مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كلنا بحاجة الى اصدقاء
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • كلنا بحاجة الى اصدقاء

      ‏«الصديق هو مَن تستطيع التحدث اليه بحرية عن كل شيء والاتصال به في اية ساعة من اليوم».‏ —‏ ياييل،‏ فرنسا

      ‏«الصديق يتفهم مشاعر الالم التي تنتابك ويتعاطف معك».‏ —‏ ڠاييل،‏ فرنسا

      ‏«رُبَّ صديق ألزق من الأخ».‏ (‏امثال ١٨:‏٢٤‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ رغم ان هذه الكلمات دُوِّنت في الكتاب المقدس منذ ٠٠٠‏,٣ سنة تقريبا،‏ لا تزال الطبيعة البشرية هي نفسها حتى يومنا هذا.‏ فلا تزال الصداقة مهمة للروح اهمية الغذاء والماء للجسد.‏ رغم ذلك يستصعب كثيرون اشباع هذه الحاجة الاساسية وربح اصدقاء.‏ فالشعور بالوحدة امر شائع.‏ يقول فيليپ شايڤر وكارين روبنستاين في كتابهما بحثا عن الصداقة الحميمة (‏بالانكليزية)‏:‏ «بعض الاسباب واضحة جدا».‏ ويذكران منها «تغيير الناس المستمر لمكان اقامتهم،‏ السكن في مدن تكثر فيها الجرائم ولا يشعر المرء فيها بالانتماء»،‏ بالاضافة الى «الاستعاضة عن الحياة الاجتماعية بمشاهدة التلفزيون وأشرطة الفيديو».‏

      كما ان نمط الحياة العصرية يستنزف وقتنا وطاقتنا.‏ تذكر ليتي پوڠْريبين في كتابها في رفقة الاصدقاء (‏بالانكليزية)‏:‏ «خلال اسبوع يلتقي الذين يعيشون اليوم في المدينة اناسا اكثر مما كان يلتقي القروي في القرن السابع عشر خلال سنة او حتى خلال حياته كلها».‏ وبما ان الشخص قد يتعرف على مئات الاشخاص،‏ يصعب عليه قضاء ما يكفي من الوقت مع افراد معيّنين ليبني معهم صداقات متينة ويحافظ عليها.‏

      حتى في الاماكن التي كان يتمتع فيها الناس بنمط حياة هادئ،‏ فإن الاوضاع الاجتماعية تتغير بسرعة.‏ تقول أولّا التي تعيش في اوروبا الشرقية:‏ «كنا نشعر في ما مضى بأننا قريبون جدا من اصدقائنا.‏ اما اليوم فكثيرون يُغرقون انفسهم في اشغالهم او مساعيهم الشخصية.‏ الكل مشغولون دائما،‏ مما يجعلنا نشعر بأن صداقاتنا القديمة تنحلّ تدريجيا».‏ ففي نمط الحياة المحموم هذا،‏ قد تحتل الصداقات مرتبة ثانوية.‏

      لكن حاجتنا الى الاصدقاء تبقى قوية،‏ وخصوصا الاحداث بيننا.‏ توضح ياييل المقتبس منها اعلاه:‏ «يحتاج الحدث ان يكون محبوبا من الآخرين ويشعر بالانتماء،‏ وأن يكون على علاقة وثيقة بشخص ما».‏ صغارا كنا ام كبارا،‏ نحتاج جميعنا الى صداقات حميمة تسعدنا.‏ ورغم التحديات،‏ يمكننا ان نفعل الكثير لنربح اصدقاء حقيقيين ونحافظ على صداقتهم.‏ وهذا ما ستناقشه المقالتان التاليتان.‏

  • اشباع حاجتنا الى الصداقة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • اشباع حاجتنا الى الصداقة

      ‏«الشعور بالوحدة ليس مرضا»،‏ كما يقول كتاب بحثا عن الصداقة الحميمة.‏ «الشعور بالوحدة هو جوع سليم .‏ .‏ .‏،‏ دليل طبيعي اننا نفتقر الى الرفقة».‏ وكما يدفعنا الجوع الى تناول الطعام المغذي،‏ ينبغي ان تدفعنا مشاعر الوحدة الى البحث عن اصدقاء مخلصين.‏

      لكن كما تقول شابة من فرنسا تدعى ياييل،‏ «بعض الناس يتجنبون كل احتكاك بالآخرين».‏ غير ان اعتزالنا عن الآخرين،‏ بغض النظر عن السبب،‏ لا يحلّ اية مشكلة ويجعلنا نشعر بالوحدة اكثر من اي وقت مضى.‏ يقول مثل في الكتاب المقدس:‏ «المعتزل يطلب شهوته.‏ بكل مشورة يغتاظ».‏ (‏امثال ١٨:‏١‏)‏ لذلك يلزم اولا ان ندرك حاجتنا الى الصداقة،‏ ثم نصمم ان نفعل شيئا حيال ذلك.‏

      اتخذْ خطوات عملية لبناء صداقات

      عوض ان تشفق على نفسك او تحسد مَن يظهر ان لديهم صداقات اكثر منك او افضل من صداقاتك،‏ لمَ لا تتبنى موقفا ايجابيا،‏ كما فعلت مانويلا من ايطاليا؟‏ تقول:‏ «في سنوات مراهقتي خصوصا،‏ شعرت ان الآخرين يهملونني.‏ ولتخطي المشكلة راقبت مَن يتمتعون بصداقات متينة.‏ ثم حاولت ان انمي الصفات الجيدة التي يملكونها لأصبح شخصا حلو المعشر».‏

      ان إحدى الخطوات العملية التي يمكنك اتخاذها هي ان تهتم بنفسك جسديا وفكريا.‏ فما يساعدك ان تبدو بأفضل حال هو اتباع نظام غذائي صحي،‏ اخذ قسط وافٍ من الراحة،‏ والقيام بقدر كافٍ من التمارين الرياضية.‏ كما ان النظافة وحسن الهندام لن يجعلا الآخرين يرحبون بوجودك معهم فحسب،‏ بل سيمنحانك ايضا مقدارا من احترام الذات.‏ لكن احذر ان تقع في شرك الاهتمام المفرط بالمظاهر الخارجية.‏ تقول ڠاييل من فرنسا:‏ «لا يعتمد ايجاد الاصدقاء الحقيقيين على اتباع الموضة.‏ فالناس الطيبون يهمّهم ما انت عليه في الداخل».‏

      لا شك ان افكارنا ومشاعرنا تؤثر في طريقة حديثنا وفي مظهرنا ايضا.‏ فهل نظرتك الى الحياة ايجابية؟‏ ان النظرة الايجابية تجعل الوجه بشوشا.‏ والابتسامة الصادقة تتسم بجاذبية كبيرة.‏ انها «لغة عالمية .‏ .‏ .‏ نادرا ما يُساء فهمها»،‏ كما يوضح الخبير في لغة الجسد روجر إ.‏ أكستل.‏a وإذا اعربت ايضا عن روح الفكاهة فسينجذب اليك الناس تلقائيا.‏

      تذكّر ان هذه الصفات الجيدة تنبع من داخل الانسان.‏ لذلك اعمل على ملء فكرك وقلبك بأفكار ومشاعر سليمة وإيجابية.‏ اقرأ عن مواضيع مثيرة للاهتمام،‏ مثل الاحداث الجارية،‏ الحضارات المختلفة،‏ والظواهر الطبيعية.‏ استمع الى موسيقى منعشة.‏ لكن لا تدع مشاهدة التلفزيون،‏ الافلام،‏ وقراءة الروايات تملأ عقلك وعواطفك بأفكار خيالية.‏ فالعلاقات التي تصورها الافلام لا تعكس الحياة الواقعية والصداقات الحقيقية،‏ بل هي من نسج الخيال.‏

      افتح قلبك!‏

      تتذكر زولايكا التي تعيش في ايطاليا:‏ «عندما كنت اصغر سنا،‏ كنت خجولة،‏ واستصعبت بناء صداقات.‏ لكنني عرفت ان بناء الصداقات يتطلب ان نأخذ المبادرة وندع الآخرين يعرفوننا جيدا ونسعى نحن بدورنا الى معرفة الآخرين».‏ نعم،‏ لنربح اصدقاء حقيقيين،‏ ينبغي ان نفتح قلبنا للآخرين،‏ ان ندعهم يعرفوننا على حقيقتنا.‏ فالتواصل والتعبير عن مشاعرنا وأفكارنا يعززان الصداقة الحقيقية اكثر بكثير من المظهر الجميل والشخصية اللافتة للنظر.‏ يقول احد المرشدين الدكتور ألان لوي ماكڠينيز:‏ «ان الناس الذين يبنون صداقات عميقة ودائمة قد يكونون خجولين او اجتماعيين،‏ صغارا او كبارا،‏ بسطاء او اذكياء،‏ بشعين او جذابين؛‏ لكنّ الميزة التي تجمعهم هي مصارحة الآخرين بمشاعرهم وأفكارهم.‏ فلديهم شفافية تتيح للآخرين معرفة ما في قلبهم».‏

      لكنّ ذلك لا يعني ان يكون كل ما في قلبك على لسانك او ان تكشف اسرارك الشخصية لأشخاص لا تثق بهم،‏ بل ان تكشف بطريقة انتقائية وتدريجية افكارك ومشاعرك الحقيقية للآخرين.‏ تقول ميشيلا من ايطاليا:‏ «في البداية،‏ كانت مشكلتي انني اخفي مشاعري.‏ فلزم ان اقوم بالتغييرات وأحاول ان اعبّر اكثر عن مشاعري،‏ لكي يفهمني اصدقائي اكثر ويصيرون اقرب اليّ».‏

      لكن حتى لو كنت اجتماعيا بطبعك،‏ فالثقة المتبادلة لا تترسخ بين الاصدقاء إلّا مع مرور الوقت وفعل الامور معا.‏ وإلى ان يحين ذلك الوقت،‏ حاول ألّا تقلق كثيرا بشأن رأي الآخرين بك.‏ تتذكر إليسا من ايطاليا:‏ «كانت مشكلتي الخوف الّا اعبّر عما اريد قوله بطريقة ملائمة.‏ ثم فكرتُ:‏ ‹اذا كانوا اصدقاء حقيقيين فسيفهمونني›.‏ لذلك صرت اضحك على نفسي كلما اخطأت في التعبير،‏ فيضحك الآخرون ايضا».‏

      لذلك لا تقلق!‏ تصرف على طبيعتك،‏ فالتظاهر بما لست عليه لا ينفع.‏ كتب مرشد الاسرة ف.‏ الكسندر ماڠون:‏ «يكون الشخص اكثر جاذبية اذا كان صادقا وظهر على ما هو عليه حقا».‏ والشخص السعيد فعلا لا يضطر الى التظاهر بما ليس عليه،‏ او يحاول ان يترك انطباعا معينا في الآخرين.‏ فلا نستطيع ان نتمتع بالصداقة الحقيقية إلّا اذا كنا صادقين.‏ من جهة اخرى،‏ علينا ان ندع الآخرين ايضا يتصرفون على طبيعتهم.‏ فالناس السعداء يقبلون الآخرين كما هم،‏ ولا ينزعجون من نقائصهم الثانوية.‏ وهم لا يشعرون بأن عليهم تغيير اصدقائهم بحيث يطابقون الصفات التي يريدونها فيهم.‏ فاسعَ ان تكون شخصا سعيدا غير انتقادي.‏

      اذا اردت صديقا،‏ فكن انت صديقا

      هنالك عامل آخر اكثر اهمية ايضا،‏ وفي الواقع انه العامل الاهم.‏ فمنذ ٠٠٠‏,٢ سنة تقريبا،‏ اظهر يسوع ان المفتاح للنجاح في كل العلاقات البشرية هو المحبة غير الانانية.‏ فقد علّم قائلا:‏ «كما تريدون ان يفعل الناس بكم،‏ كذلك افعلوا انتم بهم».‏ (‏لوقا ٦:‏٣١‏)‏ وصار هذا التعليم يُعرف بالقاعدة الذهبية.‏ نعم،‏ ان الطريقة الوحيدة لربح اصدقاء حقيقيين هي ألّا تكون انانيا،‏ وتعطي من نفسك للآخرين.‏ بكلمات اخرى،‏ لتربح صديقا،‏ كن انت نفسك صديقا.‏ ولتنجح الصداقة،‏ ينبغي ان تُبنى على العطاء لا الاخذ.‏ فعلينا ان نكون مستعدين لوضع حاجات صديقنا قبل تفضيلاتنا الشخصية.‏

      تقول مانويلا المذكورة آنفا:‏ «كما قال يسوع،‏ تأتي السعادة من العطاء.‏ فالشخص الذي ينال يكون سعيدا،‏ لكن المعطي يكون اكثر سعادة.‏ ويمكن ان نعطي عندما نسأل سؤالا صادقا عن احوال اصدقائنا،‏ نحاول فهم مشاكلهم،‏ ونبذل ما في وسعنا لتلبية حاجاتهم قبل ان يطلبوا منا ذلك».‏ اذًا خذ المبادرة واهتم بالآخرين،‏ بمن فيهم اصدقاؤك.‏ قوِّ علاقتك بهم.‏ ولا تُضحِّ بالصداقة من اجل مساعٍ اقل قيمة.‏ فالاصدقاء يستحقون ان تقضي معهم الوقت وتوليهم انتباهك.‏ يعلِّق روبن من ايطاليا:‏ «ان العامل الاساسي لإيجاد الاصدقاء والحفاظ عليهم هو ان تصرف الوقت معهم.‏ فعلى الصديق ان يكون مصغيا جيدا،‏ وهذا يتطلب الوقت.‏ وجميعنا نستطيع ان نتحسن في هذا المجال،‏ ونظهر الاهتمام بما يقوله الآخرون دون ان نقاطعهم».‏

      اظهر الاحترام للآخرين

      ثمة عامل مهم آخر يساهم في بناء صداقة سعيدة وطويلة الامد،‏ هو الاحترام المتبادل.‏ ويشمل ذلك اظهار الاعتبار لمشاعر الآخرين.‏ أفلا ترغب ان يتصرف اصدقاؤك بلباقة حين يختلف ذوقك عن ذوقهم او رأيك عن رأيهم؟‏ اذًا عليك ان تعاملهم بالطريقة نفسها.‏ —‏ روما ١٢:‏١٠‏.‏

      والطريقة الاخرى لإظهار الاحترام لأصدقائنا هي ألّا نقيّدهم.‏ فالصداقة الحقيقية لا تغار ولا تميل الى الاستئثار بحب الآخرين.‏ يقول الكتاب المقدس في ١ كورنثوس ١٣:‏٤‏:‏ «المحبة لا تغار».‏ لذلك احذر ان تستأثر بأصدقائك.‏ لا تغتظ او تتجنبهم اذا ائتمنوا غيرك على اسرارهم.‏ فعلينا جميعا ان نتسع في صداقاتنا.‏ فاسمح لأصدقائك ان ينموا صداقات مع غيرك.‏

      فكّر ايضا في حاجة اصدقائك الى العزلة.‏ فالعزاب والمتزوجون بحاجة ان ينفردوا بأنفسهم.‏ صحيح انه ينبغي ألّا تتردد في الاهتمام بالآخرين،‏ ولكن كن متزنا ولا تثقّل على اصدقائك.‏ يحذّر الكتاب المقدس:‏ «اجعل رِجلك عزيزة في بيت قريبك لئلا يملّ منك».‏ —‏ امثال ٢٥:‏١٧‏.‏

      لا تتطلب الكمال

      طبعا،‏ كلما تعرفنا بالآخرين،‏ لاحظنا اكثر سيئاتهم فضلا عن حسناتهم.‏ لكن ذلك لا ينبغي ان يمنعنا من بناء الصداقات.‏ يقول پاكوم من فرنسا:‏ «يتوقع البعض الكثير ممن يريدون ان يكونوا اصدقاء لهم».‏ ويضيف:‏ «يتوقعون منهم ان يتحلوا فقط بالصفات الحسنة،‏ لكن ذلك مستحيل».‏ فلا احد منا كامل،‏ ولا يحق لنا ان نتطلب الكمال من الآخرين.‏ فنحن نأمل ان يرضى بنا اصدقاؤنا رغم نقائصنا ويسامحونا عليها.‏ أفلا ينبغي ان نحاول بدورنا التغاضي عن نقائصهم،‏ بعدم التركيز عليها وعدم تخيل وجودها؟‏ يذكّرنا الكاتب دنيس پرايڠر ان «الحيوانات المدللة هي الصديقة الوحيدة التي لا تخطئ الينا ابدا،‏ (‏اي لا تتشكى ابدا،‏ هي مُحبة دائما،‏ يبقى مزاجها جيدا،‏ تركز اهتمامها دائما علينا،‏ ولا تخيِّب آمالنا ابدا)‏».‏ فإذا اردنا ألّا ينتهي بنا الامر محاطين فقط بالحيوانات المدللة كأصدقاء احماء،‏ علينا ان نصغي لنصيحة الرسول بطرس ان تكون محبتنا ‹المحبة التي تستر كثرة من الخطايا›.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٨‏.‏

      يُقال ان الصداقة تُضاعف افراحنا وتزيل نصف احزاننا.‏ لكننا يجب ان نكون واقعيين ولا نتوقع ان يُشبع اصدقاؤنا كل حاجاتنا او يحلّوا لنا كل مشاكلنا.‏ فهذه النظرة الى الصداقة هي نظرة انانية.‏

      الصديق وقت الضيق

      عندما نربح صديقا،‏ ينبغي ان نسعى للحفاظ على صداقته.‏ فالاصدقاء يفكرون واحدهم في الآخر،‏ ويصلي واحدهم من اجل الآخر حتى لو فرّقهم الزمن والمسافات.‏ وهم يتمكنون من استئناف علاقتهم بسرعة حتى لو كانت لقاءاتهم قليلة.‏ كما انه من المهم جدا ان نكون قريبين من اصدقائنا وخصوصا في وقت الشدة.‏ وفي معظم الاحيان،‏ لا يجب ان ننسحب عندما يواجهون المشاكل.‏ فهم يحتاجون الينا في هذا الوقت اكثر من اي وقت مضى.‏ «الصديق يحب في كل حين ويولد الاخ لوقت الضيق».‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ والصديقان الحقيقيان لا يتوانيان في اصلاح اي خلاف ينشأ بينهما ومسامحة واحدهما الآخر.‏ كما ان الاصدقاء الحقيقيين لا يتخلون عن اصدقائهم لمجرد وقوع مشاكل من وقت الى آخر.‏

      فإن كان موقفك ايجابيا ودوافعك غير انانية تستطيع ان تربح الاصدقاء.‏ لكنّ نوع الاصدقاء الذين تعاشرهم هو مهم ايضا.‏ فكيف يمكنك ان تنتقي اصدقاء صالحين؟‏ ستناقش المقالة التالية هذا السؤال.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر ايضا المقالة «‏ابتسموا —‏ فهذا نافع لكم!‏‏»،‏ في عدد ٨ تموز (‏يوليو)‏ ٢٠٠٠ من استيقظ!‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٦ و ٧]‏

      هل يمكن ان يكون الرجل والمرأة «مجرد صديقَين»؟‏

      هل يمكن ان يكون الرجل والمرأة صديقَين اذا لم يكونا متزوجَين؟‏ ان ذلك يعتمد على ما نقصد بكلمة «صديق».‏ فيسوع كان صديقا حميما لمريم ومرثا من بيت عنيا،‏ وكلتاهما كانتا عازبتين.‏ (‏يوحنا ١١:‏ ١،‏ ٥‏)‏ وكان الرسول بولس صديقا لبرسكلا وزوجها أكيلا.‏ (‏اعمال ١٨:‏٢،‏ ٣‏)‏ ونستطيع ان نكون واثقين ان هؤلاء الاشخاص كانوا يكنّون مودة عميقة بعضهم لبعض.‏ في الوقت نفسه،‏ لا نستطيع ان نتخيل على الاطلاق ان يسوع او بولس سمح ان تتخذ هذه العلاقات منحى رومنطيقيا.‏

      في مجتمعنا اليوم،‏ يعمل الرجال والنساء معا جنبا الى جنب اكثر من اي وقت مضى.‏ لذلك توجد حاجة ملحة ان يعرف الاشخاص من كلا الجنسَين كيف يقيمون علاقات صداقة لائقة بعضهم مع بعض.‏ كما ان الاشخاص المتزوجين يستفيدون ايضا من اقامة علاقات صداقة سليمة مع غيرهم من المتزوجين ومع العزاب.‏

      تحذّر مجلة علم النفس اليوم (‏بالانكليزية)‏:‏ «من الصعب جدا التمييز بين المشاعر الرومنطيقية والمشاعر الجنسية والمشاعر المبنية على الصداقة».‏ وتضيف:‏ «هنالك دائما امكانية حدوث جاذبية جنسية في اية لحظة ودون سابق انذار بين رجل وامرأة تربطهما صداقة.‏ فمعانقة عادية طاهرة قد تنقلب فجأة لتتخذ طابعا اكثر رومنطيقية».‏

      ومن المهم جدا ان يكون الاشخاص المتزوجون واقعيين وواعين.‏ يذكر الكاتب دنيس پرايڠر في كتابه ايجاد السعادة مشكلة حقيقية (‏بالانكليزية)‏:‏ «كل اشكال العلاقات الحميمة بالآخرين قد تهدّد الزواج».‏ ويضيف:‏ «لا تعتمد العلاقة الحميمة بين شخصَين على الجنس فقط،‏ ولرفيق زواجك الحق ان يتوقع ان يكون هو صديقك الحميم الوحيد من الجنس الآخر».‏ وقد اشار يسوع ان الحفاظ على الطهارة الادبية هو مسألة تتعلق بالقلب.‏ (‏متى ٥:‏٢٨‏)‏ لذلك كن وديا مع الجنس الآخر،‏ لكن احفظ قلبك واحرص على تجنب الظروف التي يمكن ان تثير لديك افكارا ومشاعر خاطئة،‏ او تدفعك الى القيام بتصرفات غير لائقة تجاه اي شخص من الجنس الآخر.‏

      ‏[الصور في الصفحة ٧]‏

      الاهتمام بنفسك جسديا وفكريا يزيدك جاذبية

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      الاصدقاء يفتحون قلبهم واحدهم للآخر

  • الاصدقاء الصالحون —‏ والاصدقاء السيئون
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • الاصدقاء الصالحون —‏ والاصدقاء السيئون

      اكتشفت شابة سندعوها سارة ان الرجل الذي اعتبرته صديقا كان قاتلا.‏ وبعدما عبّرت بألم عما في قلبها،‏ سألت:‏ ‹اذا كان باستطاعة مَن وثقت به ارتكاب مثل هذه الاعمال،‏ فلن اثق بأحد بعد الآن›.‏ فسألها من كان يصغي اليها اذا كانت تعرف ايّة قيم امتلكها الرجل.‏ فأجابت:‏ «ماذا تعني؟‏».‏ لم تكن سارة تعرف حتى معنى كلمة «قيم».‏ فماذا عنك؟‏ هل تعرف شيئا عن القيم التي يملكها اصدقاؤك؟‏

      ان الجواب عن هذا السؤال يمكن ان يعني الحياة او الموت،‏ كما يُظهر اختبار سارة.‏ يذكر الكتاب المقدس في هذا الصدد:‏ «المساير الحكماء يصير حكيما ورفيق الجهال يُضَر».‏ (‏امثال ١٣:‏٢٠‏)‏ رغم ذلك،‏ كثيرون مثل سارة يختارون الاشخاص الذين ينسجمون معهم ليكونوا اصدقاءهم.‏ فنحن بطبيعتنا نحب ان نكون مع اشخاص يسعدوننا.‏ لكن اذا كان هذا هو المقياس الوحيد لاختيار اصدقائنا،‏ دون ان نفكر حقا في صفاتهم،‏ فقد نعاني خيبة امل كبيرة.‏ فكيف تعرف اذا كان شخص ما يملك قيما سامية؟‏

      الحاجة الى قيم اخلاقية سامية

      قبل كل شيء ينبغي ان تكون لدينا نحن قيم سامية.‏ فيلزم ان نميز بين الصواب والخطإ،‏ وبين الخير والشر،‏ وأن نتمسك بإحكام على الدوام بالمبادئ الاخلاقية السامية.‏ يذكر مثل آخر في الكتاب المقدس:‏ «الحديد بالحديد يحدَّد والانسان يحدِّد وجه صاحبه».‏ (‏امثال ٢٧:‏١٧‏)‏ فعندما يمتلك شخصان مبادئ اخلاقية صلبة مثل الحديد،‏ يمكن ان يساعدا واحدهما الآخر على النضج،‏ وتكون روابط الصداقة بينهما اقوى.‏

      يقول پاكوم من فرنسا:‏ «انا اجد ان الصديق الحقيقي هو من يصغي الي ويتكلم معي بلطف،‏ لكن في الوقت نفسه يكون قادرا ان يؤنبني حين ارتكب حماقة».‏ نعم،‏ ان اعز اصدقائنا —‏ صغارا كانوا ام كبارا —‏ هم مَن يساعدوننا لنحافظ على مسلك صحيح ويوبخوننا اذا كنا على وشك القيام بأمور طائشة.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «امينة هي جروح الصديق».‏ (‏امثال ٢٧:‏٦‏،‏ ترجمة الملك جيمس‏)‏ ولتقوية انفسنا روحيا وتعزيز قيمنا الاخلاقية،‏ يلزم ان نعاشر الاشخاص الذين يحبون اللّٰه ومبادئه.‏ تتذكر سيلين من فرنسا:‏ «عندما لم اجد في المدرسة من يشاركني قيمي ومعتقداتي المسيحية،‏ تعلمت اهمية حيازة اصدقاء حقيقيين في الجماعة المسيحية.‏ وقد ساعدوني كثيرا لأحافظ على اتزاني».‏

      اختيار الاصدقاء

      اذا كنتَ ترغب في مصادقة شخص تعرّفت به،‏ فقد يلزم ان تسأل نفسك:‏ من هم اصدقاؤه؟‏ فنوع الاصدقاء الاحماء الذين يحيطون بالشخص يخبر كثيرا عن شخصيته.‏ واسأل نفسك ايضا:‏ كيف ينظر اليه الناس المحترمون والناضجون في المجتمع؟‏ بالاضافة الى ذلك،‏ من الحكمة ألّا تتأمل فقط في الطريقة التي يعاملك بها الشخص الذي تود مصادقته،‏ بل ايضا في الطريقة التي يعامل بها الآخرين،‏ وخصوصا الذين لا يكسب منهم شيئا.‏ فإذا لم يعرب الشخص عن صفات جيدة،‏ كالصدق والاستقامة والصبر ومراعاة مشاعر الآخرين،‏ في كل الاوقات ونحو الجميع،‏ فماذا يضمن لك انه سيستمر في الاعراب عن هذه الصفات نحوك انت؟‏

      ان معرفة الشخص على حقيقته تتطلب الصبر والمهارة والوقت لمراقبة تصرفه في الحياة اليومية.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «المشورة في قلب الرجل مياه عميقة وذو الفطنة يستقيها».‏ (‏امثال ٢٠:‏٥‏)‏ فيلزم ان نناقش مع الذين نرغب ان يكونوا اصدقاءنا مواضيع عميقة،‏ مواضيع تظهر شخصيتهم الحقيقية،‏ دوافعهم،‏ وقيمهم.‏ فأي نوع من الاشخاص هم؟‏ هل هم لطفاء ام غير وديين؟‏ هل هم مرِحون عموما ولديهم نظرة ايجابية ام انهم سلبيون ودائمو التشكي؟‏ هل هم غير انانيين ام تهمهم مصلحتهم فقط؟‏ هل يمكن الوثوق بهم ام انهم غير مخلصين؟‏ وإذا كانوا ينتقدون الآخرين امامك،‏ فماذا يمنعهم من انتقادك في غيابك؟‏ قال يسوع:‏ «من فيض القلب يتكلم الفم».‏ (‏متى ١٢:‏٣٤‏)‏ ومتى تكلم ينبغي ان نصغي.‏

      اهم الامور المشتركة

      يظن البعض ان اذواق اصدقائهم ينبغي ان تطابق تماما اذواقهم.‏ مثلا،‏ اكد صبي صغير انه لا يمكن ان يكون صديق شخص لا يحب الحلوى التي يحبها هو.‏ صحيح انه من المهم ان يكون للاصدقاء قواسم مشتركة ليفهم واحدهم الآخر —‏ والافضل ان يمتلكوا القيم الاخلاقية والروحية الاساسية نفسها —‏ ولكن ليس من الضروري ان تتطابق شخصيتهم وخلفيتهم.‏ فتجارب الحياة المتباينة يمكن ان تغني الصداقة وتفيد الاصدقاء.‏

      وثمة مثلان خالدان عن الصداقة يتحدث عنهما الكتاب المقدس أعرب فيهما كلا الطرفين عن التعبد للّٰه والالتصاق بمبادئه:‏ صداقة يوناثان وداود،‏ وصداقة راعوث ونعمي.‏a في كلتا الحالتين،‏ تغلبت الصداقة على فوارق كبيرة في العمر والخلفية.‏ وهكذا نتعلم شيئا آخر عن الصداقة:‏ يستطيع الاصغر سنا ان يصادقوا الاكبر سنا ويدعموا بعضهم البعض كثيرا.‏

      الاستفادة من فارق العمر

      اذا كانت تجمعنا صداقة مع اشخاص اكبر او اصغر منا سنا،‏ فصداقتنا ستغني الطرفين.‏ تأمل في تعابير بعض الاحداث التي تنبع من اختباراتهم الشخصية.‏

      مانويلا (‏ايطاليا)‏:‏ «منذ فترة،‏ صادقت زوجين راشدين.‏ ففتحت لهما قلبي،‏ وأسعدني كثيرا انهما بادلاني بالمثل.‏ لم يستخفا بي لمجرد اني صغيرة السن.‏ وهذا ما دفعني ان اتقرب منهما اكثر.‏ ان صداقتهما تساعدني كثيرا عندما اواجه المشاكل.‏ فحين اناقش مشاكلي مع فتيات من عمري،‏ يعطينني احيانا نصائح لا تنم عن تفكير عميق.‏ لكنّ صديقيّ الاكبر سنا لديهما خبرة في الحياة وتمييز ونوع من الاتزان لم نحصل عليه بعد نحن الاحداث.‏ فبمساعدتهما انجح في اتخاذ قرارات افضل».‏

      زولايكا (‏ايطاليا)‏:‏ «لا ندعو الاحداث فقط الى تجمعاتنا،‏ بل ايضا بعض من هم اكبر منا سنا.‏ وقد لاحظت شخصيا انه عندما يجتمع الكبار والصغار معا،‏ نشعر في نهاية السهرة اننا نلنا جميعنا التشجيع.‏ ونحن نتمتع بوقتنا معا لاننا نتبادل وجهات النظر المختلفة».‏

      ويا ايها الكبار،‏ يمكنكم انتم بدوركم ان تتقربوا الى الاصغر سنا.‏ فكما تُظهر التعليقات السابقة،‏ يقدِّر كثيرون من الاصغر سنا تجاربكم كثيرا ويتمتعون بصحبتكم.‏ تقول اميليا،‏ ارملة في الثمانينات من عمرها:‏ «انني آخذ المبادرة لأبقى على تواصل مع الاصغر سنا.‏ فطاقتهم وحيويتهم ترفع معنوياتي».‏ ويمكن ان يكون لهذا التشجيع المتبادل اثر جيد بعيد المدى.‏ فكثيرون من الراشدين الشبان السعداء في حياتهم يعيدون الفضل في نجاحهم الى علاقة الصداقة التي بنوها في حداثتهم مع اشخاص اكبر منهم ولو قليلا،‏ اشخاص كانوا قدوة لهم وأسدوا اليهم النصح السديد.‏

      تحسين صداقاتكم

      لكي تبني صداقات متينة ليس عليك ان تفتش عن اصدقاء جدد.‏ فإذا كان لديك اصدقاء صالحون،‏ فلمَ لا تحاول ايجاد طرق لتعزز اواصر الصداقة بينكم؟‏ فاصدقاؤنا القدامى كنز ثمين حقا،‏ وينبغي ان نعاملهم على انهم كذلك.‏ فلا يجب ان نستخف ابدا بولائهم.‏

      والاهم هو ان تتذكر ان السعادة الحقيقية،‏ والصداقة الحقيقية،‏ تنبع من بذل نفسك،‏ وقتك،‏ ومواردك.‏ وستفوق المكافآ‌ت الناتجة العناء والتضحيات المبذولة.‏ لكن اذا فكرت فقط في نفسك عند اختيار اصدقائك،‏ فلن تنجح ابدا.‏ لذلك عندما تفكر في اختيار اصدقاء لك،‏ لا تحصر اختيارك في الذين تكنّ لهم الاعجاب او الذين يمكنك ان تربح منهم شيئا.‏ تقرّب ايضا الى الذين قد يهملهم الآخرون او الذين يستصعبون اقامة صداقة مع الآخرين.‏ تقول ڠاييل من فرنسا:‏ «عندما نحاول ان نجمع بعض الرفقاء معا لنقوم بنشاط ما،‏ نفكّر في بعض الاحداث الوحيدين وندعوهم لمرافقتنا.‏ ونقول لهم:‏ ‹لا شك انكم لا تريدون البقاء في البيت بمفردكم.‏ فما رأيكم في مرافقتنا لنتعرف بعضنا على بعض؟‏›».‏ —‏ لوقا ١٤:‏١٢-‏١٤‏.‏

      من جهة اخرى،‏ عندما يحاول اشخاص طيبون بناء علاقة صداقة معك،‏ لا تتسرع في رفضها.‏ تقول إليسا من ايطاليا:‏ «ربما ينتابك شيء من الامتعاض حين تشعر انك أُهملت في الماضي.‏ وقد تبدأ بالتفكير ان الصداقة ليست مهمة لك.‏ فتنغلق على نفسك،‏ وتعتزل،‏ ولا تفكر سوى في نفسك.‏ وبدل ان تبحث عن الاصدقاء تخلق حاجزا بينك وبينهم».‏ فعوض تجنب الاصدقاء الجدد بسبب مخاوف لا اساس لها من الصحة او بدافع الانانية،‏ لنفتح قلبنا للآخرين.‏ ولنكن شاكرين جدا للذين يهتمون بنا ويريدون ان نكون اصدقاءهم.‏

      يمكنك ان تربح اصدقاء حقيقيين

      لكي يكون لديك اصدقاء يتطلب الامر اكثر من التمني،‏ الانتظار،‏ وقراءة مثل هذه المقالات.‏ فتعلُّم اقامة صداقات هو كتعلم ركوب الدراجة.‏ ولا يمكننا تعلّم اية من هاتين المهارتين من الكتب فقط.‏ فعلينا المحاولة حتى لو عنى ذلك الفشل احيانا.‏ ويُظهر الكتاب المقدس ان الصداقة الامتن هي تلك التي يكون طرفاها كلاهما اصدقاء للّٰه.‏ لكن اللّٰه لا يمكن ان يبارك جهودنا في ربح الاصدقاء اذا لم نبذل هذه الجهود.‏ فهل انت مصمّم ان تربح اصدقاء حقيقيين؟‏ لا تستسلم!‏ صلِّ طلبا لمساعدة اللّٰه،‏ خذ المبادرة في بناء الصداقات دون دافع اناني،‏ وكن انت نفسك صديقا.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يمكنك ان تقرأ عن هذين المثلَين في الكتاب المقدس،‏ في سفر راعوث،‏ صموئيل الاول،‏ وصموئيل الثاني.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١١]‏

      نصيحة للوالدين

      ان التعلُّم عن الصداقة،‏ مثل الكثير من الدروس الاخرى،‏ يبدأ في المنزل.‏ فعادة يُتوقَّع من العائلة ان تؤمِّن للولد الصغير معظم ما يحتاج اليه من رفقة.‏ ولكن حتى لو كانت العائلة تتمم دورها على اكمل وجه،‏ لا بد ان يتأثر تفكير الولد،‏ مشاعره،‏ وسلوكه كثيرا بعلاقته بالآخرين خارج العائلة.‏ خذ على سبيل المثال السرعة التي يتعلّم بها اولاد المهاجرين الصغار لغة جديدة من مجرد الاحتكاك بأولاد آخرين.‏

      كوالدين،‏ لديكم امتياز مساعدة اولادكم على اختيار اصدقائهم بحكمة.‏ فالاولاد الصغار والمراهقون ليسوا مجهّزين كاملا بعد لاتخاذ مثل هذه القرارات دون ارشاد ابوي.‏ لكن هناك مشكلة.‏ فكثيرون من الاحداث يشعرون انهم اقرب الى زملائهم منهم الى والديهم او الى اي شخص اكبر سنا.‏

      ويعتقد بعض الخبراء ان احد العوامل التي تجعل الاحداث يلجأون الى مَن في عمرهم طلبا للارشاد،‏ لا الى والديهم،‏ هو ان والدين كثيرين يبدون غير مقتنعين بسلطتهم الابوية.‏ غير ان الوالدين ينبغي ان يتحملوا المسؤولية التي منحهم اياها اللّٰه ويسعوا الى ارشاد اولادهم والاهتمام بهم دائما.‏ (‏افسس ٦:‏١-‏٤‏)‏ ولكن كيف؟‏ لقد التقى الاختصاصي في علم النفس وفي حلّ مشاكل العائلات الدكتور رون تافل والدين كثيرين لا يعرفون تماما كيف ينبغي ان يتعاملوا مع اولادهم المراهقين.‏ وكتب ان كثيرين منهم «يلحقون كل جديد تروِّج له وسائل الاعلام في مجال تربية الاولاد» عوض ان يكونوا والدين حقيقيين لأولادهم.‏ ولمَ يلجأون الى كل جديد في مجال التربية؟‏ لأنهم «لا يعرفون اولادهم كفاية لبناء علاقة بهم».‏

      لكن اصلاح الامر ممكن.‏ فيلزم ان يدرك الوالدون ان اولادهم سيلجأون الى رفقائهم اذا لم يتم اشباع حاجاتهم في البيت.‏ وما الذي يحتاجون اليه؟‏ يقول الدكتور تافل:‏ «يحتاجون الى الامور نفسها التي طالما احتاج اليها الاحداث:‏ الاهتمام،‏ التقدير،‏ الامن،‏ قواعد وتوقعات واضحة،‏ وشعور بالانتماء».‏ ويضيف:‏ «المأساة في ايامنا هي ان معظم المراهقين لا ينالون هذه الحاجات الاساسية من الراشدين ولا يشعرون بالراحة ضمن عائلتهم الخاصة».‏

      فكيف يمكن ان تساعد اولادك ليختاروا اصدقاء صالحين؟‏ اول خطوة هي ان تتأمل في نمط حياتك الخاص وفي نوع الاصدقاء المحيطين بك.‏ فهل نمط الحياة الذي تتبعونه انت وأصدقاؤك والاهداف التي تسعون اليها نبيلة وغير انانية؟‏ هل تركز على الامور الروحية،‏ لا المادية؟‏ يذكر دوغلاس،‏ شيخ وأب مسيحي:‏ «ان الافعال اقوى من الكلمات.‏ وأولادك سيتأثرون بالمواقف التي تتخذونها والاعمال التي تقومون بها انت وأصدقاؤك وأولاد اصدقائك».‏

      ثمة حيوانات كثيرة تدفعها غريزتها الى حماية اولادها بشراسة من المخلوقات المؤذية.‏ يقول خبير بالدببة:‏ «ان اناث الدببة مشهورة جدا بحمايتها لصغارها من كل خطر يهددها».‏ اذا كانت الحيوانات تحمي صغارها بشراسة،‏ فكم بالاحرى الوالدون البشر؟‏ يقول روبن من ايطاليا:‏ «كان والداي يقدمان لي حججا من الكتاب المقدس.‏ وقد أفهماني انه من الافضل لي ان اتجنب بعض انواع المعاشرات.‏ كان ردّ فعلي الاولي:‏ ‹ما هذا!‏ لا يمكن ان اصادق احدا على الاطلاق!‏›.‏ لكن الوقت برهن انهما على حق.‏ وبفضل صبرهما،‏ نلت الحماية».‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ رتِّب ان يعاشر اولادك اناسا هم قدوة حسنة لكي يساعدوهم على وضع اهداف جيدة لأنفسهم.‏ يتذكر رجل ناجح وسعيد يدعى فرانسيس:‏ «لاحظت امي اننا نحن الاخوة نلعب وحدنا،‏ فدعت الى بيتنا اصدقاء منخرطين في الخدمة المسيحية كامل الوقت.‏ بهذه الطريقة تعرفنا الى اصدقاء ونمينا علاقة معهم هنا في البيت».‏ فعندما تبذل مثل هذه الجهود،‏ تؤمِّن لأولادك جوا عائليا يساعدهم على بناء صداقات جيدة وناجحة.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      راقب كيف يتصرف مَن تريد ان يكونوا اصدقاءك

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      الصداقات غير الانانية تنجح رغم الاختلافات في العمر والخلفية

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة