-
«انتم اصدقائي»برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
«أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي»
«أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ». — يو ١٥:١٤.
١، ٢ (أ) مِنْ أَيَّةِ خَلْفِيَّاتٍ كَانَ أَصْدِقَاءُ يَسُوعَ؟ (ب) مَا أَهَمِّيَّةُ صَدَاقَةِ يَسُوعَ؟
كَانَ ٱلرِّجَالُ ٱلْجَالِسُونَ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْعُلِّيَّةِ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ. فَٱلْأَخَوَانِ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ سَبَقَ أَنْ زَاوَلَا صَيْدَ ٱلسَّمَكِ، فِيمَا عَمِلَ مَتَّى فِي ٱلْمَاضِي جَابِيَ ضَرَائِبَ، وَهِيَ مِهْنَةٌ ٱحْتَقَرَهَا ٱلْيَهُودُ. وَبَعْضُهُمْ، مِثْلُ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، عَرَفَ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أَيَّامِ ٱلصِّبَا. أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ، كَنَثَنَائِيلَ، فَرُبَّمَا تَعَرَّفُوا بِهِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ قَلِيلَةٍ فَقَطْ. (يو ١:٤٣-٥٠) لكِنَّ جَمِيعَ ٱلْحَاضِرِينَ مَعَ يَسُوعَ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ، لَيْلَةِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلفِصْحِ فِي أُورُشَلِيمَ، كَانُوا مُقْتَنِعِينَ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودُ بِهِ، ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. (يو ٦:٦٨، ٦٩) وَلَا رَيْبَ أَنَّ كَلِمَاتِهِ أَثْلَجَتْ صَدْرَهُمْ إِذْ سَمِعُوهُ يَقُولُ لَهُمْ: «دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ، لِأَنِّي عَرَّفْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي». — يو ١٥:١٥.
٢ إِنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ لِرُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ تَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْيَوْمَ، وَتَوَسُّعًا عَلَى جَمِيعِ رُفَقَائِهِمِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (يو ١٠:١٦) فَمَهْمَا كَانَتْ خَلْفِيَّتُنَا، يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْظَى بِشَرَفِ مُصَادَقَةِ يَسُوعَ. وَصَدَاقَتُنَا مَعَهُ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لِأَنَّهَا تَجْعَلُنَا أَيْضًا أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَه. حَتَّى إِنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ أَبَدًا ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَى يَهْوَه مَا لَمْ نَقْتَرِبْ أَوَّلًا إِلَى ٱلْمَسِيحِ. (اِقْرَأْ يوحنا ١٤:٦، ٢١.) فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكْسِبَ صَدَاقَةَ يَسُوعَ وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا؟ قَبْلَ أَنْ نَتَنَاوَلَ هذَا ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُهِمَّ، لِنُنَاقِشِ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي مَجَالِ ٱلصَّدَاقَةِ وَنَتَأَمَّلْ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ تَجَاوُبِ تَلَامِيذِهِ مَعَهُ.
مِثَالُ يَسُوعَ فِي ٱلصَّدَاقَةِ
٣ بِمَ كَانَ يَسُوعُ مَعْرُوفًا؟
٣ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ: «أَصْدِقَاءُ ٱلْغَنِيِّ كَثِيرُونَ». (ام ١٤:٢٠) يُلَخِّصُ هذَا ٱلْقَوْلُ مَيْلَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ إِلَى بِنَاءِ ٱلصَّدَاقَاتِ عَلَى أَسَاسِ مَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْهُ لَا مَا يَسْتَطِيعُونَ إِعْطَاءَهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَمَا كَانَ عِنْدَهُ هذَا ٱلْعَيْبُ. فَلَمْ يَتَأَثَّرْ بِوَضْعِ ٱلشَّخْصِ ٱلْمَادِّيِّ أَوْ مَنْزِلَتِهِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ شَعَرَ ذَاتَ مَرَّةٍ بِمَحَبَّةٍ نَحْوَ رَئِيسٍ شَابٍّ غَنِيٍّ وَدَعَاهُ أَنْ يَتْبَعَهُ، لكِنَّهُ أَوْصَاهُ أَنْ يَبِيعَ مَا عِنْدَهُ وَيُعْطِيَ ٱلْفُقَرَاءَ. (مر ١٠:١٧-٢٢؛ لو ١٨:١٨، ٢٣) فَلَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا بِٱلصِّلَاتِ ٱلَّتِي تَرْبِطُهُ بِٱلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْوُجَهَاءِ، بَلْ بِمُصَادَقَةِ ٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْمُحْتَقَرِينَ. — مت ١١:١٩.
٤ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ أَصْدِقَاءَ يَسُوعَ كَانُوا أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ عُيُوبٌ؟
٤ طَبْعًا، كَانَ أَصْدِقَاءُ يَسُوعَ أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ عُيُوبٌ. فَبُطْرُسُ أَحْيَانًا لَمْ يَنْظُرْ إِلَى ٱلْأُمُورِ بِمِنْظَارٍ رُوحِيٍّ. (مت ١٦:٢١-٢٣) كَمَا أَعْرَبَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا عَنْ طُمُوحٍ أَنَانِيٍّ حِينَ طَلَبَا مِنْ يَسُوعَ مَرْكَزَيْنِ بَارِزَيْنِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ، فَأَثَارَا بِمَوْقِفِهِمَا حَفِيظَةَ ٱلرُّسُلِ ٱلْبَاقِينَ. وَقَدْ كَانَتْ مَسْأَلَةُ ٱلْبُرُوزِ مَثَارَ جَدَلٍ دَائِمٍ بَيْنَهُمْ. غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ سَرِيعَ ٱلْغَضَبِ عَلَى أَصْدِقَائِهِ، بَلْ حَاوَلَ بِصَبْرٍ أَنْ يُقَوِّمَ تَفْكِيرَهُمْ. — مت ٢٠:٢٠-٢٨.
٥، ٦ (أ) لِمَ حَافَظَ يَسُوعُ عَلَى صَدَاقَتِهِ مَعَ مُعْظَمِ ٱلرُّسُلِ؟ (ب) لِمَ أَنْهَى يَسُوعُ صَدَاقَتَهُ مَعَ يَهُوذَا؟
٥ لَمْ يُحَافِظْ يَسُوعُ عَلَى صَدَاقَتِهِ مَعَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلنَّاقِصِينَ لِأَنَّهُ تَعَامَى عَنْ نَقَائِصِهِمْ أَوْ كَانَ مُتَسَامِحًا بِإِفْرَاطٍ، بَلْ لِأَنَّهُ رَكَّزَ عَلَى نَوَايَاهُمُ ٱلطَّيِّبَةِ وَصِفَاتِهِمِ ٱلْجَيِّدَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، خَابَ أَمَلُهُ طَبْعًا فِي بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا عِنْدَمَا ٱسْتَغْرَقُوا فِي ٱلنَّوْمِ عِوَضَ ٱلْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِهِ فِي أَحْلَكِ لَحَظَاتِ حَيَاتِهِ. لكِنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ دَوَافِعَهُمْ جَيِّدَةٌ، فَقَالَ: «إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ، أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». — مت ٢٦:٤١.
٦ بِٱلتَّبَايُنِ، أَنْهَى يَسُوعُ صَدَاقَتَهُ مَعَ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ. فَمَعَ أَنَّ يَهُوذَا حَافَظَ شَكْلِيًّا عَلَى مَظَاهِرِ ٱلصَّدَاقَةِ، ٱكْتَشَفَ يَسُوعُ أَنَّ رَفِيقَهُ هذَا ٱلَّذِي كَانَتْ تَرْبِطُهُ بِهِ عَلَاقَةٌ حَمِيمَةٌ سَمَحَ لِلْفَسَادِ بِٱلتَّغَلْغُلِ فِي قَلْبِهِ. فَقَدْ صَارَ يَهُوذَا صَدِيقًا لِلْعَالَمِ، فَجَعَلَ نَفْسَهُ عَدُوًّا لِلّٰهِ. (يع ٤:٤) لِذلِكَ صَرَفَهُ يَسُوعُ قَبْلَ أَنْ يُؤَكِّدَ صَدَاقَتَهُ لِلرُّسُلِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلـ ١١ ٱلْبَاقِينَ. — يو ١٣:٢١-٣٥.
٧، ٨ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِأَصْدِقَائِهِ؟
٧ تَغَاضَى يَسُوعُ عَنْ عُيُوبِ أَصْدِقَائِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ وَٱهْتَمَّ بِخَيْرِهِمْ. فَقَدْ صَلَّى مَثَلًا إِلَى أَبِيهِ أَنْ يَحْمِيَهُمْ فِي مِحَنِهِمْ. (اِقْرَأْ يوحنا ١٧:١١.) كَمَا رَاعَى قُدُرَاتِهِمِ ٱلْجَسَدِيَّةَ ٱلْمَحْدُودَةَ. (مر ٦:٣٠-٣٢) وَلَمْ يَكُنْ يَهُمُّهُ أَنْ يُدْلِيَ لَهُمْ بِرَأْيِهِ هُوَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ يَسْمَعَ وَيَتَفَهَّمَ رَأْيَهُمْ وَمَشَاعِرَهُمْ هُمْ أَيْضًا. — مت ١٦:١٣-١٦؛ ١٧:٢٤-٢٦.
٨ لَقَدْ عَاشَ يَسُوعُ وَمَاتَ مِنْ أَجْلِ أَصْدِقَائِهِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ بِأَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ تَطَلَّبَتْ مَوْتَهُ بُغْيَةَ إِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ وَفْقَ مِقْيَاسِ أَبِيهِ، لكِنَّ ٱلْمَسْأَلَةَ شَمَلَتْ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ. (مت ٢٦:٢٧، ٢٨؛ عب ٩:٢٢، ٢٨) فَقَدْ بَذَلَ حَيَاتَهُ تَعْبِيرًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ، لِأَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ: أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ». — يو ١٥:١٣.
كَيْفَ تَجَاوَبَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ مَعَ صَدَاقَتِهِ؟
٩، ١٠ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلنَّاسُ مَعَ سَخَاءِ يَسُوعَ؟
٩ كَانَ يَسُوعُ سَخِيًّا، وَلَمْ يَبْخَلْ عَلَى ٱلنَّاسِ بِوَقْتِهِ وَعَاطِفَتِهِ وَمَوَارِدِهِ. فَٱنْجَذَبُوا إِلَيْهِ وَبَادَلُوهُ ٱلْعَطَاءَ بِسُرُورٍ. (لو ٨:١-٣) لِذلِكَ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ عَنْ خِبْرَةٍ: «مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا. فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا. فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ». — لو ٦:٣٨.
١٠ طَبْعًا، حَاوَلَ ٱلْبَعْضُ مُرَافَقَتَهُ طَمَعًا بِمَا يُمْكِنُهُمُ ٱلْحُصُولُ عَلَيْهِ لَا غَيْرَ. لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلزَّائِفِينَ تَخَلَّوْا عَنْهُ عِنْدَمَا أَسَاءُوا فَهْمَ أَحَدِ أَقْوَالِهِ. فَعِوَضَ ٱلْتِمَاسِ عُذْرٍ لِيَسُوعَ فِي مَسْأَلَةٍ لَمْ يَفْهَمُوهَا، تَسَرَّعُوا فِي ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ خَاطِئَةٍ وَأَدَارُوا لَهُ ظُهُورَهُمْ. أَمَّا ٱلرُّسُلُ فَكَانُوا أَوْلِيَاءَ. فَرَغْمَ أَنَّ صَدَاقَتَهُمْ لِيَسُوعَ ٱمْتُحِنَتْ مِرَارًا، بَذَلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِيَقِفُوا إِلَى جَانِبِهِ فِي ٱلسَّرَّاءِ وَٱلضَّرَّاءِ. (اِقْرَأْ يوحنا ٦:٢٦، ٥٦، ٦٠، ٦٦-٦٨.) لِذلِكَ عَبَّرَ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ عَنْ تَقْدِيرِهِ لَهُمْ، قَائِلًا: «أَنْتُمْ مَنِ ٱلْتَصَقَ بِي فِي مِحَنِي». — لو ٢٢:٢٨.
١١، ١٢ كَيْفَ طَمْأَنَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ، وَكَيْفَ تَجَاوَبُوا؟
١١ بُعَيْدَ مَدْحِ يَسُوعَ تَلَامِيذَهُ عَلَى وَلَائِهِمْ، تَخَلَّوْا عَنْهُ هُمْ أَنْفُسُهُمْ. فَسَمَحُوا مُؤَقَّتًا لِلْخَوْفِ مِنَ ٱلْبَشَرِ بِأَنْ يَطْغَى عَلَى مَحَبَّتِهِمْ لِلْمَسِيحِ. لكِنَّهُ سَامَحَهُمْ مُجَدَّدًا، فَتَرَاءَى لَهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ وَطَمْأَنَهُمْ بِأَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ أَصْدِقَاءَهُ. كَمَا عَهِدَ إِلَيْهِمْ بِمُهِمَّةٍ مُقَدَّسَةٍ: أَنْ يُتَلْمِذُوا «أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ» وَيَكُونُوا لَهُ شُهُودًا «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (مت ٢٨:١٩؛ اع ١:٨) فَكَيْفَ تَجَاوَبُوا؟
١٢ لَقَدْ تَفَانَى ٱلتَّلَامِيذُ فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَسُرْعَانَ مَا مَلَأُوا أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِهِمْ بِدَعْمِ رُوحِ يَهْوَه ٱلْقُدُسِ. (اع ٥:٢٧-٢٩) وَلَمْ يَثْنِهِمْ حَتَّى ٱلتَّهْدِيدُ بِٱلْمَوْتِ عَنْ إِطَاعَةِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ بِٱلتَّلْمَذَةِ. وَبَعْدَ مُرُورِ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ، ٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَكْتُبَ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ كُرِزَ بِهَا «فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ». (كو ١:٢٣) فَلَا شَكَّ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ أَظْهَرُوا مَدَى تَقْدِيرِهِمْ لِلصَّدَاقَةِ ٱلَّتِي تَرْبِطُهُمْ بِيَسُوعَ.
١٣ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ سَمَحَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ لِتَعَالِيمِهِ بِأَنْ تُؤَثِّرَ فِيهِمْ؟
١٣ سَمَحَ ٱلَّذِينَ صَارُوا مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ لِتَعَالِيمِهِ بِأَنْ تُؤَثِّرَ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَعَنَى ذلِكَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى كَثِيرِينَ إِجْرَاءَ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةٍ فِي مَسْلَكِهِمْ وَشَخْصِيَّتِهِمْ. فَبَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْجُدُدِ كَانُوا فِي مَا مَضَى مُضَاجِعِي نَظِيرٍ وَزُنَاةً وَسِكِّيرِينَ وَسَارِقِينَ. (١ كو ٦:٩-١١) وَكَانَ عَلَى ٱلْبَعْضِ أَيْضًا أَنْ يُغَيِّرُوا نَظْرَتَهُمْ إِلَى ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ جِنْسٍ آخَرَ. (اع ١٠:٢٥-٢٨) رَغْمَ ذلِكَ، أَطَاعُوا يَسُوعَ، فَطَرَحُوا عَنْهُمُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ وَلَبِسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ. (اف ٤:٢٠-٢٤) لَقَدْ عَرَفُوا «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ»، أَيْ فَهِمُوا طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ وَسِيرَتَهُ وَٱقْتَدَوْا بِهِمَا. — ١ كو ٢:١٦.
صَدَاقَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ
١٤ بِمَاذَا وَعَدَ يَسُوعُ أَثْنَاءَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»؟
١٤ كَانَ كَثِيرُونَ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ قَدْ تَعَرَّفُوا بِيَسُوعَ شَخْصِيًّا أَوْ رَأَوْهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ. أَمَّا نَحْنُ فَلَمْ نَحْظَ بِهذِهِ ٱلْفُرْصَةِ. فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ ٱلْمَسِيحِ؟ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ إِطَاعَةُ إِرْشَادِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ ٱلْمُؤَلَّفِ مِنْ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ بِأَنْ يُقِيمَ هذَا ٱلْعَبْدَ «عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ» أَثْنَاءَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٤:٣، ٤٥-٤٧) وَٱلْغَالِبِيَّةُ ٱلْعُظْمَى مِنَ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَ صَدَاقَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ لَيْسُوا مِنْ هذَا ٱلصَّفِّ. فَكَيْفَ يُؤَثِّرُ تَجَاوُبُهُمْ مَعَ إِرْشَادِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ فِي صَدَاقَتِهِمْ مَعَ ٱلْمَسِيحِ؟
١٥ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يُحْسَبُ ٱلْمَرْءُ خَرُوفًا أَوْ جَدْيًا؟
١٥ اِقْرَأْ متى ٢٥:٣١-٤٠. دَعَا يَسُوعُ أَعْضَاءَ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ إِخْوَتَهُ. وَفِي مَثَلِهِ عَنْ فَرْزِ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ، ذَكَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّ مُعَامَلَتَنَا لِإِخْوَتِهِ تُوَازِي تَمَامًا مُعَامَلَتَنَا لَهُ شَخْصِيًّا. وَقَدْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ ٱلْعَامِلَ ٱلْحَاسِمَ ٱلَّذِي يُمَيِّزُ ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ هُوَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي يُعَامِلُونَ بِهَا حَتَّى «ٱلْأَصَاغِرَ مِنْ [إِخْوَتِهِ]». لِذلِكَ، فَإِنَّ دَعْمَ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ هُوَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي يُظْهِرُ بِهَا ذَوُو ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ رَغْبَتَهُمْ أَنْ يَكُونُوا أَصْدِقَاءَ ٱلْمَسِيحِ.
١٦، ١٧ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَصْدِقَاءُ لِإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ؟
١٦ فَكَيْفَ تُظْهِرُ أَنَّكَ صَدِيقٌ لِإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ إِذَا كُنْتَ تَرْجُو ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ظِلِّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثِ طَرَائِقَ، أَوَّلُهَا ٱلْمُشَارَكَةُ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَقَدْ أَمَرَ ٱلْمَسِيحُ إِخْوَتَهُ أَنْ يَكْرِزُوا بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ. (مت ٢٤:١٤) لكِنَّ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ لَا يَسَعُهُمْ أَنْ يَتَوَلَّوْا هذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ وَحْدَهُمْ دُونَ مُسَاعَدَةٍ مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، كُلَّمَا ٱنْهَمَكَ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، سَاعَدُوا إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ عَلَى إِتْمَامِ مُهِمَّتِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَصَفُّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ يُقَدِّرُ كَثِيرًا بَادِرَةَ ٱلصَّدَاقَةِ هذِهِ، مِثْلَمَا يُقَدِّرُهَا ٱلْمَسِيحُ.
١٧ وَيُسَاعِدُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ بِطَرِيقَةٍ ثَانِيَةٍ هِيَ دَعْمُ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ مَادِّيًّا. فَقَدْ شَجَّعَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَصْنَعُوا لَهُمْ أَصْدِقَاءَ «بِٱلْمَالِ ٱلْأَثِيمِ». (لو ١٦:٩) لَا يَعْنِي ذلِكَ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ شِرَاءَ صَدَاقَةِ يَسُوعَ أَوْ يَهْوَه، بَلْ يَعْنِي بِٱلْأَحْرَى أَنَّنَا بِتَسْخِيرِ مُقْتَنَيَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ فِي خِدْمَةِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ، نُعْرِبُ عَنْ صَدَاقَتِنَا وَمَحَبَّتِنَا «بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ»، لَا بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ. (١ يو ٣:١٦-١٨) وَيَتَمَثَّلُ هذَا ٱلدَّعْمُ ٱلْمَادِّيُّ فِي ٱلْمَوَارِدِ ٱلَّتِي نُنْفِقُهَا أَوْ نَسْتَهْلِكُهَا أَثْنَاءَ قِيَامِنَا بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، ٱلْمَالِ ٱلَّذِي نَتَبَرَّعُ بِهِ لِبِنَاءِ وَصِيَانَةِ أَمَاكِنِ عِبَادَتِنَا، وَٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلَّتِي نُسَاهِمُ بِهَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه وَيَسُوعَ يُقَدِّرَانِ كِلَاهُمَا مَا نُعْطِيهِ بِسُرُورٍ، قَلِيلًا كَانَ أَمْ كَثِيرًا. — ٢ كو ٩:٧.
١٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُطِيعَ إِرْشَادَ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٨ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي نُظْهِرُ بِهَا جَمِيعًا أَنَّنَا أَصْدِقَاءُ ٱلْمَسِيحِ هِيَ قُبُولُ إِرْشَادِ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُعَيَّنِينَ تَحْتَ تَوْجِيهِهِ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (اف ٥:٢٣) كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «أَطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَكُمْ وَكُونُوا مُذْعِنِينَ». (عب ١٣:١٧) قَدْ نَسْتَصْعِبُ أَحْيَانًا إِطَاعَةَ تَوْجِيهِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، لِأَنَّنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ نَعْرِفُ نَقَائِصَهُمُ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُشَوِّهَ نَظْرَتَنَا إِلَى مَشُورَتِهِمْ. رَغْمَ ذلِكَ، يُسَرُّ ٱلْمَسِيحُ، رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ، بِٱسْتِخْدَامِ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلنَّاقِصِينَ. لِذلِكَ، فَإِنَّ تَجَاوُبَنَا مَعَ سُلْطَتِهِمْ لَهُ تَأْثِيرٌ مُبَاشِرٌ فِي صَدَاقَتِنَا مَعَهُ. فَنَحْنُ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لَهُ عِنْدَمَا نَتَغَاضَى عَنْ عُيُوبِهِمْ وَنَتْبَعُ إِرْشَادَهُمْ بِفَرَحٍ.
أَيْنَ نَجِدُ أَصْدِقَاءَ مُخْلِصِينَ؟
١٩، ٢٠ مَاذَا نَجِدُ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ، وَمَا مَوْضُوعُ مَقَالَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ يَسْتَمِرُّ يَسُوعُ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِنَا لَيْسَ فَقَطْ عَنْ طَرِيقِ إِشْرَافِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُحِبِّينَ، بَلْ أَيْضًا بِوَاسِطَةِ ٱلْأُمَّهَاتِ وَٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ نَجِدُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (اِقْرَأْ مرقس ١٠:٢٩، ٣٠.) هَلْ تَذْكُرُ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَقْرِبَائِكَ عِنْدَمَا بَدَأْتَ بِمُعَاشَرَةِ هَيْئَةِ يَهْوَه؟ إِذَا كَانُوا قَدْ دَعَمُوا ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلْتَهَا فِي سَبِيلِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ، فَهذَا رَائِعٌ. لكِنَّ يَسُوعَ حَذَّرَ قَائِلًا إِنَّ «أَعْدَاءَ ٱلْإِنْسَانِ» يَكُونُونَ أَحْيَانًا «مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ». (مت ١٠:٣٦) فَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَعْرِفُ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَجِدَ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَصْدِقَاءَ يَلْتَصِقُونَ بِنَا أَكْثَرَ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ لَحْمِنَا وَدَمِنَا! — ام ١٨:٢٤.
٢٠ تُظْهِرُ ٱلسَّلَامَاتُ ٱلْإِفْرَادِيَّةُ ٱلَّتِي خَتَمَ بِهَا بُولُسُ رِسَالَتَهُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي رُومَا أَنَّهُ كَانَ لَدَيْهِ أَصْدِقَاءُ أَحِمَّاءُ كَثِيرُونَ. (رو ١٦:٨-١٦) كَمَا خَتَمَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا رِسَالَتَهُ ٱلثَّالِثَةَ بِٱلْكَلِمَاتِ: «سَلِّمْ عَلَى ٱلْأَصْدِقَاءِ بِأَسْمَائِهِمْ». (٣ يو ١٤) وَيَدُلُّ ذلِكَ أَنَّهُ أَنْشَأَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمَتِينَةِ. فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ وَٱلتَّلَامِيذِ ٱلْأَوَّلِينَ فِي إِقَامَةِ صَدَاقَاتٍ بَنَّاءَةٍ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ إِنَّ هذَا ٱلسُّؤَالَ هُوَ مَوْضُوعُ مَقَالَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
المحافظة على اواصر الصداقة في عالم خالٍ من المحبةبرج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى أَوَاصِرِ ٱلصَّدَاقَةِ فِي عَالَمٍ خَالٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ
«بِهٰذَا أُوصِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا». — يو ١٥:١٧.
١ لِمَاذَا كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بِحَاجَةٍ إِلَى إِبْقَاءِ عُرَى ٱلصَّدَاقَةِ وَثِيقَةً بَيْنَهُمْ؟
شَجَّعَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَوَاصِرِ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَهُمْ. وَكَانَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ مِنْ تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ قَدْ قَالَ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ٱلسِّمَةُ ٱلَّتِي تُثْبِتُ أَنَّهُمْ أَتْبَاعُهُ. (يو ١٣:٣٥) فَكَانَ ٱلرُّسُلُ بِحَاجَةٍ إِلَى إِبْقَاءِ عُرَى ٱلصَّدَاقَةِ وَثِيقَةً بَيْنَهُمْ لِكَيْ يَحْتَمِلُوا ٱلْمِحَنَ ٱلْمُقْبِلَةَ وَيُتَمِّمُوا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي سَيُوكِلُهُ إِلَيْهِمْ عَمَّا قَرِيبٍ. وَقَدْ أَصْبَحَ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بِٱلْفِعْلِ مَعْرُوفِينَ بِإِخْلَاصِهِمِ ٱلشَّدِيدِ لِلّٰهِ وَبَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ.
٢ (أ) عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ، وَلِمَاذَا؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُعَالِجُهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ كَمْ نَحْنُ مَسْرُورُونَ ٱلْيَوْمَ بِٱنْتِمَائِنَا إِلَى هَيْئَةٍ عَالَمِيَّةٍ يَقْتَدِي أَعْضَاؤُهَا بِٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ! وَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ عَلَى إِطَاعَةِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ بِمَحَبَّةِ بَعْضِنَا بَعْضًا مَحَبَّةً أَصِيلَةً. لكِنَّ ٱلنَّاسَ فِي هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ هُمْ عُمُومًا غَيْرُ أَوْلِيَاءَ وَبِلَا حُنُوٍّ. (٢ تي ٣:١-٣) وَغَالِبًا مَا تَكُونُ صَدَاقَاتُهُمْ سَطْحِيَّةً وَتَخْدُمُ مَصَالِحَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ. وَلَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَتَسَامَى عَنْ مِثْلِ هذِهِ ٱلْمَوَاقِفِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى هُوِيَّتِنَا كَمَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ. لِذلِكَ سَنُعَالِجُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: مَا أَسَاسُ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمَتِينَةِ؟ كَيْفَ نَكْسِبُ أَصْدِقَاءَ أَحِمَّاءَ؟ مَتَى يَلْزَمُ أَنْ نُنْهِيَ صَدَاقَتَنَا مَعَ أَحَدِ ٱلْأَشْخَاصِ؟ وَكَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ وَبَنَّاءَةٍ؟
مَا أَسَاسُ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمَتِينَةِ؟
٣، ٤ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُبْنَى أَمْتَنُ ٱلصَّدَاقَاتِ، وَلِمَاذَا؟
٣ تُبْنَى أَمْتَنُ ٱلصَّدَاقَاتِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَه. فَقَدْ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: «إِنْ قَوِيَ أَحَدٌ عَلَى ٱلْوَاحِدِ، فَٱثْنَانِ قَادِرَانِ عَلَى ٱلْوُقُوفِ فِي وَجْهِهِ. وَٱلْحَبْلُ ٱلْمَثْلُوثُ لَا يَنْقَطِعُ سَرِيعًا». (جا ٤:١٢) فَإِذَا كَانَ يَهْوَه ثَالِثَ طَاقٍ فِي حَبْلِ ٱلصَّدَاقَةِ، تَكُونُ ٱلصَّدَاقَةُ مَتِينَةً.
٤ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُحِبُّونَ يَهْوَه يَتَمَتَّعُونَ هُمْ أَيْضًا بِصَدَاقَاتٍ سَعِيدَةٍ، لكِنَّ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلَّذِينَ تَجْمَعُهُمُ ٱلْمَحَبَّةُ لِلّٰهِ يَتَمَتَّعُونَ بِصَدَاقَاتٍ ثَابِتَةٍ لَا تَتَزَعْزَعُ. فَإِذَا نَشَأَ سُوءُ فَهْمٍ بَيْنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ، يَتَعَامَلُونَ مَعًا بِطَرِيقَةٍ تُرْضِي يَهْوَه. وَإِذَا حَاوَلَ أَعْدَاؤُهُمْ بَذْرَ ٱلشِّقَاقِ بَيْنَهُمْ، يَكْتَشِفُ مُقَاوِمُو ٱللّٰهِ هؤُلَاءِ أَنَّ أَوَاصِرَ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لَا تَنْثَلِمُ. فَعَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ، أَثْبَتَ خُدَّامُ يَهْوَه أَنَّهُمْ يُفَضِّلُونَ ٱلْمَوْتَ عَلَى خِيَانَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا. — اِقْرَأْ ١ يوحنا ٣:١٦.
٥ لِمَاذَا كَانَتْ صَدَاقَةُ رَاعُوثَ وَنُعْمِي مَتِينَةً جِدًّا؟
٥ لَا شَكَّ أَنَّ أَبْهَجَ ٱلصَّدَاقَاتِ هِيَ ٱلَّتِي تَرْبِطُنَا بِمُحِبِّي يَهْوَه. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ رَاعُوثَ وَنُعْمِيَ. فَهَاتَانِ ٱلْمَرْأَتَانِ تَمَتَّعَتَا بِإِحْدَى أَرْوَعِ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلِمَاذَا كَانَتْ صَدَاقَتُهُمَا مَتِينَةً جِدًّا؟ لَقَدْ كَشَفَتْ رَاعُوثُ عَنِ ٱلسَّبَبِ حِينَ قَالَتْ لِنُعْمِي: «شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي، وَإِلٰهُكِ هُوَ إِلٰهِي. . . . لِيَفْعَلْ يَهْوَهُ بِي هٰكَذَا وَلْيَزِدْ إِنْ فَصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ غَيْرُ ٱلْمَوْتِ». (را ١:١٦، ١٧) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ رَاعُوثَ وَنُعْمِيَ جَمَعَتْهُمَا مَحَبَّةٌ عَمِيقَةٌ لِلّٰهِ، وَقَدْ سَمَحَتَا لَهَا بِٱلتَّأْثِيرِ فِي طَرِيقَةِ تَعَامُلِهِمَا مَعًا، فَنَالَتَا بَرَكَةَ يَهْوَه.
كَيْفَ نَكْسِبُ أَصْدِقَاءَ أَحِمَّاءَ؟
٦-٨ (أ) مَاذَا تَسْتَلْزِمُ ٱلصَّدَاقَاتُ ٱلْمَتِينَةُ؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَخْذُ ٱلْمُبَادَرَةِ فِي تَنْمِيَةِ ٱلصَّدَاقَاتِ؟
٦ يُظْهِرُ مِثَالُ رَاعُوثَ وَنُعْمِي أَنَّ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْحَمِيمَةَ لَا تَنْشَأُ بِٱلصُّدْفَةِ. صَحِيحٌ أَنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه ٱلْمُشْتَرَكَةَ بَيْنَ ٱلطَّرَفَيْنِ هِيَ ٱلْأَسَاسُ، لكِنَّ ٱلصَّدَاقَةَ ٱلْمَتِينَةَ تَسْتَلْزِمُ ٱلْجُهْدَ وَٱلتَّضْحِيَةَ. حَتَّى ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلْجَسَدِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَه ضِمْنَ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْوَاحِدَةِ يَلْزَمُهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا عَلَى تَوْطِيدِ أَوَاصِرِ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَهُمْ. فَمَا ٱلسَّبِيلُ، إِذًا، إِلَى إِقَامَةِ صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ؟
٧ خُذِ ٱلْمُبَادَرَةَ. شَجَّعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَصْدِقَاءَهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ فِي رُومَا أَنْ ‹يَتَّبِعُوا مَسْلَكَ ٱلضِّيَافَةِ›. (رو ١٢:١٣) وَمِثْلَمَا يَتَطَلَّبُ ٱتِّبَاعُ مَسْلَكٍ حَرْفِيٍّ أَنْ يَخْطُوَ ٱلْمَرْءُ سِلْسِلَةَ خُطُوَاتٍ، ٱلْوَاحِدَةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى، كَذلِكَ يَقْتَضِي ٱلتَّحَلِّي بِرُوحِ ٱلضِّيَافَةِ ٱلْقِيَامَ بِسِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْمُبَادَرَاتِ ٱلصَّغِيرَةِ بِصُورَةٍ مُنْتَظِمَةٍ. وَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ ٱتِّخَاذَ هذِهِ ٱلْخُطُوَاتِ عَنْكَ. (اِقْرَأْ امثال ٣:٢٧.) وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ دَعْوَةُ أَفْرَادٍ مُخْتَلِفِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى تَنَاوُلِ وَجْبَةٍ بَسِيطَةٍ مَعَكَ. فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُخَصِّصَ مَسَاحَةً دَائِمَةً فِي بَرْنَامَجِكَ لِإِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ لِأَفْرَادِ جَمَاعَتِكَ؟
٨ يُمْكِنُكَ كَسْبُ ٱلصَّدَاقَاتِ أَيْضًا بِٱلْمُبَادَرَةِ إِلَى دَعْوَةِ أَفْرَادٍ مُخْتَلِفِينَ لِيُشَارِكُوكَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَعِنْدَمَا تَسْمَعُ زَمِيلَكَ يَتَكَلَّمُ بِإِخْلَاصٍ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِيَهْوَه عَلَى بَابِ شَخْصٍ غَرِيبٍ، لَا يَسَعُكَ إِلَّا أَنْ تَشْعُرَ بِٱلْمَوَدَّةِ نَحْوَهُ.
٩، ١٠ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ، وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ؟
٩ اِتَّسِعْ فِي مَوَدَّتِكَ. (اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٦:١٢، ١٣.) هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا بِأَنَّكَ لَا تَجِدُ أَحَدًا تُصَادِقُهُ فِي جَمَاعَتِكَ؟ إِذَا كَانَ هذَا شُعُورَكَ، فَهَلْ مَرَدُّهُ إِلَى أَنَّكَ تُضَيِّقُ خِيَارَاتِكَ فِي مَنْ تَعْتَبِرُهُمْ يَصْلُحُونَ أَصْدِقَاءَ لَكَ؟ لَقَدْ رَسَمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِثَالًا حَسَنًا بِٱلِٱتِّسَاعِ فِي مَوَدَّتِهِ. فَصَارَ ‹رَسُولًا لِلْأُمَمِ› بَعْدَمَا كَانَتْ إِقَامَةُ صَدَاقَاتٍ حَمِيمَةٍ مَعَ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ أَمْرًا غَيْرَ وَارِدٍ عِنْدَهُ أَلْبَتَّةَ. — رو ١١:١٣.
١٠ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، لَمْ يَقْصِرْ بُولُسُ صَدَاقَتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ عُمْرِهِ. فَقَدْ أَصْبَحَ هُوَ وَتِيمُوثَاوُسُ صَدِيقَيْنِ حَمِيمَيْنِ رَغْمَ فَارِقِ ٱلْعُمْرِ وَٱلْخَلْفِيَّةِ بَيْنَهُمَا. وَٱلْيَوْمَ، يُعِزُّ أَحْدَاثٌ كَثِيرُونَ ٱلصَّدَاقَةَ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُونَ بِهَا مَعَ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا. تَقُولُ شَابَّةٌ فِي أَوَائِلِ عِشْرِينَاتِهَا ٱسْمُهَا ڤانيسا: «لَدَيَّ صَدِيقَةٌ عَزِيزَةٌ جِدًّا فِي خَمْسِينَاتِهَا تَهْتَمُّ كَثِيرًا لِأَمْرِي. وَيُمْكِنُنِي ٱلْبَوْحُ لَهَا بِكُلِّ مَا أَبُوحُ بِهِ لِلْأَصْدِقَاءِ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي مِثْلِ سِنِّي». فَكَيْفَ تَنْشَأُ مِثْلُ هذِهِ ٱلصَّدَاقَاتِ؟ تَقُولُ ڤانيسا: «كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِكَسْبِ صَدَاقَتِهَا، لَا أَنْ أَنْتَظِرَ مَكْتُوفَةَ ٱلْيَدَيْنِ». فَهَلْ أَنْتَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِمُصَادَقَةِ أَشْخَاصٍ لَيْسُوا مِنْ جِيلِكَ؟ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي تَبْذُلُهَا.
١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ؟
١١ كُنْ وَلِيًّا. كَتَبَ سُلَيْمَانُ: «اَلرَّفِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَهُوَ أَخٌ لِلشِّدَّةِ يُولَدُ». (ام ١٧:١٧) رُبَّمَا كَانَ سُلَيْمَانُ، أَثْنَاءَ كِتَابَةِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، يُفَكِّرُ فِي صَدَاقَةِ أَبِيهِ دَاوُدَ مَعَ يُونَاثَانَ. (١ صم ١٨:١) فَقَدْ أَرَادَ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ أَنْ يَرِثَ ٱبْنُهُ يُونَاثَانُ عَرْشَ إِسْرَائِيلَ. لكِنَّ يُونَاثَانَ قَبِلَ ٱخْتِيَارَ يَهْوَه لِدَاوُدَ مَلِكًا. فَلَمْ يَحْسُدْ دَاوُدَ كَأَبِيهِ، وَلَا ٱغْتَاظَ مِنَ ٱلْمَدْحِ ٱلَّذِي نَالَهُ صَدِيقُهُ. كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْ مَا ٱفْتَرَاهُ أَبُوهُ عَلَى دَاوُدَ. (١ صم ٢٠:٢٤-٣٤) فَهَلْ نَقْتَدِي بِيُونَاثَانَ؟ هَلْ نَفْرَحُ لِأَصْدِقَائِنَا إِذَا نَالُوا ٱمْتِيَازًا؟ هَلْ نُعَزِّيهِمْ وَنَقِفُ إِلَى جَانِبِهِمْ حِينَ يَمُرُّونَ بِمَشَقَّاتٍ؟ وَهَلْ نُدَافِعُ عَنْهُمْ بِوَلَاءٍ كَمَا فَعَلَ يُونَاثَانُ، أَمْ نُصَدِّقُ بِسُرْعَةٍ أَيَّ ثَرْثَرَةٍ مُؤْذِيَةٍ نَسْمَعُهَا عَنْهُمْ؟
مَتَى يَلْزَمُ إِنْهَاءُ ٱلصَّدَاقَةِ؟
١٢-١٤ أَيُّ تَحَدٍّ يُوَاجِهُهُ بَعْضُ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، وَكَيْفَ نُسَاعِدُهُمْ؟
١٢ عِنْدَمَا يَبْدَأُ أَحَدُ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِإِجْرَاءِ تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِهِ، يُمْكِنُ أَنْ يُوَاجِهَ تَحَدِّيًا صَعْبًا فِي مَجَالِ ٱلصَّدَاقَةِ. فَقَدْ يَكُونُ لَدَيْهِ عُشَرَاءُ يَتَمَتَّعُ بِرِفْقَتِهِمْ، لكِنَّهُمْ لَا يَعِيشُونَ وَفْقَ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَرُبَّمَا كَانَ فِي ٱلْمَاضِي يَقْضِي ٱلْوَقْتَ مَعَهُمْ بِٱسْتِمْرَارٍ، أَمَّا ٱلْآنَ فَهُوَ يَشْعُرُ أَنَّ نَشَاطَاتِهِمْ لَهَا تَأْثِيرٌ سَيِّئٌ عَلَيْهِ وَيَرَى مِنَ ٱللَّازِمِ أَنْ يَحُدَّ مِنْ صِلَتِهِ بِهِمْ. (١ كو ١٥:٣٣) لكِنَّهُ رُبَّمَا يَعْتَبِرُ ٱلتَّوَقُّفَ عَنْ مُعَاشَرَتِهِمْ عَدَمَ وَلَاءٍ مِنْ جِهَتِهِ.
١٣ إِذَا كُنْتَ تُوَاجِهُ هذَا ٱلتَّحَدِّيَ، فَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلصَّدِيقَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَسُرُّهُ أَنْ يَرَاكَ تُحَاوِلُ تَحْسِينَ حَيَاتِكَ. حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُقَرِّرُ ٱلِٱنْضِمَامَ إِلَيْكَ وَٱلتَّعَلُّمَ عَنْ يَهْوَه. أَمَّا ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلزَّائِفُونَ ‹فَيَتَكَلَّمُونَ عَلَيْكَ بِكَلَامٍ مُهِينٍ› لِأَنَّكَ لَا تُوَاصِلُ ٱلرَّكْضَ مَعَهُمْ إِلَى «بُؤْرَةِ ٱلْخَلَاعَةِ عَيْنِهَا». (١ بط ٤:٣، ٤) وَهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ مَنْ يَجِبُ نَعْتُهُمْ بِعَدَمِ ٱلْوَلَاءِ، لَا أَنْتَ.
١٤ عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلَّذِي يَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِلنَّبْذِ مِنْ أَصْدِقَائِهِ ٱلسَّابِقِينَ ٱلَّذِينَ لَا يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ، يَسْتَطِيعُ أَعْضَاءُ ٱلْجَمَاعَةِ سَدَّ ٱلْفَرَاغِ ٱلَّذِي يَشْعُرُ بِهِ. (غل ٦:١٠) فَهَلْ تَعْرِفُ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَيَحْضُرُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي جَمَاعَتِكَ مَعْرِفَةً شَخْصِيَّةً؟ وَهَلْ تَسْتَطِيعُ مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ أَنْ تُوَفِّرَ لَهُمْ بَعْضَ ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْبَنَّاءَةِ؟
١٥، ١٦ (أ) مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِنَا إِذَا تَوَقَّفَ أَحَدُ أَصْدِقَائِنَا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه؟ (ب) كَيْفَ نُبَرْهِنُ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ؟
١٥ وَلكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ إِذَا قَرَّرَ أَحَدُ أَصْدِقَائِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ يَهْوَه، وَرُبَّمَا لَزِمَ فَصْلُهُ؟ إِنَّ وَضْعًا كَهذَا يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا أَسًى كَبِيرًا. قَالَتْ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ وَهِيَ تَصِفُ رَدَّ فِعْلِهَا حِينَ تَوَقَّفَتْ إِحْدَى صَدِيقَاتِهَا ٱلْحَمِيمَاتِ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه: «كَانَ وَقْعُ ٱلْأَمْرِ عَلَيَّ مُدَمِّرًا. فَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ صَدِيقَتِي رَاسِخَةٌ فِي ٱلْحَقِّ، فَتَبَيَّنَ لِي ٱلْعَكْسُ. فَرُحْتُ أَتَسَاءَلُ هَلْ كَانَتْ تَخْدُمُ يَهْوَه لِإِرْضَاءِ عَائِلَتِهَا فَقَطْ. ثُمَّ بَدَأْتُ بِإِعَادَةِ تَقْيِيمِ دَوَافِعِي، مُتَسَائِلَةً عَنِ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنِي إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَه». وَكَيْفَ تَغَلَّبَتْ هذِهِ ٱلْأُخْتُ عَلَى ٱلْوَضْعِ؟ تَقُولُ: «أَلْقَيْتُ عِبْئِي عَلَى يَهْوَه. وَأَنَا مُصَمِّمَةٌ أَنْ أُبَرْهِنَ لَهُ أَنَّنِي أُحِبُّهُ لِشَخْصِيَّتِهِ وَصِفَاتِهِ، لَا لِأَنَّهُ يُوَفِّرُ لِي ٱلْأَصْدِقَاءَ ضِمْنَ هَيْئَتِهِ».
١٦ فَلَا نَظُنَّ أَنْ بِإِمْكَانِنَا ٱلْبَقَاءَ أَصْدِقَاءَ لِلّٰهِ إِذَا كُنَّا نُؤَيِّدُ مَنْ يَخْتَارُونَ صَدَاقَةَ ٱلْعَالَمِ. كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «أَمَا تَعْرِفُونَ أَنَّ صَدَاقَةَ ٱلْعَالَمِ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ؟ إِذًا فَمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ صَدِيقًا لِلْعَالَمِ يَجْعَلُ نَفْسَهُ عَدُوًّا لِلّٰهِ». (يع ٤:٤) وَيُمْكِنُنَا أَنْ نُبَرْهِنَ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ إِذَا وَثِقْنَا بِأَنَّهُ يُسَاعِدُنَا عَلَى مُوَاجَهَةِ فُقْدَانِ صَدِيقٍ إِنْ كُنَّا أَوْلِيَاءَ لَهُ. (اِقْرَأْ مزمور ١٨:٢٥.) وَتُلَخِّصُ ٱلْأُخْتُ ٱلْمَذْكُورَةُ آنِفًا ٱلْمَسْأَلَةَ قَائِلَةً: «تَعَلَّمْتُ أَنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجْبِرَ أَحَدًا عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه أَوْ مَحَبَّتِنَا. فَٱلْمَسْأَلَةُ أَوَّلًا وَآخِرًا قَرَارٌ شَخْصِيٌّ». وَلكِنْ، كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ وَبَنَّاءَةٍ مَعَ ٱلَّذِينَ لَا يَتْرُكُونَ ٱلْجَمَاعَةَ؟
اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ
١٧ كَيْفَ يَتَوَاصَلُ ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْأَحِمَّاءُ؟
١٧ اَلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ عَصَبُ ٱلصَّدَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ. وَهذَا مَا تَتَبَيَّنُهُ مِنْ قِرَاءَةِ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ رَاعُوثَ وَنُعْمِي، دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ، وَبُولُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ، وَفِيهَا يَظْهَرُ أَنْ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْأَحِمَّاءَ يَتَكَلَّمُونَ مَعًا بِصَرَاحَةٍ وَلكِنْ بِٱحْتِرَامٍ. كَتَبَ بُولُسُ عَنْ طَرِيقَةِ حَدِيثِنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ: «لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ». وَقَدْ أَشَارَ هُنَا عَلَى وَجْهِ ٱلتَّحْدِيدِ إِلَى كَيْفِيَّةِ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلَّذِينَ «فِي ٱلْخَارِجِ»، أَيْ مَعَ غَيْرِ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ. (كو ٤:٥، ٦) فَإِذَا كَانَ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ يَسْتَحِقُّونَ أَنْ نُكَلِّمَهُمْ بِٱحْتِرَامٍ، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَصْدِقَاؤُنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ!
١٨، ١٩ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ مَشُورَةٍ يُسْدِيهَا إِلَيْنَا صَدِيقٌ مَسِيحِيٌّ، وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ لَنَا شُيُوخُ أَفَسُسَ؟
١٨ يُقَدِّرُ ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْأَحِمَّاءُ بَعْضُهُمْ آرَاءَ بَعْضٍ، وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ بِٱلتَّالِي أَنْ يَكُونَ كَلَامُهُمْ بِنِعْمَةٍ وَيَتَحَلَّوْا بِٱلصَّرَاحَةِ. كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ: «اَلزَّيْتُ وَٱلْبَخُورُ يُفَرِّحَانِ ٱلْقَلْبَ، وَحَلَاوَةُ ٱلصَّاحِبِ فِي مَشُورَتِهِ ٱلنَّابِعَةِ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ». (ام ٢٧:٩) فَهَلْ هذِهِ نَظْرَتُكَ إِلَى أَيِّ مَشُورَةٍ تُسْدَى إِلَيْكَ مِنْ صَدِيقٍ؟ (اِقْرَأْ مزمور ١٤١:٥.) مَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِكَ إِذَا أَبْدَى لَكَ صَدِيقٌ قَلَقَهُ بِشَأْنِ مَسْلَكٍ تَتَّبِعُهُ؟ هَلْ تَعْتَبِرُ مُلَاحَظَاتِهِ دَلِيلَ لُطْفٍ حُبِّيٍّ، أَمْ تَسْتَاءُ مِنْهَا؟
١٩ تَمَتَّعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِعَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ مَعَ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أَفَسُسَ. وَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ بَعْضَهُمْ مُنْذُ أَصْبَحُوا مُؤْمِنِينَ. لكِنَّهُ أَسْدَى إِلَيْهِمْ مَشُورَةً صَرِيحَةً أَثْنَاءَ لِقَائِهِ ٱلْأَخِيرِ بِهِمْ. فَكَيْفَ تَجَاوَبُوا؟ لَمْ يَشْعُرْ أَصْدِقَاءُ بُولُسَ بِٱلِٱسْتِيَاءِ، بَلْ قَدَّرُوا ٱهْتِمَامَهُ بِهِمْ. حَتَّى إِنَّهُمْ بَكَوْا حِينَ عَلِمُوا أَنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ بَعْدُ. — اع ٢٠:١٧، ٢٩، ٣٠، ٣٦-٣٨.
٢٠ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلصَّدِيقُ ٱلْمُحِبُّ؟
٢٠ إِنَّ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْمُخْلِصِينَ لَا يَقْبَلُونَ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْحَكِيمَةَ فَحَسْبُ، بَلْ يُعْطُونَهَا أَيْضًا. طَبْعًا، لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نُمَيِّزَ مَتَى يَنْبَغِي أَنْ ‹نَهْتَمَّ بِشُؤُونِنَا ٱلْخَاصَّةِ›. (١ تس ٤:١١) كَمَا يَجِبُ أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا «سَيُؤَدِّي حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ لِلّٰهِ». (رو ١٤:١٢) لكِنَّ ٱلصَّدِيقَ ٱلْمُحِبَّ يُذَكِّرُ صَدِيقَهُ بِلُطْفٍ بِمَقَايِيسِ يَهْوَه، إِذَا لَزِمَ ٱلْأَمْرُ. (١ كو ٧:٣٩) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا لَاحَظْتَ أَنَّ صَدِيقًا أَعْزَبَ يُنَمِّي عَلَاقَةً عَاطِفِيَّةً بِشَخْصٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ؟ هَلْ تُحْجِمُ عَنْ إِبْدَاءِ مَخَاوِفِكَ خَوْفًا عَلَى صَدَاقَتِكُمَا؟ وَمَاذَا يَكُونُ مَوْقِفُكَ إِذَا تَجَاهَلَ صَدِيقُكَ مَشُورَتَكَ؟ اَلصَّدِيقُ ٱلْمُخْلِصُ يَسْتَعِينُ بِٱلرُّعَاةِ ٱلْمُحِبِّينَ لِمُسَاعَدَةِ رَفِيقٍ أُخِذَ فِي زَلَّةٍ. وَهذِهِ ٱلْخُطْوَةُ تَتَطَلَّبُ ٱلشَّجَاعَةَ، وَلكِنْ لَا خَوْفَ عَلَى ٱلصَّدَاقَةِ ٱلْمَبْنِيَّةِ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه.
٢١ مَاذَا يَحْصُلُ أَحْيَانًا بَيْنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ، وَمَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٢١ اِقْرَأْ كولوسي ٣:١٣، ١٤. أَحْيَانًا، تَجْعَلُ تَصَرُّفَاتُنَا وَكَلِمَاتُنَا أَصْدِقَاءَنَا ‹يَتَشَكَّوْنَ› مِنَّا، وَٱلْعَكْسُ صَحِيحٌ. فَقَدْ قَالَ يَعْقُوبُ «إِنَّنَا جَمِيعًا نَعْثُرُ مِرَارًا كَثِيرَةً». (يع ٣:٢) لكِنَّ نَجَاحَ ٱلصَّدَاقَةِ أَوْ فَشَلَهَا لَا يُقَاسُ بِعَدَدِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلَّتِي نَرْتَكِبُهَا أَحَدُنَا فِي حَقِّ ٱلْآخَرِ، بَلْ بِمَدَى مُسَامَحَتِنَا بَعْضِنَا بَعْضًا عَلَى هذِهِ ٱلْإِسَاءَاتِ. فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَوَاصَلَ بِصَرَاحَةٍ وَنُسَامِحَ بَعْضُنَا بَعْضًا بُغْيَةَ بِنَاءِ صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمَحَبَّةِ لِكَيْ تَصِيرَ ‹رِبَاطَ وَحْدَةٍ كَامِلًا›!
-