‏ إِلَى إِقَامَةِ صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ؟‏

      ٧ خُذِ ٱلْمُبَادَرَةَ.‏ شَجَّعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَصْدِقَاءَهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ فِي رُومَا أَنْ ‹يَتَّبِعُوا مَسْلَكَ ٱلضِّيَافَةِ›.‏ (‏رو ١٢:‏١٣‏)‏ وَمِثْلَمَا يَتَطَلَّبُ ٱتِّبَاعُ مَسْلَكٍ حَرْفِيٍّ أَنْ يَخْطُوَ ٱلْمَرْءُ سِلْسِلَةَ خُطُوَاتٍ،‏ ٱلْوَاحِدَةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى،‏ كَذلِكَ يَقْتَضِي ٱلتَّحَلِّي بِرُوحِ ٱلضِّيَافَةِ ٱلْقِيَامَ بِسِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْمُبَادَرَاتِ ٱلصَّغِيرَةِ بِصُورَةٍ مُنْتَظِمَةٍ.‏ وَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ ٱتِّخَاذَ هذِهِ ٱلْخُطُوَاتِ عَنْكَ.‏ (‏اِقْرَأْ امثال ٣:‏٢٧‏.‏‏)‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ دَعْوَةُ أَفْرَادٍ مُخْتَلِفِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى تَنَاوُلِ وَجْبَةٍ بَسِيطَةٍ مَعَكَ.‏ فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُخَصِّصَ مَسَاحَةً دَائِمَةً فِي بَرْنَامَجِكَ لِإِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ لِأَفْرَادِ جَمَاعَتِكَ؟‏

      ٨ يُمْكِنُكَ كَسْبُ ٱلصَّدَاقَاتِ أَيْضًا بِٱلْمُبَادَرَةِ إِلَى دَعْوَةِ أَفْرَادٍ مُخْتَلِفِينَ لِيُشَارِكُوكَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَعِنْدَمَا تَسْمَعُ زَمِيلَكَ يَتَكَلَّمُ بِإِخْلَاصٍ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِيَهْوَه عَلَى بَابِ شَخْصٍ غَرِيبٍ،‏ لَا يَسَعُكَ إِلَّا أَنْ تَشْعُرَ بِٱلْمَوَدَّةِ نَحْوَهُ.‏

      ٩،‏ ١٠ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ،‏ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ؟‏

      ٩ اِتَّسِعْ فِي مَوَدَّتِكَ.‏ (‏اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٦:‏١٢،‏ ١٣‏.‏‏)‏ هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا بِأَنَّكَ لَا تَجِدُ أَحَدًا تُصَادِقُهُ فِي جَمَاعَتِكَ؟‏ إِذَا كَانَ هذَا شُعُورَكَ،‏ فَهَلْ مَرَدُّهُ إِلَى أَنَّكَ تُضَيِّقُ خِيَارَاتِكَ فِي مَنْ تَعْتَبِرُهُمْ يَصْلُحُونَ أَصْدِقَاءَ لَكَ؟‏ لَقَدْ رَسَمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِثَالًا حَسَنًا بِٱلِٱتِّسَاعِ فِي مَوَدَّتِهِ.‏ فَصَارَ ‹رَسُولًا لِلْأُمَمِ› بَعْدَمَا كَانَتْ إِقَامَةُ صَدَاقَاتٍ حَمِيمَةٍ مَعَ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ أَمْرًا غَيْرَ وَارِدٍ عِنْدَهُ أَلْبَتَّةَ.‏ —‏ رو ١١:‏١٣‏.‏

      ١٠ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ لَمْ يَقْصِرْ بُولُسُ صَدَاقَتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ عُمْرِهِ.‏ فَقَدْ أَصْبَحَ هُوَ وَتِيمُوثَاوُسُ صَدِيقَيْنِ حَمِيمَيْنِ رَغْمَ فَارِقِ ٱلْعُمْرِ وَٱلْخَلْفِيَّةِ بَيْنَهُمَا.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُعِزُّ أَحْدَاثٌ كَثِيرُونَ ٱلصَّدَاقَةَ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُونَ بِهَا مَعَ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا.‏ تَقُولُ شَابَّةٌ فِي أَوَائِلِ عِشْرِينَاتِهَا ٱسْمُهَا ڤانيسا:‏ «لَدَيَّ صَدِيقَةٌ عَزِيزَةٌ جِدًّا فِي خَمْسِينَاتِهَا تَهْتَمُّ كَثِيرًا لِأَمْرِي.‏ وَيُمْكِنُنِي ٱلْبَوْحُ لَهَا بِكُلِّ مَا أَبُوحُ بِهِ لِلْأَصْدِقَاءِ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي مِثْلِ سِنِّي».‏ فَكَيْفَ تَنْشَأُ مِثْلُ هذِهِ ٱلصَّدَاقَاتِ؟‏ تَقُولُ ڤانيسا:‏ «كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِكَسْبِ صَدَاقَتِهَا،‏ لَا أَنْ أَنْتَظِرَ مَكْتُوفَةَ ٱلْيَدَيْنِ».‏ فَهَلْ أَنْتَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِمُصَادَقَةِ أَشْخَاصٍ لَيْسُوا مِنْ جِيلِكَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي تَبْذُلُهَا.‏

      ١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ؟‏

      ١١ كُنْ وَلِيًّا.‏ كَتَبَ سُلَيْمَانُ:‏ «اَلرَّفِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ،‏ وَهُوَ أَخٌ لِلشِّدَّةِ يُولَدُ».‏ (‏ام ١٧:‏١٧‏)‏ رُبَّمَا كَانَ سُلَيْمَانُ،‏ أَثْنَاءَ كِتَابَةِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ يُفَكِّرُ فِي صَدَاقَةِ أَبِيهِ دَاوُدَ مَعَ يُونَاثَانَ.‏ (‏١ صم ١٨:‏١‏)‏ فَقَدْ أَرَادَ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ أَنْ يَرِثَ ٱبْنُهُ يُونَاثَانُ عَرْشَ إِسْرَائِيلَ.‏ لكِنَّ يُونَاثَانَ قَبِلَ ٱخْتِيَارَ يَهْوَه لِدَاوُدَ مَلِكًا.‏ فَلَمْ يَحْسُدْ دَاوُدَ كَأَبِيهِ،‏ وَلَا ٱغْتَاظَ مِنَ ٱلْمَدْحِ ٱلَّذِي نَالَهُ صَدِيقُهُ.‏ كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْ مَا ٱفْتَرَاهُ أَبُوهُ عَلَى دَاوُدَ.‏ (‏١ صم ٢٠:‏٢٤-‏٣٤‏)‏ فَهَلْ نَقْتَدِي بِيُونَاثَانَ؟‏ هَلْ نَفْرَحُ لِأَصْدِقَائِنَا إِذَا نَالُوا ٱمْتِيَازًا؟‏ هَلْ نُعَزِّيهِمْ وَنَقِفُ إِلَى جَانِبِهِمْ حِينَ يَمُرُّونَ بِمَشَقَّاتٍ؟‏ وَهَلْ نُدَافِعُ عَنْهُمْ بِوَلَاءٍ كَمَا فَعَلَ يُونَاثَانُ،‏ أَمْ نُصَدِّقُ بِسُرْعَةٍ أَيَّ ثَرْثَرَةٍ مُؤْذِيَةٍ نَسْمَعُهَا عَنْهُمْ؟‏

      مَتَى يَلْزَمُ إِنْهَاءُ ٱلصَّدَاقَةِ؟‏

      ١٢-‏١٤ أَيُّ تَحَدٍّ يُوَاجِهُهُ بَعْضُ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ وَكَيْفَ نُسَاعِدُهُمْ؟‏

      ١٢ عِنْدَمَا يَبْدَأُ أَحَدُ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِإِجْرَاءِ تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِهِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُوَاجِهَ تَحَدِّيًا صَعْبًا فِي مَجَالِ ٱلصَّدَاقَةِ.‏ فَقَدْ يَكُونُ لَدَيْهِ عُشَرَاءُ يَتَمَتَّعُ بِرِفْقَتِهِمْ،‏ لكِنَّهُمْ لَا يَعِيشُونَ وَفْقَ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَرُبَّمَا كَانَ فِي ٱلْمَاضِي يَقْضِي ٱلْوَقْتَ مَعَهُمْ بِٱسْتِمْرَارٍ،‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَهُوَ يَشْعُرُ أَنَّ نَشَاطَاتِهِمْ لَهَا تَأْثِيرٌ سَيِّئٌ عَلَيْهِ وَيَرَى مِنَ ٱللَّازِمِ أَنْ يَحُدَّ مِنْ صِلَتِهِ بِهِمْ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٣٣‏)‏ لكِنَّهُ رُبَّمَا يَعْتَبِرُ ٱلتَّوَقُّفَ عَنْ مُعَاشَرَتِهِمْ عَدَمَ وَلَاءٍ مِنْ جِهَتِهِ.‏

      ١٣ إِذَا كُنْتَ تُوَاجِهُ هذَا ٱلتَّحَدِّيَ،‏ فَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلصَّدِيقَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَسُرُّهُ أَنْ يَرَاكَ تُحَاوِلُ تَحْسِينَ حَيَاتِكَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُقَرِّرُ ٱلِٱنْضِمَامَ إِلَيْكَ وَٱلتَّعَلُّمَ عَنْ يَهْوَه.‏ أَمَّا ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلزَّائِفُونَ ‹فَيَتَكَلَّمُونَ عَلَيْكَ بِكَلَامٍ مُهِينٍ› لِأَنَّكَ لَا تُوَاصِلُ ٱلرَّكْضَ مَعَهُمْ إِلَى «بُؤْرَةِ ٱلْخَلَاعَةِ عَيْنِهَا».‏ (‏١ بط ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ مَنْ يَجِبُ نَعْتُهُمْ بِعَدَمِ ٱلْوَلَاءِ،‏ لَا أَنْتَ.‏

      ١٤ عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلَّذِي يَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِلنَّبْذِ مِنْ أَصْدِقَائِهِ ٱلسَّابِقِينَ ٱلَّذِينَ لَا يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ،‏ يَسْتَطِيعُ أَعْضَاءُ ٱلْجَمَاعَةِ سَدَّ ٱلْفَرَاغِ ٱلَّذِي يَشْعُرُ بِهِ.‏ (‏غل ٦:‏١٠‏)‏ فَهَلْ تَعْرِفُ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَيَحْضُرُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي جَمَاعَتِكَ مَعْرِفَةً شَخْصِيَّةً؟‏ وَهَلْ تَسْتَطِيعُ مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ أَنْ تُوَفِّرَ لَهُمْ بَعْضَ ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْبَنَّاءَةِ؟‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِنَا إِذَا تَوَقَّفَ أَحَدُ أَصْدِقَائِنَا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُبَرْهِنُ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ؟‏

      ١٥ وَلكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ إِذَا قَرَّرَ أَحَدُ أَصْدِقَائِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ يَهْوَه،‏ وَرُبَّمَا لَزِمَ فَصْلُهُ؟‏ إِنَّ وَضْعًا كَهذَا يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا أَسًى كَبِيرًا.‏ قَالَتْ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ وَهِيَ تَصِفُ رَدَّ فِعْلِهَا حِينَ تَوَقَّفَتْ إِحْدَى صَدِيقَاتِهَا ٱلْحَمِيمَاتِ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه:‏ «كَانَ وَقْعُ ٱلْأَمْرِ عَلَيَّ مُدَمِّرًا.‏ فَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ صَدِيقَتِي رَاسِخَةٌ فِي ٱلْحَقِّ،‏ فَتَبَيَّنَ لِي ٱلْعَكْسُ.‏ فَرُحْتُ أَتَسَاءَلُ هَلْ كَانَتْ تَخْدُمُ يَهْوَه لِإِرْضَاءِ عَائِلَتِهَا فَقَطْ.‏ ثُمَّ بَدَأْتُ بِإِعَادَةِ تَقْيِيمِ دَوَافِعِي،‏ مُتَسَائِلَةً عَنِ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنِي إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَه».‏ وَكَيْفَ تَغَلَّبَتْ هذِهِ ٱلْأُخْتُ عَلَى ٱلْوَضْعِ؟‏ تَقُولُ:‏ «أَلْقَيْتُ عِبْئِي عَلَى يَهْوَه.‏ وَأَنَا مُصَمِّمَةٌ أَنْ أُبَرْهِنَ لَهُ أَنَّنِي أُحِبُّهُ لِشَخْصِيَّتِهِ وَصِفَاتِهِ،‏ لَا لِأَنَّهُ يُوَفِّرُ لِي ٱلْأَصْدِقَاءَ ضِمْنَ هَيْئَتِهِ».‏

      ١٦ فَلَا نَظُنَّ أَنْ بِإِمْكَانِنَا ٱلْبَقَاءَ أَصْدِقَاءَ لِلّٰهِ إِذَا كُنَّا نُؤَيِّدُ مَنْ يَخْتَارُونَ صَدَاقَةَ ٱلْعَالَمِ.‏ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «أَمَا تَعْرِفُونَ أَنَّ صَدَاقَةَ ٱلْعَالَمِ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ؟‏ إِذًا فَمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ صَدِيقًا لِلْعَالَمِ يَجْعَلُ نَفْسَهُ عَدُوًّا لِلّٰهِ».‏ (‏يع ٤:‏٤‏)‏ وَيُمْكِنُنَا أَنْ نُبَرْهِنَ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ إِذَا وَثِقْنَا بِأَنَّهُ يُسَاعِدُنَا عَلَى مُوَاجَهَةِ فُقْدَانِ صَدِيقٍ إِنْ كُنَّا أَوْلِيَاءَ لَهُ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ١٨:‏٢٥‏.‏‏)‏ وَتُلَخِّصُ ٱلْأُخْتُ ٱلْمَذْكُورَةُ آنِفًا ٱلْمَسْأَلَةَ قَائِلَةً:‏ «تَعَلَّمْتُ أَنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجْبِرَ أَحَدًا عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه أَوْ مَحَبَّتِنَا.‏ فَٱلْمَسْأَلَةُ أَوَّلًا وَآخِرًا قَرَارٌ شَخْصِيٌّ».‏ وَلكِنْ،‏ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ وَبَنَّاءَةٍ مَعَ ٱلَّذِينَ لَا يَتْرُكُونَ ٱلْجَمَاعَةَ؟‏

      اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ

      ١٧ كَيْفَ يَتَوَاصَلُ ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْأَحِمَّاءُ؟‏

      ١٧ اَلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ عَصَبُ ٱلصَّدَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ.‏ وَهذَا مَا تَتَبَيَّنُهُ مِنْ قِرَاءَةِ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ رَاعُوثَ وَنُعْمِي،‏ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ،‏ وَبُولُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ،‏ وَفِيهَا يَظْهَرُ أَنْ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْأَحِمَّاءَ يَتَكَلَّمُونَ مَعًا بِصَرَاحَةٍ وَلكِنْ بِٱحْتِرَامٍ.‏ كَتَبَ بُولُسُ عَنْ طَرِيقَةِ حَدِيثِنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ:‏ «لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ،‏ مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ».‏ وَقَدْ أَشَارَ هُنَا عَلَى وَجْهِ ٱلتَّحْدِيدِ إِلَى كَيْفِيَّةِ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلَّذِينَ «فِي ٱلْخَارِجِ»،‏ أَيْ مَعَ غَيْرِ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ (‏كو ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ فَإِذَا كَانَ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ يَسْتَحِقُّونَ أَنْ نُكَلِّمَهُمْ بِٱحْتِرَامٍ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَصْدِقَاؤُنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ!‏

      ١٨،‏ ١٩ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ مَشُورَةٍ يُسْدِيهَا إِلَيْنَا صَدِيقٌ مَسِيحِيٌّ،‏ وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ لَنَا شُيُوخُ أَفَسُسَ؟‏

      ١٨ يُقَدِّرُ ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْأَحِمَّاءُ بَعْضُهُمْ آرَاءَ بَعْضٍ،‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ بِٱلتَّالِي أَنْ يَكُونَ كَلَامُهُمْ بِنِعْمَةٍ وَيَتَحَلَّوْا بِٱلصَّرَاحَةِ.‏ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ:‏ «اَلزَّيْتُ وَٱلْبَخُورُ يُفَرِّحَانِ ٱلْقَلْبَ،‏ وَحَلَاوَةُ ٱلصَّاحِبِ فِي مَشُورَتِهِ ٱلنَّابِعَةِ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ».‏ (‏ام ٢٧:‏٩‏)‏ فَهَلْ هذِهِ نَظْرَتُكَ إِلَى أَيِّ مَشُورَةٍ تُسْدَى إِلَيْكَ مِنْ صَدِيقٍ؟‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ١٤١:‏٥‏.‏‏)‏ مَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِكَ إِذَا أَبْدَى لَكَ صَدِيقٌ قَلَقَهُ بِشَأْنِ مَسْلَكٍ تَتَّبِعُهُ؟‏ هَلْ تَعْتَبِرُ مُلَاحَظَاتِهِ دَلِيلَ لُطْفٍ حُبِّيٍّ،‏ أَمْ تَسْتَاءُ مِنْهَا؟‏

      ١٩ تَمَتَّعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِعَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ مَعَ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أَفَسُسَ.‏ وَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ بَعْضَهُمْ مُنْذُ أَصْبَحُوا مُؤْمِنِينَ.‏ لكِنَّهُ أَسْدَى إِلَيْهِمْ مَشُورَةً صَرِيحَةً أَثْنَاءَ لِقَائِهِ ٱلْأَخِيرِ بِهِمْ.‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبُوا؟‏ لَمْ يَشْعُرْ أَصْدِقَاءُ بُولُسَ بِٱلِٱسْتِيَاءِ،‏ بَلْ قَدَّرُوا ٱهْتِمَامَهُ بِهِمْ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ بَكَوْا حِينَ عَلِمُوا أَنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ بَعْدُ.‏ —‏ اع ٢٠:‏١٧،‏ ٢٩،‏ ٣٠،‏ ٣٦-‏٣٨‏.‏

      ٢٠ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلصَّدِيقُ ٱلْمُحِبُّ؟‏

      ٢٠ إِنَّ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْمُخْلِصِينَ لَا يَقْبَلُونَ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْحَكِيمَةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ يُعْطُونَهَا أَيْضًا.‏ طَبْعًا،‏ لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نُمَيِّزَ مَتَى يَنْبَغِي أَنْ ‹نَهْتَمَّ بِشُؤُونِنَا ٱلْخَاصَّةِ›.‏ (‏١ تس ٤:‏١١‏)‏ كَمَا يَجِبُ أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا «سَيُؤَدِّي حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ لِلّٰهِ».‏ (‏رو ١٤:‏١٢‏)‏ لكِنَّ ٱلصَّدِيقَ ٱلْمُحِبَّ يُذَكِّرُ صَدِيقَهُ بِلُطْفٍ بِمَقَايِيسِ يَهْوَه،‏ إِذَا لَزِمَ ٱلْأَمْرُ.‏ (‏١ كو ٧:‏٣٩‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا لَاحَظْتَ أَنَّ صَدِيقًا أَعْزَبَ يُنَمِّي عَلَاقَةً عَاطِفِيَّةً بِشَخْصٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ؟‏ هَلْ تُحْجِمُ عَنْ إِبْدَاءِ مَخَاوِفِكَ خَوْفًا عَلَى صَدَاقَتِكُمَا؟‏ وَمَاذَا يَكُونُ مَوْقِفُكَ إِذَا تَجَاهَلَ صَدِيقُكَ مَشُورَتَكَ؟‏ اَلصَّدِيقُ ٱلْمُخْلِصُ يَسْتَعِينُ بِٱلرُّعَاةِ ٱلْمُحِبِّينَ لِمُسَاعَدَةِ رَفِيقٍ أُخِذَ فِي زَلَّةٍ.‏ وَهذِهِ ٱلْخُطْوَةُ تَتَطَلَّبُ ٱلشَّجَاعَةَ،‏ وَلكِنْ لَا خَوْفَ عَلَى ٱلصَّدَاقَةِ ٱلْمَبْنِيَّةِ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه.‏

      ٢١ مَاذَا يَحْصُلُ أَحْيَانًا بَيْنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ،‏ وَمَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ٢١ اِقْرَأْ كولوسي ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏ أَحْيَانًا،‏ تَجْعَلُ تَصَرُّفَاتُنَا وَكَلِمَاتُنَا أَصْدِقَاءَنَا ‹يَتَشَكَّوْنَ› مِنَّا،‏ وَٱلْعَكْسُ صَحِيحٌ.‏ فَقَدْ قَالَ يَعْقُوبُ «إِنَّنَا جَمِيعًا نَعْثُرُ مِرَارًا كَثِيرَةً».‏ (‏يع ٣:‏٢‏)‏ لكِنَّ نَجَاحَ ٱلصَّدَاقَةِ أَوْ فَشَلَهَا لَا يُقَاسُ بِعَدَدِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلَّتِي نَرْتَكِبُهَا أَحَدُنَا فِي حَقِّ ٱلْآخَرِ،‏ بَلْ بِمَدَى مُسَامَحَتِنَا بَعْضِنَا بَعْضًا عَلَى هذِهِ ٱلْإِسَاءَاتِ.‏ فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَوَاصَلَ بِصَرَاحَةٍ وَنُسَامِحَ بَعْضُنَا بَعْضًا بُغْيَةَ بِنَاءِ صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمَحَبَّةِ لِكَيْ تَصِيرَ ‹رِبَاطَ وَحْدَةٍ كَامِلًا›!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة