-
ابنِ زواجا سعيدا على أسس قويةبرج المراقبة ٢٠١٥ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
اِبْنِ زَوَاجًا سَعِيدًا عَلَى أُسُسٍ قَوِيَّةٍ
«إِنْ لَمْ يَبْنِ يَهْوَهُ ٱلْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَكُدُّ ٱلْبَنَّاؤُونَ». — مز ١٢٧:١أ.
١-٣ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْمُتَزَوِّجُونَ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
يُخْبِرُ رَجُلٌ يَنْعَمُ بِزَوَاجٍ سَعِيدٍ مُنْذُ ٣٨ سَنَةً: «حِينَ تَكُونُ لَدَيْكَ ٱلرَّغْبَةُ فِي إِنْجَاحِ زَوَاجِكَ وَتَسْعَى لِذٰلِكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، تَحْظَى بِبَرَكَةِ يَهْوَهَ». فِعْلًا، فِي مُتَنَاوَلِ ٱلْأَزْوَاجِ وَٱلزَّوْجَاتِ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِأَوْقَاتٍ حُلْوَةٍ مَعًا وَيَدْعَمُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْمُرَّةِ. — ام ١٨:٢٢.
٢ وَلٰكِنْ لَيْسَ مُسْتَغْرَبًا أَنْ يَخْتَبِرَ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ ‹ضِيقًا فِي جَسَدِهِمْ›. (١ كو ٧:٢٨) فَمُجَرَّدُ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ مَشَاكِلِ ٱلْحَيَاةِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ يُوَتِّرُ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلزَّوْجِيَّةَ. وَنَتِيجَةَ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ، يَتَسَبَّبُ ٱللِّسَانُ أَحْيَانًا بِجَرْحِ ٱلْمَشَاعِرِ أَوْ بِحُدُوثِ سُوءِ تَفَاهُمٍ أَوْ تَوَاصُلٍ، مَا يُعَرْقِلُ نَجَاحَ أَحْسَنِ ٱلزِّيجَاتِ. (يع ٣:٢، ٥، ٨) هٰذَا وَيُوَاجِهُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ صُعُوبَةً فِي ٱلتَّوْفِيقِ بَيْنَ ضَغْطِ ٱلْعَمَلِ ٱلْمُتَزَايِدِ وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْأَوْلَادِ. وَبِسَبَبِ شُعُورِهِمْ بِٱلتَّوَتُّرِ وَٱلْإِجْهَادِ، لَا يَتَسَنَّى لِلْبَعْضِ تَمْضِيَةُ وَقْتٍ كَافٍ مَعًا لِيُقَوُّوا رِبَاطَ زَوَاجِهِمْ. فَتَرُوحُ ٱلضِّيقَاتُ ٱلْمَادِّيَّةُ وَٱلْمَشَاكِلُ ٱلصِّحِّيَّةُ وَٱلْمَصَاعِبُ ٱلْأُخْرَى تُخْمِدُ شَيْئًا فَشَيْئًا شُعْلَةَ ٱلْحُبِّ وَٱلِٱحْتِرَامَ بَيْنَهُمْ. حَتَّى ٱلزَّوَاجُ ٱلَّذِي يَبْدُو قَوِيَّ ٱلْأَسَاسِ قَدْ تُزَعْزِعُهُ «أَعْمَالُ ٱلْجَسَدِ» مِثْلُ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلْفُجُورِ، ٱلْعَدَاوَاتِ، ٱلنِّزَاعِ، ٱلْغَيْرَةِ، نَوْبَاتِ ٱلْغَضَبِ، وَٱلْمُخَاصَمَاتِ. — غل ٥:١٩-٢١.
٣ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ «ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ» تَسِمُهَا ٱلْمَوَاقِفُ ٱلشِّرِّيرَةُ وَٱلْأَنَانِيَّةُ ٱلَّتِي تُسَمِّمُ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلزَّوْجِيَّةَ. (٢ تي ٣:١-٤) وَأَخِيرًا وَلَيْسَ آخِرًا، عَلَى ٱلزِّيجَاتِ أَنْ تَصْمُدَ أَمَامَ هَجَمَاتِ عَدُوٍّ خَبِيثٍ مُصَمِّمٍ عَلَى تَحْطِيمِهَا. فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يُحَذِّرُنَا: «إِنَّ خَصْمَكُمْ إِبْلِيسَ يَجُولُ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا». — ١ بط ٥:٨؛ رؤ ١٢:١٢.
٤ مَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى بِنَاءِ زَوَاجٍ قَوِيٍّ وَسَعِيدٍ؟
٤ يَعْتَرِفُ زَوْجٌ فِي ٱلْيَابَان: «مَرَرْتُ بِضَغْطٍ مَادِّيٍّ كَبِيرٍ. وَلِأَنِّي لَمْ أَتَوَاصَلْ بِصَرَاحَةٍ مَعَ زَوْجَتِي، وَقَعَتْ هِيَ ٱلْأُخْرَى تَحْتَ ضَغْطٍ شَدِيدٍ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّهَا عَانَتْ مُؤَخَّرًا مَشَاكِلَ صِحِّيَّةً خَطِيرَةً. كُلُّ هٰذَا ٱلتَّوَتُّرِ سَبَّبَ أَحْيَانًا مُشَاحَنَاتٍ بَيْنَنَا». صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلزَّوْجِيَّةِ عَوِيصَةٌ، لٰكِنَّهَا لَيْسَتْ مُسْتَعْصِيَةً. فَبِعَوْنِ يَهْوَهَ، فِي وِسْعِ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ أَنْ يَنْعَمُوا بِعَلَاقَةٍ سَعِيدَةٍ وَقَوِيَّةٍ. (اقرإ المزمور ١٢٧:١.) فَلْنَتَفَحَّصْ خَمْسَةَ مُقَوِّمَاتٍ أَسَاسِيَّةٍ لِبِنَاءِ زَوَاجٍ مَتِينٍ يَدُومُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. ثُمَّ لِنَرَ كَيْفَ تَجْمَعُ ٱلْمَحَبَّةُ بَيْنَ هٰذِهِ ٱلْمُقَوِّمَاتِ وَتَعْمَلُ عَلَى تَمَاسُكِ بِنْيَةِ ٱلزَّوَاجِ.
لِيَكُنْ يَهْوَهُ ٱلطَّرَفَ ٱلثَّالِثَ فِي زَوَاجِكَ
٥، ٦ كَيْفَ لِلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ أَنْ يَجْعَلَا يَهْوَهَ ٱلطَّرَفَ ٱلثَّالِثَ فِي عَلَاقَتِهِمَا؟
٥ إِنَّ حَجَرَ ٱلزَّاوِيَةِ ٱلرَّئِيسِيَّ لِلزَّوَاجِ ٱلْمُسْتَقِرِّ هُوَ ٱلْوَلَاءُ وَٱلْإِذْعَانُ لِمُؤَسِّسِهِ يَهْوَهَ. (اقرإ الجامعة ٤:١٢.) وَيُمْكِنُ لِلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ أَنْ يَجْعَلَا يَهْوَهَ ٱلطَّرَفَ ٱلثَّالِثَ فِي زَوَاجِهِمَا بِٱتِّبَاعِ إِرْشَادِهِ ٱلْحُبِّيِّ. يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «تَسْمَعُ أُذُنَاكَ كَلِمَةً خَلْفَكَ تَقُولُ: ‹هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا›، حِينَ تَمِيلُ إِلَى ٱلْيَمِينِ، وَحِينَ تَمِيلُ إِلَى ٱلْيَسَارِ». (اش ٣٠:٢٠، ٢١) وَٱلْيَوْمَ، ‹يَسْمَعُ› ٱلزَّوْجَانِ كَلِمَةَ يَهْوَهَ بِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ سَوِيًّا. (مز ١:١-٣) كَمَا أَنَّهُمَا يُعَزِّزَانِ عَلَاقَتَهُمَا عِنْدَمَا يَعْقِدَانِ بِٱنْتِظَامٍ عِبَادَةً عَائِلِيَّةً مُمْتِعَةً وَمُنْعِشَةً رُوحِيًّا. وَلِلصَّلَاةِ مَعًا كُلَّ يَوْمٍ أَهَمِّيَّتُهَا أَيْضًا فِي بِنَاءِ زَوَاجٍ يَصْمُدُ فِي وَجْهِ هَجَمَاتِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.
حِينَ يَنْهَمِكُ ٱلزَّوْجَانِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ مَعًا، يَتَّحِدَانِ بِٱللّٰهِ وَوَاحِدُهُمَا بِٱلْآخَرِ وَيَنْعَمَانِ بِزَوَاجٍ سَعِيدٍ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٥، ٦.)
٦ يُخْبِرُ غِيرْهَارْت مِنْ أَلْمَانِيَا: «حِينَ تُعَكِّرُ ٱلْمَشَاكِلُ وَإِسَاءَاتُ ٱلْفَهْمِ صَفْوَ فَرَحِنَا، تُسَاعِدُنَا ٱلْمَشُورَةُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلصَّبْرَ وَنَعْتَادَ ٱلْمُسَامَحَةَ. فَلَا غِنَى عَنْ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ فِي ٱلزَّوَاجِ ٱلنَّاجِحِ». وَكُلَّمَا سَعَى ٱلطَّرَفَانِ جَاهِدَيْنِ لِإِبْقَاءِ يَهْوَهَ ثَالِثَهُمَا عَبْرَ ٱلِٱنْهِمَاكِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ مَعًا، ٱتَّحَدَا بِهِ وَوَاحِدُهُمَا بِٱلْآخَرِ فِي رِبَاطٍ وَثِيقٍ يَمْنَحُ ٱلسَّعَادَةَ.
أَيُّهَا ٱلزَّوْجُ، مَارِسْ دَوْرَكَ ٱلرِّئَاسِيَّ بِمَحَبَّةٍ
٧ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُمَارِسَ ٱلزَّوْجُ دَوْرَهُ ٱلرِّئَاسِيَّ؟
٧ إِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي يَتَوَلَّى بِهَا ٱلزَّوْجُ رِئَاسَتَهُ تَلْعَبُ دَوْرًا كَبِيرًا فِي بِنَاءِ زَوَاجٍ رَاسِخٍ وَسَعِيدٍ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «رَأْسُ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ ٱلْمَسِيحُ، وَرَأْسُ ٱلْمَرْأَةِ هُوَ ٱلرَّجُلُ». (١ كو ١١:٣) وَيُظْهِرُ سِيَاقُ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ أَنَّ عَلَى ٱلزَّوْجِ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِيَسُوعَ فِي كُلِّ ٱلْمَجَالَاتِ، بِمَا فِي ذٰلِكَ مُمَارَسَةُ دَوْرِهِ ٱلرِّئَاسِيِّ. فَيَسُوعُ، ٱلَّذِي هُوَ رَأْسُ ٱلرَّجُلِ، لَمْ يَتَّصِفْ قَطُّ بِٱلِٱسْتِبْدَادِ أَوِ ٱلْقَسْوَةِ. بَلْ كَانَ دَائِمًا مُحِبًّا، لَطِيفًا، مُتَفَهِّمًا، وَدِيعًا، وَمُتَّضِعَ ٱلْقَلْبِ. — مت ١١:٢٨-٣٠.
٨ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلزَّوْجَ أَنْ يَكْسِبَ حُبَّ وَٱحْتِرَامَ زَوْجَتِهِ؟
٨ وَٱلزَّوْجُ ٱلْمَسِيحِيُّ لَا يَحْتَاجُ أَنْ يُطَالِبَ زَوْجَتَهُ بِٱلِٱحْتِرَامِ. فَهُوَ ‹يَبْقَى سَاكِنًا مَعَهَا بِحَسَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ›، أَيْ يُظْهِرُ لَهَا ٱلِٱعْتِبَارَ وَيَتَفَهَّمُهَا وَيُعْطِيهَا «كَرَامَةً كَإِنَاءٍ أَضْعَفَ». (١ بط ٣:٧) كَمَا أَنَّهُ يُكَلِّمُهَا بِٱحْتِرَامٍ وَيُعَامِلُهَا بِتَعَاطُفٍ، عَلَنًا وَعَلَى ٱنْفِرَادٍ، مُبَرْهِنًا أَنَّهَا غَالِيَةٌ عَلَى قَلْبِهِ. (ام ٣١:٢٨) وَهٰكَذَا يَكْسِبُ حُبَّهَا وَٱحْتِرَامَهَا وَيَلْمُسُ بَرَكَةَ يَهْوَهَ عَلَى زَوَاجِهِ.
أَيَّتُهَا ٱلزَّوْجَةُ، تَحَلَّيْ بِٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْخُضُوعِ
٩ كَيْفَ تُعْرِبُ ٱلزَّوْجَةُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْخُضُوعِ؟
٩ إِنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ غَيْرَ ٱلْأَنَانِيَّةِ ٱلَّتِي تَحْكُمُهَا ٱلْمَبَادِئُ تُسَاعِدُنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَوَاضَعَ تَحْتَ يَدِهِ ٱلْقَدِيرَةِ. (١ بط ٥:٦) وَتُظْهِرُ ٱلزَّوْجَةُ ٱلْمُذْعِنَةُ ٱحْتِرَامَهَا لِسُلْطَةِ يَهْوَهَ حِينَ تَكُونُ مُتَعَاوِنَةً وَدَاعِمَةً ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «أَيَّتُهَا ٱلزَّوْجَاتُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِأَزْوَاجِكُنَّ، كَمَا يَلِيقُ فِي ٱلرَّبِّ». (كو ٣:١٨) طَبْعًا، لَنْ تَكُونَ كُلُّ قَرَارَاتِ ٱلزَّوْجِ عَلَى كَيْفِ زَوْجَتِهِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلزَّوْجَةَ ٱلْخَاضِعَةَ تُذْعِنُ مَا دَامَتْ هٰذِهِ ٱلْقَرَارَاتُ لَا تَتَعَارَضُ مَعَ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ. — ١ بط ٣:١.
١٠ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تُظْهِرَ ٱلزَّوْجَةُ ٱلْإِذْعَانَ ٱلْحُبِّيَّ؟
١٠ تَحْظَى ٱلزَّوْجَةُ بِمَكَانَةٍ مُكَرَّمَةٍ بِصِفَتِهَا «شَرِيكَةَ» زَوْجِهَا. (مل ٢:١٤) فَهِيَ تُسْهِمُ مُسَاهَمَةً فَعَّالَةً فِي ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِ ٱلْعَائِلَةِ إِذْ تُعَبِّرُ عَنْ رَأْيِهَا وَمَشَاعِرِهَا بِٱحْتِرَامٍ وَتَبْقَى خَاضِعَةً فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ. وَٱلزَّوْجُ ٱلْحَكِيمُ يُعِيرُهَا أُذُنًا صَاغِيَةً. (ام ٣١:١٠-٣١) وَإِذْعَانُهَا ٱلْحُبِّيُّ هٰذَا يُعَزِّزُ بِدَوْرِهِ ٱلسَّعَادَةَ وَٱلسَّلَامَ وَٱلِٱنْسِجَامَ فِي ٱلْعَائِلَةِ، وَيَمْنَحُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْفَرَحَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ. — اف ٥:٢٢؛ ٦:١-٣.
سَامِحْ شَرِيكَكَ بِغَيْرِ حِسَابٍ
١١ لِمَ ٱلْمُسَامَحَةُ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟
١١ تُشَكِّلُ ٱلْمُسَامَحَةُ أَحَدَ ٱلْمُقَوِّمَاتِ ٱلْبَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لِزَوَاجٍ مَدِيدٍ. فَعِنْدَمَا يُوَاظِبُ ٱلشَّرِيكَانِ عَلَى ‹تَحَمُّلِ وَمُسَامَحَةِ بَعْضِهِمَا بَعْضًا›، يَزْدَادُ رِبَاطُهُمَا ٱلزَّوْجِيُّ مَتَانَةً. (كو ٣:١٣) مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَتَخَلْخَلُ هٰذَا ٱلرِّبَاطُ حِينَ يَحْفَظَانِ سِجِلًّا بِٱلْإِسَاءَاتِ ٱلْقَدِيمَةِ وَيَتَسَلَّحَانِ بِهَا عِنْدَمَا تَنْشَأُ بَيْنَهُمَا خِلَافَاتٌ جَدِيدَةٌ. فَٱلْحِقْدُ وَٱلِٱسْتِيَاءُ هُمَا مِثْلُ ٱلشُّقُوقِ ٱلَّتِي تُضْعِفُ تَمَاسُكَ ٱلْبِنَاءِ. وَكُلَّمَا نَمَيَا فِي ٱلْقَلْبِ، صَعُبَتِ ٱلْمُسَامَحَةُ. أَمَّا حِينَ يَغْفِرُ ٱلزَّوْجُ وَٱلزَّوْجَةُ وَاحِدُهُمَا لِلْآخَرِ كَمَا يَغْفِرُ لَهُمَا يَهْوَهُ، تَقْوَى عَلَاقَتُهُمَا وَتَتَرَسَّخُ. — مي ٧:١٨، ١٩.
١٢ مَاذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ «كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا»؟
١٢ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ «لَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ»، حَتَّى إِنَّهَا «تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا». (١ كو ١٣:٤، ٥؛ اقرأ ١ بطرس ٤:٨.) بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، تَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ أَنْ نَغْفِرَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. فَعِنْدَمَا سَأَلَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ كَمْ مَرَّةً يَجِبُ أَنْ يَغْفِرَ لِأَخِيهِ، أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً». (مت ١٨:٢١، ٢٢) وَقَدْ أَظْهَرَ بِذٰلِكَ أَنْ لَا حُدُودَ تَقْرِيبًا لِعَدَدِ مَرَّاتِ ٱلْمُسَامَحَةِ. — ام ١٠:١٢.a
١٣ كَيْفَ يُحَارِبُ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْمَيْلَ إِلَى عَدَمِ ٱلْمُسَامَحَةِ؟
١٣ تَذْكُرُ أَنِيت: «إِنَّ ٱمْتِنَاعَ ٱلزَّوْجَيْنِ عَنِ ٱلْمُسَامَحَةِ يُوَلِّدُ بَيْنَهُمَا ٱلِٱسْتِيَاءَ وَقِلَّةَ ٱلثِّقَةِ، وَمَشَاعِرُ كَهٰذِهِ سُمٌّ يَفْتِكُ بِٱلزَّوَاجِ. وَلٰكِنْ حِينَ يَعْتَادَانِ ٱلْغُفْرَانَ، تَقْوَى عَلَاقَتُهُمَا وَيَقْتَرِبَانِ وَاحِدُهُمَا مِنَ ٱلْآخَرِ». فَإِذَا كَانَ لَدَيْكَ مَيْلٌ إِلَى عَدَمِ ٱلْمُسَامَحَةِ، فَحَارِبْهُ بِتَنْمِيَةِ مَوْقِفٍ عَقْلِيٍّ يَدْفَعُكَ إِلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱلشُّكْرِ وَٱلتَّقْدِيرِ. اِمْدَحْ رَفِيقَ زَوَاجِكَ بِصِدْقٍ فِي كُلِّ فُرْصَةٍ سَانِحَةٍ. (كو ٣:١٥) عِنْدَئِذٍ تَنْعَمُ مَعَهُ بِرَاحَةِ ٱلْبَالِ، وَٱلْوَحْدَةِ، وَٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَمْنَحُهَا ٱللّٰهُ لِمَنْ تَكُونُ ٱلْمُسَامَحَةُ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِهِ. — رو ١٤:١٩.
طَبِّقِ ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ
١٤، ١٥ مَا هِيَ ٱلْقَاعِدَةُ ٱلذَّهَبِيَّةُ، وَكَيْفَ تُفِيدُ عَمَلِيًّا فِي ٱلزَّوَاجِ؟
١٤ أَنْتَ تَرْغَبُ دُونَ شَكٍّ أَنْ يُعَامِلَكَ ٱلْآخَرُونَ بِٱحْتِرَامٍ وَيَصُونُوا كَرَامَتَكَ. وَيُسِرُّكَ أَنْ تَرَاهُمْ يُصْغُونَ إِلَى أَفْكَارِكَ وَيَأْخُذُونَ مَشَاعِرَكَ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ. وَلٰكِنْ لَعَلَّكَ سَمِعْتَ أَحَدًا تَأَذَّى يَقُولُ: «سَأَكِيلُ لَهُ بِٱلْمِثْلِ». صَحِيحٌ أَنَّ رَدَّ ٱلْفِعْلِ هٰذَا طَبِيعِيٌّ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَحُثُّنَا: «لَا تَقُلْ: ‹كَمَا فَعَلَ بِي هٰكَذَا أَفْعَلُ بِهِ›». (ام ٢٤:٢٩) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، أَوْصَى يَسُوعُ بِطَرِيقَةٍ إِيجَابِيَّةٍ لِحَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ. وَوَصِيَّتُهُ هٰذِهِ مَشْهُورَةٌ جِدًّا بِحَيْثُ تُدْعَى غَالِبًا ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ. تَقُولُ: «كَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمْ، كَذٰلِكَ ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ بِهِمْ». (لو ٦:٣١) وَقَدْ قَصَدَ يَسُوعُ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ كَمَا نُرِيدُ أَنْ يُعَامِلُونَا وَأَلَّا نُبَادِلَ ٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْفَظَّةَ بِمِثْلِهَا. وَفِي ٱلزَّوَاجِ، يَعْنِي ذٰلِكَ أَنْ نَبْذُلَ فِي سَبِيلِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ مَا نَرْجُو أَنْ نَنَالَهُ مِنْهَا.
١٥ لِذَا عَلَى ٱلزَّوْجَيْنِ أَنْ يُرَاعِيَا وَاحِدُهُمَا مَشَاعِرَ ٱلْآخَرِ. يَقُولُ زَوْجٌ مِنْ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا: «نَحْنُ نُحَاوِلُ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ. صَحِيحٌ أَنَّنَا نَغْضَبُ أَحْيَانًا، لٰكِنَّنَا نَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِنُعَامِلَ بَعْضُنَا بَعْضًا مِثْلَمَا نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلَ، أَيْ بِٱحْتِرَامٍ وَكَرَامَةٍ».
١٦ أَيَّةُ أَفْعَالٍ يَجِبُ عَلَى رَفِيقَيِ ٱلزَّوَاجِ تَجَنُّبُهَا؟
١٦ بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، لَا تَفْضَحْ نِقَاطَ ضَعْفِ شَرِيكِكَ أَوْ تَنِقَّ طَوَالَ ٱلْوَقْتِ بِشَأْنِ طِبَاعِهِ وَعَادَاتِهِ ٱلَّتِي لَا تُعْجِبُكَ، وَلَا حَتَّى مِنْ بَابِ ٱلْمُزَاحِ. أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ ٱلزَّوَاجَ لَيْسَ مُنَافَسَةً تَكْشِفُ أَيُّكُمَا ٱلْأَقْوَى، ٱلْأَعْلَى صَوْتًا، أَوِ ٱلْأَبْرَعُ فِي قَوْلِ مُلَاحَظَاتٍ جَارِحَةٍ. صَحِيحٌ أَنَّ لِكِلَا ٱلطَّرَفَيْنِ عُيُوبًا قَدْ تُزْعِجُ ٱلْآخَرَ، وَلٰكِنْ مَا مِنْ سَبَبٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ يُبَرِّرُ لِأَيٍّ مِنْهُمَا أَنْ يُوَجِّهَ لِرَفِيقِهِ كَلَامًا تَهَكُّمِيًّا وَمُحَقِّرًا، أَوِ ٱلْأَسْوَأُ أَنْ يَدْفَعَهُ بِقُوَّةٍ أَوْ يَضْرِبَهُ. — اقرإ الامثال ١٧:٢٧؛ ٣١:٢٦.
١٧ كَيْفَ يُطَبِّقُ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ؟
١٧ فِي بَعْضِ ٱلْمُجْتَمَعَاتِ، يُعْتَبَرُ ٱلِٱسْتِقْوَاءُ عَلَى ٱلنِّسَاءِ أَوْ ضَرْبُهُنَّ دَلِيلًا عَلَى ٱلرُّجُولَةِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ: «اَلْبَطِيءُ ٱلْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ ٱلْجَبَّارِ، وَٱلضَّابِطُ رُوحَهُ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَسْتَوْلِي عَلَى مَدِينَةٍ». (ام ١٦:٣٢) فَعَلَى ٱلرَّجُلِ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلْقُوَّةِ وَٱلتَّصْمِيمِ عَلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ لِيَضْبِطَ نَفْسَهُ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، أَعْظَمِ رَجُلٍ عَاشَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. أَمَّا ٱلَّذِي يُسِيءُ إِلَى زَوْجَتِهِ شَفَهِيًّا أَوْ جَسَدِيًّا، فَهُوَ بَعِيدٌ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنِ ٱلرُّجُولَةِ، وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُ يَخْسَرُ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ. كَتَبَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ ٱلَّذِي كَانَ رَجُلًا قَوِيًّا وَشُجَاعًا: «اِغْضَبُوا، وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا. تَكَلَّمُوا فِي قُلُوبِكُمْ، عَلَى فِرَاشِكُمْ، وَٱسْكُتُوا». — مز ٤:٤.
‹اِلْبَسِ ٱلْمَحَبَّةَ›
١٨ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱلِٱسْتِمْرَارُ فِي تَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ؟
١٨ اقرأ ١ كورنثوس ١٣:٤-٧. اَلْمَحَبَّةُ هِيَ ٱلرَّكِيزَةُ ٱلْأَهَمُّ فِي ٱلزَّوَاجِ. تَحُثُّنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ. وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا، ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ». (كو ٣:١٢، ١٤) فَٱلْمَحَبَّةُ إِلَى حَدِّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ، كَمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ، هِيَ ٱلَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ مُقَوِّمَاتِ ٱلزَّوَاجِ ٱلْمَتِينِ وَتَعْمَلُ عَلَى تَمَاسُكِهِ. وَزَوَاجٌ كَهٰذَا يَصْمُدُ فِي وَجْهِ ٱلْعُيُوبِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْمُزْعِجَةِ، ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ ٱلْمُؤْلِمَةِ، ٱلْأَزَمَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلْمُقْلِقَةِ، وَٱلِٱحْتِكَاكَاتِ مَعَ ٱلْحَمَوَيْنِ.
١٩، ٢٠ (أ) كَيْفَ يَنْجَحُ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ فِي بِنَاءِ زَوَاجٍ سَعِيدٍ وَمَتِينٍ؟ (ب) مَاذَا تَتَنَاوَلُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٩ إِذًا يَتَطَلَّبُ إِنْجَاحُ ٱلزَّوَاجِ مَحَبَّةً، وَإِخْلَاصًا، وَتَفَانِيًا، وَجُهُودًا جِدِّيَّةً. لِذَا عَلَى ٱلزَّوْجَيْنِ أَنْ يَسْعَيَا لِيَكُونَ رِبَاطُ زَوَاجِهِمَا قَوِيًّا مَشْدُودًا، وَلَيْسَ بِٱلْكَادِ مَعْقُودًا. عِنْدَئِذٍ لَنْ يَلْجَأَا إِلَى فَكِّهِ حَالَمَا تَدُقُّ ٱلْمَشَاكِلُ بَابَهُمَا. فَٱلزَّوْجَانِ ٱلْوَلِيَّانِ لِيَهْوَهَ وَٱلْوَفِيَّانِ وَاحِدُهُمَا لِلْآخَرِ يَحُلَّانِ ٱلْخِلَافَاتِ فِي إِطَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِأَنَّ «ٱلْمَحَبَّةَ لَا تَفْنَى أَبَدًا». — ١ كو ١٣:٨؛ مت ١٩:٥، ٦؛ عب ١٣:٤.
٢٠ إِنَّ بِنَاءَ زَوَاجٍ سَعِيدٍ وَمَتِينٍ هُوَ تَحَدٍّ كَبِيرٌ، لَا سِيَّمَا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي «أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ». (٢ تي ٣:١) إِلَّا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ بِعَوْنِ يَهْوَهَ. مَعَ ذٰلِكَ، عَلَى ٱلْمُتَزَوِّجِينَ أَنْ يُحَارِبُوا ٱلْفَسَادَ ٱلْأَخْلَاقِيَّ ٱلْمُتَفَشِّيَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَرَى كَيْفَ لَهُمْ أَنْ يُعَزِّزُوا دِفَاعَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَةَ لِحِمَايَةِ زَوَاجِهِمْ مِنْ هٰذَا ٱلْخَطَرِ.
a صَحِيحٌ أَنَّ عَلَى ٱلشَّرِيكَيْنِ أَنْ يُسَامِحَا وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ وَيَعْمَلَا عَلَى حَلِّ خِلَافَاتِهِمَا، وَلٰكِنْ فِي حَالِ زَنَى أَحَدُهُمَا، يُعْطِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلطَّرَفَ ٱلْبَرِيءَ ٱلْحَقَّ أَنْ يَخْتَارَ بَيْنَ ٱلْمُسَامَحَةِ وَٱلطَّلَاقِ. (مت ١٩:٩) اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ: «وُجْهَةُ نَظَرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: اَلزِّنَا — هَلْ يَجِبُ أَنْ أَغْفِرَ أَمْ لَا؟» فِي عَدَدِ ٨ آبَ (أُغُسْطُس) ١٩٩٥ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!.
-
-
حصِّن زواجك بمساعدة يهوهبرج المراقبة ٢٠١٥ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
حَصِّنْ زَوَاجَكَ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ
«إِنْ لَمْ يَحْفَظْ يَهْوَهُ ٱلْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا يَسْهَرُ ٱلْحَارِسُ». — مز ١٢٧:١ب.
١، ٢ (أ) كَيْفَ ضَيَّعَ ٠٠٠,٢٤ إِسْرَائِيلِيٍّ بَرَكَاتٍ رَائِعَةً مِنْ يَدِهِمْ؟ (ب) لِمَ تَهُمُّنَا هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱلْيَوْمَ؟
قُبَيْلَ دُخُولِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، ٱرْتَكَبَ عَشَرَاتُ آلَافِ ٱلرِّجَالِ ‹ٱلْفِسْقَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ›، مَا أَدَّى إِلَى هَلَاكِ ٠٠٠,٢٤ عَلَى يَدِ يَهْوَهَ. فَيَا لَهَا مِنْ نَتِيجَةٍ مُؤْسِفَةٍ! لَقَدْ كَانَتْ تَفْصِلُهُمْ شَعْرَةٌ عَنْ نَيْلِ مِيرَاثِهِمِ ٱلَّذِي ٱنْتَظَرُوهُ طَوِيلًا. إِلَّا أَنَّهُمْ ضَيَّعُوا كُلَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرَّائِعَةِ مِنْ يَدِهِمْ بِٱسْتِسْلَامِهِمْ لِهٰذَا ٱلْإِغْرَاءِ. — عد ٢٥:١-٥، ٩.
٢ لَقَدْ كُتِبَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱلْمَأْسَاوِيَّةُ «تَحْذِيرًا لَنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ». (١ كو ١٠:٦-١١) فَنَحْنُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ نَعِيشُ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلْخِتَامِيِّ مِنَ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» وَنَقِفُ عَلَى عَتَبَةِ عَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ. (٢ تي ٣:١؛ ٢ بط ٣:١٣) وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُحْزِنِ أَنَّ بَعْضَ عُبَّادِ يَهْوَهَ لَا يَلْتَزِمُونَ جَانِبَ ٱلْحَذَرِ، فَيَقَعُونَ فِي شَرَكِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ وَيَحْصُدُونَ عَوَاقِبَهُ ٱلْمُرَّةَ. كَمَا أَنَّهُمْ يُعَرِّضُونَ أَنْفُسَهُمْ لِخَسَارَةِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.
٣ لِمَ يَحْتَاجُ ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ إِلَى تَوْجِيهِ يَهْوَهَ وَحِمَايَتِهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ بِمَا أَنَّ ٱلْهَوَسَ بِٱلْجِنْسِ وَبَأٌ مُتَفَشٍّ فِي عَالَمِنَا ٱلْيَوْمَ، يَحْتَاجُ ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ إِلَى تَوْجِيهِ يَهْوَهَ وَحِمَايَتِهِ كَيْ يَحْفَظُوا زَوَاجَهُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْخَطَرِ. (اقرإ المزمور ١٢٧:١.) لِذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ يُمْكِنُ تَحْصِينُ ٱلزَّوَاجِ مِنْ خِلَالِ صَوْنِ ٱلْقَلْبِ، ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَهَ، لُبْسِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ، ٱلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ، وَتَأْدِيَةِ ٱلْوَاجِبِ ٱلزَّوْجِيِّ.
صَوْنُ ٱلْقَلْبِ
٤ كَيْفَ يَقَعُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْخَطِيَّةِ؟
٤ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَنْجَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى سُلُوكٍ فَاسِدٍ أَخْلَاقِيًّا؟ غَالِبًا مَا تَكُونُ ٱلْعَيْنُ هِيَ ٱلشَّرَارَةَ ٱلْأُولَى. ذَكَرَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ». (مت ٥:٢٧، ٢٨؛ ٢ بط ٢:١٤) فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقَعُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ يُضْعِفُونَ دِفَاعَاتِهِمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةَ بِرُؤْيَةِ صُوَرٍ وَأَفْلَامٍ إِبَاحِيَّةٍ، قِرَاءَةِ مُؤَلَّفَاتٍ مُثِيرَةٍ جِنْسِيًّا، أَوْ مُشَاهَدَةِ مَوَادَّ فَاحِشَةٍ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت. أَمَّا آخَرُونَ فَيَتَفَرَّجُونَ عَلَى أَفْلَامٍ وَمَسْرَحِيَّاتٍ وَبَرَامِجَ تِلِفِزْيُونِيَّةٍ فَاضِحَةٍ جِنْسِيًّا. هٰذَا وَإِنَّ ٱلْبَعْضَ يَرْتَادُونَ ٱلْمَلَاهِيَ ٱللَّيْلِيَّةَ، نَوَادِيَ ٱلتَّعَرِّي، أَوْ مَرَاكِزَ لِلتَّدْلِيكِ ٱلشَّهْوَانِيِّ.
٥ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَصُونَ قَلْبَنَا؟
٥ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يَسْتَسْلِمُ ٱلْبَعْضُ لِلْإِغْرَاءِ لِأَنَّهُمْ يَلْتَفِتُونَ إِلَى ٱلشَّخْصِ غَيْرِ ٱلْمُنَاسِبِ بَحْثًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ. فَفِي عَالَمٍ تَنْقُصُهُ ٱلرَّوَادِعُ وَيَسْتَلِذُّ بِكُلِّ أَشْكَالِ ٱلْفَسَادِ، مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا عَلَى قَلْبٍ مُخَادِعٍ يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ أَنْ يُنَمِّيَ مَشَاعِرَ رُومَنْطِيقِيَّةً تِجَاهَ شَخْصٍ غَيْرِ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ. (اقرأ ارميا ١٧:٩، ١٠.) قَالَ يَسُوعُ: «مِنَ ٱلْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ، وَقَتْلٌ، وَزِنًى، وَعَهَارَةٌ». — مت ١٥:١٩.
٦، ٧ (أ) كَيْفَ يَقُودُ ٱلْقَلْبُ ٱلْغَدَّارُ ٱلشَّخْصَ إِلَى مَسْلَكٍ خَاطِئٍ؟ (ب) مَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى تَجَنُّبِ ٱلِٱنْحِطَاطِ ٱلْأَخْلَاقِيِّ؟
٦ بِمُجَرَّدِ أَنْ تَتَأَصَّلَ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ فِي ٱلْقَلْبِ ٱلْغَدَّارِ، يَجِدُ شَخْصَانِ يَتَبَادَلَانِ ٱلْإِعْجَابَ أَنَّهُمَا يَتَحَادَثَانِ فِي مَوَاضِيعَ لَا يُحْكَى فِيهَا إِلَّا مَعَ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ. وَسُرْعَانَ مَا يَبْدَآنِ بِخَلْقِ عُذْرٍ تِلْوَ ٱلْآخَرِ لِيَكُونَا مَعًا، فَتَتَكَرَّرُ لِقَاءَاتُهُمَا ٱلَّتِي تَبْدُو فِي ٱلظَّاهِرِ بَرِيئَةً وَمِنْ دُونِ مِيعَادٍ. وَفِيمَا تَقْوَى مَشَاعِرُهُمَا، يَضْعُفُ تَصْمِيمُهُمَا عَلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ. فَيَتَمَادَيَانِ أَكْثَرَ فِي هٰذَا ٱلْمَسْلَكِ ٱلْأَثِيمِ، مَا يُصَعِّبُ عَلَيْهِمَا ٱلتَّوَقُّفَ مَعَ أَنَّهُمَا يَعْرِفَانِ أَنَّ عَلَاقَتَهُمَا خَاطِئَةٌ. — ام ٧:٢١، ٢٢.
٧ وَشَيْئًا فَشَيْئًا، تَتَدَاعَى تَحْصِينَاتُهُمَا ٱلرُّوحِيَّةُ حِينَ تَتَحَوَّلُ ٱلرَّغَبَاتُ وَٱلْأَحَادِيثُ غَيْرُ ٱللَّائِقَةِ إِلَى مَسْكِ ٱلْأَيْدِي، تَبَادُلِ ٱلْقُبَلِ، ٱلْمُلَامَسَةِ، ٱلْعِنَاقِ وَٱلتَّقْبِيلِ ٱلْمُثِيرَيْنِ جِنْسِيًّا، وَتَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي تَقْتَصِرُ عَلَى رُفَقَاءِ ٱلزَّوَاجِ. وَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، ‹تَجْتَذِبُهُمَا وَتُغْرِيهِمَا [أَيْ، تَصْطَادُهُمَا كَمَا لَوْ بِطُعْمٍ] شَهْوَتُهُمَا›. وَٱلشَّهْوَةُ حِينَ تَخْصَبُ «تَلِدُ خَطِيَّةً»، أَيْ زِنًى فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ. (يع ١:١٤، ١٥) فَيَا لَهَا مِنْ نَتِيجَةٍ مَأْسَاوِيَّةٍ! وَلٰكِنْ كَانَ فِي وِسْعِ ٱلطَّرَفَيْنِ أَنْ يَتَفَادَيَا كُلَّ هٰذَا ٱلِٱنْحِطَاطِ ٱلْأَخْلَاقِيِّ لَوْ سَمَحَا لِيَهْوَهَ أَنْ يُعَزِّزَ ٱحْتِرَامَهُمَا لِقُدْسِيَّةِ ٱلزَّوَاجِ. فَكَيْفَ يَفْعَلَانِ ذٰلِكَ؟
اَلِٱقْتِرَابُ إِلَى يَهْوَهَ
٨ كَيْفَ تُحَصِّنُنَا ٱلصَّدَاقَةُ مَعَ يَهْوَهَ ضِدَّ ٱلْفَسَادِ؟
٨ اقرإ المزمور ٩٧:١٠. إِنَّ ٱلصَّدَاقَةَ مَعَ يَهْوَهَ حَصَانَةٌ قَوِيَّةٌ ضِدَّ ٱلْفَسَادِ. فَعِنْدَمَا نَتَعَلَّمُ عَنْ صِفَاتِهِ ٱلَّتِي تَجْذِبُنَا إِلَيْهِ وَنَسْعَى أَنْ ‹نَقْتَدِيَ بِهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ وَنَسِيرَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ›، نَتَسَلَّحُ بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ لِنَرْفُضَ «ٱلْعَهَارَةَ وَٱلنَّجَاسَةَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ». (اف ٥:١-٤) وَحِينَ يُبْقِي رُفَقَاءُ ٱلزَّوَاجِ فِي بَالِهِمْ أَنَّ «ٱللّٰهَ سَيَدِينُ ٱلْعَاهِرِينَ وَٱلزُّنَاةَ»، يَعْمَلُونَ جَاهِدِينَ لِيُحَافِظُوا عَلَى زَوَاجِهِمْ مُكَرَّمًا وَبِلَا دَنَسٍ. — عب ١٣:٤.
٩ (أ) لِمَ نَجَحَ يُوسُفُ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلْإِغْرَاءِ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يُوسُفَ؟
٩ يُضْعِفُ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ دِفَاعَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةَ بِمُعَاشَرَةِ زُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ بَعْدَ سَاعَاتِ ٱلدَّوَامِ. وَقَدْ يَتَعَرَّضُونَ لِلْإِغْرَاءَاتِ خِلَالَ ٱلدَّوَامِ أَيْضًا. وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ ٱلشَّابِّ ٱلْوَسِيمِ يُوسُفَ. فَبَيْنَمَا كَانَ فِي مَكَانِ عَمَلِهِ، لَاحَظَ أَنَّ زَوْجَةَ سَيِّدِهِ مَفْتُونَةٌ بِهِ. وَقَدْ حَاوَلَتْ يَوْمًا فَيَوْمًا إِغْرَاءَهُ بِمُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَهَا. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، «أَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: ‹اِضْطَجِعْ مَعِي!›». غَيْرَ أَنَّ يُوسُفَ نَجَحَ فِي ٱلْإِفْلَاتِ مِنْهَا. فَمَاذَا سَاعَدَهُ عَلَى إِبْقَاءِ دِفَاعَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ حَصِينَةً فِي وَجْهِ هٰذَا ٱلْإِغْرَاءِ ٱلْقَوِيِّ؟ إِنَّ تَصْمِيمَهُ ٱلرَّاسِخَ أَلَّا يُفْسِدَ عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ صَانَ طَهَارَتَهُ وَٱسْتِقَامَتَهُ. صَحِيحٌ أَنَّهُ فَقَدَ عَمَلَهُ وَسُجِنَ ظُلْمًا بِسَبَبِ مَوْقِفِهِ ٱلثَّابِتِ هٰذَا، لٰكِنَّ يَهْوَهَ بَارَكَهُ بِسَخَاءٍ. (تك ٣٩:١-١٢؛ ٤١:٣٨-٤٣) وَيَتَعَلَّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ مِثَالِهِ أَلَّا يَتَوَاجَدُوا مَعَ غَيْرِ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ فِي أَيِّ وَضْعٍ يُغْرِي بِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ، سَوَاءٌ فِي ٱلْعَمَلِ أَوْ عَلَى ٱنْفِرَادٍ.
لُبْسُ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ
١٠ كَيْفَ تَحْمِينَا ٱلشَّخْصِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ مِنَ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ؟
١٠ بِمَا أَنَّ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ «خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ»، فَهِيَ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَصَانَةِ رُفَقَاءِ ٱلزَّوَاجِ ٱلرُّوحِيَّةِ. (اف ٤:٢٤) فَٱلَّذِينَ يَلْبَسُونَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ‹يُمِيتُونَ› أَعْضَاءَهُمْ «مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلنَّجَاسَةِ، ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ، ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي، وَٱلطَّمَعِ». (اقرأ كولوسي ٣:٥، ٦.) وَتُشِيرُ كَلِمَةُ «أَمِيتُوا» أَنَّ عَلَيْنَا ٱتِّخَاذَ إِجْرَاءَاتٍ حَازِمَةٍ لِمُحَارَبَةِ رَغَبَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلْخَاطِئَةِ، فَنَتَجَنَّبُ كُلَّ مَا قَدْ يُثِيرُ فِينَا رَغْبَةً جِنْسِيَّةً تِجَاهَ شَخْصٍ لَيْسَ رَفِيقَ زَوَاجِنَا. (اي ٣١:١) وَحِينَ نَحْيَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، نَتَعَلَّمُ أَنْ ‹نَمْقُتَ مَا هُوَ شَرٌّ، وَنَلْتَصِقَ بِمَا هُوَ صَالِحٌ›. — رو ١٢:٢، ٩.
١١ كَيْفَ تُعَزِّزُ ٱلشَّخْصِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ رِبَاطَ ٱلزَّوَاجِ؟
١١ تَعْكِسُ ٱلشَّخْصِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ «صُورَةَ ٱلَّذِي خَلَقَهَا»، يَهْوَهَ ٱللّٰهِ. (كو ٣:١٠) فَحِينَ يُحَصِّنُ ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ دِفَاعَاتِهِمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةَ بِلُبْسِ «عَوَاطِفِ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفِ، وَٱتِّضَاعِ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةِ، وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ»، يَحْصُدُونَ بَرَكَاتٍ وَلَا أَرْوَعَ! (كو ٣:١٢) كَمَا أَنَّهُمْ يَنْعَمُونَ بِزَوَاجٍ أَكْثَرَ ٱنْسِجَامًا وَتَنَاغُمًا عِنْدَمَا ‹يَسُودُ فِي قُلُوبِهِمْ سَلَامُ ٱلْمَسِيحِ›. (كو ٣:١٥) وَ ‹حَنَانُهُمْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ› يَدْفَعُهُمْ بِكُلِّ سُرُورٍ أَنْ ‹يَأْخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ› وَاحِدِهِمِ ٱلْآخَرَ. — رو ١٢:١٠.
١٢ أَيَّةُ صِفَاتٍ تَرَى أَنَّ لَهَا دَوْرًا مُهِمًّا فِي إِنْجَاحِ ٱلزَّوَاجِ؟
١٢ حِينَ سُئِلَ أَخٌ ٱسْمُهُ سِيد عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي أَسْهَمَتْ فِي إِنْجَاحِ زَوَاجِهِ، أَجَابَ: «اَلْمَحَبَّةُ هِيَ ٱلصِّفَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي نَعْمَلُ دَوْمًا عَلَى تَنْمِيَتِهَا. وَ ٱلْوَدَاعَةُ أَيْضًا فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ». وَتُوَافِقُهُ زَوْجَتُهُ سُونِيَا ٱلرَّأْيَ وَتُضِيفُ قَائِلَةً: «اَللُّطْفُ صِفَةٌ جَوْهَرِيَّةٌ. كَمَا نُحَاوِلُ إِظْهَارَ ٱلتَّوَاضُعِ، مَعَ أَنَّنَا نَسْتَصْعِبُ ذٰلِكَ أَحْيَانًا».
اَلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ
١٣ أَيُّ عَامِلٍ يَلْعَبُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي ٱسْتِقْرَارِ ٱلزَّوَاجِ، وَلِمَاذَا؟
١٣ يَلْعَبُ ٱلْكَلَامُ ٱللَّطِيفُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي ٱسْتِقْرَارِ ٱلزَّوَاجِ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَتَحَدَّثُونَ بِٱحْتِرَامٍ وَتَهْذِيبٍ مَعَ ٱلْجَمِيعِ عَدَا رُفَقَاءِ زَوَاجِهِمْ. فَأَحْيَانًا، يَشُنُّ ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ حَرْبًا كَلَامِيَّةً بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِكُلِّ «مَرَارَةٍ وَغَضَبٍ وَسُخْطٍ وَصِيَاحٍ وَكَلَامِ إِهَانَةٍ»، مَا يُؤَدِّي إِلَى تَرَاخِي عَلَاقَتِهِمِ ٱلزَّوْجِيَّةِ. (اف ٤:٣١) لِذٰلِكَ بَدَلَ زَعْزَعَتِهَا بِٱلِٱنْتِقَادِ ٱلْمُتَوَاصِلِ وَٱلسُّخْرِيَةِ ٱلْجَارِحَةِ، عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَوُّوهَا بِكَلِمَاتٍ كُلُّهَا لُطْفٌ وَحَنَانٌ وَتَعَاطُفٌ. — اف ٤:٣٢.
١٤ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ؟
١٤ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ». (جا ٣:٧) لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي أَنْ يَحْتَجِبَ رُفَقَاءُ ٱلزَّوَاجِ وَرَاءَ جِدَارٍ مِنَ ٱلصَّمْتِ يَقْطَعُ خُطُوطَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلضَّرُورِيَّةَ. تُخْبِرُ زَوْجَةٌ مِنْ أَلْمَانِيَا: «فِي حَالَةٍ كَهٰذِهِ، ٱلصَّمْتُ يُؤْذِي رَفِيقَكَ». وَتُضِيفُ: «صَحِيحٌ أَنَّ تَمَالُكَ ٱلنَّفْسِ صَعْبٌ حِينَ تَتَوَتَّرُ ٱلْأَجْوَاءُ، وَلٰكِنْ لَيْسَ ٱلْحَلُّ أَنْ تُنَفِّسَ عَنْ غَضَبِكَ كَيْفَمَا تَشَاءُ. فَقَدْ تَقُولُ أَوْ تَفْعَلُ شَيْئًا مُتَهَوِّرًا يَجْرَحُ رَفِيقَ زَوَاجِكَ، وَهٰكَذَا تَصُبُّ ٱلزَّيْتَ عَلَى ٱلنَّارِ». فَعَلَى ٱلْمَدَى ٱلْبَعِيدِ، لَا ٱلصِّيَاحُ وَلَا ٱلْقَطِيعَةُ يَحُلَّانِ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلزَّوْجِيَّةَ. بِٱلْأَحْرَى، يُحَصِّنُ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ عَلَاقَتَهُمْ بِعَدَمِ ٱلسَّمَاحِ لِلْخِلَافَاتِ أَنْ تُصْبِحَ وَاقِعًا يَوْمِيًّا أَوْ تَجُرَّهُمْ إِلَى مُجَادَلَاتٍ لَا تَنْتَهِي.
١٥ كَيْفَ يُوَثِّقُ ٱلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ ٱلرِّبَاطَ ٱلزَّوْجِيَّ؟
١٥ يَتَوَثَّقُ ٱلرِّبَاطُ ٱلزَّوْجِيُّ حِينَ يُخَصِّصُ ٱلزَّوْجُ وَٱلزَّوْجَةُ ٱلْوَقْتَ لِتَبَادُلِ ٱلْأَفْكَارِ وَٱلْمَشَاعِرِ. لٰكِنَّ أُسْلُوبَ ٱلْكَلَامِ لَا يَقِلُّ أَهَمِّيَّةً أَبَدًا عَنْ مَضْمُونِهِ. لِذَا حَتَّى لَوْ تَأَزَّمَ ٱلْمَوْقِفُ بَيْنَهُمَا، فَلْيَسْعَيَا إِلَى إِظْهَارِ ٱللُّطْفِ، سَوَاءٌ بِنَبْرَةِ ٱلصَّوْتِ أَوْ بِٱخْتِيَارِ ٱلْكَلِمَاتِ. وَهٰكَذَا يَسْهُلُ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْغِيَا وَاحِدُهُمَا إِلَى ٱلْآخَرِ. (اقرأ كولوسي ٤:٦.) فَٱلْمُتَزَوِّجُونَ يُقَوُّونَ عَلَاقَتَهُمْ بِٱلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ حِينَ يَتَلَفَّظُونَ بِكُلِّ «مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ، لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً» لِرُفَقَاءِ زَوَاجِهِمْ. — اف ٤:٢٩.
يُقَوِّي ٱلزَّوْجُ وَٱلزَّوْجَةُ عَلَاقَتَهُمَا بِٱلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.)
تَأْدِيَةُ ٱلْوَاجِبِ ٱلزَّوْجِيِّ
١٦، ١٧ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُرَاعِيَ كُلٌّ مِنَ ٱلزَّوْجَيْنِ حَاجَاتِ شَرِيكِهِ ٱلْعَاطِفِيَّةَ وَٱلْجِنْسِيَّةَ؟
١٦ يُوَطِّدُ رُفَقَاءُ ٱلزَّوَاجِ عَلَاقَتَهُمْ أَيْضًا بِطَلَبِ مَصْلَحَةِ شَرِيكِهِمْ وَوَضْعِ ٱهْتِمَامَاتِهِ قَبْلَ ٱهْتِمَامَاتِهِمْ. (في ٢:٣، ٤) فَيَنْبَغِي لِلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ أَنْ يُرَاعِيَ كُلٌّ مِنْهُمَا حَاجَاتِ شَرِيكِهِ ٱلْعَاطِفِيَّةَ وَٱلْجِنْسِيَّةَ. — اقرأ ١ كورنثوس ٧:٣، ٤.
١٧ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ، يَمْتَنِعُ ٱلْبَعْضُ عَنْ إِظْهَارِ ٱلْحُبِّ وَيَتَجَنَّبُونَ ٱلتَّعَابِيرَ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْحَمِيمَةَ. هٰذَا وَيَظُنُّ بَعْضُ ٱلرِّجَالِ أَنَّ ٱلتَّعَامُلَ مَعَ ٱلزَّوْجَةِ بِرِقَّةٍ وَحَنَانٍ يَتَنَافَى مَعَ ٱلرُّجُولَةِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ: «أَنْتُمْ، أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، بِتَفَهُّمٍ سَاكِنُوا نِسَاءَكُمْ». (١ بط ٣:٧، ترجمة الكسليك) فَيَلْزَمُ أَنْ يَفْهَمَ ٱلزَّوْجُ أَنَّ تَأْدِيَةَ ٱلْوَاجِبِ ٱلزَّوْجِيِّ تَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ. فَحِينَ يَكُونُ مُحِبًّا وَحَنُونًا فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ، يُرَجَّحُ أَنْ تَفْرَحَ زَوْجَتُهُ أَكْثَرَ بِٱلْعَلَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ بَيْنَهُمَا. وَعِنْدَمَا يُظْهِرُ ٱلرَّفِيقَانِ كِلَاهُمَا ٱلِٱعْتِبَارَ وَٱلتَّفَهُّمَ، يَسْهُلُ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا سَدُّ حَاجَاتِ ٱلْآخَرِ ٱلْعَاطِفِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ.
١٨ كَيْفَ يُقَوِّي ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ رِبَاطَ زَوَاجِهِمْ؟
١٨ صَحِيحٌ أَنْ لَا مُبَرِّرَ لِلْخِيَانَةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ، لٰكِنَّ ٱلْفَرَاغَ ٱلْعَاطِفِيَّ قَدْ يَدْفَعُ أَحَدَ ٱلشَّرِيكَيْنِ إِلَى ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْحُبِّ وَٱلْعَلَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ خَارِجَ ٱلزَّوَاجِ. (ام ٥:١٨؛ جا ٩:٩) لِذٰلِكَ يَحُثُّ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ رَفِيقَيِ ٱلزَّوَاجِ: «لَا يَحْرِمْ أَحَدُكُمَا ٱلْآخَرَ ذٰلِكَ [ٱلْحَقَّ ٱلزَّوْجِيَّ]، إِلَّا عَلَى تَوَافُقٍ وَلِوَقْتٍ مُعَيَّنٍ». وَلِمَاذَا؟ «لِكَيْلَا يُجَرِّبَكُمَا ٱلشَّيْطَانُ لِعَدَمِ ضَبْطِ أَنْفُسِكُمَا». (١ كو ٧:٥) فَكَمْ هُوَ مُؤْسِفٌ أَنْ يَسْمَحَ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَسْتَغِلَّ ‹عَدَمَ ضَبْطِ أَنْفُسِهِمْ› وَيَجُرَّهُمْ إِلَى ٱلزِّنَى! بِٱلْمُقَابِلِ، حِينَ يَطْلُبُ كُلٌّ مِنْهُمْ لَا «مَنْفَعَةَ نَفْسِهِ بَلْ مَنْفَعَةَ غَيْرِهِ» وَيُوفِي شَرِيكَهُ حَقَّهُ ٱلزَّوْجِيَّ بِدَافِعِ ٱلْحُبِّ لَا ٱلْوَاجِبِ، فَعِنْدَئِذٍ تُقَوِّي ٱلْعَلَاقَةُ ٱلْحَمِيمَةُ رِبَاطَ ٱلزَّوَاجِ. — ١ كو ١٠:٢٤.
حِمَايَةُ ٱلزَّوَاجِ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ
١٩ عَلَامَ يَجِبُ أَنْ نُصَمِّمَ، وَلِمَاذَا؟
١٩ نَحْنُ نَقِفُ عَلَى عَتَبَةِ عَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ. لِذٰلِكَ فَمُقَاوَمَةُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ هِيَ مَسْأَلَةُ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ، مِثْلَمَا ٱتَّضَحَ فِي حَالَةِ ٱلْـ ٠٠٠,٢٤ إِسْرَائِيلِيٍّ فِي سُهُولِ مُوآبَ. فَبَعْدَمَا تَصِفُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةَ ٱلْمَأْسَاوِيَّةَ ٱلشَّائِنَةَ، تُحَذِّرُ: «مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَحْتَرِزْ لِئَلَّا يَسْقُطَ». (١ كو ١٠:١٢) فَكَمْ ضَرُورِيٌّ إِذًا أَنْ يُمَتِّنَ كُلٌّ مِنَّا رِبَاطَهُ ٱلزَّوْجِيَّ بِٱلْبَقَاءِ وَلِيًّا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَوَفِيًّا لِشَرِيكِهِ! (مت ١٩:٥، ٦) فَٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، عَلَيْنَا أَنْ ‹نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنُوجَدَ أَخِيرًا عِنْدَهُ بِلَا لَطْخَةٍ وَلَا شَائِبَةٍ فِي سَلَامٍ›. — ٢ بط ٣:١٣، ١٤.
-