مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه نصيبي
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • يَهْوَهُ نَصِيبِي

      ‏«أَنَا نَصِيبُكَ وَمِيرَاثُكَ فِي وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».‏ —‏ عد ١٨:‏٢٠‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا كَانَ وَضْعُ ٱللَّاوِيِّينَ عِنْدَمَا جَرَى تَقْسِيمُ ٱلْمِيرَاثِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ وَعْدٍ أَعْطَاهُ يَهْوَهُ لِلَّاوِيِّينَ؟‏

      بَعْدَمَا ٱسْتَوْلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى غَالِبِيَّةِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ ٱبْتَدَأَ يَشُوعُ يَعْمَلُ مَعَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ أَلِعَازَارَ وَرُؤُوسِ ٱلْأَسْبَاطِ عَلَى تَقْسِيمِ ٱلْأَرْضِ بِٱلْقُرْعَةِ.‏ (‏عد ٣٤:‏١٣-‏٢٩‏)‏ لكِنَّ ٱللَّاوِيِّينَ لَمْ يُعْطَوْا مِيرَاثًا كَبَاقِي ٱلْأَسْبَاطِ.‏ (‏يش ١٤:‏١-‏٥‏)‏ فَلِمَ لَمْ يَنَالُوا نَصِيبًا مِنْ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ؟‏ هَلْ كَانُوا مَتْرُوكِينَ؟‏

      ٢ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا يَهْوَهُ لِهَارُونَ عَنِ ٱللَّاوِيِّينَ.‏ فَقَدْ أَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْهُمْ قَائِلًا:‏ «أَنَا نَصِيبُكَ وَمِيرَاثُكَ فِي وَسْطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».‏ (‏عد ١٨:‏٢٠‏)‏ فَكَمْ كَانَ هذَا ٱلْوَعْدُ مُطَمْئِنًا لَهُمْ!‏ وَلكِنْ كَيْفَ سَتَشْعُرُ أَنْتَ لَوْ أَنَّ يَهْوَهَ قَالَ لَكَ:‏ «أَنَا نَصِيبُكَ»؟‏ لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى،‏ قَدْ تُفَكِّرُ فِي نَفْسِكَ:‏ ‹هَلْ أَسْتَحِقُّ هذَا ٱلْوَعْدَ مِنَ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟‏›.‏ وَلَرُبَّمَا تَتَسَاءَلُ أَيْضًا:‏ ‹هَلْ يُمْكِنُ حَقًّا أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ نَصِيبَ أَيِّ شَخْصٍ مَسِيحِيٍّ نَاقِصٍ ٱلْيَوْمَ؟‏›.‏ إِنَّ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَكَ وَلِأَحِبَّائِكَ.‏ لِذلِكَ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا تَعْنِيهِ كَلِمَاتُ ٱللّٰهِ هذِهِ لِكَيْ تَفْهَمَ كَيْفَ يَكُونُ يَهْوَهُ نَصِيبَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ وَنَصِيبَكَ أَنْتَ بِٱلتَّحْدِيدِ،‏ سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُكَ ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏

      يَهْوَهُ يُعِيلُ ٱللَّاوِيِّينَ

      ٣ كَيْفَ ٱتَّخَذَ ٱللّٰهُ ٱللَّاوِيِّينَ لِخِدْمَتِهِ؟‏

      ٣ قَبْلَ إِعْطَاءِ يَهْوَهَ ٱلشَّرِيعَةَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ كَانَ رُؤُوسُ ٱلْعَائِلَاتِ يَخْدُمُونَ كَكَهَنَةٍ.‏ أَمَّا حِينَ زَوَّدَهُمْ بِهَا فَقَدْ رَتَّبَ أَنْ يَخْدُمَ ٱلْبَعْضُ مِنْ سِبْطِ لَاوِي كَهَنَةً وَٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ مُسَاعِدِينَ لَهُمْ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ بَعْدَمَا أَهْلَكَ يَهْوَهُ أَبْكَارَ ٱلْمِصْرِيِّينَ،‏ قَدَّسَ أَبْكَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ أَيْ فَرَزَهُمْ لِيَكُونُوا لَهُ.‏ لكِنَّهُ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ:‏ «إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ ٱللَّاوِيِّينَ .‏ .‏ .‏ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ».‏ إِلَّا أَنَّهُ تَبَيَّنَ عِنْدَ إِحْصَاءِ أَبْكَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّهُمْ يَفُوقُونَ ٱللَّاوِيِّينَ عَدَدًا،‏ فَدُفِعَ فِدَاءٌ لِتَعْوِيضِ ٱلْفَرْقِ.‏ (‏عد ٣:‏١١-‏١٣،‏ ٤١،‏ ٤٦،‏ ٤٧‏)‏ وَهكَذَا،‏ ٱبْتَدَأَ ٱللَّاوِيُّونَ يَقُومُونَ بِمَهَامِّهِمْ فِي خِدْمَةِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ مَاذَا عَنَى لِلَّاوِيِّينَ أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ نَصِيبَهُمْ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كَانَ يَهْوَهُ يُعِيلُ ٱللَّاوِيِّينَ؟‏

      ٤ وَمَاذَا عَنَى هذَا ٱلتَّعْيِينُ لِلَّاوِيِّينَ؟‏ قَالَ يَهْوَهُ إِنَّهُ سَيَكُونُ نَصِيبَهُمْ،‏ بِمَعْنَى أَنَّهُ أَوْكَلَ إِلَيْهِمِ ٱمْتِيَازَ خِدْمَةٍ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ بَدَلَ أَنْ يَنَالُوا مِيرَاثَ أَرْضٍ.‏ فَقَدْ كَانَ «كَهَنُوتُ يَهْوَهَ» مِيرَاثَهُمْ.‏ ‏(‏يش ١٨:‏٧‏)‏ وَيُظْهِرُ سِيَاقُ ٱلْعَدَدِ ١٨:‏٢٠ أَنَّهُمْ مَا كَانُوا سَيُصْبِحُونَ مُعْدِمِينَ نَتِيجَةَ هذَا ٱلتَّرْتِيبِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ عدد ١٨:‏١٩،‏ ٢١،‏ ٢٤‏.‏‏)‏ بَلْ كَانُوا سَيُعْطَوْنَ «كُلَّ عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِيرَاثًا لِقَاءَ خِدْمَتِهِمْ».‏ فَكَانُوا سَيَنَالُونَ عُشْرَ غَلَّةِ إِسْرَائِيلَ وَعُشْرَ ٱلزِّيَادَةِ فِي ٱلْقُطْعَانِ.‏ وَكَانَ عَلَى ٱللَّاوِيِّينَ بِدَوْرِهِمْ أَنْ يَتَبَرَّعُوا بِعُشْرِ هذِهِ ٱلْعَطَايَا،‏ «مِنْ أَجْوَدِهَا»،‏ لِدَعْمِ ٱلْكَهَنُوتِ.‏a (‏عد ١٨:‏٢٥-‏٢٩‏)‏ كَمَا لَزِمَ أَيْضًا إِعْطَاءُ ٱلْكَهَنَةِ «كُلَّ ٱلتَّقْدِمَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ» ٱلَّتِي جَلَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى مَكَانِ عِبَادَةِ ٱللّٰهِ.‏ لِذَا،‏ كَانَ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ وَجِيهٌ كَيْ يُؤْمِنُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيلُهُمْ.‏

      ٥ حَسْبَمَا يَبْدُو،‏ قَضَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ بِعُشْرٍ ثَانٍ كَانَ يُوضَعُ جَانِبًا لِتُنْفِقَهُ ٱلْعَائِلَاتُ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةُ عَلَى أَكْلِهِمْ وَشُرْبِهِمْ وَٱسْتِمْتَاعِهِمْ أَثْنَاءَ ٱلْمَحَافِلِ ٱلسَّنَوِيَّةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏تث ١٤:‏٢٢-‏٢٧‏)‏ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ هُنَالِكَ ٱسْتِعْمَالٌ آخَرُ لِهذَا ٱلْعُشْرِ.‏ فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ كَانُوا يَحْفَظُونَ سَنَةَ سَبْتٍ كُلَّ سَنَةٍ سَابِعَةٍ.‏ وَفِي نِهَايَةِ كُلِّ سَنَةٍ ثَالِثَةٍ وَسَادِسَةٍ مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّبْعِ سِنِينَ،‏ كَانَ يُوضَعُ هذَا ٱلْعُشْرُ دَاخِلَ أَبْوَابِ ٱلْمَدِينَةِ كَيْ يَسْتَفِيدَ مِنْهُ ٱلْفُقَرَاءُ وَكَذلِكَ ٱللَّاوِيُّونَ.‏ وَلِمَ كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَفَادُوا مِنْ هذَا ٱلتَّرْتِيبِ؟‏ لِأَنَّهُ ‹لَمْ يَكُنْ لَهُمْ نَصِيبٌ وَلَا مِيرَاثٌ› فِي إِسْرَائِيلَ.‏ —‏ تث ١٤:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ٦ أَيْنَ كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ سَيُقِيمُونَ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يُعَيَّنْ لَهُمْ نَصِيبٌ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ؟‏

      ٦ وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ تَتَسَاءَلَ:‏ ‹أَيْنَ كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ سَيُقِيمُونَ إِنْ لَمْ يُعَيَّنْ لَهُمْ مِيرَاثُ أَرْضٍ؟‏›.‏ لَقَدِ ٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱللّٰهُ إِذْ أَعْطَاهُمْ ٤٨ مَدِينَةً مَعَ مَرَاعِيهَا،‏ بِمَا فِيهَا مُدُنُ ٱلْمَلْجَإِ ٱلسِّتُّ.‏ (‏عد ٣٥:‏٦-‏٨‏)‏ وَهكَذَا،‏ حَظِيَ ٱللَّاوِيُّونَ بِمَكَانٍ يُقِيمُونَ فِيهِ حِينَ لَا يَكُونُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي مَقْدِسِ ٱللّٰهِ.‏ فَيَهْوَهُ ٱعْتَنَى جَيِّدًا بِهؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ كَرَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَتِهِ.‏ وَكَانَ فِي وُسْعِ ٱللَّاوِيِّينَ أَنْ يَجْعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ بِٱلثِّقَةِ أَنَّهُ رَاغِبٌ وَقَادِرٌ عَلَى تَزْوِيدِهِمْ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ.‏

      ٧ إِلَامَ ٱحْتَاجَ ٱللَّاوِيُّونَ كَيْ يَجْعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ؟‏

      ٧ لَمْ تَفْرِضِ ٱلشَّرِيعَةُ أَيَّةَ عُقُوبَاتٍ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَدِّمُوا ٱلْعُشْرَ.‏ وَلكِنْ،‏ عِنْدَمَا كَانَ ٱلشَّعْبُ يُهْمِلُ هذَا ٱلْمَطْلَبَ،‏ كَانَ ٱلْأَمْرُ يَنْعَكِسُ سَلْبًا عَلَى ٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ.‏ وَهذَا مَا جَرَى أَيَّامَ نَحَمْيَا،‏ حِينَ ٱضْطُرَّ ٱللَّاوِيُّونَ أَنْ يُهْمِلُوا خِدْمَتَهُمْ لِكَيْ يَعْمَلُوا فِي حُقُولِهِمْ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ نحميا ١٣:‏١٠‏.‏‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ إِعَالَةَ سِبْطِ لَاوِي تَوَقَّفَتْ عَلَى طَاعَةِ ٱلْأُمَّةِ لِلشَّرِيعَةِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ ٱحْتَاجَ ٱلْكَهَنَةُ وَٱللَّاوِيُّونَ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِيَهْوَهَ وَٱلثِّقَةِ بِتَدَابِيرِهِ لِإِعَالَتِهِمْ.‏

      أَفْرَادٌ مِنَ ٱللَّاوِيِّينَ جَعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ

      ٨ صِفُوا ٱلْوَضْعَ ٱلَّذِي مَرَّ بِهِ آسَافُ.‏

      ٨ إِنَّ ٱللَّاوِيِّينَ كَكُلٍّ جَعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ.‏ وَلكِنْ،‏ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ أَفْرَادًا مِنْهُمُ ٱسْتَخْدَمُوا عِبَارَةَ «يَهْوَهُ نَصِيبِي» لِلْإِعْرَابِ عَنْ تَعَبُّدِهِمْ لِلّٰهِ وَٱتِّكَالِهِمْ عَلَيْهِ.‏ (‏مرا ٣:‏٢٤‏)‏ وَأَحَدُهُمْ كَانَ ٱللَّاوِيَّ آسَافَ،‏ مُرَنِّمٌ وَمُؤَلِّفٌ مُوسِيقِيٌّ قَادَ ٱلْمُرَنِّمِينَ أَيَّامَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ —‏ عِلْمًا بِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فَرْدًا مِنْ عَائِلَةِ آسَافَ.‏ (‏١ اخ ٦:‏٣١-‏٤٣‏)‏ نَقْرَأُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٧٣ أَنَّ آسَافَ (‏أَوْ أَحَدَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ)‏ حَسَدَ ٱلْأَشْرَارَ وَتَعَجَّبَ مِنْ أَنَّهُمْ يَتَنَعَّمُونَ بِحَيَاةٍ مُزْدَهِرَةٍ.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ:‏ «عَبَثًا طَهَّرْتُ قَلْبِي وَغَسَلْتُ بِٱلنَّقَاوَةِ يَدَيَّ».‏ فَعَلَى مَا يَظْهَرُ،‏ غَابَ عَنْ بَالِهِ ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلْفَرِيدُ ٱلَّذِي يَحْظَى بِهِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ مَا عَنَى أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يُقَدِّرُ أَنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهُ.‏ وَصَارَ مُشَوَّشًا جِدًّا «إِلَى أَنْ دَخَلَ .‏ .‏ .‏ مَقْدِسَ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَ».‏ —‏ مز ٧٣:‏٢،‏ ٣،‏ ١٢،‏ ١٣،‏ ١٧‏.‏

      ٩،‏ ١٠ لِمَ ٱسْتَطَاعَ آسَافُ أَنْ يَقُولَ إِنَّ ٱللّٰهَ ‹نَصِيبُهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ›؟‏

      ٩ فِي ٱلْمَقْدِسِ،‏ ٱبْتَدَأَ آسَافُ يَرَى ٱلْأُمُورَ مِنْ مِنْظَارِ ٱللّٰهِ.‏ وَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تَكُونَ قَدْ مَرَرْتَ بِحَالَةٍ مُمَاثِلَةٍ فِي مَرْحَلَةٍ مَا مِنْ حَيَاتِكَ.‏ فَلَرُبَّمَا غَابَتْ عَنْ بَالِكَ ٱلِٱمْتِيَازَاتُ ٱلرُّوحِيَّةُ إِلَى حَدٍّ مَا،‏ وَصِرْتَ تُرَكِّزُ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلَّتِي تَفْتَقِرُ إِلَيْهَا.‏ غَيْرَ أَنَّكَ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِتَّ تَرَى ٱلْأُمُورَ كَمَا يَرَاهَا يَهْوَهُ.‏ فَبَعْدَمَا دَخَلَ آسَافُ إِلَى ٱلْمَقْدِسِ،‏ صَارَ يَعِي ٱلْمَصِيرَ ٱلَّذِي سَيَؤُولُ إِلَيْهِ ٱلْأَشْرَارُ.‏ وَرَاحَ يَتَأَمَّلُ فِي حَيَاتِهِ فَأَدْرَكَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُمْسِكُ بِيَدِهِ ٱلْيُمْنَى وَيَهْدِيهِ.‏ لِذَا،‏ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ لِيَهْوَهَ:‏ «بِغَيْرِكَ لَا مَسَرَّةَ لِي عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏مز ٧٣:‏٢٣،‏ ٢٥‏)‏ ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهِ بِصِفَتِهِ نَصِيبَهُ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ٧٣:‏٢٦‏.‏‏)‏ فَمَعَ أَنَّ ‹جَسَدَهُ وَقَلْبَهُ قَدْ يَفْنَيَانِ›،‏ سَيَبْقَى ٱللّٰهُ ‹نَصِيبَهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ›.‏ فَٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ وَثِقَ أَنَّ ٱلْعَلِيَّ سَيَتَذَكَّرُهُ كَصَدِيقٍ وَأَنَّهُ لَنْ يَنْسَى خِدْمَتَهُ ٱلْأَمِينَةَ أَبَدًا.‏ (‏جا ٧:‏١‏)‏ وَكَمْ كَانَ ذلِكَ مُطَمْئِنًا لِآسَافَ!‏ فَقَدْ رَنَّمَ قَائِلًا:‏ «أَمَّا أَنَا فَٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ حَسَنٌ لِي.‏ فِي ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ يَهْوَهَ جَعَلْتُ مَلْجَإِي».‏ —‏ مز ٧٣:‏٢٨‏.‏

      ١٠ عِنْدَمَا قَالَ آسَافُ إِنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهُ،‏ لَمْ يَقْصِدْ فَقَطِ ٱلْإِعَالَةَ ٱلْمَادِّيَّةَ ٱلَّتِي تَلَقَّاهَا كَلَاوِيٍّ.‏ بَلْ أَشَارَ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ إِلَى ٱمْتِيَازِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَصَدَاقَتِهِ مَعَهُ.‏ (‏يع ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ وَقَدِ ٱقْتَضَى صَوْنُ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ أَنْ يُحَافِظَ هذَا ٱلْمُرَنِّمُ عَلَى إِيمَانِهِ وَثِقَتِهِ بِهِ.‏ فَوَجَبَ أَنْ يَمْتَلِكَ ٱلثِّقَةَ بِأَنَّهُ سَيُكَافِئُهُ بِمُسْتَقْبَلٍ سَعِيدٍ إِذَا عَاشَ وَفْقًا لِلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ وَأَنْتَ أَيْضًا فِي وُسْعِكَ أَنْ تُعْرِبَ عَنِ ٱلثِّقَةِ عَيْنِهَا بِٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.‏

      ١١ أَيُّ سُؤَالٍ جَالَ فِي خَاطِرِ إِرْمِيَا،‏ وَكَيْفَ أَجَابَهُ يَهْوَهُ؟‏

      ١١ كَانَ ٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا لَاوِيًّا آخَرَ أَعْلَنَ أَنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهُ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مَا عَنَاهُ بِهذِهِ ٱلْعِبَارَةِ.‏ عَاشَ إِرْمِيَا فِي عَنَاثُوثَ،‏ مَدِينَةٍ لِلَّاوِيِّينَ تَقَعُ بِٱلْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ.‏ (‏ار ١:‏١‏)‏ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ تَعَجَّبَ مُتَسَائِلًا لِمَ ٱلْأَشْرَارُ فِي ٱزْدِهَارٍ فِيمَا ٱلْأَبْرَارُ فِي شَقَاءٍ.‏ (‏ار ١٢:‏١‏)‏ فَمَا شَاهَدَهُ يَحْدُثُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا حَمَلَهُ عَلَى ٱلتَّشَكِّي إِلَى يَهْوَهَ إِذْ عَرَفَ أَنَّهُ إِلهٌ بَارٌّ.‏ لكِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلَّتِي أَوْحَى بِهَا يَهْوَهُ إِلَيْهِ وَإِتْمَامَهَا أَعْطَيَا جَوَابًا قَاطِعًا عَنْ سُؤَالِهِ.‏ وَٱنْسِجَامًا مَعَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلنَّبَوِيَّةِ،‏ صَارَتْ نَفْسُ ٱلَّذِينَ أَطَاعُوا تَوْجِيهَ يَهْوَهَ ‹غَنِيمَةً لَهُمْ› فِي حِينِ أَنَّ ٱلْأَشْرَارَ ٱلْمُزْدَهِرِينَ تَجَاهَلُوا ٱلتَّحْذِيرَ وَهَلَكُوا.‏ —‏ ار ٢١:‏٩‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ مَاذَا دَفَعَ إِرْمِيَا أَنْ يُعْلِنَ:‏ «يَهْوَهُ نَصِيبِي»،‏ وَأَيُّ مَوْقِفٍ تَحَلَّى بِهِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ لَزِمَ أَنْ يُنَمِّيَ كُلُّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مَوْقِفَ ٱلِٱنْتِظَارِ؟‏

      ١٢ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ عِنْدَمَا رَأَى إِرْمِيَا كَيْفَ صَارَ مَوْطِنُهُ خَرَابًا،‏ شَعَرَ كَمَا لَوْ أَنَّ يَهْوَهَ ‹أَجْلَسَهُ فِي ٱلظُّلُمَاتِ كَأَمْوَاتِ ٱلْقِدَمِ›.‏ (‏مرا ١:‏١،‏ ١٦؛‏ ٣:‏٦‏)‏ فَكَانَ قَدْ حَثَّ ٱلْأُمَّةَ ٱلْمُتَمَرِّدَةَ عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى أَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ لكِنَّ شَرَّهُمْ بَلَغَ ذُرْوَتَهُ بِحَيْثُ سَمَحَ ٱللّٰهُ بِدَمَارِ أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا.‏ فَتَوَجَّعَ ٱلنَّبِيُّ لِهذِهِ ٱلْمُصِيبَةِ ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِهِمْ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُذْنِبًا.‏ غَيْرَ أَنَّهُ وَسَطَ مَشَقَّتِهِ تَذَكَّرَ مَرَاحِمَ ٱللّٰهِ فَقَالَ:‏ ‹إِنَّنَا لَمْ نَفْنَ لِأَنَّ مَرَاحِمَهُ جَدِيدَةٌ كُلَّ صَبَاحٍ›.‏ ثُمَّ أَعْلَنَ:‏ «يَهْوَهُ نَصِيبِي».‏ فَقَدْ كَانَ لَا يَزَالُ يَحْظَى بِٱمْتِيَازِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ كَنَبِيٍّ.‏ —‏ اِقْرإِ المراثي ٣:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      ١٣ طَوَالَ ٧٠ سَنَةً،‏ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ سَيَبْقَوْنَ بِلَا مَوْطِنٍ لِأَنَّهُ سَيَصِيرُ خَرِبًا وَمُقْفِرًا.‏ (‏ار ٢٥:‏١١‏)‏ بَيْدَ أَنَّ عِبَارَةَ إِرْمِيَا «يَهْوَهُ نَصِيبِي» كَشَفَتْ عَنْ ثِقَتِهِ بِرَحْمَةِ ٱللّٰهِ،‏ مَا دَفَعَهُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَوْقِفِ ‹ٱلِٱنْتِظَارِ›.‏ وَبِمَا أَنَّ كُلَّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ خَسِرُوا مِيرَاثَهُمْ،‏ لَزِمَهُمْ أَنْ يُنَمُّوا ٱلْمَوْقِفَ عَيْنَهُ.‏ فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَمَلٌ سِوَى يَهْوَهَ.‏ وَبَعْدَ ٱنْقِضَاءِ ٧٠ سَنَةً،‏ أُعِيدَ هؤُلَاءِ إِلَى مَوْطِنِهِمْ حَيْثُ تَمَتَّعُوا بِٱمْتِيَازِ خِدْمَتِهِ.‏ —‏ ٢ اخ ٣٦:‏٢٠-‏٢٣‏.‏

      آخَرُونَ جَعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ

      ١٤،‏ ١٥ مَنْ غَيْرُ ٱللَّاوِيِّينَ جَعَلَ يَهْوَهَ نَصِيبَهُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٤ صَحِيحٌ أَنَّ آسَافَ وَإِرْمِيَا كَانَا مِنْ سِبْطِ لَاوِي،‏ وَلكِنْ هَلْ كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ فَقَطْ مَنْ يُمْكِنُهُمْ نَيْلُ ٱمْتِيَازِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟‏ طَبْعًا لَا.‏ فَدَاوُدُ ٱلشَّابُّ،‏ ٱلَّذِي كَانَ سَيَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ،‏ دَعَا يَهْوَهَ ‹نَصِيبَهُ فِي أَرْضِ ٱلْأَحْيَاءِ›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ١٤٢:‏ العنوان،‏ ١،‏ ٥‏.‏‏)‏ وَعِنْدَمَا نَظَمَ ٱلْمَزْمُورَ ١٤٢‏،‏ لَمْ يَكُنْ فِي قَصْرٍ أَوْ حَتَّى مَنْزِلٍ،‏ بَلْ فِي مَغَارَةٍ مُخْتَبِئًا مِنْ أَعْدَائِهِ.‏ فَقَدِ ٱحْتَمَى دَاوُدُ بِمَغَارَتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ،‏ إِحْدَاهُمَا بِٱلْقُرْبِ مِنْ عَدُلَّامَ وَٱلْأُخْرَى فِي بَرِّيَّةِ عَيْنَ جَدْيَ.‏ وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَلَّفَ هذَا ٱلْمَزْمُورَ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا.‏

      ١٥ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ كَانَ دَاوُدُ مُخْتَبِئًا فِي مَغَارَةٍ يَصْعُبُ ٱلْوُصُولُ إِلَيْهَا هَرَبًا مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ ٱلَّذِي حَاوَلَ قَتْلَهُ.‏ (‏١ صم ٢٢:‏١،‏ ٤‏)‏ فَفِي هذَا ٱلْمَكَانِ ٱلنَّائِي،‏ لَرُبَّمَا شَعَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ بِلَا صَدِيقٍ يُقَدِّمُ لَهُ ٱلدَّعْمَ وَٱلْحِمَايَةَ.‏ (‏مز ١٤٢:‏٤‏)‏ عِنْدَئِذٍ،‏ صَرَخَ إِلَى ٱللّٰهِ مُسْتَغِيثًا.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَسْبَابٍ جَعَلَتْ دَاوُدَ يَشْعُرُ بِٱلْعَجْزِ؟‏ (‏ب)‏ إِلَى مَنْ لَجَأَ دَاوُدُ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ؟‏

      ١٦ حِينَ أَلَّفَ دَاوُدُ ٱلْمَزْمُورَ ١٤٢‏،‏ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ بِمَا أَصَابَ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ أَخِيمَالِكَ ٱلَّذِي قَدَّمَ لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ دُونَ عِلْمِهِ أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ وَجْهِ شَاوُلَ.‏ فَهذَا ٱلْمَلِكُ ٱلْحَسُودُ قَتَلَ أَخِيمَالِكَ وَعَائِلَتَهُ.‏ (‏١ صم ٢٢:‏١١،‏ ١٨،‏ ١٩‏)‏ وَقَدْ شَعَرَ دَاوُدُ بِٱلذَّنْبِ كَمَا لَوْ أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي قَتَلَ ٱلْكَاهِنَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ.‏ أَوَلَنْ تَشْعُرَ مِثْلَهُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ؟‏ وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّ شَاوُلَ ٱسْتَمَرَّ يَتَعَقَّبُ دَاوُدَ،‏ مَا جَعَلَهُ فِي قَلَقٍ دَائِمٍ.‏

      ١٧ بُعَيْدَ ذلِكَ،‏ مَاتَ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ ٱلَّذِي مَسَحَ دَاوُدَ مَلِكًا.‏ (‏١ صم ٢٥:‏١‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ زَادَ مِنْ شُعُورِهِ بِٱلْعَجْزِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ عَرَفَ أَنَّ بِإِمْكَانِهِ ٱللُّجُوءَ إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَحْظَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْخِدْمَةِ عَيْنِهِ ٱلَّذِي تَمَتَّعَ بِهِ ٱللَّاوِيُّونَ،‏ فَقَدْ مُسِحَ لِلْقِيَامِ بِنَوْعٍ آخَرَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ:‏ اَلْمُلْكِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ (‏١ صم ١٦:‏١،‏ ١٣‏)‏ وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ،‏ سَكَبَ قَلْبَهُ أَمَامَ يَهْوَهَ وَبَقِيَ يَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْإِرْشَادِ.‏ وَأَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ،‏ بَلْ عَلَيْكَ،‏ أَنْ تَجْعَلَهُ نَصِيبَكَ وَمَلْجَأَكَ فِيمَا تَبْذُلُ نَفْسَكَ فِي خِدْمَتِهِ.‏

      ١٨ كَيْفَ جَعَلَ ٱلَّذِينَ تَحَدَّثْنَا عَنْهُمْ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ؟‏

      ١٨ لَقَدْ نَاقَشَتْ هذِهِ ٱلْمَقَالَةُ أَمْثِلَةَ أَشْخَاصٍ جَعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ بِمَعْنَى أَنَّهُمْ قَدَّرُوا ٱلتَّعْيِينَ ٱلَّذِي نَالُوهُ فِي خِدْمَتِهِ.‏ كَمَا أَنَّهُمُ ٱتَّكَلُوا عَلَيْهِ لِإِعَالَتِهِمْ فِيمَا يَخْدُمُونَهُ.‏ فَٱللَّاوِيُّونَ وَكَذلِكَ ٱلَّذِينَ مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ ٱلْأُخْرَى،‏ كَدَاوُدَ،‏ جَعَلُوا ٱللّٰهَ نَصِيبَهُمْ.‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ كَيْفَ تَجْعَلُ يَهْوَهَ نَصِيبَكَ؟‏ هذَا مَا سَتَتَنَاوَلُهُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a مِنْ أَجْلِ تَفَاصِيلَ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ سَدِّ حَاجَاتِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ ٱنْظُرْ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ ٱلْمُجَلَّدَ ٢،‏ ٱلصَّفْحَةَ ٦٨٤ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏؛‏ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدَ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (‏دِيسَمْبِر)‏ ١٩٩١،‏ ٱلصَّفْحَةَ ٢٩،‏ ٱلْفِقْرَاتِ ١-‏٥‏.‏

  • هل تجعل يهوه نصيبك؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • هَلْ تَجْعَلُ يَهْوَهَ نَصِيبَكَ؟‏

      ‏«دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ،‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ».‏ —‏ مت ٦:‏٣٣‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ إِلَى مَنْ تُشِيرُ عِبَارَةُ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ» ٱلْوَارِدَةُ فِي غَلَاطِيَةَ ٦:‏١٦‏؟‏ (‏ب)‏ مَنْ هُمْ ‹أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ› ٱلْمَذْكُورُونَ فِي مَتَّى ١٩:‏٢٨‏؟‏

      مَاذَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ عِنْدَمَا تَقْرَأُ ٱلِٱسْمَ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ هَلْ تُفَكِّرُ فِي يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ٱلَّذِي دُعِيَ إِسْرَائِيلَ؟‏ أَوْ هَلْ يَخْطُرُ فِي بَالِكَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُ ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ؟‏ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَسْتَخْدِمُ عَادَةً كَلِمَةَ إِسْرَائِيلَ بِمَعْنًى مَجَازِيٍّ لِلْإِشَارَةِ إِلَى «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»،‏ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِيَخْدُمُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏غل ٦:‏١٦؛‏ رؤ ٧:‏٤؛‏ ٢١:‏١٢‏)‏ وَلكِنْ هُنَالِكَ ٱسْتِعْمَالٌ آخَرُ لِهذِهِ ٱلْكَلِمَةِ يَرِدُ فِي مَتَّى ١٩:‏٢٨‏.‏

      ٢ قَالَ يَسُوعُ:‏ «عِنْدَمَا يَجْلِسُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ فِي ٱلتَّجْدِيدِ،‏ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ يَا مَنْ تَبِعْتُمُونِي،‏ عَلَى ٱثْنَيْ عَشَرَ عَرْشًا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ».‏ إِنَّ «أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ» ٱلْمُشَارَ إِلَيْهِمْ فِي هذِهِ ٱلْآيَةِ هُمُ ٱلَّذِينَ سَيَدِينُهُمْ تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَسَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَهؤُلَاءِ سَيَسْتَفِيدُونَ مِنَ ٱلْخِدْمَاتِ ٱلْكَهَنُوتِيَّةِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤.‏

      ٣،‏ ٤ أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ يَرْسُمُهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ؟‏

      ٣ عَلَى غِرَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ قَدِيمًا،‏ يَعْتَبِرُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْيَوْمَ أَنَّ خِدْمَتَهُمُ ٱمْتِيَازٌ عَظِيمٌ.‏ (‏عد ١٨:‏٢٠‏)‏ وَهُمْ لَا يَتَوَقَّعُونَ أَنْ يُعْطَوْا مَنْطِقَةً مِنَ ٱلْأَرْضِ مِلْكًا لَهُمْ.‏ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ،‏ تُظْهِرُ ٱلرُّؤْيَا ٤:‏١٠،‏ ١١ أَنَّهُمْ سَيَخْدُمُونَ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّمَاءِ كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ مَعَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ حز ٤٤:‏٢٨‏.‏

      ٤ وَفِيمَا هُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ يُظْهِرُونَ مِنْ خِلَالِ طَرِيقَةِ عَيْشِهِمْ أَنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهُمْ.‏ فَٱمْتِيَازُ خِدْمَتِهِمْ يَحْتَلُّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِهِمْ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَيَتْبَعُونَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ،‏ جَاعِلِينَ بِٱلتَّالِي ‹دَعْوَتَهُمْ وَٱخْتِيَارَهُمْ أَكِيدَيْنِ›.‏ (‏٢ بط ١:‏١٠‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ ظُرُوفَهُمْ وَقُدُرَاتِهِمْ تَخْتَلِفُ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَتَّخِذُونَ مِنْ إِمْكَانِيَّاتِهِمِ ٱلْمَحْدُودَةِ حُجَّةً لِيُقَدِّمُوا لِيَهْوَهَ مِقْدَارًا قَلِيلًا مِنَ ٱلْخِدْمَةِ.‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ هُمْ يَضَعُونَ خِدْمَتَهُ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ بَاذِلِينَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ فِيهَا.‏ وَبِذلِكَ يَرْسُمُونَ مِثَالًا جَيِّدًا لِلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏

      ٥ كَيْفَ يَجْعَلُ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ،‏ وَلِمَ لَيْسَ ذلِكَ دَائِمًا بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ؟‏

      ٥ سَوَاءٌ أَكَانَ رَجَاؤُنَا سَمَاوِيًّا أَمْ أَرْضِيًّا،‏ عَلَيْنَا أَنْ ‹نُنْكِرَ نَفْسَنَا كُلِّيًّا وَنَحْمِلَ خَشَبَةَ آلَامِنَا وَنَتْبَعَ ٱلْمَسِيحَ عَلَى ٱلدَّوَامِ›.‏ (‏مت ١٦:‏٢٤‏)‏ وَٱلْمَلَايِينُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَعْبُدُونَ ٱللّٰهَ وَيَتْبَعُونَ ٱلْمَسِيحَ عَلَى هذَا ٱلنَّحْوِ،‏ غَيْرَ مُكْتَفِينَ بِتَقْدِيمِ ٱلْقَلِيلِ حِينَ يَكُونُ فِي مَقْدُورِهِمْ فِعْلُ ٱلْمَزِيدِ.‏ فَكَثِيرُونَ يَنْدَفِعُونَ إِلَى تَبْسِيطِ حَيَاتِهِمْ وَيَخْدُمُونَ فَاتِحِينَ.‏ وَآخَرُونَ يُرَتِّبُونَ لِلِٱنْخِرَاطِ فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ بِضْعَةَ أَشْهُرٍ فِي ٱلسَّنَةِ.‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ لَيْسَ بِٱسْتِطَاعَتِهِمْ ذلِكَ فَيَبْذُلُونَ أَقْصَى طَاقَتِهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَأَمْثَالُ هؤُلَاءِ هُمْ كَمَرْيَمَ ٱلَّتِي سَكَبَتْ زَيْتًا عَطِرًا عَلَى يَسُوعَ.‏ فَقَدْ قَالَ عَنْهَا:‏ «عَمِلَتْ لِي عَمَلًا حَسَنًا.‏ .‏ .‏ .‏ فَعَلَتْ مَا فِي وُسْعِهَا».‏ (‏مر ١٤:‏٦-‏٨‏)‏ إِلَّا أَنَّ فِعْلَ مَا فِي وُسْعِنَا لَيْسَ دَائِمًا بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ لِأَنَّنَا نَعِيشُ فِي عَالَمٍ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ نَحْنُ نَجْتَهِدُ بِقُوَّةٍ وَنَضَعُ ثِقَتَنَا فِي يَهْوَهَ.‏ فَلْنَرَ كَيْفَ يُمْكِنُنَا فِعْلُ ذلِكَ فِي أَرْبَعَةِ مَجَالَاتٍ.‏

      طَلَبُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أَوَّلًا

      ٦ (‏أ)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلنَّاسُ عُمُومًا أَنَّ نَصِيبَهُمْ هُوَ فِي هذِهِ ٱلْحَيَاةِ فَقَطْ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ ٱمْتِلَاكُ نَظْرَةِ دَاوُدَ؟‏

      ٦ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ وَبِرَّهُ.‏ عَادَةً،‏ يَمِيلُ ٱلنَّاسُ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ إِلَى طَلَبِ مَصَالِحِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ أَوَّلًا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّهُمْ «أَهْلُ ٱلدُّنْيَا ٱلَّذِينَ .‏ .‏ .‏ نَصِيبُهُمْ هُوَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ».‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ١٧:‏١،‏ ١٣-‏١٥‏.‏‏)‏ فَبِدُونِ إِظْهَارِ أَيِّ ٱعْتِبَارٍ لِخَالِقِهِمْ،‏ يُكَرِّسُ ٱلْعَدِيدُونَ مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ لِيُؤَمِّنُوا عِيشَةً مُرِيحَةً،‏ يُنْشِئُوا عَائِلَةً،‏ وَيُخَلِّفُوا وَرَاءَهُمْ إِرْثًا.‏ فِعْلًا،‏ إِنَّ نَصِيبَهُمْ هُوَ فِي هذِهِ ٱلْحَيَاةِ.‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ ٱهْتَمَّ دَاوُدُ بِصُنْعِ «صِيتٍ» حَسَنٍ عِنْدَ يَهْوَهَ،‏ أَمْرٌ أَوْصَى سُلَيْمَانُ لَاحِقًا ٱلْآخَرِينَ بِفِعْلِهِ.‏ (‏جا ٧:‏١‏)‏ وَتَمَامًا كَآ‌سَافَ،‏ ٱعْتَبَرَ دَاوُدُ أَنَّ صَدَاقَةَ يَهْوَهَ أَهَمُّ بِكَثِيرٍ مِنْ وَضْعِ مَصَالِحِهِ ٱلْخَاصَّةِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَقَدِ ٱبْتَهَجَ بِٱلسَّيْرِ مَعَ ٱللّٰهِ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَضَعُ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةَ قَبْلَ عَمَلِهِمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ.‏

      ٧ كَيْفَ بُورِكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ لِأَنَّهُ طَلَبَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا؟‏

      ٧ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ جَانْ كْلُود،‏ شَيْخٌ مُتَزَوِّجٌ وَلَهُ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ.‏ فَهُوَ يَعِيشُ فِي جُمْهُورِيَّةِ إِفْرِيقْيَا ٱلْوُسْطَى،‏ حَيْثُ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ يَعْثِرَ ٱلْمَرْءُ عَلَى عَمَلٍ،‏ وَقَدْ يَفْعَلُ أَيَّ شَيْءٍ لِيُحَافِظَ عَلَيْهِ.‏ وَذَاتَ يَوْمٍ،‏ أَمَرَهُ مُدِيرُ ٱلْإِنْتَاجِ أَنْ يَعْمَلَ فِي ٱلْأُمْسِيَاتِ طِيلَةَ أَيَّامِ ٱلْأُسْبُوعِ بَدْءًا مِنَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ وَٱلنِّصْفِ مَسَاءً.‏ فَشَرَحَ لَهُ جَانْ كْلُود أَنَّهُ مَسْؤُولٌ لَيْسَ فَقَطْ عَنْ إِعَالَةِ عَائِلَتِهِ مَادِّيًّا بَلْ رُوحِيًّا أَيْضًا.‏ كَمَا أَوْضَحَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلِٱهْتِمَامَ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُدِيرِ إِلَّا أَنْ قَالَ لَهُ:‏ «إِذَا كُنْتَ بَيْنَ ٱلْمَحْظُوظِينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ عَمَلٌ،‏ يَنْبَغِي أَنْ تَنْسَى زَوْجَتَكَ،‏ أَوْلَادَكَ،‏ مَشَاكِلَكَ،‏ وَسَائِرَ ٱلْأُمُورِ ٱلْأُخْرَى.‏ فَيَجِبُ أَنْ تُكَرِّسَ حَيَاتَكَ لِعَمَلِكَ دُونَ سِوَاهُ.‏ فَٱخْتَرْ:‏ إِمَّا دِينَكَ أَوْ عَمَلَكَ».‏ مَاذَا كُنْتَ سَتَفْعَلُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ؟‏ لَقَدْ أَدْرَكَ جَانْ كْلُود أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَهْتَمُّ بِهِ فِي حَالِ خَسِرَ عَمَلَهُ.‏ فَسَيَبْقَى لَدَيْهِ ٱلْكَثِيرُ لِفِعْلِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ إِضَافَةً إِلَى أَنَّ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلِٱعْتِنَاءِ بِحَاجَاتِ عَائِلَتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ لِذلِكَ،‏ حَضَرَ ٱلِٱجْتِمَاعَ ٱلتَّالِيَ.‏ وَفِي ٱلصَّبَاحِ،‏ فِيمَا كَانَ يَهُمُّ بِٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْعَمَلِ دُونَ أَنْ يَعْرِفَ هَلْ صُرِفَ مِنْ وَظِيفَتِهِ،‏ تَلَقَّى ٱتِّصَالًا أُخْبِرَ فِيهِ أَنَّ ٱلْمُدِيرَ جَرَى طَرْدُهُ.‏ وَهكَذَا لَمْ يَخْسَرْ جَانْ كْلُود عَمَلَهُ!‏

      ٨،‏ ٩ كَيْفَ نَقْتَدِي بِٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ فِي جَعْلِ يَهْوَهَ نَصِيبَنَا؟‏

      ٨ لَرُبَّمَا تَسَاءَلَ بَعْضُ ٱلَّذِينَ هُدِّدُوا بِٱلطَّرْدِ مِنْ وَظَائِفِهِمْ:‏ ‹كَيْفَ لِي أَنْ أُتَمِّمَ مَسْؤُولِيَّةَ إِعَالَةِ عَائِلَتِي؟‏›.‏ (‏١ تي ٥:‏٨‏)‏ وَسَوَاءٌ مَرَرْتَ بِظَرْفٍ مُمَاثِلٍ أَمْ لَا،‏ فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَمَسْتَ شَخْصِيًّا أَنَّكَ لَنْ تَخِيبَ أَبَدًا إِذَا جَعَلْتَ ٱللّٰهَ نَصِيبَكَ وَقَدَّرْتَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ ٱمْتِيَازَ خِدْمَتِهِ.‏ فَبَعْدَمَا أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ حَاجَاتِهِمْ «كُلَّهَا» —‏ كَٱلْمَأْكَلِ وَٱلْمَشْرَبِ وَٱلْمَلْبَسِ —‏ ‹سَتُزَادُ لَهُمْ›.‏ —‏ مت ٦:‏٣٣‏.‏

      ٩ أَبْقِ فِي بَالِكَ مِثَالَ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يَنَالُوا مِيرَاثَ أَرْضٍ.‏ فَبِمَا أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلنَّقِيَّةَ كَانَتْ هَمَّهُمُ ٱلْأَوَّلَ،‏ لَزِمَهُمْ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى عِنَايَةِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي أَكَّدَ لَهُمْ:‏ «أَنَا نَصِيبُكَ».‏ (‏عد ١٨:‏٢٠‏)‏ وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَخْدُمُ فِي هَيْكَلٍ حَرْفِيٍّ كَٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ قَدِيمًا،‏ فِي وُسْعِنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِمْ وَاثِقِينَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيلُنَا.‏ وَأَهَمِّيَّةُ هذِهِ ٱلثِّقَةِ تَزْدَادُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ كُلَّمَا تَوَغَّلْنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِأَنَّ ظُرُوفَ ٱلْحَيَاةِ تَصِيرُ أَصْعَبَ عَلَيْنَا،‏ نَحْنُ ٱلَّذِينَ نَرْفُضُ «سِمَةَ» ٱلْوَحْشِ.‏ —‏ رؤ ١٣:‏١٧‏.‏

      طَلَبُ بِرِّ ٱللّٰهِ أَوَّلًا

      ١٠،‏ ١١ كَيْفَ وَضَعَ ٱلْبَعْضُ ثِقَتَهُمْ فِي يَهْوَهَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِخْدَامِ؟‏ أَعْطُوا مَثَلًا.‏

      ١٠ لَقَدْ حَثَّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَيْضًا أَنْ ‹يُدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ بِرِّ ٱللّٰهِ›.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ وَيَعْنِي ذلِكَ ٱتِّبَاعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ بَدَلَ مَعَايِيرِ ٱلْبَشَرِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ٥٥:‏٨،‏ ٩‏.‏‏)‏ فَلَعَلَّكَ تَذْكُرُ أَنَّ ٱلْبَعْضَ ٱنْهَمَكُوا سَابِقًا فِي زِرَاعَةِ ٱلتَّبْغِ أَوْ بَيْعِ مُنْتَجَاتِهِ،‏ تَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلْحَرْبِ،‏ أَوْ تَصْنِيعِ ٱلْأَسْلِحَةِ وَٱلِٱتِّجَارِ بِهَا.‏ إِلَّا أَنَّ مُعْظَمَهُمْ غَيَّرُوا عَمَلَهُمْ بَعْدَ أَنْ تَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ وَتَأَهَّلُوا لِلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ —‏ اش ٢:‏٤؛‏ ٢ كو ٧:‏١؛‏ غل ٥:‏١٤‏.‏

      ١١ وَمَا حَدَثَ مَعَ آنْدْرُو هُوَ مِثَالٌ عَلَى ذلِكَ.‏ فَعِنْدَمَا تَعَلَّمَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ عَنْ يَهْوَهَ،‏ عَقَدَا ٱلْعَزْمَ عَلَى خِدْمَتِهِ.‏ وَبِمَا أَنَّ آنْدْرُو كَانَ يَعْمَلُ فِي مُؤَسَّسَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ،‏ فَقَدْ تَطَلَّبَ مِنْهُ وَضْعُ بِرِّ ٱللّٰهِ أَوَّلًا أَنْ يُقَدِّمَ ٱسْتِقَالَتَهُ.‏ وَهذَا مَا فَعَلَهُ عِلْمًا أَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ عَمَلَهُ كَثِيرًا.‏ وَآنَذَاكَ،‏ كَانَ أَبًا لِوَلَدَيْنِ،‏ لَا دَخْلَ لَدَيْهِ،‏ وَٱلْمَالُ فِي حَوْزَتِهِ لَا يَكْفِي سِوَى بِضْعَةِ أَشْهُرٍ فَقَطْ.‏ فَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ رُبَّمَا بَدَا ٱلْأَمْرُ كَمَا لَوْ أَنَّ لَا ‹مِيرَاثَ› لَهُ.‏ لكِنَّهُ وَثِقَ بِٱللّٰهِ وَرَاحَ يَبْحَثُ عَنْ وَظِيفَةٍ أُخْرَى.‏ وَإِذْ يَعُودُ هُوَ وَعَائِلَتُهُ بِٱلذَّاكِرَةِ إِلَى تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ يُؤَكِّدُونَ أَنَّ يَدَ يَهْوَهَ لَا تَقْصُرُ.‏ (‏اش ٥٩:‏١‏)‏ حَتَّى إِنَّ آنْدْرُو وَزَوْجَتَهُ ٱسْتَطَاعَا أَنْ يَنْخَرِطَا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ لِأَنَّهُمَا حَافَظَا عَلَى حَيَاةٍ بَسِيطَةٍ.‏ يَقُولُ:‏ «لَقَدْ مَرَرْنَا بِفَتَرَاتٍ قَلِقْنَا فِيهَا بِشَأْنِ أَحْوَالِنَا ٱلْمَالِيَّةِ،‏ مَسْكَنِنَا،‏ صِحَّتِنَا،‏ وَتَقَدُّمِنَا فِي ٱلسِّنِّ.‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ دَائِمًا إِلَى جَانِبِنَا.‏ .‏ .‏ .‏ وَدُونَ أَدْنَى شَكٍّ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ إِنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ هِيَ حَقًّا أَشْرَفُ مَسْعًى وَأَجْدَاهُ نَفْعًا».‏a —‏ جا ١٢:‏١٣‏.‏

      ١٢ أَيَّةُ صِفَةٍ تَلْزَمُكُمْ كَيْ تَضَعُوا مَقَايِيسَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا؟‏ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً مَحَلِّيَّةً.‏

      ١٢ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ قَدْرُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ،‏ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ:‏ ‹اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ›،‏ فَيَنْتَقِلُ،‏ وَلَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ».‏ (‏مت ١٧:‏٢٠‏)‏ فَهَلْ يُمْكِنُكَ وَضْعُ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ أَوَّلًا حَتَّى لَوْ أَنَّ ذلِكَ سَيُسَبِّبُ لَكَ ٱلْمَتَاعِبَ؟‏ إِذَا لَمْ تَكُنْ مُتَأَكِّدًا مِنَ ٱلْجَوَابِ،‏ فَلِمَ لَا تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْأَمْرِ مَعَ بَعْضِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ فَلَا بُدَّ أَنَّكَ سَتَجِدُ ٱلِٱنْتِعَاشَ ٱلرُّوحِيَّ حِينَ تَسْتَمِعُ إِلَى ٱخْتِبَارَاتِهِمْ.‏

      تَقْدِيرُ تَدَابِيرِ يَهْوَهَ ٱلرُّوحِيَّةِ

      ١٣ أَيَّةُ ثِقَةٍ يَجِبُ أَنْ نَمْتَلِكَهَا إِذَا كُنَّا نُقَدِّرُ ٱمْتِيَازَ خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟‏

      ١٣ إِذَا كُنْتَ تُقَدِّرُ ٱمْتِيَازَ خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ فَثِقْ أَنَّهُ سَيَسُدُّ حَاجَاتِكَ ٱلْمَادِّيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ تَمَامًا كَمَا أَعَالَ ٱللَّاوِيِّينَ.‏ فَكِّرْ أَيْضًا فِي دَاوُدَ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ كَانَ مُخْتَبِئًا فِي مَغَارَةٍ،‏ تَوَكَّلَ عَلَى ٱللّٰهِ كَيْ يَعْتَنِيَ بِهِ.‏ نَحْنُ كَذلِكَ فِي وُسْعِنَا أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ حَتَّى عِنْدَمَا لَا نَجِدُ مَنْفَذًا أَمَامَنَا.‏ وَهَلْ تَذْكُرُ مَا حَدَثَ مَعَ آسَافَ؟‏ لَقَدْ نَالَ بَصِيرَةً حَوْلَ مَا كَانَ يُضَايِقُهُ بَعْدَمَا دَخَلَ «مَقْدِسَ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَ».‏ (‏مز ٧٣:‏١٧‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَلْزَمُنَا أَنْ نَلْتَفِتَ إِلَى ٱللّٰهِ،‏ مَصْدَرِ غِذَائِنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏ وَهكَذَا،‏ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِٱمْتِيَازِ خِدْمَتِنَا مَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ،‏ جَاعِلِينَ يَهْوَهَ نَصِيبَنَا.‏

      ١٤،‏ ١٥ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَجَاوَبَ عِنْدَمَا يَزْدَادُ ٱلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ إِشْرَاقًا حَوْلَ بَعْضِ ٱلْآيَاتِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٤ وَكَيْفَ تَتَجَاوَبُ عِنْدَمَا يُلْقَى ٱلضَّوْءُ عَلَى «أَعْمَاقِ ٱللّٰهِ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ (‏١ كو ٢:‏١٠-‏١٣‏)‏ يَرْسُمُ لَنَا ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ مِثَالًا رَائِعًا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَحِينَ قَالَ يَسُوعُ لِمُسْتَمِعِيهِ:‏ «إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ،‏ فَلَا حَيَاةَ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ»،‏ مَا كَانَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ فَهِمُوا كَلِمَاتِهِ حَرْفِيًّا إِلَّا أَنْ قَالُوا:‏ «هٰذَا ٱلْكَلَامُ فَظِيعٌ.‏ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟‏».‏ وَسُرْعَانَ مَا «رَجَعَ كَثِيرُونَ .‏ .‏ .‏ إِلَى ٱلْوَرَاءِ».‏ غَيْرَ أَنَّ بُطْرُسَ قَالَ:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟‏ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ —‏ يو ٦:‏٥٣،‏ ٦٠،‏ ٦٦،‏ ٦٨‏.‏

      ١٥ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ لَمْ يَفْهَمْ تَمَامًا مَا كَانَ يَسُوعُ يَقُولُهُ عَنْ أَكْلِ جَسَدِهِ وَشُرْبِ دَمِهِ،‏ لكِنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللّٰهِ لِلْإِنَارَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَحِينَ يَزْدَادُ ٱلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ إِشْرَاقًا حَوْلَ بَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ،‏ هَلْ تُحَاوِلُ أَنْ تَفْهَمَ ٱلْأَسْبَابَ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْكَامِنَةَ وَرَاءَ ٱلتَّعْدِيلِ؟‏ (‏ام ٤:‏١٨‏)‏ هذَا مَا فَعَلَهُ أَهْلُ بِيرِيَةَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ إِذْ قَبِلُوا ٱلْكَلِمَةَ «بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ،‏ فَاحِصِينَ بِٱعْتِنَاءٍ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ يَوْمِيًّا».‏ (‏اع ١٧:‏١١‏)‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِهِمْ سَيُعَمِّقُ تَقْدِيرَكَ لِٱمْتِيَازِكَ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ،‏ أَيْ أَنْ يَكُونَ نَصِيبَكَ.‏

      اَلتَّزَوُّجُ فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ

      ١٦ كَيْفَ يَجْعَلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعُزَّابُ ٱللّٰهَ نَصِيبَهُمُ ٱنْسِجَامًا مَعَ ١ كُورِنْثُوسَ ٧:‏٣٩‏؟‏

      ١٦ ثَمَّةَ مَجَالٌ آخَرُ حَيْثُ يَنْبَغِي لِلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُبْقُوا مَقَاصِدَ ٱللّٰهِ فِي بَالِهِمْ،‏ أَلَا وَهُوَ تَطْبِيقُ إِرْشَادِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلتَّزَوُّجِ «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ».‏ (‏١ كو ٧:‏٣٩‏)‏ فَقَدِ ٱخْتَارَ عَدِيدُونَ أَنْ يَبْقَوْا عُزَّابًا بَدَلَ أَنْ يَتَغَاضَوْا عَنْ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ وَٱللّٰهُ يَعْتَنِي بِمَحَبَّةٍ بِمِثْلِ هؤُلَاءِ.‏ فَحِينَ شَعَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ وَحْدَهُ وَبِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ،‏ قَالَ:‏ «أَمَامَ [ٱللّٰهِ] سَكَبْتُ هَمِّي،‏ أَمَامَهُ أَخْبَرْتُ بِشِدَّتِي،‏ عِنْدَمَا غُشِيَ عَلَى رُوحِي فِي دَاخِلِي».‏ (‏مز ١٤٢:‏١-‏٣‏)‏ وَقَدِ ٱنْتَابَتْ مَشَاعِرُ مُمَاثِلَةٌ ٱلنَّبِيَّ إِرْمِيَا ٱلَّذِي خَدَمَ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ لِعَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ دُونَ أَنْ يَتَزَوَّجَ.‏ وَفِي وُسْعِكَ أَنْ تَتَأَمَّلَ فِي مِثَالِهِ فِي ٱلْفَصْلِ ٨ مِنْ كِتَابِ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ إِلَيْنَا بِفَمِ إِرْمِيَا (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏.‏

      ١٧ كَيْفَ تَسْتَطِيعُ أُخْتٌ عَزْبَاءُ أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلشُّعُورِ بِٱلْوَحْدَةِ ٱلَّذِي يَنْتَابُهَا مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ؟‏

      ١٧ تَذْكُرُ أُخْتٌ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ:‏ «لَمْ أُصَمِّمْ يَوْمًا عَلَى ٱلْبَقَاءِ عَزْبَاءَ.‏ وَأَنَا لَا أُمَانِعُ ٱلزَّوَاجَ حِينَ أَلْتَقِي بِٱلشَّخْصِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ وَقَدْ حَاوَلَتْ وَالِدَتِي غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنَةِ مِرَارًا أَنْ تُقْنِعَنِي بِقُبُولِ أَيِّ شَخْصٍ يَطْلُبُنِي لِلزَّوَاجِ.‏ لكِنَّنِي كُنْتُ أَسْأَلُهَا هَلْ هِيَ مُسْتَعِدَّةٌ لِتَحَمُّلِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ إِذَا فَشِلَ زَوَاجِي.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ لَاحَظَتْ أَنَّنِي أَعِيشُ حَيَاةً سَعِيدَةً،‏ وَلَدَيَّ وَظِيفَةٌ ثَابِتَةٌ،‏ وَأَعْتَنِي بِنَفْسِي جَيِّدًا.‏ فَتَوَقَّفَتْ عَنِ ٱلضَّغْطِ عَلَيَّ».‏ غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأُخْتَ تَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنَ ٱلْوَحْدَةِ مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ.‏ تَقُولُ:‏ «فِي أَوْقَاتٍ كَهذِهِ،‏ أُحَاوِلُ أَنْ أَجْعَلَ يَهْوَهَ مُعْتَمَدِي.‏ وَهُوَ لَا يَخْذُلُنِي أَبَدًا».‏ فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُهَا أَنْ تَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ؟‏ تُوضِحُ:‏ «تُسَاعِدُنِي ٱلصَّلَاةُ عَلَى ٱلشُّعُورِ أَنَّ ٱللّٰهَ حَقِيقِيٌّ وَأَنَّنِي لَسْتُ وَحْدِي.‏ وَإِذَا كَانَ ٱلْعَلِيُّ يُصْغِي إِلَيَّ،‏ فَكَيْفَ لَا أَكُونُ سَعِيدَةً وَأَشْعُرُ أَنَّنِي ذَاتُ قِيمَةٍ؟‏!‏».‏ وَإِذْ تَثِقُ أَنَّ «ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ»،‏ تَقُولُ:‏ «أَنَا أُحَاوِلُ أَنْ أَبْذُلَ نَفْسِي لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ دُونَ تَوَقُّعِ أَيِّ شَيْءٍ بِٱلْمُقَابِلِ.‏ وَعِنْدَمَا أُفَكِّرُ كَيْفَ أُقَدِّمُ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِشَخْصٍ مَا،‏ يَغْمُرُنِي فَرَحٌ دَاخِلِيٌّ».‏ (‏اع ٢٠:‏٣٥‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهَا وَهِيَ تَتَمَتَّعُ بِٱمْتِيَازِ خِدْمَتِهِ.‏

      ١٨ كَيْفَ يَجْعَلُكُمْ يَهْوَهُ نَصِيبَهُ؟‏

      ١٨ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُكَ،‏ فَفِي وُسْعِكَ أَنْ تَجْعَلَ يَهْوَهَ نَصِيبَكَ،‏ فَتُعَدُّ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهِ ٱلسَّعِيدِ.‏ (‏٢ كو ٦:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ عِنْدَئِذٍ،‏ تَصِيرُ نَصِيبَ يَهْوَهَ كَمَا كَانَتْ حَالَةُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ تثنية ٣٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏‏)‏ فَتَمَامًا كَمَا صَارَ إِسْرَائِيلُ نَصِيبَ ٱللّٰهِ مِنْ بَيْنِ ٱلْأُمَمِ،‏ يُمْكِنُهُ أَنْ يَسِمَكَ أَنْتَ أَيْضًا عَلَى أَنَّكَ لَهُ وَأَنْ يَعْتَنِيَ بِكَ بِمَحَبَّةٍ.‏ —‏ مز ١٧:‏٨‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اُنْظُرْ مَجَلَّةَ إِسْتَيْقِظْ!‏،‏ عَدَدَ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (‏نُوفَمْبَر)‏ ٢٠٠٩،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ١٢-‏١٤ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة