مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • نحن بحاجة الى اصدقاء حقيقيين
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • نحن بحاجة الى اصدقاء حقيقيين

      تدور بين جيني وسو محادثة مفعمة بالحماس.‏ الابتسامات ترتسم على وجهيهما،‏ والعيون تلمع —‏ كل شيء في تصرُّفهما يُظهر اهتماما شديدا بما سيقوله الآخر.‏ ورغم اختلاف خلفيتيهما،‏ يبدو واضحا ان بينهما امورا كثيرة مشتركة وأنهما تُكنَّان احتراما كبيرا احداهما للأخرى.‏

      وفي مكان آخر،‏ يعمل إريك ودنِس معا في مشروع،‏ هو واحد من مشاريع كثيرة عملا فيها خلال عدة سنوات.‏ انهما مرتاحان،‏ ويضحكان عفويا.‏ وعندما تتحول المحادثة الى مواضيع جدِّية،‏ يتبادلان الآراء بصراحة.‏ فهما يحترمان واحدهما الآخر.‏ إن إريك ودنِس صديقان حقيقيان،‏ مثل جيني وسو.‏

      قد يبهج هذا الوصف قلبكم،‏ جاعلا اياكم تفكرون في اصدقائكم.‏ ومن جهة اخرى،‏ قد يجعلكم تشعرون بالحنين الى صداقات كهذه.‏ وأنتم ايضا يمكن ان تتمتعوا بها!‏

      لماذا نحتاج الى اصدقاء حقيقيين

      ان الصداقات الجيدة ضرورية لخيرنا العقلي والجسدي.‏ ولكن عندما نشعر بالوحدة،‏ لا يعني ذلك ان امرا ما ليس على ما يرام.‏ فبعض الباحثين يقولون ان الوحدة هي جوع،‏ مؤشِّر طبيعي الى اننا بحاجة الى الرفقة.‏ وعلى اية حال،‏ تماما كما يخفِّف الطعام من الجوع او يسدُّه،‏ يمكن للنوع الصحيح من الصداقات ان يخفِّف من الوحدة او حتى ان يزيلها.‏ وإضافة الى ذلك،‏ ان حيازة اصدقاء مخلصين يقدِّروننا ليست امرا مستحيلا.‏

      خُلق البشر بالحاجة الى الرفقة.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ يقول الكتاب المقدس ان الصديق او الرفيق الحقيقي «للشدة يولد.‏» (‏امثال ١٧:‏١٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولذلك يجب ان يكون الاصدقاء الحقيقيون قادرين على طلب المساعدة واحدهم من الآخر عند الضرورة.‏ لكنَّ الصداقة تعني اكثر من مجرد وجود شخص نلجأ اليه طلبا للمساعدة او ان يكون رفيقا في العمل او اللعب.‏ فالاصدقاء المخلصون يطوِّرون افضل الصفات واحدهم في الآخر.‏ تقول الامثال ٢٧:‏١٧‏:‏ «الحديد بالحديد يُحدَّد والانسان يحدِّد وجه صاحبه.‏» فكما ان قطعة الحديد يمكن ان تُستعمل لتحدِّد شفرة من المعدن نفسه،‏ قد ينجح الصديق في ان يحدِّد الحالة الفكرية والروحية للرفيق الآخر.‏ وإذا جعلتنا خيبات الامل نكتئب،‏ فإن نظرة الصديق المتعاطفة وتشجيعه المؤسس على الاسفار المقدسة يمكن ان يكونا بنّاءين جدا.‏

      ترتبط الصداقة في الكتاب المقدس بالمحبة،‏ الألفة،‏ الائتمان،‏ والرفقة.‏ والصداقات قد تشمل الجيران،‏ رفقاء العمل،‏ وهلمَّ جرا.‏ والبعض يعتبرون ايضا اقرباء معيَّنين بين احمّ اصدقائهم.‏ ولكن بالنسبة الى كثيرين اليوم،‏ يصعب ايجاد الاصدقاء الحقيقيين والمحافظة عليهم.‏ فلماذا الوضع هكذا؟‏ وهل يمكن ان تتمتعوا بصداقات حقيقية تدوم؟‏

  • يمكنكم ان تتمتعوا بصداقات تدوم
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • يمكنكم ان تتمتعوا بصداقات تدوم

      تعترض سبيل الصداقات بعض العقبات.‏ فقد تنبأ الكتاب المقدس في الواقع انه في «الايام الاخيرة» هذه،‏ سيكون هنالك نقص في المحبة،‏ المودة الطبيعية،‏ والولاء.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏،‏ ع‌ج‏؛‏ متى ٢٤:‏١٢‏)‏ وقد جلبت هذه الاحوال معها وباء وحدة لم يسبق له مثيل.‏ قالت احدى النساء:‏ «محيطي اشبه بفلك نوح.‏ فإن لم تكونوا متزوجين،‏ مُنعتم من دخوله.‏» لا يمكن ان يُلام كاملا كل شخص يشعر بالوحدة.‏ ففي بعض انحاء العالم،‏ تشمل التحديات التي تواجهها الصداقات التي تدوم امورا مثل انتقال الناس من مسكنهم بشكل متكرِّر اكثر،‏ تحطُّم العائلات،‏ المدن الخطِرة والخالية من كل مودة،‏ والانخفاض الملحوظ في وقت الفراغ.‏

      ان مَن يقطن في مدينة عصرية قد يلتقي في اسبوع واحد اشخاصا يزيد عددهم على عدد الذين رآهم قروي عاش في القرن الـ‍ ١٨ في سنة او حتى في مدة حياته!‏ لكنَّ الصداقات اليوم غالبا ما تكون سطحية.‏ فكثيرون ينصرفون الى اقامة علاقات اجتماعية دائمة مع الآخرين ومحاولات قضاء وقت ممتع.‏ ولكن يجب ان نعترف بأن اللهو العديم الجدوى مع عشراء أسيء اختيارهم يشبه استعمال الشوك كوقود.‏ تقول الجامعة ٧:‏٥،‏ ٦‏:‏ «سَمْع الانتهار من الحكيم خير للانسان من سَمْع غناء الجهال.‏ لأنه كصوت الشوك تحت القِدر هكذا ضحك الجهال.‏ هذا ايضا باطل.‏» فالشوك ينتج لفترة قصيرة نارا مشعّة تُصدر اصواتا،‏ لكنَّ الشوك ليس كافيا لإبقائنا متمتعين بالدفء.‏ وبشكل مماثل،‏ يمكن للرفقاء الضجّاجين والمازحين ان يلهونا وقتيا،‏ ولكنهم لن يزيلوا كل وحدتنا ويسدّوا حاجتنا الى اصدقاء حقيقيين.‏

      تختلف العزلة عن الوحدة.‏ فشيء من العزلة ضروري لاستعادة نشاطنا وبالتالي ليكون لدينا المزيد لنقدمه كصديق.‏ وعندما يواجه كثيرون الوحدة،‏ يلجأون فورا الى شكل من اشكال التسلية الالكترونية.‏ ووجدت احدى الدراسات ان مشاهدة التلفزيون هي احد ردود الفعل الاكثر شيوعا للوحدة.‏ ولكنَّ الباحثين استنتجوا ان مشاهدة التلفزيون مطوَّلا هي احد اسوإ الامور التي يمكن ان نفعلها عندما نشعر بالوحدة.‏ فهي تروِّج البلادة،‏ الضجر،‏ والاوهام،‏ مما يجعلها بديلا رديئا للعلاقات الشخصية بالناس الآخرين.‏

      وفي الواقع،‏ يمكن ان تكون العزلة قيِّمة جدا اذا استعملنا وقت انفرادنا بنفسنا بشكل بنّاء.‏ ويمكن ان نفعل ذلك بالقراءة،‏ كتابة الرسائل،‏ صنع بعض الاشياء،‏ وأخذ قسط من الراحة.‏ وتشمل العزلة البنّاءة الصلاة الى اللّٰه،‏ درس الكتاب المقدس،‏ والتأمل فيه.‏ (‏مزمور ٦٣:‏٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ ان هذه طرائق تقرِّبنا اكثر الى يهوه اللّٰه،‏ الذي يصير حينئذٍ صديقنا الاعظم.‏

      امثلة للصداقة من الكتاب المقدس

      رغم انه جيد ان نكون ودّيين مع كثيرين من الناس،‏ يذكِّرنا الكتاب المقدس انه «يوجد (‏صديق)‏ ألزق من الاخ.‏» (‏امثال ١٨:‏٢٤‏)‏ وجميعنا نحتاج الى اصدقاء احمّاء يهتمون بنا حقا،‏ اصدقاء تمنحنا صداقاتهم الفرح،‏ القوة،‏ والسلام.‏ ورغم ان صداقات حقيقية كهذه قد لا تكون شائعة اليوم،‏ فإن بعض الامثلة القديمة مذكورة بشكل خصوصي في الكتاب المقدس.‏ على سبيل المثال،‏ كانت هنالك صداقة بارزة بين داود ويوناثان.‏ فماذا يمكننا ان نتعلم منها؟‏ ولماذا دامت صداقتهما؟‏

      اولا،‏ كانت لدى داود ويوناثان اهتمامات اساسية مشتركة.‏ وقبل كل شيء،‏ كانا يشتركان في التعبد العميق ليهوه اللّٰه.‏ وعندما لاحظ يوناثان ايمان داود باللّٰه وأعماله دفاعا عن شعب يهوه،‏ ‹تعلَّقت نفسه بنفس داود وأحبَّه كنفسه.‏› (‏١ صموئيل ١٨:‏١‏)‏ اذًا،‏ تساعد المحبة المشتركة للّٰه على تقوية الروابط بين الاصدقاء.‏

      كان يوناثان وداود شخصين قويين يعيشان بانسجام مع المبادئ الالهية.‏ لذلك كان بإمكانهما احترام واحدهما الآخر.‏ (‏١ صموئيل ١٩:‏١-‏٧؛‏ ٢٠:‏٩-‏١٤؛‏ ٢٤:‏٦‏)‏ ونحن نتبارك حقا اذا كان لدينا اصدقاء اتقياء توجِّههم مبادئ الاسفار المقدسة.‏

      ساهمت عوامل اخرى في صداقة داود ويوناثان.‏ لقد كانت علاقتهما صادقة وصريحة،‏ وكل واحد ائتمن الآخر.‏ وقد وضع يوناثان بولاء مصالح داود قبل مصالحه الخاصة.‏ ولم يكن يغار لأن داود وُعد بالمُلك؛‏ وبالأحرى،‏ دعمه يوناثان عاطفيا وروحيا.‏ وداود قبِل مساعدته.‏ (‏١ صموئيل ٢٣:‏١٦-‏١٨‏)‏ وبطرائق ملائمة تنسجم مع الاسفار المقدسة اعلن داود ويوناثان مشاعرهما واحدهما للآخر.‏ وكانت صداقتهما المخلصة مؤسسة على تقدير وعاطفة صادقَين.‏ (‏١ صموئيل ٢٠:‏٤١؛‏ ٢ صموئيل ١:‏٢٦‏)‏ لقد كانت صداقتهما متينة لأنهما كليهما حافظا على امانتهما للّٰه.‏ ووضْعُنا مبادئ كهذه موضع العمل يمكن ان يساعدنا على بناء صداقات حقيقية والمحافظة عليها.‏

      كيفية تنمية الصداقات

      هل تبحثون عن اصدقاء حقيقيين؟‏ ربما لستم مضطرين الى البحث بعيدا.‏ فبعض الذين تعاشرونهم قانونيا يمكن ان يكونوا اصدقاء لكم وربما هم بحاجة الى صداقتكم.‏ ويكون حكيما تطبيق مشورة الرسول بولس ان ‹نتَّسع› بشكل خصوصي في ما يتعلق بالرفقاء المسيحيين.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١١-‏١٣‏)‏ ولكن لا تغتاظوا ان لم تَنتج علاقة متينة كلما حاولتم كسب صديق.‏ فتطوير صداقة غالبا ما يتطلَّب الوقت،‏ ولن تكون كل العلاقات متينة بالتساوي.‏ (‏جامعة ١١:‏١،‏ ٢،‏ ٦‏)‏ طبعا،‏ كي نتمتع بصداقات حقيقية يجب ألّا نكون انانيين،‏ ويلزم ان نتبع مشورة يسوع:‏ «فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم.‏» —‏ متى ٧:‏١٢‏.‏

      ومَن يحتاج الى صداقتكم؟‏ بالإضافة الى الذين في مثل سنكم،‏ ماذا عن الاصغر او الاكبر سنًّا؟‏ ان صداقة داود ويوناثان،‏ راعوث ونعمي،‏ وبولس وتيموثاوس كلها شملت اختلافا في السن.‏ (‏راعوث ١:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏١٧‏)‏ فهل يمكنكم ان تجعلوا صداقتكم تتَّسع لتشمل الارامل والعزّاب الآخرين؟‏ فكِّروا ايضا في الذين انتقلوا حديثا الى منطقتكم.‏ ربما تخلَّوا عن معاشرة معظم اصدقائهم او كلهم بسبب انتقالهم من مسكنهم او تغيير نمط حياتهم.‏ فلا تنتظروا ان يبحث الآخرون عنكم.‏ وإذا كنتم شخصا مسيحيا،‏ فابنوا صداقات تدوم بتطبيق مشورة بولس:‏ «وادّين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية.‏ مقدِّمين بعضكم بعضا في الكرامة.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٠‏.‏

      يمكننا ان نعتبر الصداقات شكلا من اشكال العطاء.‏ قال يسوع انه اذا أَعطينا،‏ نُعطى.‏ وأشار ايضا الى انه مغبوط هو العطاء اكثر من الأخذ.‏ (‏لوقا ٦:‏٣٨؛‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ فهل قابلتم اشخاصا من خلفيات متنوعة؟‏ تبرهن محافل شهود يهوه الاممية ان الناس من مختلف المجتمعات يمكن ان يبنوا صداقات حقيقية تدوم عندما يشتركون معا في عبادة اللّٰه.‏

      صَون الصداقات

      من المحزن ان الذين تعتبرونهم اصدقاء يسبِّبون احيانا الالم واحدهم للآخر.‏ فالثرثرة المؤذية،‏ خيانة الثقة،‏ عدم التقدير —‏ هي بين الامور المؤلمة جدا عندما تصدر عن شخص اعتبرتموه صديقا حقيقيا.‏ فما العمل في حالات كهذه؟‏

      ارسموا مثالا حسنا.‏ افعلوا كل ما في وسعكم لتتجنَّبوا تسبيب الم غير ضروري.‏ من الشائع في بعض الاماكن ان يسخر الاصدقاء بأخطاء واحدهم الآخر.‏ لكنَّ المعاملة القاسية او الخداع لن يقرِّب الاصدقاء بعضهم من بعض،‏ حتى وإن اعتقدوا انهم ‹يمزحون›.‏ —‏ امثال ٢٦:‏١٨،‏ ١٩‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

      اجتهدوا لتحافظوا على الصداقات.‏ فسوء الفهم ينشأ احيانا عندما يتوقع الاصدقاء الكثير جدا واحدهم من الآخر.‏ فالصديق المريض او الذي تشغل باله مشكلة خطيرة لن يكون على الارحج قادرا ان يُظهر تعاطفا كعادته.‏ لذلك في اوقات كهذه،‏ حاولوا ان تكونوا متفهمين وداعمين.‏

      حلّوا المشاكل بسرعة ولطف.‏ وافعلوا ذلك على انفراد إن امكن.‏ (‏متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٨:‏١٥‏)‏ تأكدوا ان صديقكم يعرف انكم تريدون المحافظة على علاقة جيدة.‏ فالاصدقاء المخلصون يسامحون واحدهم الآخر.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٣‏)‏ فهل ستكونون مثل هذا الصديق —‏ الصديق الألزق من الاخ؟‏

      ان القراءة عن الصداقات والتفكير فيها هما مجرد البداية.‏ وإذا كنا نعاني الوحدة،‏ فلنتَّخذ اجراء ملائما،‏ ولن نبقى وحيدين فترة طويلة.‏ وإذا بذلنا ما في وسعنا،‏ يمكننا ان نحصل على اصدقاء حقيقيين.‏ وسنُقيم مع بعضهم رباطا خصوصيا.‏ ولكن ما من احد يمكن ان يحلَّ محل اللّٰه،‏ الصديق الاعظم.‏ فيهوه وحده يمكن ان يعرفنا،‏ يفهمنا،‏ ويدعمنا بشكل كامل.‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١-‏٤،‏ ٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ تقدِّم كلمته رجاء رائعا للمستقبل —‏ ألا وهو عالم جديد من الممكن ان نحصل فيه على اصدقاء حقيقيين الى الابد.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة