-
يهوه نصيبيبرج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
يَهْوَهُ نَصِيبِي
«أَنَا نَصِيبُكَ وَمِيرَاثُكَ فِي وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ». — عد ١٨:٢٠.
١، ٢ (أ) مَاذَا كَانَ وَضْعُ ٱللَّاوِيِّينَ عِنْدَمَا جَرَى تَقْسِيمُ ٱلْمِيرَاثِ؟ (ب) أَيُّ وَعْدٍ أَعْطَاهُ يَهْوَهُ لِلَّاوِيِّينَ؟
بَعْدَمَا ٱسْتَوْلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى غَالِبِيَّةِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، ٱبْتَدَأَ يَشُوعُ يَعْمَلُ مَعَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ أَلِعَازَارَ وَرُؤُوسِ ٱلْأَسْبَاطِ عَلَى تَقْسِيمِ ٱلْأَرْضِ بِٱلْقُرْعَةِ. (عد ٣٤:١٣-٢٩) لكِنَّ ٱللَّاوِيِّينَ لَمْ يُعْطَوْا مِيرَاثًا كَبَاقِي ٱلْأَسْبَاطِ. (يش ١٤:١-٥) فَلِمَ لَمْ يَنَالُوا نَصِيبًا مِنْ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ؟ هَلْ كَانُوا مَتْرُوكِينَ؟
٢ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا يَهْوَهُ لِهَارُونَ عَنِ ٱللَّاوِيِّينَ. فَقَدْ أَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْهُمْ قَائِلًا: «أَنَا نَصِيبُكَ وَمِيرَاثُكَ فِي وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ». (عد ١٨:٢٠) فَكَمْ كَانَ هذَا ٱلْوَعْدُ مُطَمْئِنًا لَهُمْ! وَلكِنْ كَيْفَ سَتَشْعُرُ أَنْتَ لَوْ أَنَّ يَهْوَهَ قَالَ لَكَ: «أَنَا نَصِيبُكَ»؟ لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى، قَدْ تُفَكِّرُ فِي نَفْسِكَ: ‹هَلْ أَسْتَحِقُّ هذَا ٱلْوَعْدَ مِنَ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟›. وَلَرُبَّمَا تَتَسَاءَلُ أَيْضًا: ‹هَلْ يُمْكِنُ حَقًّا أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ نَصِيبَ أَيِّ شَخْصٍ مَسِيحِيٍّ نَاقِصٍ ٱلْيَوْمَ؟›. إِنَّ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَكَ وَلِأَحِبَّائِكَ. لِذلِكَ، لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا تَعْنِيهِ كَلِمَاتُ ٱللّٰهِ هذِهِ لِكَيْ تَفْهَمَ كَيْفَ يَكُونُ يَهْوَهُ نَصِيبَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ وَنَصِيبَكَ أَنْتَ بِٱلتَّحْدِيدِ، سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُكَ ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.
يَهْوَهُ يُعِيلُ ٱللَّاوِيِّينَ
٣ كَيْفَ ٱتَّخَذَ ٱللّٰهُ ٱللَّاوِيِّينَ لِخِدْمَتِهِ؟
٣ قَبْلَ إِعْطَاءِ يَهْوَهَ ٱلشَّرِيعَةَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، كَانَ رُؤُوسُ ٱلْعَائِلَاتِ يَخْدُمُونَ كَكَهَنَةٍ. أَمَّا حِينَ زَوَّدَهُمْ بِهَا فَقَدْ رَتَّبَ أَنْ يَخْدُمَ ٱلْبَعْضُ مِنْ سِبْطِ لَاوِي كَهَنَةً وَٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ مُسَاعِدِينَ لَهُمْ. كَيْفَ ذلِكَ؟ بَعْدَمَا أَهْلَكَ يَهْوَهُ أَبْكَارَ ٱلْمِصْرِيِّينَ، قَدَّسَ أَبْكَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، أَيْ فَرَزَهُمْ لِيَكُونُوا لَهُ. لكِنَّهُ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ: «إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ ٱللَّاوِيِّينَ . . . بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ». إِلَّا أَنَّهُ تَبَيَّنَ عِنْدَ إِحْصَاءِ أَبْكَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّهُمْ يَفُوقُونَ ٱللَّاوِيِّينَ عَدَدًا، فَدُفِعَ فِدَاءٌ لِتَعْوِيضِ ٱلْفَرْقِ. (عد ٣:١١-١٣، ٤١، ٤٦، ٤٧) وَهكَذَا، ٱبْتَدَأَ ٱللَّاوِيُّونَ يَقُومُونَ بِمَهَامِّهِمْ فِي خِدْمَةِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ.
٤، ٥ (أ) مَاذَا عَنَى لِلَّاوِيِّينَ أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ نَصِيبَهُمْ؟ (ب) كَيْفَ كَانَ يَهْوَهُ يُعِيلُ ٱللَّاوِيِّينَ؟
٤ وَمَاذَا عَنَى هذَا ٱلتَّعْيِينُ لِلَّاوِيِّينَ؟ قَالَ يَهْوَهُ إِنَّهُ سَيَكُونُ نَصِيبَهُمْ، بِمَعْنَى أَنَّهُ أَوْكَلَ إِلَيْهِمِ ٱمْتِيَازَ خِدْمَةٍ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ بَدَلَ أَنْ يَنَالُوا مِيرَاثَ أَرْضٍ. فَقَدْ كَانَ «كَهَنُوتُ يَهْوَهَ» مِيرَاثَهُمْ. (يش ١٨:٧) وَيُظْهِرُ سِيَاقُ ٱلْعَدَدِ ١٨:٢٠ أَنَّهُمْ مَا كَانُوا سَيُصْبِحُونَ مُعْدِمِينَ نَتِيجَةَ هذَا ٱلتَّرْتِيبِ. (اِقْرَأْ عدد ١٨:١٩، ٢١، ٢٤.) بَلْ كَانُوا سَيُعْطَوْنَ «كُلَّ عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِيرَاثًا لِقَاءَ خِدْمَتِهِمْ». فَكَانُوا سَيَنَالُونَ عُشْرَ غَلَّةِ إِسْرَائِيلَ وَعُشْرَ ٱلزِّيَادَةِ فِي ٱلْقُطْعَانِ. وَكَانَ عَلَى ٱللَّاوِيِّينَ بِدَوْرِهِمْ أَنْ يَتَبَرَّعُوا بِعُشْرِ هذِهِ ٱلْعَطَايَا، «مِنْ أَجْوَدِهَا»، لِدَعْمِ ٱلْكَهَنُوتِ.a (عد ١٨:٢٥-٢٩) كَمَا لَزِمَ أَيْضًا إِعْطَاءُ ٱلْكَهَنَةِ «كُلَّ ٱلتَّقْدِمَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ» ٱلَّتِي جَلَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى مَكَانِ عِبَادَةِ ٱللّٰهِ. لِذَا، كَانَ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ وَجِيهٌ كَيْ يُؤْمِنُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيلُهُمْ.
٥ حَسْبَمَا يَبْدُو، قَضَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ بِعُشْرٍ ثَانٍ كَانَ يُوضَعُ جَانِبًا لِتُنْفِقَهُ ٱلْعَائِلَاتُ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةُ عَلَى أَكْلِهِمْ وَشُرْبِهِمْ وَٱسْتِمْتَاعِهِمْ أَثْنَاءَ ٱلْمَحَافِلِ ٱلسَّنَوِيَّةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (تث ١٤:٢٢-٢٧) إِلَّا أَنَّهُ كَانَ هُنَالِكَ ٱسْتِعْمَالٌ آخَرُ لِهذَا ٱلْعُشْرِ. فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ كَانُوا يَحْفَظُونَ سَنَةَ سَبْتٍ كُلَّ سَنَةٍ سَابِعَةٍ. وَفِي نِهَايَةِ كُلِّ سَنَةٍ ثَالِثَةٍ وَسَادِسَةٍ مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّبْعِ سِنِينَ، كَانَ يُوضَعُ هذَا ٱلْعُشْرُ دَاخِلَ أَبْوَابِ ٱلْمَدِينَةِ كَيْ يَسْتَفِيدَ مِنْهُ ٱلْفُقَرَاءُ وَكَذلِكَ ٱللَّاوِيُّونَ. وَلِمَ كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَفَادُوا مِنْ هذَا ٱلتَّرْتِيبِ؟ لِأَنَّهُ ‹لَمْ يَكُنْ لَهُمْ نَصِيبٌ وَلَا مِيرَاثٌ› فِي إِسْرَائِيلَ. — تث ١٤:٢٨، ٢٩.
٦ أَيْنَ كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ سَيُقِيمُونَ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يُعَيَّنْ لَهُمْ نَصِيبٌ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ؟
٦ وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ تَتَسَاءَلَ: ‹أَيْنَ كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ سَيُقِيمُونَ إِنْ لَمْ يُعَيَّنْ لَهُمْ مِيرَاثُ أَرْضٍ؟›. لَقَدِ ٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱللّٰهُ إِذْ أَعْطَاهُمْ ٤٨ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا، بِمَا فِيهَا مُدُنُ ٱلْمَلْجَإِ ٱلسِّتُّ. (عد ٣٥:٦-٨) وَهكَذَا، حَظِيَ ٱللَّاوِيُّونَ بِمَكَانٍ يُقِيمُونَ فِيهِ حِينَ لَا يَكُونُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي مَقْدِسِ ٱللّٰهِ. فَيَهْوَهُ ٱعْتَنَى جَيِّدًا بِهؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ كَرَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَتِهِ. وَكَانَ فِي وُسْعِ ٱللَّاوِيِّينَ أَنْ يَجْعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ بِٱلثِّقَةِ أَنَّهُ رَاغِبٌ وَقَادِرٌ عَلَى تَزْوِيدِهِمْ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ.
٧ إِلَامَ ٱحْتَاجَ ٱللَّاوِيُّونَ كَيْ يَجْعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ؟
٧ لَمْ تَفْرِضِ ٱلشَّرِيعَةُ أَيَّةَ عُقُوبَاتٍ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَدِّمُوا ٱلْعُشْرَ. وَلكِنْ، عِنْدَمَا كَانَ ٱلشَّعْبُ يُهْمِلُ هذَا ٱلْمَطْلَبَ، كَانَ ٱلْأَمْرُ يَنْعَكِسُ سَلْبًا عَلَى ٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ. وَهذَا مَا جَرَى أَيَّامَ نَحَمْيَا، حِينَ ٱضْطُرَّ ٱللَّاوِيُّونَ أَنْ يُهْمِلُوا خِدْمَتَهُمْ لِكَيْ يَعْمَلُوا فِي حُقُولِهِمْ. (اِقْرَأْ نحميا ١٣:١٠.) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ إِعَالَةَ سِبْطِ لَاوِي تَوَقَّفَتْ عَلَى طَاعَةِ ٱلْأُمَّةِ لِلشَّرِيعَةِ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، ٱحْتَاجَ ٱلْكَهَنَةُ وَٱللَّاوِيُّونَ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِيَهْوَهَ وَٱلثِّقَةِ بِتَدَابِيرِهِ لِإِعَالَتِهِمْ.
أَفْرَادٌ مِنَ ٱللَّاوِيِّينَ جَعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ
٨ صِفُوا ٱلْوَضْعَ ٱلَّذِي مَرَّ بِهِ آسَافُ.
٨ إِنَّ ٱللَّاوِيِّينَ كَكُلٍّ جَعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ. وَلكِنْ، مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ أَفْرَادًا مِنْهُمُ ٱسْتَخْدَمُوا عِبَارَةَ «يَهْوَهُ نَصِيبِي» لِلْإِعْرَابِ عَنْ تَعَبُّدِهِمْ لِلّٰهِ وَٱتِّكَالِهِمْ عَلَيْهِ. (مرا ٣:٢٤) وَأَحَدُهُمْ كَانَ ٱللَّاوِيَّ آسَافَ، مُرَنِّمٌ وَمُؤَلِّفٌ مُوسِيقِيٌّ قَادَ ٱلْمُرَنِّمِينَ أَيَّامَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ — عِلْمًا بِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فَرْدًا مِنْ عَائِلَةِ آسَافَ. (١ اخ ٦:٣١-٤٣) نَقْرَأُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٧٣ أَنَّ آسَافَ (أَوْ أَحَدَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ) حَسَدَ ٱلْأَشْرَارَ وَتَعَجَّبَ مِنْ أَنَّهُمْ يَتَنَعَّمُونَ بِحَيَاةٍ مُزْدَهِرَةٍ. حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: «عَبَثًا طَهَّرْتُ قَلْبِي وَغَسَلْتُ بِٱلنَّقَاوَةِ يَدَيَّ». فَعَلَى مَا يَظْهَرُ، غَابَ عَنْ بَالِهِ ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلْفَرِيدُ ٱلَّذِي يَحْظَى بِهِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ، مَا عَنَى أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يُقَدِّرُ أَنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهُ. وَصَارَ مُشَوَّشًا جِدًّا «إِلَى أَنْ دَخَلَ . . . مَقْدِسَ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَ». — مز ٧٣:٢، ٣، ١٢، ١٣، ١٧.
٩، ١٠ لِمَ ٱسْتَطَاعَ آسَافُ أَنْ يَقُولَ إِنَّ ٱللّٰهَ ‹نَصِيبُهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ›؟
٩ فِي ٱلْمَقْدِسِ، ٱبْتَدَأَ آسَافُ يَرَى ٱلْأُمُورَ مِنْ مِنْظَارِ ٱللّٰهِ. وَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تَكُونَ قَدْ مَرَرْتَ بِحَالَةٍ مُمَاثِلَةٍ فِي مَرْحَلَةٍ مَا مِنْ حَيَاتِكَ. فَلَرُبَّمَا غَابَتْ عَنْ بَالِكَ ٱلِٱمْتِيَازَاتُ ٱلرُّوحِيَّةُ إِلَى حَدٍّ مَا، وَصِرْتَ تُرَكِّزُ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلَّتِي تَفْتَقِرُ إِلَيْهَا. غَيْرَ أَنَّكَ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِتَّ تَرَى ٱلْأُمُورَ كَمَا يَرَاهَا يَهْوَهُ. فَبَعْدَمَا دَخَلَ آسَافُ إِلَى ٱلْمَقْدِسِ، صَارَ يَعِي ٱلْمَصِيرَ ٱلَّذِي سَيَؤُولُ إِلَيْهِ ٱلْأَشْرَارُ. وَرَاحَ يَتَأَمَّلُ فِي حَيَاتِهِ فَأَدْرَكَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُمْسِكُ بِيَدِهِ ٱلْيُمْنَى وَيَهْدِيهِ. لِذَا، ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ لِيَهْوَهَ: «بِغَيْرِكَ لَا مَسَرَّةَ لِي عَلَى ٱلْأَرْضِ». (مز ٧٣:٢٣، ٢٥) ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهِ بِصِفَتِهِ نَصِيبَهُ. (اِقْرَأْ مزمور ٧٣:٢٦.) فَمَعَ أَنَّ ‹جَسَدَهُ وَقَلْبَهُ قَدْ يَفْنَيَانِ›، سَيَبْقَى ٱللّٰهُ ‹نَصِيبَهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ›. فَٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ وَثِقَ أَنَّ ٱلْعَلِيَّ سَيَتَذَكَّرُهُ كَصَدِيقٍ وَأَنَّهُ لَنْ يَنْسَى خِدْمَتَهُ ٱلْأَمِينَةَ أَبَدًا. (جا ٧:١) وَكَمْ كَانَ ذلِكَ مُطَمْئِنًا لِآسَافَ! فَقَدْ رَنَّمَ قَائِلًا: «أَمَّا أَنَا فَٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ حَسَنٌ لِي. فِي ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ يَهْوَهَ جَعَلْتُ مَلْجَإِي». — مز ٧٣:٢٨.
١٠ عِنْدَمَا قَالَ آسَافُ إِنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهُ، لَمْ يَقْصِدْ فَقَطِ ٱلْإِعَالَةَ ٱلْمَادِّيَّةَ ٱلَّتِي تَلَقَّاهَا كَلَاوِيٍّ. بَلْ أَشَارَ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ إِلَى ٱمْتِيَازِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَصَدَاقَتِهِ مَعَهُ. (يع ٢:٢١-٢٣) وَقَدِ ٱقْتَضَى صَوْنُ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ أَنْ يُحَافِظَ هذَا ٱلْمُرَنِّمُ عَلَى إِيمَانِهِ وَثِقَتِهِ بِهِ. فَوَجَبَ أَنْ يَمْتَلِكَ ٱلثِّقَةَ بِأَنَّهُ سَيُكَافِئُهُ بِمُسْتَقْبَلٍ سَعِيدٍ إِذَا عَاشَ وَفْقًا لِلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلهِيَّةِ. وَأَنْتَ أَيْضًا فِي وُسْعِكَ أَنْ تُعْرِبَ عَنِ ٱلثِّقَةِ عَيْنِهَا بِٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
١١ أَيُّ سُؤَالٍ جَالَ فِي خَاطِرِ إِرْمِيَا، وَكَيْفَ أَجَابَهُ يَهْوَهُ؟
١١ كَانَ ٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا لَاوِيًّا آخَرَ أَعْلَنَ أَنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهُ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مَا عَنَاهُ بِهذِهِ ٱلْعِبَارَةِ. عَاشَ إِرْمِيَا فِي عَنَاثُوثَ، مَدِينَةٍ لِلَّاوِيِّينَ تَقَعُ بِٱلْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ. (ار ١:١) وَذَاتَ مَرَّةٍ، تَعَجَّبَ مُتَسَائِلًا لِمَ ٱلْأَشْرَارُ فِي ٱزْدِهَارٍ فِيمَا ٱلْأَبْرَارُ فِي شَقَاءٍ. (ار ١٢:١) فَمَا شَاهَدَهُ يَحْدُثُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا حَمَلَهُ عَلَى ٱلتَّشَكِّي إِلَى يَهْوَهَ إِذْ عَرَفَ أَنَّهُ إِلهٌ بَارٌّ. لكِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلَّتِي أَوْحَى بِهَا يَهْوَهُ إِلَيْهِ وَإِتْمَامَهَا أَعْطَيَا جَوَابًا قَاطِعًا عَنْ سُؤَالِهِ. وَٱنْسِجَامًا مَعَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلنَّبَوِيَّةِ، صَارَتْ نَفْسُ ٱلَّذِينَ أَطَاعُوا تَوْجِيهَ يَهْوَهَ ‹غَنِيمَةً لَهُمْ› فِي حِينِ أَنَّ ٱلْأَشْرَارَ ٱلْمُزْدَهِرِينَ تَجَاهَلُوا ٱلتَّحْذِيرَ وَهَلَكُوا. — ار ٢١:٩.
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا دَفَعَ إِرْمِيَا أَنْ يُعْلِنَ: «يَهْوَهُ نَصِيبِي»، وَأَيُّ مَوْقِفٍ تَحَلَّى بِهِ؟ (ب) لِمَ لَزِمَ أَنْ يُنَمِّيَ كُلُّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مَوْقِفَ ٱلِٱنْتِظَارِ؟
١٢ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، عِنْدَمَا رَأَى إِرْمِيَا كَيْفَ صَارَ مَوْطِنُهُ خَرَابًا، شَعَرَ كَمَا لَوْ أَنَّ يَهْوَهَ ‹أَجْلَسَهُ فِي ٱلظُّلُمَاتِ كَأَمْوَاتِ ٱلْقِدَمِ›. (مرا ١:١، ١٦؛ ٣:٦) فَكَانَ قَدْ حَثَّ ٱلْأُمَّةَ ٱلْمُتَمَرِّدَةَ عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى أَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ، لكِنَّ شَرَّهُمْ بَلَغَ ذُرْوَتَهُ بِحَيْثُ سَمَحَ ٱللّٰهُ بِدَمَارِ أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا. فَتَوَجَّعَ ٱلنَّبِيُّ لِهذِهِ ٱلْمُصِيبَةِ ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِهِمْ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُذْنِبًا. غَيْرَ أَنَّهُ وَسَطَ مَشَقَّتِهِ تَذَكَّرَ مَرَاحِمَ ٱللّٰهِ فَقَالَ: ‹إِنَّنَا لَمْ نَفْنَ لِأَنَّ مَرَاحِمَهُ جَدِيدَةٌ كُلَّ صَبَاحٍ›. ثُمَّ أَعْلَنَ: «يَهْوَهُ نَصِيبِي». فَقَدْ كَانَ لَا يَزَالُ يَحْظَى بِٱمْتِيَازِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ كَنَبِيٍّ. — اِقْرإِ المراثي ٣:٢٢-٢٤.
١٣ طَوَالَ ٧٠ سَنَةً، كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَيَبْقَوْنَ بِلَا مَوْطِنٍ لِأَنَّهُ سَيَصِيرُ خَرِبًا وَمُقْفِرًا. (ار ٢٥:١١) بَيْدَ أَنَّ عِبَارَةَ إِرْمِيَا «يَهْوَهُ نَصِيبِي» كَشَفَتْ عَنْ ثِقَتِهِ بِرَحْمَةِ ٱللّٰهِ، مَا دَفَعَهُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَوْقِفِ ‹ٱلِٱنْتِظَارِ›. وَبِمَا أَنَّ كُلَّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ خَسِرُوا مِيرَاثَهُمْ، لَزِمَهُمْ أَنْ يُنَمُّوا ٱلْمَوْقِفَ عَيْنَهُ. فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَمَلٌ سِوَى يَهْوَهَ. وَبَعْدَ ٱنْقِضَاءِ ٧٠ سَنَةً، أُعِيدَ هؤُلَاءِ إِلَى مَوْطِنِهِمْ حَيْثُ تَمَتَّعُوا بِٱمْتِيَازِ خِدْمَتِهِ. — ٢ اخ ٣٦:٢٠-٢٣.
آخَرُونَ جَعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ
١٤، ١٥ مَنْ غَيْرُ ٱللَّاوِيِّينَ جَعَلَ يَهْوَهَ نَصِيبَهُ، وَلِمَاذَا؟
١٤ صَحِيحٌ أَنَّ آسَافَ وَإِرْمِيَا كَانَا مِنْ سِبْطِ لَاوِي، وَلكِنْ هَلْ كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ فَقَطْ مَنْ يُمْكِنُهُمْ نَيْلُ ٱمْتِيَازِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟ طَبْعًا لَا. فَدَاوُدُ ٱلشَّابُّ، ٱلَّذِي كَانَ سَيَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ، دَعَا يَهْوَهَ ‹نَصِيبَهُ فِي أَرْضِ ٱلْأَحْيَاءِ›. (اِقْرَأْ مزمور ١٤٢: العنوان، ١، ٥.) وَعِنْدَمَا نَظَمَ ٱلْمَزْمُورَ ١٤٢، لَمْ يَكُنْ فِي قَصْرٍ أَوْ حَتَّى مَنْزِلٍ، بَلْ فِي مَغَارَةٍ مُخْتَبِئًا مِنْ أَعْدَائِهِ. فَقَدِ ٱحْتَمَى دَاوُدُ بِمَغَارَتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ، إِحْدَاهُمَا بِٱلْقُرْبِ مِنْ عَدُلَّامَ وَٱلْأُخْرَى فِي بَرِّيَّةِ عَيْنَ جَدْيَ. وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَلَّفَ هذَا ٱلْمَزْمُورَ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا.
١٥ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ، كَانَ دَاوُدُ مُخْتَبِئًا فِي مَغَارَةٍ يَصْعُبُ ٱلْوُصُولُ إِلَيْهَا هَرَبًا مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ ٱلَّذِي حَاوَلَ قَتْلَهُ. (١ صم ٢٢:١، ٤) فَفِي هذَا ٱلْمَكَانِ ٱلنَّائِي، لَرُبَّمَا شَعَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ بِلَا صَدِيقٍ يُقَدِّمُ لَهُ ٱلدَّعْمَ وَٱلْحِمَايَةَ. (مز ١٤٢:٤) عِنْدَئِذٍ، صَرَخَ إِلَى ٱللّٰهِ مُسْتَغِيثًا.
١٦، ١٧ (أ) أَيَّةُ أَسْبَابٍ جَعَلَتْ دَاوُدَ يَشْعُرُ بِٱلْعَجْزِ؟ (ب) إِلَى مَنْ لَجَأَ دَاوُدُ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ؟
١٦ حِينَ أَلَّفَ دَاوُدُ ٱلْمَزْمُورَ ١٤٢، مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ بِمَا أَصَابَ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ أَخِيمَالِكَ ٱلَّذِي قَدَّمَ لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ دُونَ عِلْمِهِ أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ وَجْهِ شَاوُلَ. فَهذَا ٱلْمَلِكُ ٱلْحَسُودُ قَتَلَ أَخِيمَالِكَ وَعَائِلَتَهُ. (١ صم ٢٢:١١، ١٨، ١٩) وَقَدْ شَعَرَ دَاوُدُ بِٱلذَّنْبِ كَمَا لَوْ أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي قَتَلَ ٱلْكَاهِنَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ. أَوَلَنْ تَشْعُرَ مِثْلَهُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ؟ وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّ شَاوُلَ ٱسْتَمَرَّ يَتَعَقَّبُ دَاوُدَ، مَا جَعَلَهُ فِي قَلَقٍ دَائِمٍ.
١٧ بُعَيْدَ ذلِكَ، مَاتَ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ ٱلَّذِي مَسَحَ دَاوُدَ مَلِكًا. (١ صم ٢٥:١) وَلَا بُدَّ أَنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ زَادَ مِنْ شُعُورِهِ بِٱلْعَجْزِ. رَغْمَ ذلِكَ، عَرَفَ أَنَّ بِإِمْكَانِهِ ٱللُّجُوءَ إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ. فَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَحْظَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْخِدْمَةِ عَيْنِهِ ٱلَّذِي تَمَتَّعَ بِهِ ٱللَّاوِيُّونَ، فَقَدْ مُسِحَ لِلْقِيَامِ بِنَوْعٍ آخَرَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ: اَلْمُلْكِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. (١ صم ١٦:١، ١٣) وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ، سَكَبَ قَلْبَهُ أَمَامَ يَهْوَهَ وَبَقِيَ يَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْإِرْشَادِ. وَأَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ، بَلْ عَلَيْكَ، أَنْ تَجْعَلَهُ نَصِيبَكَ وَمَلْجَأَكَ فِيمَا تَبْذُلُ نَفْسَكَ فِي خِدْمَتِهِ.
١٨ كَيْفَ جَعَلَ ٱلَّذِينَ تَحَدَّثْنَا عَنْهُمْ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ؟
١٨ لَقَدْ نَاقَشَتْ هذِهِ ٱلْمَقَالَةُ أَمْثِلَةَ أَشْخَاصٍ جَعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ بِمَعْنَى أَنَّهُمْ قَدَّرُوا ٱلتَّعْيِينَ ٱلَّذِي نَالُوهُ فِي خِدْمَتِهِ. كَمَا أَنَّهُمُ ٱتَّكَلُوا عَلَيْهِ لِإِعَالَتِهِمْ فِيمَا يَخْدُمُونَهُ. فَٱللَّاوِيُّونَ وَكَذلِكَ ٱلَّذِينَ مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ ٱلْأُخْرَى، كَدَاوُدَ، جَعَلُوا ٱللّٰهَ نَصِيبَهُمْ. فَمَاذَا عَنْكَ؟ كَيْفَ تَجْعَلُ يَهْوَهَ نَصِيبَكَ؟ هذَا مَا سَتَتَنَاوَلُهُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ.
[الحاشية]
a مِنْ أَجْلِ تَفَاصِيلَ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ سَدِّ حَاجَاتِ ٱلْكَهَنَةِ، ٱنْظُرْ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، ٱلْمُجَلَّدَ ٢، ٱلصَّفْحَةَ ٦٨٤ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)؛ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٩١، ٱلصَّفْحَةَ ٢٩، ٱلْفِقْرَاتِ ١-٥.
-
-
هل تجعل يهوه نصيبك؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
هَلْ تَجْعَلُ يَهْوَهَ نَصِيبَكَ؟
«دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ، وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ». — مت ٦:٣٣.
١، ٢ (أ) إِلَى مَنْ تُشِيرُ عِبَارَةُ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ» ٱلْوَارِدَةُ فِي غَلَاطِيَةَ ٦:١٦؟ (ب) مَنْ هُمْ ‹أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ› ٱلْمَذْكُورُونَ فِي مَتَّى ١٩:٢٨؟
مَاذَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ عِنْدَمَا تَقْرَأُ ٱلِٱسْمَ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ هَلْ تُفَكِّرُ فِي يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ٱلَّذِي دُعِيَ إِسْرَائِيلَ؟ أَوْ هَلْ يَخْطُرُ فِي بَالِكَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُ ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ؟ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ؟ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَسْتَخْدِمُ عَادَةً كَلِمَةَ إِسْرَائِيلَ بِمَعْنًى مَجَازِيٍّ لِلْإِشَارَةِ إِلَى «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»، ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِيَخْدُمُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي ٱلسَّمَاءِ. (غل ٦:١٦؛ رؤ ٧:٤؛ ٢١:١٢) وَلكِنْ هُنَالِكَ ٱسْتِعْمَالٌ آخَرُ لِهذِهِ ٱلْكَلِمَةِ يَرِدُ فِي مَتَّى ١٩:٢٨.
٢ قَالَ يَسُوعُ: «عِنْدَمَا يَجْلِسُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ فِي ٱلتَّجْدِيدِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، يَا مَنْ تَبِعْتُمُونِي، عَلَى ٱثْنَيْ عَشَرَ عَرْشًا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ». إِنَّ «أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ» ٱلْمُشَارَ إِلَيْهِمْ فِي هذِهِ ٱلْآيَةِ هُمُ ٱلَّذِينَ سَيَدِينُهُمْ تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَسَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَهؤُلَاءِ سَيَسْتَفِيدُونَ مِنَ ٱلْخِدْمَاتِ ٱلْكَهَنُوتِيَّةِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤.
٣، ٤ أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ يَرْسُمُهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ؟
٣ عَلَى غِرَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ قَدِيمًا، يَعْتَبِرُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْيَوْمَ أَنَّ خِدْمَتَهُمُ ٱمْتِيَازٌ عَظِيمٌ. (عد ١٨:٢٠) وَهُمْ لَا يَتَوَقَّعُونَ أَنْ يُعْطَوْا مَنْطِقَةً مِنَ ٱلْأَرْضِ مِلْكًا لَهُمْ. بَدَلًا مِنْ ذلِكَ، تُظْهِرُ ٱلرُّؤْيَا ٤:١٠، ١١ أَنَّهُمْ سَيَخْدُمُونَ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّمَاءِ كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ مَعَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. — حز ٤٤:٢٨.
٤ وَفِيمَا هُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ، يُظْهِرُونَ مِنْ خِلَالِ طَرِيقَةِ عَيْشِهِمْ أَنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهُمْ. فَٱمْتِيَازُ خِدْمَتِهِمْ يَحْتَلُّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِهِمْ. كَمَا أَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَيَتْبَعُونَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ، جَاعِلِينَ بِٱلتَّالِي ‹دَعْوَتَهُمْ وَٱخْتِيَارَهُمْ أَكِيدَيْنِ›. (٢ بط ١:١٠) صَحِيحٌ أَنَّ ظُرُوفَهُمْ وَقُدُرَاتِهِمْ تَخْتَلِفُ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَتَّخِذُونَ مِنْ إِمْكَانِيَّاتِهِمِ ٱلْمَحْدُودَةِ حُجَّةً لِيُقَدِّمُوا لِيَهْوَهَ مِقْدَارًا قَلِيلًا مِنَ ٱلْخِدْمَةِ. عَلَى ٱلْعَكْسِ، هُمْ يَضَعُونَ خِدْمَتَهُ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ بَاذِلِينَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ فِيهَا. وَبِذلِكَ يَرْسُمُونَ مِثَالًا جَيِّدًا لِلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.
٥ كَيْفَ يَجْعَلُ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ، وَلِمَ لَيْسَ ذلِكَ دَائِمًا بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ؟
٥ سَوَاءٌ أَكَانَ رَجَاؤُنَا سَمَاوِيًّا أَمْ أَرْضِيًّا، عَلَيْنَا أَنْ ‹نُنْكِرَ نَفْسَنَا كُلِّيًّا وَنَحْمِلَ خَشَبَةَ آلَامِنَا وَنَتْبَعَ ٱلْمَسِيحَ عَلَى ٱلدَّوَامِ›. (مت ١٦:٢٤) وَٱلْمَلَايِينُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَعْبُدُونَ ٱللّٰهَ وَيَتْبَعُونَ ٱلْمَسِيحَ عَلَى هذَا ٱلنَّحْوِ، غَيْرَ مُكْتَفِينَ بِتَقْدِيمِ ٱلْقَلِيلِ حِينَ يَكُونُ فِي مَقْدُورِهِمْ فِعْلُ ٱلْمَزِيدِ. فَكَثِيرُونَ يَنْدَفِعُونَ إِلَى تَبْسِيطِ حَيَاتِهِمْ وَيَخْدُمُونَ فَاتِحِينَ. وَآخَرُونَ يُرَتِّبُونَ لِلِٱنْخِرَاطِ فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ بِضْعَةَ أَشْهُرٍ فِي ٱلسَّنَةِ. أَمَّا ٱلَّذِينَ لَيْسَ بِٱسْتِطَاعَتِهِمْ ذلِكَ فَيَبْذُلُونَ أَقْصَى طَاقَتِهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَأَمْثَالُ هؤُلَاءِ هُمْ كَمَرْيَمَ ٱلَّتِي سَكَبَتْ زَيْتًا عَطِرًا عَلَى يَسُوعَ. فَقَدْ قَالَ عَنْهَا: «عَمِلَتْ لِي عَمَلًا حَسَنًا. . . . فَعَلَتْ مَا فِي وُسْعِهَا». (مر ١٤:٦-٨) إِلَّا أَنَّ فِعْلَ مَا فِي وُسْعِنَا لَيْسَ دَائِمًا بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ لِأَنَّنَا نَعِيشُ فِي عَالَمٍ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ. رَغْمَ ذلِكَ، نَحْنُ نَجْتَهِدُ بِقُوَّةٍ وَنَضَعُ ثِقَتَنَا فِي يَهْوَهَ. فَلْنَرَ كَيْفَ يُمْكِنُنَا فِعْلُ ذلِكَ فِي أَرْبَعَةِ مَجَالَاتٍ.
طَلَبُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أَوَّلًا
٦ (أ) كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلنَّاسُ عُمُومًا أَنَّ نَصِيبَهُمْ هُوَ فِي هذِهِ ٱلْحَيَاةِ فَقَطْ؟ (ب) لِمَ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ ٱمْتِلَاكُ نَظْرَةِ دَاوُدَ؟
٦ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ وَبِرَّهُ. عَادَةً، يَمِيلُ ٱلنَّاسُ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ إِلَى طَلَبِ مَصَالِحِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ أَوَّلًا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّهُمْ «أَهْلُ ٱلدُّنْيَا ٱلَّذِينَ . . . نَصِيبُهُمْ هُوَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ». (اِقْرَأْ مزمور ١٧:١، ١٣-١٥.) فَبِدُونِ إِظْهَارِ أَيِّ ٱعْتِبَارٍ لِخَالِقِهِمْ، يُكَرِّسُ ٱلْعَدِيدُونَ مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ لِيُؤَمِّنُوا عِيشَةً مُرِيحَةً، يُنْشِئُوا عَائِلَةً، وَيُخَلِّفُوا وَرَاءَهُمْ إِرْثًا. فِعْلًا، إِنَّ نَصِيبَهُمْ هُوَ فِي هذِهِ ٱلْحَيَاةِ. مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، ٱهْتَمَّ دَاوُدُ بِصُنْعِ «صِيتٍ» حَسَنٍ عِنْدَ يَهْوَهَ، أَمْرٌ أَوْصَى سُلَيْمَانُ لَاحِقًا ٱلْآخَرِينَ بِفِعْلِهِ. (جا ٧:١) وَتَمَامًا كَآسَافَ، ٱعْتَبَرَ دَاوُدُ أَنَّ صَدَاقَةَ يَهْوَهَ أَهَمُّ بِكَثِيرٍ مِنْ وَضْعِ مَصَالِحِهِ ٱلْخَاصَّةِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ. فَقَدِ ٱبْتَهَجَ بِٱلسَّيْرِ مَعَ ٱللّٰهِ. وَٱلْيَوْمَ، يَضَعُ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةَ قَبْلَ عَمَلِهِمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ.
٧ كَيْفَ بُورِكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ لِأَنَّهُ طَلَبَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا؟
٧ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ جَانْ كْلُود، شَيْخٌ مُتَزَوِّجٌ وَلَهُ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ. فَهُوَ يَعِيشُ فِي جُمْهُورِيَّةِ إِفْرِيقْيَا ٱلْوُسْطَى، حَيْثُ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ يَعْثِرَ ٱلْمَرْءُ عَلَى عَمَلٍ، وَقَدْ يَفْعَلُ أَيَّ شَيْءٍ لِيُحَافِظَ عَلَيْهِ. وَذَاتَ يَوْمٍ، أَمَرَهُ مُدِيرُ ٱلْإِنْتَاجِ أَنْ يَعْمَلَ فِي ٱلْأُمْسِيَاتِ طِيلَةَ أَيَّامِ ٱلْأُسْبُوعِ بَدْءًا مِنَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ وَٱلنِّصْفِ مَسَاءً. فَشَرَحَ لَهُ جَانْ كْلُود أَنَّهُ مَسْؤُولٌ لَيْسَ فَقَطْ عَنْ إِعَالَةِ عَائِلَتِهِ مَادِّيًّا بَلْ رُوحِيًّا أَيْضًا. كَمَا أَوْضَحَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلِٱهْتِمَامَ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُدِيرِ إِلَّا أَنْ قَالَ لَهُ: «إِذَا كُنْتَ بَيْنَ ٱلْمَحْظُوظِينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ عَمَلٌ، يَنْبَغِي أَنْ تَنْسَى زَوْجَتَكَ، أَوْلَادَكَ، مَشَاكِلَكَ، وَسَائِرَ ٱلْأُمُورِ ٱلْأُخْرَى. فَيَجِبُ أَنْ تُكَرِّسَ حَيَاتَكَ لِعَمَلِكَ دُونَ سِوَاهُ. فَٱخْتَرْ: إِمَّا دِينَكَ أَوْ عَمَلَكَ». مَاذَا كُنْتَ سَتَفْعَلُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ؟ لَقَدْ أَدْرَكَ جَانْ كْلُود أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَهْتَمُّ بِهِ فِي حَالِ خَسِرَ عَمَلَهُ. فَسَيَبْقَى لَدَيْهِ ٱلْكَثِيرُ لِفِعْلِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ، إِضَافَةً إِلَى أَنَّ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلِٱعْتِنَاءِ بِحَاجَاتِ عَائِلَتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ. لِذلِكَ، حَضَرَ ٱلِٱجْتِمَاعَ ٱلتَّالِيَ. وَفِي ٱلصَّبَاحِ، فِيمَا كَانَ يَهُمُّ بِٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْعَمَلِ دُونَ أَنْ يَعْرِفَ هَلْ صُرِفَ مِنْ وَظِيفَتِهِ، تَلَقَّى ٱتِّصَالًا أُخْبِرَ فِيهِ أَنَّ ٱلْمُدِيرَ جَرَى طَرْدُهُ. وَهكَذَا لَمْ يَخْسَرْ جَانْ كْلُود عَمَلَهُ!
٨، ٩ كَيْفَ نَقْتَدِي بِٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ فِي جَعْلِ يَهْوَهَ نَصِيبَنَا؟
٨ لَرُبَّمَا تَسَاءَلَ بَعْضُ ٱلَّذِينَ هُدِّدُوا بِٱلطَّرْدِ مِنْ وَظَائِفِهِمْ: ‹كَيْفَ لِي أَنْ أُتَمِّمَ مَسْؤُولِيَّةَ إِعَالَةِ عَائِلَتِي؟›. (١ تي ٥:٨) وَسَوَاءٌ مَرَرْتَ بِظَرْفٍ مُمَاثِلٍ أَمْ لَا، فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَمَسْتَ شَخْصِيًّا أَنَّكَ لَنْ تَخِيبَ أَبَدًا إِذَا جَعَلْتَ ٱللّٰهَ نَصِيبَكَ وَقَدَّرْتَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ ٱمْتِيَازَ خِدْمَتِهِ. فَبَعْدَمَا أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ، أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ حَاجَاتِهِمْ «كُلَّهَا» — كَٱلْمَأْكَلِ وَٱلْمَشْرَبِ وَٱلْمَلْبَسِ — ‹سَتُزَادُ لَهُمْ›. — مت ٦:٣٣.
٩ أَبْقِ فِي بَالِكَ مِثَالَ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يَنَالُوا مِيرَاثَ أَرْضٍ. فَبِمَا أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلنَّقِيَّةَ كَانَتْ هَمَّهُمُ ٱلْأَوَّلَ، لَزِمَهُمْ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى عِنَايَةِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي أَكَّدَ لَهُمْ: «أَنَا نَصِيبُكَ». (عد ١٨:٢٠) وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَخْدُمُ فِي هَيْكَلٍ حَرْفِيٍّ كَٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ قَدِيمًا، فِي وُسْعِنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِمْ وَاثِقِينَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيلُنَا. وَأَهَمِّيَّةُ هذِهِ ٱلثِّقَةِ تَزْدَادُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ كُلَّمَا تَوَغَّلْنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِأَنَّ ظُرُوفَ ٱلْحَيَاةِ تَصِيرُ أَصْعَبَ عَلَيْنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ نَرْفُضُ «سِمَةَ» ٱلْوَحْشِ. — رؤ ١٣:١٧.
طَلَبُ بِرِّ ٱللّٰهِ أَوَّلًا
١٠، ١١ كَيْفَ وَضَعَ ٱلْبَعْضُ ثِقَتَهُمْ فِي يَهْوَهَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِخْدَامِ؟ أَعْطُوا مَثَلًا.
١٠ لَقَدْ حَثَّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَيْضًا أَنْ ‹يُدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ بِرِّ ٱللّٰهِ›. (مت ٦:٣٣) وَيَعْنِي ذلِكَ ٱتِّبَاعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ بَدَلَ مَعَايِيرِ ٱلْبَشَرِ. (اِقْرَأْ اشعيا ٥٥:٨، ٩.) فَلَعَلَّكَ تَذْكُرُ أَنَّ ٱلْبَعْضَ ٱنْهَمَكُوا سَابِقًا فِي زِرَاعَةِ ٱلتَّبْغِ أَوْ بَيْعِ مُنْتَجَاتِهِ، تَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلْحَرْبِ، أَوْ تَصْنِيعِ ٱلْأَسْلِحَةِ وَٱلِٱتِّجَارِ بِهَا. إِلَّا أَنَّ مُعْظَمَهُمْ غَيَّرُوا عَمَلَهُمْ بَعْدَ أَنْ تَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ وَتَأَهَّلُوا لِلْمَعْمُودِيَّةِ. — اش ٢:٤؛ ٢ كو ٧:١؛ غل ٥:١٤.
١١ وَمَا حَدَثَ مَعَ آنْدْرُو هُوَ مِثَالٌ عَلَى ذلِكَ. فَعِنْدَمَا تَعَلَّمَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ عَنْ يَهْوَهَ، عَقَدَا ٱلْعَزْمَ عَلَى خِدْمَتِهِ. وَبِمَا أَنَّ آنْدْرُو كَانَ يَعْمَلُ فِي مُؤَسَّسَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ، فَقَدْ تَطَلَّبَ مِنْهُ وَضْعُ بِرِّ ٱللّٰهِ أَوَّلًا أَنْ يُقَدِّمَ ٱسْتِقَالَتَهُ. وَهذَا مَا فَعَلَهُ عِلْمًا أَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ عَمَلَهُ كَثِيرًا. وَآنَذَاكَ، كَانَ أَبًا لِوَلَدَيْنِ، لَا دَخْلَ لَدَيْهِ، وَٱلْمَالُ فِي حَوْزَتِهِ لَا يَكْفِي سِوَى بِضْعَةِ أَشْهُرٍ فَقَطْ. فَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ رُبَّمَا بَدَا ٱلْأَمْرُ كَمَا لَوْ أَنَّ لَا ‹مِيرَاثَ› لَهُ. لكِنَّهُ وَثِقَ بِٱللّٰهِ وَرَاحَ يَبْحَثُ عَنْ وَظِيفَةٍ أُخْرَى. وَإِذْ يَعُودُ هُوَ وَعَائِلَتُهُ بِٱلذَّاكِرَةِ إِلَى تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، يُؤَكِّدُونَ أَنَّ يَدَ يَهْوَهَ لَا تَقْصُرُ. (اش ٥٩:١) حَتَّى إِنَّ آنْدْرُو وَزَوْجَتَهُ ٱسْتَطَاعَا أَنْ يَنْخَرِطَا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ لِأَنَّهُمَا حَافَظَا عَلَى حَيَاةٍ بَسِيطَةٍ. يَقُولُ: «لَقَدْ مَرَرْنَا بِفَتَرَاتٍ قَلِقْنَا فِيهَا بِشَأْنِ أَحْوَالِنَا ٱلْمَالِيَّةِ، مَسْكَنِنَا، صِحَّتِنَا، وَتَقَدُّمِنَا فِي ٱلسِّنِّ. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ دَائِمًا إِلَى جَانِبِنَا. . . . وَدُونَ أَدْنَى شَكٍّ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ إِنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ هِيَ حَقًّا أَشْرَفُ مَسْعًى وَأَجْدَاهُ نَفْعًا».a — جا ١٢:١٣.
١٢ أَيَّةُ صِفَةٍ تَلْزَمُكُمْ كَيْ تَضَعُوا مَقَايِيسَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا؟ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً مَحَلِّيَّةً.
١٢ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ قَدْرُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ‹اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ›، فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ». (مت ١٧:٢٠) فَهَلْ يُمْكِنُكَ وَضْعُ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ أَوَّلًا حَتَّى لَوْ أَنَّ ذلِكَ سَيُسَبِّبُ لَكَ ٱلْمَتَاعِبَ؟ إِذَا لَمْ تَكُنْ مُتَأَكِّدًا مِنَ ٱلْجَوَابِ، فَلِمَ لَا تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْأَمْرِ مَعَ بَعْضِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ فَلَا بُدَّ أَنَّكَ سَتَجِدُ ٱلِٱنْتِعَاشَ ٱلرُّوحِيَّ حِينَ تَسْتَمِعُ إِلَى ٱخْتِبَارَاتِهِمْ.
تَقْدِيرُ تَدَابِيرِ يَهْوَهَ ٱلرُّوحِيَّةِ
١٣ أَيَّةُ ثِقَةٍ يَجِبُ أَنْ نَمْتَلِكَهَا إِذَا كُنَّا نُقَدِّرُ ٱمْتِيَازَ خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
١٣ إِذَا كُنْتَ تُقَدِّرُ ٱمْتِيَازَ خِدْمَةِ يَهْوَهَ، فَثِقْ أَنَّهُ سَيَسُدُّ حَاجَاتِكَ ٱلْمَادِّيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ تَمَامًا كَمَا أَعَالَ ٱللَّاوِيِّينَ. فَكِّرْ أَيْضًا فِي دَاوُدَ. فَمَعَ أَنَّهُ كَانَ مُخْتَبِئًا فِي مَغَارَةٍ، تَوَكَّلَ عَلَى ٱللّٰهِ كَيْ يَعْتَنِيَ بِهِ. نَحْنُ كَذلِكَ فِي وُسْعِنَا أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ حَتَّى عِنْدَمَا لَا نَجِدُ مَنْفَذًا أَمَامَنَا. وَهَلْ تَذْكُرُ مَا حَدَثَ مَعَ آسَافَ؟ لَقَدْ نَالَ بَصِيرَةً حَوْلَ مَا كَانَ يُضَايِقُهُ بَعْدَمَا دَخَلَ «مَقْدِسَ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَ». (مز ٧٣:١٧) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَلْزَمُنَا أَنْ نَلْتَفِتَ إِلَى ٱللّٰهِ، مَصْدَرِ غِذَائِنَا ٱلرُّوحِيِّ. وَهكَذَا، نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِٱمْتِيَازِ خِدْمَتِنَا مَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ، جَاعِلِينَ يَهْوَهَ نَصِيبَنَا.
١٤، ١٥ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَجَاوَبَ عِنْدَمَا يَزْدَادُ ٱلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ إِشْرَاقًا حَوْلَ بَعْضِ ٱلْآيَاتِ، وَلِمَاذَا؟
١٤ وَكَيْفَ تَتَجَاوَبُ عِنْدَمَا يُلْقَى ٱلضَّوْءُ عَلَى «أَعْمَاقِ ٱللّٰهِ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (١ كو ٢:١٠-١٣) يَرْسُمُ لَنَا ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ مِثَالًا رَائِعًا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَحِينَ قَالَ يَسُوعُ لِمُسْتَمِعِيهِ: «إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَا حَيَاةَ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ»، مَا كَانَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ فَهِمُوا كَلِمَاتِهِ حَرْفِيًّا إِلَّا أَنْ قَالُوا: «هٰذَا ٱلْكَلَامُ فَظِيعٌ. مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟». وَسُرْعَانَ مَا «رَجَعَ كَثِيرُونَ . . . إِلَى ٱلْوَرَاءِ». غَيْرَ أَنَّ بُطْرُسَ قَالَ: «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — يو ٦:٥٣، ٦٠، ٦٦، ٦٨.
١٥ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ لَمْ يَفْهَمْ تَمَامًا مَا كَانَ يَسُوعُ يَقُولُهُ عَنْ أَكْلِ جَسَدِهِ وَشُرْبِ دَمِهِ، لكِنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللّٰهِ لِلْإِنَارَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَحِينَ يَزْدَادُ ٱلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ إِشْرَاقًا حَوْلَ بَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ، هَلْ تُحَاوِلُ أَنْ تَفْهَمَ ٱلْأَسْبَابَ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْكَامِنَةَ وَرَاءَ ٱلتَّعْدِيلِ؟ (ام ٤:١٨) هذَا مَا فَعَلَهُ أَهْلُ بِيرِيَةَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، إِذْ قَبِلُوا ٱلْكَلِمَةَ «بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ، فَاحِصِينَ بِٱعْتِنَاءٍ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ يَوْمِيًّا». (اع ١٧:١١) فَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِهِمْ سَيُعَمِّقُ تَقْدِيرَكَ لِٱمْتِيَازِكَ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ، أَيْ أَنْ يَكُونَ نَصِيبَكَ.
اَلتَّزَوُّجُ فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ
١٦ كَيْفَ يَجْعَلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعُزَّابُ ٱللّٰهَ نَصِيبَهُمُ ٱنْسِجَامًا مَعَ ١ كُورِنْثُوسَ ٧:٣٩؟
١٦ ثَمَّةَ مَجَالٌ آخَرُ حَيْثُ يَنْبَغِي لِلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُبْقُوا مَقَاصِدَ ٱللّٰهِ فِي بَالِهِمْ، أَلَا وَهُوَ تَطْبِيقُ إِرْشَادِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلتَّزَوُّجِ «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ». (١ كو ٧:٣٩) فَقَدِ ٱخْتَارَ عَدِيدُونَ أَنْ يَبْقَوْا عُزَّابًا بَدَلَ أَنْ يَتَغَاضَوْا عَنْ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ. وَٱللّٰهُ يَعْتَنِي بِمَحَبَّةٍ بِمِثْلِ هؤُلَاءِ. فَحِينَ شَعَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ وَحْدَهُ وَبِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ، قَالَ: «أَمَامَ [ٱللّٰهِ] سَكَبْتُ هَمِّي، أَمَامَهُ أَخْبَرْتُ بِشِدَّتِي، عِنْدَمَا غُشِيَ عَلَى رُوحِي فِي دَاخِلِي». (مز ١٤٢:١-٣) وَقَدِ ٱنْتَابَتْ مَشَاعِرُ مُمَاثِلَةٌ ٱلنَّبِيَّ إِرْمِيَا ٱلَّذِي خَدَمَ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ لِعَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ دُونَ أَنْ يَتَزَوَّجَ. وَفِي وُسْعِكَ أَنْ تَتَأَمَّلَ فِي مِثَالِهِ فِي ٱلْفَصْلِ ٨ مِنْ كِتَابِ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ إِلَيْنَا بِفَمِ إِرْمِيَا (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
١٧ كَيْفَ تَسْتَطِيعُ أُخْتٌ عَزْبَاءُ أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلشُّعُورِ بِٱلْوَحْدَةِ ٱلَّذِي يَنْتَابُهَا مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ؟
١٧ تَذْكُرُ أُخْتٌ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ: «لَمْ أُصَمِّمْ يَوْمًا عَلَى ٱلْبَقَاءِ عَزْبَاءَ. وَأَنَا لَا أُمَانِعُ ٱلزَّوَاجَ حِينَ أَلْتَقِي بِٱلشَّخْصِ ٱلْمُنَاسِبِ. وَقَدْ حَاوَلَتْ وَالِدَتِي غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنَةِ مِرَارًا أَنْ تُقْنِعَنِي بِقُبُولِ أَيِّ شَخْصٍ يَطْلُبُنِي لِلزَّوَاجِ. لكِنَّنِي كُنْتُ أَسْأَلُهَا هَلْ هِيَ مُسْتَعِدَّةٌ لِتَحَمُّلِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ إِذَا فَشِلَ زَوَاجِي. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، لَاحَظَتْ أَنَّنِي أَعِيشُ حَيَاةً سَعِيدَةً، وَلَدَيَّ وَظِيفَةٌ ثَابِتَةٌ، وَأَعْتَنِي بِنَفْسِي جَيِّدًا. فَتَوَقَّفَتْ عَنِ ٱلضَّغْطِ عَلَيَّ». غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأُخْتَ تَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنَ ٱلْوَحْدَةِ مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ. تَقُولُ: «فِي أَوْقَاتٍ كَهذِهِ، أُحَاوِلُ أَنْ أَجْعَلَ يَهْوَهَ مُعْتَمَدِي. وَهُوَ لَا يَخْذُلُنِي أَبَدًا». فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُهَا أَنْ تَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ؟ تُوضِحُ: «تُسَاعِدُنِي ٱلصَّلَاةُ عَلَى ٱلشُّعُورِ أَنَّ ٱللّٰهَ حَقِيقِيٌّ وَأَنَّنِي لَسْتُ وَحْدِي. وَإِذَا كَانَ ٱلْعَلِيُّ يُصْغِي إِلَيَّ، فَكَيْفَ لَا أَكُونُ سَعِيدَةً وَأَشْعُرُ أَنَّنِي ذَاتُ قِيمَةٍ؟!». وَإِذْ تَثِقُ أَنَّ «ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ»، تَقُولُ: «أَنَا أُحَاوِلُ أَنْ أَبْذُلَ نَفْسِي لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ، دُونَ تَوَقُّعِ أَيِّ شَيْءٍ بِٱلْمُقَابِلِ. وَعِنْدَمَا أُفَكِّرُ كَيْفَ أُقَدِّمُ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِشَخْصٍ مَا، يَغْمُرُنِي فَرَحٌ دَاخِلِيٌّ». (اع ٢٠:٣٥) حَقًّا، إِنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهَا وَهِيَ تَتَمَتَّعُ بِٱمْتِيَازِ خِدْمَتِهِ.
١٨ كَيْفَ يَجْعَلُكُمْ يَهْوَهُ نَصِيبَهُ؟
١٨ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُكَ، فَفِي وُسْعِكَ أَنْ تَجْعَلَ يَهْوَهَ نَصِيبَكَ، فَتُعَدُّ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ ٱلسَّعِيدِ. (٢ كو ٦:١٦، ١٧) عِنْدَئِذٍ، تَصِيرُ نَصِيبَ يَهْوَهَ كَمَا كَانَتْ حَالَةُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا. (اِقْرَأْ تثنية ٣٢:٩، ١٠.) فَتَمَامًا كَمَا صَارَ إِسْرَائِيلُ نَصِيبَ ٱللّٰهِ مِنْ بَيْنِ ٱلْأُمَمِ، يُمْكِنُهُ أَنْ يَسِمَكَ أَنْتَ أَيْضًا عَلَى أَنَّكَ لَهُ وَأَنْ يَعْتَنِيَ بِكَ بِمَحَبَّةٍ. — مز ١٧:٨.
[الحاشية]
a اُنْظُرْ مَجَلَّةَ إِسْتَيْقِظْ!، عَدَدَ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبَر) ٢٠٠٩، ٱلصَّفَحَاتِ ١٢-١٤ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
-